برنامج من أسرار القرآن الكريم

إنضم
07/05/2004
المشاركات
2,562
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
الخبر - المملكة ا
الموقع الالكتروني
www.islamiyyat.com
هذا تفريغ حلقات برنامج (من أسرار القرآن الكريم) للشيخ محمد المختار المهدي عرض في رمضان 1433 هـ وبدأت بتفريغ الحلقة الأولى والثانية بحمد الله تعالى وتستكمل التفريغ عني الأخت رحاب محمد جزاها الله خيرا وسيتم رفع الحلقات أولًا بأول إن شاء الله.[FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]

[FONT=&quot]من أسرار القرآن الكريم[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد المختار المهدي[/FONT]
[FONT=&quot]رمضان 1433 هـ[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]الحلقة الأولى[/FONT]
‫ط¨ط±ظ†ط§ظ…ط¬ ظ…ظ† ط§ط³ط±ط§ط± ط§ظ„ظ‚ط±ط£ظ† ط§ظ„ظƒط±ظٹظ… - ط§ظ„ط­ظ„ظ‚ط© 1 - ط§ظ„ط´ظٹط® ظ…ط­ظ…ط¯ ط§ظ„ظ…ط®طھط§ط± ط§ظ„ظ…ظ‡ط¯ظ‰ - ط±ظ…ط¶ط§ظ† 1434ظ‡ظ€ظ€â€¬â€ژ - YouTube[FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]أما بعد فقد منحنا الله عز وجل أفضل كتاب أُنزل على أفضل رسل الله قاطبة هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جاء هذا القرآن ليبين للناس ما اختلفوا فيه وليهديهم صراطًا مستقيمًا وليدلّهم على طريق السعادة في الدنيا والنعيم في الآخرة. ومن هنا كان هذا القرآن الكريم مشتملًا على كل ما يُسعد الإنسان وكان عليه أن يشكر تلك النعمة وشُكر تلك النعمة أن نتلوه وأن نستمع إليه وأن نتدبره. [/FONT]
· [FONT=&quot]من ناحية الاستماع يقول الله عز وجل (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) الأعراف) فإذن فالاستماع إلى القرآن وتدبر ما نسمع يوصل إلى رحمة الله عز وجل. [/FONT]
· [FONT=&quot]ثم مسألة التلاوة ما جاء نبينا صلى الله عليه وسلم إلا ليتلو القرآن على الناس (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2) الجمعة) ويأتي القرآن الكريم ليوصي نبينا ونحن من بعده (وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ (27) الكهف) ثم تأتي آيات أخرى (فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ (20) المزمل) [/FONT]
· [FONT=&quot]مع الاستماع ومع التلاوة يأتي التدبر فيما نسمع وفيما نقرأ (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) ص) فأولو العقول هم الذين يتدبرون كلام الله عز وجل. ثم نجد القرآن الكريم يقول لنا معاتبًا (أَفَلَا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) النساء) (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) محمد).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]إذن فنحن مطالبون بأن نستمع إلى القرآن وبأن نتلو القرآن وبأن نتدبر ما جاء في القرآن وأن نعلم بما فهمناه من كتاب الله عز وجل فإن الله سيحاسبنا على علمنا وهذه إحدى المسائل الأربع التي سنُسأل عنها أمام الله عز وجل: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وعن علمه ماذا عمل به. من هنا كان العالم الحقيقي هو من أثّر فيه القرآن الكريم فعمل بما فيه، نجد رب العزة سبحانه وتعالى يقول (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (9) الزمر). إن العلم أثّر في صاحبه فجعله قائمًا بالليل ساجدًا لله متبتلًا لأن العلم أرشده إلى الجزاء الأكبر الذي يحصل عليه المرء حينما يكون في وقت السحر تاليًا لكتاب الله خاشعًا أمام الله متدبرًا آيات الله عز وجل. فتدبر القرآن لا بد فيه من استصحاب المعنى الذي يريده الله من آياته واستصحاب أن هذا القرآن ينزل عليك "اقرأ القرآن وكأنه عليك أُنزل" وتلك نصيحة واجبة على كل مسلم ومسلمة.[/FONT]
 
[FONT=&quot]من أسرار القرآن الكريم[/FONT]
[FONT=&quot]الحلقة الثانية[/FONT]
‫ط¨ط±ظ†ط§ظ…ط¬ ظ…ظ† ط§ط³ط±ط§ط± ط§ظ„ظ‚ط±ط£ظ† ط§ظ„ظƒط±ظٹظ… ط§ظ„ط­ظ„ظ‚ط© 2 ط§ظ„ط´ظٹط® ظ…ط­ظ…ط¯ ط§ظ„ظ…ط®طھط§ط± ط§ظ„ظ…ظ‡ط¯ظ‰ ط±ظ…ط¶ط§ظ† 1434ظ‡ظ€ظ€â€¬â€ژ - YouTube[FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]تقديرًا من المسلم لنعمة القرآن الكريم ونعمة الإسلام وجب عليه أن يدعو إلى الله عز وجل ومن لم يدعُ بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه كاذبٌ في اتباعه لمنهج رسول الله، انظر إلى قوله تعالى (قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِ (108) يوسف) إذن فمن يتّبع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بد أن يدعو بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبلّغ الناس هذا القرآن ليخرجهم من الظلمات إلى النور. ومن هنا كانت الدعوة واجبًا على كل مسلم ومسلمة، هذا الدعوة أمانة في عنق كل مسلم، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول "بلغوا عني ولو آية" ويجعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صفة ينفرد بها المسلم والمسلمة وتنفرد بها الأمة وتكون خير أمة. من أجل هذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقول ربنا سبحانه وتعالى (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ (110) آل عمران). ثم يتحدث عن المؤمنين وحالتهم مع الدعوة فيقول (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ (71) التوبة) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذن فريضة عينية على كل مسلم وهي تلك الدعوة العامة، كلٌ منا يعرف أن الصلاة واجية أن الصدق فضيلة أن الكذب رذيلة أن العدوان على الآخرين ممنوع شرعًا فهذه أمور لا جدال في أنها من الإسلام، يقول علماؤنا: ما عُلِم من الدين بالضرورة، أما المسائل المشكلة التي لا يستطيع المؤمن العادي أن يتوصّل فيها إلى حلال أو حرام فعليه أن يلجأ إلى العلماء أصحاب الدعوة الخاصة الذين قال الله في شأنهم (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ (122) التوبة) إذن هناك علماء تكلّفوا المشقة وتعمّقوا في فهم كتاب الله وسنّة رسوله وهم الذين يُفتون الناس في أمورهم التي يكون فيها لبس أو غموض وتلك هي الدعوة الخاصة. ولكن ما دمنا جميعًا من دعاة الإسلام فلا بد أن نتأدب بأدب العالِم وبأدب الداعية يقول الله عز وجل في ذلك (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) فصلت) [/FONT]
[FONT=&quot]أولًا (مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ) الدعوة إلى الله وليست إلى الشخص ولا إلى القبيلة ولا إلى الفئة أو الحزب الذي أنتمي إليه ولكن الدعوة إلى الله.[/FONT]
[FONT=&quot]ثم لا بد من العمل بما ندعوا الناس إليه (وَعَمِلَ صَالِحًا) [/FONT]
[FONT=&quot]ولا بد أن أعتز بإسلامي وأقول إنني من المسلمين (وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)[/FONT]
[FONT=&quot]ثم عليّ أن أكون حليمًا لّينًا مع الناس (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) فصلت) لا بد للداعية أن يستوعب المدعوين وسيناله أذى منهم فعليه أن يصبر ويكون حليمًا (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) فصلت)، جعلنا الله من الدعاة إلى الله المخلصين في دعوتهم ووفقنا لما يحبه ويرضاه.[/FONT]
 
[FONT=&quot]برنامج من أسرار القرآن الكريم - الحلقة 3 [/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد المختار المهدي[/FONT]
[FONT=&quot]https://www.youtube.com/watch?v=JbDq1dF01fQ[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد.
[FONT=&quot]فبالعدل قامت السماوات والأرض وبالعدل أرسل الله عز وجل رسله إلى الناس كما قال سبحانه (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ[/FONT][FONT=&quot]وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25) الحديد) معنى هذا أن الأنبياء والكتب التي نزلت عليهم ما جاءت إلا ليقيم بهذا الشرع القسط بين الناس –العدل- ومن أجل هذا لا بد أن يُحمى هذا العدل بالحديد وسيعلم الله عز وجل ماذا يكون منا في تحقيق هذا العدل وحماية هذا العدل. [/FONT]
[FONT=&quot]هذا العدل أُمرنا به من قِبَل رب العزة أمراً صريحاً (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ (90) النحل) (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) النساء). بل إن الله عز وجل أمر بالعدل على النفس وعلى الوالدين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135) النساء) ثم إذا كان هناك بغضاء وعداوة بينك وبين آخر فلا تحملك هذه العداوة على أن تظلمه لا بد أن تعل حتى ولو كان مع عدوك يقول سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى (8) المائدة) .[/FONT]
[FONT=&quot]هكذا يأمرنا رب العزة سبحانه وتعالى أن نحقق العدل في كل أحوالنا وعلى كل البشر سواء كانوا من أقاربنا أو من أعدائنا حتى أنّ غير المسلم المسالِم الذي يعيش معنا في بلادنا واجب علينا أن نعدل في تعاملاتنا معهم يقول رب العزة سبحانه (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) الممتحنة) البرّ عطاء والقسط هو العدل وإزالة الظلم ولو وقع عليهم من مسلم. [/FONT]
[FONT=&quot]ثم أرشدنا القرآن إلى أن العدل لا يتحقق إلا بجناحين:[/FONT]
[FONT=&quot]1- الجناح الأول: معاقبة الظالم.[/FONT]
[FONT=&quot]2- الجناح الثاني: الإحسان إلى المحسن.[/FONT]
[FONT=&quot]وجاء ذلك في قصة ذي القرنين (قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) الكهف) [/FONT]
[FONT=&quot]وفقنا الله وإياكم أن نعدل بين أنفسنا وبين أقاربنا وبين غيرنا لأن ذلك هو أمر الله. وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/FONT]
 
[FONT=&quot]برنامج من أسرار القرآن الكريم - الحلقة 4 [/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد المختار المهدي[/FONT]

[FONT=&quot]https://www.youtube.com/watch?v=A1HAKUJ_PSg[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد.
[FONT=&quot]لم يكتفِ الإسلام بأن يأمرنا بالعدل فقط ولكنه أمرنا مع العدل بالإحسان والإحسان له معانٍ ثلاثة:[/FONT]
· [FONT=&quot]الإحسان بمعنى التكريم وبمعنى الوفاء للوالدين (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا (36) النساء) (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا (15) الأحقاف) الإحسان إذن إلى الوالدين معناه تكريم الأبوين ومعرفة فضلهما (رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) الإسراء) هذا الإحسان نوع من الوفاء لما قدّمه الأبوان لأبنائهما.[/FONT]
· [FONT=&quot]ثم هناك إحسان آخر بمعنى الكرم، إعطاء اليتيم والمسكين والفقير ما يحتاج إليه فهذا أيضاً إحسان (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) البقرة) [/FONT]
· [FONT=&quot]هناك إحسان ثالث نبّه عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو استحضار عظمة الله ومعيته دائماً وباستمرار، يخشى المؤمن أن يلقى ربه بمعصية فيقول نبينا صلى الله عليه وسلم "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) الحديد).[/FONT]
[FONT=&quot]إذن الإحسان يتأتّى بالتقوى والخشية لأنك مع الله دائماً وأنت نشِط وأنت قائم وأنت قاعد، يعلم السر وأخفى من السر. في وصية سيدنا لقمان لابنه يقول له (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) لقمان) هذا الشعور الإيماني بأنك تراقب رب العزة سبحانه وتعالى في كل عمل وفي كل قول (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) ق).[/FONT]
[FONT=&quot]الإحسان إذن في الإسلام بكل معانيه الثلاثة مطلوب شرعاً لأن الله عز وجل دائماً ينبهنا إلى أنه مع المحسنين وما دام الله معهم فلن يحدث لهم أي شيء يسيء "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء". ما دمت مراقباً لله تُحسِن عملك وتتقنه وهذا نوع رائع من الإحسان يقول النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يُحسنه أو أن يُتقنه" لأن الإتقان فيه مراقبة لله وليس مراقبة لرئيس أو مرؤوس أو عبد من عباد الله إنما الذي يطّلع على أعمالك ويجازيك عليها هو الله وحده.[/FONT]
[FONT=&quot]ندعوا الله سبحانه أن ينزل علينا رحمته وأن يوفقنا لشكر نعمته إنه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. [/FONT]
 
شكر للدكتورة سمر الأرناؤوط والأستاذة رحاب محمد على جهودهما في عرض هذه المادة
 
[FONT=&quot]برنامج من أسرار القرآن الكريم - الحلقة 5 [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د/ محمد المختار المهدي[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot]https://www.youtube.com/watch?v=WL7gVqK6Tz8[/FONT][/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فقد منّ الله عز وجل على المؤمنين بثلاثة أشياء بارزة وهي من أفضال الله عز وجل على الإنسان: [/FONT]
[FONT=&quot]1. [/FONT][FONT=&quot]أولًا منّ علينا ببعثة النبي محمداً صلى الله عليه وسلم (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) آل عمران) ومعنى أن الله يمنّ علينا بهذا أنها نعمة كبيرة جداً أن اصطفى محمداً واصطفانا لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]2. [/FONT][FONT=&quot]المنّة الأخرى هي منّة الإسلام، توفيق الله عز وجل وهدايته لنا إلى الدخول في الإسلام (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) الحجرات) إن الإنسان حين يتأمل عن وضعه في الآخرة حينما لا يكون مسلماً يستشعر بهذا التصور كيف أن الله أنعم وفضَّل وأفضل وأكرم بهذا الدين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]3. [/FONT][FONT=&quot]النعمة الثالثة هي نعمة الأخوة في الله، ونعمة الأخوة في الله نعمة فيها مردود على النفس البشرية تأنس لغيرها وتألف وتؤلَف. من هنا جاء القرآن الكريم يذكّرنا بنعمة الله عز وجل علينا أن جعلنا مؤمنين (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63) الأنفال) هذه نعمة كبرى لا يشعر بها إلا الحاقد المختلف دائمًا مع غيره، الطامع في ما عند غيره، حينما يستشعر تلك الأخوة فإنه يفضِّل أخاه على نفسه (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ (9) الحشر) الأخوة في الله لا لغرض ولا لقرابة. يأتي هؤلاء المتحابون في الله يوم القيامة على منابر من نور يغبطهم الشهداء لمكانهم من الله تعالى. هذه الأخوة هي التي تعطي معنى وحدة الأمة، تلك الوحدة العضوية التي نبّه إليها المصطفى صلى الله عليه وسلم حن قال "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر". ويشبّهه مرة أخرى بالبنيان المرصوص "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا". ثم إن هذه الأخوة تجعل الأمة قوية متوحدة أمام أعدائها، وأعداء الإسلام معروفون لنا بنصّ كتاب الله عز وجل (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ (45) النساء) حيث قال (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا (82) المائدة) حدث منهم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم محاولات كثيرة لتفريق المسلمين بعضهم عن بعض وإيقاد نار الحرب بينهم، مرّ شاس ابن قيس وهو من حاخامات اليهود الحاقدين على الإسلام فوجد مجموعة من الصحابة فيهم من المدينة المنورة الأنصار وفيهم من مكة المكرمة المهاجرين وفيهم أيضاً بلال الحبشي وفيهم سلمان الفارسي وصهيب الرومي فاغتاظ هذا الرجل وقال إذا اجتمع هؤلاء فلا مقام لليهود في المدينة ودسّ عليهم شاباً يذكّرهم بالحرب التي كانت بينهم بين الأوس والخزرج حتى هاجوا وأمسكوا بالسيوف ليعيدوا الحرب فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يذكّرهم بنعمة الله عليهم في الأخوّة ونزل قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا [/FONT][FONT=&quot](103) آل عمران).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]رزقنا الله وإياكم شكر النعمة ووقانا سوء الفرقة إنه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. [/FONT]
 
[FONT=&quot]برنامج من أسرار القرآن الكريم - الحلقة 6 [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د/ محمد المختار المهدي[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot]https://www.youtube.com/watch?v=f1j13PmItV8[/FONT][/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]

[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد، [/FONT][FONT=&quot]فمقتضى الإيمان بالله عز وجل ومقتضى الشهادة التي دخلنا بها في هذا الدين وهي لا إله إلا الله محمد رسول الله أن نستسلم لأمر الله (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى (22) لقمان) لأن الحلال ما أحلّه الله والحرام ما حرّمه الله عز وجل وبناء على ذلك يستشعر المؤمن معنى العبودية لله، تلك العبودية التي أثنى رب العزة سبحانه على نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم فجعله عبده دون أن يذكر اسمه، كل الأنبياء والرسل حين ناداهم رب العزة جاء الوصف بالعبودية مقروناً باسم كل منهم (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) ص) (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ (45) ص) (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ (41) ص) إذن بعد كلمة (عبدنا) يأتي اسم النبي لكن حينما يحدث عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فإنه ينسبه إلى نفسه دون أن يذكر اسمه فيقول سبحانه (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى (1) الإسراء) لم يقل "بعبده محمد" لأن كلمة عبده تعني محمداً. ثم يقول (فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) النجم) ويقول أيضاً في أوائل سورة البقرة (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا (23) البقرة). إذن فإضافة العبودية لسيدنا محمد شرف وبناء على ذلك كان على المؤمن أن يستشعر سعادته بأن يكون عبداً لله فيكون شعاره دائماً (سمعنا وأطعنا). ولذلك نجد القرآن الكريم يأتي بعد سورة الفاتحة مباشرة بسورة البقرة، لماذا سورة البقرة؟ ولماذا سميت بالبقرة؟ سميت لتنبيه المؤمنين أن بني إسرائيل كانوا يتلكأون ويتباطأون في تنفيذ أوامر الله وكانت قصة البقرة دليلاً على ذلك قال لهم سيدنا موسى (نَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً (67) البقرة) سيدنا موسى يبلغهم أمر ربه ومعنى ذلك أنهم ما داموا عبيداً لله أن ينفذوا أمره ولكنهم قالوا (قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) البقرة) قالوا ادعوا لنا ربك يبين لنا ما هي، ثم قالوا ادعوا لنا ربك يبين لنا ما لونها، ثم قالوا ادعوا لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وفي النهاية يقول [/FONT][FONT=&quot](فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) البقرة) هذه الخصلة في بني إسرائيل لا يريد الله عز وجل من الأمة المحمدية أن تتشابه معهم لأن ديدنهم كانوا يقولون "سمعنا وعصينا" و"اسمع غير مسمع" ولذلك يأتي في آخر سورة البقرة (آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) البقرة). ويضع القرآن الكريم أمامنا نموذجين: نموذج المنافقين الذين قبل أن ينفذّوا أمر الله يبحثون عن منافعهم الشخصية من وراء هذا الأمر فإن كانوا سيربحون شيئاً من تنفيذ الإسلام أقبلوا عليه ورضوا به أما إذا كان هناك تكليف ومشقة فإنهم يهربون منه، يقول سبحانه وتعالى عنهم (وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمَ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) النور) جعلنا الله وإياكم من هؤلاء المفلحين ووفقنا لتنفيذ أوامر رب العالمين إنه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
 
[FONT=&quot]برنامج من أسرار القرآن الكريم - الحلقة 7 [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د/ محمد المختار المهدي[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]

[FONT=&quot]https://www.youtube.com/watch?v=BTc5vz4arwA[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد، فيتساءل الكثيرون عن معنى الأحرف السبعة ومعنى القرآءات السبع ويستغل المستشرقون من أعداء الإسلام أن القرآن نزل بسبعة أحرف ويدَّعون أن معنى هذا أن عندنا سبع نسخ من القرآن وكل نسخة تختلف عن الأخرى، فهنا وجب علينا أن نبين ما حقيقة الأحرف السبعة.[/FONT]
[FONT=&quot]حينما قال نبينا صلى الله عليه وسلم لأصحابه "أُنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ ما لم تُختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب" لم يسأله الصحابة عن معنى الحرف إذن كان مفهوماً لديهم ما معنى الحرف، وبناءً على ذلك حين نريد أن نفهم لا بد أن نعلم معنى الحرف المستعمل عندهم عند نزول الوحي فنجد أن له معنيين بارزين:[/FONT]
[FONT=&quot]1. [/FONT][FONT=&quot]المعنى الأول طرف الشيء ومن ذلك قوله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ (11) الحج).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]2. [/FONT][FONT=&quot]المعنى الآخر الحرف جزء الكلمة والعرب تعبّر عن الكلّ بالجزء كما يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم "اليد العليا خير من اليد السفلى" هل معنى ذلك أن اليد الحقيقية إذا كانت عالية تكون خيراً من اليد الأخرى؟ إنما المقصود اليد العليا هي المعطية واليد السفلى هي الآخذة إذن عبّر باليد عن الإنسان.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]بناءً على هذا نفهم معنى الأحرف أنها لهجات عند العرب في النطق باللسان الذي هو حرف الإنسان الحرف هو الطرف وطرف الإنسان هو لسانه فكيفية النطق من اللسان يُعتبر حرفاً فنجد مثلاً بعض العرب يُميلون الألف (الإمالة والتقليل) يقولون مثلاً (والضحى) (بالإمالة) وغيرهم يقول (والضحى). بعض العرب يفخّم بعض الحروف مثل (تفخيم اللام في (الصلاة) والبعض يرقق اللام. البعض يدغم الحرفين مع بعض مثال (ومن يرتدّ منكم عن دينه) والبعض الآخر يقول (ومن يرتدد). إذن هناك لهجات في النطق. [/FONT]
[FONT=&quot]ثم هناك أيضاً الحرف الآخر الذي هو بمعنى الكلمة أن تأتي الكلمة على معنيين مستعملين عند العرب فمثلًا سيدنا عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما كان ترجمان القرآن ومع ذلك يقول: لم أفهم قوله سبحانه (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (89) الأعراف) إلا حينما سمعت ابنة ذي يزن وهي من اليمن تقول لخصمها "تعالَ أفاتحك" فعلمت أن الفتح عندهم معنى الحكم ففهمت الآية حينما يقول الله عز وجل (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (89) الأعراف) أي احكم بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الحاكمين. إذن الفتح مستعمل في اليمن بمعنى الحكم ومستعمل في شبه الجزيرة العربية في الشمال بمعنى فتح الأبواب أو فتح الأمصار أو ما إلى ذلك (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِفَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) الحجر). استعملت الكلمة في معنيين مختلفين كل منهما في لهجة أو قبيلة وهذا يعطي معنى الحرف الآخر الذي هو بمعنى الكلمة.[/FONT]
[FONT=&quot]إذاً هناك حرف بمعنى الأداء الصوتي في اللسان وهناك حرف بمعنى الكلمة بمعنييها بهذا نستطيع أن نعلم ما هي الأحرف السبعة التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم. جعلنا الله وإياكم من أهل القرآن إنه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
 
[FONT=&quot]برنامج من أسرار القرآن الكريم - الحلقة 8 [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د/ محمد المختار المهدي[/FONT]

[FONT=&quot][/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]https://www.youtube.com/watch?v=cjab4A-kLCA[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد، فإن حديث الأحرف السبعة حديث صحيح وصل إلى درجة الصحة بل والتواتر، وصل هذا الحديث عن طريق الإمام البخاري والإمام مسلم أن سيدنا حكيم ابن حزام كان من أهل مكة وكان شاباً ولم يُسلم إلا في عام الفتح فلما جاء مسلماً وجد النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على بعض العرب سورة الفرقان بلهجة تخالف لهجة قريش فاستمع سيدنا حكيم إلى رسول الله وحفظ سورة الفرقان على ما سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم. وجاءت مناسبة فجاء يصلي جماعة ببعض المسلمين وكان سيدنا عمر بن الخطاب يستمع، فلما قرأ سورة الفرقان وكان سيدنا أبو بكر قد حفظها في مكة قبل أن تنزل الأحرف فشكّ في أن حكيماً هذا اِخترع قرآناً لم ينزل، فصبر إلى أن انتهى من الصلاة ولبّبه وذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إن هذا يقرأ بما لم تقرئنيه، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتركه وقال له: اِقرأ يا بني، فقرأ سورة الفرقان على ما تعلّمها منه، فقال صلى الله عليه وسلم هكذا أُنزلت، فقال سدنا عمر: كيف؟ قال له: اِقرأ يا عمر فقرأ الفرقان على ما سمعها وهو في مكة، فقال: هكذا أُنزلت، إن هذاالقرآن نزل على سبعة أحرف كلها شاف كاف ما لم تختم آية رحمة بعذاب أو آية عذاب برحمة. ومعنى ذلك أننا نراعي ونحن نقرأ الوقوف المعتمدة التي لا تغير المعنى فمثلاً حينما يقول الله عز وجل في سورة الدهر (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ (31) الإنسان) ونقف عند كلمة الظالمين، إذن ادخلنا الظالمين في رحمة الله عز وجل، إذن ختمنا آية الرحمة بالعذاب (الظالمين) عطفناها عليه إذاً لابد أن نقف عند (يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ (31) الإنسان) ثم نكمل (وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31)) أو نقرأ الآية كاملة (يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31) الإنسان)، هذا ما يقصده النبي صلى الله عليه وسلم في أنه "ما لم تختم أية رحمة بعذاب أو آية عذاب برحمة". فهذه الأحرف التي نزل بها كتاب ربنا عز وجل كانت لهجات عند العرب كما نرى في الدول العربية الآن هناك كلمات تسري في المغرب العربي لا يعلم عنها المشرق العربي أو لا يعرف معناها وكذلك العكس بالرغم من أنه أصبحت الآن وسائل الإعلام تخترق كل البلاد ومع ذلك كلٌّ يُصِرّ على لهجته التي نشأ عليها منذ الصغر. من هنا كانت الأحرف التي نزلت على سيدنا رسول الله تراعي هذا الاختلاف في اللهجات ولذلك كان الحديث عن الأحرف في المدينة المنورة بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إليها.[/FONT]
[FONT=&quot]إذن فليس هناك سبعة قرآنات كما يقولون ولكنه هو قرآن واحد ولكن ينطق بسبع لهجات ندعوا الله سبحانه أن يفقهنا في ديننا وأن يجعل القرآن ربيع قلوبنا وذهاب همنا وحزننا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
 
[FONT=&quot]برنامج من أسرار القرآن الكريم - الحلقة 9 [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د/ محمد المختار المهدي[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]

[FONT=&quot]https://www.youtube.com/watch?v=O9rseSDR61E[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد، فإن الأحرف السبعة نزلت من عند الله عز وجل، فمصدرها ربّ العزة وأنزل بها سيدنا جبريل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يُقرئ كل قبيلة بلهجتها الخاصة لدرجة أن سيدنا علياً بن أبي طالب يقول لرسول الله: نشأنا في بيت واحد وأراك تكلم الناس بما لا أفهم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: علّمني ربي فأحسن تعليمي.[/FONT]
[FONT=&quot]هكذا كانت الأحرف في العهد المدني لأن المدينة كانت تُسكَن من قبل الأوس والخزرج، والأوس والخزرج قبيلتان يمنيتان خرجتا من اليمن بعد انهيار سد مأرب فسكنوا في المدينة المنورة التي كانت تسمى يثرب. إذن كانوا متأثرين بلغة حِمْيَر ثم جاؤوا إلى المدينة المنورة فتأثروا أيضاً بلغة الشمال فكانوا يعرفون لهجة قريش التي نزل بها القرآن الكريم أول مرة ولكنهم لا يستطيعون النطق بها فجاءت الأحرف السبعة بالتدريج لتيسير قراءة القرآن عليهم. فلما جاءت القبائل الأخرى مثل تميم وقيس وما إلى ذلك كان القرآن ينزل بلغتهم تيسيراً عليهم. ثم إن نبينا صلى الله عليه وسلم كان يستعرض القرآن الكريم في شهر رمضان يعارض سيدنا جبريل يقرأ سيدنا جبريل ويسمع سيدنا محمد أو يقرأ سيدنا محمد ويسمع سيدنا جبريل إلى أن كان في آخر عام له عرضها مرتين وكان سيدنا زيد بن ثابت حاضراً في العرضة الأخيرة وكان العرب في ذلك الوقت قد استوعبوا كثيراً من اللهجات وتوحّدت بعض اللهجات فنُسِخَت بعض الأحرف ووصل إلينا القرآن الكريم كما في العرضة الأخيرة على سيدنا جبريل من رسول الله صلى الله عليه وسلم. [/FONT]
[FONT=&quot]ثم خرج الصحابة رضوان الله عليهم إلى الفتوحات فكل منهم ذهب إلى مصر من الأمصار وهو يحفظ كتاب الله على لهجته فمنهم من سار إلى البصرة ومنهم من سار إلى الكوفة ومنهم من سار إلى الشام ومنهم من سار إلى مصر وإلى المدينة وإلى مكة المكرمة فبدأوا يعلّمون الناس القرآن على ما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما كانت معركة في شرق آسيا وكان الإمام وهو قائد الجيوش يصلي بالناس فقرأ القرآن بلهجته فاستنكر المصلّون خلفه بأن هذا ليس بقرآن، حدث شقاق وخلاف فذهب أحد الصحابة رضوان الله عليهم إلى سيدنا أبي بكر وقال له أدرِك الناس حتى لا يختلفوا على القرآن كما اختلف اليهود والنصارى، فأمر بجمع المصاحف التي كانت تكتب أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعها في بيت السيدة عائشة أم المؤمنين. [/FONT]
[FONT=&quot]هكذا يتضح أمامنا أن القرآن الكريم الذي نقرؤه الآن هو ما عرضه النبي على سيدنا جبريل في العرضة الأخيرة وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.[/FONT]
 
[FONT=&quot]برنامج من أسرار القرآن الكريم - الحلقة 10 [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د/ محمد المختار المهدي[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]

[FONT=&quot]https://www.youtube.com/watch?v=47MyfxRGWGw[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد، [/FONT][FONT=&quot]فإن كثيراً من الناس يربط بين الأحرف السبعة والقراءات السبع ولكن الحقيقة أن الأحرف قد نزلت من عند الله عز وجل فهي قرآن جاء به سيدنا جبريل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أما القراءات فإن الصحابة رضوان الله عليهم لما انتشروا في الأمصار وعلّموا الناس القرآن فنبغ من هؤلاء بعض القُرّاء فنسبت القراءات إليهم فنجد القراءات السبع: قراءة سيدنا نافع في المدينة المنورة، قراءة سيدنا عاصم ابن أبي النجود في الكوفة، قراءة سيدنا عبد الله ابن كثير في مكة، قراءة سيدنا عبد الله ابن عامر في الشام، وقراءة سيدنا الكسائي وسيدنا حمزة فهكذا تُنسب القراءة إلى صاحبها القارئ. والتشابه في موضوع القراءات السبع والأحرف السبع جاء من أنه في القرن الرابع الهجري حدث خلاف بين علماء الأمة في أنهم هل يقرأون القرآن بالمصحف أم بالسَنَد لأن القرآن يُتلقّى فوضعوا شروطاً لقبول القراءة أن تكون القراءة صحيحة ثابتة عن رسول الله وأن توافق المصحف العثماني الذي كتبه هؤلاء سيدنا زيد بن ثابت وغيره في عهد سيدنا عثمان.[/FONT]
[FONT=&quot]بناءً على ذلك اختاروا سبعة قُرّاء يتمتعون بالخشية من الله وبالعلم وبالأداء الصحيح للقرآن عن رسول الله. ثم جاء بعد ذلك من العلماء من ضمّ إليهم ثلاثة آخرين قراءتهم ثابتة أيضاً وموافقة للرسم العثماني فأضيف ثلاثة إلى سبعة فصارت القراءات كلها عشرة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي تسمى قرآناً ويتعبّد الناس بها. بعد ذلك نجد قراءات أخرى تسمى القراءات الشاذّة أي لم تثبت عن رسول الله أو خالفت رسم المصحف الشريف وهذه لا يتعبّد الناس بها وإن كان يُنتفع بها في بعض الأحكام الفقهية كالأحاديث النبوية تماماً.[/FONT]
[FONT=&quot]بناءً على ذلك حينما يقول بعض المغرضين إن عندكم عدداً من القراءات لا بد أن نذكّرهم بأن هذه القراءات لا تختلف بعضها مع بعض إلا في النطق وفي معنى بعض الكلمات حسب اللهجات التي كانت سائدة عند العرب أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم أخذ كل قارئ من هؤلاء تلميذين من تلاميذه النجباء فرووا عنه القراءة فنجد مثلاً سيدنا عاصم ابن أبي النجود روى عنه القراءة سيدنا حفص ابن سليمان وسيدنا شعبة وكلاهما ينقلان عن سيدنا عاصم وكل قارئ من القراء السبعة اتخذ له راويين فأصبحت بعض الناس يقولون القراءة بالأربعة عشر يعني السبعة مع القارئين الذين رويا عنهما فهذا يسمى راوي وذاك يسمى قارئ. [/FONT]
[FONT=&quot]وبهذا لا بد أن نفهم كل ما يحيط بكتاب ربنا عز وجل حتى لا ندع أي ثغرة من الثغرات لشبهات على كتاب ربنا عز وجل وكلها مدحوضة بفضل الله عز وجل بالعلم وبالعلم وحده ندعوا الله سبحانه وتعالى أن يثبتنا على الإيمان وأن يشرح قلوبنا بالقرآن إنه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
 
[FONT=&quot]برنامج من أسرار القرآن الكريم - الحلقة 11 [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د/ محمد المختار المهدي[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]

[FONT=&quot]https://www.youtube.com/watch?v=b7pMufuPM-k[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد، [/FONT][FONT=&quot]فمن يقرأ في كتاب الله عز وجل ويتدبر يجد القرآن الكريم قد حثّ على العناية باليتامى وأكد ذلك في أكثر من آية تحدث عن إطعامهم فقال سبحانه في وصف الأبرار (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) الإنسان) وتحدث عن إكرام اليتيم وجعله سبباً من أسباب توسعة الرزق في قوله سبحانه (وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20) الفجر) هكذا كأن القرآن الكريم يقول لنا لقد ضيّقت الرزق بسبب عدم إكرام اليتيم فلو أنا أكرمنا اليتامى لوسّع الله علينا في الرزق وجاء المصطفى صلى الله عليه وسلم وقال "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين" معنى هذا أن كافل اليتيم سيكون صاحباً لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة ومعلوم أن مكانة النبي في الفردوس الأعلى فمن يكفل يتيماً كان في الفردوس الأعلى.[/FONT]
[FONT=&quot]ثم نجد القرآن الكريم يعتني بهذا اليتيم في مسألة كفالته فينبّه إلى أن هذا اليتيم إن كان له مال فلا بد أن يكون كافله في الأمانة مثلاً أعلى حتى إذا كان غنياً فعليه أن يستعفف وإن كان فقيراً فليأكل بالمعروف. عليه أن يتاجر في مال هذا اليتيم حتى لا تأكله الصدقة، لكنه إذا كان غنياً فعليه أن يتطوع بتثمير مال اليتيم دون أن يأخذ أجراً على ذلك أما إذا كان فقيراً فليأخذ أجره بالمعروف. ثم إذا بلغ الطفل بلوغ الرجال بالحُلُم يقول ربنا عز وجل (وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ (6) النساء).[/FONT]
[FONT=&quot]ثم يتحدّث القرآن الكريم أيضاً عن كافل اليتيمة فيوصي هذا الكافل بأن لا يضيّع حق تلك اليتيمة حينما تتزوج فقد يظن كافل اليتيم أنه بمراعاته لهذه اليتيمة سيكون لها إرث من أبيها فيزوجها لابنه حتى تنضم ثروتها إلى ثروة ابنه أو يحرمها من الصَدَاق المستحق لها فيقول سبحانه وتعالى ([/FONT][FONT=&quot]وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ (3)[/FONT][FONT=&quot]) أي من غيرهن إذن قد منحكم الله عز وجل وأباح لكم مثنى وثلاث ورباع فلماذا تصرون على أن تتزوجوا هذه اليتيمة وتجوروا على حقوقهن؟!.[/FONT]
[FONT=&quot]من هنا نجد القرآن الكريم يحثّ كثيراً على الحقوق المترتبة على كفالة هذا اليتيم أو تلك اليتيمة. ويقول سبحانه (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220) البقرة) هكذا يأتي الوعيد والتهديد بأن الله عز وجل يعلم ويميّز بين الخبيث والطيب وبين النوايا التي تكون عند كافل هذا اليتيم ويتوعّد بأن ينتقم من هذا الظالم لتلك الضعيفة التي لا تملك لنفسها شيئاً.[/FONT]
[FONT=&quot]من هنا كان من مبادئ الإسلام أن يُعنى المسلمون جميعاً بكفالة الأيتام حتى لا يكونوا معول هدم في بناء المجتمع وحتى نعوّضهم عن ما فات من حنان الأب. ليكُن الكافل قائماً بعمل هذا الأب سواء كان ذلك في المعيشة والإطعام والإنفاق أو كان ذلك أيضاً في التربية وفي الأخلاق وبثّ العقيدة الصحيحة في نفوس هؤلاء اليتامى. ندعوا الله عز وجل أن يجعل منا من يكون في صحبة النبي صلى الله عليه وسلم برعايته لهؤلاء اليتامى إنه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. [/FONT]
 
[FONT=&quot]برنامج من أسرار القرآن الكريم - الحلقة 12 [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د/ محمد المختار المهدي[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]

[FONT=&quot]https://www.youtube.com/watch?v=KgisrwPE8pI[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد، [/FONT][FONT=&quot]فنِعَم الله[/FONT][FONT=&quot] عز وجل على الإنسان لا تعد ولا تحصى (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ (53) النحل) ومن هذه النعم رزق الله عز وجل للإنسان بالمال والولد فتلك زينة الحياة الدنيا كما قال سبحانه (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (46) الكهف) ولكن الله عز وجل جعل تلك الزينة امتحاناً وابتلاءً واختباراً لتصرّفنا في هذه النعمة فنراه سبحانه وتعالى يقول في معرض الحديث عن المال والبنين والزينة (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) الكهف) إذن فهي اختبار وامتحان كيف نتصرّف في نِعَم الله عز وجل، ومن هنا أُمرنا أن نتوسط في الإنفاق من هذا المال (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) الإسراء) ليكن أمرنا بين الإسراف والتقتير، الاعتدال في هذا الإنفاق لأن الله أباح لنا الطيبات من الرزق وأباح لنا أن نأخذ من هذا الرزق ما يكفينا ولكن حرّم علينا الإسراف كما حرّم علينا التبذير. والفرق بين الإسراف والتبذير أن الإسراف قد يكون في أمر مطلوب بمعنى أن الإنسان يمكنه أن يأكل بعشرة ريالات فيذهب وينفق في هذا المطعم مئة ريال أو مائتي ريال هنا يكون قد أسرف ما دام البديل عن هذا أرخص وأقلّ. كذلك في المواصلات، في الولائم التي تُعدّ للضيوف فبدل أن أُعدّ طعاماً لخمسة أُعدّ لعشرة ويُرمى الباقي في القمامة ولا ينتفع به فهذا يُعتبر إسرافاً كما قال الله عز وجل (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) الأعراف).[/FONT]
[FONT=&quot]أما التبذير فهو أن يُنفق المرء أمواله في شيء غير مطلوب للإنسان فيبذّر وينفق على أشياء تافهة فيكون من إخوان الشياطين كما قال ربّ العزّة (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) الإسراء) هذا هو شكر النعمة أن نستعملها في ما خُلِقت له وأن نحرص على عدم الإسراف وعدم التبذير مع أيضاً الحرص على عدم البخل والتقتير في ما هو مطلوب منا في الإنفاق على أهلنا وأقاربنا واليتامى والفقراء والمساكين. ديننا دين الوسطية في كل شيء فهو يمتنّ علينا بذلك فلنكن مقدرين لهذه النعمة ليزيدنا الله عز وجل منها (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ(7) إبراهيم) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
[FONT=&quot]برنامج من أسرار القرآن الكريم - الحلقة 13 [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د/ محمد المختار المهدي[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]

[FONT=&quot]https://www.youtube.com/watch?v=CmBKAihgxII[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد، فقد أخبر ربنا عز وجل بأفضل صفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (68) القلم). كانت أخلاق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مثالاً ونموذجاً قبل الرسالة وبعدها، فقد كان قبل الرسالة معروفاً بصفتي الصدق والأمانة كان صادقاً في كل كلمة يقولها لما أخبر من دعاه ليسمع بعثة ربنا عز وجل له قال لهم: أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تُغير عليكم أكنتم مصدقيّ؟ قالوا: نعم ما جرّبنا عليك كذباً قط. وحينما كانوا يضعون الحجر الأسود في مكانه وقالوا نُحكِّم أول رجل يدخل علينا فإذا به محمد صلى الله عليه وسلم، فقالوا هذا الأمين وكلنا راضٍ بحُكمه.[/FONT]
[FONT=&quot]واستمرت أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وازدهرت أكثر وأكثر بعد الرسالة فنراه وهو يهاجر من مكة إلى المدينة مُكرهاً نجد أنه لا يفوته أن يوصي علي ابن أبي طالب بأن يبقى مكانه ليوصل الأمانات التي كانت عنده لأهلها مع أنهم هم الذين أخرجوه ومع ذلك صفة الأمانة أصبحت عنده خُلُقاً. ومعنى الخُلُق أنها صارت كالخِلْقة أصبح طبعًا فيه. [/FONT]
[FONT=&quot]كان أيضاً سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سمحاً وهو بُعِثَ بالحنيفية السمحة فمن هنا تميزت السماحة عند نبينا صلى الله عليه وسلم بأنها كانت في العُسر واليُسر، في الفعل وردّ الفعل بعكس التسامح لأن التسامح يكون عندما يصيبني أذى فأتسامح مع من آذاني وأعفو عنه هذا خلق طيب لكن الأفضل منه السماحة سواء كان هناك فعل أو ردّ فعل. [/FONT]
[FONT=&quot]كان نبينا صلى الله عليه وسلم أشجع الناس وكانوا يتقون العدو به صلوات الله وسلامه عليه. كل الأخلاق المحمدية كانت في الذروة وأوصانا نبينا صلى الله عليه وسلم بأن الخُلُق داخل في مفهوم الإيمان بمعنى أن "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً" كما أخبر بأن أقرب الناس مجلساً منه يوم القيامة صاحب الخُلُق العظيم.[/FONT]
[FONT=&quot]بالنسبة للخُلُق له مجالات كثيرة نحن الآن في أشد الحاجة إليها أن تعود أخلاق الأمة وأن نتمثل أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في حياتنا العامة حتى نكون أهلاً لأن نحمل رسالة محمد صاحب الخلق العظيم، ما أحوجنا إلى ذلك! [/FONT]
[FONT=&quot]إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإنْ هُمُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا[/FONT]
[FONT=&quot]ندعوا الله أن يُبقي على الأمة الإسلامية بأخلاقها وإيمانها ووحدة صفّها حتى تستعيد مكانتها اللائقة بها بين الأمم إنه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
 
[FONT=&quot]برنامج من أسرار القرآن الكريم - الحلقة 14 [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د/ محمد المختار المهدي[/FONT]

[FONT=&quot][/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]https://www.youtube.com/watch?v=iroDOdJ1x3Y[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد، فقد خلق الله البشر بطاقات ومواهب مختلفة وهذا الاختلاف ينبغي أن يكون للتكامل وليس للتنابز ولذلك يقول ربنا عز وجل (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ (119) هود) هذا الاختلاف في الفكر، في الطبائع، في العادات، في التقاليد، هذا الاختلاف لا يضر بل إنه ينفع حينما شرع الله عز وجل الشورى بين المسلمين كان الشورى معناها أن هناك رأياً وأمامه رأي آخر والنبي صلى الله عليه وسلم بالرغم من أنه معصوم كان رأيه في غزوة أحد ألا يخرج ولكنه حينما رأى الشباب كثرة ورأوا ضرورة الخروج اختار رأيهم وتنازل عن رأيه وخرج معهم إلى القتال. فهذه الشورى لا تتحقق أبداً إلا بأن يكون هناك تكامل في الرأي تكامل في هذا الاختلاف أي أن يكون هناك أدب للاختلاف وحينما تحدث القرآن الكريم عن الدعوة إلى الله جعل لها ثلاثة مجالات: [/FONT]
· [FONT=&quot]مجال الحكمة [/FONT]
· [FONT=&quot]ومجال الموعظة الحسنة [/FONT]
· [FONT=&quot]ومجال الجدال بالتي هي أحسن.[/FONT]
[FONT=&quot]الجدال معناه أن كلاً من الطرفين يجد لصاحبه الدليل حتى يؤكد موقفه وُيبطل موقف الآخر فالقرآن هنا يجعل المؤمن في جداله في مرتبة أعلى فلا يقول (وجادلهم بالحسن) ولكن (بالتي هي أحسن). نحن نعلم أن هناك خلافاً بين الإسلام وأهل الكتاب سواء كانوا من اليهود أو من النصارى يأمرنا رب العزة سبحانه (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (46) العنكبوت)، إذن فالإسلام لا يمنع الاختلاف ولكنه يؤسس لضوابط هذا الاختلاف. والاختلاف إذا كان في الأمور الجزئية فلا مانع منه إطلاقاً لأن الأفهام تختلف. والرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة الأحزاب بعد أن ردّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً جاءه الأمر الإلهي بأن يذهب إلى اليهود الذين خانوا الميثاق والعهد في بني قريظة فقال لأصحابه: "لا يصلينّ أحدكم العصر إلا في بني قريظة" فالطريق من شمال المدينة إلى جنوبها كان مسافة طويلة فجاء وقت العصر في أثناء سيرهم إلى بني قريظة فاختلف الصحابة بعضهم قال النبي هو الذي أمر أن لا نصلّي إلا في بني قريظة إذن فليس علينا صلاة في الطريق، فريق آخر قال النبي لم يرد ذلك ولكن أراد الإسراع كأنه قال أسرعوا حتى تدركوا العصر في بني قريظة فصلّى بعضهم في الطريق، وحينما التقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وعلم بموقف الفريقين لم يعنّف أحداً وأقرّهم على ما فعلوا.[/FONT]
[FONT=&quot]إذن فالأفهام تختلف ومع ذلك الإسلام يقبل هذا الاختلاف. على علماء الأمة إذن في هذه الفترة ألا يختلفوا في الجزئيات وأن يتكاملوا وأن يُصرّوا على التمسك والاعتصام بالثوابت الإسلامية التي لا مجال فيها لجدال أو خلاف وأن نتنازل عن الخلافات التفصيلية التي لا تضرّ الإسلام في حقيقته. إن الأمة تنتظر من علمائها أن يكونوا متّحدين في الإفتاء متّحدين في الآراء ليقودوا الناس إلى صحيح الدين ندعوا الله عز وجل للجميع بالسداد والتوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
تم بفضل الله تعالى تفريغ الحلقات الموجودة على اليوتيوب (14 حلقة) جزى الله الأخت رحاب محمد على مجهودها في تفريغ الحلقات وكتب أجرها.
إن وجدنا حلقات غير هذه سنعمل على تفريغها ورفعها أولًا بأول إن شاء الله تعالى.
دعواتكم تقبل الله منا ومنكم
 
عودة
أعلى