رقية خشفه
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
إضاءات وملخص الأفكارالرئيسية لسورة الأنبياء مع روابط للحفظ والتثبيت
????الملخص العاشر ????
وهكذا خُتمت القصص بآية وحدة دعوة أمة النبين إلى دين واحد هو الإسلام عقيدة واحدة وهي التوحيد (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92)
ولكن ماهو موقف الأمم بعد أن جاءتهم الرسل بالتوحيد.؟
اختلفوا وأصبحوا شيعاً وأحزاباً
الطبري :
{ وَتُقَطَّعُوا أَمْرهمْ بَيْنهمْ كُلّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ } . يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَتَفَرَّقَ النَّاس فِي دِينهمْ الَّذِي أَمَرَهُمْ اللَّه بِهِ وَدَعَاهُمْ إِلَيْهِ , فَصَارُوا فِيهِ أَحْزَابًا ; فَهَوَّدَتْ الْيَهُود , وَتَنَصَّرَتْ النَّصَارَى وَعَبَدَتْ الْأَوْثَان . ثُمَّ أَخْبَرَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَمَّا هُمْ إِلَيْهِ صَائِرُونَ , وَأَنَّ مَرْجِع جَمِيع أَهْل الْأَدْيَان إِلَيْهِ ; مُتَوَعِّدًا بِذَلِكَ أَهْل الزَّيْغ مِنْهُمْ وَالضَّلَال , وَمُعَلِّمهمْ أَنَّهُ لَهُمْ بِالْمِرْصَادِ , وَأَنَّهُ مُجَازٍ جَمِيعهمْ جَزَاء الْمُحْسِن بِإِحْسَانِهِ وَالْمُسِيء بِإِسَاءَتِهِ
????للتثبيت????
ثم تلتها آية حددت من هو الثابت على الإيمان وعقيدة التوحيد
(فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ (94)
والقرآن دائماً يقرن بين الايمان والعمل الصالح كلما ذكر العمل والجزاء
ومن مقتضيات الإيمان أن ينبثق من القلب ويتحقق بالعمل الصالح
القرطبي:
مَنْ يَعْمَل شَيْئًا مِنْ الطَّاعَات فَرْضًا أَوْ نَفْلًا وَهُوَ مُوَحِّد مُسْلِم . وَقَالَ اِبْن عَبَّاس : مُصَدِّقًا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
لا كفران لسعيه :أَيْ لَا جُحُود لِعَمَلِهِ , لَا يَضِيع مثقال ذرة منه أَيْ كُلّ ذَلِكَ مَحْفُوظ لِيُجَازِيَ بِهِ يوم الحساب .
????لذلك أكددت الآية التالية وجوب الرجوع للحساب الى الله يوم القيامة
هذا إذا أخذنا بتأويل (أبي مسلم بن بحر )????
والله أعلم
(وحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95)
فهذا الرجوع إما أن يكون المراد منه الرجوع إلى الآخرة أو إلى الدنيا.
أما الأول: فيكون المعنى أن رجوعهم إلى الحياة في الدار الآخرة واجب، ويكون الغرض منه إبطال قول من ينكر البعث، وتحقيق ما تقدم أنه لا كفران لسعي أحد فإنه سبحانه سيعطيه الجزاء على ذلك يوم القيامة وهو تأويل أبي مسلم بن بحر.????
فمعنى ذلك أنه وجب رجوعهم الى الله وحسابهم.فجزاء هلاكها بالدنيا يعقبُه جزاء وحساب في الآخرة أيضاً والله أعلم .
أما القرطبي:
أَيْ وَحَرَام عَلَى قَرْيَة حَكَمْنَا بِاسْتِئْصَالِهَا , أَوْ بِالْخَتْمِ عَلَى قُلُوبهَا أَنْ يُتَقَبَّل مِنْهُمْ عَمَل لِأَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ أَيْ لَا يَتُوبُونَ ; قَالَهُ الزَّجَّاج وَأَبُو عَلِيّ ; وَ " لَا " غَيْر زَائِدَة . وَهَذَا هُوَ مَعْنَى قَوْل اِبْن عَبَّاس .
بمعنى أنه بعد الهلاك لاعودة إلى الحياة مرة أخرى. أي الدنيا
????
وبما أن السياق في الحساب والجزاء فتأتي الآيات مناسبة للسياق باقتراب الوعد الحق يوم الحساب يسبقه
????علامات الساعة بفتح سد يأجوج ومأجوج واقتراب الوعد الحق????
(حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97)
المراد بفتح سد يأجوج ومأجوج الذي بناه ذو القرنين وجُعِلَ خرابه علامة لقيام الساعة .
والقرآن يصف تدفق يأجوج ومأجوج من كل مرتفع من الأرض مسرعين الى الفساد في الأرض
والبيضاوي : يُعلق هذه الآية (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج) بالتي قبلها????
(وحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95)
وجبَ الرجوع إلى قيام الساعة وظهور علاماتها. وذلك بتدفق يأجوج ومأجوج في سرعة واضطراب بعد الهلاك واقتراب الوعد الحق
ثم يصف القرآن ملامح وتعابير وجوه الناس في هذا اليوم
فإذا أبصار الكافرين شاخصة أي مرتفعة أجفانها لاتكاد تطرف من هول ذلك اليوم العصيب يقولون ياحسرتنا لقد كنا في غفلة عن ذلك اليوم غافلين عما حذرتنا وذكرتنا به الرسل . بل كنا ظالمين لأنفسنا بإعراضنا عن الذكر ولكن الإعتراف جاء متأخراً.
وتطابق السياق مع أول آية من السورة
اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1)
????????
وبعد هذا الإعتراف يَصدر الحكم القاطع
بالنادمين والمتحسرين الظالمين المتأخرين ويعلل سبب ورودهم النار .
(إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آَلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99) لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ )
الطبري:
يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّكُمْ أَيّهَا الْمُشْرِكُونَ بِاَللَّهِ , الْعَابِدُونَ مِنْ دُونه الْأَوْثَان وَالْأَصْنَام , وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُون اللَّه مِنْ الْآلِهَة
(حَصَب جَهَنَّم } : وَقُودهَا .وقتادة يقول حطب جهنم يُقذفون بها
القرطبي:
وقوله تَعَالَى : " أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ " أَيْ فِيهَا دَاخِلُونَ . وَالْخِطَاب لِلْمُشْرِكِينَ عَبَدَة الْأَصْنَام ; أَيْ أَنْتُمْ وَارِدُوهَا مَعَ الْأَصْنَام . وَيَجُوز أَنْ يُقَال : الْخِطَاب لِلْأَصْنَامِ وَعَبَدَتهَا ; لِأَنَّ الْأَصْنَام وَإِنْ كَانَتْ جَمَادَات فَقَدْ يُخْبَر عَنْهَا بِكِنَايَاتِ الْآدَمِيِّينَ . وَقَالَ الْعُلَمَاء : لَا يَدْخُل فِي هَذَا عِيسَى وَلَا عُزَيْر وَلَا الْمَلَائِكَة صَلَوَات اللَّه عَلَيْهِمْ ; لِأَنَّ " مَا " لِغَيْرِ الْآدَمِيِّينَ . فَلَوْ أَرَادَ ذَلِكَ لَقَالَ : " وَمَنْ " . قَالَ الزَّجَّاج : وَلِأَنَّ الْمُخَاطَبِينَ بِهَذِهِ الْآيَة مُشْرِكُو مَكَّة دُون غَيْرهمْ .
ابن القيم :
لما نزلت هذه الآية شق على قريش أو أهل مكة وقالوا يشتم آلهتنا فجاء ابن الزبعري وقال للنبي صلى الله عليه وسلم : ألست تزعم أن الملائكة عباد ٌ صالحون وأن عيسى عبداً صالحاًوأن عزير عبدٌ صالح وهذه بنو مليحة تعبد الملائكة والنصارى تعبد عيسى وهذه البهود تعبد عزير .
فكيف يدخلون النار ؟
(وما) تعبدون لغير العاقل للأحجار والأوثان التي لاتعقل فهي غير مكلفة وناطقة فإنها حصب جهنم إهانة لها ولعابديها
الطبري:
( لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَة مَا وَرَدُوهَا } . يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ وَصَفَ صِفَتهمْ أَنَّهُمْ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْر مِنْ رَبّهمْ مُحْدَث إِلَّا اِسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ , وَهُمْ مُشْرِكُو قُرَيْش : أَنْتُمْ أَيّهَا الْمُشْرِكُونَ , وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُون اللَّه وَارِدُو جَهَنَّم , وَلَوْ كَانَ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُون اللَّه آلِهَة مَا وَرَدُوهَا , بَلْ كَانَتْ تَمْنَع مَنْ أَرَادَ أَنْ يُورِدكُمُوهَا إِذْ كُنْتُمْ لَهَا فِي الدُّنْيَا عَابِدِينَ , وَلَكِنَّهَا إِذْ كَانَتْ لَا نَفْع عِنْدهَا لِأَنْفُسِهَا وَلا عابديها.
ونتذكر الآية :(لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (39)
القرطبي:
وَالزَّفِير صَوْت نَفْس الْمَغْمُوم يَخْرُج مِنْ الْقَلْب .وَالْمَعْنَى وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ شَيْئًا ; لِأَنَّهُمْ يُحْشَرُونَ صُمًّا , كَمَا قَالَ اللَّه تَعَالَى : " وَنَحْشُرهُمْ يَوْم الْقِيَامَة عَلَى وُجُوههمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا )" [ الْإِسْرَاء : 97 ] . وَفِي سَمَاع الْأَشْيَاء رَوْح وَأُنْس , فَمَنَعَ اللَّه الْكُفَّار ذَلِكَ فِي النَّار .
وصلنا إلى????حال المؤمنين في الجنة
( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102) لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103)
ابن القيم :
الحسنى : التي سبقت من الله لأهل السعادة قبل وجودهم سبقت لهم في الذكر الأول سماهم مسلمين قبل وجودهم .
وَقَالَ مُحَمَّد بْن حَاطِب : سَمِعْت عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ يَقْرَأ هَذِهِ الْآيَة عَلَى الْمِنْبَر " إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى " فَقَالَ سَمِعْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : ( إِنَّ عُثْمَان مِنْهُمْ ) .وابن كثير قال : عثمان وأصحابه
ومعنى (حَسِيسَهَا)
أَيْ حَسّ النَّار وَحَرَكَة لَهَبهَا.
عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسهَا وَهُمْ فِيمَا اِشْتَهَتْ أَنْفُسهمْ خَالِدُونَ } يَقُول : لَا يَسْمَع أَهْل الْجَنَّة حَسِيس النَّار إِذَا نَزَلُوا مَنْزِلهمْ مِنْ الْجَنَّة .
وَقَوْله : { وَهُمْ فِيمَا اِشْتَهَتْ أَنْفُسهمْ خَالِدُونَ } يَقُول : وَهُمْ فِيمَا تَشْتَهِيه نُفُوسهمْ مِنْ نَعِيمهَا وَلَذَّاتهَا مَاكِثُونَ فِيهَا , لَا يَخَافُونَ زَوَالًا عَنْهَا وَلَا اِنْتِقَالًا عَنْهَا .
هؤلاء المؤمنون لايسمعون حتى صوتها الضعيف الخفيف وتتولى الملائكة استقبالهم بالترحيب
ولاينالهم الفزع الأكبر من اهوال يوم القيامة لأنهم آمنين مطمئنين.
????إذاً مَن الذي يحظى بالأمن من الفزع في هذا اليوم ؟. أجابت عنه الآية في النمل.
(مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89) ولم يقل من عمل بل قال من جاء .
من جاء بالحسنة واحتفظ بها الى يوم الفزع ولم يُضيعها بالغيبة وغير ذلك من السيئات
قال ابن عباس الفزع الأكبر : أهوال يوم القيامة والبعث
وسعيد بن جبير قال : النار إذا أطبقت على أهلها
والأمن في هذا اليوم وحده جزاء
الطبري:
وَتَسْتَقْبِلهُمْ الْمَلَائِكَة يُهَنِّئُونَهُمْ يَقُولُونَ : { هَذَا يَوْمكُمْ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } فِيهِ الْكَرَامَة مِنْ اللَّه وَالْحِبَاء وَالْجَزِيل مِنْ الثَّوَاب عَلَى مَا كُنْتُمْ تَنْصَبُونَ فِي الدُّنْيَا لِلَّهِ فِي طَاعَته
ثم يختم مشهد أهوال يوم القيامة بطي السماء . فإذا السماء مطوية كما يطوي خازن الصحائف صحائفه ، وقد قُضي الأمر ، وطوي الكون الذي سخَّره الله للإنسان في الدنيا للعمل وانتهى وجاء الحساب والجزاء في الآخرة
في الملخص الحادي عشر إن شاء الله
????
والحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وماتوفيقي الا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
رقية أحمد خشفة ????????
إضاءات وملخص الأفكارالرئيسية لسورة الأنبياء مع روابط للحفظ والتثبيت
????الملخص العاشر ????
وهكذا خُتمت القصص بآية وحدة دعوة أمة النبين إلى دين واحد هو الإسلام عقيدة واحدة وهي التوحيد (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92)
ولكن ماهو موقف الأمم بعد أن جاءتهم الرسل بالتوحيد.؟
اختلفوا وأصبحوا شيعاً وأحزاباً
الطبري :
{ وَتُقَطَّعُوا أَمْرهمْ بَيْنهمْ كُلّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ } . يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَتَفَرَّقَ النَّاس فِي دِينهمْ الَّذِي أَمَرَهُمْ اللَّه بِهِ وَدَعَاهُمْ إِلَيْهِ , فَصَارُوا فِيهِ أَحْزَابًا ; فَهَوَّدَتْ الْيَهُود , وَتَنَصَّرَتْ النَّصَارَى وَعَبَدَتْ الْأَوْثَان . ثُمَّ أَخْبَرَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَمَّا هُمْ إِلَيْهِ صَائِرُونَ , وَأَنَّ مَرْجِع جَمِيع أَهْل الْأَدْيَان إِلَيْهِ ; مُتَوَعِّدًا بِذَلِكَ أَهْل الزَّيْغ مِنْهُمْ وَالضَّلَال , وَمُعَلِّمهمْ أَنَّهُ لَهُمْ بِالْمِرْصَادِ , وَأَنَّهُ مُجَازٍ جَمِيعهمْ جَزَاء الْمُحْسِن بِإِحْسَانِهِ وَالْمُسِيء بِإِسَاءَتِهِ
????للتثبيت????
ثم تلتها آية حددت من هو الثابت على الإيمان وعقيدة التوحيد
(فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ (94)
والقرآن دائماً يقرن بين الايمان والعمل الصالح كلما ذكر العمل والجزاء
ومن مقتضيات الإيمان أن ينبثق من القلب ويتحقق بالعمل الصالح
القرطبي:
مَنْ يَعْمَل شَيْئًا مِنْ الطَّاعَات فَرْضًا أَوْ نَفْلًا وَهُوَ مُوَحِّد مُسْلِم . وَقَالَ اِبْن عَبَّاس : مُصَدِّقًا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
لا كفران لسعيه :أَيْ لَا جُحُود لِعَمَلِهِ , لَا يَضِيع مثقال ذرة منه أَيْ كُلّ ذَلِكَ مَحْفُوظ لِيُجَازِيَ بِهِ يوم الحساب .
????لذلك أكددت الآية التالية وجوب الرجوع للحساب الى الله يوم القيامة
هذا إذا أخذنا بتأويل (أبي مسلم بن بحر )????
والله أعلم
(وحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95)
فهذا الرجوع إما أن يكون المراد منه الرجوع إلى الآخرة أو إلى الدنيا.
أما الأول: فيكون المعنى أن رجوعهم إلى الحياة في الدار الآخرة واجب، ويكون الغرض منه إبطال قول من ينكر البعث، وتحقيق ما تقدم أنه لا كفران لسعي أحد فإنه سبحانه سيعطيه الجزاء على ذلك يوم القيامة وهو تأويل أبي مسلم بن بحر.????
فمعنى ذلك أنه وجب رجوعهم الى الله وحسابهم.فجزاء هلاكها بالدنيا يعقبُه جزاء وحساب في الآخرة أيضاً والله أعلم .
أما القرطبي:
أَيْ وَحَرَام عَلَى قَرْيَة حَكَمْنَا بِاسْتِئْصَالِهَا , أَوْ بِالْخَتْمِ عَلَى قُلُوبهَا أَنْ يُتَقَبَّل مِنْهُمْ عَمَل لِأَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ أَيْ لَا يَتُوبُونَ ; قَالَهُ الزَّجَّاج وَأَبُو عَلِيّ ; وَ " لَا " غَيْر زَائِدَة . وَهَذَا هُوَ مَعْنَى قَوْل اِبْن عَبَّاس .
بمعنى أنه بعد الهلاك لاعودة إلى الحياة مرة أخرى. أي الدنيا
????
وبما أن السياق في الحساب والجزاء فتأتي الآيات مناسبة للسياق باقتراب الوعد الحق يوم الحساب يسبقه
????علامات الساعة بفتح سد يأجوج ومأجوج واقتراب الوعد الحق????
(حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97)
المراد بفتح سد يأجوج ومأجوج الذي بناه ذو القرنين وجُعِلَ خرابه علامة لقيام الساعة .
والقرآن يصف تدفق يأجوج ومأجوج من كل مرتفع من الأرض مسرعين الى الفساد في الأرض
والبيضاوي : يُعلق هذه الآية (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج) بالتي قبلها????
(وحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95)
وجبَ الرجوع إلى قيام الساعة وظهور علاماتها. وذلك بتدفق يأجوج ومأجوج في سرعة واضطراب بعد الهلاك واقتراب الوعد الحق
ثم يصف القرآن ملامح وتعابير وجوه الناس في هذا اليوم
فإذا أبصار الكافرين شاخصة أي مرتفعة أجفانها لاتكاد تطرف من هول ذلك اليوم العصيب يقولون ياحسرتنا لقد كنا في غفلة عن ذلك اليوم غافلين عما حذرتنا وذكرتنا به الرسل . بل كنا ظالمين لأنفسنا بإعراضنا عن الذكر ولكن الإعتراف جاء متأخراً.
وتطابق السياق مع أول آية من السورة
اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1)
????????
وبعد هذا الإعتراف يَصدر الحكم القاطع
بالنادمين والمتحسرين الظالمين المتأخرين ويعلل سبب ورودهم النار .
(إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آَلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99) لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ )
الطبري:
يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّكُمْ أَيّهَا الْمُشْرِكُونَ بِاَللَّهِ , الْعَابِدُونَ مِنْ دُونه الْأَوْثَان وَالْأَصْنَام , وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُون اللَّه مِنْ الْآلِهَة
(حَصَب جَهَنَّم } : وَقُودهَا .وقتادة يقول حطب جهنم يُقذفون بها
القرطبي:
وقوله تَعَالَى : " أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ " أَيْ فِيهَا دَاخِلُونَ . وَالْخِطَاب لِلْمُشْرِكِينَ عَبَدَة الْأَصْنَام ; أَيْ أَنْتُمْ وَارِدُوهَا مَعَ الْأَصْنَام . وَيَجُوز أَنْ يُقَال : الْخِطَاب لِلْأَصْنَامِ وَعَبَدَتهَا ; لِأَنَّ الْأَصْنَام وَإِنْ كَانَتْ جَمَادَات فَقَدْ يُخْبَر عَنْهَا بِكِنَايَاتِ الْآدَمِيِّينَ . وَقَالَ الْعُلَمَاء : لَا يَدْخُل فِي هَذَا عِيسَى وَلَا عُزَيْر وَلَا الْمَلَائِكَة صَلَوَات اللَّه عَلَيْهِمْ ; لِأَنَّ " مَا " لِغَيْرِ الْآدَمِيِّينَ . فَلَوْ أَرَادَ ذَلِكَ لَقَالَ : " وَمَنْ " . قَالَ الزَّجَّاج : وَلِأَنَّ الْمُخَاطَبِينَ بِهَذِهِ الْآيَة مُشْرِكُو مَكَّة دُون غَيْرهمْ .
ابن القيم :
لما نزلت هذه الآية شق على قريش أو أهل مكة وقالوا يشتم آلهتنا فجاء ابن الزبعري وقال للنبي صلى الله عليه وسلم : ألست تزعم أن الملائكة عباد ٌ صالحون وأن عيسى عبداً صالحاًوأن عزير عبدٌ صالح وهذه بنو مليحة تعبد الملائكة والنصارى تعبد عيسى وهذه البهود تعبد عزير .
فكيف يدخلون النار ؟
(وما) تعبدون لغير العاقل للأحجار والأوثان التي لاتعقل فهي غير مكلفة وناطقة فإنها حصب جهنم إهانة لها ولعابديها
الطبري:
( لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَة مَا وَرَدُوهَا } . يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ وَصَفَ صِفَتهمْ أَنَّهُمْ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْر مِنْ رَبّهمْ مُحْدَث إِلَّا اِسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ , وَهُمْ مُشْرِكُو قُرَيْش : أَنْتُمْ أَيّهَا الْمُشْرِكُونَ , وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُون اللَّه وَارِدُو جَهَنَّم , وَلَوْ كَانَ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُون اللَّه آلِهَة مَا وَرَدُوهَا , بَلْ كَانَتْ تَمْنَع مَنْ أَرَادَ أَنْ يُورِدكُمُوهَا إِذْ كُنْتُمْ لَهَا فِي الدُّنْيَا عَابِدِينَ , وَلَكِنَّهَا إِذْ كَانَتْ لَا نَفْع عِنْدهَا لِأَنْفُسِهَا وَلا عابديها.
ونتذكر الآية :(لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (39)
القرطبي:
وَالزَّفِير صَوْت نَفْس الْمَغْمُوم يَخْرُج مِنْ الْقَلْب .وَالْمَعْنَى وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ شَيْئًا ; لِأَنَّهُمْ يُحْشَرُونَ صُمًّا , كَمَا قَالَ اللَّه تَعَالَى : " وَنَحْشُرهُمْ يَوْم الْقِيَامَة عَلَى وُجُوههمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا )" [ الْإِسْرَاء : 97 ] . وَفِي سَمَاع الْأَشْيَاء رَوْح وَأُنْس , فَمَنَعَ اللَّه الْكُفَّار ذَلِكَ فِي النَّار .
وصلنا إلى????حال المؤمنين في الجنة
( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102) لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103)
ابن القيم :
الحسنى : التي سبقت من الله لأهل السعادة قبل وجودهم سبقت لهم في الذكر الأول سماهم مسلمين قبل وجودهم .
وَقَالَ مُحَمَّد بْن حَاطِب : سَمِعْت عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ يَقْرَأ هَذِهِ الْآيَة عَلَى الْمِنْبَر " إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى " فَقَالَ سَمِعْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : ( إِنَّ عُثْمَان مِنْهُمْ ) .وابن كثير قال : عثمان وأصحابه
ومعنى (حَسِيسَهَا)
أَيْ حَسّ النَّار وَحَرَكَة لَهَبهَا.
عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسهَا وَهُمْ فِيمَا اِشْتَهَتْ أَنْفُسهمْ خَالِدُونَ } يَقُول : لَا يَسْمَع أَهْل الْجَنَّة حَسِيس النَّار إِذَا نَزَلُوا مَنْزِلهمْ مِنْ الْجَنَّة .
وَقَوْله : { وَهُمْ فِيمَا اِشْتَهَتْ أَنْفُسهمْ خَالِدُونَ } يَقُول : وَهُمْ فِيمَا تَشْتَهِيه نُفُوسهمْ مِنْ نَعِيمهَا وَلَذَّاتهَا مَاكِثُونَ فِيهَا , لَا يَخَافُونَ زَوَالًا عَنْهَا وَلَا اِنْتِقَالًا عَنْهَا .
هؤلاء المؤمنون لايسمعون حتى صوتها الضعيف الخفيف وتتولى الملائكة استقبالهم بالترحيب
ولاينالهم الفزع الأكبر من اهوال يوم القيامة لأنهم آمنين مطمئنين.
????إذاً مَن الذي يحظى بالأمن من الفزع في هذا اليوم ؟. أجابت عنه الآية في النمل.
(مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89) ولم يقل من عمل بل قال من جاء .
من جاء بالحسنة واحتفظ بها الى يوم الفزع ولم يُضيعها بالغيبة وغير ذلك من السيئات
قال ابن عباس الفزع الأكبر : أهوال يوم القيامة والبعث
وسعيد بن جبير قال : النار إذا أطبقت على أهلها
والأمن في هذا اليوم وحده جزاء
الطبري:
وَتَسْتَقْبِلهُمْ الْمَلَائِكَة يُهَنِّئُونَهُمْ يَقُولُونَ : { هَذَا يَوْمكُمْ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } فِيهِ الْكَرَامَة مِنْ اللَّه وَالْحِبَاء وَالْجَزِيل مِنْ الثَّوَاب عَلَى مَا كُنْتُمْ تَنْصَبُونَ فِي الدُّنْيَا لِلَّهِ فِي طَاعَته
ثم يختم مشهد أهوال يوم القيامة بطي السماء . فإذا السماء مطوية كما يطوي خازن الصحائف صحائفه ، وقد قُضي الأمر ، وطوي الكون الذي سخَّره الله للإنسان في الدنيا للعمل وانتهى وجاء الحساب والجزاء في الآخرة
في الملخص الحادي عشر إن شاء الله
????
والحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وماتوفيقي الا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
رقية أحمد خشفة ????????