برنامج التفسير المباشر 1429 هـ - حلقات مفرّغة

إنضم
07/05/2004
المشاركات
2,562
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
الخبر - المملكة ا
الموقع الالكتروني
www.islamiyyat.com
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بحمد الله تعالى وبتوفيق منه يسر البدء بتنقيح الحلقات المفرغة من برنامج التفسير المباشر لعام 1429 هـ والذي تناول في حلقاته أجزاء القرآن الكريم بمعدل جزء لكل حلقة. وبالتعاون مع الأخت الفاضلة طالبة الهدى أبدأ برفع ما انتهينا من تنقيحه تباعاً. نسألكم الدعاء وفقنا الله وإياكم لكل خير ونفعنا بما علمنا وعلمنا ما ينفعنا.
--------------------
برنامج التفسير المباشر- الجزء الأول- 1-9-1429هـ
ضيف الحلقة: الدكتور مساعد الطيار حفظه الله
د.عبد الرحمن: بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين...
أيها الإخوة المشاهدون:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهومرحباً بكم في برنامجكم التفسير المباشر على قناتكم قناة دليل الفضائية...
· رمضان شهر القرآن، والقرآن أنزل في رمضان، اسمان متلازمان منذ نزل القرآن وحتى اليوم "القرآن ورمضان" فلا يذكر رمضان إلا ويذكر معه القرآن، ولا يذكر القرآن إلا ويذكر معه شهر رمضان: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } [البقرة:185].
في برنامجنا هذا بإذن الله تعالى سوف نتناول في كل يومٍ على مدى شهر رمضان كاملاً بإذن الله تعالى جزءًا من أجزاء هذا القرآن العظيم، نتناقش فيه وفي أبرز موضوعاته التي اشتمل عليها، ونستضيف ضيفاً من المتخصصين في الدراسات القرآنية والمعنيين بتفسيره، للحديث والإجابة عن أسئلتكم واستفساراتكم، التي يسرنا أن نتقبلها ونتلقاها منكم على الأرقام التي تظهر تباعاً على الشاشة بإذن الله تعالى...
معنا في هذه الحلقة "الجزء الأول" من أجزاء القرآن الكريم، والجزء الأول من أجزاء القرآن الكريم يشتمل على سورة الفاتحة ومائة وواحد وأربعين آية من سورة البقرة.
* وأبرز الموضوعات التي اشتمل عليها الجزء الأول:
1) تقسيم أصناف الناس في سورة الفاتحة إلى المؤمنين والمغضوب عليهم والضالين.
2) ثم أقسام الناس إلى مؤمنين وكافرين ومنافقين كما في أول سورة البقرة.
3) ثم بعد ذلك قصة خلق آدم عليه الصلاة والسلام، والحوار مع الملائكة في ذلك.
4) ثم خطاب بني إسرائيل، وطرف من أخبارهم مع نبيهم موسى عليه الصلاة والسلام.
5) ثم قصة بني إسرائيل وأمرهم بذبح البقرة.
6) ثم قصة بناء البيت الحرام من قبل إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام.
يسرني في هذه الحلقة أيها الإخوة أن يكون ضيفي وضيفكم في هذه الحلقة الأولى من البرنامج هو الصديق العزيز فضيلة الشيخ الدكتور: مساعد بن سليمان الطيار الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود والمتخصص في الدراسات القرآنية؛ ليكون ضيفاً نتحدث معه حول أبرز موضوعات هذا الجزء، والإجابة عن أسئلتكم واستفساراتكم.
حياكم الله يا دكتور مساعد ومرحباً بك.
د.مساعد:حياكم الله وبارك فيكم، الله يبارك فيك.
د.عبد الرحمن: بدايةً يا دكتور مساعد كما ذكرتُ في البداية ارتباط القرآن برمضان، أتمنى لو تلقي الضوء على هذا الارتباط وأهمية العناية بالقرآن في شهر رمضان على وجه الخصوص.
د.مساعد: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين...
أما بعد: فأسأل الله سبحانه وتعالى لهذه القناة الفتية أن يبارك الله سبحانه وتعالى فيها وأن ينفع بها، ثم أشكركم على هذه الاستضافة وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك أيضاً بهذا البرنامج الذي له هذا العنوان اللطيف "التفسير المباشر"
أما ما يتعلق بقضية علاقة القرآن برمضان هذه كما ذكرتم في الآية، في قوله سبحانه وتعالى:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}[البقرة:185]، وأيضاً قوله سبحانه وتعالى:{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ }[القدر:1]، وقوله: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ}[الدخان:3] وهذه الليلة المباركة هي ليلة القدر وهي من ليالي رمضان، فهذا يوضح الارتباط الشديد جداً والمتلازم بين القرآن ورمضان ولهذا حري بالمسلم أن ينصرف جُل وقته في رمضان للقرآن، يعني جل وقته يكون للقرآن، ولهذا نلاحظ أن القرآن يستحوذ على جزء كبير جداً من صلاة الليل، وهي ما نسميه بصلاة التراويح، ثم أيضاً في العشر الأواخر إذا دخل وقت قيام الليل، ولهذا ليس هناك أكبر من هذه النصيحة، أن ينتبه المسلم لهذا الارتباط والتلازم بين القرآن ورمضان.
د.عبد الرحمن: جميل
هناك يا دكتور مساعد من يلوم بعض الناس يقول: أنتم لا تهتمون بالقرآن إلا في رمضان وأما في سائر السنة فأنتم تهملونه ! فنقول أن هذه الملامة لها جانبان: جانب صحيح وجانب خاطئ.
د.مساعد:صحيح
د.عبد الرحمن: الصحيح فيها أنك يجب عليك ألا تهمل القرآن في سائر السنة، وينبغي عليك أن يكون لك ورد يومي من القرآن الكريم، ولكن أن تعتني بالقرآن في رمضان هذا ليس بدعاً.
د.مساعد:بالعكس هذا فعله الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
د.عبد الرحمن: بالضبط، يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- بنفسه كان يُدارس جبريل بالقرآن في رمضان على وجه الخصوص وفي كل ليلة، ((وذلك في كل ليلة)) فهذه سنة ملائكية نبوية.
د.مساعد:نعم.
د.عبد الرحمن: طيب يا دكتور مساعد سورة الفاتحة هي أعظم سورة في القرآن الكريم , والنبي -صلى الله عليه وسلم- قد ذكر في فضلها أحاديث كثيرة؛ يعني يحضرني منها قول النبي -صلى الله عليه وسلم- أو في الحديث القدسي، أنه كما روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-، يقول: ""بينما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قاعداً مع جبريل إذ سمع نقيضاً من السماء - والنقيض هو الصوت - فالتفت جبريل عليه الصلاة والسلام إلى السماء فقال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: ((هذا باب قد فتح الليلة لم يفتح من قبل)) ثم نزل منه ملك فقال جبريل عليه الصلاة والسلام: ((هذا ملك نزل من السماء لم ينزل من قبل إلا الليلة)) فجاء هذا الملك إلى جبريل عليه الصلاة والسلام والنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ((يا محمد أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما أحد من قبلك)) ما هما؟ قال: ((سورة الفاتحة وخواتيم سورة البقرة)) سمى هذه السورة نوراً وسمى خواتيم سورة البقرة نوراً، فنود أن تسلط الضوء على فضل سورة الفاتحة ونختار موضوعاً واحداً من موضوعاتها يا دكتور..
د.مساعد:نعم
سورة الفاتحة لا يكاد يجهل مسلم فضل هذه السورة، ولعل مع هذا الحديث نختار حديثاً آخر وهو قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث القدسي عن ربه: ((قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال: العبد {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ، قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ} ، قال: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ، قال: مجدني عبدي، ثم يقول: وإذا قال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل)) فقوله: ((هذا بيني وبين عبدي)) في قوله: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ } ((بيني)) هذا قسم الرب سبحانه وتعالى، و{ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ((بين عبدي)) هذا قسم العبد، ثم قال: ((ولعبدي ما سأل)).
هو آخر السورة، من قوله: { اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ } لأنها دعاء، وهذه من الفوائد المهمة جداً وهو تقديم الثناء على الدعاء، تقديم الثناء على الدعاء هذه أحد الفوائد التي يمكن نستفيدها من سورة الفاتحة.
د.عبد الرحمن: أيضاً من المعاني يا دكتور مساعد التي تلحظ في سورة الفاتحة أنها من السور التي تكرر كثيراً، يعني هي أكثر سورة تكرر في الصلوات وبصفة عامة، فأول ما يبدأ به الصغير من المسلمين تعلم سورة الفاتحة وقصار السور، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)) يعني هذا السر في التكرار, أنا تأملت يا دكتور مساعد في السور التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يداوم عليها فعندك على سبيل المثال أبرزها هي سورة الفاتحة لأنها تكرر في كل ركعة.
د.مساعد:نعم، في صلوات الفرض والنوافل.
د.عبد الرحمن: والنوافل، لا تصح صلاة لا فرض ولا نافلة إلا بقراءة سورة الفاتحة، ما هو السر يا ترى في هذا التكرار؟؟ يعني عندما تتأمل موضوعات هذه السورة القصيرة، هي سبع آيات فقط، تتأمل فيها فإذا هي قد حوت كما يقول عبد الحميد الفراهي -رحمه الله- سماها اسم جميل وقال: ((إن سورة الفاتحة هي ديباجة القرآن)) , وقال: ((إنها قد اشتملت على كل ما في القرآن))، فكأنها هي خلاصة ما في القرآن وبقية سور القرآن الكريم شرح لها وتفصيل.
د.مساعد:وهذا أحد المعاني ذكرها العلماء قول في تسمية الفاتحة بأنها أم القرآن، لأن أم القرآن معناها الجامعة لمعاني القرآن.
د.عبد الرحمن: نعم، فأنا أقول ما هي المعاني التي اشتملت عليها -يعني- المعنى الأبرز خاصةً نركز على قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}حتى إنه يقول بعض العلماء إن خلاصة سورة الفاتحة هي في هذه الآية في {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}وأذكر أحد الباحثين ذكر وقال إن {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} يمكن أن نسميها العهد والميثاق بين العبد وبين ربه فكأنه في كل صلاة وفي كل ركعة يكرر.
د.مساعد:يجدد هذا العهد.
د.عبد الرحمن: يجدد هذا العهد وهذا الميثاق، وحتى يحضرني الآن معنى من معاني اللغة في الآية في قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}وهو نعبد ونستعين أليست فعل مضارع؟
د.مساعد:بلى.
د.عبد الرحمن: أليس من المعاني التي يدل عليها الفعل المضارع هو الحدوث والتجدد؟؟، فكأنك تجدد هذا العهد والميثاق كل مرة.
د.مساعد:مرةً بعد مرة، صحيح.
د.عبد الرحمن: أضف إلى ذلك المعنى الآخر وهو معنى بلاغي في تقديم المفعول به على الفاعل والفعل في {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
د.مساعد:لأنه يدل على الاختصاص
د.عبد الرحمن: لو سألنا ما هو إعراب {إِيَّاكَ }؟
لكان الجواب إياك مفعول به مقدم ونعبد فعل وفاعل متأخر، والسر البلاغي في تقديم المفعول به هنا هو الاختصاص، يعني لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك، هذا المعنى وهو معنى الإخلاص لله سبحانه وتعالى في العبودية وفي الاستعانة , انظر إلى -يعني- كيف بث الله الآيات التي تدل على هذا المعنى في القرآن الكريم.
د.مساعد:كثيرة جداً.
د.عبد الرحمن: كأنها كما قال ابن القيم تأتي لكي تشرح {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
د.مساعد:هذا صحيح، والعبودية هي مقصد من المقاصد الكبرى في القرآن، وهي التي يغفل عنها كثير من الناس حينما يقرؤون القرآن، وحينما يربون الناس على الشرع -يعني- قضية التربية على العبودية لله هذه قضية منهجية كلية كبرى يجب أن ننتبه لها -يعني- ينتبه لها الأب مع أبنائه، وينتبه لها كذلك الحاكم مع محكوميه، والمربي مع من يربيهم، العبودية للكل هي العبودية لله سبحانه وتعالى، حتى النبي -صلى الله عليه وسلم- نبه على هذا المعنى في أحاديث كثيرة جداً، لكن لو رجعنا إلى فكرة ذكرتها يا شيخ عبد الرحمن في قضية المقاصد الكبرى التي لسورة الفاتحة، لو تأملنا عندنا ثلاث مقاصد كبرى هي: معرفة الرب، ومعرفة الطريق الموصل إليه، و...
**************************
د.عبد الرحمن: معنا اتصال يا دكتور مساعد -يعني- من الإخوة المشاهدين معنا الأخ خالد من السعودية تفضل يا أخ خالد.
السائل: السلام عليكم.
د.عبد الرحمن: وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل: مساء الخير.
د.عبد الرحمن: أهلاً وسهلاً بك حياك الله تفضل يا أخي الحبيب
السائل: الله يجزيك خير، أولاً أهنئكم بشهر رمضان، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال.
د. عبد الرحمن: اللهم آمين.
السائل: أول شيء لدي سؤال، وأحب أن أهنئ هذه القناة يعني صراحة التي لا أجد ما يصف الثناء عليها، بجد والله أنا أوقاتي أتابعها يعني 24 ساعة ما شاء الله يعني بصراحة حطمت كل القنوات, أنا دائم عليها والله.
د. عبد الرحمن: الحمد لله.
السائل: أحب أشكر القناة هذه، والسؤال يا شيخ جزاكم الله خير، سورة البقرة لماذا سميت بسورة البقرة؟ وتسمية السور هل هي من الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو من الصحابة وكذا؟ أفيدونا جزاكم الله خير.
د. عبد الرحمن: شكراً جزيلاً يا خالد، أبشر بإذن الله، نعود يا دكتور مساعد إلى هذا المعنى والذي ذكرته.
******************************
د.مساعد:نعم، إذا قلنا الذي هو:
* معرفة الله سبحانه وتعالى.
* ومعرفة الطريق الموصل إليه.
* ومعرفة حال الناس مع هذا الطريق.
د. عبد الرحمن: مع هذا الطريق.
د.مساعد:مع هذا الطريق، فهذه هي المقاصد، يمكن نسميها المقاصد الكبرى التي في سورة الفاتحة، وهي التي في القرآن كله،
· فالأول في معرفة الرب سبحانه وتعالى في الآيات الثلاث الأولى، من قوله: { الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } إلى قوله: { مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } .
· ثم: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } فهذا الطريق الموصل إليه مع قوله: { اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ } .
· طيب السالكون هم الذين أنعم الله عليهم، وغير السالكين الذين تجنبوا هذا الصراط هم من وصفهم بأنهم مغضوب عليهم أو ضالين.
ولو تأملنا في قوله المغضوب عليهم والضالين، قضية مهمة جداً الرسول -صلى الله عليهم- وسلم نص على أن المراد بالمغضوب عليهم اليهود وأن الضالين النصارى، لكن أيضاً ينتبه إلى أنه سمي هؤلاء المغضوب عليهم وهم اليهود لأنهم علموا ولم يعملوا.
د. عبد الرحمن: فتنطبق على كل من اتصف بهذه الصفة.
د.مساعد: نعم، هذه مهمة جداً هذه تنطبق على كل من اتصف بهذه الصفة، والآخرون عبدوا الله بلا علم: { وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ } وهم النصارى فأيضاً تنطبق على كل من عبد الله بغير علم، فإذا يمكن أن نقول بأن الكلية الكبرى التي أشرتم إليها قبل قليل قضية العهد و الميثاق التي هي قضية العبودية في قوله: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } وقد شرحها ابن القيم وبنى عليها كتابه "مدارج السالكين في شرح منازل إياك نعبد وإياك نستعين" فما من عمل من أعمال القلوب إلا وهو يرجع إلى هذه القضية، قضية العبودية.
د.عبد الرحمن: جزاك الله خيراً، بالمناسبة كتاب "مدارج السالكين في منازل إياك نعبد وإياك نستعين" لابن القيم كتاب قيم وجدير بالقراءة، ورأيت له تهذيباً رائعاً للأستاذ صالح الشامي أنصح بقراءته لمن لم يقرأ الأصل ففيه فوائد.
قبل أن نجيب على سؤال الأخ خالد الله يحفظه، وكنا سنأتي إليه في تسمية سورة البقرة هناك تساؤل يا دكتور مساعد في التقسيم، عناية القرآن الكريم بالتقسيم، الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم كثيراً ما يذكر الأقسام { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } فأما الذين اسودت وجوههم كذا وأما الذين ابيضت كذا، هنا في الفاتحة: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ } ثلاثة أقسام، في سورة البقرة في أولها أيضا فيها أقسام { هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } ذكر المتقين الذين.. الذين.. ثم بعد قليل قال: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ } ثم قال: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ } فقسم إلى مؤمنين وكافرين ومنافقين وهكذا في بقية الآيات، ما هو السبب الذي تلمسه يا دكتور مساعد من عناية القرآن الكريم بالتقسيم؟
د.مساعد:جيد، هذا الحقيقة موضوع لطيف جداً لو بُحث، وهو عناية القرآن بالتقسيمات، وتلاحظ هذه التقسيمات تقسيمات منطقية، بمعنى أن نجد مثلاً الحق والضلال: { فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ } إذاً يا حق يا ضلال، ليس هناك مرحلة وسط، لما جاء عند أيضاً أهل الإيمان والكفر قسمهم تقسيمات، مرة يقسم الإيمان مع الكفر فقط، ومرة يقول أهل الإيمان وهم صنف واحد لا يتعدد، ويتعدد ماذا؟ صنف الكفار، مثل ما ذكرتم المنافقون في النهاية كفار، والكفار قال عنهم الله سبحانه وتعالى: { الَّذِينَ كَفَرُواْ } أيضاً كفار، واليهود الذين سيأتي في قوله: { يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ } أيضاً يدخلون في هذا الصنف.
د.عبد الرحمن: الكفار.
د.مساعد:أي نعم، أحياناً قد يأتي التقسيم أيضاً في مثل هذه الطوائف ثلاثيا في مثلا موقف يوم القيامة، لما قال الله سبحانه وتعالى: { فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ }[الواقعة:8]، ثم قال: { وَأَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ }[الواقعة:9]، ثم قال: { وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ } [الواقعة:10]، فأفرد السابقين الذين هم أهل البر والتقوى الذين بلغوا شأواً عظيماً في ذلك، وبقية المؤمنين أفردهم في قسم، والأشرار جعلهم في قسم واحد، كذلك أيضاً من الأشياء التي يحسن أن ننتبه لها في تقسيمات القرآن فيما يتعلق بالطوائف، أنه في موطن وحيد جاء تقسيم أهل الإيمان، مع أنه العادة إذا ذكر أهل الإيمان ذكروا بوصف الإيمان الكامل، وكان المعنى أنكم يجب عليكم أن تصلوا إلى هذه المرتبة يعني: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } الذين كمل إيمانهم، إلا في قوله: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا }
د.عبد الرحمن: في سورة فاطر.
د.مساعد:نعم، قال: { فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ } [فاطر:32] وأنا أقول حقيقة هذه من آيات الرجاء، يعني من آيات الرجاء أن أهل الإسلام، ماداموا قد اصطُفوا وسماهم الله المصطفون.
د.عبد الرحمن: كلهم أهل الإسلام.
د.مساعد:نعم، كل أهل الإسلام، فنحن على الأقل ولو دخلنا في الظالم لنفسه فنحن في خير إن شاء الله.
د. عبد الرحمن: أيضاً نريد أن نشير إلى ملمح يا دكتور مساعد في تقسيمات القرآن وهو أنت الآن عندما تأتي فتؤلف كتاباً، ثم تقول وهذه بحسب استقرائي تنقسم إلى أربعة أقسام أو خمسة أقسام، أنا قد أقرأ تقسيمك هذا ولا أكون على يقين منه قد يكون هناك قسم سادس.
د.مساعد:يعني تقصد الذي هو موضوع السبر والتقسيم.
د. عبد الرحمن: السبر والتقسيم لكن تقسيمات القرآن أنت عندما تنظر فيها وتتدبر أنت على يقين أنها على غاية الحكمة وأنها تقسيمات وراءها أسرار، إذا قسم في موضع إلى قسمين هناك أسرار، وإذا قسم إلى ثلاثة هناك أسرار، وهذا لا تستطيع أن تبينه في كلام البشر، أليس كذلك؟
د.مساعد: صحيح.
د. عبد الرحمن: أما في كلام الله وفي كلام رسوله -صلى الله عليه وسلم- فتجد أسراراً وحكما.
د.مساعد:وهذا الذي ندعو إلى أن يكون فيه بحث من هذه الزاوية اللي هي أسرار التقسيمات يعني مرة قسم أهل الإيمان بطريقة معينة ثلاثية.
د. عبد الرحمن: حسب السياق حسب السورة حسب كذا.
د.مساعد:حسب السياق، في الواقعة قسمهم إلى قسمة ثنائية مقابل الضالين، في الفاتحة جعلهم قسماً واحداً مقابل اليهود والنصارى، سورة البقرة بدايتها جعلهم قسماً مقابل الكفار والمنافقين ثم أشار إلى اليهود فيما بعد وهكذا.
د.عبد الرحمن: الحقيقة إن الموضوع أتصور إنه يكون موضوع ثري لو تدبره الإنسان وتأمله
د.مساعد:جدا.
د.عبد الرحمن: نريد أن نجيب على سؤال الأخ خالد -أخشى أن يقوم ويترك القناة- فدعنا نتناول الجزء الأول من سؤاله و يقول: سورة البقرة لماذا سميت سورة البقرة؟
د.مساعد:جيد، طيب لعلنا نجيب عن سؤاله الأول ثم ننتقل إلى تسمية السورة سريعاً
تسمية السور نقول للأخ خالد وللمشاهدين أنا أُفضل أن نقول في تسمية السور أنها مراتب.
*******************************
د.عبد الرحمن: نعتذر يا دكتور قبل أن ندخل في هذا معنا الأخ محمد من السعودية، تفضل يا أخ محمد.
السائل: السلام عليكم.
د.عبد الرحمن: وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل: أولاً أشكركم على القناة الطيبة، وأبارك عليكم انطلاق هذه القناة، وأبارك عليكم الشهر الفضيل، وأحييكم وأحيي الشيخ مساعد
د.عبد الرحمن: حياكم الله
السائل: بس استفسار البرنامج هذا هل هو مستمر إلى نهاية الشهر؟
د.عبد الرحمن: نعم مستمر إلى نهاية رمضان بإذن الله.
السائل: الله يجزاكم خير عندي سؤال: بالنسبة لسورة البقرة قال الله عز وجل: { سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }[البقرة:6]، ونوح عليه الصلاة والسلام، قال: { قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا } [نوح:5]، وقال: { ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا {8} ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا }[نوح:8-9]، طيب ما فيه نوع من التعارض بين الآيتين يعني أن الإنسان ما ينذر الكفار { سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }؟
د. عبد الرحمن: أحسنت، جزاك الله خيراً، تسمع الجواب بإذن الله شكرا يا أخ محمد الله يحفظك
**********************************
د. عبد الرحمن: نعود يا دكتور مساعد إلى تسمية سورة البقرة.
د.مساعد:أقول التسميات أنا أفضل أن نسميها مراتب ولا ندخل لقضية التوقيف والاجتهاد لأن التوقيف أحياناً يلزم منها عدم القول بالاجتهاد يعني يقابلها.
د. عبد الرحمن: يعني أنت الآن تشير إلى أن تسمية سور القرآن الكريم بعضها كما يقول العلماء في كتاب مثل الإتقان للسيوطي.
د.مساعد:بعضها للتوقيف وبعضها...
د. عبد الرحمن: وتوقيف، معناه للإخوة المشاهدين التوقيف إذا قلنا تسمية سورة البقرة توقيفاً يعني أن النبي -صلى الله عليه- وسلم هو الذي سماها ولا يجوز لنا أن نسميها باسم آخر.
د.مساعد:هذا هو الإشكال هنا أنه لا يجوز لنا أن نسميها باسم آخر.
د. عبد الرحمن: إذا قلنا توقيفي بمعنى أنه قد أوقفه النبي -صلى الله عليه وسلم- على هذه التسمية فلا نتعداها وإذا قلنا تسميتها بالاجتهاد معناها والله يأتي أحد العلماء مثل الطبري أو مثل ابن عباس فيسميها باسم.
د.مساعد:جميل، فنقول إذاً هنا مراتب:
·المرتبة الأولى ما ثبتت تسميته عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل سورة البقرة، في مثل قوله: ((اقرءوا الزهراوين البقرة وآل عمران))
· والمرتبة الثانية: هي ما سماه الصحابي
لماذا جعلناه مرتبة مستقلة؟ لأنه احتمال أن يكون سمعه من النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل ما رواه البخاري عن ابن عباس، قال: سعيد بن جبير وسألته عن سورة الأنفال، فقال: تلك سورة بدر، وهم سموا أيضاً سورة التوبة بالفاضحة والمقشقشة فكان لهم أسماء.
· والمرتبة الثالثة: ما دون الصحابي من التابعين إلى يومنا هذا وغالب تسميات من دون الصحابي غالبها تؤخذ من أول السورة حكاية أول السورة سورة أرأيت، سورة ألم يكن، سورة هل أتاك، وهكذا
ما فائدة هذا التقسيم؟ لهذا التقسيم فائدة، ونقول المرتبة الأولى وهو ما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنه يبحث فيه عن حكمة.
د. عبد الرحمن: لماذا سميت بهذا؟
د.مساعد:لماذا سمي؟ لأن الحكيم لا يصدر عنه إلا حكمة، والرسول -صلى الله عليه وسلم- لا شك أنه أحكم البشر، لكونه ما يخرج منه صلى الله عليه وسلم فإنه يدل على حكمة.
وما سماه الصحابي لاحتمال :
· أن يكون سمعه من النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا من جهة.
· والثانية كون الصحابي مشاهداً للأحوال فتسميته أقرب من تسمية غيره ممن لم يشاهد الأحوال أما من دون الصحابي فلا.
د. عبد الرحمن: جميل.
إذاً نقول للأخ خالد الآن تسميات السور وهو يسأل عن تسميات السور من الذي سماها؟ نقول له الآن: منها ما سماه النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل سورة البقرة، ومنها ما ثبت أنه سماه الصحابي باجتهاده.
وهذا يقودنا إلى السؤال الثاني: لماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم؟ وأنت الآن تقول أن الذي ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الذي سماها نبحث عن الحكمة، فلماذا سميت سورة البقرة؟ لأنه هو الذي سماها.
د.مساعد:جيد، سورة البقرة طبعاً سميت:
· أولاً لورود قصة البقرة هذا أول مدخل، ولم ترد قصة البقرة في غير هذه السورة: { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً }
وقصة البقرة: أن قتيلاً قُتل في بني إسرائيل فكان الله سبحانه وتعالى لما أرادوا أن يعرفوا من هو أراد الله سبحانه وتعالى معجزةً لموسى -عليه الصلاة والسلام- أن يظهر لهم كيف يحيي الموتى أمامهم فأمرهم بأن يذبحوا بقرة وأن يضربوا بها القتيل يعني ببعضها القتيل ولكن طبعاً اليهود لأنهم كانوا قوم جدال وخصام صاروا يماطلون النبي عليه الصلاة والسلام ويسألونه ما هي؟ ما لونها ؟ حتى شددوا فشدد الله سبحانه وتعالى عليهم، فإذاً نحن أمام أمر مطلق كان يكفي فيه سرعة التنفيذ بأي بقرة لو وجدوا أي بقرة لو وجدوها وذبحوها انتهى الأمر أجابوا الأمر، فلما شددوا شدد الله عليهم.
سورة البقرة هي أكبر السور وأوسع السور في الأحكام يعني ورد فيها أحكام كثيرة جداً، وأيضاً سورة البقرة هي من أوائل ما نزل في المدينة إن لم تكن هي أول ما نزل في المدينة فإذاً نحن الآن أمام مرحلة جديدة، مرحلة تشريعات، فكأن فيها رمزاً لقضية سرعة الاستجابة، يعني { اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ } [الأنفال:24]، مباشرة دون الدخول في الجدال؛ كيف ولماذا؟
د. عبد الرحمن: كيف؟ ولماذا؟ نعم.
د.مساعد:نعم
ولهذا لو نظرنا إلى حال الصحابة -رضي الله عنهم- مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنا سنجد أنهم كانوا يفعلون هذا تماماً من أدل الأمثلة على ذلك، لما قال: ((لا يصلين أحد منكم العصر إلا في بني قريظة)).
د. عبد الرحمن: النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لهم ذلك.
د.مساعد:قال لهم ذلك فانطلقوا فلما حلت عليهم صلاة العصر وخاف بعضهم ألا يدرك الوقت، صلى مباشرةً، وبعضهم قال: لا، ونأخذ بالأمر النبوي على ظاهره وصلوا بعد خروج الوقت، كل هؤلاء وهؤلاء نفذوا الأمر النبوي المطلق هذا , لا يوجد عند الصحابة تلكؤ أو تأخر في قضية الإجابة لأوامر الله سبحانه وتعالى , فهذا رمز أو سر كبير جداً يجب أن ننتبه له من خلال قصة البقرة التي شدد فيها هؤلاء القوم على أنفسهم فشدد الله عليهم ولو شدد الصحابة في تلقي الأوامر لشدد الله عليهم ولكن الحمد لله كانوا أصحاب استجابة، وهذا من نعمة الله علينا بوجود هؤلاء الصحب الكرام بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم.
د. عبد الرحمن: رضي الله عنهم وأرضاهم الحقيقة أن هذا معنى نفيس جداً وهو معنى أن تكون تسمية سورة البقرة لأن بعض الناس يا دكتور مساعد قد يستغرب ويقول: سورة هي من أعظم السور في القرآن الكريم و 286 آية وفيها تشريعات كثيرة جداً، فيها كلام عن الصلاة، والكلام عن الحج، والكلام عن الصيام،والصيام هو في هذه السورة فقط، والكلام عن الإنفاق.
د.مساعد:والوصية.
د. عبد الرحمن: وعن الوصية، وعن القصاص، الرضاع كل هذه المعاني العظيمة ثم لا تسمى إلا باسم البقرة! بعض العلماء كان يتحرج أن يسميها سورة البقرة ويقول السورة التي تذكر فيها البقرة مع أن هذا الحرج ليس له موضع لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- سماها لكن أن تكون قصة البقرة رمزاً للاستجابة لله ورسوله يعني الآن كأن معنى السورة هذه السورة مليئة بالتشريعات والأوامر لك أيها المسلم.
هذا معنى يا أخ خالد تسميتها بسورة البقرة مليئة بالتشريعات والأوامر التي موجهة لك أيها المسلم، فاستجب لأمر الله، ولا تكن كبني إسرائيل عندما أمروا أن يذبحوا بقرة فكان منهم تعنت: {قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ } فلما بين لهم { قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا } طيب بين اللون طيب {قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ } فزودوها فكان كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((شددوا فشدد الله عليهم)) ولذلك يعني هذا ننهي به جواب هذا السؤال انظر إلى آخر السورة، عندما نزل قول الله تعالى: { لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ }[البقرة:284].
د.مساعد:استشكلوا {أَوْ تُخْفُوهُ}.
د. عبد الرحمن: فاستشكل الصحابة، طيب {أَوْ تُخْفُوهُ}نحاسب به؟ هذا فيه مشقة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((أتريدون أن تكونوا كبني إسرائيل)).
د.مساعد:سبحان الله، يعني هذا يدل على نفس الفكرة.
د. عبد الرحمن: نعم ((تقولون سمعنا وعصينا، قولوا: سمعنا وأطعنا)) فأنزل الله سبحانه وتعالى بعدها: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة:285] قالوا: فنزلت بعدها هذه الآية العظيمة التي في آخرها، وهي كما ذكرت في أول الجلسة وفي أول الحلقة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جاءه ملك يبشره بنورين أوتيهما لم يؤتهما أحد قبله فذكر منها سورة الفاتحة وآخر سورة البقرة.
د.مساعد:آخر آيتين نعم.
د. عبد الرحمن: فأنزل الله: { لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا }[البقرة:286].
د.مساعد:رفع الحرج.
د. عبد الرحمن: رفع الحرج { لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ }[البقرة:286].
إلى آخره، وقد رُوي أنه: { رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا }،{ رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا }، { رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا }[البقرة:286] قال الله: ((قد فعلت)) فانظر يا أخي إلى هذا التناسب بين تسمية سورة البقرة وبين المعنى الذي اشتملت عليه
إذاً أجبنا على سؤال الأخ خالد بخصوص سورة البقرة وأسباب تسمية السور.
هنا سؤال الحقيقة من الأخ محمد حول الآية التي في سورة البقرة في قوله سبحانه وتعالى: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ {6} خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ {7} [البقرة:6-7]، يقول هذه الآية تدل على أنه لا ينفع الإنذار مع هؤلاء، هؤلاء الكفار لا ينفع معهم إنذار، فيقول هل هناك تعارض بينها وبين ما في قصة نوح عليه الصلاة والسلام.
د.مساعد:الذي هو الحرص على دعوة الكفار.
د. عبد الرحمن: نوح عليه الصلاة والسلام كم جلس؟ 950 سنة وهو يدعو { قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا {5} فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا {6} وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ } إلى آخر السورة، فما هو التوجيه؟
د.مساعد:نعم، هذا الحقيقة سؤال يعني جيد يدل على وجود إشكال، وهذا أورده بعض العلماء في مثل قوله: { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ {1} لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ {2}[الكافرون:1-2] قريب من هذا السؤال الذي سأله الأخ.
د. عبد الرحمن: تسميتهم بالكافرين.
د.مساعد:أي نعم، نقول الآن: القاعدة الكلية في هذا أنه هل تستطيع أنت في علمك البشري أن تعرف أن هذا سيموت على الكفر؟
د. عبد الرحمن: لا طبعاً.
د.مساعد:مادام ما تستطيع تعرف، فإذاً هذا لما قال: { سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ} [البقرة:6] في حكم الله وليس في حكمنا نحن، أما نحن { فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى {9} [الأعلى:9]، يعني إذاً مطلوب من العبد ماذا؟ {إن عليك إلا البلاغ} فنحن مطالبون بالبلاغ، وندعو مرة بعد مرة بعد مرة، ولا نتوقف عن الدعاء، حتى نظهر دين الله سبحانه وتعالى.
****************************************د. عبد الرحمن: جميل هذا توجيه رائع ولعلنا نستزيد ولكن معنا الأخ بندر من السعودية تفضل يا أخ بندر.
السائل: السلام عليكم.
د. عبد الرحمن: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل:أبارك لكم بهذه القناة وأسأل الله أن ينفع بها وينفع بكم وينفع بها المسلمين، فيه سؤال يا شيخنا بارك الله فيك، طبعاً دائماً ما نقرأ في القرآن، وفي بعض الآيات نقع في إشكاليات بسيطة في طريقة الجمع بين الآيتين، عندي الآية يا شيخ التي يقول الله سبحانه وتعالى: { وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ }[البقرة:120] والآية الأخرى التي في ظاهرها أنها مخالفة لهذه الآية: { وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى }[المائدة:82]، فيا ليت الشيخ يوضح لنا كيف الجمع بين الآيتين الله يبارك فيك.
د. عبد الرحمن: جزاك الله خيراً، شكراً يا أخ بندر الله يحفظك.
*******************************************عفواً يا دكتور نكمل الحديث عن قضية: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ } [البقرة:6]والآيات التي مرجعها إلى الله سبحانه وتعالى.
د.مساعد:إذاً نقول إن القاعدة الكلية في هذا هو قضية هل نستطيع أن ندرك كبشر أن هذا يموت على الكفر أو لا؟ هذا في حكم الله أن هؤلاء الكفار أنهم سواء عليهم أنذرتهم أم تنذرهم لا يؤمنون، لأنه حصل عليهم ما أخبر الله أنه ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم، فنقول ما دمنا لا نستطيع أن نعرف هذا الشيء، فإننا مطالبون بالدعوة , فالمطالبة بالدعوة شيء وكون هؤلاء الكفار يموتون على الكفر شيء آخر، ليس هناك نوع من التعارض.
د. عبد الرحمن: جميل جداً، ودي يا دكتور مساعد قبل أن نسترسل في الحديث أن أنبه الإخوة المشاهدين، إننا نريد أن تكون الأسئلة في الحلقة هذه عن الجزء الأول من القرآن الكريم، والحلقة الثانية عن الجزء الثاني، والحلقة الثالثة عن الجزء الثالث، نحن لا نمنع مطلقاً من أي سؤال في أي جزء، لكن نفضل أن تكون الأسئلة بالترتيب حتى نستطيع أن نأخذ راحتنا في الحديث،
طيب يا دكتور مساعد الآن الآيات التي وردت التي توئيس إن صح التعبير من انتفاع الكافرين بالدعوة، مثل هذه الآية: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} [البقرة:6]، هي آيات محدودة في القرآن الكريم، ومعظم الآيات التي وردت في القرآن الكريم في التعامل مع الآخرين من ناحية دعوية إنك تدعوهم إلى الله { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل:125]، وفي قوله: { سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى {10} وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى {11} [الأعلى:10-11] وغيرها من الآيات التي تأمر بالدعوة، وأضف إلى ذلك أن قصص الأنبياء كلهم عليهم الصلاة والسلام، وما أكثر قصص الأنبياء في القرآن الكريم، يعني تقريباً ثلث القرآن الكريم ورد فيه قصص الأنبياء، ومعظم القصص وردت في الدعوة أليس كذلك؟
د.مساعد:صحيح
د. عبد الرحمن: في دعوة الآخرين والهدف منها هو القدوة، القدوة في الدعوة والاقتداء، النبي -صلى الله عليه وسلم- ولمن بعده.
د.مساعد:من أعجب الأشياء يا شيخ عبد الرحمن، فرعون... أرسل الله سبحانه وتعالى موسى إلى فرعون وهو قوله تعالى: {لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}{فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44]، مع أنه في علم الله يموت ماذا؟
د. عبد الرحمن: كافراً.
د.مساعد:كافراً، وموسى من أعظم الأنبياء من الخمسة أولي العزم فإذا كان موسى وهو بهذه المثابة دعا فرعون ودعاه مرة بعد مرة بعد مرة حتى حصل قدر الله فما بالك بنا نحن فإذاً الدعوة شيء وكون هذا يموت على الكفر شيء آخر.
د. عبد الرحمن: وليس لنا علاقة فيه.
د.مساعد:أي نعم.
د. عبد الرحمن: يعني حتى تأمل في خطاب الله سبحانه وتعالى للنبي -صلى الله عليه وسلم-، النبي -صلى الله عليه وسلم- في القرآن الكريم، يقول الله تعالى: {إن عليك إلا البلاغ} وقال: { لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ }.[البقرة:272]
د.مساعد:وقال تعالى: { لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ } [الغاشية:22]
د. عبد الرحمن: وقال: { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } [القصص:56]، وهو النبي -صلى الله عليه وسلم-، فمن باب أولى كل من يدعو بعده ليس عليه هداية الناس، وإنما تنتهي مهمة الداعية في البلاغ، لكن ينبغي عليه أن يكون محترفاً في البلاغ، أليس كذلك؟
د.مساعد:صحيح.
د. عبد الرحمن: يعني عليك أن تبلغ الدعوة باحتراف.
د.مساعد:ولهذا قال: { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [النحل:125].
د. عبد الرحمن: بأحسن أسلوب.
بالضبط، جميل جداً، طيب سؤال الأخ بندر وهو سؤال دقيق فعلاً في القرآن الكريم بصفة عامة، يقول: أنني أقرأ مثل قوله سبحانه وتعالى: { وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } [البقرة:120]، وأقرأ آية أخرى تقول في سورة المائدة: { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } [المائدة:82]، فالشاهد هل هناك تعارض يعني أنا ودي أول شيء إنك تشير يا دكتور مساعد إلى أن هناك آيات توهم التعارض، أليس كذلك؟
د.مساعد:صحيح.
د. عبد الرحمن: ولذلك صنف فيها العلماء، وأنا حرصت في البرنامج هذا أعرف بكتب في كل حلقة بإذن الله تعالى، حرصت إني أختار بعض الكتب التي تزيل التعارض، مثل كتاب "ملاك التأويل" للغرناطي وغيره، أنا أعرف به حتى يستفيد منه الإخوة المشاهدون، لأن هذه الأسئلة قد وردت على المتقدمين وأجابوا عنها.
د.مساعد:وأيضاً كتاب "دفع إيهام الاضطراب" للشيخ الشنقيطي.
د. عبد الرحمن: نعم، فما تعليقك على هذا؟
د.مساعد:هذا الحقيقة من الأسئلة التي أحب أن ينتبه إلى أنها تدل على تدبر، بمعنى أنه يمكن أن نقول هناك قاعدة الاستشكال والبحث عنه هو نوع من التدبر، فقوله: { وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } هذه الآن طائفة اليهود وطائفة النصارى لن يرضوا عنك حتى تتبع ملتهم، هذه واضحة الآية، لكن الآية الأخرى لما نظر إليها الأخ في قوله: {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى } استشكلها، الآن هي طوائف ما هو أقربها إلينا؟ هل المشركون من المجوس وغيرهم؟ أو اليهود؟ أو النصارى كطائفة عامة؟ فالأقرب هم طائفة النصارى، لكن ليس يعني أفراد النصارى أو النصارى في وقتٍ من الأوقات، ولذا وصف الله سبحانه وتعالى لماذا هم أقرب إلينا؟ لأن عندهم أناس أهل عدل من القسيسين والرهبان أهل العدل الذين إذا سمعوا الحق آمنوا به، ولهذا كثير من هؤلاء وأنا لا زلت أقول هذا يعني من وصل إلى رتبة من القساوسة والباباوات وغيرهم أنا أكاد أجزم أنهم يعلمون الحق، ولكنهم لا يذعنون له للمكاسب الدنيوية التي كسبوها، وفي قصة لكن ليس مقام لكي لا يطول لكن في قصة لأحد النصارى في القرن العاشر انتقل من الأندلس إلى تونس وأسلم هناك وذكر قصة إسلامه سببها هو لفظة "الفار قليط" في كتاب النصارى، وكان القسيس الأكبر عندهم كان هذا تلميذاً له، فكانوا كل يوم يتدارسون شيئاً من الإنجيل، فيقول: مرة مرض فجعلني أنا الذي أنوب عليه، فلما جاء إليه قال: ماذا كنتم تتحدثون؟ قال: كنا نتحدث في شأن "الفار قليط" من هو الذي بشر به عيسى، قال: فهذا يعني كأنه يقول هذا علم لا يصح أن تعرفه، يقول: فبكيت أمامه وطلبت منه أن يخبرني، قال: فلما رأى حالي كذا، قال: لو أخبرتك يا بني ليصيبني القتل ويصيبك، فقال: لماذا؟ قال: هذا هو نبي المسلمين، قال: فمادمت عارفاً لما لا تؤمن؟ قال: أنا عمري الآن في السبعين، فلو ذهبت للمسلمين لم يعتنوا بي، ولو بقيت وأعلنت قتلوني، ولكن أنت أكتم علي، وإن كنت تريد أن تسلم فاذهب، ففتح الله له بهذا السبب فخرج، وأنا كان قصدي إن هذا الرجل انظر أنه عرف الحق ولكن مع الأسف اتبع ماذا؟ أخلد إلى الأرض، فسبحان الله ترك الحق، فإذاً أقول للأخ أن ينتبه إلى أنا تكلمنا عن مجموعات بعضها من هم أقربها إلينا، كونه عندنا عداء معهم تاريخي أو ... أو إلى آخره هذا لا يعني عدم وجود أن هؤلاء أقرب إليكم مودةً، وقد يكون أحياناً الإنسان مأخوذ بما يلاحظه في هذا العصر من شدة النصارى على المسلمين، فيقول هذا مخالف؟ لا، لكن انظر على مدى التاريخ وليس قطعاً به في المرحلة التي تعيشها.
د.عبد الرحمن: معنى الآية هو مصداقاً لكلامك يا دكتور مساعد يعني هناك أمثلة كثيرة لنصارى أسلموا واليهود أسلموا وكتبوا تجاربهم في الإسلام يعني تذكر كتاب أحمد سوسة مثلاً كيف طريقه إلى الإسلام وأمثال أحمد سوسة كثير الحقيقة من ناس منصفين عرفوا الحق وهم من اليهود ومن النصارى فعرفوا الحق فأذعنوا له وأسلموا وذكروا محاسن الإسلام وذكروا كيف اهتدوا ولكن تدري المشكلة الآن نحن نعيش في زمان غلب فيه طغيان اليهود والنصارى علينا، فاليهود يعني يحاربوننا واحتلوا أرضنا في فلسطين وفي غيرها وهم يعيثون في الأرض فساداً -نسأل الله أن يهلكهم- والنصارى كذلك اليوم هم أشد علينا من اليهود، يعني الناس يقولون اليوم أنتم تقولون الآن اليهود اليهود، والنصارى أقرب إلينا والنصارى اليوم هم الذين يحاربوننا في العراق ويحاربوننا في أفغانستان ويحاربوننا في كل أرض من أراضي المسلمين اليوم هم من النصارى، فبعضهم يستشكل هذا.
د.مساعد:يقع عنده هذا الإشكال، ولهذا أنا أقول نصيحة عامة يجب أن ننتبه دائماً ونحن نبحث مثل هذه القضايا، لا يؤثر علينا الواقع القريب، لأن الواقع القريب لا يؤثر علينا في معرفة المعنى العام للآيات لأن الحديث الآن عن أقوام كثر وقد أخبر الله سبحانه وتعالى عنهم أنهم إذا سمعوا ما أنزل من الحق ماذا يحصل لهم؟
د.عبد الرحمن: أنهم يذعنون.
د.مساعد:ويبكون.
د.عبد الرحمن:{ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ }
د.مساعد:وأيضاً خبر ملك الحبشة.
د.عبد الرحمن: أنا أتمنى يا دكتور مساعد نشير إلى الأخ بندر في سؤاله: { وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى } بعض المفسرين يذكر أنها خاصة بنصارى نجران هذه الآية أنها نزلت في نصارى نجران خاصة أنهم عندما جاءوا فأخبرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالحق وبعض العلماء يقول: أن المقصود بها النصارى الذين أسلموا.
د.مساعد:{ إِنَّا نَصَارَى } الذين بقوا على النصرانية الحقة، هذا أحد الأجوبة طبعاً التي ذكروها.
د. عبد الرحمن: النصرانية الحقة التي هي يعني في الحقيقة امتداد.
د.مساعد: مثل ما حصل لملك الحبشة قال والله ما بين ما ذكر عيسى وبين ما ذكرتموه قيد أنملة متقارب جداً.
د. عبد الرحمن: الله أكبر، الذي يوفق للإنصاف يا دكتور مساعد قليل من اليهود والنصارى ولذلك أذكر حتى ورقة بن نوفل كان هو أول من عرض عليه أمر الإسلام، أليس كذلك؟
د.مساعد:نعم، وكان نصرانياً.
د. عبد الرحمن: وكان نصرانياً، فعرف على طول الحق وقال: هذا الناموس الذي نزل على موسى، عرفه وآمن بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: إن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً، ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي، فأقول الإنصاف سبحان الله العظيم عزيز ونادر في علماء اليهود والنصارى.
الآن نتوقف يا دكتور مساعد ونتوقف ونستأذن الإخوة المشاهدين في فاصل قصير نعرف فيه بكتاب من الكتب التي ننصح بقراءتها، ثم نعود لكم ونواصل الحديث بإذن الله تعالى.
الفـــــــــــــاصـــــــل:................"عرض كتاب"....................«التبيان في أيمان القرآن»مؤلف الكتاب: هو العلامة أبو عبد الله محمد بن أبي بكر المشهور بابن القيم، المتوفى سنة سبعمائة وإحدى وخمسين للهجرة (751 هجري)
أفاض فيه ابن القيم في بيان وشرح الأيمان التي وردت في القرآن الكريم، وما يتبعها من أجوبتها وغاياتها وأسرارها فبرع وتفنن وقد اشتهر هذا الكتاب باسم "التبيان في أقسام القرآن" وقد تميز هذا الكتاب بأمور:
· تفرد الكتاب بأقسام القرآن تحليلاً وتفسيراً.
· شمول الكتاب واستيعابه لموضوعه.
· قوة مادته العلمية وثراؤها.
· جلالة مؤلفه وشهرته بين العلماء.
وقد صدر الكتاب محققاً ضمن سلسلة آثار الإمام ابن القيم الجوزية -رحمه الله- بتحقيق عبد الله بن سالم البطاطي عن دار عالم الفوائد بمكة المكرمة عام ألفٍ وأربعمائةٍ وتسعةٍ وعشرين للهجرة، وهو كتاب قيم من مؤلفات العلامة ابن القيم رحمه الله، ينصح بقراءته والاستفادة منه في بيان الأيمان والأقسام التي وردت في القرآن الكريم، وما اشتملت عليه من الفوائد والحكم والأسرار، التي تزيد القارئ إيماناً بالله وفهماً لكتابه الكريم.
************************************************** ********************
د.عبد الرحمن: مرحباً بكم أيها الإخوة المشاهدون مرةً أخرى مع برنامجكم التفسير المباشر، هنا سؤال يا دكتور مساعد في الوقت المتبقي معنا، لأنه لم يبقى معنا إلا دقيقة واحدة تقريباً, فيه ملاحظة ألاحظها في سورة البقرة وفي غيرها أنه يأتي الخطاب أحياناً لليهود بقوله: { يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ }{ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ }{ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ }وأنا أفهم من معنى الكناية التكريم -يعني- ويأتي أحياناً: { وَقَالَتِ الْيَهُودُ }{ وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ } فما هو السر يا ترى في خطابهم مرة ببني إسرائيل ومرة باليهود؟
د.مساعد:جيد، أيضاً هذا من الأشياء التي يحسن أن يلاحظها القارئ للقرآن في الفرق بين الخطابين: بني إسرائيل وبين اليهود، وكما ذكرتم أن التكنية تدل على التشريف، وننطلق منها إلى أنه إذا قيل: { يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ } فإن هذا إشارة إلى القومية يعني إلى النسب يعني يا من ينتسب إلى هذا الرجل الذي يسمى إسرائيل.
د.عبد الرحمن: وهو يعقوب عليه الصلاة والسلام.
د.مساعد:نعم، مثلاً لما أقول لك يا دكتور عبد الرحمن: يا ابن بني بكر إشارة إلى نسبك -القبيلة-، وإذا جاء اليهود فلا فهو إشارة للديانة فكل إسرائيلي يهودي وليس كل يهودياً إسرائيلياً لأنه دخل في اليهودية من ليس من بني إسرائيل، ولهذا نلاحظ مثلاً يهود الخزر ويهود الحبشة أو الذين يسمون الفلاشا وغيرهم يتساءل كيف دخل هؤلاء ويهود العرب؟
بعض العرب دخلوا لليهودية هؤلاء أعجبوا باليهودية فدخلوا فيها يعني أعجبوا بديانة بني إسرائيل هذه وسميت اليهودية فإذا جاء الخطاب باليهود اليهود فإنه إشارة إلى ماذا؟ إلى الديانة التي يدخل فيها بنو إسرائيل وغيرهم ممن دان بالديانة هذه وإذا قيل: { يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ } بالذات فهو تنبيه على هذا النسب ولهذا لاحظ في سورة البقرة يذكر الفضائل الخاصة بهم هم في إنجاء: { وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم } وإذ وإذ لماذا؟ لأنه لما أنجا الآباء فهو امتنان على الأبناء أنهم وصلوا وإلا لو مات الآباء ما خرج الأبناء.
د.عبد الرحمن: هذا الحقيقة يعني ملحظ لطيف، شكر الله لك يا دكتور مساعد وقد وصلنا يا دكتور مساعد إلى ختام الحلقة فشكر الله لك.
أيها الإخوة المشاهدون في ختام هذا اللقاء لا يسعني إلا أن أشكركم على متابعتكم كما أشكر ضيفي الدكتور مساعد الطيار على استجابته للحضور في هذا البرنامج والإجابة على أسئلتكم واستفساراتكم وألتقي بكم بإذن الله تعالى يوم غد في مثل هذا الوقت في الساعة الخامسة عصراً للحديث حول الجزء الثاني بإذن الله تعالى من أجزاء القرآن الكريم وفي انتظار أسئلتكم واستفساراتكم أستودعكم الله ولا تنسونا من صالح دعائكم.
عبد الرحمن الشهري يحييكم
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
--------------------------
تفريغ الأخت الفاضلة طالبة الهدى جزاها الله خيرا
-------------------------------
وهذا رابط فيديو الحلقة للمتابعة
http://www.youtube.com/watch?v=RGxjRD9kaAw
 
الحلقة الثانية- الجزء الثاني - ضيف الحلقة الدكتور محمد بن عبد العزيز الخضيري حفظه الله

برنامج التفسير المباشر
الثلاثاء 2/9/1429هـ
د.عبد الرحمن:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين...
أيها الإخوة المشاهدون:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحباً بكم في حلقةٍ جديدةٍ من حلقات برنامجكم اليومي التفسير المباشر، في هذه الحلقة سوف نتناول الجزء الثاني من أجزاء القرآن الكريم، ويسعدنا أن نتلقى اتصالاتكم واستفساراتكم حول هذا الجزء على وجه الخصوص على الهواتف والأرقام التي تظهر تباعاً على الشاشة ويسعدني في بداية هذه الحلقة أن أرحب بكم وأرحب بضيفنا في هذه الحلقة وهو فضيلة الشيخ الدكتور/ محمد بن عبد العزيز الخضيري الأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود والمتخصص في الدراسات القرآنية حياكم الله يا دكتور محمد.
د.محمد: حياكم الله.
د.عبد الرحمن: وأهلاً وسهلاً بك في هذا البرنامج الذي نناقش فيه كل يوم جزء من القرآن الكريم، ما يتعلق بمسائله وغريبه، وما يسأل عنه الإخوة المشاهدون، وتعودنا يا دكتور محمد قبل أن نبدأ ونشرع في تفسير الجزء أو الحديث عن بعض القضايا البارزة فيه أن ننوه ونبين أبرز الموضوعات التي تناولها هذا الجزء حتى يكون الأخ المشاهد على بينة من موضوعات هذا الجزء على وجه الاختصار.
وأبرز الموضوعات التي اشتمل عليها الجزء الثاني -والجزء الثاني يبدأ من الآية الثانية والأربعين بعد المائة من سورة البقرة وينتهي عند الآية الثانية والخمسين بعد المائتين من سورة البقرة فيعني الجزء الثاني كله في سورة البقرة- أبرز الموضوعات هي:
· حادثة تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة وبيان عناد أهل الكتاب في هذه المسألة.
· الموضوع الثاني فضل الصلاة والصبر على البلاء والشهادة في سبيل الله.
· الموضوع الثالث ذكر شعيرة السعي بين الصفا والمروة وجزاء كتمان ما أنزل الله من العلم.
· والموضوع الرابع بيان وحدانية الله ومظاهر قدرته.
· الموضوع الخامس فضل عبادة الله وشكره وبيان خصال البر المكملة للإيمان ليس البر... الآية
وأبرز الموضوعات آخرها:
· تشريع القصاص والوصية وصيام رمضان وما يتصل به وتفصيل أحكام الحج والعمرة وغير ذلك من الأحكام.

يعني هذه أبرز الموضوعات يا دكتور محمد التي اشتمل عليها الجزء الثاني من القرآن الكريم، ونحن في هذا اللقاء بإذن الله تعالى سوف نتوقف أنا وإياك مع الإخوة المشاهدين، حول قضايا بارزة في هذا الجزء وهي كما تلاحظ قضايا مهمة جداً، وسورة البقرة تحدثنا أمس عن مقدمة عن سورة البقرة في الجزء الأول مع ضيفنا أمس الدكتور مساعد الطيار، واليوم لعلنا نواصل يا دكتور محمد حول هذه القضايا ولتكن البداية بتحويل القبلة وهي أول الجزء فتفضل حياك الله.
د.محمد: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه
نسأل الله أن يجعل هذا العمل مباركاً نافعاً للمسلمين وأن يجعله من التدارس المشروع لكتاب الله وحتى إخواننا المشاهدين الذين الآن ينظرون إلينا خلف هذه الشاشات نسأل الله -- أن يجعلنا وإياهم في مدرسةٍ واحدة نتدارس كتاب الله ونظفر بهذه الأجور العظيمة التي ذكرها النبي --، فقال: ((وما اجتمع قوم يتلون كتاب الله)) وفي رواية: ((في بيت من بيوت الله)) هذا هو أفضل مكان ولكن في الرواية الأخرى مطلقة: ((ما اجتمع قوم يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده)) فنحن نرجو أن نكون وإخواننا المشاهدين من أهل هذا الحديث قد جمعنا هذه الخصال الأربع وغيرها من الخصال التي وردت فيها أحاديث أخرى.
جواباً على سؤالك فضيلة الدكتور عبد الرحمن حول موضوعات هذا الجزء يمكن أن أستفتح وأقول هذا الجزء هناك تحول في سورة البقرة يبدأ التحول في سورة البقرة من مجادلة الكفار من اليهود والمشركين والمنافقين، وبيان عوارهم، وكشف خصالهم وأخلاقهم، إلى ذكر شرائع الإيمان فكأنه بعد ما انتهى من الخصومات وبعد ما انتهى من الإقناع وبيان أدلة الوحدانية ومناقشة هؤلاء الذين يكذبون رسول الله وينكرون نبوته ويحاولون أن يعكروا عليه بعض ما أنزل الله إليه وأوحى إليه من الشرائع تنتقل لسورة سلسة عجيبة جداً إلى ذكر الشرائع يوم أن قال: لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ [البقرة:177]، فكأن هذا الميدان الذي سنتحدث فيه هو ميدان التحول من فسطاط إلى فسطاط آخر، ومن موقع إلى موقع آخر، فلينتبه القارئ لهذه السورة العظيمة التي افتتحت بذكر أصناف الناس ومحاجة الكفار وخصومتهم وبيان أدلة الوحدانية وغيرها إلى أننا الآن بدأنا ننتقل إلى ذكر الشرائع وتفصيلها فانتبهوا يا أهل الإسلام هذا هو قدر الأمم السابقة وهذا هو عنادهم وتلك هي أخلاقهم وخصالهم فنحن الآن نذكر لكم ما يجب عليكم أن تقوموا به وأن تمتثلوه وأن تسمعوا له وأن تطيعوه فيبدأ ذكر هذه الأمور.
حتى بالمناسبة يا دكتور عبد الرحمن ذكر تحويل القبلة جاء في موطن الخصومة مع هؤلاء والحجة عليهم، وذكر الصلاة والسعي بين الصفا والمروة أيضاً جاء في هذا الموطن: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا[البقرة:158]، لأن من الصحابة تحرجوا من الطواف بهما لأنه كان عليهما أصنام فقالوا: كيف نطوف بين صنمين، فقال الله -- هذا المشعر من مشاعر الله، وليس من مشاعر أهل الكفر ولا أهل الجاهلية فطوفوا بينهما فإن المشركين قد اعتدوا عليهما فنصبوا فوق المروة أو فوق الصفا صنمين ليطوف الناس بينهما فلا حرج عليكم في الطواف بينهما لأنهما من شعائر الله.
د.عبد الرحمن: جميل جدا.
د.محمد: ثم بعد ذلك طبعاً جاءت هذه الموضوعات التي تفضلت بذكرها وهي الحقيقة ميدان واسع لو أردنا أن نخصص لكل قضية من هذه القضايا حلقةً ما كفاها.
يعني صوم رمضان مثل آيات الصيام لم ترد في غير هذه السورة لو أردنا أن نتحدث عنها أظن أنا سنحتاج إلى ثلاث أو أربع وخمس حلقات في هذا الخصوص.
فأول ما ذكرتم قضية حادثة تحويل القبلة، الحقيقة حادثة تحويل القبلة لم تبدأ هنا خلافاً لما يتوقعه بعض القراء: سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [البقرة:142]، فظن بعض الناس أن هذه هي البداية الأولى للكلام حول قضية القبلة.
د.عبد الرحمن: القبلة وتحويل القبلة.
د.محمد: أي نعم، ولكن الواقع ليس كذلك، بدأ الحديث عنها من أين من قول الله : مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا [البقرة:106]، لأنه سيأتي النسخ بعد قليل فبدأت التهيئة من هناك، ثم يستمر الأمر وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا [البقرة:114]، هذا تثريب على اليهود والنصارى وهذا تثريب على المشركين ٍفَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ [البقرة:115]، ثم يأتي بعد ذلك ذكر إبراهيم وبناءه للبيت وتعظيم هذه القضية وأن الذي بنى هذا البيت هو إبراهيم، وتعرفون ذلك في كتابكم أيها اليهود، وتعرفون ذلك في كتابكم أيها النصارى، وتقرون بذلك أيها المشركون، ثم جاء بعد ذلك سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ [البقرة:142]، الآن بدأ التحويل،تقولون لماذا تحول من بيت المقدس إلى هذا البيت؟ هذا البيت بناه إبراهيم-عليه الصلاة والسلام- والنسخ شيء من شرع الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد فعلام تثربون!!
بل هناك كما ذكر أحد العلماء وسمعتها بنفسي تتبع ووجد في التوراة ما يدل على أن بيت الله قبلة في الكتابين التوراة والإنجيل.
د.عبد الرحمن: صدقت نعم هذا صحيح.
لو نلاحظ يا دكتور محمد ويلاحظ الإخوة المشاهدون في التعبير بقوله: السُّفَهَاء ، سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا يعني يسألون سؤال استنكار.
ولاحظ أنه قال: السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ والتعبير بهذا التعبير "السفاهة" السفاهة في لغة العرب هي الخفة يقولون: ثوب تسفهته الرياح لأنه خفيف، فالسفاهة هي الخفة، فكيف وصف الله المعترضين على أمره، والمعترضين على التشريع بأنهم سفهاء، وأنت لو تتبعت وصف السفهاء في القرآن الكريم لوجدت أنه لا يوصف به إلا أقل الناس عقلاً أو المشركين أو المنافقين أو من غير هذه الطوائف.
فهذه الآية فيها هذه اللفتة التربوية في قضية أنه ينبغي على المؤمن - وهذا الذي سبق أن نبهنا عليه مراراً يا دكتور محمد هي أن سورة البقرة سميت بهذا الاسم -قد تعرضنا لهذا في الحلقة الماضية- إشارةً إلى قصة بني إسرائيل مع البقرة، وأن هذه القصة ترمز إلى الاستجابة، يعني بنو إسرائيل قد تمحلوا وترددوا في الاستجابة لأمر الله فسميت السورة بسورة البقرة كأنها يعني سميت بهذا الاسم حتى تكون استجابة المؤمن لأمر الله مباشرةً ليس كما صنع بنو إسرائيل وترددوا ما لونها؟ ....؟ ....؟
د.محمد: أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً [البقرة: 67] أشد وأنكى من هذا.
د.عبد الرحمن: بالضبط
د.محمد: فقال قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ [البقرة:67].
د.عبد الرحمن: الشاهد أن سورة البقرة كلها جاءت للاستجابة والانقياد لأمر الله ، يعني تسميتها بهذا الاسم في تصوري فيه هذا المعنى أنه لا يكون حالكم أيها المؤمنون مع هذه الأوامر التي اشتملت عليها هذه السورة كحال بني إسرائيل مع موسى -عليه الصلاة والسلام- عندما رفضوا أو ترددوا للاستجابة له في أمر البقرة، فكذلك هنا في تحويل القبلة هو أمر ما ملك المؤمنون إلا التحويل بدل أن كانوا متجهين إلى بيت المقدس تحولوا إلى الكعبة، حتى تذكر القصة في مسجد قُباء جاءهم رجل واحد في صلاة الفجر أظن.
د.محمد: في صلاة الظهر والعصر.
د.عبد الرحمن: الظهر و العصر، قال: صلينا الفجر مع النبي -- إلى البيت الحرام إلى مكة فاستداروا إلى البيت الحرام من الشمال إلى الجنوب فاستداروا مباشرةً هذا هو الانقياد - سبحان الله العظيم-
وهذا المعنى الذي تدور عليه سورة البقرة كثيراً
طيب هذا بالنسبة لما يتعلق بتحويل القبلة يا دكتور من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام.
د.محمد: فيه ملحظ في قضية تحويل القبلة لماذا بُدئ به؟
أنا في نظري أنه بدئ به لأنه متعلق بالركن الثاني من أركان الإسلام وهو الصلاة ولذلك جاء بعدها يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة:153].
د.عبد الرحمن: جميل.
د.محمد: فلما كان تعلقه بالصلاة قدم ولذلك سيأتي بعد قليل معنا.
د.عبد الرحمن: كشرط من شروطها.
د.محمد: أي نعم.
الإنفاق في قوله: لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ[البقرة:177]، ثم جاء بعده الصيام.
د.عبد الرحمن: نعم ممتاز.
د.محمد: لاحظ ثم جاء بعدهم الحج فكأن الأركان رتبت في سورة البقرة ترتيبها الوارد في حديث ابن عمر: ((بني الإسلام على خمس)) إلى آخره.
د.عبد الرحمن: جميل.
فيه يا دكتور محمد مسألة مهمة في قضية تحويل القبلة -طبعاً هذا موضوع يتعلق به النسخ أليس كذلك-
د.محمد: نعم.
د.عبد الرحمن: يعني النسخ كان هناك أمر سابق من الله بالتوجه إلى بيت المقدس فصلى النبي -- طيلة بقائه في مكة -يعني النبي -- وهو في مكة
د.محمد: كان يصلي خلف الكعبة فيجعلها بينه وبين بيت المقدس.
المقدم: لكنه كان يتوجه إلى بيت المقدس يعني هذا ينتبه له.
د.محمد: نعم.
د.عبد الرحمن: ثم لما انتقل إلى المدينة صلى فترةً من الزمن إلى بيت المقدس وكانت نفسه تتوق إلى أن القبلة تكون إلى مكة.
د.محمد: وكان يقلب رأسه.
د.عبد الرحمن: قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء [البقرة:144]، فتحولت القبلة.
هذا الموضوع يتعلق بما يسميه العلماء في علوم القرآن "النسخ في القرآن الكريم"؛ بمعنى أنه يأتي أمر سابق ويطبق ثم يأتي أمر ينسخه يغيره فيصبح العمل بالقرار الثاني أو بالخطاب الثاني.
هذا يا دكتور محمد يشير إلى مسألة مهمة بودي أن ننبه إليها الإخوة المشاهدين وهو مسألة المكي والمدني يعني الناس يسمعون ويقولون: هذه سورة مكية وهذه سورة مدنية وقد لا يتنبهون لفائدتها في التفسير، يعني أنا خلاص هذه سورة البقرة نزلت في المدينة، سورة العنكبوت نزلت في مكة، طيب ما هي الفائدة التي أستفيدها أنا في التفسير وفي الفهم من تحديد هل هي مدنية أو مكية مثل هذه الآية مثلاً.
د.محمد: جميل، أولاً طبعاً ينبغي لنا أن نبين للإخوة المشاهدين أن كلمة مكي ومدني ليست على ظاهرها، لما يقال مكي يظنون أنه نزل بمكة ومدني نزل بالمدينة، القضية زمانية وليست مكانية، وهذه من الأشياء التي يعني يخالف ظاهرها باطناها ، فنقول مكي ومدني تراه متصلاً بقضية زمانية وهي الهجرة، ما كان قبل الهجرة فهو مكي على الصحيح من أقوال أهل العلم.
د.عبد الرحمن: يعني هذا المختار في التعريف.
د.محمد: أي نعم، وما كان بعد الهجرة فهو مدني هذا أولا.
ثانياً: هذا العلم من أشرف علوم القرآن لأنه يتعلق به عدد كبير جداً من الفوائد منها:
· ما أشرت إليه وهو قضية النسخ، فما عرفنا أنه نزل بمكة، ثم جاء في القرآن المدني ما يناقضه تماماً عرفنا أنه مدني يعني يكون ناسخا له ورافعا لحكمه، فالحكم دائماً يكون للمتأخر، ومنه هذه الآيات.
· الشيء الثالث قضية مهمة جداً وخطيرة - وأنا أوصي إخواني المشاهدين بها - أن ينتبهوا لها وهم يقرؤون القرآن في كل سورة هل هي مكية أو مدنية ليفهموا السورة في إطارها الذي نزلت فيه، فنحن عندما نقرأ سورة مكية لا نتوقع إلا أن نقرأ قضايا تتصل بالإيمان وترسيخ العقيدة، الإيمان بالله، الإيمان بالرسول، الإيمان بالرسالة، الإيمان باليوم الآخر، الجنة أو النار.
د.عبد الرحمن: يعني هذه الموضوعات التي دارت عليها السور المكية.
د.محمد: في السور المكية, والسور المدنية ..لا..؛ نجد غالب الموضوعات تدور حول التشريعات، العبادات، المعاملات، الجهاد، خصومة أهل الكتاب، خصومة المنافقين، فضحهم وكشف عوارهم، هذه الأشياء موجودة في القرآن المدني، ولذلك إذا وجدنا شيئاً من الأحكام في القرآن المكي فلننظر لماذا ذكر؟
سنجد أنه ذكر لعلةٍ عقدية وليس لعلةٍ تشريعية.
د.عبد الرحمن: سبحان الله
د.محمد: مثل ذكر اسم الله على الذبيحة.
د.عبد الرحمن: طيب نستأذنك يا دكتور محمد لدينا اتصال من الأخت أم عبد الرزاق من السعودية تفضلي يا أخت أم عبد الرزاق، حياكم الله.
السائل: السلام عليكم ورحمة الله.
د.عبد الرحمن: وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل: جزاكم الله خير على هذا البرنامج، لو تكرمت أنا جهزت أسئلتي على الجزء الثاني.
د.عبد الرحمن: تفضلي
السائل: بالنسبة لكل جزء بارك الله فيكم أرجوا الاهتمام بالأمثال في كل جزء -يعني في الجزء الأول عندنا مثلين للمنافقين في الجزء الثاني فيه مثل للكافرين آية 171 - فأتمنى بارك الله فيكم تركزوا لي على الأمثال في كل جزء الله يعطيكم العافية.
د.عبد الرحمن: جزاك الله خيراً أحسنت.
السائل: طيب، بالنسبة للجزء الثاني الآيات من الآية 204 إلى الآية 205 وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ [لبقرة:204]، أود شرح هذه الآيات والتركيز على ألد الخصام، ما معنى ألد الخصام؟ أيضاً التنبيه على دعاء رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا [البقرة:250] في الجزء الثاني أيضاً أحسن الله إليكم.
د.عبد الرحمن: بارك الله فيك، وشكراً جزيلاً، حياكم الله، طبعاً الأخت أم عبد الرزاق أشارت إلى موضوع الأمثال يا دكتور محمد وهو فعلاً هو موضوع طريف.
د.محمد: هو ليس طريفاً فقط ولكن أيضاً هو مقياس لما يؤتيه الله -- لعبده من العلم وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ [العنكبوت:43].
د.عبد الرحمن: صدقت.
د.محمد: طبعاًهي ذكرت أن الله أنزل مثلين وقد يكون أكثر من ذلك.
د.عبد الرحمن: مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً [البقرة:17]، هذا أولها.
د.محمد: أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء [البقرة:19].
د.عبد الرحمن: صحيح.
د.محمد: ثم قال: إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا [البقرة:26]، وهذا أيضاً في باب الأمثال، وهو مهم جداً في هذا التأصيل، أنا أقول الاهتمام بالأمثال لا شك أنه من أجل العلوم، من أجل علوم القرآن، ففي القرآن أمثال كثيرة ضربت في أبوابٍ عدة من أهمها أبواب الاعتقاد، فبيان العقيدة وإيضاحها كان من أهم الأسباب الموصلة إليه والطرق الموضحة له ضرب الأمثال.
د.عبد الرحمن: جميل جداً، هي ذكرت في آية 204: وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ [البقرة:204]، وهذه الآية فيها معاني دقيقة لعلنا نجيب عنها للأخت أم عبد الرزاق، لكن معنا الأخ طلال من الكويت، تفضل يا أخ طلال حياكم الله.
السائل: السلام عليكم.
د.عبد الرحمن: وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل: كيف الحال يا شيخ؟
د.عبد الرحمن: يا مرحبا بك.
السائل: تقبل الله طاعتكم.
د.عبد الرحمن: آمين
السائل: شيخ عندي بس بعض الاستفسارات في سورة البقرة عندي استشكال وأنا أناقش بعض المرات مع النصارى، فسألني سائل قوله --: وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ [البقرة:102]، تفسير هذه الآية أعطاني إشكال وقال: هل الله -- بعث الملكين هاروت وماروت ليضلوا الناس؟ هل ربكم يريد أن يهدي الناس والعياذ بالله إلى النار؟ فنريد تفسير هذه الآية بارك الله فيكم والمقصود بقوله --: وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ هذه الإشكالات شيخنا يستغلها كثير من المستشرقين ليشكلوا على المسلمين، خاصةً في أمور العقيدة وأمور القرآن، ويستغلونها في بعض القنوات، وبعض المحطات الفضائية فيشكلون على المسلمين، فنريد تفسيراً واضحاً من مشايخنا حفظهم الله.
د.عبد الرحمن: شكراً يا أخ طلال بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.
السائل:: السلام عليكم.
د.عبد الرحمن: وعليكم السلام ورحمة الله.
نعود يا دكتور محمد إلى الآية: وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ [البقرة:204]، فبين أول شيء معنى الآية.
د.محمد: طبعاً وَمِنَ النَّاسِ كلمة وَمِنَ النَّاسِ وردت في القرآن مرات كثيرة ومن الحسن والإنسان يقرأ أن يجمع مثل هذه الأشياء ليرى هذه الصفات التي ذكرها الله --، فما كان منها محموداً اتبعه وما كان منها مذموماً اتقاه.
د.عبد الرحمن: اجتنبه.
د.محمد: نعم، وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ -أي حسن الكلام- إذا تكلم فكلامه يعني من أحسن الكلام كحال أولئك المنافقين الذين يعجبك قولهم ولكنهم في نياتهم وفي قلوبهم على خلاف ذلك يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ يعني: يقول: يشهد الله أني صادق، وأني لا أريد لك إلا الخير، وهو كاذب فيما يقول، كما قال الله عنهم في سورة المنافقون: إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ [المنافقون:1]، فجعلهم كاذبين مع أنهم قالوا كلمة صدق وهي أن محمداً رسول الله، صحيح لكن لما كان هذا الكلام لا يطابق ما في قلوبهم جعلهم كاذبين وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ يعني أشد الناس لدداً في الخصومة، ويعني مجادلةً ومماحكة ومعاندة في الخصومة، فتجده يلوي أعناق الكلام، ويفر يميناً ويساراً، ولا يعترف بالحق إذا كان عليه، ويكبر القضية إذا كانت له وهكذا وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ .
د.عبد الرحمن: يعني اللدد يا دكتور هو شدة الخصومة!
د.محمد: شدة الخصومة نعم.
د.عبد الرحمن: يحضرني بيت من الشعر أحدهم في الجاهلية يصف صاحب له شديد الخصومة له يقول:
وألد ذي حنقٍ عليَّ كأنما تغلي *** عداوة صدره في مرجلي
فاللدد هو شدة الخصومة، فلذلك يقولون: عدو لدود، يعني ملازم شديد الخصومة.
د.محمد: وفي الحديث قال: ((إن الله يبغض الألد الخصم))
يعني الذي شديد الخصومة، ولذلك ننبه إخواننا الحقيقة بهذه المناسبة، على أن الإنسان إذا كان في خصومة ينبغي له أن يترفق قال النبي --: ((إن الله رفيق يحب الرفق في الأمور كلها)) حتى في الخصومة، وقال: ((إن الله يحب عبداً سمحاً إذا باع سمحاً إذا اشترى سمحاً إذا اقتضى))
د.عبد الرحمن: الله أكبر
د.محمد: حتى في الاقتضاء والمقاضاة يكون سمحاً.
د.عبد الرحمن: جزاك الله خيراً، معنا اتصال من الأخت أم فهد من السعودية، حياك الله يا أم فهد، تفضلي.
السائل: السلام عليكم.
د.عبد الرحمن: وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل: بس حبيت أقول يا أخي البرنامج يا ليت يستمر بعد رمضان تستفتحون أكثر في شرح الآيات وكذا.
د.عبد الرحمن: بارك الله فيك، اقتراح جيد، لكن.
السائل: يعني ما شاء الله عليكم الله يجزاكم خير كنا نتمنى مثل كذا يعني القرآن لو تكون له قناة خاصة فيه ما تكفيه، يعني يكون شرح موسع نستمتع به، وجزاكم الله خيراً، ويا ليت يستمر البرنامج لبعد رمضان.
د.عبد الرحمن: بإذن الله هل لديك سؤال يا أم فهد؟
السائل: لا؛ شكراً، يعطيكم العافية.
د.عبد الرحمن: جزاك الله خيراً، شكراً جزيلاً لك الله يحفظك.
نعود يا دكتور محمد إلى التأكيد على قضية الأمثال كفائدة للأخت أم عبد الرزاق، هناك كتب كثيرة كتبت في بيان الأمثال في القرآن الكريم وأذكر منها كتاب "الأمثال في القرآن" لابن القيم-- وأظنه مستل من كتابٍ من كتبه.
د.محمد: "إعلام الموقعين".
د.عبد الرحمن: أظنه "إعلام الموقعين" عندما جاء إلى القياس والأشباه والنظائر تكلم عن الأمثال فيها، وابن القيم بالمناسبة يعتبر من أفضل وأجود من رأيت يشرح الأمثال ويتوسع فيها لكن أيضاً هناك كتاب اسمه "أمثال القرآن الكريم" من أجود ما قرأت حقيقة للشيخ عبد الرحمن حبنتة الميداني ، كتاب طبعته دار القلم وتناول فيه الأمثال في القرآن الكريم من أوله إلى آخره بالشرح والبيان وبيان وجه التمثيل في أمثال القرآن.
د.محمد: وهناك رسائل دكتوراه فيه وماجستير في أمثال القرآن، وهناك أمثال القرآن العقدية أيضاً، يعني هناك من كتب في أمثال القرآن العقدية لأن أغلب الأمثال بالمناسبة في القرآن هي جاءت في باب العقيدة.
د.عبد الرحمن: نعم، جميل.
طيب نريد أن نجيب على سؤال الأخ طلال من الكويت لكن لدينا اتصال من الأخ نايف العتيبي من السعودية تفضل يا أخ نايف حياك الله.
السائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د.عبد الرحمن: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل: تحية طيبة لك يا دكتور عبد الرحمن الشهري ولضيفك الكريم وأهنئكم بالشهر الكريم وأهنئكم أيضاً بهذا البرنامج الناجح أسأل الله -- أن يوفقكم فيه.
د.عبد الرحمن: الله يحييك، الله يحفظك.
السائل: لدي سؤالان اثنان: الأول له علاقة بدرس الأمس الفرق بين الختم والطبع، وأيهما أشد الختم أو الطبع؟
الأمر الثاني نجد في القرآن الكريم تقديم السمع على البصر ما الحكمة من هذا؟ وجزاكم الله خيراً, السلام عليكم.
د.عبد الرحمن: حياكم الله، شكراً أخ نايف.
نعود لسؤال الأخ طلال من الكويت يسأل سؤال الحقيقة أن السؤال دقيق يا دكتور محمد وكثيراً ما يسأل، وتجد حتى كتب التفسير تطول فيها النقاشات حوله وهو في قوله في الآية تقريباً أظنها 102 أو 101: وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ [البقرة:101]، وأنا أتمنى من الإخوة المشاهدين أن يفتحوا المصحف على هذه الآية حتى يكون الحديث حولها وأنت تتكلم وهم يقرؤونها ما هو التفسير الصحيح لهذه الآية يا دكتور محمد؟ وكيف يجاب عن الإشكال اللي ذكره الأخ طلال؟
د.محمد: الحقيقة، طبعاً هذه الآية كما ذكرت يا دكتور عبد الرحمن أشكلت على كثيرين بل عدها بعض المفسرين من أشكل آيات القرآن، وذلك لما يقع أحياناً أو يرسخ في قلب الإنسان من بعض المعاني التي لا أصل لها في الشرع ثم إذا جاء إلى الآية لم يستطع الجمع بين ما رسخ في قلبه أو ما استقر في ذهنه وبين ما يظهر من معنى هذه الآية، فمعنى هذه الآية أن الله أنزل ملكين يعلمان الناس السحر هذا ظاهر في الآية بلا شك، الناس يريدون أن يدرأوا هذا الظاهر: كيف ربنا ينزل ملكين يعلمان الناس السحر؟ أنا أقول ما المشكل في هذا؟ الآن الكفر الذي هو أشمل من قضية السحر من الذي خلقه؟
د.عبد الرحمن: يعني السحر شعبة من شعب الكفر.
د.محمد: شعبة من شعب الكفر، من الذي خلقه؟
د.عبد الرحمن: أليس الله ؟
د.محمد: من الذي أوجد أسبابه؟ الله ، فالله خلق هذه الأشياء ليبتلي عباده ولينظر من يكفر ومن يؤمن ومن يتبع الحق ومن يتبع الضلال, فالله هذا السحر وهذا المعنى اللطيف أنزل فيه ملكين يعلمان الناس طريقته ومع ذلك مع تعليمهم إياه يقولان للناس: إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ .
د.عبد الرحمن: لا حول ولا قوة إلا بالله.
د.محمد: يعني مع بيان هذا السحر الذي هو كفر، يقولون للناس: احذروا منه فإنه كفر، لتقوم الحجة على العباد، من الذي ينصاع لأمر الله -- ويستجيب فيحذر من هذا الكفر أو هذه الشعبة العظيمة من شعب الكفر ومن الذي يستجيب لهوى نفسه فيتخذ هذا السحر مطيةً لتحقيق مآربه وشهواته وإفساده في الأرض إذاً هو فتنة.
طيب نحن إذا كنا نريد أن نزيغ عن هذا المعنى فلنقل بأن الكفر لم يخلقه الله وهذا كفر.
نقول بأن هذه الشهوات التي أنزلت لم يخلقها الله.
من الذي قدر الزنا؟ من الذي قدر القتل؟ من الذي ...
كل ذلك إنما وقع بقدر الله والله هو الذي قدر كل شيء وخلقه إذاً لما نفهم هذه القضية ضمن هذا السياق العام سنجد أننا أمام أمر يسير جداً وأنا أقول للأخ طلال هذا اليهودي أو النصراني الذي يجادلك عبر الإنترنت أو إذا كنت في بلاد الغرب أو غيرها قل له اسأله هذا السؤال؟
هل يؤمن بأن الله خلق كل الأشياء أو أنه يؤمن أنه خلق الأشياء الحسنة والجميلة والإيمان والصدق والعدل وغيرها من الأخلاق ولم يخلق الظلم ولم يخلق الشر فإن قال: لا، أنا أؤمن بهذه دون هذه قلنا أنت كافر ولا مجال للنقاش معك
وإذا قال: لا، أنا أؤمن بأن الله خالق كل شيء نقول: وهذا واحد منها.
د.عبد الرحمن: سلم بهذا وهو التسليم بهذا يا دكتور محمد عند بعض الناس فيه صعوبة مع أن الذي يؤمن بالله يؤمن بهذا ولا يجد في ذلك إشكال
فتح الله عليك يا دكتور محمد أيها الإخوة المشاهدون نستأذنكم في فاصلٍ نعرف به بكتابٍ من الكتب التي تنتفعون بها في تدبر القرآن وفهمه ثم نعود إلى استكمال حديثنا.
*********************************************
فــــــــــــــاصـــــــل
«السراج في بيان غريب القرآن»
مؤلف هذا الكتاب هو الدكتور محمد بن عبد العزيز الخضيري الأستاذ المساعد بكلية المعلمين في مدينة الرياض، وقد صنفه تيسيراً لقارئ القرآن الذي يرغب في معرفة معاني بعض المفردات والكلمات الغريبة بيسر وسهولة، وجمعه من أقوال المفسرين وكتب غريب القرآن القديمة والمعاصرة، وصاغه بعبارةٍ يفهمها الجميع، حتى يعم الانتفاع به طبقات القراء على اختلاف ثقافاتهم، فهو يورد معاني الكلمات في جدولٍ به رقم الآية والكلمة ومعناها باختصار، ومن الأمثلة من الكتاب قوله في بيان كلمات سورة الكوثر:
· الكوثر: الخير الكثير ومنه نهر الكوثر في الجنة.
· وانحر: اذبح ذبيحتك لله وحده.
· شانئك: مبغضك.
· الأبتر: المنقطع أثره المقطوع من كل خير.
وقد صدرت طبعته الأولى عام ألفٍ وأربعمائةٍ وتسعةٍ وعشرين للهجرة عن مجلة البيان بالرياض، وهو كتاب نافع للمسلم لمعرفة معاني المفردات القرآنية بأسهل عبارة.
*******************************************
د.عبد الرحمن: وقد أجبنا عن بعض الأسئلة التي سألها الإخوة المشاهدون وكان ختام الحديث قبل الفاصل مع الدكتور محمد حول آية وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ، وجزاك الله خيراً في إيضاح هذه الحقيقة التي يُفر منها, ترى بعض الناس عندما تقول له: إن الله أنزل ملكين يعلمان الناس السحر، يقول: لا يمكن هذا كيف يفعل الله هذا وهذا ينافي العدل وهذا ينافي كذا، لكنه عندما يعتقد أن الله هو الذي خلق هذا كله، ثم هناك شيء نريد أن يفرق بينه الناس وهو الفرق بين الإرادة الشرعية والإرادة الكونية القدرية يعني عندما تقول إن الله قد خلق الكفر وخلق السحر قدراً لكنه لا يرضاها شرعاً ولذلك قال: وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ [الزمر:7] فأنا أريد أن أنبه يا دكتور إلى أن حكم تعلم السحر أنه كفر بنص هذه الآية، قال: إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فيؤخذ من هذا أن من تعلم السحر فهو كافر.
د.محمد: بالنص
د.عبد الرحمن: أيضاً قول النبي --: ((من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)) وهذا نص واضح في هذا.
د.محمد: دكتور عبد الرحمن مثل هذه القضية بالمناسبة فيما يعتقده الإنسان أحياناً أو يرسخ في ذهنه ويأتي ظاهر الآيات مخالفاً لما وقر في قلبه، مثل قضية العصمة للأنبياء نحن نؤمن بأن الأنبياء معصومون، ومع ذلك نجد في القرآن آيات كثيرة تدل على أن الأنبياء وقعت منهم ذنوب وأنهم استغفروا الله منها، فكثير من الناس حتى أهل التفسير أيضاً تجدهم عندما يأتون لهذه الآيات يفرون ويؤولون ويبحثون عن مخارج فيخالفون ظاهر القرآن، فنحن نقول إن عصمة الأنبياء تكون في تبليغهم لدين الله - لا يصيبهم في ذلك أي تحريف أو كذب أو نقص أو غير ذلك، إن عصمة الأنبياء في أن يقع منهم ما يخل بمقامهم وبقدرهم عند الله وعند المخلوقين أما وقوع الصغائر منهم ووقوع بعض الذنوب منهم فهذه تقع منهم بمقتضى البشرية ولذلك نجد الأنبياء يضربون أروع الأمثلة عندما يقع منهم ذنب يبادرون إلى التوبة والاستغفار فانظر إلى آدم، وانظر إلى نوح، انظر إلى موسى، انظر إلى يوسف عليه الصلاة والسلام، انظر إلى يونس، كل هؤلاء الأنبياء وغيرهم، قد وقعت منهم، لكنهم كانوا أول المبادرين بعد وقوعها إلى التوبة ولا يخل ذلك بالعصمة التي نحن نعتقد أنها ثابتة للأنبياء في بعض صورها ووجوها ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية أن الصحيح من أقوال أهل السلف الذي عليه جمهور السلف أن الذنوب تقع من الأنبياء وهم لا يقرون عليها ويبادرون إلى التوبة منها.
د.عبد الرحمن: جميل جداً، وهذا المعنى يا دكتور يؤكده قول الله في مواضع كثيرة: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ثم يقول: يُوحَى إِلَيَّ [فصلت:6]، يعني أنا مثلكم في البشرية، ويقع منه ما يقع من الناس إلا أنه يوحى إليه، وكما تفضلت في قضية أنه لا يمكن أن يقع منه الخطأ في التبليغ أريد أن ننتقل إلى السؤال الذي سأله الأخ نايف لكن لدينا اتصال الأخ عبد الله ، تفضل يا أخ عبد الله حياك الله.
السائل: السلام عليكم.
د.عبد الرحمن: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل: مبارك عليكم الشهر.
د.عبد الرحمن: الله يبارك فيك.
السائل: عليكم وهذا الشيخ الضيف عندك وما شاء الله , ، ربنا يجعلنا وإياكم من المقبولين، أنا من المدينة خصوصاً وحطني من السعودية كلها، سؤالي إلى فضيلة الشيخ ولجمهور المشايخ صراحة في السعودية خاصة وفي العالم الإسلامي القضية إلي نبشت من بعض من ينتسبون للعلم الشرعي هي قضية فك السحر بالسحر وأن هذا الأمر جائز والآن فيه خلاف وفيه من العلماء من قال فيه في السابق لكن تقرر لدينا أن هذا مفسدة وهذا شر واضح جداً جداً ومعالمه بادية لا يختلف فيها اثنان وما أدري ما تعليق الشيخ على مثل هذه النقطة الله يحفظك.
د.عبد الرحمن: بارك الله فيك.
السائل: وكل عام وأنتم بخير وجزاكم الله خيراً على هذه القناة الرائدة حقيقة.
د.عبد الرحمن: الله يحييك يا أخ عبد الله شكراً لاتصالك، شكراً جزيلاً، التعليق على ما ذكرته الأخت أم فهد يا أبو عبد العزيز تطالب بأن يكون البرنامج مستمراً، ونحن نقول للأخت أم فهد نشكرك على حسن ظنك، ونحن مازلنا في الحلقة الثانية من البرنامج ودعونا ننتهي إلى نهاية رمضان وننظر كيف يكون الصدى وإن كنا ندعو هذه القناة المباركة -نسأل الله أن يبارك فيها وفي القائمين عليها- إلى العناية ببيان تفسير القرآن الكريم للناس وتقريبه للناس, الناس يا شيخ محمد الآن يسألون كثيراً عن القرآن وعن التفسير وعن تدبره، وعن كتبه وعن مسائله، وهذا بشرى خير ولله الحمد فينبغي أن تكون القنوات على مستوى المسئولية في الإجابة عن الأسئلة وشفاء غليل الناس في بيان كتاب الله .
د.محمد: صدقت، بل نبشر والحمد لله نحن نلاحظ أن هناك صحوة بفضل الله في السنوات الأخيرة حول الحرص على فهم القرآن وتدبره كما أسلفت والسؤال عن كتب التفسير بشكل أكثر بكثير مما كان عليه في العقد الماضي يعني.
د.عبد الرحمن: وترى هذا يحتاج إلى جهد كبير من القنوات ومن المتخصصين لسد هذه الثغرة والإجابة يعني.
د.محمد: ورجوع الناس إلى كتاب الله لا شك أنه دلالة خير وعلامة يعني كبيرة جداً.
د.عبد الرحمن: لا شك.
نأتي إلى أسئلة الأخ نايف ونعتذر منه على التأخير هو سأل سؤالين:
السؤال الأول: لماذا قدم السمع على البصر في القرآن الكريم؟ ما هي الحكمة؟
د.محمد: أي نعم، نقول: يقدم السمع على البصر لأن السمع أشرف، ولأن البلاغ إنما يكون بالسمع ولا يكون بالبصر فالذي فقد البصر تبلغه الرسالة ولا يضيره أن يسمع وأن يتعلم وأن يهتدي بل و يعقل لأنه الذي يحول بين الإنسان وبين العقل عدم وجود السمع أحياناً، أما البصر فكأنه بالنسبة إلى السمع نافلة، ولذلك نجد من علماء المسلمين من فقد البصر وهو عالم يرجع إليه ويفتي الناس وما ضره ذلك، ولكن هل تعرف أو تجد من العلماء بل من العقلاء أحياناً من فقد السمع, أحياناً يفقد حتى مقومات اللغة بسبب فقد السمع.
د.عبد الرحمن: بالضبط صحيح
د.محمد: قال الله : إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ [الإسراء:36]، فيذكر البصر بعد السمع لأجل هذه العلة، أحياناً يقدم البصر إذا كان له ارتباط بالسياق الذي جاءت فيه الآية مثل يعني مشاهدة بعض آيات الله وغير ذلك فيقدم البصر باعتباره في السياق الذي سيقت فيه.
د.عبد الرحمن: بالضبط صحيح, لو أنا يعني يخطر على بالي مسألة عندما جاء الرجل الذي عبد الله عمره كله فجيء به يوم القيامة فقيل له: هل أعمالك بعدلي أم بعملك؟ قال: بل بعملي يا رب, واثق من نفسه.
د.محمد: قال: بعملي - يعني يقال إنه صام ستمائة سنة وقام ليلها-.
د.عبد الرحمن: لا إله إلا الله , قال: زنوا عمله بنعمة بماذا؟
د.محمد: البصر.
د.عبد الرحمن: البصر؛ طيب هنا سؤال معناه هنا كأن نعمة البصر عظيمة هل يمكن أن نقول هنا يا شيخ محمد أنه لو وزنها بالسمع لرجح السمع أيضاً؟
د.محمد: وأكثر بلا شك لأننا الحقيقة نقول إن الإنسان يعيش حياة سوية بالسمع ولو فقد البصر، لكن بفقده للسمع لا يعيش حياة سوية، بل هو أقرب إلى المتخلفين منه إلى العقلاء، وهذا ملاحظ أن الذين يفقدون السمع تماماً لا يعرف يتكلم يعني يفقد خصائص مهمة جداً لقوام اللسان.
د.عبد الرحمن: بالضبط أيضاً هناك مسألة تلاحظها في قضية السمع والبصر في أن الله -- قد امتن بالسمع والبصر والفؤاد في مواضع كثيرة؛ يعني قال الله: وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [النحل:78]، فانظر كيف أنه قال: خرجت أمياً لا تعرف شيئاً ثم ذكر لك وسائل اكتساب المعرفة، فقدم السمع ثم البصر ثم الفؤاد وهذا يؤكد المعنى الذي ذكرته من قضية الامتنان بنعمة السمع في القرآن الكريم وتقديمها لحكمة ولعلة وكون أكثر المعلومات عن طريق السمع لكن لا شك أيضاً لا يدل هذا يا دكتور محمد حتى لا يفهم الإخوة المشاهدون التقليل من نعمة البصر؟
د.محمد: ..لا .. لا، ليس المقصود هذا ولكن عند المقارنة نقول هذه أعلى من هذه.
د.عبد الرحمن: بالضبط
د.محمد: وفي الآية التي ذكرت يا دكتور عبد الرحمن الحقيقة في ملحظ جميل جداً وهو لما ذكر الله -- ما امتن الله به على عبده في سورة النحل " النعم " الآية التي قرأتها قبل قليل: وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ذكر السمع لأنه أول ما يتخلق مع الجنين لذلك يذكرون أن الجنين في بطن أمه يسمع.
د.عبد الرحمن: لا إله إلا الله.
د.محمد: يسمع ولذلك أول ما يخرج من بطن أمه يشرع لنا أن يؤذن فيه ليسمع هذه الكلمات العظيمة وترسخ في فطرته بإذن الله.
د.عبد الرحمن: جميل جداً، الله يفتح عليك.
*********************************
معنا متصل الأخ أبو علي من الرياض.
السائل: السلام عليكم ورحمة الله.
د.عبد الرحمن: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل: أحسن الله إليكم يا شيخ، الله يحفظكم يا شيخ فيه ورد نصين عن قضية الكتمان: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ [البقرة:159]، إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ [البقرة:174]، أحب فقط تبينوا هذه المسألة، ولو أن إنسان قد كتم شيئاً أو علماً.
د.عبد الرحمن: بارك الله فيك يا أبا علي، أشكرك أشكرك.
****************************
أستأذنك يا دكتور محمد الحقيقة لأن الوقت قد أدركنا في هذا اللقاء، وأعتذر من الإخوة الذين سألوا ولم نستطع أن نجيب على أسئلتهم في هذا اللقاء، غداً إن شاء الله سوف نجيب على أسئلتهم بإذن الله تعالى، وأحب أن أشير في نهاية هذه الحلقة إلى أن الإخوة في القناة قد رأوا تقديم وقت البرنامج وتمديده، ولله الحمد حظي البرنامج بقبول عندما رأوه أمس واليوم فرأوا أن يمدد, يصبح من الساعة الرابعة والنصف إن شاء الله بتوقيت مكة المكرمة إلى الساعة الخامسة والنصف لمدة ساعة كاملة ونرجو أن يكون في هذا بإذن الله مساحة أوسع للحديث والإجابة عن أسئلة الإخوة المشاهدين واستفساراتهم حول القرآن الكريم.
أكرر شكري لك يا دكتور محمد في ختام هذه الحلقة وأرجو بإذن الله أن يتجدد اللقاء بك في حلقات قادمة في هذا البرنامج.
كما أشكركم أيها الإخوة المشاهدون أيضاً على تفضلكم بمتابعتنا في هذه الحلقة، وأسأل الله أن يتقبل صيامكم، وأن يتقبل منا ومنكم وأن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن في الدنيا والآخرة، وحتى نلقاكم غداً بإذن الله تعالى، أستودعكم الله.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أذيعت يوم الثلاثاء بتاريخ: 2 / 9 / 1429 هـ
-------------------------------------------------
رابط الفيديو للمتابعة


http://www.youtube.com/watch?v=WnjT04jpPXI
 
الحلقة الثالثة - الجزء الثالث - ضيف الحلقة الدكتور مساعد الطيار حفظه الله

برنامج التفسير المباشر الحلقة الثالثة

الجزء الثالث

د.عبد الرحمن: بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلّى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. مرحباً بكم أيها الإخوة المشاهدون وأيتها الأخوات المشاهدات في برنامجكم اليومي (التفسير المباشر). اليوم هو اليوم الثالث من شهر رمضان المبارك وسوف يكون حديثنا عن الجزء الثالث من أجزاء القرآن الكريم بإذن الله تعالى.

حديثنا سوف يكون عن الجزء الثالث من أجزاء القرآن الكريم والموضوعات التي اشتمل عليها الجزء الثالث من أجزاء القرآن الكريم ويمكن أن نستعرض الآن أبرز هذه الموضوعات، والجزء الثالث من القرآن كما تعلمون يبدأ من الآية 253 من سورة البقرة وينتهي بالآية 92 من سورة آل عمران.

وأبرز الموضوعات التي اشتمل عليها الجزء الثالث من أجزاء القرآن الكريم هي:

1- تفضيل الله بعض الرسل على بعض.

2- ثناء الله على نفسه في أعظم آية في القرآن وهي آية الكرسي.

3- ذكر محاججة إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- للملك.

4- الحث على الإنفاق في سبيل الله، وفضل الإنفاق في أطول آيات عن الإنفاق في القرآن الكريم كله.

5- بيان خطر الربا وأنه كبيرة من الكبائر.

6- بيان أحكام المداينة وكتابة الدَيْن وأحكام الرهن.

7- بداية سورة آل عمران وما فيها من توحيد الله وتعظيمه ثم ذكر قصة مريم وزكريا عليهم الصلاة والسلام وطرف من مجادلة النصارى.

هذه أبرز الموضوعات التي اشتمل عليها هذا الجزء وسوف نناقش أبرز هذه القضايا في ثنايا هذه الحلقة بإذن الله تعالى. معنا في هذه الحلقة فضيلة الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار الأستاذ المشارك في جامعة الملك سعود المتخصص في الدراسات القرآنية، مرحباً بك يا دكتور مساعد مرة أخرى ونشكرك على استجابتك الكريمة لهذه الدعوة وسوف يكون حديثنا يا دكتور مساعد اليوم عن الجزء الثالث بإذن الله تعالى من أجزاء القرآن الكريم، كما تعودنا في كل حلقة أن نأخذ جزءاً من أجزاء القرآن الكريم نتناقش فيه كما مر معنا في الحلقة الأولى والحلقة الثانية، وأبشرك أنه ولله الحمد الحلقة ستمتد إلى ساعة كاملة، فلن يضيق علينا الوقت بإذن الله تعالى، وأنا أنبه الإخوة المشاهدين أن يحددوا أسئلتهم واستفساراتهم وتأملاتهم في الجزء الذي نتحدث عنه وهو الجزء الثالث ويمكنهم الاتصال منذ الآن وسوف يجيب الدكتور مساعد بإذن الله عن الأسئلة.

د. عبد الرحمن: يبدأ يا دكتور مساعد الجزء الثالث بآية عظيمة وهي قول الله سبحانه وتعالى {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ}[البقرة:253]، وهذه الآية تشير إلى موضوع مهم جداً يسأل عنه كثير من الناس. هل يجوز التفضيل بين الأنبياء؟ فيقال أن مثلاً موسى أفضل من عيسى، أو أن محمداً أفضل من موسى، فالله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية ينص على أنه فضّل بعض الأنبياء على بعض فنود أن تنبّه على الأصل والتوجيه الشرعي في هذا الموضوع؟

د. مساعد: نعم، بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. كما ذكرتم هذه الآية نصت على التفضيل وفي آخر البقرة ورد قوله سبحانه وتعالى: { لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ}[البقرة:285] وقد يقع أيضاً لبس عند من يقرأ كيف يقع التفضيل هنا وعدم التفريق هناك؟ القاعدة في مثل هذا أننا نتبع النص فما وقع تفضيله بالنص فإننا نفضله، وأما أن ندخل بالعقل فلا يجوز، ولهذا الآية { لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ}بمعنى أنه لا يستطيع المسلم أن يفضل فلاناً من الرسل على فلان لاعتبارات من عنده، وإنما الاعتبار هو تفضيل الله سبحانه وتعالى، ولهذا الآية نصت على أن الذي فضّل هو الله سبحانه وتعالى{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَاْ} أي فضّل الله بعضهم على بعض. فإذن هذه القاعدة الكلية في هذا، وقوله {مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ}هذا إشارة إلى بعض أسباب التفضيل، فمن هم الذين كلَّمهم الله من رسل فيما ثبت عندنا؟ موسى -عليه السلام- اختص بقول الله -سبحانه وتعالى- كلّمه بالنبوة، وأما غيره من الأنبياء فكان يكلَّمون من طريق جبريل -عليه السلام-. ولكن أيضاً وقع تكليم الله لآدم -عليه السلام- ووقع تكليم الله لمحمد -صلى الله عليه وسلم- بل إن تكليم الله سبحانه وتعالى لمحمد -صلى الله عليه وسلم- يعتبر من أشرف ما وقع لأنه كان فوق السموات السبع عند سدرة المنتهى بناء على هذا نقول إن تخصيص موسى -عليه السلام- لكي يفهم السامع تخصيص موسى بأنه كليم الله لأنه جاءته النبوة من كلام الله مباشرة دون واسطة.

د. عبد الرحمن: جميل جداً يا دكتور وهذا من أسباب تفضيل موسى -عليه الصلاة والسلام- على غيره من الأنبياء. هناك مسألة ينبغي أن أنبه عليها وهي أن بعضهم لا يرى التفضيل ويحرّمه ويقول السبب في ذلك هو أنه يوهم الإساءة إلى المفضَّل عليه ولذلك النبي -صلي الله عليه وسلم- قد نهى وقال: (( لا تفضلوني على يونس ابن متى)) أليس كذلك؟ لأنه كان سياق الموقف الذي نهى فيه النبي -صلي الله عليه وسلم- عن هذا التفضيل يوحي بتنقصّ يونس عليه الصلاة والسلام!! ولكن تفضيل الله سبحانه وتعالى وهو الذي فضّل في هذه الآية.

د. مساعد: {اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ}[الأنعام:124]، وقلنا أن التفضيل مرتبط بالنص الشرعي.

د. عبد الرحمن: لدينا أسئلة دكتور مساعد من الحلقة الماضية سألها بعض المشاهدين ولم نتمكن من الإجابة عليها لضيق الوقت، ومنها سؤال للأخ نايف سأل سؤالين أمس فقال لماذا يقدم السمع على البصر في القرآن الكريم بكثرة؟ وأجاب عنه ضيف أمس الدكتور محمد الخضيري وسأل سؤالاً آخر وهو سؤال جميل ودقيق والتنبه له يدل على التدبر في القرآن الكريم فقال ما هو الفرق بين الختم والطبع؟ وكأنه كان سؤالاً متعلقاً بالجزء الأول في أول سورة البقرة قال الله -سبحانه وتعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ {6} خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ} [البقرة:6-7]، وهناك آيات أخرى قال {وَطَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ}[التوبة:93]، فيسأل ما هو الفرق بين الختم والطبع؟

د. مساعد: جيد، بالفعل كما ذكرتم أن التنبه لمثل هذه الدقائق الحقيقة يدل على تدبر، وهذا يقود الحقيقة إلى تنبيه القارئ حينما يقرأ القرآن إلى الألفاظ التي يُظن أنها مترادفة أو متطابقة بالمعنى وبينها فروق، مثل قوله -سبحانه وتعالى- : {لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ} [المدثر:28]، قد يقول قائل ما الفرق بين تبقي وتذر؟ لا بد من وجود فارق دقيق، فهنا إذن عندنا قاعدة أحب أن ينتبه لها السامع أن مثل هذه الألفاظ فيها جامع مشترك في المعنى بمعنى أنها تجتمع في معنى وهو معنى التغطية والتغشية والستر، طبع على الشيء أو ختم على الشيء بمعنى غطاه هذا هو المعنى الجامع ولكن يفترق الطبع في شيء لا يوجد في الختم وقد يكون هناك معنى في الطبع لا يوجد في الختم وقد يكون في الختم معنى لا يوجد في الطبع وكيف نعرف هذا؟ طبعاً هناك طرق وأنا أنصح بقراءة مقدمة الفروق اللغوية لابي هلال العسكري أبان عن كيفية اكتشاف الفروق بين الألفاظ ومما أبان عنه قضية استعمال الأضداد، أو كما ذكرت السياق أحد الطرق في معرفة الفروق. يعني هل نستطيع أن تستخدم لفظة الختم في كل مواطن الطبع؟ قطعاً لا، فدل على أن هناك فرقاً وكذلك لا نستطيع أن نستخدم الطبع في كل مواطن الختم؛ لأن في بعض المواطن يمكن أن نستخدم الختم أو الطبع، فإذن هما يشتركان في معنى عام ثم يفترقان في خصوصيات. والطبع كما أشار إليه أبو هلال العسكري وكذلك رأيت عند ابن القيم وعند غيرهما من العلماء: أنه أبلغ من الختم وأشد؛ لأن الطبع كما يقول أبو هلال العسكري هو أثر يثبت في المطبوع فيكون يدل على اللزوم والثبوت أكثر من دلالة الختم. والطبع لا يتبع الختم فيأتي الختم (ختم الله على قلوبهم) كأنهم وصلوا إلى نهاية الأمر الذي لا يُفتح لهم بعده مجال خُتم ثم يأتي بعد ذلك الطبع فيكون مثل قُفِل قد قُفل عليهم قفلاً تاماً.

د. عبد الرحمن: وهذا من معاني الختم أن الختم مرتبط بالنهايات كما في قوله سبحانه وتعالى: {خِتَامُهُ مِسْكٌ}، [المطففين:26]، أي نهايته فكأنها بعد أن تستنفذ كل الوسائل في هدايتها فترفض الحق فإنه يُختم عليها فلا ينفذ الحق إلى قلوبهم بعد ذلك، والطبع كما تفضلت هو أشد في المعنى.

د. عبد الرحمن: أيضاً من الأسئلة التي وردت في حلقة الأمس سؤال من الأخ أبو علي قال وردت نصوص تبين عظم كتمان الحق في القرآن الكريم ومنها قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ}، [البقرة:159] فيقول لو يكون هناك تنبيه حول مثل هذه الآيات ومعناها في القرآن الكريم؟

د. مساعد: حقيقة قضية كتمان الحق أو البيان أنواع وفيه درجات فمثلاً لو كان هناك قضية أو مشكلة على الأمة، ولها أثر في حياة الأمة، وهناك من يعلم هذه القضية وكتم ولم يبين فإنه يصيبه هذا الوعيد الذي ذكرته الآية وهو وعيد شديد: {أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} وهذا الوعيد أُلحق باليهود لأنهم كتموا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وهم مرجع في هذا الأمر لأنهم أهل كتاب وهم يعلمونه كما قال سبحانه وتعالى {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ} [الأنعام:20]، وكذلك أريد أن أقول أنه إذا احتيج إلى معلومة ما ووقع الكتم بحيث أنه تتأثر مصالح الناس بها أو ديانتهم فلا شك أن هذا الذي يقع عليه الوعيد أما أحياناً قد يكون الأمر فيه سعة كأن تسألني سؤالاً وأنا أقول لك أني لا أعلم وأنا أستطيع أن أفتيك فهذا لا يدخل في هذا الباب لأنك تستطيع أن تسأل فيه غيري فيجيبك.

د. عبد الرحمن: أيضا في قوله {أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ}، والتعبير بالفعل المضارع فيه دلالة على أنهم يستحقون اللعن مرة بعد مرة كلما تجدد منهم الكتمان.

د. مساعد: نعم

د. عبد الرحمن: هناك اتصال وسؤال من أخت متصلة من السعودية الأخت أم عبد الله. السائلة تسأل سؤالان الأول في الآية السابعة والعشرين ضمن قوله تعالى في سورة آل عمران: {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)} [ آل عمران:27]، وبعدها بعشر آيات في الآية السابعة والثلاثين ختمت بنفس الخاتمة ولكن بالتأكيد {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)} [ آل عمران:37]، فما الحكمة من ذلك؟

السؤال الثاني: في الآية 35 من سورة آل عمران دعاء أم مريم عليها السلام: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35)} [ آل عمران:35] هل هذا يعتبر نذراً لأن كثير من الأمهات تدعو بهذا الدعاء: {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} هل هذا نذر فيكون واجباً علينا خدمة البيت؟

د. عبد الرحمن: إذن هذان سؤالان يا دكتور من الأخت أم عبد الله في سورة آل عمران ولكن قبل أن ننتقل يا دكتور إلى سورة آل عمران هناك في الحقيقة أشياء تستحق التوقف في سورة البقرة في الجزء الثالث، وهي آية الكرسي في أول الجزء الثالث، والمعلوم أن آية الكرسي هي أعظم آية في القرآن العظيم أليس كذلك؟ والنبي -صلى الله عليه وسلم- قد قال أيّ آية في كتاب الله أعظم؟ فقال معاذ هي آية الكرسي، فقال ((ليهنك العلم أبا المنذر)). فما هو سبب تعظيم هذه الآية وسبب هذا التفضيل لها من النبي صلى الله عليه وسلم لها وكونها أعظم آية في القرآن الكريم كله. القرآن الكريم 6236 آية تقريباً هذه أعظم آية فيها أفلا تستحق وقفه؟

د. مساعد: صحيح. لا شك أن هذه الآية كما ذكرت وكما ذكر لها فضائل، والذي يظهر والله أعلم أننا إذا تأملنا موضوع الآية نجد أنه في توحيد الله سبحانه وتعالى، وكل ما يتعلق بتوحيد الله يكون أشرف وأعظم، وأشرف ما تكلم عن التوحيد هو هذه الآية لأن من مبدئها إلى خاتمتها كلها في التوحيد، وخصوصاً ما يتعلق بأسماء الله الحسنى وصفاته، ولهذا بُدئت باسم الله الأعظم (الله): { اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } فنلاحظ أن فيها مجموعة من الأسماء التي ذكرت في هذه الآية. وأيضاً ذكرت أوصاف بين الإثبات والنفي مثل قوله: { لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ }، هذه دلالة على كمال القيومية لأنه قال: { الْحَيُّ الْقَيُّومُ } فدلالة على كمال الحياة والقيومية في قوله الحي والقيوم. وكذلك لو تأملت الحي والقيوم وما يندرج تحتهما من آثار في حفظ السموات والأرض، حفظ الإنسان أيضاً القيام على الإنسان سواء قياماً دنيوياً أو دينياً بإقامة الشرائع له فستجد أشياء كثيرة كلها مندرجة تحت قوله { الْحَيُّ الْقَيُّومُ }. ولهذا مثل ابن القيم وغيره من العلماء لما تكلموا عن الحي القيوم أعادوا إليه جميع الأسماء أن جميع الأسماء تعود إلى معنى الحي القيوم.

د. عبد الرحمن: هذا يا دكتور لعله يفتح لنا فكرة أخرى، نحن نتحدث في أول الجزء عن قوله تعالى {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [ البقرة:253] تكلمنا عن التفضيل بين الأنبياء والرسل. آية الكرسي عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم إنها أعظم آية في كتاب الله أليس هذا أيضاً تفضيلاً بين آيات القرآن؟

د. مساعد: وهذا أيضاً من التفضيل.

د. عبد الرحمن: من التفضيل

د. مساعد: والتفضيل أيضاً نرجع إليه من النص.

د. عبد الرحمن: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- فضل بعض السور على بعض فسورة الفاتحة مفضلة على باقي السور، وسورة الإخلاص {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:1] ،قال إنها تعدل ثلث القرآن.

د. عبد الرحمن: السيوطي -رحمه الله- ذكر مسألة لطيفة، يعني ما هو المقياس أو الضابط الذي يضبط التفضيل بين الآيات أو بين السور؟ هل للمسلم أن يقول هذه السورة أفضل من هذه السورة أو هذه الآية أفضل من هذه الآية اجتهاداً دون أن يثبت النص في ذلك؟ فقال السيوطي إنني تأملت الآيات والسور التي جاء التفضيل لها سورة الفاتحة، آية الكرسي، سورة الإخلاص فوجدت أنها كلها تتكلم عن الله سبحانه وتعالى وعن تعظيمه { اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ }[ البقرة:253]،{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{1} اللَّهُ الصَّمَدُ {2}[ الإخلاص: 1-2] ، {الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ {3} مَـلِكِ يَوْمِ الدِّينِ {4}[الفاتحة:3-4] فقال كل هذه المعاني تدور على تعظيم الله سبحانه وتعالى، ولذلك يمكننا أن نقول أن الآيات التي تتكلم عن الله، وعن تعظيمه أفضل من الآيات التي لا تشتمل على هذه الموضوعات مثل {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ {1}[المسد:1] وهذا مستنبط من النص أليس هذا ضابطاً جيداً؟

د. مساعد: وهذا مستنبط من النص وهذا لا شك أنه ضابط جيد ولكن أيضاً يبقى عندنا أن أصل القاعدة كما قلنا النص. ولهذا العلماء لما تكلموا عن لماذا {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{1}تعدل ثلث القرآن؟ أشاروا إلى قضية أن القرآن ثلاثة أقسام فالقسم الأول هو قسم التوحيد، فكأن ثلث القرآن في التوحيد فجاءت هذه السورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{1}تعدل ثلث القرآن لأنها تعدل ثلث موضوعات القرآن الكريم، هذا أحد توجيهات العلماء في قوله تعدل ثلث القرآن.

د. عبد الرحمن: قبل أن نجيب على أسئلة الأخت أم عبد الله نأخذ اتصالاً من الأخ "أبو محمد" من السعودية.

الأخ أبو محمد من السعودية: السلام عليكم، أنا لكم محب في الله، بارك الله فيكم يا شيخ مساعد أردت لو مررتم على آية الدَيْن وهي أطول آية في القرآن وأود أن تذكروا اللطائف من حيث أطول آية وأشكل آية في الإعراب وهكذا، وجزاكم الله خيراً؟

د. عبد الرحمن: إذن يا دكتور مساعد نعود إلى أسئلة الأخت أم عبد الله التي سألت عن آيات في سورة آل عمران طبعاً هي قفزت بنا إلى نهاية الجزء تقريباً. تقول ما الحكمة في أن الآية السابعة والعشرين من آل عمران ختمت بقوله تعالى: {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)} فجاء التعبير هنا بالفعل المضارع دون تأكيد وجاء في الآية السابعة والثلاثين في قول مريم عليها الصلاة والسلام (قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)) سؤال أم عبد الله سؤال بلاغي ودقيق، يعني هنا: (وترزق من تشاء بغير حساب) هذا في دعاء (قل اللهم) والخطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم- و(إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) جاء التأكيد بـ(إنّ) ومثل هذه الأسئلة تحتاح إلى مقدمات، مثلاً المشاهد الكريم يجب أن يكون على معرفة بلغة القرآن، ويعرف أن (إنّ) تأتي في لغة العرب للتأكيد فـ (إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) فيها تأكيد فما هو تعليقكم على هذا السؤال؟

د. مساعد: الحقيقة أنا أقول إذا ضممت السؤال من الأخ نايف الذي سأل عن الفرق بين الختم والطبع وهذا السؤال من الأنواع الذي يستخرجه التدبر ولا شك أن ضبط مثل هذه القضايا ورصدها وتدوينها أقول أنه مهم جداً لمن أراد أن يتعلم أو أن يستفيد من تفسير القرآن. لو تأملنا السياق والسياق مهم جداً في ضبط هذه الأمور كما ذكرتم أنه خطاب من الله سبحانه وتعالى لمحمد (قل اللهم مالك الملك) نلاحظ كل السياق جاء بالفعل المضارع {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء} إلى أن ختمت بقوله في الآية بعدها {وترزق من تشاء بغير حساب} إذن هنا عندنا أفعال مضارعة متعاطفة فهي إخبارات بالأفعال عن الله سبحانه وتعالى، يعني خطاب من العبد لله سبحانه وتعالى فلا تحتاج إلى تأكيد وإنما هو من باب الأخبار. أما لما جاء كلام مريم أمام زكريا عليه السلام وهناك حدث غريب لأنه لو تأملنا قال {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً} هو الآن مكفّل بها لذلك قال {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} إذن من الذي يستطيع أن يدخل عليها غير زكريا؟ لا أحد، فيستغرب زكريا لما يأتي إليها يجد عندها الرزق ولا أحد يدخل عليها غيره، فأثار عنده استفساراً استغراباً {قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ} واحتاج الأمر إلى تأكيد فقالت {إن الله يرزق من يشاء من غير حساب} يحتاج للتأكيد هنا لأن الحدث يحتاج إلى تأكيد ففيه غرابة كيف يأتيك الرزق ولا يدخل عليك إلا أنا؟! فنبهت على أنه من عند الله وأن الله يرزق من يشاء بغير حساب وهذا في الحقيقة نوع من الإرهاصات والتمهيدات لما سيحصل لمريم عليها السلام لاحقاً في ولادة عيسى عليه السلام فيما بعد.

د. عبد الرحمن: ولذلك من شدة تأثير التأكيد على زكريا عليه السلام أنه قال {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء (38)}

د. مساعد: كأنها فتحت له باب الدعاء نبهته.

د. عبد الرحمن: جميل جداً. قبل أن نأخذ السؤال الثاني نأخذ اتصالاً وسؤالاً من الأخ محمد من السعودية:

الأخ محمد: عندي استفسار من الجزء الثاني في قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا (219)} فما المقصود بالآية الكريمة {أثمهما أكبر من نفعهما} نريد توضيحاً من الشيخ.

د. عبد الرحمن: هناك سؤال آخر ذكرته الأخت أم عبد الله تقول دعاء مريم – عليها الصلاة والسلام- فأنا لا أدري ماذا تقصد دعاء مرين فهل يحرضك المقصود من قولها؟

د. مساعد: هي تقصد أم مريم وهي امرأة عمران في قولها: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي} هناك فائدة أحب أن ينتبه لها قارئ القرآن حينما تأتي قضايا مرتبطة بالشرائع السابقة ينتبه هل يوجد في شرعنا ما يدل عليها أو لا؟ فالنذر عندنا باب النذر لا يوجد عندنا مثل ما كان موجوداً عندهم، أنه يأتي الأب أو الأم وتنذر هذا الطفل الذي في بطنها لخدمة البيت، لأنه الآن نذرته لخدمة المسجد الأقصى، لخدمة البيت، فكان هذا موجوداً عندهم في شريعتهم وليس موجوداً عندنا في شريعتنا.

د. عبد الرحمن: معنى الآية قوله هنا {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي}

د. مساعد: محرراً يعني خالصاً لك، لهذا الغرض، فهي لما وضعتها أنثى أشكل عليها لأن الأنثى لا تشتغل بهذا المقام فقالت: {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى} كأنه من باب التحسّر وهناك قراءتان قراءة {وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ} وقراءة أخرى {والله أعلم بما وضَعْتُ} وكلاهما قراءتان في النهاية معناهما واحد. {وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ (37)} كأن الله سبحانه وتعالى قبِل مريم وهذا أيضاً من الارهاصات في قضية مريم عليها السلام في كون الله قدّر أن تنذر أمها هذا النذر لتكون هي في هذا المكان المنعزل الذي لا يأتيها أحد تخدم بهذا البيت مثل ما ذكرنا في قوله {وكفلها زكريا}.

د. عبد الرحمن: بارك الله فيك يا دكتور. والحقيقة أن في قصة مريم في سورة آل عمران وفي سورة مريم أيضاً فيها عبر كثيرة وعظة خاصة للمرأة المسلمة، وأيضاً فيها إيضاح لحقيقة عيسى عليه الصلاة والسلام التي اختلف فيها الأمم الآن، يعني هؤلاء النصارى ضلّوا في معرفة حقيقة عيسى عليه الصلاة والسلام في حين التأمل في هذه الآيات يبين لك أنه عبد مخلوق لله سبحانه وتعالى.

د. عبد الرحمن: الأخ أبو محمد يسأل سؤالاً عن آية الدين، والحقيقة سؤال الأخ محمد سؤال عام يقول أن آية الدين وآية الدين هي الآية 282 من سورة البقرة وهي أطول آية في القرآن الكريم كله.

د. مساعد: طبعاً هذا على عدّنا نحن، ومن باب الفائدة أذكرها إن شاء الله أن آية الدين في بعض العدّ منقسمة إلى آيتين، وأنا أحب أن ينتبه السامع لأن الآن مجمع الملك فهد رحمه الله تعالى بدأوا يطبعون مصاحف على روايات فقال يطلع بعض القارئين ولا ينتبه إلى هذه القضية، أن كل مصحف له عدّ وعندنا العد المكي والعد المدني الأول والعد المدني الثاني والعد الكوفي الأول والكوفي الثاني والعد الشامي، فينتبه إلى أن بعض المصاحف طبعت على حسب عدّ آخر فلا يقع عنده هذا الإشكال فهي أطول آية بالنسبة للعدّ عندنا.

د. عبد الرحمن: طبعاً هنا أريد أن أنبه الإخوة المشاهدين لما نتكلم والدكتور مساعد عن عد آي القرآن بعضهم يفهم فهماً خاطئاً فنحن نقول مثلاً العد الكوفي 6236 آية (ملاحظة للدكتور عبد الرحمن المفروض أن يكون الرقم 6236 آية وهو مجموع عدد آيات القرآن الكريم) والعد المدني يزيد مثلاً بعشر آيات مثلاً فيقول يعني هل القرآن المكتوب على رواية أهل المدينة فيه عشر آيات زيادة؟

د. مساعد: لا.

د. عبد الرحمن: العد الذي أقل من العد الكوفة ناقص مثلاً عشر آيات هل محذوف منه شيئاً؟ لا وإنما الاختلاف هو القرآن موحّد واحد في كل الروايات ليس هناك فرق كلمة ولا زيادة كلمة، وإنما الاختلاف في موضع مكان آخر الآية بعضهم يقدم وبعضهم يؤخر.

د. مساعد: يعني (ألم) الأحرف المقطعة بعضهم يعدها آية وبعضهم ما يعدها آية، (بسم الله الرحمن الرحيم) بعضهم يعدها آية وبعضهم ما يعدها آية. هذا إذن هذه القضية التي تكون فيها قضية الزيادة والنقص في قوله (بسم الله الرحمن الرحيم) في سورة الفاتحة. فإذن الخلاف القرآن كامل ليس به نقص وإنما هو الخلاف في مواضع هل هذا رأس الآية أم لا، مواضع العدّ.

د. عبد الرحمن: آية الدين الحقيقة أنها مليئة بالفوائد والاستنباطات والنكات البلاغية وسبق تحدثنا أنا وأنت في أول الحلقة أو أول البرنامج عن سورة البقرة وأنها يمكن أن تسمى "كلية الشريعة" فقد اشتملت على كليات الشريعة حفظ المال وحفظ النفس وحفظ العرض وحفظ العقل، وحفظ المال ومن أبرز ما يدل على حفظ المال في سورة البقرة آية الدين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ (282)} لاحظ حتى يفصّل الله سبحانه وتعالى كيف تكتبون، وكيف تشهِدون.

د مساعد: وهذا فيه دلالة على أهمية ضبط قضايا الأموال.

د. عبد الرحمن: هل لديك تعليق على هذه الآية إجابة للأخ أبو محمد.

د. مساعد: في الحقيقة الأخ طلب فوائد ولطائف وهذه كثيرة ولعلنا نأخذ مثالاً في قوله سبحانه وتعالى (ولا يضارّ كاتب ولا شهيد) هذه قوله يضارّ لو فككنا الشدّ (ولا يضارر) إما أن تكون ولا يضارَر أو ولا يضارِر وانظر كيف جاءت هذه اللفظة (ولا يضارّ) محتملة للمعنيين يعني لا يضارَر الكاتب والشهيد وأيضاً لا يضارِر الكاتب والشهيد فالكاتب والشهيد إذا طُلبوا للكتابة فلا يرفضوا وأيضاً الكاتب والشهيد لا تأتي إليه في وسط الليل تقول له إلا تأتي الآن تكتب وإلا تأتي الآن تشهد فلا يقع الضرر منهما، ولا يقع الضرر عليهما فجاءت الكلمة الواحدة هذه دالة على المعنيين معاً وليس بينهما تضاد! وهذا يعده بعض العلماء من إعجاز القرآن في اختيار اللفظة الواحدة الدالة على أكثر من معنى.

د. عبد الرحمن: أنا أيضاً يظهر لي فائدة دكتور مساعد لا أعلم هل توافقني عليها أم لا في قوله (يا أيها الذين أمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى) بعض الناس يأخذ منك مبلغاً من المال ويتركه لأجل غير مسمى، وتجلس أنت تنتظر كلما رأيته يمر العام والعامين والثلاثة وأنت تنظر إليه وهو ينظر إليك لا هو رد لك المال ولا أنت في البداية وضعت أجلاً مسمى. أنا أقول في قوله تعالى (إلى أجل مسمى) فيه أدب في الدين أنك تستلف وتقول سأعيده لك في يوم كذا أو بعد سنة، أما بعضهم يقول من باب الميانة من عسرك إلى يسرك ويبدو أنه في يسر طيلة العمر.

د.مساعد: والشافعي -رحمه الله تعالى- لما استدان من بعض أصحابه ديناً وقام ليذهب قال له تعال ثم قال له:

أنلني بالذي استقرضت ديناً وأشهد قوماً إذ شاهـدوه

فـإن الله خـلاق البـرايا عنت لجلال هيبته الوجـوه

يقـول إذا تداينتم بـدينٍ إلى أجـلٍ مسمى فاكتبوه

ولهذا أحياناً بعض الأحيان يقول بعض من اعتاد على أن يدين الناس بعضهم ما يكتب يقول فصرت أنسى إذا قابلته هل هو رد الدين أو لم يرد الدين يقول فأستحي أن أقول له شيئاً خشية أن يكون معسراً.

د. عبد الرحمن: أنا ظهر لي لفتة يا دكتور مساعد في وجود آية الدين في هذا الموضع. قبلها يتكلم الله سبحانه وتعالى عن الربا: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ (275)}

د. مساعد: الصفحة السابقة كلها عن الربا.

د. عبد الرحمن: كلها عن الربا، ثم يقول في آخرها عن الربا {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ (280)} قد يقول قائل كيف أستطيع أن ألبي حاجتي والمال الذي معي لا يكفي؟! ليس إلا اللجوء إلى الربا، فيقول الله سبحانه وتعالى لا هناك من الأخوّة بين الناس ما يتسع لقضاء حاجة الناس وتفريج كرباتهم فإذا كان معسراً فأنظِره ثم تكلم الله سبحانه وتعالى فقال {وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ (281)} انظر كيف يذكرك بالآخرة ثم ينتقل إلى حل من الحلول التي تفك إعسار المعسر وهو الدين أن يديّن وهذا فيه حثٌّ الحقيقة للموسر وصاحب الغنى أن ييسر على الناس بإقراضهم.

د. مساعد: هذا من كرم النفس صحيح أنه نوع من كرم في المال ولكن لا يمكن أن يخرج هذا الكرم الذي في المال إذا كانت النفس غير كريمة ولذلك تجد البخيل لا يمكن أن ينفق فضلاً عن أن يقوم بتديين الناس وإنظارهم.

د. عبد الرحمن: جميل جداً، الله يفتح عليك يا دكتور مساعد. قبل أن نستكمل بقية الأسئلة لدينا الأخ أحمد من السعودية.

الأخ أحمد: قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الضَّآلُّونَ (90)} آل عمران) ما معنى ازدادوا كفراً، الله يحفظكم؟

د. عبد الرحمن: شكراً جزيلاً حياكم الله. نأخذ إجابة السؤال أيها الأخوة المشاهدون بعد فاصل قصير نعود إليكم فابقوا معنا.

***************************

فــــــــــاصـل

كتاب والتعريف به:

"تيسير المنان في قصص القرآن" مؤلف هذا الكتاب هو الأستاذ أحمد فريد جمع فيه كل ما ورد في القرآن الكريم من القصص، وقد اشتمل على تسع وعشرين قصة بدأها بقصة نوح عليه الصلاة والسلام ثم بقية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وختمها بقصة أصحاب الفيل وأفرد قصة آدم عليه الصلاة والسلام.

وقد حرص مؤلفه على اختيار أصح الأقوال في تفسير آيات القصص في القرآن الكريم وتنقية القصص مما علق بها عبر القرون والأجيال من الخرافات والموضوعات المكذوبة على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وغيرهم.

وهو يبدأ بتفسير الآيات التي وردت فيها القصص وينقل كلام المفسرين المعتبرين في بيان معانيها ثم يعقِّب على ذلك بذكر الفوائد والآثار الإيمانية من هذه القصص ملخصاً ذلك من كلام المفسرين والعلماء الذين صنفوا في التفسير والقصص القرآني قديماً وحديثاً.

وقد صدر الكتاب في إصداره الثاني عن دار ابن الجوزي في مجلد واحد عام 1429 للهجرة وهو كتاب قيم يحتاجه من يريد معرفة قصص القرآن الكريم وكلام المفسرين في معانيها.

*******************************

د. عبد الرحمن: مرحبا بكم من جديد أيها الأخوة المشاهدون في برنامجكم التفسير المباشر ومعنا في هذا اللقاء الدكتور مساعد بن سليمان الطيار وكان السؤال يا دكتور قبل الفاصل عن آية الدين وقد تحدثنا عنها. الأخ محمد من السعودية سأل عن قوله تعالى {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} ما معنى هذه الآية.

د. مساعد: طبعاً هذه الآية نزلت في التدرج في تحريم الخمر وتعتبر الآية الثانية أو الثالثة على حسب الخلاف بين العلماء هل آية النحل {وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا (67)} النحل، داخلة فمن يرى أن قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى (43)} النساء) وهذه الآية الثانية أشارت، في قضية الترتيب عموماً هذه الآية في وسط التدرج أنه إذا لما سألوه عن الخمر أخبر الله سبحانه وتعالى بأن فيه منافع وفيه أيضاً إثم {قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس} إثم كبير ومنافع للناس. طبعاً المنافع واضحة جداً في الخمر والميسر المكسب المالي وفي الخمر قضية ما يحصل للشارب من نشوة وقتية لحظية هذه تعتبر من المنافع وإلا لم شرب الخمر. أيضاً نسيان الواقع يعتبره بعض الناس منفعة. ثم قال (وإثمهما أكبر من نفعهما) ولهذا العاقل لما يقيس بعقله يقول ما دام أن إثمهما أكبر من نفهما إذن أتركها وهذه قاعدة الشريعة في أنه إذا كان الإثم أكبر من النفع فإنه يُجتنب، حتى جاءت الآية الثالثة التي دلت على تحريم الخمر {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90)} المائدة) هذا نص في التحريم.

د. عبد الرحمن: البعض يا دكتور مساعد قد يفهم من هذه الآية يمكن الأخ محمد الله يحفظه يبين هذه الفكرة لمن يسأله فيما بعد أن {يسألونك عن الخمر والميسر} ليست هي الآية التي يمكن أن يؤخذ منها حكم الخمر الآن. لو سأل السائل الآن ما حكم شرب الخمر ؟ يقول حرام، يقول ما هو الدليل؟ لا يقول الدليل هو قوله (يسألونك عن الخمر والميسر) لأن هذه كانت في الوسط لكن الدليل هو قوله سبحانه وتعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} وهذا أمر يقتضي التحريم لكن الآية هذه كانت في مرحلة من مراحل التحريم، وهذا أسلوب تربوي موجود في الشريعة الإسلامية كثيراً وأشارت إليه عائشة رضي الله عنها التدرج في التحريم ما جاء إليهم يحرم الخمر مباشرة وقد اعتادوا عليها فسيرفضونها، وإنما أخذهم شيئاً فشيئاً بدأ يلمح إلى تحريمها.

د. مساعد: التدرج في النهي أحياناً أيضاً.

د. عبد الرحمن: وهذا أسلوب تربوي رائع جداً.

د. عبد الرحمن: الأخ أحمد من السعودية سأل سؤالاً عن آية في سورة آل عمران (إن الذين كفروا بعد إيمانهم) لكن قبل أن نأخذ هذا السؤال يا دكتورمساعد لدينا الأخت أم قدري من ليبيا تفضلي

الأخت أم قدري: الآية {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35)} النساء) ما معنى {وإن خفتم شقاق بينهما}؟

د. عبد الرحمن: أيضاً لدينا الأخ نايف من السعودية تفضل يا أخ نايف.

الأخ نايف: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية لك شيخ عبد الرحمن وضيفك الجليل. أريد أن يكون هناك وقفات مع آيات الإنفاق في الجزء الثاني لأنها من أطول الآيات التي تتكلم عن الإنفاق في القرآن الكريم.

د. عبد الرحمن: أحسنت ومعنا الأخ أحمد من الإمارات.

الأخ أحمد من الإمارات: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وتقبل الله منا ومنكم. قوله تعالى {وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ (102)} البقرة) كيف إلا بإذن الله؟ أرجو التوضيح.

د. عبد الرحمن: نعود يا دكتور مساعد إلى سؤال الأخ أحمد من السعودية سأل فقال: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً} وهي الآية 90 من سورة آل عمران يعني في آخر الجزء الثالث، ما معنى زيادة الكفر؟

د. مساعد: فكما أن الإيمان درجات أيضاً الكفر درجات، الكافر الذي لا يعاديك ولا يسبب لك الأذى ليس كالكافر الذي يعاديك ويظهر لك الأذى، فهذا إخبار عن طبقة من طبقات الكفار أنهم كفروا وأيضاً ازدادوا كفراً، فإذن كأنهم قد تمحصوا وتمحضوا في الكفر، وكانت لهم من الأذيّة للمسلمين الشيء الكثير هذا معنى زيادة الكفر.

د. عبد الرحمن: أيضاً فيه إثبات الحقيقة كما تفضلت أن الكفر درجات يزيد وينقص.

د. مساعد: يزيد وينقص.

د. عبد الرحمن: والإيمان يزيد وينقص.

د. مساعد: لهذا عذابات الكفر على حسب أعمالهم ليسوا كلهم في مرتبة واحدة، ولذا الله سبحانه وتعالى قال في عذبهم {جزاء وفاقا} أي موافقاً لأعمالهم فلا يمكن أن يكون الكافر الذي يعاديك ويشتمك ويسب دينك مثل كافر لا له ولا عليه، هذا يفترق عن هذا، والله سبحانه وتعالى قد أيضاً قسّم الكفار الكافر الحربي والكافر غير الحربي، والكافر الحربي له أحكام غير الكافر غير الحربي.

د. عبد الرحمن: سبحان الله، والعجيب دكتور مساعد أنه وصف الذين يكفرون ويزدادون كفراً أنه بعد إيمانهم، وهذا يدل أنه على علم أنه كفر وعناد وإصرار عن علم كما كان إبليس أبى واستكبر عن علم.

د. عبد الرحمن: الأخت أم قدري تسأل عن آية في سورة النساء الجزء الخامس لكن لا يمنع أن نجيب عنه إجابة سريعة وهي تسأل عن الآية في سورة النساء {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35)} يشير إلى خلاف بين الزوجين تأتي هذه الآية بعد آية القوامة {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ (34)} ثم قال {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا} أي بين الزوجين {فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ} يعني من أهل الزوجة {وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} أم قدري تريد تفسير لهذه الآية.

د. مساعد: إن خفتم هنا بمعنى علمتم، الخوف هنا بمعنى العلم، وهذا من غرائب اللغة أن يطلق الخوف ويراد به العلم، مثلما أطلق الظن والمراد به اليقين: {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ (46)} البقرة) أي يوقنون ولهذا قد يكون جاء إليّ اللبس في التعبير بـ {إن خفتم} وهذا يدلك على أن القرآن فيه من المعاني ما يحتاج فيه إلى الرجوع إلى لغة العرب، ولهذا نجد أن الخوف هنا المراد به العلم، إذا علمتم أي إذا أيقنتم. وقوع الشقاق بينهم بعد أن أخبر الله سبحانه وتعالى {فعظوهن واهجروهن} إن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا لكن إن نشزن تدخل مرحلة الإصلاح إلى الآن، كأن المرحلة الأولى تكون في البيت يعني الآن بين الزوج وزوجته محاولة الإصلاح بين الزوج وزوجته، إن لم يستطع الزوج والزوجة الصلح فسوف يضطران إلى إدخال من يصلح، لذا قال {إن خفتم شقاق بينهما} يعن ظهر أو بان الشقاق بين الزوج والزوجة فابعثوا حكماً من أهله، يعني من أهل الزوج وحكما من أهلها {إن يريدا إصلاحاً} يجوز أن يكون يريدا إصلاحاً الزوج والزوجة، ويجوز أن يكون يريدا إصلاحا الحكمان {إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما} وهذا شرط يجب أن ينتبه له من يقع في مثل هذا الأمر، أنه إن كان يريد أن يصلح مع زوجته أو الزوجة مع زوجها فإن الله سبحانه وتعالى سيوفق بينهما، وكثير من المشكلات التي تقع ويحدث فيها تطبيق أمر الله هذا تصلح فيها الأمور وتسكن، يكون فيها اتفاق بين الطرفين على حسب من يُصلح، ولكن إذا أُخل بما يريده الله سبحانه وتعالى غالباً ما تكون مشكلات قد تصل إلى الطلاق ربما..

د. عبد الرحمن: ويحضرني هنا معنى لطيف يا دكتور مساعد للتعبير بالخوف وإرادة العلم {وإن خفتم شقاق بينهما} أنه يعبر عن العلم بالخوف إذا كان هذا العلم يوجب الخوف، يعني أنت الآن في الفراق بين الزوجين هذه مسألة عظّم شأنها الإسلام وتخاف أن يقع، فأنت إذا وصلت إلى هذه المرحلة وعلمت أن المسألة بدأت تسير في طريق الانحدار، وأنه لا يمكن الإصلاح من خلال الزوج إلى زوجته أو العكس، فكأن والله أعلم فيه إشارة بليغة أن لا تدخل أنت أحداَ في مشاكلك مع زوجك حتى لا تسوء إلى درجة.

اتصال وسؤال من الأخ عواض من السعودية: تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، هل هناك تفسير ميسر للقرآن الكريم يوضح لنا المعنى مباشرة؟

د. عبد الرحمن: الأخ نايف سأل سؤالاً لكنه يحتاج إلى وقفة دعنا نؤجله.

د. مساعد: أقول للأخ نايف بناءاً على طلبه وأنا أثني عليه وإن كان هناك في إمكانية للقناة في هذا الشهر أن تقدم برنامجاً خاصاً بآيات الإنفاق فهذا جيد لأنها بالفعل تحتاج إلى وقفات.

د. عبد الرحمن: أنا أتكلم لأنه بقي معنا خمس دقائق الآن ونريد أن نجيب الأخ أحمد وعواض لأن أسئلتهم سريعة ثم نتوقف أنا وإياك مع آيات الإنفاق جواباً للأخ نايف. الأخ أحمد من الإمارات سأل عن آية السحر ونحن تكلمنا عنها في الحلقة الماضية وهي قوله تعالى في ذم اليهود {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ}[البقرة:102] هو يسأل ويقول هل السحر لا يضر إلا بإذن الله؟ كأنه يسأل والله أعلم كيف يأذن الله سبحانه وتعالى بأن يؤثر السحر ويسبب بالضرر؟ ما جواب الأخ أحمد؟

د. مساعد: هذا موضوع السحر كما نلاحظ موضوع قدري يرجع إلى قدر الله تعالى بمعنى أن الله إذا شاء أن ينفذ هذا السحر نفذ وأن لم يشأ لم يقع السحر وهذا معنى {وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ} لكن يجب أن ينتبه المسلم إلى أن من توقى بالوقاية الشرعية وتحصن بالأدعية الشرعية فإنه لا يصيبه السحر بإذن الله لأن هذه وقاية فإذن لا يصيب السحر إن يصاب إلا من قد فتح الباب لدخوله لأنه في قراءة سورة البقرة (لا يستطيعها البطلة).

د. عبد الرحمن: هناك سؤال هل هناك تفسيرا ميسراً للقرآن الكريم للوصول للمعنى مباشرة؟

د. مساعد: هناك تفاسير متعددة مثل التفسير الميسر الذي طبع في مجمع الملك فهد رحمه الله تعالى وهو تفسير نافع ويوصل إلى المعنى مباشرة وأيضاً هناك تفسير للشيخ أبو بكر الجزائري وإن كان طويلاً ولكنه أيضاً له عناية به وهو "أيسر التفاسير".

د. عبد الرحمن: سؤال الأخ نايف عن آيات الإنفاق يا دكتور طبعاً هو يقصد الآيات التي في سورة البقرة الجزء الثالث والتي تبدأ من الآية261 وتنتهي عند 271 وتعتبر هي أطول آيات تكلمت عن الإنفاق في القرآن الكريم كله وهي متوالية بدأها الله سبحانه وتعالي بقوله {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:261] ما أجمل هذا التمثيل! نريد إضاءة على هذا المثل الذي بدأ به الحديث عن آيات الإنفاق وإشارة إلى هذا المثل.

د. مساعد: سبحان الله البداية في هو المثل وكما سمعت حلقات مع الشيخ الخضيري في سؤال في الأحداث التي جاءت عن المثل القرآني نقول ما يحتاج إليه والعناية به في القرآن لأن سبحانه قال {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت:43] فلاحظ أن بداية الحديث عن الإنفاق جاء بضرب هذا المثل. المثل حسابي فقال مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة زرعت في الأرض فأنبتت سبع سنابل خرجت منها في كل سنبلة مائة حبة، سبع في مائة يعني كم يعني سبعمائة حبة إذن مضاعفة الواحدة صارت سبعمائة ثم قال والله يضاعف لمن يشاء إذن ليست الآن نهاية المضاعفة إلى السبعمائة بل هي قد تكون أعلى من هذا.

د. عبد الرحمن: وانظر إلى الختام قال {وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}

د. مساعد: واسع لا ينقص شيء من ملكه وعليم بمن يستحق هذه المضاعفة.

د. عبد الرحمن: أيضاً التنبيه إلى قوله تعالى {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:262] لا شك أن مثل هذا التعبير يدل على أنه ينبغي على المنفق ألا يتبع إنفاقه مناً ولا أذى ولا أي شيء من الإساءة إلى من أنفق عليه. الحقيقة أن الجزء الثالث مليء بالقضايا التي تستحق الوقوف عندها ومليء بالأسئلة أيضاً لكن هذا ما اتسع له وقت هذه الحلقة دكتور مساعد، أسال الله أن يكتب لك الأجر والتوفيق على مشاركتك، وباسمكم أيها الأخوة المشاهدين أشكر أخي فضيلة العزيز الدكتور مساعد بن سليمان الطيار على تفضله بالإجابة على أسئلتكم في هذه الحلقة، وكما أشكركم أنتم على متابعتكم وأسئلتكم، وأسال الله أن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن وأن يغفر لنا ولكم في هذا الشهر الكريم وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وإلى لقاء قادم بإذن الله تعالى في حلقة الغد بإذن الله تعالى، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أذيعت يوم الأربعاء بتاريخ 3/9/1429هـ


--------------------------
رابط الفيديو للمتابعة


http://www.youtube.com/watch?v=KzM1JGnc6F8
 
[FONT=&quot]برنامج التفسير المباشر الحلقة الرابعة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الجزء الرابع[/FONT]
[FONT=&quot]الخميس 4/9/1429هـ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الإخوة المشاهدون، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مرحباً بكم في حلقةٍ جديدةٍ من حلقات برنامجكم اليومي [/FONT][FONT=&quot](التفسير المباشر)[/FONT][FONT=&quot] على قناتكم قناة دليل الفضائية، اليوم سوف يكون حديثنا بإذن الله تعالى حول الجزء الرابع من أجزاء القرآن الكريم، وسوف نتناول فيه أبرز القضايا، ونستقبل فيه أسئلتكم واستفساراتكم حول هذا الجزء بإذن الله تعالى، وقبل أن ندلف للحديث مع ضيفنا في الجزء الرابع أريد أن أشير إلى أبرز موضوعات الجزء الرابع التي اشتمل عليها، الجزء الرابع من القرآن الكريم يبدأ من الآية الثالثة والتسعين (93) من سورة آل عمران وينتهي عند الآية الثالثة والعشرين (23) من سورة النساء [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وأبرز الموضوعات التي تناولها كما تظهر أمامكم على الشاشة:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
·[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بيان أولية بناء الكعبة والمسجد الحرام على غيره من المساجد.[/FONT]
·[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الحث على التقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبيان خيرية هذه الشعيرة.[/FONT]
·[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مجادلة أهل الكتاب من النصارى وبيان خطر كيدهم للمسلمين.[/FONT]
·[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ذكر معركة بدر وما وقع فيها من النصر للمؤمنين.[/FONT]
·[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الأمر بالمسارعة للعمل الصالح لنيل مغفرة الله.[/FONT]
·[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مَشاهد من معركة أحد وما وقع للمسلمين فيها.[/FONT]
·[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حديث عن قسمة تركة الميت والواجب فيها في أول سورة النساء.[/FONT]
[FONT=&quot]وغير ذلك من الموضوعات ولكن هذه أبرز الموضوعات التي تحدث عنها الجزء الرابع من القرآن الكريم. ويسرني في هذه الحلقة أيها الإخوة المشاهدون باسمكم وباسمي أن أرحب بأخي العزيز وصديقي الدكتور: عمر بن عبد الله المقبل الأستاذ المساعد بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القصيم، والمعني بالدراسات القرآنية وتدبر القرآن, فمرحباً بكم يا أبا عبد الله.[/FONT]
[FONT=&quot] د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] حياكم الله وحيا المشاهدين جميعاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] حياك الله، وأشكرك على استجابتك لهذه الدعوة، وأسأل الله أن يتقبل منك.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] آمين وإياكم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أريد يا دكتور عمر قبل أن نبدأ في الحديث عن الجزء الرابع أن أشير إلى مسألة وهي أننا في هذا البرنامج أخذنا أنفسنا بتقسيم الحلقات على حسب الأجزاء كل يوم نتناول جزءًا، وهناك إشكالية في تناول القرآن الكريم عن طريق الأجزاء -أننا نأخذ جزء من سورة مع جزء من سورة أخرى- والحديث الحقيقة كان ينبغي أن يكون على حسب السور نأخذ البقرة ثم آل عمران ثم النساء، لكننا قسمناه قسمةً زمانية، وأحسب أن الذين قسموا القرآن الكريم إلى أجزاء ابتداءً أظن الحجاج بن يوسف أو يحيى بن يعمر كما يذكرون في زمن الحجاج بن يوسف أنه قسمها حتى تتواءم مع الشهر فيكون كل يوم جزء من القرآن الكريم.[/FONT]
[FONT=&quot]بدايةً يا دكتور عمر كمدخل لهذه الحلقة كون الجزء الرابع جزء منه في سورة آل عمران وجزء منه في سورة النساء -الجزء الثالث جزء منه في سورة البقرة وجزء منه في سورة آل عمران- هل هناك ترابط بين السور برأيك وتكرار الموضوعات -يعني في سورة البقرة هناك موضوعات تكررت في سورة آل عمران- فما تعليقك على هذه الظاهرة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] نعم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد. فإن الأمر كما ذكرت من أن تناول السورة كونه وحدة موضوعية أفضل وأجود لكن ظروف الزمن وظروف البرنامج بل الرؤيا القديمة في تقسيم الأجزاء على هذه القسمة لوحظ فيها هذا المعنى فلا حرج ولنا في ذلك سلف.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيرا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] لكن أعود إلى سؤالك -بارك الله فيك- وهو سؤال رائع في الواقع، يعني إذا تأملنا في السنة النبوية وجدنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرن بين السورتين في أكثر من موضع، ومن ذلك مثلاً حديث النواس بن سمعان -رضي الله تعالى عنه- في صحيح مسلم: ((يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين يعملون به تتقدمه سورة البقرة وآل عمران)) وهناك نصوص أخرى أيضاً في هذا السياق[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]المهم أن المتأمل سيجد هناك ترابط قوي في جملة من الموضوعات خصوصاً التي تتعلق بالأديان الثلاثة السماوية الكبرى "اليهودية - النصرانية – الإسلام" لكن أيضاً هناك إذا تأمل الإنسان في سورة البقرة الحديث كان مركزاً على بني إسرائيل لليهود، وهذا جلي جداً ولا أدل على ذلك من تسمية السورة بسورة البقرة والقصة وقعت في بني إسرائيل كما تناولتم ذلك في الحلقة الأولى، لكن إذا تأملت أيضاً، وفي سورة آل عمران تركز الحديث جداً على بني إسرائيل من النصارى، فجاءت معهم قصة المباهلة وجاءت قصة عيسى بن مريم، وقصة الحواريين معه إلى غير ذلك ثم جاء الحديث عن الإسلام، لكن ما الرابط بين هذه الأحاديث؟! الموضوع طبعاً يطول لكن ألخصه حتى لا نجور على بقية المحاور.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] في سورة البقرة جاء الحديث كثيراً عن بني إسرائيل من اليهود في تذكيرهم بنعم الله سبحانه وتعالى على من سبقهم، كان الحديث موجهاً للذين كانوا في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان هناك تذكير وهناك لوم وعتاب على تبديلهم شريعة الله سبحانه وتعالى وتذكير لهم بالشريعة التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على موسى ومن كان من بني إسرائيل وكيف انقسموا: أناس استجابوا وأناس أعرضوا، فلما حصل من بني إسرائيل هذا العناد وهذا الفساد وهذا القتل أيضا للأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام جاء الحديث عن النصارى في سورة آل عمران كونهم أقرب بنص آية المائدة وكون النصارى أيضاً وضع عنهم من الآصار والأغلال بسبب كونهم أيضاً أقرب إلى إتباع عيسى من إتباع اليهود لموسى، وجاء الحديث أيضاً يذكر المسلمين بما وقع للأمتين الكتابيتين اللتين سبقتهما.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل جدا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] كأنها تقول لهم: انظروا يا أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- هؤلاء بني إسرائيل في سورة البقرة قد قصصنا عليكم خبرهم –اليهود- وهؤلاء بني إسرائيل -من النصارى- قد قصصنا عليكم خبرهم في آل عمران فإن استقمتم فلكم العزة والنصرة: [/FONT][FONT=&quot]{[/FONT][FONT=&quot] وَٱعتَصِمُواْ بِحَبلِ ٱللَّهِ جَمِيعا وَلَا تَفَرَّقُواْ[/FONT][FONT=&quot] } [/FONT][FONT=&quot][آل عمران:103]،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَكَيفَ تَكفُرُونَ وَأَنتُم تُتلَىٰ عَلَيكُم ءَايَٰتُ ٱللَّهِ وَفِيكُم رَسُولُهُ[/FONT]ۥۗ[FONT=&quot]}[/FONT][FONT=&quot][آل عمران: 101]، [/FONT][FONT=&quot]وتذكير في أواخر سورة آل عمران أيضاً بهذه النقطة بأخذ العهد والميثاق على العلماء من هذه الأمة، والتذكير أيضاً بقضية الكتم وغير ذلك والثناء على من استجاب من أهل الكتاب وهذه قضية لعلنا نمر عليها إن شاء الله تعالى جاءت في أواسط سورة آل عمران وفي أواخرها وهذا الربط أريد أن أصل إلى نقطة وهو أن الحديث حتى عن غزوة أحد ليس أجنبياً عن قضية الحديث عن أهل الكتاب أبداً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جاء يعني متناسباً مع السياق.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] مع السياق، ما هو هذا التناسب والتناسق؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قصة أحد كما لا يخفى وقع فيها مخالفة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم الذين كانوا على جبل الرماة -وليس كلهم- ولكن خالف الأكثرية على جبل الرماة ظناً منهم أن الأمر انتهى إلى آخره في القصة المعروفة فهي رسالة للأمة أنها إن كانت تريد العزة وتريد السؤدد والمجد والغلبة فلتستقم على أمر الله ورسوله ولا تخالفه طرفة عين، فهي حديث عن الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والسمع والطاعة للأنبياء والرسل وعدم مخالفتهم ولذلك تلاحظ في قصة البقرة جاء التركيز: [/FONT][FONT=&quot]{[/FONT][FONT=&quot] وَإِذ قَالَ مُوسَىٰ لِقَومِهِ[/FONT]ۦٓ[FONT=&quot] إِنَّ ٱللَّهَ يَأمُرُكُم أَن تَذبَحُواْ بَقَرَة[/FONT][FONT=&quot]} [/FONT][FONT=&quot][ البقرة: 67]،[/FONT][FONT=&quot] آيات كثيرة يأمرهم فيها موسى بأوامر ثم يحصل التنكر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]جاء الحديث عن النصارى في آل عمران حتى تلاحظ هذا السياق يوحي بهذا جيداً في قوله: [/FONT][FONT=&quot]{[/FONT][FONT=&quot] فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنهُمُ ٱلكُفرَ قَالَ مَن أَنصَارِي إِلَى ٱللَّهِ[/FONT][FONT=&quot]} [/FONT][FONT=&quot][آل عمران:52][/FONT][FONT=&quot] بدأ بنو إسرائيل من النصارى ينشقون فكانت هذه كلها مقدمات وتمهيدات لهذه الأمة أن تحذر أن تسلك مسالك المعاندين من الأمم الكتابية السابقة وأنه لا ينفعهم كونهم عندهم نبي ونزل عليه كتاب فهذا لم ينفع من سبق حينما عاندوا وحادوا عن الصراط المستقيم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاكم الله خيراً، وهذه لفتة كريمة فعلاً في الربط بين سورة البقرة وآل عمران.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أيضاً هناك معنى يا دكتور عمر يظهر في سورة آل عمران ظهوراً جلياً وهو الثبات -معنى الثبات على الدين- يعني كأنه والله أعلم عندما جاء الحديث في سورة البقرة عن الشريعة بكل تفاصيلها وما ينبغي على المسلم الاستجابة لهذه الأوامر كلها جاء الحديث في سورة آل عمران عن الثبات على هذا المنهج[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] صحيح[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وتلاحظ حتى من أولها عندما قال: [/FONT][FONT=&quot]{[/FONT][FONT=&quot] نَزَّلَ عَلَيكَ ٱلكِتَٰبَ بِٱلحَقِّ مُصَدِّقا لِّمَا بَينَ يَدَيهِ[/FONT][FONT=&quot] } [/FONT][FONT=&quot][آل عمران:3]،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] إلى أن قال في الآية الثامنة: [/FONT][FONT=&quot]{[/FONT][FONT=&quot] رَبَّنَا لَا تُزِغ قُلُوبَنَا بَعدَ إِذ هَدَيتَنَا[/FONT][FONT=&quot] }[/FONT][FONT=&quot][آل عمران: 8] وقال في آخرها: [/FONT][FONT=&quot]{ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱصبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ} [/FONT][FONT=&quot][آل عمران: 200]، وما بين هاتين الآيتين كما تفضلت الحديث عن غزوة بدر وعن أحد.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] بالضبط وتذكير بغزوة بدر -يعني كيف حصل الفرق- يعني ذكروا في غزوة أحد بما حصل لهم من النصر في غزوة بدر، بدر لم يحصل فيه اختلاف بل كان انسجاماً تاماً جداً، أحد وقع فيها خلاف أو يعني خلاف اليسير مع أنه بتأويل أيضاً ومع ذلك حصل ما حصل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أيضاً تلاحظ يا دكتور عمر الحديث مع وفد نجران لما جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك يذكر بعض المفسرين يقول: هذه أول حوار للأديان.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]بمناسبة الحديث عن حوار الأديان هذه الأيام يقولون هذه أول حادثة حوار بين الأديان كانت مع نصارى نجران لما جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يجادلونه فكانت سورة آل عمران فصلت هذا الموضوع.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] صحيح. وما دمت تفضلت بذكر هذه القضية يجب أن نفرق في قضية الحوار بين الأديان بين مسألتين: [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
·[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فالحوار الذي يقصد منه إيضاح ما لدينا من ثوابت وعقائد مستقرة من التوحيد وإفراد العبادة لله عز وجل والإيمان بنبوة الأنبياء جميعاً وأن خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم وبيان هذا بالأدلة الجلية وكشف الشبهات الموجودة عند أصحاب الأديان الأخرى هذا لا إشكال فيه وهذا يشهد له ما تفضلت[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
·[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أما الحوار الذي يؤدي إلى التنازل أو التماهي -كما يقال- والتنازل عن المسلمات والثوابت حتى نكون كما يقال لُحمة واحدة بسبب جامع جغرافي معين هذا لا شك أنه باطل ويؤدي إلى -يعني إلى تحريف- الأديان وهذا لا أظن يقول به أحد يعرف...[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهذا أيضاً يا أبا عبدالله غير ممكن.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] ولا شرعاً أيضاً -يعني لا يمكن قدراً ولا شرعاً- لكن أنا أردت أن أفرق حتى لا...[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أحسنت[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] لأن بعض الناس أحياناً عنده حساسية من كلمة الحوار مع الأديان فينبغي أن يفرق بين قضيتين فقضية بيان الحق وكشف الشبهات فهذا أصل شرعي وما قصة المباهلة إلا دليل على ذلك بل لجوء النبي صلى الله عليه وسلم إلى المباهلة فيها تأكيد على الثقة الواضحة بما لدينا نحن من حق ولذلك هم أعرضوا ما باهلوا، رفضوا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لا وأيضاً يعني الموقف من الأديان الأخرى واضح يعني في قوله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران هنا: [/FONT][FONT=&quot]{[/FONT][FONT=&quot] وَمَن يَبتَغِ غَيرَ ٱلإِسلَٰمِ دِينا فَلَن يُقبَلَ مِنهُ[/FONT][FONT=&quot] }.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{ وَهُوَ فِي ٱلأخِرَةِ مِنَ ٱلخَٰسِرِينَ} [/FONT][FONT=&quot][آل عمران: 85 ]،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مع أن هذه الآية في سياق الحديث عن الحوار وأيضاً تحدث عن النصارى واليهود فغيرهم ممن ليس عندهم كتاب من باب أولى[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بالضبط[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]طيب في أول الحديث يا دكتور عمر جاء الحديث في أول الجزء الرابع وهو مجال حديثنا هذه الحلقة عن بناء البيت في مكة المكرمة في قوله سبحانه وتعالى: [/FONT][FONT=&quot]{ إِنَّ أَوَّلَ بَيتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدى لِّلعَٰلَمِينَ} [/FONT][FONT=&quot][آل عمران: 96] أولاً ما معنى الأولية هنا؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وأيضا بعض الناس يسأل يا دكتور عمر عن ما معنى "بكة" يعني لماذا لم يقل الله سبحانه وتعالى: إن أول بيت وضع للناس للذي بمكة؟! وهذا الذي يعرفه الناس أن مكة مكة لماذا جاء التعبير ببكة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] هذه من المواضيع التي حصل فيها ارتباط بين البقرة وآل عمران[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]في سورة البقرة جاء الحديث عن شريعة الحج بتفصيل من غير إلزام بالدخول فيها على القول الصحيح في تفسير قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{[/FONT][FONT=&quot] وَأَتِمُّواْ ٱلحَجَّ وَٱلعُمرَةَ لِلَّهِ[/FONT][FONT=&quot]}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][البقرة: 196]، [/FONT][FONT=&quot]بينما في سورة آل عمران لما كان هناك انتقال لأن آل عمران نزلت بعد البقرة بلا إشكال[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لا شك[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] جاء الأمر بفرض الحج قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{ وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلبَيتِ مَنِ ٱستَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلعَٰلَمِينَ } [/FONT][FONT=&quot][آل عمران:97]،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] هذه قضية، قضية بناء البيت ثبت في الصحيحين من حديث أبي ذر أن أول بيتٍ وضع في الأرض هو المسجد الحرام ثم بعد أربعين سنة بني المسجد الأقصى[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وهنا مسألة يتكلم فيها أهل العلم هل إبراهيم عليه الصلاة والسلام يعني لما قال: [/FONT][FONT=&quot]{[/FONT][FONT=&quot] وَإِذ يَرفَعُ إِبرَٰهِمُ ٱلقَوَاعِدَ مِنَ ٱلبَيتِ[/FONT][FONT=&quot]}[/FONT][FONT=&quot]، [/FONT][FONT=&quot][البقرة: 127]،[/FONT][FONT=&quot] هل هو الذي أسسه أولاً؟ أم بُني قبله وإبراهيم رفع القواعد؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وهذه مسألة معروفة ليس المقام مقام تفصيل لكن المؤكد والمقطوع به أن أول مسجد وضع في الأرض هو البيت الحرام والكعبة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أحسن الله إليك يا أبا عبد الله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]معنا الأخت أم عبد الرحمن من الكويت، تفضلي يا أم عبد الرحمن.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخت: السلام عليكم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخت: مبارك عليكم الشهر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يبارك فيك تفضلي.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخت: عندي سؤال واحد إذا سمحتم جزاكم الله خيرا، في قوله في آل عمران آية 92: { لَن تَنَالُواْ ٱلبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} [/FONT][FONT=&quot][آل عمران: 92][/FONT][FONT=&quot] ما العلاقة بين هذه الآية والآية اللي بعدها { كُلُّ ٱلطَّعَامِ كَانَ حِلّا }[/FONT][FONT=&quot][آل عمران: 93] [/FONT][FONT=&quot] وكذلك الآية اللي قبلها آية 91 إذا تكرمتم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جيد، شكراً يا أم عبد الرحمن , معنا الأخ سعود من السعودية، تفضل يا أخ سعود.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ: السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ: أسأل عن الآية 117 من قوله تعالى: { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ بِطَانَة مِّن دُونِكُم}[/FONT][FONT=&quot][آل عمران:118] [/FONT][FONT=&quot]كيف بطانة من دونكم؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]المقدم: جيد، بارك الله فيك حياك الله، بمناسبة حديثك يا دكتور عمر عن قوله: [/FONT][FONT=&quot]{[/FONT][FONT=&quot] وَإِذ يَرفَعُ إِبرَٰهِمُ ٱلقَوَاعِدَ مِنَ ٱلبَيتِ[/FONT][FONT=&quot]}[/FONT][FONT=&quot]، [/FONT][FONT=&quot][البقرة: 127] وقضية هل إبراهيم هو أول من بنى البيت أم أن هناك من بناه قبله وإبراهيم رفع القواعد[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أليس في قوله: [/FONT][FONT=&quot]{[/FONT][FONT=&quot] وَإِذ يَرفَعُ إِبرَٰهِمُ ٱلقَوَاعِدَ مِنَ ٱلبَيتِ[/FONT][FONT=&quot]}[/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot][البقرة: 127]إشارة إلى أنه هو الذي ابتدأه من القواعد -يعني في الآية-.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] إشارة ولكنها ليست صريحة ولو كانت صريحة لما وجد خلاف بين أهل العلم حتى المفسرون منهم من يقول إن أول من بناه آدم عليه الصلاة والسلام وإبراهيم كان دوره رفع القواعد , تجديد البناء وإعادة تأسيسه من جديد على قواعد التوحيد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاكم الله خيراً، طيب نعود إلى سؤال الأخت أم عبد الرحمن يا أبا عبد الله، هي تسأل عن قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{ لَن تَنَالُواْ ٱلبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيءٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ[/FONT]ۦ[FONT=&quot] عَلِيم} [/FONT][FONT=&quot][آل عمران: 92][/FONT][FONT=&quot]، [/FONT][FONT=&quot]تقول ما علاقة هذه الآية بالآية التي قبلها والآية التي بعدها؟ دعني أذكر لك الآية التي قبلها، يقول الله سبحانه وتعالى: [/FONT][FONT=&quot]{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُم كُفَّارٌ فَلَن يُقبَلَ مِن أَحَدِهِم مِّلءُ ٱلأَرضِ ذَهَباً وَلَوِ ٱفتَدَىٰ بِهِ[/FONT]ۦٓۗ[FONT=&quot] أُوْلَٰئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيم وَمَا لَهُم مِّن نَّٰصِرِينَ} [/FONT][FONT=&quot][آل عمران: 91] ثم يقول: [/FONT][FONT=&quot]{ لَن تَنَالُواْ ٱلبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيءٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ[/FONT]ۦ[FONT=&quot] عَلِيم} [/FONT][FONT=&quot][آل عمران: 92 ][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نبحث الآن عن العلاقة بينها وما قبلها الآن وليت يا دكتور انك تبين معنى الآية أولاً [/FONT][FONT=&quot]{ لَن تَنَالُواْ ٱلبِرَّ}[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] لعل أجلى ما يبينها أن يذكر سبب نزولها[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] كما ثبت في الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما نزلت عليه هذه الآية جاء إليه أبو طلحة الأنصاري وقال: يا رسول الله إن أحب مالي إليّ بيرحاء -وكانت حديقة جميلة يأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- إليها ويتوضأ منها ويشرب من ماء طيب فيها-[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله أكبر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] تصور أنت حديقة أمام المسجد النبوي ومن يتوضأ فيها[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يا سلام[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] سيد البشر -عليه الصلاة والسلام- ويشرب منها -يعني بلغت من نفسه مبلغاً عظيماً- ومع ذلك يقول: ((يا رسول الله ضعها حيث أراك الله))، فوضعها النبي -صلى الله عليه وسلم- في أقارب أبي طلحة رضي الله عنه، ولاحظ في هذا الموقف سرعة مبادرة الصحابة -رضي الله عنهم-، ما بدأ يحسب حساباته، وربما مع الوقت يرتفع التثمين لهذه الحديقة مثلاً أو يفكر بأمور دنيوية أخرى أبداً، يقول: إني سمعت الله يقول وإن أحب مالي إلي بيرحاء فضعها حيث أراك الله، فسبحان الله انظر هذه الاستجابة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فهذه الآية تبين أن أعلى وأفضل حالات الإنفاق أن ينفق الإنسان أحب ما يملك لكن لو قدر أن إنساناً أنفق من ما دون الأفضل من سطة ماله فإن شاء الله تعالى نرجو الله عز وجل أن يتقبله ويثيبه لكن لا شك أن ثواب الأفضل ليس كثواب الأدنى لكن الذي ينهى عنه أن يأتي الإنسان إلى أخبث ماله والله -عز وجل- يقول: [/FONT][FONT=&quot]{وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ } [/FONT][FONT=&quot][البقرة:276][/FONT][FONT=&quot] فلا ترضى أنت إذا كنت مسكيناً أن تعطى من رديء المال فكيف ترضى أن تقرض الله سبحانه وتعالى أو تبغي ثواب الله -عز وجل- على خبيث.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فهذا عرض مجمل. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل جدا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] الآية التي قبلها ليس عندي جواب قاطع لكن من باب المذاكرة والله سبحانه وتعالى أعلم [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لما ذكر الله -سبحانه وتعالى- أن الله يثيب على هذا أعلى درجات الإنفاق كان الحديث قبلها عن الكافر وأرجو من إخوتي أن يتأملوا هذا المعنى الرائع جيداً ليدركوا نعمة الله -عز وجل- عليهم بالإسلام، هذا الكافر تصور إذا أفضى إلى الله -عز وجل- لو قدم انظر ملئ الأرض ذهباً -دعنا نفترض أن الكرة الأرضية هذه كأنها سبيكة ذهبية تصورت!! كم سيكون مبلغها أو ثمنها؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لا يقدر أبداً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] ربما لا تحصيه الأصفار على اليمين ومع ذلك بسبب مانع الكفر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لن يقبل منه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] لو قدم هذه الكرة الأرضية على أنها سبيكة ذهبية يا رب أريد أن أفتدي بهذه السبيكة من النار ما قبلت منه، ما السبب؟ [/FONT][FONT=&quot]{[/FONT][FONT=&quot] إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ[/FONT][FONT=&quot] }[/FONT][FONT=&quot] فأنت يا مؤمن تأمل نعمة الله -عز وجل- عليك حين هداك للإيمان، حينما تسبح لله عز وجل تقبل منك، تكبر وتحمد وتنفق ولو قليلاً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يا سلام[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] طيب قارن أيهما أكبر يعني حديقة أبي طلحة الصغيرة التي في قبلة مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي صغيرة صغيرة، أو لو جاء الكافر بسبيكةٍ ذهبيةٍ ضخمةٍ ملئ الأرض ذهباً![/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]يعني كما قلت دعنا نفترض أن الكرة الأرضية كلها سبيكة ذهبية ومع ذلك لا يقبل منه وهذا قبل منه بل وأثنى الله -عز وجل- عليه وشكر النبي -صلى الله عليه وسلم- له ذلك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً، في الحقيقة فيما ذكرته معنيان رائعان جداً لكن اسمح لي أن آخذ اتصال ثم اذكرها لك[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]معنا الأخ فؤاد من اليمن، تفضل يا أستاذ فؤاد.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ: السلام عليكم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ: سؤالي يا شيخ: ما هي علاقة الآية 17 من سورة النساء بالتي قبلها من الآيات.[/FONT]
[FONT=&quot]ولو سمحتم لو تحدثونا عن الآيات التي تشير إلى التوبة في سورة النساء.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جيد بارك الله فيك، شكراً جزيلاً، ما ذكرته يا دكتور عمر الحقيقة في قولك :[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
·[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أولاً أن سبب نزول الآية هو الذي يبين معناه وهذا معنى رائع جداً يغيب عن كثيرٍ من المتدبرين للقرآن وهو أهمية سبب النزول في فهم الآية[/FONT]
[FONT=&quot]سبب النزول كثير من أسباب النزول لا تفهم الآيات على وجهها الصحيح إلا إذا عرف سبب نزولها ولذلك ينبغي على المتدبر والقارئ للقرآن الكريم أن يعتني بمعرفة أسباب النزول وهناك كتب جيدة في أسباب النزول مطبوعة ولله الحمد مختصرة وموسعة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
·[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الفائدة الثانية التي استفدتها من كلامك يا أبا عبد الله هو سرعة استجابة الصحابة رضي الله عنهم للقرآن، يعني هذا هو الهدف من القرآن والغاية منه.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] وهذا هو الذي ميزهم حقيقة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بالضبط، يعني الآن عندما يقول الله سبحانه وتعالى: [/FONT][FONT=&quot]{ لَن تَنَالُواْ ٱلبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ}[/FONT][FONT=&quot] ما يبغى لها فلسفة.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] أبداً.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فهمها مباشرةً أبو طلحة رضي الله عنه وذهب وقال يا رسول الله أحب مالي إليّ هذه القطعة وهذا البستان.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ذاك مال رابح ذاك مال رابح)) يعني انظر الشهادة جاءت مباشرة، وأنا أرجوا من الإخوة أن يدخلوا كما يقولون يعيشون مشاعر أبي طلحة رضي الله عنه، أنفس ماله، وتصور قبلة المسجد النبوي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] صدقت[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] ومع ذلك تأتي هذه المبادرة فأنا أقول نحن في شهر المبادرة فيه أيسر من غيره، الشياطين مصفدة ومغلة فلنري الله -عز وجل- من أنفسنا خيراً في استجابتنا لأوامر الله، كم تمر علينا يا أخي الكريم من الآيات [/FONT][FONT=&quot]{[/FONT][FONT=&quot]يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]افعلوا كذا، [/FONT][FONT=&quot]{[/FONT][FONT=&quot]يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لا تفعلوا كذا، فلماذا لا نري الله من أنفسنا ونكون كأبي طلحة في استجابته في الإنفاق، نحن نقول إن كنت ستنفق فهذا خير فهذا شهر الإنفاق لكن لا تكلف شيئاً أشد من هذا، إنما تكلف أن تستجيب لأمر الله -عز وجل-.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] صحيح، أنا أنظر إلى حالنا اليوم يا أبا عبد الله حالي وحال كثير مما نراهم الحقيقة من جيراني وإخواني عندما يرى فقيراً أو سائلاً يخرج حافظة النقود من جيبه ثم يبحث عن فئة الريال فإن لم يجدها يخرج فئة الخمس ريال فإن لم يجدها ربما يعتذر لأنه ما وجد إلا عشرة ويرى أن عشرة كثيرة، مع أنه يمكن أن حافظة النقود فيها خمسمائة ريال وفيها مائة ريال وفيها مائتين ريال.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] وهو أيضاً غني وليس عليه التزامات مالية مثلاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بالضبط، أليس فعلنا هذا الحقيقة تقصير!! نقصد أقل المال وأردئ المال ثم ننفق منه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]بينما انظر إلى فعل أبي طلحة لا شك أن هذه مدرسة تعامل الصحابة -رضي الله عنهم- للقرآن[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]إذاً هذا وجه رائع جداً في الربط بين هذه الآية [/FONT][FONT=&quot]{ لَن تَنَالُواْ ٱلبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ } و{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُم كُفَّارٌ فَلَن يُقبَلَ مِن أَحَدِهِم مِّلءُ ٱلأَرضِ ذَهَبًا وَلَوِ ٱفتَدَىٰ بِهِ[/FONT]ۦٓۗ[FONT=&quot]} [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]هي أيضاً سألت عن علاقتها بما بعدها[/FONT][FONT=&quot]{كُلُّ ٱلطَّعَامِ كَانَ حِلّا لِّبَنِي إِسرَٰءِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسرَٰءِيلُ عَلَىٰ نَفسِهِ[/FONT]ۦ[FONT=&quot] }.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] لم يظهر لي وجه والله أعلم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ولعلها هي أيضاً تراجع كتب التفسير فتجد فيها جواباً على هذا السؤال.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]سأل الأخ سعود عن الآية 118 من سورة آل عمران، وهي قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{[/FONT][FONT=&quot] يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُم لَا يَألُونَكُم خَبَالا وَدُّواْ مَا عَنِتُّم قَد بَدَتِ ٱلبَغضَاءُ مِن أَفوَٰهِهِم[/FONT][FONT=&quot]} [/FONT][FONT=&quot]يسأل ما معنى: [/FONT][FONT=&quot]{ لَا تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُم }[/FONT][FONT=&quot]؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] البطانة يعني من حيث معناها اللغوي هي داخلة الشيء كما نسمي مثلاً في اللباس ظهاره وبطانه، فبطانة الشيء خاصته، وهم المقصودون في هذا السياق هم الذين يصطفيهم الإنسان لأسراره وخاصة أمره وهذا النهي جاء لتحذير المؤمنين أن يتخذوا أناساً لا يألون المؤمنين خبالاً بمعنى أنهم لا يبالون ما يصيبهم من العنت ولا من المشقة ولا من ضعف أو خور أو ربما يكونون سبب في كشف الأسرار للأعداء، ولهذا لما أرسل أبو موسى -رضي الله تعالى عنه- كتاباً إلى عمر -رضي الله عنه- وقال له: ((إني لم أجد إلا كاتباً نصرانياً)) -وأنت تعرف أن الكاتب الآن يتلقى كتاباته من أمير أو عامل عنده شيء من أسرار الدولة- وقال: ((لم أجد إلا كاتباً نصرانياً)) , فماذا كان من عمر رضي الله عنه؟ كلمة واحدة فقط [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال: ((مات النصراني والسلام))[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]افترض يا أبا موسى أن النصراني مات طيب ماذا ستفعل ستتعطل الكتب ابحث عن أفضل واحد من المسلمين فاتخذه لأن هذا النصراني ممكن في أي لحظة يراسل أهله أو قومه أو... أو.... إلى آخره وتحصل نكبات, والتاريخ سبحان الله حافل بهذا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فهذا توجيه رباني من أجل من كان له شأن وأمر بدءًا من الولاية العظمى وتأتي الولايات التي بعدها دون ذلك في أن يكون المتخذون في خاصة الأمر والمستشارون هم الذين يعهد فيهم النصح للأمة والصدق مع الوالي.[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لا إله إلا الله , الله أكبر، وهذا يا دكتور عمر الحقيقة كان له شواهد كثيرة في التاريخ الإسلامي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] جدا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني أذكر منها حادثة في الأندلس اتخذ الملك وزيراً يهودياً، فأذل المسلمين إذلالاً شديداً في ألبيريا ولذلك ثار عليه الناس، وكان سبب الثورة قصيدة قالها أبو إسحاق الألبيري عندما فاض الكيل بالناس من إذلال هذا اليهودي الوزير للمسلمين وحال بينهم وبين الملك، فقال: [/FONT]
[FONT=&quot]لقد زل صاحبكم زلةً -الذي هو الملك- تقر بها أعين الشامتين[/FONT]
[FONT=&quot]تخير كاتبه كافراً ولو شاء كان من المسلمين[/FONT]
[FONT=&quot]فعز اليهود به وانتخوا وتاهوا وكانوا من الأرذلين[/FONT]
[FONT=&quot]إلى آخر القصة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] الله أكبر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] قالوا: فثار عليه أهل ألبيريا وقتلوا هذا الوزير اليهودي، فاتخاذ مثل هؤلاء وهو مخالفة صريحة لهذه الآية: [/FONT][FONT=&quot]{[/FONT][FONT=&quot] لَا تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُم لَا يَألُونَكُم خَبَالا}[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] صحيح[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني لا يألونكم إضراراً بكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] والأمة والحمد لله فيها خير كثير -يعني فيها طاقات وفيها عقليات وفيها أناس ينصحون ويغارون- يعني بعبارةٍ أخرى لئن ضعف دينهم لا يمكن أن تخونهم مروءتهم أبداً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] سبحان الله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] يغارون على الأمة، يغارون على أوطانهم وعلى بلادهم وعلى مجتمعاتهم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً، قبل أن نأخذ جواب الأخ فؤاد من اليمن، معنا اتصال يا دكتور، معنا الأخ الأستاذ بدر من السعودية، تفضل يا أستاذ بدر.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ: كل عام وأنتم بخير يا شيخنا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأنتم بخير حياكم الله.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ: أنا أتابع قناة مسيحية ويتكلمون عن الإسلام ويتكلمون كلام صعب، فهل وأنا أتابعهم لكي أنظر ماذا الإنجيل؟ وماذا المكتوب في الإنجيل فهل أنا أعتبر منافق؟ يعني أنا رجل أحب الإسلام وأحب ديني وأحب الله والرسول عليه الصلاة والسلام ولكن أشوفهم هم عرب مجتمعين في قبرص وعاملين قناة يا شيخ أنا مرضت من كلامهم وهم يتكلمون عن الإسلام بطريقة غريبة وعجيبة صراحة، وحاشاه رب العالمين وحاشا رسوله -صلى الله عليه وسلم- ولكن أنا أحاول إني أكلمهم أحاول إني أبين لهم أحاول إني يعني أقول لهم كلمة طيبة على ما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- فهل أنا أعتبر لما أتابع قنواتهم ويتكلمون علينا بالكلام الصعب هل أنا أعتبر منافق؟.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] طيب يا أستاذ بدر ما هو مستواك العلمي يا أستاذ بدر؟ ما مؤهلك العلمي؟ هل عندك علم شرعي؟
[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ: لا أنا ما عندي مؤهل إنما يعني أحب الله سبحانه وتعالى والله سبحانه معطيني إلهام في الدين سبحان الله أي سورة أقرأها ما أروح أعيدها مرة مرتين الله يعطيني سبحان الله تفسيرها فأنا ما أبغى استمع لهم لأدخل معهم في إنجيلهم لكن أبغى أقول لهم الكلام هذا ما يصير, هدوا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] طيب واضح كلامك يا أخ بدر، طيب عندك سؤال في القرآن الآن أو شيء.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ: التي في سورة قال الله سبحانه وتعالى إن أحد من الناس تكلم عن آياتي فأعرضوا عنهم فخفت إني أكون من المنافقين، بس الله يجزاكم خير.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لا إن شاء الله، وتسمع الجواب إن شاء الله من الشيخ، شكراً يا أستاذ بدر، معنا الأخ عبد الرشيد من السعودية تفضل يا عبد الرشيد.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ: عندي ثلاثة أسئلة: السؤال الأول: علم المناسبات بين السورة والسورة أو بين الآية والآية وددنا تفصيل وهل هذا داخل في التكلف وإلا هو من باب التدبر ولا حرج في ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]السؤال الثاني: الآية التي تتكلم عن المعارك ايش دخل الآية هذه –يعني صلة الآيات- ثم يذكر الله سبحانه وتعالى: {[/FONT][FONT=&quot] يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَأكُلُواْ ٱلرِّبَوٰاْ أَضعَٰفا مُّضَٰعَفَة} [/FONT][FONT=&quot][آل عمران: 130].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جيد سيأتي إن شاء الله[/FONT]
[FONT=&quot]السؤال الثالث: في سورة النساء بعد ما تكلم الله سبحانه وتعالى عن آيات الميراث وكذا، قال: [/FONT][FONT=&quot]{ وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ }[/FONT][FONT=&quot][النساء:14] [/FONT][FONT=&quot]فهل الذي يتعدى يعني في الميراث يكون حكمه يوم القيامة النار [/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك، طيب واضح السؤال يا أستاذ عبد الرشيد الله يكتب أجرك، بارك الله فيكم جميعاً، نعود يا أبا عبدالله إلى سؤال الأخ فؤاد من اليمن يسأل سؤال جيد الحقيقة وهو يسأل عن الآية السابعة عشرة من سورة النساء التي هي قوله سبحانه وتعالى: [/FONT][FONT=&quot]{ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً}[/FONT][FONT=&quot][النساء:17[/FONT][FONT=&quot]] يقول ما مناسبتها بين آيات: [/FONT][FONT=&quot]{وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ }[/FONT][FONT=&quot][النساء:15[/FONT][FONT=&quot]] ثم [/FONT][FONT=&quot]{ وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ }[/FONT][FONT=&quot][النساء:16[/FONT][FONT=&quot]] ثم يتحدث عن التوبة ما هو وجه المناسبة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] طيب.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]المناسبة لمن تأمل السياق واضحة والعلم عند الله تعالى فإنه لما ذكر الله -سبحانه وتعالى- شأن الفاحشة وعقوبة تعدي حدود الله -عز وجل- وكذا بين الله -عز وجل- أن الإنسان مهما أتى من الذنوب والمعاصي فإنه مادام نَفَسُه يتردد فإن باب التوبة في حقه مفتوح ولهذا قال السلف في قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ} [/FONT][FONT=&quot]قال: كل من تاب قبل أن يغرغر فهو قد تاب من قريب، وهذه في الواقع يعني مادمنا تحدثنا عن التوبة الآن هذه بشرى في الواقع ونحن في شهر رمضان، رمضان فرصة عظيمة للتوبة فنقول لكل من أسرف على نفسه، وكل من يظن أن هناك ذنوب عظيمة جداً فإننا نقول: كلها والله لو اجتمعت ذنوب الخلق كلهم فإنها ذرة يسيرة في سعة رحمة الله -عز وجل[/FONT][FONT=&quot]-[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot]: لا إله إلا الله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] فلنحذر من تقنيط الشيطان ولا يقول إنسان أنا زنيت، أنا تركت الصلاة، أنا أكلت الربا، أنا سرقت، أنا فعلت، أنا أنا، ثم يبدأ الشيطان يعطيه قائمة طويلة بالجرائم التي ارتكبها في السابق، أقول لك يا أخي الكريم هذه الآية وغيرها من الآيات ومن أعظم ما فيها ومن أعظم ما يرجي المؤمن في هذا نداء الله عز وجل وهو الغني عنا حينما قال: [/FONT][FONT=&quot]{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا }[/FONT][FONT=&quot][الزمر:53][/FONT][FONT=&quot] أسرفوا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot]: يعني بالغوا.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] بالغوا، ثم أيضاً يقول: [/FONT][FONT=&quot]{يَا عِبَادِيَ} [/FONT][FONT=&quot]يتحنن يتحبب إلى عباده سبحانه وتعالى[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot]: الله أكبر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ }[/FONT][FONT=&quot] ثم هل هناك ذنب يغفر وذنب لا يغفر؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لا [/FONT][FONT=&quot]{ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا }[/FONT][FONT=&quot] مؤكده هذه، فأين المقبلون؟ وأين الراغبون؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot]: الله أكبر الله أكبر، جزاك الله خيراً، إذاً فمناسبة هذه الآية واضحة بين آيات ذكر الفواحش وذكر ارتكابها.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] وأيضاً لمن تعدى حدود الله في تقسيم الفرائض وهذا أيضاً يعني نسيت أن أذكر يا شيخ إذا كان هناك حقوق للخلق مثلاً نفترض إنسان ظلم في قسمة الميراث ولعلنا نجيب مبكراً على سؤال الأخ عبد الرشيد، أن من قصر مثلاً أو ظلم في أخذ الميراث أو شيء من هذا القبيل لا شك أن هذا من تعدي حدود الله عز وجل ومن تعدى حدود الله فقد توعده بذلك، والوعيد داخل تحت المشيئة قد ينفذه وقد لا ينفذه سبحانه وتعالى وقد تأتي موانع أخرى من نفوذ الوعيد، كما قد قيل:[/FONT]
[FONT=&quot]وإني وإن واعدته أو وعدته لمنجز إيعادي ومخلف موعدي[/FONT]
[FONT=&quot]فالله سبحانه وتعالى وعده لا يتخلف أبداً، إذا وعد أحداً بالجنة أو بالثواب أو شيء لا يتخلف لكن إذا توعده بالعذاب أو بالنار أو شيء من هذا القبيل "ما لم يصل إلى حد الكفر والشرك الأكبر" قد تأتي أمور تحول دون نفوذ هذا الوعيد إما بتوبة أو باستغفار أو بشفاعة أو بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في الموقف أو برحمة أرحم الراحمين سبحانه وتعالى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله أكبر، بارك الله فيك يا أبا عبد الله، قبل أن نستمر في الإجابة على سؤال الأخ بدر وعبد الرشيد [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]نريد أن نتوقف يا أبا عبد الله لتعريف الإخوة المشاهدين بكتابكم "ليدبروا آياته"[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] الواقع أنا إشراف فقط[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الذي كان ثمرة رسائل جوال تدبر الذي تشرفون عليه، جزاكم الله خيراً، فاصل نعرف فيه بكتاب " ليدبروا آياته" ثم نعود معكم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فابقوا معنا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]***********************************[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فــــــــــــــاصل[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]تعريف بكتاب«ليدبروا آياته»[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
·[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يشتمل هذا الكتاب على أكثر من سبعمائة وعشرين فائدة واستنباط من آيات القرآن الكريم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
·[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لأكثر من مائة وعشرين عالماً وطالب علمٍ من القدماء والمعاصرين[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
·[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وقد أرسلت هذه الفوائد على هيئة رسائل نصية للهواتف المحمولة للمشتركين في خدمة جوال تدبر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
·[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الذي يشرف عليه مركز تدبر القرآن ويعد هذا الإصدار باكورة إصدارات مركز تدبر في خدمة المتدبرين لكتاب الله تعالى وإعانة الراغبين في توثيق صلتهم بكتاب الله تعالى[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
·[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وقد اشتمل الكتاب على نفائس من الاستنباطات العلمية والتربوية من آيات القرآن الكريم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
·[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]والكتاب يباع في المكتبات بسعر التكلفة وهو اثني عشر ريالاً سعودياً يعود ريعه لدعم مناشط جوال تدبر والارتقاء بخدماته.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]*******************************************[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مرحباً بكم أيها الإخوة المشاهدون مرةً أخرى بعد هذا الفاصل للتعريف بكتاب "ليدبروا آياته" وبالمناسبة أنا أحب أن أشكر أخي الدكتور/ عمر المقبل على إشرافه على هذا الجوال وتميزه ولمن يرغب في الاشتراك في هذا الجوال وأنا أنصح بالاشتراك فيه، رقمه 81800 يرسل رقم 1 إلى 81800 ،ويمكنه الاشتراك في هذا الجوال.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قبل أن نواصل الحديث يا أبا عبد الله في أسئلة الإخوة معنا متصل، الأخ أبو إبراهيم من السعودية، تفضل يا أبا إبراهيم.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ: السلام عليكم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ: سؤالان أحسن الله إليكم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot]: تفضل.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ: السؤال الأول: ما هو السر في سورة الشعراء أن جميع الأنبياء قالوا لقومهم: [/FONT][FONT=&quot]{ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ }[/FONT][FONT=&quot] [ الشعراء:127][/FONT][FONT=&quot]نوح وهود ولوط وشعيب وأيضاً محمد عليه الصلاة والسلام في نفس الشورى كما لا يخفى عليكم ما عدا إبراهيم وموسى عليهم الصلاة والسلام.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] طيب، أحسنت.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ: السؤال الثاني يا شيخ: ما الفرق بين قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{ مُشْتَبِهًا } وقوله: { مُتَشَابِهٍ }.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك، شكراً يا أستاذ أبو إبراهيم الله يحييك، معنا اتصال آخر تفضل.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ: الله يحفظكم يا شيخ ودي الحديث عن بداية سورة النساء الأمر بالتقوى: {[/FONT][FONT=&quot]يَٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][النساء:1][/FONT][FONT=&quot]، وقوله: {[/FONT][FONT=&quot] وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ[/FONT]ۦ[FONT=&quot] وَٱلأَرحَامَ[/FONT][FONT=&quot]}[/FONT][FONT=&quot] [النساء:1]، [/FONT][FONT=&quot]الحديث عن التقوى في هذا الشهر المبارك الله يحفظك.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً يا أخ أحمد الله يحفظك، شكراً جزيلاً الله يبارك فيك، مرةً أخرى نعود يا دكتور عمر إلى سؤال الأخ بدر والحقيقة السؤال في غاية الأهمية، يعني الأخ بدر يقول: أنه يتابع قنوات نصرانية، وهذه مشكلة يا دكتور عمر كثيرة الآن مع انفتاح القنوات الفضائية، هناك قنوات نصرانية كثيرة وقنوات أيضاً مخالفة للإسلام سواءً نصرانية وغيرها تبث وتوجه بثها إلى العالم الإسلامي وإلى منطقة العالم العربي بوجه خاص وتبث الشبهات، الأخ بدر حفظه الله يقول أنا جالس أتابع هؤلاء جالسين في قبرص أو في غيرها ويتكلمون عن الإسلام، أريد أنك تنبه إلى مثل هذا وتجيب على سؤال.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] أما مسألة المشاهدة فهذه قد أصلها العلماء رحمهم الله قديماً فيما يتعلق بالنظر في كتب الزندقة والضلال والإلحاد إلى آخره ونصوا على تحريم النظر فيها إلا لعالم يريد أن يرد عليها ويكشف ما فيها من شبهات، مادام أخونا حفظه الله ليس من أهل العلم الشرعي ليس عالماً وليس متخصصاً حتى في هذا الباب لأنه أيضاً قد يكون الإنسان عنده علم شرعي في بعض الجوانب لكنه في جوانب الاعتقاد وما يتعلق بشبهات النصارى أو حتى بعض أهل البدع والضلال قد يكون ضعيفاً فقد تتسرب الشبهة إليه ويصعب خروجها وقد قيل قديماً إن الشبهة قد يلقيها العامي ولا يكشفها إلا العالم فما ظنك إذا كانت الشبهة ألقاها ملحد أو ضال أو نصراني وتلقفها عامي، كيف؟! ستقع إلا أن يشاء الله عز وجل، والله عز وجل يقول: [/FONT][FONT=&quot]{ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [/FONT][FONT=&quot][ الأنعام:68]،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذه نقطة أولاً أن الأصل لا يجوز أن تشاهد هذه القنوات إلا لعالم لأن هؤلاء قد يبثون شبهات والإنسان أحياناً قد يحدوه كما ذكر الأخ بدر ونحن لا نشك في نيته وصدقه هو يقول أنا أغار ويضيق صدري وأحب الرسول والإسلام نحن لا نشك في هذا، لكن أحياناً هؤلاء لخبثهم يبثون شبهات، وقد ينقلون لك مقولات من كتب وينسبونها وأنت لا تعلم لكتب أهل الإسلام فتقول معقول هذا في كتب أهل الإسلام ثم يبدأ عندك الزيغ وأقول لك البارحة واحد من أهل هذه البلد بقي في أمريكا عدة سنوات فاعتنق النصرانية, المصيبة هنا عظيمة لكن أعظم منها أنه الآن يدعو أخته التي أرسلت رسالة جوال فتقول أنقذوني من أخي هو الآن يحاول أن يقنعني بالنصرانية[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لا حول ولا قوة إلا بالله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] فهل الإنسان يأمن على قلبه! لا والله لا يأمن.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أول سورة آل عمران: [/FONT][FONT=&quot]{[/FONT][FONT=&quot] رَبَّنَا لَا تُزِغ قُلُوبَنَا بَعدَ إِذ هَدَيتَنَا[/FONT][FONT=&quot] }[/FONT][FONT=&quot][آل عمران: 8].[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] أحسنت [/FONT][FONT=&quot]{[/FONT][FONT=&quot] رَبَّنَا لَا تُزِغ قُلُوبَنَا} [/FONT][FONT=&quot]ومن الذي يقولوها؟ عوام؟ لا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الله يحكيها عن الراسخين في العلم، والإنسان كلما رسخ في العلم وعظم علمه بالله كان خوفه من الله أعظم وعلمه بقدرة الله عز وجل أعظم، وأن الله سبحانه وتعالى هو المتصرف بهذه القلوب، فإذا كان الإنسان يخاف مع شدة علمه ورسوخه في العلم فكيف بمن هو دون ذلك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فكيف بمن هو دون ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] إذاً هذه قضية مهمة أنبه فقط على كلمة أشار لها الأخ وهو يقول أنني كلما قرأت السورة ورددتها أحس أن الله عز وجل يلهمني فلا أدري يعني الحقيقة هذه كلمة مجملة إن كان يقصد الأخ أنه مع التدبر والتأمل ينفتح له معاني إيمانية فهذا معنى لا إشكال فيه وحق ويرد على قلوب الناس، ولكن إن كان قصده الآن الإلهام إنه يبدأ بهذا الإلهام يفسر القرآن هو من دون أن يرجع إلى كلام أهل العلم ومن دون أن تكون له أرضية علمية يبني عليها استنباطه وتأصيله فأنا أرجو من الأخ أن يراجع هذا الأمر وألا ينجرف وراءه لأنه قد يؤدي بعدين إلى استنباط أحكام قد تكون خطأ خطأً محضاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] صحيح، هذا الحقيقة موضوع في غاية الخطورة لكن لعلنا نتحدث عنه بعد أن نأخذ الاتصال من [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الأخ فهد من السعودية، تفضل يا أخ فهد.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ: السلام عليكم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ: مبارك عليكم هذا الشهر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يبارك فيك.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ: عندي سؤالين: السؤال الأول: ما هو أفضل كتب التفاسير؟ وبالنسبة لتفسير سيد قطب في ظلال القرآن من يفسر القرآن من مشايخنا الأفاضل فيه تناقض أحدهم ينصحنا بقراءته والآخر يقول لا وهذا الاختلاف يعني هل له توجيه؟.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نعم، شكراً جزيلاً الله يحييك يا أخ فهد، معنا الأخ بكر من السعودية، تفضل يا أخ بكر.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ: السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ: أنا يا شيخ أريد أن أسأل عن الآية 74 في سورة النساء: {[/FONT][FONT=&quot] فَليُقَٰتِل فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يَشرُونَ ٱلحَيَوٰةَ ٱلدُّنيَا بِٱلأخِرَةِ [/FONT][FONT=&quot]}[/FONT][FONT=&quot][آل عمران:74] [/FONT][FONT=&quot]فمن المعلوم أن الإنسان يشتري الآخرة بالحياة الدنيا فلما قرأت هذه الآية أشكلت علي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً شكراً يا أستاذ بكر الله يحفظك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]نعود يا دكتور عمر إلى ما نبهت عليه بخصوص الأستاذ بدر يقول: أنني عندما أقرأ الآيات أشعر بأن الله يلهمني معناها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أذكر قصة حدثت لي جاءني رجل قال أنا متخصص في الدراسات القرآنية وكذا وأريد أن ألتقي بك وأريد أن أناقشك في بعض ما كتبت فقلت على الرحب والسعة، استضفته عندي في المنزل وكان معي بعض الزملاء من المتخصصين، فجاء الرجل فإذا به يقول أنا عمري الآن ستين سنة، اشتغلت منها ثلاث وخمسين سنة بغير القرآن، كنت أعمل في المقاولات والبناء ثم في يوم من الأيام شعرت أني رأيت نوراً، فقذف في نفسي حب القرآن قال: فأخذت مباشرةً القلم وبدأت أفسر سورة والعاديات.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] لا حول ولا قوة إلا بالله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ثم بدأ يفسر بقية السور فأراني ما كتبه فلا تسأل يا شيخ عمر عن الغرائب والعجائب والتناقضات والكلام على الله بغير علم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] أعوذ بالله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ويعني ما شئت من مفاسد في القرآن الكريم وفي فهمه فقلت له يعني أين أصول التفسير, علم القرآن الكريم ليس كلأً مباحاً كل واحد يأخذ المصحف ويقول معنى هذه الآية كذا وكذا، أو يقول والله أنا قذف في قلبي، والإلهام ليس من مصادر التفسير، والرؤى ليست من مصادر التفسير فلابد أن تتعلم يا أستاذ بدر علوم القرآن، أصول التفسير، تسأل المعنيين وتطلب العلم ثم بعد ذلك يمكنك أن تجادل، ولذلك أنا أثني على كلامك في نصيحة بالابتعاد عن هذه القنوات نهائيا لأنها تقذف الشبه في القلوب ولا تستطيع أن تدفعها.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] صحيح.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] معنا الأخ عبد العزيز من الكويت يا دكتور عمر، ثم نعود لحديثنا، تفضل يا عبد العزيز.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ: السلام عليكم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ: عندي سؤال الله يحفظك يا شيخ، في قوله تعالى: {[/FONT][FONT=&quot] وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى[/FONT][FONT=&quot] } [/FONT][FONT=&quot][ النساء:36].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]إضافة الباء في النساء وفي سورة البقرة: {[/FONT][FONT=&quot] وَذِي الْقُرْبَى[/FONT][FONT=&quot]}، وفي الآية الأخرى: {فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ }[/FONT][FONT=&quot][النساء: 43][/FONT][FONT=&quot]، في النساء لم تضف لها منكم كما في المائدة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك، أبو محمد من السعودية تفضل.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ: السلام عليكم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ: أحسن الله إليكم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وإليك تفضل يا أبا محمد.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ: في قوله تعالى في سورة آل عمران: [/FONT][FONT=&quot]{ وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ } [/FONT][FONT=&quot][آل عمران:146][/FONT][FONT=&quot] ما الفرق بين الوهن والضعف والاستكانة؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أحسنت الله يعطيك العافية، شكراً يا أبا محمد، إذاً نعود لأسئلة الأستاذ عبد الرشيد يا دكتور عمر لا تؤاخذنا.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] لا، فقط عشان الوقت لكي لا يمر علينا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هو أصلاً البرنامج وضع لهم[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] اتصالات المشتركين هي زادنا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الأخ عبد الرشيد يسأل عن علم المناسبات بين السور يا دكتور عمر يقول: هل هذا العلم له أصول؟ هل له كتب؟ كيف يمكن تعلم هذا العلم؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هو أشار في ثنايا سؤاله في الواقع إلى الجواب.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهو؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] ذكره وأقوله باختصار حتى نمر على أكبر قدر من أسئلة الإخوة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]بلا شك أن علم المناسبات علم قائم وألفت فيه كتب ولعل من أشهرها كتاب "نظم الدرر" للبقاعي رحمه الله تعالى واعتنى به أيضاً طائفة ممن تكلموا فيه كابن الزبير الغرناطي وغيرهم في ملاك التأويل وكذلك الإسكافي في درة التنزيل وغيرهم اعتنوا بهذا لكن هو أشار في سؤاله إلى أنه في الجملة ينقسم إلى قسمين:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
·[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قسم ظاهر جداً لا يشك إنسان في ترابط آية مع آية وسورة مع سورة، فمن يشك مثلاً في ارتباط سورة الشرح والضحى! ما أحد يشك، ومن يشك في ارتباط سورة الأنفال مثلاً بالتوبة! وهكذا لكن[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
·[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قسم آخر وهذا يقع فيه التكلف كثيراً ولعله ربما يكون القسم الأكثر والأكبر الذي طغى على بعض أو ظهر في كلام كثير ممن تحدثوا في هذا الباب وهو التكلف الشديد في الربط بين الآيات وبين السور فهذا لا ينبغي {وما أنا من المتكلفين} فإن ظهرت المناسبة فالحمد لله وإذا لم تظهر فلا داعي للتكلف والقول على الله سبحانه وتعالى وأخطر ما يكون أن يجزم الإنسان في هذا المقام لكن لو كانت في المسألة التماساً لكان الأمر أسهل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لا شك وهو أيضاً بالمناسبة يا دكتور عمر هو علم اجتهادي -يعني كل المناسبات التي تلتمس بين السور هي اجتهادية يعني-.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] بلا شك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل جداً، طيب هو سؤال دقيق سأله الأخ عبد الرشيد وكان من الأشياء التي كنا ننوي المرور عليها يسأل عن ورود آيات الربا في قوله سبحانه وتعالى: [/FONT][FONT=&quot]{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً }[/FONT][FONT=&quot][آل عمران:130 ][/FONT][FONT=&quot]، في ثنايا الحديث عن غزوة أحد، فيقول ما هي العلة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] سؤال رائع جدا وهو فعلاً ملفت للنظر يعني يلاحظ الإنسان: [/FONT][FONT=&quot]{ وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ }[/FONT][FONT=&quot] [آل عمران:121]، ثم بدأ الحديث عن غزوة أحد ثم يشعر الإنسان هناك فاصل أتى: [/FONT][FONT=&quot]{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا}، [/FONT][FONT=&quot]فقد يظن بعض الناس أن هذا الكلام أجنبي عن السياق والواقع أنه ليس أجنبياً بل هو تنبيه للمؤمنين إلى تصحيح أوضاع الجبهة الداخلية كما يعبر عنه بالأسلوب المعاصر فنحن والمسلمون حينما يقاتلون عدوهم عندهم قضيتان لابد من إتقانهما:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
·[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قضية الإعداد للقتال وهذا يتعلق بجانب أدوات الجهاد ووسائل القتال.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
·[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]والجانب الآخر تقوية العلاقة بين المسلمين وبين ربهم عز وجل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فكيف تقاتل عدواً وترجو نصر الله سبحانه وتعالى وعلاقتك مع ربك عز وجل أصلاً فيها خلل!! وأنت حينما تأكل الربا ما حقيقتك؟ أنت تحارب الله ورسوله فكيف ترجوا النصر وأنت تحارب قوم أكثر منك عدداً وعدة، إذاً هذا درس للأمة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]إذا كانت تريد أن تنتصر على عدوها الخارجي فلتصحح أوضاعها الداخلية وتصحح كما يقال الجبهة الداخلية فتزيل الربا من معاملاتها، كيف ترجوا أمة أن تنتصر وهي تعمق الربا وتجريه وتتعامل بالربا !!! وهي تحارب الله ورسوله!!!![/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ثم بعد ذلك ترجوا نصر الله!! هذا ليس بصحيح[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ولهذا عاد السياق مرةً أخرى للكلام على الغزوة فهنا الكلام في الواقع متسق تماماً[/FONT][FONT=&quot].
[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً يا دكتور، فعلاً هو في غاية المناسبة ورودها في هذا الموضع، معنا سؤال الأخ أبو إبراهيم في قوله في سورة الشعراء[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أبو إبراهيم سأل سؤالاً دقيقاً في سورة الشعراء يقول: إن الله -سبحانه وتعالى- قد ذكر قصص الأنبياء فكل الأنبياء يقولون: [/FONT][FONT=&quot]{ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ }[/FONT][FONT=&quot] [ الشعراء:127]، إلا اثنان: موسى وإبراهيم، فيقول ما هي العلة يا ترى؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] لا يظهر لي جواب الآن.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] إن أذنت لي أذكر الجواب يا دكتور عمر أنني سبق أن بحثت هذه المسألة فوجدت أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان يخاطب أباه في أثناء الحديث.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] فليس هناك علاقة مالية مثلاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نعم فهو يستحيي أن يقول هذا لأبيه يقول: لا أسألك عليه من أجر فهو صاحب فضل عليه، وموسى -عليه الصلاة والسلام- تربى في بيت فرعون.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] ما شاء الله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فكان من كمال أدب موسى -عليه الصلاة والسلام- ألا يبدأ فرعون بهذا يقول: أنا لا أسألك عليه من أجر.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] يعني كأنه لا يكون كافراً للنعمة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نعم، ناكراً للجميل وإنما كان من أدبه -عليه الصلاة والسلام- مع كفر فرعون ومع عتوه، فلم ترد هذه مع موسى ومع إبراهيم ووردت مع بقية الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] سأل سؤالاً آخر، الفرق بين [/FONT][FONT=&quot]{ مُشْتَبِهًا } و { مُتَشَابِهٍ }.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] ما عندي والله جواب أيضاً دقيق ولا أذكر جواباً واضحاً في هذا.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لا بأس، طيب سأل سؤالاً الأخ عبد العزيز وقال في قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{ وَٱعبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشرِكُواْ بِهِ[/FONT]ۦ[FONT=&quot] شَيئًا وَبِٱلوَٰلِدَينِ إِحسَٰنا وَبِذِي ٱلقُربَىٰ وَٱليَتَٰمَىٰ [/FONT][FONT=&quot][النساء:36]، في سورة النساء قال الله سبحانه وتعالى: [/FONT][FONT=&quot]{وَبِذِي ٱلقُربَىٰ}[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ندخل الآن إذا كان الوقت يسمح.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بقي معنا أربع دقائق.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] إذاً نقدم بمقدمة توضح هذا الجواب لتكون مفيدة فيما يتعلق بسورة النساء[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]جزء من الحديث في الجزء الرابع ربع جزء تقريباً في حديثنا هذا اليوم متعلق بسورة النساء، سورة النساء لمن تأملها وجد أنها من أولها إلى آخرها تدور حول الحديث عن حقوق الضعفة وذم من أكل أموال الضعفة حتى ذم اليهود الغريب إذا تأملت تجد: [/FONT][FONT=&quot]{ وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا } [/FONT][FONT=&quot][النساء:161][/FONT][FONT=&quot]، الربا فيه ظلم للفقراء [/FONT][FONT=&quot]{ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ } [/FONT][FONT=&quot][النساء:161][/FONT][FONT=&quot]، ظلم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]تحدثت السورة من أولها عن حقوق اليتامى وجاء التحذير الشديد الذي لا يشبهه تحذير في القرآن في حق اليتامى مثل ما ورد في سورة النساء كما قال سبحانه وتعالى: [/FONT][FONT=&quot]{[/FONT][FONT=&quot] إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأكُلُونَ أَموَٰلَ ٱليَتَٰمَىٰ ظُلمًا إِنَّمَا يَأكُلُونَ فِي بُطُونِهِم نَارا وَسَيَصلَونَ سَعِيرا} [/FONT][FONT=&quot][النساء: 10]،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] ثم جاء الحديث عن الفرائض التي تولى الله -عز وجل- قسمتها بنفسه لأجل ألا يتسلط أحد على حق مسكينٍ قاصرٍ ضعيف يعني ربما يموت أب وله صغار قُصر فقد يأتي أحد وربما يفكر في التسلط![/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لا، القرآن حمى حتى حقوق هؤلاء الضعفة, حقوق هؤلاء الصغار حقوق الإنسان الصغير من الذكور والإناث، وحذرهم من أن يأكلوا في قوله: [/FONT][FONT=&quot]{ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ }[/FONT][FONT=&quot] نعم في الآيات التي سبقت: [/FONT][FONT=&quot]{ تِلكَ حُدُودُ ٱللَّهِ} [/FONT][FONT=&quot][ النساء: 13 ]، [/FONT][FONT=&quot]{وَمَن يَعصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ[/FONT]ۥ[FONT=&quot]}[/FONT][FONT=&quot] [النساء:14][/FONT][FONT=&quot] ، ثم جاء الحديث بعد ذلك على حقوق المستضعفين في بلاد الكفر من المسلمين الذين لا يستطيعون الهجرة ولذلك سأل الأخ: [/FONT][FONT=&quot]{ وَمَا لَكُم لَا تُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلمُستَضعَفِينَ} [/FONT][FONT=&quot][النساء:75][/FONT][FONT=&quot] انظر الكلام على المستضعفين وجاء أيضاً الاستثناء من الوعيد على الذين لا يهاجرون من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام لم يستثن الله سبحانه وتعالى إلا المستضعفين: [/FONT][FONT=&quot]{ إِلَّا ٱلمُستَضعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَاءِ وَٱلوِلدَٰنِ لَا يَستَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهتَدُونَ سَبِيلا} [/FONT][FONT=&quot][النساء: 98].[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الحديث الحقيقة ذو شجون في سورة النساء يا أبا عبد الله لكن الوقت أدركنا، لعلنا بإذن الله تعالى نعد الإخوة المشاهدين في الحلقة القادمة بإذن الله يوم غد أن نجيب على أسئلة الإخوة الذين لم نجب على أسئلتهم وأن نركز الحديث عن سورة النساء بإذن الله تعالى باعتبار أن الجزء الخامس غداً كله في سورة النساء.
[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] لعلي أقول للأخ يمكن اتضح له السؤال سبب التركيز على [/FONT][FONT=&quot]{وَبِذِي ٱلقُربَىٰ}[/FONT][FONT=&quot] فالله تعالى أعلم أنه تأكيد لحقوق الضعفاء وحقوق القرابة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أي نعم، شكر الله لكم، ونشكر أيها الإخوة المشاهدين باسمكم جميعاً وباسمي أخي العزيز الدكتور/ عمر بن عبد الله المقبل الأستاذ المساعد بكلية الشريعة بجامعة القصيم على ما تفضل به من الإجابة والإفاضة في الحديث عن الجزء الرابع من أجزاء القرآن الكريم، حتى ألقاكم غداً بإذن الله تعالى. أستودعكم الله، ولا تنسونا من صالح دعائكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عمر:[/FONT][FONT=&quot] وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أذيعت يوم الخميس بتاريخ4/9/1429 هـ[/FONT]
--------------------
رابط الفيديو للمتابعة
http://www.youtube.com/watch?v=UYbRVq-qHNs

[FONT=&quot][/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
التفسير المباشر
الجزء الخامس

الجمعة 5/9/1429هـ
------------------
د.عبد الرحمن:
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الإخوة المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مرحباً بكم في حلقةٍ جديدة من حلقات برنامجكم اليومي التفسير المباشر.
في هذه الحلقة سوف نتناول الجزء الخامس من أجزاء القرآن الكريم، ويسعدنا أن نتلقى اتصالاتكم واستفساراتكم حول هذا الجزء على وجه الخصوص، على الهواتف والأرقام التي تظهر تباعاً على الشاشة، ويسعدني في بداية هذه الحلقة أن أرحب بكم وأرحب بضيفنا في هذه الحلقة وهو فضيلة الشيخ الدكتور/ عيسى بن علي الدريبي، حياكم الله يا دكتور عيسى.
د.عيسى: حياكم الله.
د.عبد الرحمن: وأهلاً وسهلاً بك في هذا البرنامج الذي نناقش فيه بعض قضايا الجزء
والحديث اليوم سيكون عن الجزء الخامس بإذن الله تعالى، وفي الحقيقة أنها تتراكم الأسئلة يا دكتور عيسى نظراً لضيق الوقت، وكثرة المحاور في بعض الحلقات، وإن كان برنامجنا في أصله يا دكتور عيسى هو الإجابة عن أسئلة المشاهدين فلا تستغرب –يعني- من كثرة أخذ الأسئلة وقطع الحديث.
بدايةً نريد أن نبدأ يا دكتور بالآيات التي قال فيها ابن مسعود -رضي الله عنه- : ((إنها من الآيات العظيمة التي لو اكتفت بها الأمة لكفتها، أو أنها خير للأمة مما طلعت عليه الشمس)) في سورة النساء فلعلها تكون مدخل للحديث في هذا اللقاء.
د.عيسى: جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
نسأل الله عز وجل أولاً أن ينفعنا ويرفعنا بالقرآن العظيم.
د.عبد الرحمن: اللهم آمين.
د.عيسى: وأن يجعل برنامجكم هذا برنامجا مباركا، وأسأل الله أن ينفع به هذه الأمة، كيف لا !! وهو يتناول كتاب الله -عز وجل-، ويشرح آياته، ويجيب على تساؤلاته.
وجزء هذا اليوم الجزء الخامس من القرآن الكريم أغلبه في سورة النساء هذه السورة المباركة والتي محورها الرئيسي هو رعاية حقوق الضعفاء والعناية بمصالحهم.
يذكر المفسرون أن في هذه السورة المباركة خمس آيات ورد عن ابن مسعود -رضي الله عنه- في الأثر الذي ذكره ابن كثير وغيره في تفسيره : (لخمس آيات ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها)
وهذه الآيات من الآيات العظيمة التي فيها سعة رحمة الله، وعظيم مغفرته سبحانه وتعالى، وفتح باب الرجاء، وتجاوزه سبحانه وتعالى عن عباده، فيقول سبحانه وتعالى: { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء } [النساء:48]، وقوله سبحانه وتعالى: { إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ {31}[النساء:31]، وقوله سبحانه وتعالى: { إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا {40} [ النساء:40]، وقوله سبحانه وتعالى: { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا {64} [النساء: 64]، والآية الخامسة يقول سبحانه وتعالى: { وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا {110} [النساء: 110]، هذه الخمس الآيات دكتور عبد الرحمن والإخوة المشاهدين والمشاهدات من الصائمين والصائمات، جامعها هو سعة رحمة الله -عز وجل- وفتح باب التوبة، وتجاوز الله -عز وجل- عن ذنوب عباده، بل تجاوزه عن كل الذنوب إلا ذنب واحد هو ذنب الشرك.
د.عبد الرحمن: الشرك بالله سبحانه وتعالى.
د.عيسى: سبحانه وتعالى
بل هنالك آيات أخر يعني يتفضل الله -عز وجل- فيها لعباده أنهم إذا اجتنبوا الكبائر - والكبيرة يعني هي الأمر العظيم والخطير والذنوب العظيمة التي قال في أرجح التفسيرات وهو الإمام السعدي رحمة الله عليه: (أنه ما توعد عليه بغضبٍ أو بلعنةٍ أو بعقوبةٍ أو بحدٍ) - أن الله عز وجل من كرمه أنه قال: { إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} من كرم الله سبحانه وتعالى أن من اجتنب الكبائر الله سبحانه وتعالى يعف عن الصغائر، يعني ليست القضية فقط مغفرة الذنوب بالتوبة بل إن مجرد اجتناب الكبائر موجب بإذن الله -عز وجل- بنص هذه الآية بمغفرة الصغائر.
هذه الخمس آيات ورد أثر عن ابن عباس رضي الله عنه أيضاً أضاف إليها ثلاث آيات أخرى وهي في نفس الباب في باب فتح باب الرحمة والرجاء للعباد فقد ورد عنه أنه قال: ((ثماني آيات أنزلت في سورة النساء هي خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس وغربت)):
• أولاهن: { يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ } [النساء:26]
• وثانيهن:{وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا {27} [النساء:27]
• والثالثة هو قوله سبحانه وتعالى: { يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا {28} [النساء:28]، ثم ذكر بقية الخمس آيات التي ذكر ابن مسعود -رضي الله عنه-
هذه الآيات العظيمة أيها الإخوة والأخوات الفضلاء تفتح باب الرحمة والرجاء ثم تبين رغبة الله سبحانه وتعالى وعفوه لعباده سبحانه وتعالى، حتى أن الله ذكر في أكثر من آية: :{وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ}، { يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ } ،ثم قال بعد ذلك: {وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ } { يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا {28}
د.عبد الرحمن: من رحمته ولطفه بعباده: { يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ }، :{وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ}
د.عيسى: :{وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ}
د.عبد الرحمن: الله أكبر.
د.عيسى: إضافة إلى تلك الخمس آيات
ولهذا هذه الآيات الثمان أو الخمسة على قول ابن مسعود كما ورد عن سلف الأمة من قول ابن مسعود وابن عباس أنهم يرون أنها خير لهذه الأمة مما طلعت عليها الشمس لأن فيها فتح باب رجاء كبير لهذه الأمة.
د.عبد الرحمن: يا دكتور عيسى هذا كلامك الرائع يقودني إلى سؤال في سورة النساء نفسها في هذا الجزء الذي نتحدث عنه وهو في قوله تعالى في الآية الثانية والثمانين من السورة: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا {82} [النساء:82]، ألا تلاحظ أن قول ابن مسعود -رضي الله عنه- هذا يدل على عنايته وتدبره وجمعه لهذه الآيات المتفرقة في السور وأن يجمع بينها رابط واحد وهو سعة رحمة الله سبحانه وتعالى، ثم يبرزها ويظهرها للطلاب وللأمة حتى تستفيد منها.
أنا أريد حديث يا دكتور أولاً عن هذه الآية في سورة النساء وتنبيه للإخوة المشاهدين عن أهمية تدبر القرآن.
وأنا أريد أن تشير إلى تجربتك يا دكتور عيسى وأنا أعرف أنك معني بالعناية بالقرآن ولك علاقة في الهيئة العالمية لتحفيظ للقرآن الكريم جزاك الله خيراً، وأذكر أنني قرأت لك في ملتقى أهل التفسير خبراً عن رحلتك إلى جزر المالديف في المحيط الهندي وعجائب المتدبرين للقرآن هناك.
د.عيسى: نعم
ما تفضلت به في محله في أن سلف هذه الأمة على رأسهم صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان تناولهم للقرآن غير تناولنا، نحن اليوم دكتور عبد الرحمن هذه الأمة بحمد الله وهذا من الخير في رمضان يمر الإنسان منا ما لا يقل يومياً على جزء إما سماعاً أو تلاوةً، ولكني دائماً أنا أسائل نفسي وأقول للإخوة الفضلاء في هذه الأمة، السؤال الذي يرجع به الإنسان ماذا بعد قراءة هذا الجزء؟
ما الهدايات التي خرج بها؟
ما الأوامر الربانية التي امتثلها؟
ما أثر القرآن في نفسه؟
يعني آية واحدة هنا مرت على أبي بكر -رضي الله عنه- لما سمعها فزع إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-، بينما نحن مررنا بها مرة أو مرتين وهو قول الله سبحانه وتعالى: { لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ } [النساء:123]
ورد أنه قال: ((أصبت بظهري حتى أنني تمطقت)) - يعني أحس بشيء شديد جداً نزل عليه- {مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ } شرط وجزاء،{مَن يَعْمَلْ سُوءًا} والجزاء {يُجْزَ بِهِ }
لأن سلف هذه الأمة كانوا يقفون مع القرآن غر وقفاتنا نحن، كانوا يتدبرونه، مثل ابن مسعود -رضي الله عنه- وجمعه لمثل هذه الآيات وخروجه بهذه الخلاصة، وعلى هذا:{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا {82} [النساء:82]،كان سلف هذه الأمة نظرتهم للقرآن غير نظرتنا، كما ورد عن الحسن بن علي -رضي الله عنه- أنه قال: ((إنه كان من كان قبلكم يرون أن هذا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل)
د.عبد الرحمن: ويعملون بها
د.عيسى: ويتفقدونها بالنهار، فكان ابن مسعود -رضي الله عنه- جمع مثل هذه الآيات ليظهر ويولد موضوع التدبر
قرأ هذه الآيات ثم نظر فيها مرة أو مرتين
نحن ربما نمر بسورة النساء ولا نلتفت لهذه الخمس آيات.
د.عبد الرحمن: أيضاً هناك مسألة في آية التدبر يا دكتور عيسى وهي ورود الأمر بتدبر القرآن وسط الآيات التي تتحدث عن المنافقين أريد إشارة حول هذا
ولكن تأذن لي يا دكتور عيسى آخذ اتصال من الأخ سامي من السعودية، تفضل يا أخ سامي.
الأخ: السلام عليكم.
د.عبد الرحمن: وعليكم السلام ورحمة الله.
الأخ: ما معنى الآية: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا {35} [النساء:35]
د.عبد الرحمن: طيب، شكراً يا أخ سامي حياك الله، تفضل يا دكتور عيسى واصل حديثك.
د.عيسى: :{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} هذا استفهام من الله -عز وجل- لهذه الأمة
وتدبر القرآن هو الهدف الذي أنزل لأجله القرآن {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِِ {29} [ص: 29]، الهدف من إنزال هذا القرآن الكريم هو أن الإنسان يهتدي بهديه { إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } [الإسراء:9]
د.عبد الرحمن: الله أكبر
د.عيسى: "ومن أهم ما يهيئ الإنسان للتدبر هو استجماعه لصفات المتدبر"
وهنالك آية دكتور عبد الرحمن والإخوة المشاهدين والمشاهدات جمعت أصول الانتفاع بالقرآن والتدبر وهي قوله سبحانه وتعالى في سورة ق: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ {37}[ق:37] ابن القيم رحمه الله له تعليق على هذه الآية يكتب بماء الذهب، قال: "فإن أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند سماعه حضور من يخاطبه به"
كلمة اجمع قلبك هذه دقيقة جداً في أن الإنسان يتوجه بكليته للقرآن الكريم، اجمع قلبك فهو المؤثر القرآن الكريم موجود والمحل القابل
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى }الذكرى هي القرآن المؤثر الموجود فيه الذكرى
{ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ} المحل القابل للتأثير
{لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}
د.عبد الرحمن: يعني إذا لم يكن له قلب حاضر فعلى الأقل يكون عنده إصغاء وسمع.
د.عيسى: {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ} وهذه من شروط الانتفاع بالتأثر بالقرآن الكريم ولتدبره
{أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ} حتى كلمة ألقى السمع هذه دقيقة جداً وسيلقي بكل كليتيه، شديدة التركيز، ونحن نلاحظ الآن في صلاة التراويح هذه الليلة قد يطبق أحدنا هذه الأربعة.
الأمر الرابع: انتفاء الموانع، لا تكون هناك موانع تمنع بينك وبين القرآن الكريم، حُجُب؛ حجب المعاصي، حجب الغفلة، من الحُجُب عدم فهم الآيات - يعني الآن من بركات هذا البرنامج -برنامجكم الكريم- أنه إن شاء الله سيضيء إضاءات يسيرة على بعض الآيات - من أكبر الحجب التي تحول بين التأثر والتدبر والفهم.
د.عبد الرحمن: عدم معرفة الآيات، صحيح.
د.عيسى: كيف الإنسان سيتأثر بشيء وهو لا يفهم معناه!
د.عبد الرحمن: أذكر كلام يا دكتور عيسى للطبري رحمه الله في مقدمة تفسيره يقول: "إنني لأعجب ممن يقرأ القرآن ولا يفهم معانيه كيف يتلذذ بقراءته" بالضبط أنت لا تستطيع أن تتلذذ بشيء لا تفهمه.
د.عيسى: صحيح.
د.عبد الرحمن: نأخذ اتصال يا دكتور عيسى من أم عمر من السعودية.
الأخت: السلام عليكم ورحمة الله.
د.عبد الرحمن: وعليكم السلام ورحمة الله.
الأخت: بارك الله فيك يا شيخ عندي سؤال في سورة النساء في آية 103 في قوله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ} [النساء:103]، {فَاذْكُرُواْ اللّهَ} أنه ليس على وجه الخصوص {فَاذْكُرُواْ اللّهَ} بل على كل حال قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ}، ونحن نعلم في الآية التي سبقتها أن المسلمون في وقت جهاد والقلب أشد ما يكون انشغالا عن ذكر الله - والله أعلم في هذا الموقف - فما هو مناسبة {فَاذْكُرُواْ اللّهَ}
د.عبد الرحمن: بارك الله فيك، شكراً يا أم عمر، نعود إلى سؤال الأخ سامي من السعودية يا دكتور عيسى إن رأيت، يسأل عن قوله تعالى في سورة النساء هنا: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا {35} [النساء:35]
يقول: ما معنى هذه الآية؟
د.عيسى: هذه الآية أصل في باب التحكيم عند الخلاف بين الزوجين، وهذه من الآيات التي ذكرها الله -عز وجل- وهي التي فيها رعاية حقوق الضعفاء، المرأة أحياناً بل في عالمنا العربي حقيقةً هي مستضعفة في كثير من أمورها وشئونها، والله -عز وجل- خالق البشر اعتنى بخلقه سبحانه وتعالى فذكر هذه الأمور التي هي كيف تحل الأمور إذا وصلت لقضية الخلاف والشقاق، طبعاً الآية التي سبقتها تحدثت عن قضية.
د.عبد الرحمن: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء} [النساء:34]
د.عيسى: عن قضية حل الخلاف الزوجي في بيت الزوجية، لكن هذه الدائرة قد لا تستطيع أحيانا دائرة الزوجين قد يكون الخلاف أشد، فلا يستطيع الزوجان أو لا يمتلكان من الحكمة أو يتخوفان من تطور الشقاق إلى الانفصال – لا سمح الله-
بعد ذلك جاءت هذه الآية وهي تدخل أطراف، لكن أطراف ينبغي أن تكون حكيمة {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا} ، إن خاف الزوجين أو خاف الأولياء الذين حولهم أن هؤلاء قد لا يستطيعون أن يحلوا القضية، هنا شرع التشريع الثاني هي قضية دخول الحكم {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا}، حكم يكون حكيم، لأنه أحياناً قد يكون هذا الحكم يأتي للفصل أو الانتقام، وفرق كبير جداً بين الحكم الذي يأتي للإصلاح وبين الحكم الذي يأتي للانتقام.
د.عبد الرحمن: يعني {إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا} قد تعود للحكمين وقد تعود للزوجين.
د.عيسى: نعم، للحكمين أو الزوجين.
د.عبد الرحمن: ويمكن أن تحمل على الجميع يا دكتور.
د.عيسى: {يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا} وهذا أيضاً فيه فتح باب لقضية أنه مهما احتد الخلاف أحياناً إذا كانت هنالك نية صادقة للإصلاح {إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا} سواء كانا الحكمين على مرجع الضمير، أو الزوجين الله عز وجل تعهد {يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا}.
د.عبد الرحمن: نفع الله بك يا دكتور وجزاك الله خيراً، الحقيقة لدينا يا دكتور عيسى حتى نكون منصفين لدينا أسئلة من الحلقة الماضية لم نجب عليها ونحن نأخذ كل حلقة أسئلة جديدة فتأذن لي في سؤال جيد من الأخ أبو إبراهيم أمس كان يسأل في سورة الأنعام
وأنا أنبه الحقيقة الإخوة المشاهدين إلى أن تقتصر الأسئلة في كل حلقة على الجزء الذي نتناقش فيه - يعني اليوم ليت الأسئلة فقط تكون في الجزء الخامس وغداً الجزء السادس وهكذا - سأل سؤالاً عن الفرق بين قوله تعالى: { مُشْتَبِهًا } و { مُتَشَابِهٍ }في الآيتين الآية 99 والآية 141 من سورة الأنعام فيقول الله سبحانه وتعالى يقول: { مُشْتَبِهًا } و {وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ} في هاتين الآيتين، فما الفرق بين قوله: { مُشْتَبِهًا } و {وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ}وبين قوله: { مُتَشَابِهًا } {وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ}في آية أخرى وهذه الآيات يا دكتور عيسى من سورة الأنعام.
د.عيسى: والله أعلم أن { مُشْتَبِهًا } أي يشبه بعضه بعضاً، من كثرة تشابهه.
د.عبد الرحمن: يكاد يشتبه عليك.
د.عيسى: وأما التشابه فهو قد يكون في موضوع قد يخفى على الإنسان شيء.
د.عبد الرحمن: يعني في بعض الجوانب يكون، إذاً يكون الاشتباه أشد من التشابه.
د.عيسى: نعم.
د.عبد الرحمن: جميل جداً.
د.عيسى: نعود إلى موضوع: :{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ} أم هناك أسئلة!!.
د.عبد الرحمن: هنا سؤال: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ} وهذا من التدبر
في قوله: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ}الآية رقم: 103 من سورة النساء، هذه تسأل الأخت أم عمر عن هذا السبب الذي جعل الأمر بذكر الله سبحانه وتعالى في هذا الموضع - يعني الله سبحانه وتعالى تكلم عن صلاة الخوف: {وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ} ، { وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ } ثم قال: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ} وهذا سؤال يتكرر كثيراً يا دكتور عيسى في كتب التفسير لماذا يأت الأمر بذكر الله سبحانه وتعالى في هذا الموضع وهو موضع خوف وحرب وقلق؟ ثم يأتيك يأمرك بذكر الله سبحانه وتعالى ما هي الحكمة من هذا؟
د.عيسى: الحكمة والله أعلم أن ذكر الله -عز وجل- له أثره أصلاً في اطمئنان القلب { أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {28} } [الرعد:28]، والآية التي سألت عنها الأخت أم عمر وهي حقيقةً لا تريد أن تسأل هي تريد أن تشير.
د.عبد الرحمن: جزاك الله خيراً.
د.عيسى: وتؤكد قضية أهمية الذكر وأثره
الآية التي سبقتها الحديث عن كيفية صلاة الخوف والإنسان في رعب ومع هذا فرض صلاة الجماعة بل الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله قال: ((إن هذا مما يدل على وجوب صلاة الجماعة وهي آية صلاة الخوف , إذا كان إنسان مقابل عدو وصلاة الجماعة مفروضة عليه بكيفياتها المتعددة التي ذكرها العلماء فكيف بغير حال الخوف!
الشاهد نعود إلى قضية أنه بعد - يعني هذه الآية - جاء الحديث عن صلاة الخوف ثم يقول الله -عز وجل-: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ}
أولاً: الذكر يطمئن به القلب والإنسان في حالة فزع وخوف فهو في أمس الحاجة إلى ما يهدئ كما يقال في التعبير العامي مهدئ أعصاب.
الذكر حياة، الذكر اطمئنان، الذكر يعني يسكب في قلوب المؤمنين راحة وطمأنينة، بل إن الذكر كثيراً ما يأتي بعد نهاية أشرف العبادات { فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا }[البقرة:200] {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ}
وهذه الحالات المتعددة التي أكد الله -عز وجل- على التفصيل فيها للتأكيد على أن الذكر يشمل كل الحالات.
د.عبد الرحمن: إن هذا لاستنباط دقيق، أذكر ابن عباس -رضي الله عنهما- عندما فسر قول الله تعالى: { إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ {1} وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا {2} فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ {3}} والاستغفار من الذكر فقال: إن هذه تدل على نعي النبي -صلى الله عليه وسلم- وأن أجله قد اقترب، فيذكر بعض العلماء يقول: لماذا استنبط منها ابن عباس هذا الاستنباط؟
قالوا: لأن الله سبحانه وتعالى يأمر دائماً بالذكر والاستغفار بعد نهاية الأعمال فكأن النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما أمر في هذه السورة بالاستغفار فكأنه قد استنبط منها ابن عباس -رضي الله عنه- أن هذه هي علامة
د.عيسى: نعي النبي -صلى الله عليه وسلم-
د.عبد الرحمن: علامة دنو أجله - يعني قد اقترب أجلك - لأنها انتهت مهمتك -عليه الصلاة والسلام-
هنا سؤال يا دكتور عيسى من الأخ أبو محمد أمس من السعودية يقول:
في الآية 146 من سورة آل عمران، قال الله سبحانه وتعالى: {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ {146}
يقول: ما الفرق بين الوهن والضعف والاستكانة، ولماذا جاءت بهذا الترتيب؟
د.عيسى: والله أعلم أن هذه درجات
• الوهن شيء نفسي.
• والضعف نفسي وحسي.
• والاستكانة هي أمر حسي يعني القعود.
د.عبد الرحمن: والذلة.
د.عيسى: والذلة تمام ، ففيها تدرج أيضاً.
د.عبد الرحمن: يعني ترتيبها في الآية كترتيبها في شعورها.
د.عيسى: شعورها.
د.عبد الرحمن: الأمور النفسية.
د.عيسى: النواحي النفسية نعم.
د.عبد الرحمن: سبحان الله، جزاك الله خيراً، كان أيضاً أحد الإخوة أمس يسألنا.
د.عيسى: أنت مصر على إكمال الأسئلة.
د.عبد الرحمن: أنا الحقيقة أطمح يا دكتور عيسى نحن الآن ولله الحمد في رمضان والناس يعني يقبلون على القرآن كما تفضلت وأنا أقول أن من واجب الإخوة المشاهدين علينا عندما أتينا بهذا البرنامج المباشر ونحن سميناه التفسير المباشر على هذا الأساس أن نجيب على أسئلتهم واستفساراتهم، خاصة إذا كان الإخوة الذين سألونا بالأمس يتابعوننا باليوم وهكذا, وأنا في ذهني أن أجمع أيضا بقية الأسئلة إن شاء الله وربما نخصص لها حلقة كاملة في نهاية الشهر إن شاء الله تعالى، لكن هنا هذا السؤال يسألنا عن قوله سبحانه وتعالى: { فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ } [النساء: 74]الأخ بكر سألنا أمس يقول أنا أشكلت علي الآية ما معنى { فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ }ما معنى: { يَشْرُونَ } في الآية؟.
د.عيسى: { يَشْرُونَ }يعني يشترون - يعني من أراد أن يشتري الآخرة فإن من مهرها هو القتال في سبيل الله سبحانه وتعالى -.
د.عبد الرحمن: جميل يعني { يَشْرُونَ }هنا معناها يشرون الحياة الدنيا بالآخرة.
د.عيسى: يعني يفضلون، يقدمون، يعني تكون الآخرة هي الأولوية، لأنه سيضحي بحياته - يعني في المصطلح المعاصر سيضحي بنفسه - لكنه سيشتري الآخرة.
د.عبد الرحمن: وطبعاً أنا أتصور يا دكتور أيضاً أن من الذي أدخل الإشكال على الأخ بكر هو { يَشْرُونَ }، { يَشْرُونَ }، فهم منها الشراء معنى كما تعلم أن كلمة { يَشْرُونَ }تأتي بمعنى يبيعون - يعني يبيعون الحياة الدنيا ويشترون الحياة الآخرة - .
د.عيسى: نعم.
د.عبد الرحمن: نعود للتدبر يا دكتور عيسى
وليتك تشير إلى قضية الإخوة الذين رأيتهم.
د.عيسى: هو مما يساعد على تدبر القرآن الكريم وأنا أقول للإخوة الصائمين والصائمات كناحية تطبيقية سيصلون التراويح الليلة، ومما يساعد على تدبر القرآن الكريم هو استحضار الآيات قراءتها قبل أن يأتي، ولهذا الحافظ حافظ القرآن تدبره أكثر من غيره؛ لأنه يسمع شيء يعرفه ويتابع معه، ولهذا من وسائل تدبر القرآن الكريم حفظه.
د.عبد الرحمن: حفظه.
د.عيسى: وهذه قد تسابق فيها أبناء هذه الأمة، أنا رأيت مثل ما أشرت نماذج في المالديف وفي غيرها في زياراتنا لأحد مراكز القرآن الكريم يعرض عليه تقريباً يومياً ما يقرب من ألف وثمانمائة شخص يتناوبون عليه صباحاً ومساءًا، امرأة كبيرة في السن تقريباً تجاوز عمرها خمس وخمسين سنة وقد استمعنا تلاوتها، حفظت القرآن الكريم في ست سنوات، تأتي تخصص وقت لها هذا الوقت لحفظ القرآن الكريم، فوق الخمسين خمسة وخمسين سنة وزيادة عمرها، وحفظت القرآن واختبرناها أنا وأحد الإخوة معي فإذا بها ما شاء الله مجيدة, حافظة، لا شك أن الأخوات الصائمات اللاتي الآن يحفظن القرآن الكريم وهن يصلين التراويح خلف إمامٍ سيكون استحضارهن ومتابعتهن أولى وأكثر من غيرهم.
د.عبد الرحمن: لا شك
د.عيسى: ففيه نماذج كثير وفي الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم تعمل مسابقة سنوية, هناك بند يسمى غرائب الحفاظ، هذا البند يا دكتور عبدالرحمن والإخوة المشاهدين والمشاهدات يأتون فيه بغرائب الحفاظ من الأطفال الصغار.
د.عبد الرحمن: مثل ماذا؟
د.عيسى: يعني طفل أمس استمعنا له من الطاجيك من طاجكستان، أحد الزملاء ذ هب هناك وصور المقطع، عمره خمس سنوات يحفظ القرآن الكريم كاملاً ويسمع له الشيخ برقم الصفحة وأنا رأيته وهو موجود على الإنترنت الآن موجود المقطع يفتح الصفحة رقم 316 يقول له سمع يسمع بالصفحة.
د.عبد الرحمن: ما شاء الله.
د.عيسى: ورأيت هذا أيضاً في طفل مصري في احتفال الهيئة كان في الكويت في شهر ذي القعدة العام الماضي اختبره الدكتور عبد الله التركي مباشرةً.
د.عبد الرحمن: كأني والله رأيته.
د.عيسى: نعم، واختبره الدكتور
د.عبد الرحمن: أيمن سويد.
د.عيسى: أي نعم واختبره أمير الكويت مباشرةً أعطاه المصحف يسمع برقم الصفحة وهذا من إعجاز الله وحفظه لكتابه.
د.عبد الرحمن: سبحان الله العظيم.
د.عيسى: فنقول هذا من أحد الأسباب التي يهيئ الإنسان للتدبر.
مما يهيئ الإنسان أيضاً للتدبر دكتور عبد الرحمن والإخوة المشاهدون قضية الإنسان يحاول أن يفهم بعض الكلمات الغريبة التي يمر بها, اليوم مرت معنا كلمات غريبة { وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ } [النساء:88] في مقطع النساء، وفي كثير من الكلمات.
د.عبد الرحمن: وأيضاً هناك ملحوظة يا دكتور عيسى وهي أن الغريب في القرآن الكريم نسبي - يعني مثلاً قد يكون غريب عندي ولكنه عندك ليس غريب لأنك أكثر اطلاعاً وأكثر علماً وهكذا هي مسألة نسبية،
نستأذن الإخوة المشاهدين وأستأذنك يا دكتور عيسى في أخذ تقرير عن كتاب مما نعرضه في كل حلقة ثم نعود معكم فابقوا معنا.
-----------------------------
فــــــــــاصل:
«مفردات ألفاظ القرآن»
• مؤلف الكتاب: هو العلامة الراغب الأصفهاني المتوفى أول القرن السادس الهجري تقريباً
• ويعد هذا الكتاب من الكتب المتميزة في بيان معاني المفردات القرآنية
• مرتبةً على ترتيب حروف الهجاء
يقول مؤلفه في المقدمة: "وقد استخرت الله تعالى في إملاء كتابٍ مستوفٍ فيه مفردات ألفاظ القرآن على حروف التهجي فنقدم ما أوله الألف ثم الباء على ترتيب حروف المعجم، معتبراً فيه أوائل حروفه الأصلية دون الزوائد، والإشارة فيه إلى المناسبات التي بين الألفاظ المستعارات منها والمشتقات حسبما يحتمل التوسع في هذا الكتاب"
وقد عني فيه مؤلفه بالتدقيق في بيان معاني المفردات في اللغة العربية، وجمع الآيات التي وردت فيها المفردة، واستنباط المعاني الدقيقة للمفردة من خلال السياق الذي وردت فيه.
وبهذا تميز عن غيره من كتب غريب القرآن، ومعاجمه، ويستشهد على بيان المعاني بأشعار العرب وكلامها،
وهو من أهم ما يجب على القارئ أن يتعلمه ليتوسع في معرفة معاني القرآن الكريم ودلالاته.
وقد صدر هذا الكتاب عن دار القلم بدمشق، بتحقيق الأستاذ صفوان عدنان داوودي عام ألفٍ وأربعمائةٍ واثني عشر للهجرة،
وهو كتاب قيم نافع للمسلم لمعرفة معاني الكلمات في القرآن بتفصيلٍ وتوسع.
***********************************
د.عبد الرحمن: مرحباً بكم أيها الإخوة المشاهدون بعد هذا الفاصل الذي عرفنا فيه بكتاب المفردات للراغب الأصفهاني رحمه الله وهذا يناسب ما كان يتكلم عنه ضيفنا العزيز الدكتور عيسى الدريبي هنا في الأستوديو حول أهمية العناية بمعرفة غريب القرآن الكريم والكلمات الغريبة، فنحن نختار يا دكتور عيسى في التعريف بالكتب، نختار للإخوة الذين يشاهدوننا كتب مميزة
د.عيسى: جيد
د.عبد الرحمن: يعني مثلاً في غريب القرآن هذا كتاب مفردات الراغب الأصفهاني مما يعينك على معرفة اللفظة الغريبة وبيانها من خلال السياق، وكذلك هناك كتب أخرى في الغريب كما تعلم لكن هذا من أجودها.
نعود لحديثنا يا دكتور عيسى في آيات هذا الجزء وحديثك عن بعض المفردات الغريبة التي ينصح بالإطلاع على معرفتها، وكنا عرفنا أيضاً بكتاب السراج في غريب القرآن لزميلنا الدكتور محمد الخضيري, هذاك ميزته أنه مختصر الكلمة ومعناها، ومفردات الراغب الأصفهاني يعطيك الكلمة ولكن يفصل في معناها.
د.عيسى: باعتبار المتخصصين وطلبة العلم.
د.عبد الرحمن: بالضبط، والله يا دكتور عيسى وأنت أدرى يعني هناك بعض الإخوة الذين غير متخصصين لكن لديهم تأملات في القرآن الكريم ولعل لديك تعليق على هذا.
د.عيسى: نعم، هذا الكتاب الذي تفضلت وأشرت إليه من أهم الكتب وأميزها في باب المفردات، لكن هناك كتب أسهل مثل كتاب متداول وقديم للشيخ حسنين محمد مخلوف وهو "كلمات القرآن"
أنا أنصح نصيحة وأجربها وبعض الإخوة يجربونها ألا تقرأ في المصحف إلا وعلى هامشه تفسير، والآن هذه كثيرة جداً مثل التفسير الميسر الذي أصدره مجمع الملك فهد رحمه الله، والآن أنت تقرأ أحياناً تحتاج وتمر بك آية لا تعرف معناها ولهذا لو أن إنسان هذه كتجربة لو إنسان ألزم نفسه يعني يأخذ مصحف مختصر يرجع إليه متى ما عنى له أن يقرأ أي آية ويفهم معناها، بالنسبة للتجارب كون الإنسان يتصل بالقرآن مباشرةً بعد فهمه اللغة سيكون له أثر كبير جداً في فهم القرآن الكريم، وأنا أذكر لك تجربة أحد الجيران نعرفه رجل لا يعرفه المتخصص، ولكني والله أزوره أحياناً لأستمع منه بعض الفوائد والدرر في فهم كلام الله، يقول: أنا لا أدري كيف الناس في رمضان يختمون ثلاث مرات وأربع مرات وخمس مرات وعشر مرات!!
يقول: والله إنني لا أستطيع أن أتجاوز في اليوم صفحة واحدة.
د.عبد الرحمن: سبحان الله.
د.عيسى: ثم يذكر لي آيات تدل على هذا، يقول الله سبحانه وتعالى في مطلع سورة هود: {الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ {1} [هود:1]، يقول ليس فقط إحكاماً للقرآن وليس إحكام السور بل إحكام الآيات، يقول أنا أحياناً لا أستطيع أن أتجاوز الآية، أقرأها مرة أو مرتين أو ثلاث، يقول: أنا أحياناً أنظر لهذه الآية أبحث عن ما يماثلها - ما يسمى عندنا بالتفسير الموضوعي - فيجمع هذه الآيات ويخرج برؤية واضحة مثل ما فعل ابن مسعود -رضي الله عنه-.
د.عبد الرحمن: وهو ليس من المتخصصين.
د.عيسى: ليس متخصص ولكنه والله يعيش مع القرآن وهو على هذه الحال على أكثر من عشرين سنة، وسبحان الله يعني...
د.عبد الرحمن: ويكون لهذا أثر طبعاً في حياته.
د.عيسى: أثر في حياته وفي سلوكه، في نظرته للحياة، في نظرته للعبادات من خلال القرآن الكريم بشكل كبير جداً.
وأقول: هذه التجربة عاشها هو لأنه جعل القرآن حياته، يقول أنا أحياناً أقف مع الآية يوم كامل.
د.عبد الرحمن: أذكر يا دكتور عيسى تجربة لأبي بكر الرازي تشبه هذه التجربة، لكن قبل أن نذكرها نأخذ اتصال من الأخت أم عبد الله من السعودية، تفضلي يا أم عبد الله.
الأخت: السلام عليكم ورحمة الله.
د.عبد الرحمن: وعليكم السلام ورحمة الله.
الأخت: بارك الله فيكم، عندي ثلاثة أسئلة.
د.عبد الرحمن: تفضلي.
الأخت: السؤال الأول: قوله تعالى: { وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ } [النساء:128]، ما معنى هذا الآية وما هو هذا الشح ؟ نرجو التعليق
السؤال الثاني: كتابة الآيات الآن أنا أكتبها في دفتر هل يلزم أني أكتبها بالرسم العثماني أم أكتبها بالكتابة العادية؟
السؤال الثالث: خواتيم سورة النساء فيها تشابه كثيراً { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا }، { وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} ما الكتب التي تنصحونا في مثل هذا توضح لنا ذلك وتضبط لنا هذا ؟
د.عبد الرحمن: جيد، شكراً يا أم عبد الله ، جزاك الله خيراً
لو تكمل لنا يا دكتور عيسى الحديث عن هذا الرجل العامي الذي يتدبر القرآن، قبل هذا أريد أن أذكر قصة لأبي بكر الرازي.
د.عيسى: نعم، صاحب كتاب "مختار الصحاح".
د.عبد الرحمن: هذا الرجل من علماء القرآن الكبار، متوفى ستمائة أظن وأربعة أو ستمائة وخمسة، كان له صاحب من عامة الناس، يقول ليس بعالم ولا بطالب علم، ولكن كان يلقي علي أسئلة لا أجدها في كتب التفسير- يعني تدل على تدبره وتأمله- قال: فكنت أبحث عنها في كتب التفسير فبعضها أجد له جواباً وبعضها لا أجد له جواباً، وكان هذا سبب في تصنيف كتاب من أروع كتب التدبر اسمه : "أنموذج جليل في آيات التنزيل" وهو مطبوع وسنعرف به إن شاء الله في إحدى حلقات البرنامج
فهذا يعني مصداق لقولك أن الذي يعيش مع القرآن الكريم ولو لم يكن من أهل القرآن المتخصصين فيه فإنه سيفتح الله عليه إذا كان قد عرف لغة القرآن وشيء من هذا.
د.عيسى: ولهذا أنا أؤكد على أمر أخير في هذا كتطبيق الليلة، كل واحد من الإخوة الفضلاء الصائمون والصائمات اليوم بين صلاتي المغرب والعشاء قبل أن يذهب يأخذ المقطع الذي سيصلي به مع إمامه ويستعرض الكلمات الغريبة.
د.عبد الرحمن: جميل
د.عيسى: وينظر كيف سيكون تأثره واستفادته من القرآن مما يتلوا ويقارنها بليلة البارحة سوف يكون له فرق كبير بأن يسمع شيء وهو يفهمه.
د.عبد الرحمن: لم يبقى لنا يا دكتور عيسى إلا دقيقة واحدة من الوقت فنجيب على سؤال الأخت أم عبد الله الأول: { وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ } [النساء:128]، تقول: ما معنى الشح في الآية؟
ثم نؤجل بقية أسئلتها للحلقة القادمة إن شاء الله.
د.عيسى: هذه الآية جاءت في معرض الحديث عن قضية الصلح بين الزوجين، والزوجان قد يتمسك كل واحد منهما بحقه كاملاً فهنا يأتي كل واحد منهم يتمسك بحقه الشح يشح - يعني يريد أن يتمسك بحقه كاملاً-
د.عبد الرحمن: والشح هو البخل
د.عيسى: والشح هو البخل فيريد كل واحد منهما أن يتمسك بحقه ولهذا قال الله عز وجل: { وَالصُّلْحُ خَيْرٌ } مع أنه قد تحضر كل واحد منهم شحيح وبخيل بأن يثبت حقوقه وكأن الأولى تؤثر الصلح والثانية تحذر من الشح.
د.عبد الرحمن: الله أكبر، جميل، يعني هي دعوة للالتقاء إلى المنتصف إن صح التعبير.
د.عيسى: نعم.
د.عبد الرحمن: شكر الله لك يا أبا عبد المحسن هذه الإطلالة الرائعة
وأسأل الله أن يكتب أجرك، وأن يجعل ما تفضلت به في ميزان حسناتك
أيها الإخوة المشاهدون باسمكم جميعاً أشكر أخي العزيز الدكتور عيسى بن علي الدريبي الأستاذ المشارك في قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بجامعة الملك سعود، وأشكركم أنتم أيضاً على متابعتكم وإنصاتكم، وأسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته
حتى نلقاكم بإذن الله تعالى في حلقة الغد أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الضيف: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أذيعت يوم الجمعة بتاريخ: 5 / 9 / 1429هـ

وهذا رابط الفيديو للمتابعة
http://www.youtube.com/watch?v=QugfI6JcKxA
 
التفسير المباشر
الجزء الخامس

الجمعة 5/9/1429هـ
------------------
د.عبد الرحمن:
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الإخوة المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مرحباً بكم في حلقةٍ جديدة من حلقات برنامجكم اليومي التفسير المباشر.
في هذه الحلقة سوف نتناول الجزء الخامس من أجزاء القرآن الكريم، ويسعدنا أن نتلقى اتصالاتكم واستفساراتكم حول هذا الجزء على وجه الخصوص، على الهواتف والأرقام التي تظهر تباعاً على الشاشة، ويسعدني في بداية هذه الحلقة أن أرحب بكم وأرحب بضيفنا في هذه الحلقة وهو فضيلة الشيخ الدكتور/ عيسى بن علي الدريبي، حياكم الله يا دكتور عيسى.
د.عيسى: حياكم الله.
د.عبد الرحمن: وأهلاً وسهلاً بك في هذا البرنامج الذي نناقش فيه بعض قضايا الجزء
والحديث اليوم سيكون عن الجزء الخامس بإذن الله تعالى، وفي الحقيقة أنها تتراكم الأسئلة يا دكتور عيسى نظراً لضيق الوقت، وكثرة المحاور في بعض الحلقات، وإن كان برنامجنا في أصله يا دكتور عيسى هو الإجابة عن أسئلة المشاهدين فلا تستغرب –يعني- من كثرة أخذ الأسئلة وقطع الحديث.
بدايةً نريد أن نبدأ يا دكتور بالآيات التي قال فيها ابن مسعود -رضي الله عنه- : ((إنها من الآيات العظيمة التي لو اكتفت بها الأمة لكفتها، أو أنها خير للأمة مما طلعت عليه الشمس)) في سورة النساء فلعلها تكون مدخل للحديث في هذا اللقاء.
د.عيسى: جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
نسأل الله عز وجل أولاً أن ينفعنا ويرفعنا بالقرآن العظيم.
د.عبد الرحمن: اللهم آمين.
د.عيسى: وأن يجعل برنامجكم هذا برنامجا مباركا، وأسأل الله أن ينفع به هذه الأمة، كيف لا !! وهو يتناول كتاب الله -عز وجل-، ويشرح آياته، ويجيب على تساؤلاته.
وجزء هذا اليوم الجزء الخامس من القرآن الكريم أغلبه في سورة النساء هذه السورة المباركة والتي محورها الرئيسي هو رعاية حقوق الضعفاء والعناية بمصالحهم.
يذكر المفسرون أن في هذه السورة المباركة خمس آيات ورد عن ابن مسعود -رضي الله عنه- في الأثر الذي ذكره ابن كثير وغيره في تفسيره : (لخمس آيات ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها)
وهذه الآيات من الآيات العظيمة التي فيها سعة رحمة الله، وعظيم مغفرته سبحانه وتعالى، وفتح باب الرجاء، وتجاوزه سبحانه وتعالى عن عباده، فيقول سبحانه وتعالى: { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء } [النساء:48]، وقوله سبحانه وتعالى: { إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ {31}[النساء:31]، وقوله سبحانه وتعالى: { إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا {40} [ النساء:40]، وقوله سبحانه وتعالى: { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا {64} [النساء: 64]، والآية الخامسة يقول سبحانه وتعالى: { وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا {110} [النساء: 110]، هذه الخمس الآيات دكتور عبد الرحمن والإخوة المشاهدين والمشاهدات من الصائمين والصائمات، جامعها هو سعة رحمة الله -عز وجل- وفتح باب التوبة، وتجاوز الله -عز وجل- عن ذنوب عباده، بل تجاوزه عن كل الذنوب إلا ذنب واحد هو ذنب الشرك.
د.عبد الرحمن: الشرك بالله سبحانه وتعالى.
د.عيسى: سبحانه وتعالى
بل هنالك آيات أخر يعني يتفضل الله -عز وجل- فيها لعباده أنهم إذا اجتنبوا الكبائر - والكبيرة يعني هي الأمر العظيم والخطير والذنوب العظيمة التي قال في أرجح التفسيرات وهو الإمام السعدي رحمة الله عليه: (أنه ما توعد عليه بغضبٍ أو بلعنةٍ أو بعقوبةٍ أو بحدٍ) - أن الله عز وجل من كرمه أنه قال: { إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} من كرم الله سبحانه وتعالى أن من اجتنب الكبائر الله سبحانه وتعالى يعف عن الصغائر، يعني ليست القضية فقط مغفرة الذنوب بالتوبة بل إن مجرد اجتناب الكبائر موجب بإذن الله -عز وجل- بنص هذه الآية بمغفرة الصغائر.
هذه الخمس آيات ورد أثر عن ابن عباس رضي الله عنه أيضاً أضاف إليها ثلاث آيات أخرى وهي في نفس الباب في باب فتح باب الرحمة والرجاء للعباد فقد ورد عنه أنه قال: ((ثماني آيات أنزلت في سورة النساء هي خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس وغربت)):
• أولاهن: { يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ } [النساء:26]
• وثانيهن:{وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا {27} [النساء:27]
• والثالثة هو قوله سبحانه وتعالى: { يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا {28} [النساء:28]، ثم ذكر بقية الخمس آيات التي ذكر ابن مسعود -رضي الله عنه-
هذه الآيات العظيمة أيها الإخوة والأخوات الفضلاء تفتح باب الرحمة والرجاء ثم تبين رغبة الله سبحانه وتعالى وعفوه لعباده سبحانه وتعالى، حتى أن الله ذكر في أكثر من آية: :{وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ}، { يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ } ،ثم قال بعد ذلك: {وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ } { يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا {28}
د.عبد الرحمن: من رحمته ولطفه بعباده: { يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ }، :{وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ}
د.عيسى: :{وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ}
د.عبد الرحمن: الله أكبر.
د.عيسى: إضافة إلى تلك الخمس آيات
ولهذا هذه الآيات الثمان أو الخمسة على قول ابن مسعود كما ورد عن سلف الأمة من قول ابن مسعود وابن عباس أنهم يرون أنها خير لهذه الأمة مما طلعت عليها الشمس لأن فيها فتح باب رجاء كبير لهذه الأمة.
د.عبد الرحمن: يا دكتور عيسى هذا كلامك الرائع يقودني إلى سؤال في سورة النساء نفسها في هذا الجزء الذي نتحدث عنه وهو في قوله تعالى في الآية الثانية والثمانين من السورة: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا {82} [النساء:82]، ألا تلاحظ أن قول ابن مسعود -رضي الله عنه- هذا يدل على عنايته وتدبره وجمعه لهذه الآيات المتفرقة في السور وأن يجمع بينها رابط واحد وهو سعة رحمة الله سبحانه وتعالى، ثم يبرزها ويظهرها للطلاب وللأمة حتى تستفيد منها.
أنا أريد حديث يا دكتور أولاً عن هذه الآية في سورة النساء وتنبيه للإخوة المشاهدين عن أهمية تدبر القرآن.
وأنا أريد أن تشير إلى تجربتك يا دكتور عيسى وأنا أعرف أنك معني بالعناية بالقرآن ولك علاقة في الهيئة العالمية لتحفيظ للقرآن الكريم جزاك الله خيراً، وأذكر أنني قرأت لك في ملتقى أهل التفسير خبراً عن رحلتك إلى جزر المالديف في المحيط الهندي وعجائب المتدبرين للقرآن هناك.
د.عيسى: نعم
ما تفضلت به في محله في أن سلف هذه الأمة على رأسهم صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان تناولهم للقرآن غير تناولنا، نحن اليوم دكتور عبد الرحمن هذه الأمة بحمد الله وهذا من الخير في رمضان يمر الإنسان منا ما لا يقل يومياً على جزء إما سماعاً أو تلاوةً، ولكني دائماً أنا أسائل نفسي وأقول للإخوة الفضلاء في هذه الأمة، السؤال الذي يرجع به الإنسان ماذا بعد قراءة هذا الجزء؟
ما الهدايات التي خرج بها؟
ما الأوامر الربانية التي امتثلها؟
ما أثر القرآن في نفسه؟
يعني آية واحدة هنا مرت على أبي بكر -رضي الله عنه- لما سمعها فزع إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-، بينما نحن مررنا بها مرة أو مرتين وهو قول الله سبحانه وتعالى: { لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ } [النساء:123]
ورد أنه قال: ((أصبت بظهري حتى أنني تمطقت)) - يعني أحس بشيء شديد جداً نزل عليه- {مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ } شرط وجزاء،{مَن يَعْمَلْ سُوءًا} والجزاء {يُجْزَ بِهِ }
لأن سلف هذه الأمة كانوا يقفون مع القرآن غر وقفاتنا نحن، كانوا يتدبرونه، مثل ابن مسعود -رضي الله عنه- وجمعه لمثل هذه الآيات وخروجه بهذه الخلاصة، وعلى هذا:{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا {82} [النساء:82]،كان سلف هذه الأمة نظرتهم للقرآن غير نظرتنا، كما ورد عن الحسن بن علي -رضي الله عنه- أنه قال: ((إنه كان من كان قبلكم يرون أن هذا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل)
د.عبد الرحمن: ويعملون بها
د.عيسى: ويتفقدونها بالنهار، فكان ابن مسعود -رضي الله عنه- جمع مثل هذه الآيات ليظهر ويولد موضوع التدبر
قرأ هذه الآيات ثم نظر فيها مرة أو مرتين
نحن ربما نمر بسورة النساء ولا نلتفت لهذه الخمس آيات.
د.عبد الرحمن: أيضاً هناك مسألة في آية التدبر يا دكتور عيسى وهي ورود الأمر بتدبر القرآن وسط الآيات التي تتحدث عن المنافقين أريد إشارة حول هذا
ولكن تأذن لي يا دكتور عيسى آخذ اتصال من الأخ سامي من السعودية، تفضل يا أخ سامي.
الأخ: السلام عليكم.
د.عبد الرحمن: وعليكم السلام ورحمة الله.
الأخ: ما معنى الآية: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا {35} [النساء:35]
د.عبد الرحمن: طيب، شكراً يا أخ سامي حياك الله، تفضل يا دكتور عيسى واصل حديثك.
د.عيسى: :{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} هذا استفهام من الله -عز وجل- لهذه الأمة
وتدبر القرآن هو الهدف الذي أنزل لأجله القرآن {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِِ {29} [ص: 29]، الهدف من إنزال هذا القرآن الكريم هو أن الإنسان يهتدي بهديه { إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } [الإسراء:9]
د.عبد الرحمن: الله أكبر
د.عيسى: "ومن أهم ما يهيئ الإنسان للتدبر هو استجماعه لصفات المتدبر"
وهنالك آية دكتور عبد الرحمن والإخوة المشاهدين والمشاهدات جمعت أصول الانتفاع بالقرآن والتدبر وهي قوله سبحانه وتعالى في سورة ق: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ {37}[ق:37] ابن القيم رحمه الله له تعليق على هذه الآية يكتب بماء الذهب، قال: "فإن أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند سماعه حضور من يخاطبه به"
كلمة اجمع قلبك هذه دقيقة جداً في أن الإنسان يتوجه بكليته للقرآن الكريم، اجمع قلبك فهو المؤثر القرآن الكريم موجود والمحل القابل
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى }الذكرى هي القرآن المؤثر الموجود فيه الذكرى
{ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ} المحل القابل للتأثير
{لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}
د.عبد الرحمن: يعني إذا لم يكن له قلب حاضر فعلى الأقل يكون عنده إصغاء وسمع.
د.عيسى: {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ} وهذه من شروط الانتفاع بالتأثر بالقرآن الكريم ولتدبره
{أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ} حتى كلمة ألقى السمع هذه دقيقة جداً وسيلقي بكل كليتيه، شديدة التركيز، ونحن نلاحظ الآن في صلاة التراويح هذه الليلة قد يطبق أحدنا هذه الأربعة.
الأمر الرابع: انتفاء الموانع، لا تكون هناك موانع تمنع بينك وبين القرآن الكريم، حُجُب؛ حجب المعاصي، حجب الغفلة، من الحُجُب عدم فهم الآيات - يعني الآن من بركات هذا البرنامج -برنامجكم الكريم- أنه إن شاء الله سيضيء إضاءات يسيرة على بعض الآيات - من أكبر الحجب التي تحول بين التأثر والتدبر والفهم.
د.عبد الرحمن: عدم معرفة الآيات، صحيح.
د.عيسى: كيف الإنسان سيتأثر بشيء وهو لا يفهم معناه!
د.عبد الرحمن: أذكر كلام يا دكتور عيسى للطبري رحمه الله في مقدمة تفسيره يقول: "إنني لأعجب ممن يقرأ القرآن ولا يفهم معانيه كيف يتلذذ بقراءته" بالضبط أنت لا تستطيع أن تتلذذ بشيء لا تفهمه.
د.عيسى: صحيح.
د.عبد الرحمن: نأخذ اتصال يا دكتور عيسى من أم عمر من السعودية.
الأخت: السلام عليكم ورحمة الله.
د.عبد الرحمن: وعليكم السلام ورحمة الله.
الأخت: بارك الله فيك يا شيخ عندي سؤال في سورة النساء في آية 103 في قوله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ} [النساء:103]، {فَاذْكُرُواْ اللّهَ} أنه ليس على وجه الخصوص {فَاذْكُرُواْ اللّهَ} بل على كل حال قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ}، ونحن نعلم في الآية التي سبقتها أن المسلمون في وقت جهاد والقلب أشد ما يكون انشغالا عن ذكر الله - والله أعلم في هذا الموقف - فما هو مناسبة {فَاذْكُرُواْ اللّهَ}
د.عبد الرحمن: بارك الله فيك، شكراً يا أم عمر، نعود إلى سؤال الأخ سامي من السعودية يا دكتور عيسى إن رأيت، يسأل عن قوله تعالى في سورة النساء هنا: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا {35} [النساء:35]
يقول: ما معنى هذه الآية؟
د.عيسى: هذه الآية أصل في باب التحكيم عند الخلاف بين الزوجين، وهذه من الآيات التي ذكرها الله -عز وجل- وهي التي فيها رعاية حقوق الضعفاء، المرأة أحياناً بل في عالمنا العربي حقيقةً هي مستضعفة في كثير من أمورها وشئونها، والله -عز وجل- خالق البشر اعتنى بخلقه سبحانه وتعالى فذكر هذه الأمور التي هي كيف تحل الأمور إذا وصلت لقضية الخلاف والشقاق، طبعاً الآية التي سبقتها تحدثت عن قضية.
د.عبد الرحمن: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء} [النساء:34]
د.عيسى: عن قضية حل الخلاف الزوجي في بيت الزوجية، لكن هذه الدائرة قد لا تستطيع أحيانا دائرة الزوجين قد يكون الخلاف أشد، فلا يستطيع الزوجان أو لا يمتلكان من الحكمة أو يتخوفان من تطور الشقاق إلى الانفصال – لا سمح الله-
بعد ذلك جاءت هذه الآية وهي تدخل أطراف، لكن أطراف ينبغي أن تكون حكيمة {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا} ، إن خاف الزوجين أو خاف الأولياء الذين حولهم أن هؤلاء قد لا يستطيعون أن يحلوا القضية، هنا شرع التشريع الثاني هي قضية دخول الحكم {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا}، حكم يكون حكيم، لأنه أحياناً قد يكون هذا الحكم يأتي للفصل أو الانتقام، وفرق كبير جداً بين الحكم الذي يأتي للإصلاح وبين الحكم الذي يأتي للانتقام.
د.عبد الرحمن: يعني {إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا} قد تعود للحكمين وقد تعود للزوجين.
د.عيسى: نعم، للحكمين أو الزوجين.
د.عبد الرحمن: ويمكن أن تحمل على الجميع يا دكتور.
د.عيسى: {يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا} وهذا أيضاً فيه فتح باب لقضية أنه مهما احتد الخلاف أحياناً إذا كانت هنالك نية صادقة للإصلاح {إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا} سواء كانا الحكمين على مرجع الضمير، أو الزوجين الله عز وجل تعهد {يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا}.
د.عبد الرحمن: نفع الله بك يا دكتور وجزاك الله خيراً، الحقيقة لدينا يا دكتور عيسى حتى نكون منصفين لدينا أسئلة من الحلقة الماضية لم نجب عليها ونحن نأخذ كل حلقة أسئلة جديدة فتأذن لي في سؤال جيد من الأخ أبو إبراهيم أمس كان يسأل في سورة الأنعام
وأنا أنبه الحقيقة الإخوة المشاهدين إلى أن تقتصر الأسئلة في كل حلقة على الجزء الذي نتناقش فيه - يعني اليوم ليت الأسئلة فقط تكون في الجزء الخامس وغداً الجزء السادس وهكذا - سأل سؤالاً عن الفرق بين قوله تعالى: { مُشْتَبِهًا } و { مُتَشَابِهٍ }في الآيتين الآية 99 والآية 141 من سورة الأنعام فيقول الله سبحانه وتعالى يقول: { مُشْتَبِهًا } و {وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ} في هاتين الآيتين، فما الفرق بين قوله: { مُشْتَبِهًا } و {وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ}وبين قوله: { مُتَشَابِهًا } {وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ}في آية أخرى وهذه الآيات يا دكتور عيسى من سورة الأنعام.
د.عيسى: والله أعلم أن { مُشْتَبِهًا } أي يشبه بعضه بعضاً، من كثرة تشابهه.
د.عبد الرحمن: يكاد يشتبه عليك.
د.عيسى: وأما التشابه فهو قد يكون في موضوع قد يخفى على الإنسان شيء.
د.عبد الرحمن: يعني في بعض الجوانب يكون، إذاً يكون الاشتباه أشد من التشابه.
د.عيسى: نعم.
د.عبد الرحمن: جميل جداً.
د.عيسى: نعود إلى موضوع: :{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ} أم هناك أسئلة!!.
د.عبد الرحمن: هنا سؤال: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ} وهذا من التدبر
في قوله: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ}الآية رقم: 103 من سورة النساء، هذه تسأل الأخت أم عمر عن هذا السبب الذي جعل الأمر بذكر الله سبحانه وتعالى في هذا الموضع - يعني الله سبحانه وتعالى تكلم عن صلاة الخوف: {وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ} ، { وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ } ثم قال: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ} وهذا سؤال يتكرر كثيراً يا دكتور عيسى في كتب التفسير لماذا يأت الأمر بذكر الله سبحانه وتعالى في هذا الموضع وهو موضع خوف وحرب وقلق؟ ثم يأتيك يأمرك بذكر الله سبحانه وتعالى ما هي الحكمة من هذا؟
د.عيسى: الحكمة والله أعلم أن ذكر الله -عز وجل- له أثره أصلاً في اطمئنان القلب { أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {28} } [الرعد:28]، والآية التي سألت عنها الأخت أم عمر وهي حقيقةً لا تريد أن تسأل هي تريد أن تشير.
د.عبد الرحمن: جزاك الله خيراً.
د.عيسى: وتؤكد قضية أهمية الذكر وأثره
الآية التي سبقتها الحديث عن كيفية صلاة الخوف والإنسان في رعب ومع هذا فرض صلاة الجماعة بل الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله قال: ((إن هذا مما يدل على وجوب صلاة الجماعة وهي آية صلاة الخوف , إذا كان إنسان مقابل عدو وصلاة الجماعة مفروضة عليه بكيفياتها المتعددة التي ذكرها العلماء فكيف بغير حال الخوف!
الشاهد نعود إلى قضية أنه بعد - يعني هذه الآية - جاء الحديث عن صلاة الخوف ثم يقول الله -عز وجل-: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ}
أولاً: الذكر يطمئن به القلب والإنسان في حالة فزع وخوف فهو في أمس الحاجة إلى ما يهدئ كما يقال في التعبير العامي مهدئ أعصاب.
الذكر حياة، الذكر اطمئنان، الذكر يعني يسكب في قلوب المؤمنين راحة وطمأنينة، بل إن الذكر كثيراً ما يأتي بعد نهاية أشرف العبادات { فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا }[البقرة:200] {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ}
وهذه الحالات المتعددة التي أكد الله -عز وجل- على التفصيل فيها للتأكيد على أن الذكر يشمل كل الحالات.
د.عبد الرحمن: إن هذا لاستنباط دقيق، أذكر ابن عباس -رضي الله عنهما- عندما فسر قول الله تعالى: { إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ {1} وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا {2} فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ {3}} والاستغفار من الذكر فقال: إن هذه تدل على نعي النبي -صلى الله عليه وسلم- وأن أجله قد اقترب، فيذكر بعض العلماء يقول: لماذا استنبط منها ابن عباس هذا الاستنباط؟
قالوا: لأن الله سبحانه وتعالى يأمر دائماً بالذكر والاستغفار بعد نهاية الأعمال فكأن النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما أمر في هذه السورة بالاستغفار فكأنه قد استنبط منها ابن عباس -رضي الله عنه- أن هذه هي علامة
د.عيسى: نعي النبي -صلى الله عليه وسلم-
د.عبد الرحمن: علامة دنو أجله - يعني قد اقترب أجلك - لأنها انتهت مهمتك -عليه الصلاة والسلام-
هنا سؤال يا دكتور عيسى من الأخ أبو محمد أمس من السعودية يقول:
في الآية 146 من سورة آل عمران، قال الله سبحانه وتعالى: {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ {146}
يقول: ما الفرق بين الوهن والضعف والاستكانة، ولماذا جاءت بهذا الترتيب؟
د.عيسى: والله أعلم أن هذه درجات
• الوهن شيء نفسي.
• والضعف نفسي وحسي.
• والاستكانة هي أمر حسي يعني القعود.
د.عبد الرحمن: والذلة.
د.عيسى: والذلة تمام ، ففيها تدرج أيضاً.
د.عبد الرحمن: يعني ترتيبها في الآية كترتيبها في شعورها.
د.عيسى: شعورها.
د.عبد الرحمن: الأمور النفسية.
د.عيسى: النواحي النفسية نعم.
د.عبد الرحمن: سبحان الله، جزاك الله خيراً، كان أيضاً أحد الإخوة أمس يسألنا.
د.عيسى: أنت مصر على إكمال الأسئلة.
د.عبد الرحمن: أنا الحقيقة أطمح يا دكتور عيسى نحن الآن ولله الحمد في رمضان والناس يعني يقبلون على القرآن كما تفضلت وأنا أقول أن من واجب الإخوة المشاهدين علينا عندما أتينا بهذا البرنامج المباشر ونحن سميناه التفسير المباشر على هذا الأساس أن نجيب على أسئلتهم واستفساراتهم، خاصة إذا كان الإخوة الذين سألونا بالأمس يتابعوننا باليوم وهكذا, وأنا في ذهني أن أجمع أيضا بقية الأسئلة إن شاء الله وربما نخصص لها حلقة كاملة في نهاية الشهر إن شاء الله تعالى، لكن هنا هذا السؤال يسألنا عن قوله سبحانه وتعالى: { فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ } [النساء: 74]الأخ بكر سألنا أمس يقول أنا أشكلت علي الآية ما معنى { فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ }ما معنى: { يَشْرُونَ } في الآية؟.
د.عيسى: { يَشْرُونَ }يعني يشترون - يعني من أراد أن يشتري الآخرة فإن من مهرها هو القتال في سبيل الله سبحانه وتعالى -.
د.عبد الرحمن: جميل يعني { يَشْرُونَ }هنا معناها يشرون الحياة الدنيا بالآخرة.
د.عيسى: يعني يفضلون، يقدمون، يعني تكون الآخرة هي الأولوية، لأنه سيضحي بحياته - يعني في المصطلح المعاصر سيضحي بنفسه - لكنه سيشتري الآخرة.
د.عبد الرحمن: وطبعاً أنا أتصور يا دكتور أيضاً أن من الذي أدخل الإشكال على الأخ بكر هو { يَشْرُونَ }، { يَشْرُونَ }، فهم منها الشراء معنى كما تعلم أن كلمة { يَشْرُونَ }تأتي بمعنى يبيعون - يعني يبيعون الحياة الدنيا ويشترون الحياة الآخرة - .
د.عيسى: نعم.
د.عبد الرحمن: نعود للتدبر يا دكتور عيسى
وليتك تشير إلى قضية الإخوة الذين رأيتهم.
د.عيسى: هو مما يساعد على تدبر القرآن الكريم وأنا أقول للإخوة الصائمين والصائمات كناحية تطبيقية سيصلون التراويح الليلة، ومما يساعد على تدبر القرآن الكريم هو استحضار الآيات قراءتها قبل أن يأتي، ولهذا الحافظ حافظ القرآن تدبره أكثر من غيره؛ لأنه يسمع شيء يعرفه ويتابع معه، ولهذا من وسائل تدبر القرآن الكريم حفظه.
د.عبد الرحمن: حفظه.
د.عيسى: وهذه قد تسابق فيها أبناء هذه الأمة، أنا رأيت مثل ما أشرت نماذج في المالديف وفي غيرها في زياراتنا لأحد مراكز القرآن الكريم يعرض عليه تقريباً يومياً ما يقرب من ألف وثمانمائة شخص يتناوبون عليه صباحاً ومساءًا، امرأة كبيرة في السن تقريباً تجاوز عمرها خمس وخمسين سنة وقد استمعنا تلاوتها، حفظت القرآن الكريم في ست سنوات، تأتي تخصص وقت لها هذا الوقت لحفظ القرآن الكريم، فوق الخمسين خمسة وخمسين سنة وزيادة عمرها، وحفظت القرآن واختبرناها أنا وأحد الإخوة معي فإذا بها ما شاء الله مجيدة, حافظة، لا شك أن الأخوات الصائمات اللاتي الآن يحفظن القرآن الكريم وهن يصلين التراويح خلف إمامٍ سيكون استحضارهن ومتابعتهن أولى وأكثر من غيرهم.
د.عبد الرحمن: لا شك
د.عيسى: ففيه نماذج كثير وفي الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم تعمل مسابقة سنوية, هناك بند يسمى غرائب الحفاظ، هذا البند يا دكتور عبدالرحمن والإخوة المشاهدين والمشاهدات يأتون فيه بغرائب الحفاظ من الأطفال الصغار.
د.عبد الرحمن: مثل ماذا؟
د.عيسى: يعني طفل أمس استمعنا له من الطاجيك من طاجكستان، أحد الزملاء ذ هب هناك وصور المقطع، عمره خمس سنوات يحفظ القرآن الكريم كاملاً ويسمع له الشيخ برقم الصفحة وأنا رأيته وهو موجود على الإنترنت الآن موجود المقطع يفتح الصفحة رقم 316 يقول له سمع يسمع بالصفحة.
د.عبد الرحمن: ما شاء الله.
د.عيسى: ورأيت هذا أيضاً في طفل مصري في احتفال الهيئة كان في الكويت في شهر ذي القعدة العام الماضي اختبره الدكتور عبد الله التركي مباشرةً.
د.عبد الرحمن: كأني والله رأيته.
د.عيسى: نعم، واختبره الدكتور
د.عبد الرحمن: أيمن سويد.
د.عيسى: أي نعم واختبره أمير الكويت مباشرةً أعطاه المصحف يسمع برقم الصفحة وهذا من إعجاز الله وحفظه لكتابه.
د.عبد الرحمن: سبحان الله العظيم.
د.عيسى: فنقول هذا من أحد الأسباب التي يهيئ الإنسان للتدبر.
مما يهيئ الإنسان أيضاً للتدبر دكتور عبد الرحمن والإخوة المشاهدون قضية الإنسان يحاول أن يفهم بعض الكلمات الغريبة التي يمر بها, اليوم مرت معنا كلمات غريبة { وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ } [النساء:88] في مقطع النساء، وفي كثير من الكلمات.
د.عبد الرحمن: وأيضاً هناك ملحوظة يا دكتور عيسى وهي أن الغريب في القرآن الكريم نسبي - يعني مثلاً قد يكون غريب عندي ولكنه عندك ليس غريب لأنك أكثر اطلاعاً وأكثر علماً وهكذا هي مسألة نسبية،
نستأذن الإخوة المشاهدين وأستأذنك يا دكتور عيسى في أخذ تقرير عن كتاب مما نعرضه في كل حلقة ثم نعود معكم فابقوا معنا.
-----------------------------
فــــــــــاصل:
«مفردات ألفاظ القرآن»
• مؤلف الكتاب: هو العلامة الراغب الأصفهاني المتوفى أول القرن السادس الهجري تقريباً
• ويعد هذا الكتاب من الكتب المتميزة في بيان معاني المفردات القرآنية
• مرتبةً على ترتيب حروف الهجاء
يقول مؤلفه في المقدمة: "وقد استخرت الله تعالى في إملاء كتابٍ مستوفٍ فيه مفردات ألفاظ القرآن على حروف التهجي فنقدم ما أوله الألف ثم الباء على ترتيب حروف المعجم، معتبراً فيه أوائل حروفه الأصلية دون الزوائد، والإشارة فيه إلى المناسبات التي بين الألفاظ المستعارات منها والمشتقات حسبما يحتمل التوسع في هذا الكتاب"
وقد عني فيه مؤلفه بالتدقيق في بيان معاني المفردات في اللغة العربية، وجمع الآيات التي وردت فيها المفردة، واستنباط المعاني الدقيقة للمفردة من خلال السياق الذي وردت فيه.
وبهذا تميز عن غيره من كتب غريب القرآن، ومعاجمه، ويستشهد على بيان المعاني بأشعار العرب وكلامها،
وهو من أهم ما يجب على القارئ أن يتعلمه ليتوسع في معرفة معاني القرآن الكريم ودلالاته.
وقد صدر هذا الكتاب عن دار القلم بدمشق، بتحقيق الأستاذ صفوان عدنان داوودي عام ألفٍ وأربعمائةٍ واثني عشر للهجرة،
وهو كتاب قيم نافع للمسلم لمعرفة معاني الكلمات في القرآن بتفصيلٍ وتوسع.
***********************************
د.عبد الرحمن: مرحباً بكم أيها الإخوة المشاهدون بعد هذا الفاصل الذي عرفنا فيه بكتاب المفردات للراغب الأصفهاني رحمه الله وهذا يناسب ما كان يتكلم عنه ضيفنا العزيز الدكتور عيسى الدريبي هنا في الأستوديو حول أهمية العناية بمعرفة غريب القرآن الكريم والكلمات الغريبة، فنحن نختار يا دكتور عيسى في التعريف بالكتب، نختار للإخوة الذين يشاهدوننا كتب مميزة
د.عيسى: جيد
د.عبد الرحمن: يعني مثلاً في غريب القرآن هذا كتاب مفردات الراغب الأصفهاني مما يعينك على معرفة اللفظة الغريبة وبيانها من خلال السياق، وكذلك هناك كتب أخرى في الغريب كما تعلم لكن هذا من أجودها.
نعود لحديثنا يا دكتور عيسى في آيات هذا الجزء وحديثك عن بعض المفردات الغريبة التي ينصح بالإطلاع على معرفتها، وكنا عرفنا أيضاً بكتاب السراج في غريب القرآن لزميلنا الدكتور محمد الخضيري, هذاك ميزته أنه مختصر الكلمة ومعناها، ومفردات الراغب الأصفهاني يعطيك الكلمة ولكن يفصل في معناها.
د.عيسى: باعتبار المتخصصين وطلبة العلم.
د.عبد الرحمن: بالضبط، والله يا دكتور عيسى وأنت أدرى يعني هناك بعض الإخوة الذين غير متخصصين لكن لديهم تأملات في القرآن الكريم ولعل لديك تعليق على هذا.
د.عيسى: نعم، هذا الكتاب الذي تفضلت وأشرت إليه من أهم الكتب وأميزها في باب المفردات، لكن هناك كتب أسهل مثل كتاب متداول وقديم للشيخ حسنين محمد مخلوف وهو "كلمات القرآن"
أنا أنصح نصيحة وأجربها وبعض الإخوة يجربونها ألا تقرأ في المصحف إلا وعلى هامشه تفسير، والآن هذه كثيرة جداً مثل التفسير الميسر الذي أصدره مجمع الملك فهد رحمه الله، والآن أنت تقرأ أحياناً تحتاج وتمر بك آية لا تعرف معناها ولهذا لو أن إنسان هذه كتجربة لو إنسان ألزم نفسه يعني يأخذ مصحف مختصر يرجع إليه متى ما عنى له أن يقرأ أي آية ويفهم معناها، بالنسبة للتجارب كون الإنسان يتصل بالقرآن مباشرةً بعد فهمه اللغة سيكون له أثر كبير جداً في فهم القرآن الكريم، وأنا أذكر لك تجربة أحد الجيران نعرفه رجل لا يعرفه المتخصص، ولكني والله أزوره أحياناً لأستمع منه بعض الفوائد والدرر في فهم كلام الله، يقول: أنا لا أدري كيف الناس في رمضان يختمون ثلاث مرات وأربع مرات وخمس مرات وعشر مرات!!
يقول: والله إنني لا أستطيع أن أتجاوز في اليوم صفحة واحدة.
د.عبد الرحمن: سبحان الله.
د.عيسى: ثم يذكر لي آيات تدل على هذا، يقول الله سبحانه وتعالى في مطلع سورة هود: {الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ {1} [هود:1]، يقول ليس فقط إحكاماً للقرآن وليس إحكام السور بل إحكام الآيات، يقول أنا أحياناً لا أستطيع أن أتجاوز الآية، أقرأها مرة أو مرتين أو ثلاث، يقول: أنا أحياناً أنظر لهذه الآية أبحث عن ما يماثلها - ما يسمى عندنا بالتفسير الموضوعي - فيجمع هذه الآيات ويخرج برؤية واضحة مثل ما فعل ابن مسعود -رضي الله عنه-.
د.عبد الرحمن: وهو ليس من المتخصصين.
د.عيسى: ليس متخصص ولكنه والله يعيش مع القرآن وهو على هذه الحال على أكثر من عشرين سنة، وسبحان الله يعني...
د.عبد الرحمن: ويكون لهذا أثر طبعاً في حياته.
د.عيسى: أثر في حياته وفي سلوكه، في نظرته للحياة، في نظرته للعبادات من خلال القرآن الكريم بشكل كبير جداً.
وأقول: هذه التجربة عاشها هو لأنه جعل القرآن حياته، يقول أنا أحياناً أقف مع الآية يوم كامل.
د.عبد الرحمن: أذكر يا دكتور عيسى تجربة لأبي بكر الرازي تشبه هذه التجربة، لكن قبل أن نذكرها نأخذ اتصال من الأخت أم عبد الله من السعودية، تفضلي يا أم عبد الله.
الأخت: السلام عليكم ورحمة الله.
د.عبد الرحمن: وعليكم السلام ورحمة الله.
الأخت: بارك الله فيكم، عندي ثلاثة أسئلة.
د.عبد الرحمن: تفضلي.
الأخت: السؤال الأول: قوله تعالى: { وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ } [النساء:128]، ما معنى هذا الآية وما هو هذا الشح ؟ نرجو التعليق
السؤال الثاني: كتابة الآيات الآن أنا أكتبها في دفتر هل يلزم أني أكتبها بالرسم العثماني أم أكتبها بالكتابة العادية؟
السؤال الثالث: خواتيم سورة النساء فيها تشابه كثيراً { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا }، { وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} ما الكتب التي تنصحونا في مثل هذا توضح لنا ذلك وتضبط لنا هذا ؟
د.عبد الرحمن: جيد، شكراً يا أم عبد الله ، جزاك الله خيراً
لو تكمل لنا يا دكتور عيسى الحديث عن هذا الرجل العامي الذي يتدبر القرآن، قبل هذا أريد أن أذكر قصة لأبي بكر الرازي.
د.عيسى: نعم، صاحب كتاب "مختار الصحاح".
د.عبد الرحمن: هذا الرجل من علماء القرآن الكبار، متوفى ستمائة أظن وأربعة أو ستمائة وخمسة، كان له صاحب من عامة الناس، يقول ليس بعالم ولا بطالب علم، ولكن كان يلقي علي أسئلة لا أجدها في كتب التفسير- يعني تدل على تدبره وتأمله- قال: فكنت أبحث عنها في كتب التفسير فبعضها أجد له جواباً وبعضها لا أجد له جواباً، وكان هذا سبب في تصنيف كتاب من أروع كتب التدبر اسمه : "أنموذج جليل في آيات التنزيل" وهو مطبوع وسنعرف به إن شاء الله في إحدى حلقات البرنامج
فهذا يعني مصداق لقولك أن الذي يعيش مع القرآن الكريم ولو لم يكن من أهل القرآن المتخصصين فيه فإنه سيفتح الله عليه إذا كان قد عرف لغة القرآن وشيء من هذا.
د.عيسى: ولهذا أنا أؤكد على أمر أخير في هذا كتطبيق الليلة، كل واحد من الإخوة الفضلاء الصائمون والصائمات اليوم بين صلاتي المغرب والعشاء قبل أن يذهب يأخذ المقطع الذي سيصلي به مع إمامه ويستعرض الكلمات الغريبة.
د.عبد الرحمن: جميل
د.عيسى: وينظر كيف سيكون تأثره واستفادته من القرآن مما يتلوا ويقارنها بليلة البارحة سوف يكون له فرق كبير بأن يسمع شيء وهو يفهمه.
د.عبد الرحمن: لم يبقى لنا يا دكتور عيسى إلا دقيقة واحدة من الوقت فنجيب على سؤال الأخت أم عبد الله الأول: { وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ } [النساء:128]، تقول: ما معنى الشح في الآية؟
ثم نؤجل بقية أسئلتها للحلقة القادمة إن شاء الله.
د.عيسى: هذه الآية جاءت في معرض الحديث عن قضية الصلح بين الزوجين، والزوجان قد يتمسك كل واحد منهما بحقه كاملاً فهنا يأتي كل واحد منهم يتمسك بحقه الشح يشح - يعني يريد أن يتمسك بحقه كاملاً-
د.عبد الرحمن: والشح هو البخل
د.عيسى: والشح هو البخل فيريد كل واحد منهما أن يتمسك بحقه ولهذا قال الله عز وجل: { وَالصُّلْحُ خَيْرٌ } مع أنه قد تحضر كل واحد منهم شحيح وبخيل بأن يثبت حقوقه وكأن الأولى تؤثر الصلح والثانية تحذر من الشح.
د.عبد الرحمن: الله أكبر، جميل، يعني هي دعوة للالتقاء إلى المنتصف إن صح التعبير.
د.عيسى: نعم.
د.عبد الرحمن: شكر الله لك يا أبا عبد المحسن هذه الإطلالة الرائعة
وأسأل الله أن يكتب أجرك، وأن يجعل ما تفضلت به في ميزان حسناتك
أيها الإخوة المشاهدون باسمكم جميعاً أشكر أخي العزيز الدكتور عيسى بن علي الدريبي الأستاذ المشارك في قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بجامعة الملك سعود، وأشكركم أنتم أيضاً على متابعتكم وإنصاتكم، وأسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته
حتى نلقاكم بإذن الله تعالى في حلقة الغد أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الضيف: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أذيعت يوم الجمعة بتاريخ: 5 / 9 / 1429هـ

وهذا رابط الفيديو للمتابعة
http://www.youtube.com/watch?v=QugfI6JcKxA
 
[FONT=&quot]برنامج التفسير المباشر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الحلقة السادسة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]6-9-1429هـ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرّحمن الرّحيم، الحمد لله ربّ العالَمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على أشرفِ الأنبياءِ والمُرْسَلين سيِّدِنا ونبيِّنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ أجْمَعين. مرحباً بكم أيُّها الأخوة المشاهدون في برنامجكم اليومي "التّفسير المباشر" الّذي يأتيكم من استديو هات قناة دليل الفضائية في مدينة الرّياض. [/FONT]
[FONT=&quot]اليوم بإذن الله تعالى وهو اليوم السّادس من شهر رمضان المبارك، سوف نتناولُ بإذن الله تعالى الجزء السّادس من أجزاء القرآن الكريم، ونتحدّث عن أبرزِ موضوعاته، وأتوقّع منكم أن تكونَ أسئلتكم حول هذا الجزء حتى تكون الحلقات منضبطة بقدر الاستطاعة على ترتيب الأجزاء الّتي رُتِّبَ عليها القرآن الكريم.[/FONT]
[FONT=&quot]الجزء السّادس من أجزاء القرآن الكريم يبدأ من الآية الثّامنة والأربعين بعد المئة من سورة النّساء، وينتهي عند الآية الواحدة والثّمانين من سورة المائدة، وتظهرُ أمامكم على الشّاشة الآن أبرز الموضوعات الّتي اشتمل عليها هذا الجزء وهي:[/FONT]
· [FONT=&quot]النّهي عن الجهرِ بالسّوءِ من القول وكراهيةُ ذلك.[/FONT]
· [FONT=&quot]وذمّ اليهود وتعنّتهم في السّؤال ونقضهم للميثاق.[/FONT]
· [FONT=&quot]تكذيب اليهود في قولهم إنّهم قتلوا عيسى بن مريم، وإنَّما رفعه الله إليه.[/FONT]
· [FONT=&quot]النّهي عن الغلوِّ في الدّين.[/FONT]
· [FONT=&quot]الأمر بالوفاء بالعقود؛ كما في أوّلِ سورةِ المائدة.[/FONT]
· [FONT=&quot]بيانُ ما يحرُمُ أكلَهُ من الطّعامِ إلاّ في حال الاضطرار.[/FONT]
· [FONT=&quot]بيانُ كيفيّة الوُضوءِ للصّلاة.[/FONT]
· [FONT=&quot]تذكير المؤمنون بنعمة الله عليهم بالإسلام.[/FONT]
· [FONT=&quot]وبيان نقض اليهودِ والنَّصارى للمواثيق وكفرهم بها.[/FONT]
· [FONT=&quot]بيان حدّ السَّرِقةِ وحَدّ الحِرابة.[/FONT]
· [FONT=&quot]الحديثُ عن الوَلاءِ والبراء (لِمَن؟؟ وَمِمَّن؟؟).[/FONT]
[FONT=&quot]هذه أبرزُ الموضوعات الّتي اشتمل عليها الجزء السّادس من أجزاء القرآن الكريم، وهناك موضوعات كثيرة اشتمل عليها الجزء لكنّنا اخترنا هذه الموضوعات، وأبرز الموضوعات الّتي اشتمل عليها الجزء.[/FONT]
[FONT=&quot]يسُرُّني باسمكم أيُّها الإخوةُ المشاهدون أن أُرَحِّبَ بضيفي العزيز الّذي يُشاركُني في هذه الحلقة، وهو أخي فضيلة الشّيخ: "فهد بن مبارك الوهبي" الأستاذ بجامعة طيبة، والمتخصِّص في الدِّراسات القرآنيّة، فمرحباً بكم فضيلة الشيخ فهد حيّاكم الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د.فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حياكم الله ومرحباً بكم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم وشكر الله لك استجابتك لنا في هذه الحلقة من البرنامج، وأرجو أن يُسَدِّدك الله وأن يوفقك، وأن يجعل ما تقدّمه في ميزان حسناتك.[/FONT]
[FONT=&quot]د.فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]آمين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بدايةً يا شيخ فهد؛ كبداية ومدخل لحديثِنا اليوم عن الجزء السّادس، لفت نظري أنّ في سورة المائدة في بدايتها على وجه الخصوص أنَّها اشتملت على كثيرٍ من الأحكام الشّرعيّة الفقهيّة، فطرأ على بالي سؤال، وهو مهمّ جدّاً، وهو: موضوع بيان القرآن الكريم للأحكام؟ وأودّ قبل أن ندخل في هذا الحديث يا شيخ فهد هو أن أُذَكِّر الإخوة المشاهدين بأرقام الهواتف الّتي تظهر أمامهم على الشّاشة تباعاً للاتّصالات من داخل السّعوديّة ومن خارجها.[/FONT]
[FONT=&quot]فأُريد أن تُحَدّثنا يا شيخ فهد عن بيان القرآن الكريم للأحكام الفقهيّة، كيف يستطيع المشاهد الكريم أن يستفيد ويستنبط الأحكام الفقهيّة من خلال آيات القرآن الكريم بمناسبة الحديث عن سورة المائدة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بسم الله الرّحمن الرّحيم، الحمدُ لله ربِّ العالَمين، وأُصَلّي وأُسَلِّمُ على خاتم النَّبيِّين وإمام المرسلين سيِّدِنا ونبيِّنا محمّد عليه وعلى آله وأصحابه أفضلُ الصّلاةِ وأتمُّ التّسليم[/FONT][FONT=&quot]، [/FONT][FONT=&quot]وبعد، فأشكر لكم فضيلة الدّكتور هذه الاستضافة الكريمة، وأسأل الله عَزَّ وَجَلَّ لهذه القناة والقائمين عليها التوفيق والسّداد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ما ذكرتموه فضيلة الشيخ من بيان القرآن للأحكام لا شكّ أنّ القرآن قد اعتنى كثيراً ببيان الأحكام الشّرعيّة، والعلماء رحمهم الله تعالى قد استخرجوا من القرآن أحكاماً كثيرة في جميع أبواب الفقه الشّرعي، لكن هنا بعض التّنبيهات المهمّة في استخراج الأحكام من القرآن:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أوَّلاً :[/FONT][FONT=&quot] القرآن اعتنى بالأحكام، ولكنّ كثيراً من العلماء خصَّصوا هذه الأحكام بالأحكام الشّرعية الفرعية الفقهيّة فقط، مع أنّ القرآن الله عَزَّ وَجَلَّ يقول فيه [/FONT][FONT=&quot]{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ}[/FONT][FONT=&quot][النحل:89] فكما هو بيانه في القرآن ففي الفقه هو بيانه في العقيدة وهو بيانه في السّلوك، وهو بيانه في الأدب، وهو بيانه في اللُّغة، وغير ذلك من الفنون والعلوم، فإذن هذا تنبيهٌ مهم أنَّ الأحكام لا تقتصر على الأحكام الفقهيّة فقط.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]التنبيه الآخر:[/FONT][FONT=&quot] أنّ بعض علماء علوم القرآن قد أبرَزوا العلوم الَّتي تُخْرَج من القرآن؛ فجعلوا منها مثلاً: علوم أصول العقائد، والأحكام الفقهيّة، والقَصص، والوعد والوعيد، والأمثال وغير ذلك، فالّذي يريد أن يستخرج من القرآن لا بدّ أن يُراعي هذه العلوم جميعها، وأن لا يقصر نفسَهُ فقط على الأحكام الشّرعيّة الفقهيّة؛ لأنّ الّذين يستنبطون غالباً هم يركّزون فقط على الجانب الفقهي، مع أنَّ القرآن فيه فوائد كثيرة في غير هذا الباب.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الّذي دعا كثيراً من النّاس إلى الاقتصار على الفقه فقط أنّ مُقاتل بن سليمان رحمه الله ألّف وجمع 500 آية وقال: هذه آيات الأحكام. فمَن جاء بعده حدّد آيات الأحكام في 500 آية فقط، ثمّ العلماء لمّا ألّفوا في أحكام القرآن ألّفوا في الجانب الفقهي، مع أنَّ كثيراً من العلماء في علماء الأصول، وحتى علماء القرآن قالوا: "أنّ هذا الحصر هو حصرٌ للآيات الظّاهرة الّتي تدلُّ دلالةً ظاهرةً على الأحكام، وأمّا الدِّلالات الخفيّة في الأحكام وفي غيرِها فلا تدخل قطْعاً في هذه الآيات".[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني الآيات الظّاهرة يا شيخ فهد فيما يظهر لي مثل[/FONT][FONT=&quot] {كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيام} [البقرة:183]، {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ} [البقرة:178].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]دلالة الأمر على الوجوب، دلالة النّهي على التّحريم، دلالة العام على عمومه والخاصّ على خصوصه هذه تُعتَبَر ظاهرة، لكن دِلالة الإشارة، دِلالة الاقتضاء، دِلالة الالتزام، دِلالة التّضَمُّن، هذه الدِّلالات لا يدركُها إلاّ المُتَخَصِّصون، وهي فيها فوائد عظيمة في الفقه وفي غير الفقه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]والعلماء أيْضاً ممّا يدلّ على أنّهم لم يقتصروا أنَّهم استخرجوا أحكاماً فقهيّة كثيرة من غير هذه الأحكام من آيات القَصص، والأمثال، والوعد، والوعيد، لمّا جاؤوا مثلاً عند قول الله عَزَّ وَجَلَّ [/FONT][FONT=&quot]{إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ} [القصص:27][/FONT][FONT=&quot] وهو آية قَصص قالوا: يجوز من هذه الآية أن تُنْكَحَ البنت بالإجارة، أن يُجْعَلَ مهرُها إجارةً. ولمّا جاؤوا عند قول الله عَزَّ وَجَلَّ [/FONT][FONT=&quot]{اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ} [يوسف:55][/FONT][FONT=&quot] في قصّة يوسف، وهي في القصص، وليست في الأحكام قالوا: يُسْتَنبَط منها حكماً وهو (جواز طلب الوِلاية إذا كان قادراً عليها) أو (جواز التولّي للظّالم أو الكافر) كلُّ هذه أحكام فقهيّة استُخرِجت من آيات قَصص، وهكذا من آيات الوعد والوعيد وغيرِها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فإذن ينبغي لمَن يريد أن يستنبط من القرآن أن لا يقصر نظره على الأحكام الفقهيّة؛ حتى تكون استفادته شاملة؛ لأنَّ الإنسان وخصوصاً غير المتخصّص استطاعته في استخراج الفوائد الأدبيّة والسّلوكيّة أكثر من استخراج الأحكام الفقهيّة، فلا يقصر نفسه على هذا الجانب.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أمّا خصائص بيان القرآن للأحكام فلا شكّ أنّ القرآن له خصائص عظيمة من أعظم هذه الخصائص: أنّه لم يجعل آيات الموضوعات متوالية، لم يجعل أحكام الصّلاة في سورة، وأحكام الزّكاة في سورة، وأحكام الصّيام في سورة، وإنَّما نوّعها وفرّقها. وهذا التفريق له سرّ، من أسرار هذا التّفريق أنّه قد يُدخِل آيةً بين آياتٍ أخرى لمغزى، مثل ما أدخل الله عَزَّ وَجَلَّ آية الرِّبا في غزوةِ أُحُد مثلاً، لمغزى معيَّن وهو التّطهير من الإثم؛ كما ذكره أحد المشايخ: "تطهير الصّف الدّاخلي من هذه الأموال وغيرها سببٌ للنّصر" وكذلك قد أدخل الله عَزَّ وَجَلَّ آيات وأحكام كثيرة داخل آيات أخرى، فهذا سرٌّ من أسرار التّفريق. وسرٌّ آخر حتى يجتهد المجتهدون في جمع هذه الآيات، وبيانها واستخراج ما فيها من الأحكام وجمعها، وحمل العام على الخاصّ، وحمل المُطلَق على المقيَّد، ومعرفة أن هذا الأمر هل هو للوجوب أو قد جاء في موضع آخر ما يُذهب الوجوب إلى النّدب أو إلى الإباحة، فهذه كلُّها أمور مقصودة من تفريق الأحكام.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أيْضاً من خصائص القرآن: أنّ القرآن عندما يأتي بالأحكام لا يأتي بها مجرَّدة مثل الكتب الفقهيّة، وإنَّما يأتي بها مع الدّعوة والحثّ، وربطِها بالإيمان والعمل الصّالح ولقاء الله عَزَّ وَجَلَّ والجنّة، ومن أمثلة ذلك الكبيرة والواضحة آية الصّيام [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [/FONT][FONT=&quot][البقرة:183] فبدأ بالنِّداء بالإيمان، ثمّ ختم [/FONT][FONT=&quot]{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[/FONT][FONT=&quot] فما كان أمراً مُجَرَّداً ما قال مثلاً: أنّ الصّيام حكمه واجب، ويجب على الجميع الصّيام، لا، هناك سرّ في كون الله عَزَّ وَجَلَّ يُعَبِّر ببداية الإيمان [/FONT][FONT=&quot]{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ}[/FONT][FONT=&quot] ويختم بـ [/FONT][FONT=&quot]{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[/FONT][FONT=&quot]؛ لأنّ الأحكام الفقهيّة جاءت للعمل، وليست كما يظنُّها بعض النّاس أنّها فقط للحفظ، ولمعرفة أنّ هذا واجب وهذا سنّة أو مندوب أو مباح أوغير ذلك. إذن هذا سرّ عظيم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]يعني: من خصائص بيان القرآن للأحكام أنّه يدلُّ على الأحكام بطريقةٍ كلِّيّة، ولا يدلُّ بطريقةٍ تفصيليّة؛ لأنّه كتابٌ خالد سيبقى إلى آخر الزّمان؛ حتى يرث الله الأرض ومَن عليها. فإذا كانت هذه هي صفةُ القرآن، فلا يمكن أن يُذكَرَ في القرآن جميع التّفاصيل، وإنّما تُذْكَر أحكام كلِّيَّة، تُذكَر عمومات، وتُذْكَر أيْضاً إطلاقات، وتُذْكَر عِلل يُقاس عليها، وهكذا، لكن قد يأتي بعض التّفصيلات المهمّة في القرآن، لكن ليست هي ديدن القرآن وطابعه العام.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]هذه بعضُ الخصائص الّتي يعني[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهي الحقيقة خصائص مهمّة جدّاً يعني كثيرٌ من النّاس قد يُقال له هذا الحكم وهذا الفعل الّذي تفعله حرام، فيسأل مباشرةً هل هذا موجود في القرآن هذا التحريم؟ مع أنّها قد تكون أشياء تفصيليّة وهناك أدلّة عامّة؛ مثل ما تفضّلتم [/FONT][FONT=&quot]{وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ} [الأعراف:175].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وقد يكون الإحالة إلى دليلٍ آخر؛ مثل الإحالة على السُّنَّة، إحالة القرآن إلى اتِّباع النّبيّ عليه الصّلاةُ والسّلام؛ ولذلك الإمام الشّافعي جلس في مكّة وقال: "سلوني عمّا شئتم أُجِبْكُم من كتاب الله"، فجاءته امرأة وقالت: "أسألك عن حكم قتل الزّنبور هل هو حلال أو حرام"؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الزّنبور هو الحشرة الصّغيرة .[/FONT]
[FONT=&quot]د.فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم، فقال: "أُجِبْكِ من كتاب الله، قال الله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}[/FONT][FONT=&quot] [الحشر:7]، وقال عليه الصّلاةُ والسَّلام: ((اتَّبِعوا مَن بعدي أبي بكر وعمر)) وأمر عمر بقتل الزّنبور".[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إذن هذا التّسلسل في الاستدلال هو أحد طرق العلماء في التّعبير عن شموليّة القرآن لجميع الأحكام.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهناك مثل مشهور عن ابن مسعود؛ مثل هذا.[/FONT]
[FONT=&quot]د.فهد[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT][FONT=&quot] نعم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لكن قبل أن ندخل فيه نأخذ اتّصال من أخينا الأخ عبد الله من السّعودية. تفضّل يا أخ عبد الله حيّاك الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أعود يا شيخ فهد إلى قصّة الشّافعي هذه قصّة دقيقة فعلاً.[/FONT]
[FONT=&quot]د.فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وقد وقع لعبد الله بن مسعود أنّه قيل له: أنّه بلغ أحد النِّساء أنّه يلعن الواشمة والمستوشمة، وأنّه يقول أنّ ذلك في كتاب الله، فذهبت إليه وقالت: لقد قرأتُ كتاب الله من أوّله إلى آخره وما وجدتُ هذا اللّعن؟ فقال: إن كنتِ قرأتِهِ فقد وجدتِهِ، فقالت: وأين؟ فقال: يقول الله سبحانه وتعالى: [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}[/FONT][FONT=&quot] [الحشر:7]،[/FONT][FONT=&quot] قالت: نعم، قال: والرّسول صلّى الله عليه وسلّم قد لعن الواشمة والمستوشمة، والواصلة والمستوصلة.[/FONT]
[FONT=&quot]د.فهد:[/FONT][FONT=&quot] هذه هي أحد الطّرق الّتي ذكرها الشّاطبي؛ لأنّ الشّاطبي في "الموافقات" لمّا جاء إلى الكلام على كوْن القرآن شاملٌ لكلِّ شيء، ذكر كيف يكون القرآن شاملاً لكلّ شيء على أوجه وهذا منها والوجهٌ الآخر أنّه جُعِلَت السُّنّة كالقائس مع القرآن، فالقرآن يذكر الأحكام وعِلَلُها، وتأتي السّنّة تطبّق على هذه العلل وتمثّل لها وتبيّن وتفصّل في هذه الأمور، نعم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً يا دكتور. الأخ عبد العزيز من السّعوديّة تفضّل.[/FONT]
[FONT=&quot]المتّصل:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]المتصل[/FONT][FONT=&quot]: كيف حالكم ؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] حياك الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أنا عندي سؤال خارج موضوع الحلقة أقول في قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [/FONT][FONT=&quot][الواقعة:79]، نجد بعض الفقهاء يستدلّ بهذه الآية على أنّ القرآن لا يمسُّهُ إلاّ المُطَهَّرون، والـ "لا" هنا ليست ناهية ولكنّها نافية فأريد أن أنبّه على هذا الشيء.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك عبد العزيز شكراً جزيلاً لك. انفتح باب الحديث هنا لنا يا شيخ فهد خاطرة خطرت في ذهني أمس، وأنا أُريد أن تُصَوِّبني، نحن أمس كنّا في الحلقة الماضية نتحدّث أحد الإخوان سأل عن قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا} [/FONT][FONT=&quot][النساء:35]، فعلى ذكر الاستنباط من هذه الآيات، الفوائد ليست في الفقه، خطر على بالي فائدتان من هذه الآية:[/FONT]
[FONT=&quot]الفائدة الأولى:[/FONT][FONT=&quot] فيما يُسَمّونه الآن تشكيل اللِّجان، تشكيل لجنة وهو تشكيل أكثر من شخص يقومون بحلّ إشكاليّة أو القيام بعمل، تّشكيل للحكَمين أمر الله سبحانه وتعالى وتوجيهه بإرسال حكمين من طرف الزّوج والزّوجة لحلّ الإشكال، فهذه الآية ممكن أن يستنبط منها هذا الحكم؛ لأنّها أصلٌ في تشكيل اللّجان.[/FONT]
[FONT=&quot]وأيْضاً من الفوائد الّتي من الممكن أن تستنبط من هذه الآية:[/FONT][FONT=&quot] التّفويض الإداري، وأنّ المُفَوَّض له صلاحيّة العمل؛ لأنّ الزّوج والزّوجة عندما يرسل حكماً من طرفه وحكماً من طرفها لا شكّ أنّه قد فوّضه التّفاوض عنه، وقد أعطاه الصّلاحيّات يمكنه من خلاله أن يعمل. فأنا أقول مثل هذه الفوائد الّتي ذكرتها.[/FONT]
[FONT=&quot]د.فهد:[/FONT][FONT=&quot] وهناك فائدة كبيرة في هذه الآية وهي أصلية وهي: جواز التّحكيم تحكيم الرِّجال وهذا الّذي اعترف به الخوارج على الضبط قالوا: كيف تحكّم الرِّجال؟ والله عَزَّ وَجَلَّ قد حكّم هؤلاء[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لذلك أنا ألفت النّظر إلى بعض الكتب مثل كتاب الشيخ السّعدي الّذي هو "تفسير الكريم المنّان" يعني في بعض الآيات مثل سورة المائدة الّتي معنا اليوم، تكلّم في آية الوضوء الّتي في أوّل سورة المائدة فاستنبط منها 40 فائدة من فوائد فقهيّة، وفوائد عقديّة، وفوائد تربويّة وفوائد إلخ. سورة المائدة –يا دكتور فهد– من السّور الّتي –كما قلت لكم– ابتدأت بقضيّة العقود والوفاء بها وما يتعلّق بها، وبيّنت الكثير من الأحكام الفقهيّة، برأيك يعني أبرز ما يمكن أن نتحَدّث عنها في بدايتها من الأحكام الفقهيّة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.فهد:[/FONT][FONT=&quot] سورة المائدة هي ما تُسمّى بـ [العقود] سورة العقود، وسورة المائدة فسمّيت بذلك لكثرة ما فيها من الكلام حول العقود، وما جاء من نقض بني إسرائيل للعقود والمواثيق الّتي أخذها الله[/FONT][FONT=&quot] {فَبِمَا نَقْضِهِمْ} {فَبِما نَقْضِهِمْ} [/FONT][FONT=&quot]وأمر الله عَزَّ وَجَلَّ في عدد من الآيات بالأمر بالوفاء بالعقود والمواثيق الّتي أخذها الله عَزَّ وَجَلَّ على هؤلاء –يعني على الصّحابة رضي الله عنهم– وما أخذوه على أنفسهم من البيْعة فهذه كلّها تدخل في العقود الّتي أخذها الله عَزَّ وَجَلَّ على النّاس[/FONT][FONT=&quot] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ}[/FONT][FONT=&quot][المائدة:1]، كل العقود، والعقود ذكر العلماء أنها أصناف:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]1. [/FONT][FONT=&quot]عقدٌ بينك وبين النّاس، ويدخل فيها عقد المُبايعة، وعقد الإجارة، وكلّ الأنواع العقود الفقهيّة، هذه يجب الوفاءُ بها، ولذلك بعض العلماء يقولون: أنّ هذه الآية [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ}[/FONT][FONT=&quot] تبطل خيار المجلس؛ لأنّه يجب الوفاءُ بالعقد، وهو استنباطٌ غير صحيح من الآية؛ لأنّه قد خالف الحديث الصّحيح "البيِّعان بالخِيار ما لم يتفرّقا" وخيار المجلس ثابت في السّنّة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]2. [/FONT][FONT=&quot]النّوع الثّاني من أنواع العقود هو: من العقود وهو العقد الّذي بينك وبين الله عَزَّ وَجَلَّ، مثل بيْعة الصّحابة رضي الله تعالى عنهم للنّبيّ عليه الصّلاةُ والسّلام في بيعة العقبة، وبايعوه على أن ينصروه وعلى أن وإلى آخر البيْعة فهذا يجبُ الوفاءُ به أيْضاً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]3. [/FONT][FONT=&quot]والعقد الثالث هو: بينك وبين نفسك [/FONT][FONT=&quot]{وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ} [/FONT][FONT=&quot][التوبة:75]، ومع ذلك بعد ذلك نكث.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فإذن جميع أنواع العقود بينك وبين النّاس، وبينك وبين الله، وبينك وبين نفسك يجبُ الوفاءُ بها، وهذه آية عامّة؛ ولذلك هذه دِلالة القرآن الإجماليّة الكليّة [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ}[/FONT][FONT=&quot] لم يُخَصِّص عقْداً مُعَيَّناً، ولم يُدخلْهُ في جانب المعاملات فقط، ولا في جانب السُّلوكيّات وتزكية النّفوس فقط يشمل جميع أنواع العقود.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل جدّاً، قبل أن نجيب على سؤال عبد العزيز يا شيخ فهد نريد أن نأخذ سؤالاً من الأخ محمّد [/FONT]
[FONT=&quot]تفضّل يا أخ محمّد من السّعوديّة حيّاكم الله [/FONT]
[FONT=&quot]محمّد:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله .[/FONT]
[FONT=&quot]محمّد:[/FONT][FONT=&quot] أوّل شيء أشكركم على البرنامج الطيّب هذا كل يوم بعد العصر أحضر وأجلس عنده، الله يجزاكم خير.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يتقبّل منّا ومنك يا أخي.[/FONT]
[FONT=&quot]محمّد:[/FONT][FONT=&quot] من ناحية الرّوابط والفوائد من بعض الآيات أحياناً أشعر أن فيها بعض المبالغة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مثل ماذا يا محمّد؟[/FONT]
[FONT=&quot]محمّد:[/FONT][FONT=&quot] يعني مثل تستخرج نُظُم وفوائد كثيرة 40، 50، هل تشعر أن في ذلك مبالغة؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خير.[/FONT]
[FONT=&quot]محمّد :[/FONT][FONT=&quot] مثل قولكم [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}[/FONT][FONT=&quot] [الحشر:7][/FONT][FONT=&quot]، مثل هذه الآية فيها الدلالة على كل شيء في الحياة من خلال هذه الآية، يعني القرآن يدل على كل شيء من خلال هذه الآية[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيّيك شكراً جزيلاً لك. معنا الأخ أبو حمزة من مصر تفضل أبا حمزة حيّاكم الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو حمزة:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليك السّلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو حمزة:[/FONT][FONT=&quot] جزاكم الله خير على هذا البرنامج الرّائع.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيّيك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو حمزة:[/FONT][FONT=&quot] الله يتقبّل يا ربّ. عندي سؤال من الأمس في سورة النّساء في قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ} [النساء:148] [/FONT][FONT=&quot]ما معنى (إلا من ظُلم)؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جيّد.[/FONT]
[FONT=&quot]أبا حمزة:[/FONT][FONT=&quot] السّؤال الثّاني في الآية 32 من سورة المائدة[/FONT][FONT=&quot].{إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}[المائدة:33] [/FONT][FONT=&quot]هل هذه الآية تُطبّق حالياً؟ وما هو من يحارب الله ورسوله ما هو المقياس الذي أعرف به من يحارب الله ورسوله؟ ثم ما دلالة الترتيب في العقوبة: يقتّلوا، يصلّبوا، تقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف، ينفوا من الأرض؟ وكيف تُطبق هذه الحدود؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك يا أبا حمزة شكراً جزيلاً لك. الأخ نايف من السّعوديّة، تفضّل يا أخ نايف حيّاكم الله.[/FONT]
[FONT=&quot]نايف:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام حيّاك الله يا شيخ نايف.[/FONT]
[FONT=&quot]نايف[/FONT][FONT=&quot]: الله يحيّيك يا شيخنا وحيّا الله ضيفك الكريم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيّك.[/FONT]
[FONT=&quot]نايف[/FONT][FONT=&quot]: بارك الله فيكم لديّ ثلاث أسئلة:[/FONT]
[FONT=&quot]الأوّل: ما هو أصحّ أقوال المفسِّرين في تفسير قوله: [/FONT][FONT=&quot]{ والصّابئون }[/FONT][FONT=&quot] ؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] طيّب.[/FONT]
[FONT=&quot]نايف[/FONT][FONT=&quot]: السّؤال الثّاني: في قوله [/FONT][FONT=&quot]عَزَّ وَجَلَّ[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]{قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ} [/FONT][FONT=&quot][المائدة:26]، الوقف هنا على [/FONT][FONT=&quot]{مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ}[/FONT][FONT=&quot] أو [/FONT][FONT=&quot]على {يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ}[/FONT][FONT=&quot]؛ لأنّ المعنى يختلف؛ لأنّ بعض المعاصرين يستدل من تفسير هذه الآية على منع دخول اليهود، مع أن اليهود دخلوا بيت المقدس بعد يوشع بن نون، ولا يجوز الوقف على [/FONT][FONT=&quot]{يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ}.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جيّد.[/FONT]
[FONT=&quot]نايف[/FONT][FONT=&quot]: السّؤال الثّالث حبذا لو كان يا شيخ فهد بارك الله فيك سواء في هذا الجزء أو في غيره لو يعلّمنا كيف استنباطها يعلّمنا كيف تطبيق عملي بناء على دراسته، ورسالة الماجستير فيه بارك الله فيك.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أبشر أبشر بارك الله فيك يا نايف شكراً جزيلاً. نعود يا شيخ فهد إلى أسئلة الإخوان الّذين سألوا:[/FONT]
[FONT=&quot]معنا الأخ عبد العزيز سأل عن قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [/FONT][FONT=&quot][الواقعة:79]، فيسأل عن الاستدلال، طبعاً هو الحقيقة ينبّه فيقول أنا أردت التّنبيه.[/FONT]
[FONT=&quot]د.فهد:[/FONT][FONT=&quot] لكن تنبيهه ليس بصحيح؛ لأنّه هو يقول [/FONT][FONT=&quot]{لا}[/FONT][FONT=&quot] في هذه الآية ليست ناهية وإنّما نافية، وإذا كانت نافية تكون خبر يعني [/FONT][FONT=&quot]{لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}[/FONT][FONT=&quot] هذا خبر فكأنّه يقول أنّ الأخبار لا يُسْتَنْبَط منها، وهذا ليس بصحيح، [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الأخبار نوعان: [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]قسم من الأخبار ما يكونُ خبراً محْضاً؛ كالإخبار عن صفات الله عَزَّ وَجَلَّ، والإخبار عن القيامة، والجنّة، والنّار، هذه أخبار محضة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]وقسمٌ آخر من الأخبار وهو الأخبار الّتي يُراد بها العمل [/FONT][FONT=&quot]{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} [/FONT][FONT=&quot][البقرة:233]، ماذا يُراد بهذه الآية؟ هل يُراد فقط أنّه مجرّد الخبر أنّ هناك امرأة ترضع أولادها حولين كاملين؟ لا، المراد أنّها ترضع ويجب عليها الامتثال.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فهذه [/FONT][FONT=&quot]{لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}[/FONT][FONT=&quot] إذا جئنا لهذه الآية لا يمسّه محلّ خلاف بين العلماء، هل هذه الآية يُستنبط منها أنّه لا يجوز أن يمسّ القرآنَ إلاّ طاهر؟ هذا مبني على ماذا؟ على مَن المراد بالمطَهَّرون هنا؟ هل المراد الملائكة، أو المراد النّاس المسلمون؟ فالّذين قالوا انها المسلمون استدلّوا بها على عدم جواز المسّ إلاّ بطهارة، والّذين قالوا الملائكة اختلفوا منهم مَن قال لا يجوز أن يمسّ مثل ابن القيّم رحمه الله يقول: "إن كان لا يمسّه إلاّ الملائكةُ المُطَهَّرون فمن باب أوْلى أن لا يمسّه نحن منّا إلاّ المُطَهّرون"، فعلى كلّ حال أصل المُداخلة أنّ الخبر لا يُؤخَذ منه الحكم، هذا ليس بصحيح، بل يُؤخَذ من آيات الأخبار كثير من الأحكام.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هذه فائدة جيّدة، لكن يا دكتور فهد الآن في قوله [/FONT][FONT=&quot]{ إنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [/FONT][FONT=&quot]هل الحديث هنا عن القرآن الكريم الّذي بين أيدينا الآن، أم هو الحديث عنه في اللّوح المحفوظ؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د.فهد[/FONT][FONT=&quot]: هو هذا، هل الّذين يمسّون، هل هم الملائكة أم النّاس؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] إن كانوا الملائكة فليست دليلاً.[/FONT]
[FONT=&quot]د.فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لا، حتى لو كان الملائكة استدلّ بها ابن القيّم على أنّه إن كان الملائكة، لا يمسُّهُ إلاّ المُطَهَّرون وهم الملائكة، فكيف نحن نمسُّهُ ونحن غير طاهرين؟! من باب الأوْلى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] حتى لو كنّا متوضِّئين؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.فهد:[/FONT][FONT=&quot] من باب أوْلى، لكنّه الاستدلال بها أضعف طبعاً من الأدلّة الأخرى الدّالّة على وجوب[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هو طبعاً يأتيك سؤال يا شيخ فهد بعد ذلك يسألك سائل يقول: ما حكم مسّ المصحف لغير المتطهر، للمُحدِث مثلاً؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.فهد[/FONT][FONT=&quot]: الحدث الأصغر؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نعم الحدث الأصغر. هذه مسألة فيها خلاف، لكن فيها أيضاً "ولا يمسُّهُ إلاّ طاهر".[/FONT]
[FONT=&quot]د.فهد:[/FONT][FONT=&quot] لكن هو الصحيح أنّه لا يجوز أن لا يمسّ الإنسان المصحف إلاّ إذا كان على طهارة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل جدّاً، فتح الله عليك.[/FONT]
[FONT=&quot]د.فهد:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً هذا يختلف عن القراءة، القراءة تجوز حتى لو على حَدَثٍ أصغر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يأتينا سؤال الأخ محمّد بعد ذلك يسأل عن الرّوابط أو الفوائد الّتي تُسْتَنْبَط من الآيات، ولعلّ الأخ محمّد سمع قولنا أنّ الشيخ عبد الرّحمن السّعدي استنبط من آية الوُضوء الّتي في أوّل سورة المائدة ما يزيد على 40 فائدة، واستنبط من القصّة الّتي في سورة "ص" قصّة داود عليه الصّلاة والسّلام تقريباً 50 فائدة فيقول يعني هذا فيه مبالغة، ماذا تقول؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.فهد:[/FONT][FONT=&quot] بُعْد النّاس عن الدِّلالات، دِلالات القرآن الّتي قرّرها أهل الأُصول، والّتي قررها أهل المعاني، يستبعد الإنسان أن يُستَخْرَج من آية واحدة عدداً كبيراً من الأحكام، لكنّه لو نظر إلى الدّلالات، وعرف أنّ الدّلالات كثيرة جدّاً ليست دلالة ولا دلالاتين ولا ثلاث، أكثر، دلالات كثيرة، فكلُّ دلالة من هذه الدّلالات لها معنى يمكن أن يُستَخْرَج منها بحكم، وأنا ضربت مثالاً لآيةٍ واحدة، وطلب أن نذكر مثالاً لآيةٍ واحدة يُستَخْرَج منها ذكرت آية [/FONT][FONT=&quot]{اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ} [يوسف:55][/FONT][FONT=&quot] هي آيةٌ واحدة يُستَنْبَط منها أكثر من حكم، استنبط منها بعضهم جواز تولّي للظّالم الولاية، واستنبط بعضهم جواز أن يقترح الإنسان نفسه للولاية إذا كان مستطيعاً، فهي آيةٌ واحدة يُستَنْبَط منها أكثر من حكم، ويمكن أن يُستَنبط منها أخبار وقصص وإثبات تاريخ معيَّن. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فإذن: إذا تعدّدت الاستنباطات وقد أشار إلى هذا القرافي وقال: "إنّ تعدّد دلالات الاستنباط يُؤدّي إلى تعدّد الاستنباطات الكثيرة من القرآن غير المحصورة" والاستنباط من القرآن هو نظير الاجتهاد عند أهل أصول الفقه. الاجتهاد من ميزاته أنّه لا يمكن إيقافه إلى قيام السّاعة، لا يمكن أن يأتي يوم ويقول شخص انتهى الاجتهاد؛ فكذلك القرآن لا يمكن أن يأتي شخص يوم من الأيّام ويقول انتهى الاستنباط، ممكن أن يأتي شخص ويقول الآن معاني القرآن كلُّها قد عُرِفَت، المعاني، معاني الألفاظ، لكن لا يمكن أن يأتي يقول شخص أنّي قد عرفتُ جميع ما استُنبِطَ أبداً ما يمكن هذا!.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] عندي الحقيقة سؤال يا شيخ فهد فيما يتعلّق بآية سورة النّساء [/FONT][FONT=&quot]{لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء:83]،[/FONT][FONT=&quot] أريد أن أسألك إيّاه، لكن دعني آخذ سؤالين من الأخ أبو عبد الله من السّعوديّة حيّاكم الله يا أبا عبد الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيّك يا شيخ.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضّل الله يحفظك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] شيخ الله يحفظك في سورة المائدة قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[المائدة:35][/FONT][FONT=&quot] المقصود بالوسيلة فضيلة الشيخ؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نعم، أبشر في سؤال آخر يا أبا عبد الله؟[/FONT]
[FONT=&quot]أبو عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيّك. معنا الأخ أبو عبد الرّحمن من السّعوديّة، تفضّل يا أبو عبد الرّحمن.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو عبد الرّحمن:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرّحمن: [/FONT][FONT=&quot]وعليكم السّلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو عبد الرّحمن:[/FONT][FONT=&quot] أسأل الله أن لا يحرمكم الثّواب.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرّحمن:[/FONT][FONT=&quot] يحيّك يا أبا عبد الرّحمن مرحباً بك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو عبد الرّحمن:[/FONT][FONT=&quot] هل هناك يا شيخي مصحف في هامشه تفسير ميسّر تنصحوننا به؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرّحمن: [/FONT][FONT=&quot]أبشر.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو عبد الرّحمن:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] عليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]في قوله يا شيخ فهد نعود إلى سؤالي، وأُقَدّم سؤالي أنا أوّل شيء في سورة النّساء في قوله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء:83]، [/FONT][FONT=&quot]لفت نظري أنّ هذه الآية جاءت بعد قوله قبلها[/FONT][FONT=&quot] {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} [/FONT][FONT=&quot][النساء:82]، فقلت في نفسي سبحان الله! ورد الأمر بالتّدبُّر، ثمّ جاء بعدها الحديث عن الاستنباط، أودّ أن تحدّثنا عن وجهة الرّبط يا شيخ فهد؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.فهد:[/FONT][FONT=&quot] الرّبط أنّ قوله جلّ وعلا [/FONT][FONT=&quot]{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} [/FONT][FONT=&quot]أمرٌ عام لجميع النّاس، والآية موجّهة في الأصل لغير المسلمين، وهي في سياق الحديث عن المنافقين والكافرين، فإذن إذا كان الأمر بالتّدبُّر مدعو له جميعُ النّاس حتى الكفّار يمكن أن يتأمّلوا ويتدبّروا والّذين نزل عليهم القرآن قريش وكذا لم يكونوا مسلمين، ومع ذلك أسلموا لمّا سمعوا القرآن. لكن الآية الّتي بعدها هناك استخراجات للعلماء من هذا القرآن لا تُوَجَّه لجميع النّاس؛ ولذلك قال [/FONT][FONT=&quot]{لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ}[/FONT][FONT=&quot] أمّا الّذين لا يعرفون الاستنباط ولم تتوفّر عندهم شروط الاستنباط هؤلاء لا يمكن لهم أن يستنبطوا من القرآن؛ ولذلك لا ندعو كلَّ أحد أن يأتي إلى القرآن ويفتح المصحف ويبدأ يستنبط للأُمّة أحكاماً، لكنّنا ندعو الجميع أن يتأمّلوا ويتدبّروا، والتّدَبُّر في نظري أنّه في الغالب هو للأُمور الإيمانيّة، قد ذكرتُ ذلك في بحث سابق أنّ التّدبُّر هو مرتبطٌ في الغالب في الأمور الإيمانية وزيادة الإيمان والتّرَقّي في مدارج الكمال؛ ولذلك الآيات الّتي جاءت وجّهت الكافرين فمعنى ذلك أنّه لا بُدّ أن يكون من خصائص التّدَبُّر أن يفهمه الكافرون، وكثيرٌ من شروط الاستنباط وأوَّلُها الإسلام لا يمكن للكافر أن يعرفه. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة يا شيخ فهد أنا كان لفت نظري مسألة دقيقة وهي: أنّ الاستنباط مرتبط بالتّدبُّر أيضاً يعني الاستنباط أليس ثمرة للتّدبُّر؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.فهد:[/FONT][FONT=&quot] كنت أُريد أن أقول هذا أنّ التّدبر أحد [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لديّ اتّصال نأخذه على عجل ثمّ نعود، من أبو عبد الإله من السّعوديّة تفضل يا أبو عبد الإله [/FONT]
[FONT=&quot]أبو عبد الإله:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله حيّاكم الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو عبد الإله:[/FONT][FONT=&quot] أسعد الله مساءك.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يسعد مساءك ويحيّك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو عبد الإله:[/FONT][FONT=&quot] يا شيخ عبد الرّحمن أنتم كنتم تتحدّثون قبل قليل عن مسّ المصحف، بالنّسبة لطلاّب المدارس يكون فيه حرج شديد عندما يخرج 30 طالب أو 40 طالب أو أقلّ أو أكثر للوضوء قبل حصّة القرآن الكريم، فهل يجوز لهم في المدارس قراءة القرآن الكريم وقت الحصص بدون وضوء؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] خيراً إن شاء الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو عبد الإله:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تسمع الجواب إن شاء الله شكراً لك يا أبا عبد الله، بارك الله فيك. شكر الله لكم جميعاً أيُّها الإخوة المتّصلون أريد أن أستأذنك يا شيخ فهد نريد أن نعرِّف بكتابك ثمّ نعود للمشاهدين. أنا أستأذنكم في فاصلٍ نعرّف فيه بكتابٍ ثمّ نعودُ فابقَوْا معنا حفظكم الله.[/FONT]
[FONT=&quot]*********فاصل***********[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]عرض كتاب "أُنموذَجٌ جليل في أسئلةٍ وأجوبةٍ من غرائبِ آيِ التّنزيل"[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]تفسيرُ الرّازي المسمّى: "أُنموذَجٌ جليل في أسئلةٍ وأجوبةٍ من غرائبِ آيِ التّنزيل"[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]مؤلِّفُ هذا الكتب هو:[/FONT][FONT=&quot] محمّدُ بن أبي بكرٍ الرّازي، صاحِبُ كتاب مختار الصِّحاح في اللّغة، وهو من أعلام القرن السّابع الهجري من مدينة [الرَّيّ] القريبة من مدينة [طهران] عاصمةُ إيران اليوم، ويدخُلُ كتابُهُ هذا في جملة الكتب الّتي أُلِّفَت لكشف ما يلتبسُ من القرآن الكريم ممّا يُحتاجُ في بيانِهِ أو تبيينه إلى معرفةٍ بوجوهٍ متعدِّدة من علوم اللّغةِ والبلاغةِ والنّحوِ والصّرفِ وعلومِ القرآن على اختلافِ فنونِها، وإلى معرفةٍ واسعةٍ وثقافةٍ متميِّزة، مما يتهيَّأُ به المُتَصَدّي لتفسيرِ كتابِ الله الكريم، ومن هنا تعدَّدت في المكتبةِ الإسلاميّة الكتب الّتي تعرِضُ للمتشابهِ والمُشْكِل، وتقصِدُ إلى تنزيهِ القرآن الكريم عن ظنّ الجاهلِ أو دَعْوى المُدَّعي، أو تشكيكِ المُشَكِّك، والّتي تهْدِفُ إلى إيضاحِ المسائل ومقارنتها بما يُماثلُها في كتاب الله، وتستفيدُ من أحاديثِ رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم، وتستأنسُ بعرضِ المسائلِ على لغةِ العربِ وأشعارِها وتراثِها؛ ليزدادَ المؤمنُ إيماناً ومعرفة، وليتَّضِحَ للغافل والجاهل ما كان غائباً عنه. ويُعَدُّ كتابُ الرّازي هذا في كتب التّفسير، وإن لم يلتزم المؤلِّف بالوُقوفِ عندَ كُلِّ آيةٍ في القرآن، فإنَّ مقصدَ الكتابِ هو حلُّ بعض الوُجوه الّتي يَرِدُ حَولها سؤالٌ أو يقعُ فيها إشكال، أو يُحتَمَلُ أن تكونَ محلَّ نَظَرٍ لسببٍ من الأسباب، وقد يُجيبُ المؤلِّفُ بجوابٍ واحدٍ يراهُ كافياً، أو جوابين أو أكثر، وقد وضع المؤلّفُ كتابهُ؛ اعتماداً على ما نقلَهُ وأخَذَهُ عمَّن سبقهُ من المُفَسِّرين، وعلى ما تفتّق عنه ذهنه، واجتهاده، بعد المدارسة والبحث والتّنقيبِ والمذاكرةِ معَ صديقٍ لَهُ من أهلِ العلم. وهذا الكتاب من ثمار تلك المدارسةِ والمباحثة مع صاحبِهِ هذا رحمه الله. وقد صدر الكتابُ عن دار ِ الفِكر عام ألفٍ وأربعَ مِئةٍ وأحدَ عشرَ للهجرة بتحقيق الدّكتور "محمّد رضوان الدّاية" وهو كتابٌ قيِّم فيهِ فوائدُ كثيرة حول القرآنِ الكريمِ ومعانيهِ الدّقيقة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]**************[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مرحباً بكم أيُّها الإخوة المشاهدون مرّةً أخرى في برنامجكم [التّفسير المباشر] وضيفنا في هذه الحلقة هو فضيلة الشيخ [ فهد بن مبارك الوهبي ] الأستاذ بجامعة طيْبة بالمدينة المنوّرة. وأعتذر يا شيخ فهد كان المُفتَرَضُ أن يكون التّعريف بالكتاب "منهج الاستنباط من القرآن الكريم" لمؤلّفه الشيخ فهد الوهبي، لكن الإخوة في الإنتاج لديهم لبس أو شيء من هذا، وسيُعَرَّف به إن شاء الله في إحدى الحلقات القادمة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]نعود إلى الأسئلة الّتي كانت قبل الفاصل يا فضيلة الشيخ فهد عن سؤال الأخ أبو حمزة من مصر.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ أبو حمزة حفظه الله يسأل سؤالاً في سورة النّساء في أوّل الجزء وهو قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ}[/FONT][FONT=&quot] يقول: ما معنى قوله [/FONT][FONT=&quot]{إِلاَّ مَن ظُلِمَ}؟.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذه الآية تُبيح للمظلوم أن يجهر بشيء من السّوء الّذي يصطلي به في داخله؛ كأن يقول للظّالم مثلاً: أنت ظلمتني، أو أنت سرقتني أو غير ذلك. وذكر المُفَسِّرون أنّ علّة هذه الإباحة أنّه لو كتم هذه الأمور قد يتدرّج الأمر إلى أن يعتدي عليه، المظلوم يعتدي على الظّالم أو أن يستخدم سلاحَهُ، فإذا أخرج شيئاً ممّا في نفسه أي حال الظّلم وقال له أنت ظلمتني يخفِّف عن نفسه، وهذا ترى من الإلماحات العظيمة للقرآن العناية بمشاعر النّاس، وهذه نجدها في العناية بالحديث عن غزوة أُحُد وبدر، حديثُ القرآن عن غزوة أُحُد كان حديث الّذي يريد أن يُواسي[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139]، { إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ} [آل عمران:140]؛[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لأنّهم في فترة انكسار، أمّا في غزوة بدر فكانت الانتصار فجاء التّعنيف[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ} [الأنفال:67] [/FONT][FONT=&quot]لاحظوا الفرق بين الحالتين، فهذه أيْضاً منها، يريد الله عَزَّ وَجَلَّ من النّاس أن يخرج شيء ما في نفسه؛ حتى لا يتدرّج إلى ما هو أعظم من الاعتداء وسفك الدِّماء وغير ذلك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل، وحتى سبحان الله العظيم! يحضرني في سورة الشعراء في الاستثناء الّذي في [/FONT][FONT=&quot]{وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ}[/FONT][FONT=&quot] إلى أن قال [/FONT][FONT=&quot]{ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]}[/FONT][FONT=&quot] إلى أن قال [/FONT][FONT=&quot]{إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}[/FONT][FONT=&quot] قال [/FONT][FONT=&quot]{وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} [الشعراء:224-227]، [/FONT][FONT=&quot]فأباح لهم الانتصار بعد الظّلم، فهو من هذا الباب يعني.[/FONT]
[FONT=&quot]د. فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم.[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً .[/FONT]
[FONT=&quot]د. فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عفواً يا دكتور هو يُخصَّص هذا بتحريم الاعتداء، أو بتحريم القذف، أو بتحريم الغيبة لأنّه عام هنا مخصص بغيره من[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني إلا مَن ظُلِم فله أن يجهر بسوءٍ بحيث لا يصل إلى حدّ الاعتداء يعني لا يصل الى حد الاعتداء[/FONT]
[FONT=&quot]د. فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ولا القذف، إمّا أن يقول له للظّالم أنت ظلمتني، أو أن يذهب إلى مَن ينصُرَهُ على هذا الظّالم،[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]والدّمُّ ليس بغيبةٍ في ستَّةٍ مُتَظَلِّمٍ ومُعَرِّفٍ ومُحَذِّرِ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ولِمُظْهِرٍ فِسْقٍ ومُسْتَفْتٍ ومن طلب الإعانةِ في إزالة منكِرِ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]هذا متظلِّم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لا، سبحان الله! لاحظ حتى لا يغفل الإنسان ويعتدي في الشّكوى والاعتداء على مَن ظلمَهُ ختم الله الآية فقال [/FONT][FONT=&quot]{وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا}[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لكنّ العجيب الآن يا شيخ عبد الرّحمن [/FONT][FONT=&quot]{لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ}[/FONT][FONT=&quot] شأنُ كثيرٍ من القنوات هو الجهر بالسّوء لِمَن ظلمه، لا يوجد مَن ظلمه، وإنّما هم يبادرون بالجهر بالسّوء، نعم، فهذه مصيبة!.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هذه الآية بالرّغم من بيان الحكم فيها جزاك الله خيراً، لكن هي أدب سبحان الله العظيم! وعندما تنظر في سلوك المسلمين اليوم تجد أنّ السّوء يُجْهَر به بكثرة في القنوات الإعلاميّة، وفي وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة التّشهير بالنّاس في النّت وفي الصُّحُف والإنترنت عالم، لا يوجد داعي لهذا، نعم. جزاك الله خيراً.[/FONT]
[FONT=&quot]أيْضاً هناك سؤال آخر للأخ أبو حمزة من مصر في سورة المائدة وهي الآية الثّالثة والثلاثين وهي قوله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة:33] [/FONT][FONT=&quot]فيقول: تطبيق هذه الآية، يعني كيف يكون في زماننا هذا؟ وهل يمكن تطبيقه، الحِرابة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. فهد:[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]نعم الحِرابة هي إخافة النّاس وإشاعةُ الفساد في الأرض، والعلماء مُختلفون هل تُقْصَر فقط على الطُّرُقات في خارج المُدُن أم تشمل داخل المدن؟ والصّحيح أنّها تكون لمَن أفزع النّاس وأفسدهم سواءً في الدّاخل أو في الخارج، فهذا إذا فعل هذا الفعل وقُبِضَ عليه فالحاكم يُخَيَّر بين هذه الأفعال: إمّا أن يقتُلَهُم، أو يصلِبَهم، أو يقطّع أيديهم وأرجُلَهم من خِلاف، أو يُنفَواْ من الأرض، هذه الصّحيح فيها أنّها موكولةٌ إلى الحاكم، وإن كان بعض العلماء الشّافعي وغيره من العلماء قالوا: "أنّها تُخَصَّص" إن كان قتل وسرق؛ يُقْتَل ويُصْلَب، وإن كان قتل ولم يسرق؛ يُقتَل ولا يُصلَب، وإن سرق؛ تُقْطَع يده ورجلَه من خلاف، وإن أخاف فقط؛ يُنْفى من الأرض –والنّفيُ من الأرض هو الآن هو السّجن أو إخراجه من بلدةٍ إلى بلدةٍ أخرى فيُسجَن فيها– وقد أشار إلى هذا المتقدّمون. فهذا هو معنى الآية وتطبيقُها لا بأس به بل الّذي أعلمه أنّها قد تُطَبَّق أحياناً، بالعكس هي تحمي المجتمع من الفساد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هناك سؤال من الأخ نايف أعود إليه لديه ثلاثة أسئلة يسأل عن { الصّابئين } يقول: ما هو أصحّ أقوال المفسّرين في الصّابئين؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. فهد:[/FONT][FONT=&quot] الصابئون بعضهم قال: أنّهم فرقةٌ من النّصارى، وبعضهم قال: هم قوم كانوا في الشّام ليس لهم كتاب، وأيْضاً لا يُعرَف عنهم الشّرك وعبادة الأصنام، وإنَّما يتوجّهون إلى اليمن ويُصَلّون ويصومون ثلاثين يوماً في السّنة، ذكر المفسِّرون بعض هذه الأمور هذه الصّفات.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] قبل أن نكمل أسئلة الأخ نايف لدينا اتّصال من الأخ أبو أحمد من مكّة، تفضل يا أبو أحمد حيّاكم الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] كيف حالكم شيخ عبد الرّحمن؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيّك يا مرحباً.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] الله يسعدك ويسعد ضيفك الكريم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحييك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] عندي سؤال يا شيخ واقتراح.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضّل.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] يعني في مثل هذا البرنامج الجميل الحمد لله يعني كتب الله سبحانه وتعالى لنا متابعته، في كلّ يوم يعتني بتفسير جزء كامل فلماذا لا يكون هناك اعتناء في الجمع بين المتشابهات والتوفيق بينها حتى يسهل على الذي يريد أن يحفظ أن يفرّق بين هذه الآية لماذا أتت كذا والآية التي أتت كذا، أغلب الناس أو الحفاظ يفرق بين الآيات المتشابهة بأمور شكلية مثلاً وليس بسياقات الآية أو بسياقات التعبير في الآية، يفرق هذه الآية في هذه السّورة، وهذه الآية في هذه السّورة؛ فمثلاً في سورة النّساء تقديم [/FONT][FONT=&quot]{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ} [/FONT][FONT=&quot][النساء:135]، وفي سورة المائدة [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ} [المائدة:8] [/FONT][FONT=&quot]ممكن يفرق بينها حفظاً لكن سياق الآية، لكن لو حفظ سياق الآية لماذا قدّم هذا مما يثبت المتشابهة في الذهن هذا اقتراح.[/FONT]
[FONT=&quot]بالنّسبة للسؤال يا شيخ: في قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الآية جاءت في سورة النّساء، وقبلها جاء حكم المرأة الناشز وحكم الزوج الناشز، فهل يُستَنْبَط من هذه الآية أنّ المرأة يجوز لها مثلاً أن تتظلّم ضد زوجها أو تتشكّى ضد زوجها، أو بالعكس الزوج يتظلّم الرجل ضد زوجته ويُظهر هذا الظّلم ويتكلّم فيه أمام النّاس وأمام الآخرين. أسأل الله أن يوفقنا وإياكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خير شكراً جزيلاً بارك الله فيك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]نكمل أسئلة الأخ نايف يا شيخ فهد، يسأل عن قوله تعالى في سورة المائدة [/FONT][FONT=&quot]{قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ}[/FONT][FONT=&quot] الآية رقم 26 من سورة المائدة، عندما تحدّث الله سبحانه وتعالى عن موسى [/FONT][FONT=&quot]{قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}[/FONT][FONT=&quot] إلى أن جاءت الآية السّادسة والعشرون فقال [/FONT][FONT=&quot]{قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ} [/FONT][FONT=&quot]فيسأل عن الوقف في قوله تعالى[/FONT][FONT=&quot] {فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ} {أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ}[/FONT][FONT=&quot] أو قال [/FONT][FONT=&quot]{فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً} {يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ}.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الوقف هنا أو هنا صحيح، بعض العلماء قال: الوقف التّام قال: [/FONT][FONT=&quot]{فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ} {أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ} [/FONT][FONT=&quot]ويكونُ المعنى: أنّ هذا الجيل الّذي أُمِرَ بدخولِ بيت المقدس حُرِّمَ عليه دخول بيت المقدس على هؤلاء، هذا الجيل فقط، ولذلك ذكر ابن كثير في بعض الروايات أنّهم قد ماتوا ولم يبقَ منهم إلاّ مَن آمن وهما الرّجلان؛ حتى انتهى ذلك الجيل، وانتهت الأربعين سنة دخل الجيل الّذي بعده مع يوشع بن نون الّذي كان أحد الرَّجُلَيْن [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حتى موسى مات في هذه المدّة، [/FONT]
[FONT=&quot]وأكثر التنزيلات والقصص كانت في فترة التّيه. وأمّا الوقف الآخر قال[/FONT][FONT=&quot]: {فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً} [/FONT][FONT=&quot]يعني: تُحَرَّم على هذا الجيل أربعين سنة ثمّ يُباح لهم الدّخول في بيت المقدس، فالوقفين صحيحين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل، يعني الوقف هنا صحيح، والوقف هنا صحيح، ولذلك جاءت في المصحف علامة تعانق الوقف يعني: إذا وقفنا على موضع امتنع الوقف على الآخر.[/FONT]
[FONT=&quot]قبل أن نكمل أسئلة الأخ نايف لدينا اتِّصال من الأخ حمزة من الجزائر، تفضل يا أخ حمزة:[/FONT]
[FONT=&quot]حمزة[/FONT][FONT=&quot]: السّلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]حمزة[/FONT][FONT=&quot]: حياك الله يا شيخ.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيّيك.[/FONT]
[FONT=&quot]حمزة[/FONT][FONT=&quot]: ما حكم قراءة القرآن بدون أحكام التّجويد؟ والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته. سؤاله واضح صح؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]واضح.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الأخ نايف يطلب منك يا شيخ فهد يعني آية تقف معها، وتقف مع الاستنباطات منها، وكيفيّة الاستنباط.[/FONT]
[FONT=&quot]د. فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نجعله آخر سؤال إن شاء الله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أحسنت لعلّه أبشِر إن شاء الله.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ أبو عبد الله من السّعوديّة يسأل عن قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ}[/FONT][FONT=&quot] في سورة المائدة، ما المقصود بالوسيلة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. فهد[/FONT][FONT=&quot]: الوسيلة المقصود بها القُربى والحاجة، هذا المقصود بالوسيلة [/FONT][FONT=&quot]{وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ}[/FONT][FONT=&quot] يعني ابتغوا إليه القُربى. والوسيلة: تُعَرَّف أنّها ما يُتَوَسَّلُ به إلى طاعة الله، والتّوسُّل إلى الله عَزَّ وَجَلَّ حدّده العلماء بطرق: التّوسُّل بالأعمال الصّالحة، التّوسّل بدعاء الرّجل الصّالح، التّوسل بإظهار الحال والافتقار مثل موسى عليه السّلام [/FONT][FONT=&quot]{فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص:24][/FONT][FONT=&quot]؛ هذه لإظهار الحال فقط وما طلب، ما دعا، [/FONT][FONT=&quot]{فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}،[/FONT][FONT=&quot] وأُجيب. وكذلك التّوسُّل بالرّجل الصّالح، هذا ثبت، والتّوسُّل بالأعمال الصّالحة هذا ثبت في حديث الغار قصة الثّلاثة الّذين أُطبِقَت عليهم الصّخرة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك يا شيخ فهد. معنا اتّصال من الأخ أبو همّام من السّعوديّة تفضّل يا أبو همّام.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو همّام:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو همّام:[/FONT][FONT=&quot] كيف حالك يا شيخ؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أهلاً وسهلاً حيّاكم الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو همّام:[/FONT][FONT=&quot] أوّلاً أشكركم على هذا البرنامج النّاجح.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحييّك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو همّام:[/FONT][FONT=&quot] سؤالي يا أستاذي الكريم: ما هو الدّليل من القرآن أنّ القرآن فيه كلِّ شيء؟ يعني ما نأخذ أيّ حاجات مثلاً يعني مواد وعلوم من الكفار، آسف لو كان السؤال خارج عن موضوع الحلقة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جيد شكراً لك، أبشِر، واضح سؤالك حفظك الله.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ أبو عبد الرّحمن من السّعوديّة يسأل يقول: هل هناك مصحف بهامشه تفسير؟ يعني يمكن أن يُعتَمَد عليه وسهل.[/FONT]
[FONT=&quot]د. فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أفضل الهوامش في نظري المعاصرة "التّفسير الميسّر" وهو موجود على موقع مجمّع الملك فهد لطباعة المصحف يمكن أن ينزّله ويقرأ فيه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل جدّاً.[/FONT]
[FONT=&quot]د. فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]و"زبدة التّفسير" للشيخ محمّد الأشقر وهذا كتاب نافع وجميل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأظنّ حتى الآن يا شيخ فهد المختصرات كثيرة لتفسير ابن كثير يعني بهامشها يكون المصحف موجود بالهامش، هذا يمكن تأخذه كتاب واحد وتقرأ فيه وهذه فعلاً متوفّرة والحمد لله.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أبو عبد الإله يسأل عن مسّ المصحف ويشير إلى أنّ الطّلاّب في المدارس يقول الآن المدرِّس عندما يُخرِج الطّلاّب كلّهم ليذهبوا ليتوضؤوا ليقرؤوا القرآن فأظنّ أنّهم يحدثون مشكلة، وخاصّة يمكن إذا كان يعني بعيدة مثلاً أماكن وضوء أو الماء قليل، أو شيء من هذا فيعني ماذا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. فهد[/FONT][FONT=&quot]: أنا أقول إذا كانت المشكلة مشكلة تنظيم تُحَلّ؛ لأنَّني أعلم كثير من المدارس بالعكس ليس عندهم أي مشكلة والعدد بالمئات ففي الغالب تكون مشكلة تنظيم وتُحَلّ، ويُطَبَّق هذا الحكم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل، يعني لا بدّ أن يذهبوا يتوضّؤوا.[/FONT]
[FONT=&quot]د. فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لا؛ لأنّه لا تُعوِّدوا الطّلاّب وهم في هذا السّنّ الصّغير على أن يمسّوا المصحف بدون وضوء، قد يستطيع بعضهم أن يتوضّأ قبل الحصّة بساعة أو ساعتين، فيبدأ بالتّساهل فهذا من ناحية تربويّة للأبناء لا، الأفضل أنهم يُلْزَمون بالوضوء.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أحسنت جزاك الله خيراً. قبل أن نكمل الأخ عبد الرّحمن من السّعوديّة تفضّل يا عبد الرّحمن:[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الرّحمن:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الرّحمن:[/FONT][FONT=&quot] كيف حالك يا شيخ عبد الرّحمن؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيّيك يا مرحباً.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الرّحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله لنا ولك في رمضان.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] اللهمّ آمين يا ربّ العالمين.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الرّحمن:[/FONT][FONT=&quot] أشكركم على البرنامج والله يعطيكم العافية ويجزاكم خير، ويجعله في موازين حسناتكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]آمين[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يجزيك الخير يا أخي.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الرّحمن:[/FONT][FONT=&quot] قبل هذا يا شيخ عبد الرّحمن أنا أحبّك في الله والله.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أحبّك الله الّذي أحببتنا فيه.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الرّحمن[/FONT][FONT=&quot]: لأني من طلابك في جامعة الإمام أطال الله عمرك إن شاء الله[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحييك.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الرّحمن:[/FONT][FONT=&quot] يا شيخ أنا عندي سؤال في سورة هود.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضّل.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الرّحمن:[/FONT][FONT=&quot] يقول الله [/FONT][FONT=&quot]عَزَّ وَجَلَّ: [/FONT][FONT=&quot]{فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ} [هود:106-107] [/FONT][FONT=&quot]، هنا يقول [/FONT][FONT=&quot]{خَالِدِينَ فِيهَا}[/FONT][FONT=&quot] يعني: خلود مُؤبَّد في النّار ما دامت السّماوات والأرض، ماذا قصده بالخلود؟ ثم (ما دامت السّماوات والأرض)؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل، أحسنت، شكراً يا عبد الرّحمن الله يحيّيك.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الرّحمن:[/FONT][FONT=&quot] ونفس الآية التي بعدها التي هي الجنّة [/FONT][FONT=&quot]{خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ} [/FONT][FONT=&quot]لماذا وصفها بالخلود ثم (ما دامت السّموات والأرض)؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أحسنت أحسنت.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الرّحمن:[/FONT][FONT=&quot] مفهوم السؤال؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] واضح واضح.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الرّحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحفظك.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً يا عبد الرّحمن الله يبارك فيك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد الحقيقة اقترح اقتراحاً، وقال يعني: ما دمنا نتحدّث يوميّاً عن جزء، فلماذا لا يكون هناك وقفات مع التّدَبُّر في سياقات الآيات بحيث أنّ المتشابهات من بين السور تتضّح ليس فقط من خلال حفظها هذا يُقال في سورة المائدة يُقَدَّم، وفي سورة النِّساء يُؤخَّر الكلمة الفلانية، وإنَّما تتضّح للحافظ من خلال فهمها وربطِها بالسِّياق؟ وأنا الحقيقة أشكر الأخ أحمد حقيقة الأخ أحمد كثيراً على حسن ظنّه، لكن لا أُخفيك سرّاً نحن بدأنا بالبرنامج على أنّها 40 دقيقة، ثمّ أصبح الآن ساعة كاملة، ونحن الآن لم نستطع أن نفي بأن نتكلّم عن المحاور الّتي تحضّرها أنت يا شيخ فهد، وبقيّة الزّملاء في بقيّة الحلقات، وأن نُجيب على أسئلة الإخوة المشاهدين، فنحن الحقيقة والله نعيش صراع بين الموازنة بين الأسئلة واستقبالها، وأيْضاً الحديث عن المحاور الّتي تحضّرونها وتتكلّمون عنها في السّورة، ولكن نحاول بقدر المُسْتَطاع أنَّنا نُسَدِّد ونُقارب في هذا الموضوع.[/FONT]
[FONT=&quot]د. فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهو أشار إلى مثال يا شيخ عبد الرّحمن وهو قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ} و {قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ}.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل.[/FONT]
[FONT=&quot]د. فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهذه فيها سر عجيب في القرآن.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ليتك تفيدنا به يا شيخ؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم، هو في هذه السّورة ورد [/FONT][FONT=&quot]{ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ}[/FONT][FONT=&quot] وورد في سورة المائدة [/FONT][FONT=&quot]{[/FONT] [FONT=&quot]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ (8)} [/FONT][FONT=&quot]وفي سورة النّساء وردت [/FONT][FONT=&quot]{قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ}؛[/FONT][FONT=&quot] لأنّ الآية هناك تحكي القضاء [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا}[/FONT][FONT=&quot] الآية تتكلّم عن القضاء ووجوب العدل والقسط، فكان تقديم القسط هو الأوْلى هناك، لكن هنا الآية تتحدّث عن ماذا؟ في سورة المائدة كان الحديث عن الشَّهادات والمواثيق الّتي أخذها الله عَزَّ وَجَلَّ على بني إسرائيل، وأخذها أيْضاً على المسلمين فناسب أن يقوموا لله بالوفاء بهذه الأمور، وأخَّرَ القسط؛ لأنّ القسط هو العدل. هناك ناسب تقديم العدل للقضاء، وهنا ناسب القيام لله بهذه الأمور والوفاء بها؛ لأنّ الحديث عن العهود والمواثيق، فهذا ممّا يربط أيْضاً بين الآيات.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هو يعني امتداداً لسؤاله أو اقتراحه ذكر آية [/FONT][FONT=&quot]{لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ}[/FONT][FONT=&quot] وقال: أنّها وردت بعد الحديث عن التّحكيم بين الزّوجَيْن وما يقعُ بينهما من خلافات، فهل يمكن أن يُسْتَنْبَط من هذا يا شيخ فهد، ولعلّ أن يصلح هذا أيْضاً جوابًا للأخ نايف في قضيّة آية يمكن الاستنباط منها أن نقول أنّها وردت في هذا السِّياق [/FONT][FONT=&quot]{لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ}[/FONT][FONT=&quot] في هذا السّياق حتى يمكن أن نستنبط منه أن للزوجة أو يجوز للزوج أن يتظلّم من زوجته أو تتظلّم من زوجها؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. فهد[/FONT][FONT=&quot]: هذا موجود وإلاّ كيف كان [/FONT][FONT=&quot]{فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا}[/FONT][FONT=&quot] إلاّ لأجل أنّهم يتظلَّمون، ثم يُثبت هذان الحكمان الحُكم[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لكن قصدك يعني أنّي أحبّ الجهر، هل يجوز أنّهم يجهرون بهذا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. فهد[/FONT][FONT=&quot]: هم إذا دخلوا هم يدخلون في عموم الآية الزّوجان وغيرهم يدخلون، فإذا كان هناك مصلحة من الجهر بأن تذهب إلى أخيها أو أبيها أو غير ذلك، أو تستنصر به أو تبعد عنها الظّلم فهذا ما في بأس، والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقع هذا في عهده، والآية نفسها يا شيخ عبد الرّحمن لعلّها تكون تطبيق للشيخ نايف الآية نفسها ممكن يُسْتَنبط منها أشياء كثيرة:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أوَّلاً: كلمة [/FONT][FONT=&quot]{لا يُحِبّ}[/FONT][FONT=&quot] إثبات الحبّ لله عَزَّ وَجَلَّ والكُره له عَزَّ وَجَلَّ، أنّه يحبّ ويكره، وهذا من صفاته عَزَّ وَجَلَّ وكثير من المفسرين ينكر هذا الأمر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]{الجَهْرَ بِالسّوءِ مِنَ القَوْل}[/FONT][FONT=&quot] يقسّم السّوء إلى نوعين: قولٌ وفعل؛ لأنّه قال [/FONT][FONT=&quot]{مِنَ القَوْل}[/FONT][FONT=&quot] وابن عاشور أشار إلى أنه لماذا قال [/FONT][FONT=&quot]{مِنَ القَوْل}[/FONT][FONT=&quot] قال: لأنّه أدنى درجات السّوء والفعل أشد منه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأيْضاً يمكن أن يُسْتَنبَط منها: أنّ الله يحبّ الجهرَ بالكلام الحسن، ما دام لا يحبّ الجهر بالسّوء، بمفهوم المخالفة. [/FONT]
[FONT=&quot]لا أريد أن أُغفل أسئلة الإخوان الّذين اتّصلوا. الأخ حمزة من الجزائر يسأل عن حكم القراءة دون الالتزام بأحكام التّجويد يا شيخ فهد؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إذا كان قادراً على أحكام التّجويد، فالصّحيح: أنّه لا يجوز. أمّا إذا كان غير قادر فهذا ما كلَّفَهُ الله عَزَّ وَجَلَّ به، "والقارئ بالقرآن وهو عليه شاقٌ" مهذه من المشقة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لكن أنّهُ يُدْعى الأخ حمزة إلى أن يتعلّم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بدون شكّ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot]: الأخ أبو همّام يقول: ما الدّليل على أنّ القرآن الكريم فيه كلّ شيء؟ وأنَّنا لسنا بحاجة إلى أن نأخذ أي شيء من الغرب[/FONT]
[FONT=&quot]د. فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]المقدّمتان غير مترابطتان [/FONT][FONT=&quot]{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ} [/FONT][FONT=&quot][النحل:89] المُفَسِّرون غالبهم، أكثر المُفَسِّرين يقولون: هذا عامٌّ أُريد به الخصوص، (لكُلِّ شيْءٍ) فيه هدايتكم من أمور الدّين والدّنيا، لكن لم يدعو القرآن إلى أنّا لا نأخذ من النّاس ومن الأُمم الأُخرى، النّبيّ عليه الصّلاةُ والسّلام لبس من لباس الكفّار، ونحن مدعُوّون إلى أن نستفيد من العلوم الأخرى والتّقنية وهذا كلّه داخلٌ في [/FONT][FONT=&quot]{وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}[/FONT][FONT=&quot] [طه:114].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لكن هناك إشكال يا شيخ فهد هناك بعض النّاس عندَه خَلْط يقول: يرى أنّك يمكن أن تأخذ من الغرب وتأخذ من الكفّار، إمّا أن تأخذ منهم كلّ شيء، وإمّا أن تردّ منهم كلّ شيء، فبعضهم يقول: ما دام تأخذ منهم السّيّارة والمكيِّفات والأجهزة التّقنية، فخُذْ منهم الفكر والاعتقاد والمذاهب المنحرفة، وهذا غير صحيح، وهو تلازم غير وارد، فأنت ممكن أن تأخذ وتستفيد من هذه الأشياء التّقنيّة، ولكنّك الدّين لا تأخذ منهم إنَّما تلتزم بما في الإسلام.[/FONT]
[FONT=&quot]د. فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهناك إشكال أنّ بعض النّاس يُعَبِّر عن البراء بمثل هذه الأفعال، نردّ كلّ شيء ولا يجوز لنا أن نأخذ منهم، لا، البراءة أن تكره أفعالهم، فهذا الشخص الكافر إذا أسلم وآمن تُحبّه، فليس الكُره ذاتياً لذات الشّخص.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الأخ عبد الرّحمن وهذا آخر سؤال علَّنا نختم به، سأل سؤالاً في سورة هود قال[/FONT][FONT=&quot] {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إلاّ مَا شَاءَ رَبُّك}[/FONT][FONT=&quot] وأيْضاً قال ذلك في أهل الجنّة فهو يسأل: ما معنى خالدين فيها ما دامت السّمواتُ والأرض؟ ما معنى الخلود يا شيخ فهد أصلاً؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. فهد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الخلود هو المُكْث، الحِقَب الطويلة، هذا هو الخلود، فالآية تُعَبِّر عن أهل النّارِ وأهلِ الجنّة أنّهم سيمكثون حِقَباً متطاوِلة في هذا المكان، ولن يخرُجَ الكفّارُ من النّار، ولن يخرُجَ المؤمنون من الجنّة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هذا هو المعنى، لكن قد يكون سؤاله لماذا عبّر الله (ما دامت السّموات والأرض)؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. فهد[/FONT][FONT=&quot]: تعبيرٌ عن الخلود أنّها ستبقى مُدَد بقاء السّماوات والأرض ليس المعنى أنّه سيأتي يوم ويُخْرَج أهل النّار من النّار، ويُخْرَج أهل الجنّة من الجنّة، أعني بذلك الكفّار من أهل النّار والا المسلمون العصاة الإجماع أنّهم سيخرجون إلى الجنّة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لعلّ هذا الّذي أوقع الأخ عبد الرّحمن أنّه يقول [/FONT][FONT=&quot]{مَا دَامَتِ السَّمواتُ والأَرْض}[/FONT][FONT=&quot] في تصَوُّر الأخ عبد الرّحمن أنَّ السّماوات والأرض سوف تزول، لكن هذا جاء على الأسلوب الّذي هو معهود عند العرب؛ لأنّهم يقولون: لن آتيك ما دامت السّماوات والأرض، يقصد به أنَّني لن آتيك أبداً. [/FONT]
[FONT=&quot]د. فهد[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]ومعرفة معهود العرب مهمّ جدّاً عند أهل التّفسير، [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نعم هذه الحقيقة من أهم ما يمكن أن يتنبّه له قارئ القرآن أن يُعنى باللّغة العربيّة، ونحن عندنا مشكلة يا شيخ فهد الآن لدينا تفريطٌ شديدٌ في لغتنا، وتقصيرٌ شديدٌ في تعَلُّمِها، واستهتار حتى بقواعد النّحو وعلوم البلاغة، وهذا سببٌ من الأسباب الرَّئيسيّة؛ في ضعف فهمنا للقرآن الكريم وتدبُّرِهِ والعناية به.[/FONT]
[FONT=&quot]شكر الله لك يا شيخ فهد الحقيقة كان حديثاً ممتعاً، وكانت ساعةً ممتعةً معك، وأسأل الله أن يتقبَّلَ منك وأن يكتُبَ أجرك. والحديث عن الجزء حقيقة حديثٌ ذو شجون وطويل، لو كان الوقت أوسع من هذا لكان هناك مجالٌ ومتَّسَعٌ للحديث، لكن دائماً يضيقُ علينا الوقت مع أمثالك. فأسأل الله أن يتقبَّلَ منكم، وأسأل الله أن يتقبَّلَ منكم أيْضاً أيُّها الإخوة المشاهدون، وباسمكم في نهاية هذه الحلقة أشكر أخي العزيز الشيخ فهد بن مبارك الوهبي الأستاذ بجامعة طيبة بالمدينة المنوَّرة، والمتَخَصِّص في الدِّراسات القرآنيّة على ما تفضّل به من الأجوبة، ومن التّوجيهات والاستنباطات الدّقيقة في الجزء السّادس من أجزاء القرآن الكريم، وموعدنا يتجدّد معكم غداً بإذن الله تعالى في حلقة الغدّ من هذا البرنامج التّفسير المباشر؛ حتى ألقاكم بإذن الله تعالى أستودعكم الله والسَّلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]http://www.youtube.com/watch?v=iTaBvtmih5E&list=PLF923571A3B4F5F5A&index=6&feature=plpp_video[/FONT]

[FONT=&quot]
[/FONT]
 
[FONT=&quot]برنامج التفسير المباشر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الحلقة السابعة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الجزء السابع[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]7-9-1429هـ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرّحمن الرَّحيم. الحمدُ للهِ رَبِّ العالَمين، وصلّى الله وسلَّمَ وباركَ على سيِّدِنا ونبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين. مرحباً بكم أيُّها الإخوةُ المُشاهدونَ الكِرام في حلقةٍ جديدةٍ من حلقاتِ برنامَجِكم اليومي [التّفسير المباشر]، الّذي يأتيكم من استديوهاتِ قناةِ [دليلٍ الفضائيّة] بمدينة الرّياض. يسعُدُنا في هذا اللِّقاء أن نتناولَ الجزء السّابع من أجزاءِ القرآنِ الكريم الموافق لهذا اليوم من أيّامِ هذا الشّهر المبارك، نسألُ اللهَ أن يُعيننا على صيامه وقيامه على الوجه الّذي يُرْضيهِ عنّا. ويسعُدُني أن أُرَحِّبَ باسمِكم أيُّها الإخوةُ المُشاهِدون بضيفي العزيز بالاستديو في هذه الحلقة، وهو أخي العزيز فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن يحيى صواب، الأستاذ المشارك بجامعة صنعاء، والمُتَخَصِّص في الدّراسات القرآنيّة. فحيّاكم الله يا أبا أيمن.[/FONT]
[FONT=&quot]د. صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حيّاكم الله جميعاً، وشكراً لكم على هذه الاستضافة، ونسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ أن ينفعَنا وأن ينفعَ بِنا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] اللهمّ آمين. تعوّدنا يا فضيلة الشّيخ أنّنا في بداية الحلقة، قبل ذلك نذكِّر الإخوة المشاهدين بأرقام الهواتف الّتي يمكنهم الاتّصال والاستفسار عن طريقِها، الّتي تظهر تِباعاً على الشّاشة. قبل ذلك تعوّدنا أن نعرض يا شيخ صالح أبرز الموضوعات الّتي يتحدّث الجزء عنه، وهي تظهر أمام المشاهدين على الشّاشة. وأبرز الموضوعات الّتي اشتمل عليها الجزء السّابع من أجزاء القرآن الكريم، الّذي يبدأ من الآية الثانية والثّمانون من سورة المائدة إلى الآية المئة وعشرة من سورة الأنعام اشتمل على:[/FONT]
· [FONT=&quot]شدّة عداوة اليهود والمشركين للمسلمين.[/FONT]
· [FONT=&quot]الحديث عن نصارى نجران ووفودهم على النّبيّ صلى الله عليه وسلم.[/FONT]
· [FONT=&quot]بيان كفّارة اليمين.[/FONT]
· [FONT=&quot]تحريم الخمر؛ وبيان عِلَّة التَّحْريم.[/FONT]
· [FONT=&quot]النّهي عن قتل الصّيد في الحَرَم وكفّارة مَن فعل ذلك.[/FONT]
· [FONT=&quot]امتنانُ اللهِ على عيسى ابن مريم بالنُّبُوَّة.[/FONT]
· [FONT=&quot]قصّة نزول المائدة على عيسى عليه الصّلاةُ والسَّلام.[/FONT]
[FONT=&quot]ثمّ في سورةِ الأنعام:[/FONT]
· [FONT=&quot]ثناءُ اللهِ على نفسِهِ وامتنانِهِ على خلقِهِ في أوَّلِ سورةِ الأنعام.[/FONT]
· [FONT=&quot]الاستدلال على أُلوهيَّة اللهِ بربوبِيَّتِهِ وخلقِهِ للمخلوقات رَدّاً على المشركين.[/FONT]
[FONT=&quot]يعني هذه أبرز الموضوعات يا شيخ صالح الّتي اشتمل عليها الجزء، والّذي جزءٌ منه في سورةِ المائدة وجزءٌ منه في سورةِ الأنعام. ولفت نظري يا شيخ صالح اشتمال الجزء الّذي معنا اليوم خاصَّةً في سورةِ المائدة على كثيرٍ من المفاهيم القرآنيّة:[/FONT]
· [FONT=&quot]{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ} [المائدة:82][/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][المائدة:87][/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]التَّدَرُّج في تحريم الخمر وما يتعلّق به. [/FONT]
· [FONT=&quot]التّحليل والتّحريم حقٌّ للهِ تعالى [/FONT][FONT=&quot]{مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ} [المائدة:103][/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
· [FONT=&quot]وغير ذلك من المفاهيم الرائعة جدّاً الّتي الحقيقة كلّ مفهوم منها يستحقّ أن نفردَهُ بحلقة.[/FONT]
[FONT=&quot]لكن دعنا نبدأ بدايةً يا دكتور صالح الآية الأولى في الجزء [/FONT][FONT=&quot]{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى} [المائدة:82][/FONT][FONT=&quot]، كثيرٌ من النّاس يتساءل كيف نفهم هذه الآية؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بسم اللهِ الرَّحمن الرَّحيم. أوَّلاً هناك جانبان:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أمّا الجانب الأوّل[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]فهو في الجزء الأوّل من هذه الآية[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذه الآية هي جاءت في سياق الحديث عن الكفّار عموماً؛ لأنّها قد سبق قبل ذلك قول الله سبحانه وتعالى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ} [المائدة:73]، {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [المائدة:72]،[/FONT][FONT=&quot] جاء بعدها أيْضاً [/FONT][FONT=&quot]{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ} [المائدة:78-79]، [/FONT][FONT=&quot]فَجاءت هذه الآيات توضِّح طبيعةَ هؤلاءِ الكفّار. ثمّ جاءت مناسبة بيان طبيعتهم وموقفهم من المسلمين، فجاءت هذه الآية لِتُبَيِّنَ موقِفَ هؤلاءِ من المسلمين، فقال سبحانه وتعالى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ}. [/FONT][FONT=&quot]هناك جانب لا بُدّ من فهمه والعلم به، ذلك أنَّ كثيراً من النّاس اليوم ربّما يُصَدِّقون بعضَ وسائلِ الإعلام أكثرَ ممّا يُؤمنون بكتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ وهذه الآية هي آيةٌ صريحةٌ في أنَّ اللهَ سبحانه وتعالى يقول [/FONT][FONT=&quot]{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إذاً هناك أعداء قد يكونون من المَجوس، قد يكونون من الصّابئة، قد يكونون من طوائف أخرى متعدّدة، ولكنَّ أشدّ هؤلاءِ النّاسِ عَداوَةً هم اليهود، فَمَن زعم غيرَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ذلك فقد خالَفَ النَّصّ القرآني، خالف قولَ الله عزَّ وجلَّ وعلى العاقل أن ينظُرَ في كلامِ اللهِ عزَّ وجلَّ وفي كلامِ البشر، والمسلم المؤمن بالله عزَّ وجلَّ لا شكَّ أنَّهُ يُؤمنُ بكلامِ اللهِ سبحانه وتعالى فيجزم أنَّ أشدّ النّاس عداوةً للّذين آمنوا هم هؤلاء اليهود، وكما قال الله عزَّ وجلَّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:120][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وقال سبحانه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ} [البقرة:217].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]القضيّة الثّانية: وهي مسألة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى}[/FONT][FONT=&quot] وهذه في الحقيقة تُشكِل على بعضِ النّاس إذ يقول: كيف يُقال بأنَّ أقربَ النّاسِ موَدَّةً لِلْمُؤْمِنين هم النَّصارى، ونحن نرى أنّ ما يُعاني منه المسلمون اليوم هو يأتينا من قِبَل النّصارى الّذين يُقاتِلوننا ويفتنوننا في ديننا ويحاربون الإسلام، بل هم الّذين يعينون اليهود، فالبعض تُشكِل عليه هذه الآيات، وهنا في الحقيقة لا بُدّ من بيانِ بعض ما قاله المُفَسِّرون:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]من المفسِّرين مَن ذهب إلى أنَّ هذه الآيةَ خاصّة في طائفةٍ من النَّصارى، وهم الّذين وصفهم الله سبحانه وتعالى بقوله[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ * وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [المائدة:82-83][/FONT][FONT=&quot]، [/FONT][FONT=&quot]إلى آخر الآيات، فهذه الطّائفة لا شكّ أنّهم أقرب إلى المؤمنينَ من أُولئك، هذه واحدة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ولا بُدَّ أن نُبَيِّن أنَّ النَّصارى الَّذينَ نزل القرآن في عهدِ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ما كانوا بهذا الشّكل، النّصارى كانوا فعلاً كانوا رُهْباناً كانوا قُسُساً، فكانوا يتعبَّدون لله سبحانه وتعالى في صوامعهم، ولم يكن هناك خطر على المسلمين في عهد النّبيِّ صلّى الله عليه وعلى آلِهِ وسلّم منهم كما كان من اليهود الّذين غدروا بالنّبيِّ صلى الله عليه وسلم ومكروا به، فهذه إذاً إحدى المسائل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]المسألة الثانية : [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] قبل أن نأخذ المسألة الثانية يا أبو أيمن وهو الحقيقة تنبيه في غاية الأهميّة نأخذ اتِّصال معنا. معنا الأخت أم عبد الرّزّاق من السّعوديّة. تفضلي يا أمّ عبد الرّزّاق.[/FONT]
[FONT=&quot]أم عبد الرّزاق:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أم عبد الرّزّاق:[/FONT][FONT=&quot] أرجو أن لا أطيل عليكم عندي أربعة أسئلة.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضلي.[/FONT]
[FONT=&quot]أم عبد الرّزاق:[/FONT][FONT=&quot] السّؤال الأول: في الآية 92 آيات فيها الأمر بالطاعة وأتت في سياق الكلام النهى عن شرب الخمر والميسر.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهي الآية الثانية والتسعون؟[/FONT]
[FONT=&quot]أم عبد الرّزّاق:[/FONT][FONT=&quot] نعم.[/FONT]
[FONT=&quot]السؤال الثاني: في الآية الثمانين قال الله عزَّ وجلَّ عن إبراهيم عليه السلام [/FONT][FONT=&quot]{وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ}[/FONT][FONT=&quot] فيها مدّ واحد مثقل، وابراهيم عليه السلام رد [/FONT][FONT=&quot]{أَتُحَاجُّونِّي}[/FONT][FONT=&quot] فيها مدّين مثقل فإذا كان في هذا لمسة بيانية أرجو التوضيح؟.[/FONT]
[FONT=&quot]السؤال الثالث: [/FONT][FONT=&quot]{يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ}[/FONT][FONT=&quot] [المائدة:95] الأولى فعل والثانية مصدر أرجو التوضيح؟.[/FONT]
[FONT=&quot]السؤال الأخير: الآيات تباعاً 97-98-99 ختمها الله بقوله [/FONT][FONT=&quot]{لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}، {لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ}، {لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[/FONT][FONT=&quot] الاختلاف في هذا بارك الله فيكم؟ جزاكم الله خيراً .[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً جزيلاً. نعود إلى الآية الّتي كنّا نتحدَّث عنها[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أريد أن أقول بأنَّ من العلماء مَن ذهب إلى أنَّ هذه الآية[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]منهم مَن ذهب إلى أنَّها عامّة وليست خاصّة في قوم معيَّنين، وهذا في الحقيقة ينطبق على النّصارى الّذين التزموا بالنَّصرانيّة، نصارى اليوم ليسوا نصارى، وليس لهم من النّصرانيّةِ إلاّ الانتساب إليها فقط، لكنّ النّصرانيّة الحقيقيّة ليست هكذا، وما في النصرانيّة من تعاليم هي في الحقيقة توجب عليهم أن يكونوا قريبين من هؤلاءِ المؤمنين، وأن لا يكونوا بهذه الصّورة. اليوم لم يبقَ دين على هذه الأرض سِوى الإسلام – أعني بالدّين الدّين الواقعي – هناك ديانات؛ لكنّك لا ترى لها أثراً في المعاملات، ولا في العَلاقات، ولا في الأحكام الشرعيّة، لا ترى لها أي أثر، فقط المسلم هو الوحيد الّذي يلتزمُ بدينه في حياته؛ كما قال الله عزَّ وجلَّ [/FONT][FONT=&quot]{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[/FONT][FONT=&quot] [الأنعام:162]. [/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل، وأذكر أنّ من أسباب نزول هذه الآيات وفد نجران الّذين قَدِموا على النّبيّ صلى الله عليه وسلم من النّصارى وكان بينهم هذا الحوار، فبعض العلماء يقول: أنّ المقصود بهم هذا الوفد.[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم، فآمن بعضهم، آمنوا بالنّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ثمّ إنَّ من العلماء مَن يذكرون أنّ النّصارى يسمّونهم الموحِّدون من النّصارى الّذين التزموا كما تفضّلت بالنّصرانيّة.[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]النّصارى اليوم ليسوا هم النّصارى الّذين تتحدّث عنهم الآية، وليسوا نصارى؛ لأنّهم لو كانوا نصارى ملتزمونَ لآمنوا بمحمَّدٍ صلّى الله عليه وعلى آلِهِ وسلَّم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني مُقتضى إيمانهم بالنّصرانيّة يقتضي إيمانَهم بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ننتقل يا دكتور الحقيقة هي مليئة بالمفاهيم كما قلت لك، لكن اعتدنا في البرنامج أن نُقَدِّم المشاهد باعتبار أنّه تفسير مباشر فنُقَدّم الأسئلة الّتي تَرِدُنا من الإخوة المشاهدين. الأخت أم عبد الرّزّاق سألت أربعة أسئلة، وكما تُلاحظ على أسئلة الأخت أم عبد الرّزّاق أنَّها أسئلة بيانيّة، وتدلّ على تدبُّر القرآن جزاها الله خيراً فهي تسأل في الآية الثانية والتّسعين – يا دكتور صالح – في سورة المائدة، الله سبحانه وتعالى يقول [/FONT][FONT=&quot]{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ} [المائدة:92][/FONT][FONT=&quot] سؤالها لماذا وردت هذه الآية بالأمر بطاعة النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعد الآيات الّتي تنهى عن شرب الخمر؟ [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ}[المائدة:90-91][/FONT][FONT=&quot] ثمّ يقول [/FONT][FONT=&quot]{ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ}.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لا شكَّ أنَّ المناسبةَ واضحةٌ في مثلِ هذه الآية، ذلك أنَّ أوامِرَ اللهِ سبحانه وتعالى وتعليماته لا بُدَّ من طاعتها، فبعد أن أمرهم سبحانه وتعالى بهذه الأمور، ونهاهم عن هذه المنهيّات، أمرهم بطاعةِ اللهِ عزَّ وجلَّ وطاعةِ رسولِهِ صلّى الله عليه وعلى آلِهِ وسلَّم، وحذّرهم من المخالفة؛ ذلك أنَّ بعضَ النّاس قد أحياناً يستهينوا بأمرِ اللهِ عزَّ وجلَّ وأمرِ رسولِهِ صلّى الله عليه وعلى آلِهِ وسلّم، ومن ثَمَّ لا يتصوَّر المخاطر الّتي تترتَّب على هذه المسألة. فهذا ما يتعلَّق بهذه الآية والمناسبة هنا واضحة وظاهرة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وكثيراً ما ترد يا دكتور صالح الأمر بطاعةِ اللهِ سبحانه وتعالى بعد الأوامر، بعد الأمر أو النّهي يأتي الأمر بالطّاعة، وهذا سياق لا شكّ أنّه واضح جدّاً. قبل أن نسترسل في الإجابة عن الأسئلة، لدينا سؤال من الأخ أبو سعود من السّعوديّة، حيّاك الله يا أبا سعود.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو سعود:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو سعود:[/FONT][FONT=&quot] أُحَيِّك وأُحَيّي ضيفَكَ الكريم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيّيك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو سعود:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مسألة النصارى وتسميتهم بالنصارى وأنها تغيرت ديانتهم وانهم غيروا حقيقين، الرّسول صلى الله عليه وسلم أقرّ بتسميتهم بالنّصارى وأقر تسميتهم باليهود مع اختلاف الدين عندهم في وقتها كيف يكون هذا الأمر؟ انت تقول أنهم الآن غير نصارى حقيقين والرسول مقرّ بتسميتهم بالنصارى واليهود كذلك؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لا بأس.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أبو سعود:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خير.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لا بأس، جزاك الله خيراً.[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لو بدأنا بهذا فقط؛ لأنّه متعلّق بالموضوع، طبعاً بالنِّسبة للنَّصارى نحن نتكلم من جانبين. أمّا الجانب الأوّل: فهل هؤلاءِ النَّصارى متمسِّكين بالنَّصرانيّةِ حقَّ التمَسُّك؟ الجواب: لا، وقد بيَّن القرآنُ ذلك، وكذلك اليهود، لكن هل تنطبق عليهم أحكامُ اليهود والنّصارى؟ الجوابُ: نعم، فهم نعم هم نصارى، وإن حرَّفوا، القرآن بيَّن أنّهم قد حرَّفوا هذه الكتب، وأنّها محرَّفة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} [الحديد:27][/FONT][FONT=&quot]، فهي محرَّفة وهم كما قلت كلامك جميل وصحيح، والحقيقة ليس هناك تناقض، فهي نصرانيّة، وهي يهوديّة، لكنّها نصرانيّةٌ محرَّفة، ويهودِيَّةٌ مُحَرَّفة، ولو كانوا هؤلاءِ يهود ونصارى مؤمنونَ بِما جاء في كتابِ موسى وعيسى عليهما السّلام لَآمَنوا بِمحمَّدٍ صلّى الله عليه وعلى آله وسلَّم، كما حصل من عبد الله بن سلام وغيره من اليهود.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأيْضاً كلام الأخ أبو سعود يظهرُ في مسألتين: في مسألة أكل طعام أهل الكتاب، وهم اليهود والنّصارى، يجوز لنا أكل طعامهم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم، والزّواج منهم، نكاح المسلم للكتابية[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مع أنَّنا نؤمن بأنّهم محرِّفين لاديانهم إلاّ أنَّنا نتعامل معهم على هذا الأساس.[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وان كان هناك قول لبعض العلماء، ولكنَّه ليس هو الرّاجح في أنَّ النَّصْرانيَّةَ الّتي تقولُ بأنَّ رَبَّها عيسى هي كافرة ومشركة، ومن ثَمَّ لا يجوز الزّواج، لكنّها رواية عن ابن عمر، وليست هي المشهورة؛ لأنّه كما قلنا: جاء القرآن وأباح نكاح الكتابيّات للمسلم، مع أنَّ النَّصارى الموجودين في ذلك الزّمان كانوا يقولون بهذا القول، ونصّ القرآن على ذلك[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ}.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نعم، صدقت جزاك الله خيراً. الأخت أم عبد الرّزّاق تسأل سؤالاً آخر في الآية – يا دكتور صالح – رقم ثمانين من سورة الأنعام وهي في محاججة إبراهيم عليه الصّلاةُ والسّلام في قومه في قوله[/FONT][FONT=&quot] {وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{قَالَ أَتُحاجّونّي في اللهِ وَقَدْ هَدَانِ}[/FONT][FONT=&quot] سؤالها الحقيقة دقيق تقول [/FONT][FONT=&quot]{وَحَآجَّهُ}[/FONT][FONT=&quot] هنا مدّ لازم واحد، [/FONT][FONT=&quot]{أَتُحَاجُّونِّي} [/FONT][FONT=&quot]مدّان، هل له لفتة بيانيّة في رأيك؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أمّا من حيث الصّلة بالمدّ، فسبب المدّ واضح؛ ذلك أنّ المدَّ اللاّزم يكون الحرف وبعده حرف ساكن، فجاء في الكلمة الأولى: حرفٌ ساكنٌ واحد وهو الجيم المدغمة في الجيم الأخرى؛ لأنَّ الجيم المشدّدة هما جيمان فجاءت[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَحَآجَّهُ}،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هناك كان الحرفان اثنين والأول هو[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{أَتُحَاجُّونِّي} [/FONT][FONT=&quot]الجيم الأولى مع الثّانية المدغمة فيها، ثمّ جاء حرفُ المدّ الّذي هو الواو، التأكيدُ هنا ليس في المَدَّيْن، وإنَّما التأكيدُ هنا هو في وجود النّون؛ لأنَّ أصلَها: أتُحاجّوني فلمّا أُدغِمَت كان المدُّ سبباً في ذلك، وإلا لو فُصِلَت الكلمة لكانت[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot](أتُحاجّونَني) ب[/FONT][FONT=&quot]مدّ لاّزم الواحد لو فُكَّ الإدغام لكانت [/FONT][FONT=&quot](أتُحاجّونَني)[/FONT][FONT=&quot] أنّ سببُ المد هو الإدغام.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] سببها الناحية التجويدية، لكن بعض العلماء يتلمَّس الجوانب البيانيّة في مثل هذه الأحكام.[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذه مسألة أخرى اختيار الألفاظ، لماذا اُختيرَ هذا اللّفظ ؟ لبعض العلماء، نعم، ولكنّها تبقى أن تكونَ مسألة اجتهاديّة في مثل هذا، ونعم، أحياناً ثقل الكلمة، أو أحياناً الضّمّة أو الفتحة تكون أحياناً مناسبة للمعنى، وهذا معنى دقيق.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] دعني أنا أُحاول ونحن في حوار قرآني يا فضيلة الشيخ في قوله [/FONT][FONT=&quot]{وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ}[/FONT][FONT=&quot] هذا مدّ لازم ويُعتبر من أطول المدود، فكان جوابه [/FONT][FONT=&quot]{أَتُحَاجُّونِّي} [/FONT][FONT=&quot]لو قُلنا إنَّ مُحاججة قومه كان فيها من العناد والتّعنُّت ما يمكن أن يعبِّر عنها المدّ اللاّزم، فإنَّهُ في رَدِّهِ عليهم كان استنكاراً عليهم ضِعْف تعنّتهم، انظر هذا التّمحل.[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذه مسألة أخرى وهي اجتهاد، الخبر في الآية الأُولى وفي الكلمةِ الأُولى جاء بلفظ الفعل {وَحاجَّهُ} الماضي، أمّا ما بعدها فجاء بصورةِ المضارع[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{أَتُحَاجُّونِّي} [/FONT][FONT=&quot]فرق بين الأمرين بين شيءٍ مضى وبين شيءٍ يحصل ويتحدّث.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك. سؤال آخر يا فضيلة الشيخ الآية الخامسة والتّسعين من سورة الأنعام [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ} [المائدة:95]، [/FONT][FONT=&quot]فعبّر في إخراج الحيِّ من الميِّت بفعلٍ مضارع [/FONT][FONT=&quot]{يُخْرِجُ}[/FONT][FONT=&quot] وعبّر في إخراج الميّت من الحيّ بالاسم وهو[/FONT][FONT=&quot] {مُخْرِجُ}[/FONT][FONT=&quot] فتقول لماذا جاء هنا التّعبير بالفعل المضارع، وهنا بالفعل، أو بالاسم؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الحقيقة هي من حيث المعنى الإجمالي كلاهما بمعنى واحد، هذا من حيث المعنى الإجمالي، ولكن لا شكَّ أنَّ هناك معنًى دقيقاً قد لا يظهر لي الآن، ولا أدري إن كان لديك شيء في هذا، لكن إخراجُ الحيّ هو الّذي يلتفتُ إليه النّاس إخراج الحيّ من الميّت، وهو الّذي يهتمُّ به النّاس، وأنت تعلم أنَّ الفعلَ المضارع يُفيد التَّجُدُّد والاستمرار.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أحسنت، مثل إنبات النّبات.[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهو شيْءٌ مُتَجَدِّد ويحصُل فيخرج الحيَّ من الميِّت، أما تلك فلا يلتفت إليها النّاس وهي خروج الميِّتَ من الحيّ، ومع ذلك فمجرَّدُ تغيير أو تنويع الأساليب هذا يعتبر نوعاً من أنواع البيان.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] صدقت.[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لأنّ بعض النّاس يريد أن يقول لماذا قيل هنا؟ يكفي أنَّ القرآنَ قد نوَّعَ، فاستعملَ أكثر من كلمة في معنًى واحد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يا دكتور صالح ينبغي علينا أن نحيي مثل هذه الأسئلة.[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مثل هذه الأسئلة فقط نحن نعتبرها فائدة لنا ويمكن أن نعودَ إليها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهي أيْضاً تدلّ على التَّدَبُّر والتَّوَقُّف مع الآيات.[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ولذلك أتمنى الأسئلة الّتي لا يُجابُ عليها لا يُمْنَع أن تُطْرَح في حلقةٍ أخرى فيُجابُ عنها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نحن تعوّدنا في هذا البرنامج، ونريد أن نعوِّد أنفُسَنا، ونُعَوِّد الإخوة المشاهدين على أنَّنا لسنا بكلِّ شيْءٍ عالِمين، وإنَّما ما نعرفُهُ نُجيب عنه، وما لا يشكل علينا[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وكلنا يُتَدَّبر القرآن.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نعم، هو هذا. سؤالها الأخير يا دكتور صالح في الآية الثّامنة والتّسعون إلى التّاسعة والتّسعون من سورة الأنعام أيْضاً هو سؤالٌ جميل في قوله سبحانه وتعالى في الآية السّابعة والتّسعين[/FONT][FONT=&quot] {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}[/FONT][FONT=&quot] ثمّ ختمها فقال [/FONT][FONT=&quot]{قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}[/FONT][FONT=&quot] ثمّ قال في الّتي بعدها: [/FONT][FONT=&quot]{وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ}[/FONT][FONT=&quot] ثمّ ختمها فقال [/FONT][FONT=&quot]{قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ}[/FONT][FONT=&quot] ثمّ قال في الآيةِ الّتي بعدها [/FONT][FONT=&quot]{وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ}[/FONT][FONT=&quot] إلى أن قال [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.[/FONT][FONT=&quot] السؤال: ما سرّ التعبير هنا بقوله[/FONT][FONT=&quot] {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}[/FONT][FONT=&quot] عندما تكلَّمَ عن النّجوم والهداية بها، ثمّ عندما تكلّم عن إنشاء الخلق قال [/FONT][FONT=&quot]{لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ}[/FONT][FONT=&quot] ثمّ ذكر عندما ذكر هذه الآيات العظيمة في المخلوقات قال [/FONT][FONT=&quot]{لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[/FONT][FONT=&quot]؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تستطيع أن تقولَ شَيئاً واحداً، أيهما أولاً أن تعلم أو أن تفهم؟ أوَّلاً: العلم أن تعلم بالشيْء، فإذا عَلِمْتَ به فإنَّهُ المرحلة الّتي بعدها وهي الفقه، ينتج عن هذا الفقه الإيمان، فهذا الّذي يظهر من هذه الآيات أنَّهُ بدأ أوَّلاً بالعلم؛ لأنَّهُ لا يستقيم أن يقول الإيمان ثمّ الفقه ثمّ العلم، الإيمان يأتي بعد أن تفقه، وبعد أن تعلم، والفقه يأتي بعد العلم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذا مَلْحَظٌ نفيس وأيضاً أتصور يا دكتور صالح أنَّ نفس الآيات الّتي قبلها، يعني مثلاً الحديث عن الهداية بالنّجوم في الآية الأولى الهداية بها في ظلماتِ البرِّ والبحر، ثمّ عبَّرَ بالعلم، ثمّ جاء بعد ذلك تكلّم عن الخلق من نفسٍ واحدة، وعن كوْنها في مستقرٍّ ومستودَع، ثمّ قال [/FONT][FONT=&quot]{لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ}[/FONT][FONT=&quot] هذا أدقّ [/FONT][FONT=&quot]يعني يحتاج إلى إعمال يحتاج إلى تأني[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هناك مسألتان: الجواب الأوّل ما ذكرناه في التدَرُّج بين العلم ثمّ الفقه ثمّ الإيمان.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الجانب الثّاني: أنّ كُلَّ آيةٍ ربّما اشتملت على ما يتناسب مع خاتمتها، فهناك ما يحتاجُ إلى العلم، وهذا أيْضاً يكونُ واضحاً في بعضِ السور.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك.[/FONT]
[FONT=&quot]هنا يا دكتور من ضمن المحاور المهمّة في سورة المائدة، ونحن لا نريد الحقيقة أنَّنا نستطرد كثيراً في بيان التّفاصيل في الآيات، لكنَّنا نريد أن نلفت نظر المشاهد الكريم إلى مسألة مهمة شريعة في ديننا وتربوية وهي: التّدَرُّج في التّشريع. في الآيات الّتي معنا في قوله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ}[/FONT][FONT=&quot] وهي الآية التسعون من سورةِ المائدة [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[/FONT][FONT=&quot] هذه الآية هي الآية الّتي دلَّت على تحريم الخمر. أذكر مرّة سألني واحد، وقال: يا شيخ الله سبحانه وتعالى يقول[/FONT][FONT=&quot] {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} [البقرة:219]،[/FONT][FONT=&quot] أنا أشربُهُ من أجلِ هذه المنافع فهل في هذا عليّ حرَج ما دامت الآية لا تدلّ على التّحريم؟. نريد أن نُبَيِّن للنّاس المقصود بحال التّدُرُّج، فقط قبل أن نأخذ اتّصالاً ثمّ نأخذ الجواب يا دكتور صالح.[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تفضّل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضّل يا أخي العزيز معنا اتّصال، الأخ أحمد تفضّل.[/FONT]
[FONT=&quot]أحمد:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أحمد:[/FONT][FONT=&quot] الله يكتب أجركم يا شيخ.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] والشيخ: آمين.[/FONT]
[FONT=&quot]أحمد:[/FONT][FONT=&quot] لو تكرمت اية 105 في سورة المائدة نريد شرحاً لها، قال تعالى [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أبشِر، بإذن الله شكراً يا أخ أحمد الله يحفظك. تفضّل يا دكتور صالح بخصوص قضيّة التَّدَرُّج في التّشريع:[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]طبعاً هذه الآية[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذه هي الآية القاطعة في تحريم الخمر، لكن العلماء يذكرون أنَّ هناك حكماً تشريعيّة في تحريم الخمر، وهي وسيلة من وسائل التربية. بُعِثَ النّبيُّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم في المجتمع، كان النّاس وكانت الخمر لا تفارقهم وكانوا دائماً يشربون الخمر فكانوا من الصّعوبة بمكان أن ينزلَ التّحريم في بدايةِ الإسلام، فيذكر العلماء أنَّ اللهَ سبحانه وتعالى في بداية الأمر ميَّزَ بين ما هو حسن وبين ما ليس بحسن، كما قال الله عزَّ وجلَّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا} [النحل:67] [/FONT][FONT=&quot]فوصف الرِّزْقَ بأنَّهُ حسن وسكت عن السَّكَر، وإن كان فيه كلمة السّكر دلالة على أنَّهُ ليس بمرغوب فكأنَّهُ يقول إنَّكَ تأخُذُ من هذه الثّمرات ما يُذْهِبُ عَقلَك، وتأخُذُ منها ما هو حسن، فهذا كان بداية. ثمّ جاء بعد ذلك قول اللهِ سبحانه وتعالى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إذاً والعاقل عندما يرى أنَّ ليس المضرَّة فقط، وإنَّما الإثم لم يقل (وضررهما) وإنّما قال[/FONT][FONT=&quot] {وَإِثْمُهُمَآ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فطالما أنَّ الإثمَ هنا ظاهرٌ وواضح، فالعاقل ينبغي أن يترُكَه؛ ولذلك يُذكَر أنَّ بعضَ الصَّحابة لمّا نزلت هذه الآية ترك الخمر قبل أن ينزل التحريم. ولكن يُروى أنَّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه كان يقول: بعد نزولِ الآيةِ الأُولى، وبعد نزولِ الآيةِ الثّانية "اللهمَّ بيِّنْ لَنا بياناً شافِياً" فنزلت هذه الآية؛ لِتُبَيِّنَ أنَّ الخمرَ حرامٌ وَقُرِنَ الخمرُ بالميسرِ وبالأنصابِ وبالأزلام؛ لأنَّها قد اجتمعت في تلك المضارّ الّتي أشار الله عزَّ وجلَّ إليها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً على هذا التّفصيل. معنا اتِّصال يا شيخ صالح الأخت أمّ أُسامة من السّعودِيَّة، تفضّلي يا أُمّ أُسامة.[/FONT]
[FONT=&quot]أمّ أُسامة:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مع الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أم أسامة:[/FONT][FONT=&quot] عندي سؤال في سورة الأنعام في الآية رقم 71 (قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) هل هذه آية مَثَل؟ وأرجو شرحها[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] طيب، شكراً.[/FONT]
[FONT=&quot]أمّ أُسامة:[/FONT][FONT=&quot] جزاكم الله خيراً.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك. إذاً يعني يا شيخ صالح الآن عندما يأتي مقرِّر أو متحَدِّث يتحدَّث عن تحريم الخمر أو مفتي يُفتي بتحريم الخمر فدليلُهُ هو هذه الآية الّتي معنا في سورة المائدة.[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم، دليله هذه الآية، ويحسُن أن نُنَبِّهَ إلى أنَّ مضارُّ الخمر ليست محدودة، والقرآن لم يُصْدِر النّهي فقط، وإنَّما أتبَعَهُ بذكْرِ العِلَّة فقال[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فهذه أربع علل: [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]1. [/FONT][FONT=&quot]إيقاعُ العَداوة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]2. [/FONT][FONT=&quot]وإيقاع البغضاء وهي أمرٌ آخر غير العداوة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]3. [/FONT][FONT=&quot]ويصُدَّكم عن ذكرِ الله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]4. [/FONT][FONT=&quot]وأيْضاً عن الصّلاة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]هذه الأسباب، وأنا أُبَيِّن هنا الخمرَ أُمُّ الخبائث، فلا خيرَ في الإنسان الّذي يتعاطاها؛ لأنَّهُ أصلاً يُذهِبُ عقلَهُ ومِنْ ثَمَّ يُذْهِبُ كُلَّ شَيء.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة هي لفتة رائعة عن قوله[/FONT][FONT=&quot] {وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ}[/FONT][FONT=&quot] مع أنَّ الصَّلاة من ذكرِ الله لكنَّه خصَّها لفضلها. عندنا اتِّصال يا دكتور صالح من الأخ أبو مهدي من إيران، تفضّل يا أبو مهدي حيّاك الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو مهدي:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو مهدي:[/FONT][FONT=&quot] تقبَّلَ الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] منّا ومنكم، حيّاكم الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو مهدي:[/FONT][FONT=&quot] أرجو من سماحة الشّيخ أن يوضِّح لي هذه الآية بسم الله الرّحمنِ الرَّحيم [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:62] [/FONT][FONT=&quot]السّؤال: هل أهل الكتاب مبشِّرين بالجنّة؟ هذه الآية هل تتعارض مع مَن يبتغي غيرَ الإسلامِ ديناً فلن يقبل منه الله؟ هذا والسَّلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته. شكراً يا أبا مهدي الله يحفظك. معنا الأخ أبو أحمد من السُّعودِيَّة تفضّل يا أبو أحمد[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] السَّلامُ عليكم ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] كيف حالكم شيخ عبد الرّحمن؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يا مرحباً بك الله يحفظك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] حيّا الله الشيخ صالح صواب.[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الله يحيّيك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] وأُحَيِّيه هذا هو شيخي ودرَّسَني مادّة، أسأل الله أن يُبارك في عمره، ويغفر له.[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الله يبارك فيك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] سؤالي شيخ في قول الله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ} [المائدة:97]،[/FONT][FONT=&quot] فلو يكون حولها كلام يعني حكمة ورود هذه الآية في هذه السّورة تعتبر في آخر الجزء السّادس في القرآن الكريم والّذي جاء فيها الأمر بالوفاء بالعقود والعلاقات بين المسلم وغير المسلم، ثمّ تأتي هذه الآية لتبين أن الكعبة وبقاء الكعبة هو قيامٌ للنّاس. ثم الواو في قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ}[/FONT][FONT=&quot] هل هذه الواو استئنافيّة أو عاطفة على التي قبلها؟ هذا هو السّؤال. بالنّسبة يا شيخ إن كان تسمح لي بمشاركة في قوله تعالى في سؤال الأخت لمّا سألت في الفرق بين [/FONT][FONT=&quot]{وَحَآجَّهُ} {أَتُحَاجُّونِّي} [/FONT][FONT=&quot]ظهر لي معنى لمّا تكلّمت أنت وفضيلة الشيخ لماذا هذه مدّين وتلك مدّ؟ [/FONT]
[FONT=&quot]الأولى: لمّا حاجّوه أو لمّا كانوا يُحاجّون إبراهيم عليه السّلام، فكانوا يلجّون عليه بالخصومة والمُحاجّة، فلمّا تبيَّنَ له الحقّ إبراهيم عليه السّلام؛ لأنّه نظر إلى النّجم، نظر إلى القمر، نظر إلى الشّمس، تبيَّن له الحقّ، وبان لهم أيْضاً الحقّ فلا زالوا يُحاجّونه حتى مع بيان الحقّ فجاءت الآية [/FONT][FONT=&quot]{أَتُحَاجُّونِّي} [/FONT][FONT=&quot]بمدّين؛ لعل هذه لفتة في هذه الآية.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] أسأل الله أن ينفع بكم يا شيخ.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً يا أبو أحمد، الله يحيّك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] أحسن الله إليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً. نعود إلى الأسئلة يا أبا أيمن.[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ما رأيك نقرأ الأسئلة بدون أجوبة ولاّ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لا، لا، الأسئلة نحن الآن ماشيين عليها بالترتيب.[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح: [/FONT][FONT=&quot]إن تطغى الأسئلة على الأجوبة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نحن نمشي على الترتيب. الأخ أحمد من السّعوديّة سأل سؤالاً عن الآية المئة وخمسة من سورة المائدة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هل يكون هناك حديث حول هذه الآية؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الحقيقة جزاك الله خيراً هذه الآيات الّتي ربَّما يخطِئ في فهمها بعض النّاس[/FONT][FONT=&quot] {لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فيفهم منها أنَّ معنى ذلك أن لا تأمُرَ بمعروفٍ ولا تنهى عن منكر، طبعاً[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بمعنى اِلزموا أنفُسَكُمْ، ولكن ليس هذا هو المراد، وقد بيَّن ذلك أبو بكر رضي الله عنه عندما قال: "يا أَيُّها النّاس إنَّكم تقرؤون هذه الآية، وإنَّكم تفهمونها على غير ما نزلت" ثمّ بيّن أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد بيّنَ أن النّاسِ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إذا رأوُا المنكر فلم يغيِّروه أوشك الله عزَّ وجلَّ أن يعمَّ عليهم عذابٌ من عنده فـ[/FONT][FONT=&quot]ـ {عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بمعنى: لا يُؤثّرُ عليكم في سلوككم وليس فيها إشارة إلى أو بيان أو تسامح في تركِ الأمرِ بالمعروفِ والنّهي عن المنكر. أي لا يُؤثِّر عليك مَن حولك، اِلزموا أنفسكم، فإذاً لا يكون أحدكم إمَّعة؛ كما جاء في حديثِ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آلِهِ وسلّم [/FONT][FONT=&quot]{لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [/FONT][FONT=&quot]ولكنّها لا تعني عدم الأمرِ بالمعروف أو السّكوت، والنّصوص سواءٌ في القرآن، أو في سنَّةِ النَّبيّ صلّى الله عليه وعلى آلِهِ وسلَّم جاءت مُبَيِّنَةً بوجوب الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيكم يا أبا أيمن. أيْضاً في نفس الآية يا دكتور صالح في قوله [/FONT][FONT=&quot]{لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [/FONT][FONT=&quot]أليس من صفات المهتَدي أنَّهُ ممَّن يأمُر بالمعروف؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بلى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فإذا اهتديتم تستلزم الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، لكن إذا أمرتَ بالمعروف ونهَيْتَ عن المنكر وأصرَّ الآخَرون على ضلالهم فأنت لا يَضُرُّكَ مَنْ ضَلَّ في هذه الحال. الأخت أمُّ أُسامة سألت عن الآية الواحدة والسّبعين من سورة الأنعام وهي قوله تعالى بعد قوله [/FONT][FONT=&quot]{وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ {70} قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ}[/FONT][FONT=&quot] تسأل عن هذه الآية [/FONT][FONT=&quot]{قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71)}[/FONT][FONT=&quot] هي تريد شرح لهذه الآية؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]اسمح لي وأنت قد ذكرتَ الآيةِ الّتي قبلَها أن أُبَيِّنَ معنى كلمتين لفظتين ربَّما تُشكِلُ على كثير من النّاس أو يفهمُها على غيرِ فَهمِها[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{أَن تُبْسَلَ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وكذلك العَدْل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ}[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ممتاز.[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم، فأمّا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{أَن تُبْسَلَ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فقد ذكر العلماء أنَّها بمعنى: تُرْتَهَن أو تُحْبَس، ونحو ذلك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بما كسبت.[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم، كذلك العدل، ما هو العدل؟ العدلُ هو: الفدية، أو الفِداء، وكثير من النّاس ربَّما لبعده عن اللّغة العربيّة لا تتطرق إليه هذا المعنى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ } [البقرة:48]، {وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ} ف[/FONT][FONT=&quot]إن تفدي كُلَّ فِدية إذا افتدت فالعدل إذاً هو الفداء أو الفِدية، وهذه من المعاني الّتي ربَّما تغيب عن بعض النّاس.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أمّا هذه الآية في الحقيقة لا أرى أنَّها مثلاً إنَّما هي قُل لهم هذا أنَّ هذه الأصنام لا تنفع ولا تضرّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهذه الآية في نظري أنَّها على حقيقتها[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا} [/FONT][FONT=&quot]فجاءت هذه الآية؛ لِتُبَيِّن هل نعود ونُرَدُّ على أعقابِنا بعد الهداية؟ فَمَن بان له الطّريقُ القويم لا ينبغي لهُ أن يتراجَعَ عنه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل جدّاً. من الأشياء الّتي أُريد أن أُنَبِّهَ عليها للإخوة المشاهدين يا دكتور صالح في هذه السّورة أنَّها سورة مكيَّة [سورة الأنعام].[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]سورة الأنعام سورةٌ مكيَّة وهي نزلت جملةً واحدة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهي سورة طويلة نزلت دُفعةً واحدة ومليئة بالحديث عن العقائد.[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ولذلك كما هو الحالُ بالنّسبة للسّورة المكيّة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] سورةً عظيمة مليئة بالأحكام والعقائد. نتوقّف قليلاً يا دكتور صالح لِنُعَرِّف الإخوة المشاهدين بكتابٍ ننصحهم بقراءتهِ ويعينهم على معرفة وتدبُّر القرآن الكريم والعناية به أسأل اللهَ أن ينفعَ به. نتوقَّف لِعَرْضِ الكتابِ ثمّ نعودُ إليكم فانتَظِرونا.[/FONT]
[FONT=&quot]-----------الفـــــــــــــاصـــــــل-------------[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]"عرض كتاب"[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]"قواعِدُ التّفسير جَمْعاً وَدِراسة"[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]مُؤلِّفُ هذا الكتاب:[/FONT][FONT=&quot] هو الدّكتور خالد بن عثمان السّبت، الأستاذُ المُساعِدُ بِكُلِّيَّةِ المعلِّمينَ بالدَّمام.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وقد تتبَّعَ المؤلِّفُ القواعِدَ في كثيرٍ من المُؤلَّفاتِ في تفسيرِ القرآنِ وعلومِ القرآنِ وأصولِ الفقهِ وغيرِها، والّتي بلغت أكثرَ من مئةٍ وخمسةٍ وعشرين كتاباً من المُطَوَّلاتِ والمختصرات، وقام بترتيبِها ودراستها، وتَتَبُّعِ الأمثلةِ عليها، وقسَّمها إلى قسمين:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]قواعِدُ أصليّة: [/FONT][FONT=&quot]وهي: القواعِدُ المستقِلَّة، ويُصَدِّرُها بكلمةِ قاعدة، وهي قُرابةُ مِئَتَيْن وثمانينَ قاعدة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]قواعِدُ تبْعِيَّة: [/FONT][FONT=&quot]وهي: الّتي تَرِدُ على سبيلِ الاستشهاد، وهي قُرابَةُ مِئةِ قاعدة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وهذه القواعِدُ والضَّوابِطُ تُعينُ القارِئَ لِكُتُبِ التّفسيرِ والمُتَخَصِّصَ فيه على ضبطِ معلوماتِهِ وفَهْمِهِ للقُرْآن الكَريمِ، وَلِكلامِ المُفَسِّرينَ من الصّحابةِ والتّابعينَ ومَن بعدَهم من المُفَسِّرين؛ حتى لا يشتَطَّ بهم الفَهْمُ بعيداً عن مُرادِ اللهِ تعالى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وَتَدُلُّ هذه القواعِدُ على أنَّ تفسيرَ القرآنِ لَهُ قواعِدُ وضوابِطُ لا بُدَّ من الالتِزامِ بها والاسترشادِ بها في فَهْمِ القرآن، وأنَّهُ ليس كَلَأً مباحاً لِكُلِّ أحد يتكلَّمُ في كتابِ اللهِ بغيرِ عِلْمٍ، وبغيرِ قواعِدَ وضوابط يجبُ عليه الالتزامُ بها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وقد صدر الكتابُ في مجَلَّدَيْن عن دارِ ابنِ عفّانَ بالخُبَر، عامَ 1417 للهجرة. وهو كتابٌ حافِلٌ بالقواعدِ العِلمِيّةِ في تفسيرِ القرآن لا يستغني قارِئُ كُتُبِ التّفسيرِ عن معرفَتِها والتَّفَقُّهِ فيها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]************************[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مرحباً بكم أيُّها الإخوة المُشاهدون بعد هذا الفاصل. وما زال حديثُنا مُتَّصِلاً مع فضيلة الشّيخ الدّكتور: صالح بن يحيى صواب، في جامعة صنعاء، والمتخَصِّص في الدّراسات القرآنيّة. وقبل أن نواصِلَ حديثَنا نأخذ اتّصال من الأخت أمّ معاذ من السّعودِيّة، تفضّلي يا أمّ معاذ، أخت أمّ معاذ معنا تفضلي. نعود يا دكتور صالح إلى سؤال الّذي سألَهُ الأخ أبو مهدي من إيران سأل سؤالاً عن الآية التّاسعة والسّتّين من سورةِ المائدة وهي قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}[/FONT][FONT=&quot] هو يسأل سؤال ويقول: هل هذه الآية تتعارض مع قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران:85] [/FONT][FONT=&quot]هل أهل الكتاب هنا – اليهود والنّصارى – من المُبَشَّرين بالجنّة كما يقول؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الحقيقة هذه الآية لا تتعارض مُطْلَقاً مع الآية، ولا يمكن أن يكون هناك تعارض في كتابِ الله سبحانه وتعالى ولكن البعض قد يُشْكِل عليهِ فَهْمُ هذه الآية، والبعض أحياناً قد يُحاول أن يُشَكِّك في كتابِ الله سبحانه وتعالى أو يُلَبِّس على الآخرين بأنَّ هذه الدِّيانات كُلُّها ديانات صحيحة، والقرآنُ صريحٌ في ذلك[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فلا دين سوى دين الإسلام بعد مبعَثِ محمَّدٍ صلّى الله عليه وعلى آلِهِ وسلّم، لكنّ هذه الآية تُحْمَل على أحد وجهين:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]إمّا أوَّلاً: أنّ هذه الآية الله عزَّ وجلَّ قال:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} [/FONT][FONT=&quot]فَمَن آمن بالله عزَّ وجلَّ ومن تمامِ الإيمانِ باللهِ عزَّ وجلَّ أنّ يؤمن بكتبه المُنَزَّلَة ومن هذه الكتب هو القرآن، ولا يتمُّ ذلك إلا بالإيمانُ بمحمَّدٍ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، فإذا لم يُؤمن بالقرآن فليس مؤمن بالله[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عزَّ وجلَّ فإذاً الآية تعني أُولئكَ الّذينَ آمَنوا وَاتَّبَعوا دينَ الإٍسلام، هذا وَجْهٌ من الأوْجُه. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وهناك وجهٌ آخر: أن يكونَ ذلك في حقِّ هؤلاء قبلَ مَبْعَثِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، ولا شكَّ أنَّ لموسى عليه السّلام أنصاراً؛ وأنَّ لعيسى عليه السلام أنصارًا وحَوارِيّين، وأنَّ هؤلاءِ من أهل الجنّة، ولكن قبل مَبْعَثِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وأُحِبُّ هنا أن أذكُرَ قولَ النّبيِّ صلى الله عليه وسلم ونصُّهُ صريحٌ في هذا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]((والّذي نفسي بيده لا يَسْمَعُ بي أحدٌ من أهلِ الأرض يهوديّ أو نصرانيّ، ثمّ لا يُؤمنُ بي إلاّ أدْخَلَهُ اللهُ النّار)).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لا حول ولا قوّةَ إلاّ بالله، واضح جزاك الله خيراً. عادت لنا الأخت أمّ معاذ من السّعوديّة، تفضّلي يا أمّ معاذ:[/FONT]
[FONT=&quot]أمّ معاذ:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مع د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام.[/FONT]
[FONT=&quot]أمّ معاذ:[/FONT][FONT=&quot] أسأل عن آية 114 في سورة المائدة، إنزال المائدة على قوم عيسى ما الحكمة من إنزال المائدة؟ وما هي المائدة؟؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] طيّب، جميل، بارك الله فيك شكراً جزيلاً. أبو خالد من السّعوديّة حيّاك الله يا أبو خالد. [/FONT]
[FONT=&quot]أبو خالد:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن[/FONT][FONT=&quot] مع الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو خالد:[/FONT][FONT=&quot] كلّ عام وأنتم بخير.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أغلق التلفزيون يا أبو خالد واسمعنا من الهاتف.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو خالد:[/FONT][FONT=&quot] كيف الحال ؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيّك يا أبا خالد.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو خالد:[/FONT][FONT=&quot] عساكم طيبين.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الحمد لله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو خالد:[/FONT][FONT=&quot] والله عندي سؤال للدكتور صالح.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] سمِّ.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو خالد:[/FONT][FONT=&quot] هل إذا طُلِب مني أن أفسر آية فهل لي أن أعطي تفسيراً بحسب مفهومي الشخصي؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] طيب، تفسير القرآن الكريم بمفهومك الشخصي؟ شكراً يا أبا خالد الله يحيّك. معنا الأخ فؤاد من السّعوديّة تفضّل يا أخ فؤاد.[/FONT]
[FONT=&quot]فؤاد[/FONT][FONT=&quot]: السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]فؤاد[/FONT][FONT=&quot]: أريد أسأل عن الآية يا شيخ [/FONT][FONT=&quot]{إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا} [النساء:31] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نعم.[/FONT]
[FONT=&quot]فؤاد:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك.[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] هذه في سورة النّساء.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكلها من المتأخّر.[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الأخ أبو أحمد الّذي يقول أنّه من تلاميذك شيخ صالح.[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ما أعرفه [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أبو أحمد يقول: في قوله تعالى في سورةِ المائدة [/FONT][FONT=&quot]{جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ} [/FONT][FONT=&quot]الآية رقم 97 في سورة المائدة [/FONT][FONT=&quot]{جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الحَرامَ وَالهَدْيَ وَالقَلائِد}[/FONT][FONT=&quot] الآية يقول لماذا خصَّ الكعبة وقال أنها [/FONT][FONT=&quot]{قِيَامًا لِّلنَّاسِ} [/FONT][FONT=&quot]ما معنى ذلك؟ ثمّ ما معنى والشّهرَ الحرام هل هو استئناف أم هل هو عطف؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]طبعاً هذا ليس استئنافاً بل هي معطوفة، فالمعنى أنّ اللهَ عزَّ وجلَّ الّذي جعل الكعبة الّتي هي البيت الحرام، وجعل الشّهرَ الحرامَ، وجعل الهَديَ، وجعل القلائدَ هذه كُلُّها جعلها قِياماً للنّاس، وهذه إشارة إلى ما كان موجوداً في الجاهليّة؛ ذلك أنَّ الرَّجُلَ كان يجدُ قاتِلَ أبيه في الأشهرِ الحُرُمِ أو في الحرم فلا يقتله، فكان الإنسانُ يأْمَن بهذه الأشياء، فالبيت الحرام كان أمْناً للنّاس. وكذلك أيْضاً ما يتعلَّقُ بالشّهرِ الحرام، وكذلك أيْضاً ما جاء في هذه الآية ما[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يتعلّق بالهدي فإذا ساق الهدْيَ نحو البيت الحرام، فإنَّهُ أيْضاً يأْمَن، وكذلك القلائد سواءٌ كانت هذه القلائد تُقَلَّد للهَدْي؛ كما في بعضِ الرِّوايات، أو أنّه قيل بأنّه كان في الجاهليَّة كان الواحدُ منهم يتقلَّدُ قلادةً فلا يُمَسُّ حينئذٍ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يُعرَف أنّه مُتِّجِهاً إليها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فهذه كلُّها من نعمِ اللهِ عزَّ وجلَّ على أُولئكَ وبذلك دامت أمورهم وقامت حياتهم وصلُحَت بالقيام والقِوام، وما تقومُ به أمورُ الحياة، فهذه كلُّها من نعمِ اللهِ عزَّ وجلَّ أن جعلَها تقومُ بها حياةُ النّاس، سواءٌ كان هذا القيام قياماً في الأمور صلاحاً في الدّين أو صلاحاً للدّنيا؛ كما ذكر ذلك بعضُ العلماء.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك اللهُ خيراً يا دكتور صالح. أمّ معاذ سألت سؤالاً عن آية المائدة وهي قول الله سبحانه وتعالى في الآية رقم 112 [/FONT][FONT=&quot]{إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ* قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ* قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ}[/FONT][FONT=&quot]، [المائدة:112-114] السُّؤال أوَّلاً: ما معنى المائدة؟ ثانياً: لماذا سأل قومُ عيسى هذا السُّؤال؟ وهل نزلت المائدة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وقبل ذلك أيْضاً هذه هي سورةُ المائدة سُمِّيَت بهذا الاسم؛ لأنّها قصّة بارزة فيها، وعادةً السُّوَر تُسَمّى بشيْءٍ بارِزٍ فيها، فَسُمِّيَت المائدة؛ لأنّها حقيقةً من معجزاتِ عيسى عليه السلام. المائدة كما ذكرت بعضُ كتبِ التّفسير يُحْكى ويُذْكَر أنَّ عيسى عليه السّلام أمر قومَهُ أن يَصوموا لله عزَّ وجلَّ فصاموا ثلاثين يوماً، فلمّا أكْمَلوا صِيامَهم سألوهُ أن يسألَ اللهِ عزَّ وجلَّ أن يُنزِلَ عليهم هذه المائدة؛ حتى يعلموا أنَّ صيامهم قد تُقُبِّل، وهذه كما جاءت، ولكنّ القرآن نصّ على ذلك [/FONT][FONT=&quot]{إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ[/FONT][FONT=&quot]} [/FONT][FONT=&quot]وفي قراءة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{هَلْ تَسْتَطِيعُ رَبَّكَ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بمعنى هل تستطيعُ أن تسألَ ربَّك؟ قراءة متواترة، [/FONT][FONT=&quot]{إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}[/FONT][FONT=&quot] عيسى عليه السّلام يخشى أنّه إذا نزلت هذه المائدة أن لا يؤمنوا، فهي آية عظيمة من الآيات فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُهلِكُهم ويُعَذِّبُهم.[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وحينئذٍ قام عيسى عليه السلام إلى مُصَلاّه كما تذكره الرِّوايات فسأل الله سبحانه وتعالى أن يُنْزِلَ عليهم المائدة، فنزلت عليهم المائدة، وهي طعامٌ فيها من اللّحْمِ، والخبزِ وغير ذلك، طبعاً لا نريد أن نذكر ما ذكره العلماء؛ لأنّ هذه مبنيّة على روايات إسرائيليّة، لا يُتَأَكَّد من صحّتِها، ولكن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حاصل ما ذكره القرآن ونصّ عليه أنّها كانت مائدة أكلوا منها ونزلت عليهم، وكانت هذه آية ومعجزة من معجزاتِ عيسى عليه السلام.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك. عندي تساؤل يا شيخ صالح حول موضوع المائدة فعلاً، أذكر جمهور المفسِّرين يجمعون على أنّها نزلت، وأذكر مجاهد والحسن البصري من التّابعين يرَوْن أنَّها لم تنزل بدليل أنَّهُ قال [/FONT][FONT=&quot]{فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ}[/FONT][FONT=&quot] فقالوا إذاً لا نريدُها. [/FONT]
[FONT=&quot]السؤال: أنّها غير مذكورة هذه القصة مع أنّها آية عظيمة في كتب أهل الكتاب ولا يعرفونها، وأذكر في مناظرة الباقِلاّني –أبي بكر الباقِلاّني– عندما ناظر النّصارى فقالوا له: أنتم تزعمون أنّ نبيَّكم انشقّ له القمر –يقصدون محمّد صلى الله عليه وسلم- قال: نعم، نزل هذا في كتابنا [/FONT][FONT=&quot]{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر:1] [/FONT][FONT=&quot]ورآه النّاس. قالوا: ما سمعنا بهذا، قال: طيّب، عيسى عليه السلام هل نزلت عليه المائدة؟ فقالوا: نعم، قال: هذه ليست مذكورة في كتبكم ولا معروفة؟ فالشاهد أنّ بعضهم يُشَكِّك في نزولِها واختُلف فيها.[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]المسألة مختلف فيها، ولكن جمهور المفسّرين على أنّها نزلت هذه واحدة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]المسألة الثانية: أشار القرآن إلى بعض الأمور الغيبيّة الّتي حتى رُبَّما لا يعرفها اليهود ولا النّصارى، ومن ذلك مثلاً قول الله عزَّ وجلَّ [/FONT][FONT=&quot]{وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ} [التوبة:30]،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ذكر بعض العلماء أنّ هذه من المسائل الّتي انقرض أُولئك اليهود الّذين يقولون هذه المقالة، وأنَّها لم تعُد موجودة. فهذا من بيانِ إعجازِ القرآن الغيبي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك. نأخذ اتّصالاً من الأخ عبد الله من السّعوديّة. تفضّل يا عبد الله حيّاك الله. [/FONT]
[FONT=&quot]الأخ أبو خالد يا شيخ صالح يقول: إذا طُلِبَ منّي تفسيرُ آيةٍ بمفهومي الشّخصي، أنا أخشى أن يكونَ الأخ أبو خالد سمعنا ونحن نقول مفاهيم قرآنيّة، فظنّ بنا أنَّنا نقول بأنَّ القرآن يمكن أن يُفَسَّر بمفاهيمنا الشّخصيّة، هو يقول لو طُلِبَ منّي أن أُفَسِّرَ القرآن الكريم بمفهومي الشخصي هل يصحّ لي هذا و لا يصحّ؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هناك مسألتان:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أوَّلاً:[/FONT][FONT=&quot] يجب التّحذير من القولِ في القرآن بغير علم، وقد ورد في ذلك بعض النّصوص، وتحرَّزَ السَّلَفُ رضي الله عنهم ورحمهم الله تعالى من القولِ في القرآنِ بآرائهم، هذه المسألة الأولى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لكن الّذي ينبغي أن نُبَيِّنَهُ لِطُلاّب العلم المبتدئين، ما هو حدّ الجهل، أو بغيرِ علم؟ نحن نقول: هناك أشياء في القرآن، ولذلك يجب أن يُتَدَبَّرَ القرآن، فإذا قلتُ لك مثلاً: تحدّث، أو ماذا تستفيد من هذه الآية ووجدتَ أنّ فيها، العلمُ يُكْتَسَب بوسائل كثيرة، فلو وقف إنسان[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} [الكافرون:1-2]، [/FONT][FONT=&quot]بيَّن أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم أمرهُ اللهُ عزَّ وجلَّ بأن يُفاصِلَ المشركين هذه من الأمور المعلومة، فنقول لك باختصار: إن كان هذا ممّا عَلِمْتَهُ وأصبح معلوماً، تأتي إلى النّاس وتقول: يا أيُّها النّاس اتَّقوا الله، صلُّوا؛ لأنَّ الله عزَّ وجلَّ أمر بالصَّلاة، أو لأنّ الله عزَّ وجلَّ أمر بالمعروف، أمرنا أن نأمُرَ بالمعروف وننهى عن المنكر، وقال سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} [آل عمران:104][/FONT][FONT=&quot]، أنت تعتبر عالماً في هذا المجال. لكن أن تجتهدَ بما لا تعلمه، هذا لا يجوز، فيجب أن نُمَيِّز؛ لأنَّ بعضَ النّاس يُشَدِّد في هذا، ومن ثَمَّ لا يستطيع أحد أن يستنبط ولا أن يتدبَّر ويقول: أنا لا أعلم، وبعضهم يتساهل في هذا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وممكن يا شيخ صالح أن يُقال للأخ أبو خالد أنت الآن ممكن أن تُفَسِّرَ القرآن بمفهومك الشخصي في مجلِسِ العلم، يعني: مثلاً لو جئتَ إلى طلاّب، وقلت للطُّلاّب أُريد أن تُبَيِّنوا لي ماذا فَهِمْتُمْ من هذه الآية؟ ماذا فهمت أنت يا محمد - يا علي - يا سعيد، فيقول: أنا ما أستطيع أنّي أتكلّم في القرآن برأيي ولا بمفهومي، فأقول لا، تكلّم، أنا مدرِّس معك في القاعة وسوف أُصَوِّب لك فَهمَك. ومن الأشياء الجميلة في طريقة فَهم التّفسير أنّك تترُك الطّالب يجتهد في فَهمِ الآية بنفسه، ثمّ يذكر لك الفَهم إن كان فَهمه صحيحاً تُؤكِّدُهُ له، وإن كان فَهمُهُ خاطِئاً تُصَوِّب له الفَهم، فيتضح بهذا المقصود. معنا اتّصالان يا شيخ صالح، معنا أبو معاذ تفضّل، الأخ أبو معاذ[/FONT]
[FONT=&quot]أبو معاذ:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو معاذ:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيكم يا شيخ وشكر الله سعيكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] آمين.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو معاذ:[/FONT][FONT=&quot] سؤالي الله يحفظك هل هناك توافق بين آية المائدة وقوله تعالى في بدايتها [/FONT][FONT=&quot]{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ} [المائدة:13].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] السؤال التوافق بين ماذا يا أبا معاذ؟[/FONT]
[FONT=&quot]أبو معاذ:[/FONT][FONT=&quot] التوافق بينها وبين آية المائدة.[/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] كم رقم الآية؟[/FONT]
[FONT=&quot]أبو معاذ:[/FONT][FONT=&quot] لا أضبط رقم الآية لكنها في الوجه الرابع. قضية التوافق بينها وبين آية المائدة ونزولها وأنها ليست موجودة في كتب اليهود والنصارى.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكر الله لك. معنا اتّصال من الأخ أبو زياد من السّعوديّة تفضّل يا أبو زياد، أبو زياد حيّاك الله لو تنقّص من التلفزيون. يا أبو زياد تسمعني؟ يبدو أنّه ذهب الأخ أبو زياد.[/FONT]
[FONT=&quot]سؤال الأخ فؤاد يا دكتور صالح يقول في قوله تعالى في سورة النِّساء [/FONT][FONT=&quot]{إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [/FONT][FONT=&quot]يقول: ما معنى هذه الآية؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د.صالح:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]طبعاً هذه الحقيقة تبيِّن أنَّ الإنسان المسلم إذا اجتنب الكبائر، وبقيَت الصّغائر فإنَّ له بإذن اللهِ عزَّ وجلَّ فالله سبحانه وتعالى هذه من الآيات الّتي فيها أمل، وفيها فتح باب من أبواب عدم اليأس من رحمةِ اللهِ سبحانه وتعالى، فلأنّ الإنسان لا يسلم من الصّغائر، لا يسلمُ الإنسان كما قال الله عزَّ وجلَّ [/FONT][FONT=&quot]{الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ} [النجم:32] [/FONT][FONT=&quot]فهذه تُكَفِّرُها الأعمال الصّالحة، تُكَفِّرُها الصّلوات الخمس، يكفِّرُها رمضانُ إلى رمضان، تُكَفِّرُها العمرة إلى العمرة، هذه كفّاراتٌ لما بينهنّ ما لم تُغْشَ الكبائر، فإذا اجتُنِبَت الكبائر، فالكبائر هي الخطيرة وهي المُهْلِكة، أمّا الصّغائر إذا استغفر الإنسانُ الله عزَّ وجلَّ وتاب منها، وقد جدّد التوبة فإنَّ الله سبحانه وتعالى يعفو عنها بإذن الله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً. والآيات في سورة النِّساء مليئة الحقيقة فيها خمس آيات من هذا النّوع [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [النساء:48]، [/FONT][FONT=&quot]وفيها [/FONT][FONT=&quot]{إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [/FONT][FONT=&quot]هذا فتْحٌ لباب التّوبة.[/FONT]
[FONT=&quot]تنبيه الحقيقة أبو معاذ قال الآية الّتي في سورة المائدة آية رقم 13 [/FONT][FONT=&quot]{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ} [/FONT][FONT=&quot]فهو يقول: لعلّ المائدة تدخل في (ونسوا حظّاً).[/FONT]
[FONT=&quot]أنا أقول: ليس المقصود من أنّهم نسوا، هم نسوا أشياء كثيرة لكن لماذا فُقِدَت هذه الحادثة من كتب أهل الكتاب؟[/FONT]
[FONT=&quot]الوقت في الحقيقة يا دكتور صالح أدركنا، ونحن سعداء جدّاً بهذا اللِّقاء أسأل الله أن يكتُبَ أجرك وأن يجعَلَهُ في موازين حسناتك.[/FONT]
[FONT=&quot]باسمكم جميعاً أيُّها الإخوة المُشاهدون أشكُرَ أخي العزيز الدكتور صالح بن يحيى صواب، الأستاذ المشارك بجامعة صنعاء، والمتخصّص بالدّراسات القرآنيّة على ما تفضّل به من الأجوبة السديدة الموَفَّقة أسأل الله أن يُوَفِّقَهُ ، وأسأل الله أن يتقبَّلَ منّا ومنكم أيُّها الإخوة المُشاهدون. أشكركم على متابعتكم، وأسأل اللهَ أن يتقبَّلَ منكم.[/FONT]
[FONT=&quot]وموعدُنا غداً بإذن الله تعالى يتجدَّد في برنامجكم التّفسير المباشر، انتظِرونا أسأل الله أن يتقبّل منكم، وإلى أن نلتقي أستودعكم الله والسّلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]http://www.youtube.com/watch?v=Gvh-9OaYhxU&list=PLF923571A3B4F5F5A&index=7&feature=plpp_video[/FONT]

[FONT=&quot]
[/FONT]
 
[FONT=&quot]التفسير المباشر[/FONT]
[FONT=&quot]الحلقة الثامنة[/FONT]
[FONT=&quot]8-9-1429هـ[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرّحمنِ الرَّحيم، الحمدُ للهِ رَبِّ العالَمين، وصلّى اللهُ وسلَّمَ وبارَكَ على سيِّدِنا ونبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين. اللهمَّ إنّا نَحْمَدُكَ ونَشْكُرُك على ما أنْعَمْتَ بِهِ وَتَفَضَّلْتَ من هذه المُدارسات والمناقشات حولَ آيات القرآن الكريم، ونسألُ اللهَ أن يجْعَلَنا وإيّاكم أيُّها الإخوة المشاهدون والإخوة الضّيوف من أهلِ القرآن الّذين هم أهلُ الله وخاصّته.[/FONT]
[FONT=&quot]في شهرِ رمضان تطيبُ مُدارسةُ القرآن، وتطيبُ قراءة القرآن، وتطيبُ تأمُّلات وتدَبُّرات في القرآن الكريم؛ لأنَّ شهرَ القرآن وشهر رمضان ارتبطَ بالقرآن منذُ نزولِهِ، فلا يُذكَرُ رَمَضان إلاّ ويُذكَرُ معهُ القرآن، ولا يُذكَرُ القرآن إلاّ ويُذكَرُ معهُ رمضان.[/FONT]
[FONT=&quot]فمرحباً بكم أيُّها الإخوة في برنامجكم اليومي "التّفسير المباشر" الّذي يُسعِدُنا فيه أن نتواصل معكم من خلال الاتّصالات والأسئلة والمناقشات والتّأَمُّلات في آيات القرآنِ الكريم الّتي تُناظِرُ الجزء الّذي نتحَدَّثُ عنه اليومَ وهو [الجزء الثّامن] من أجزاء القرآن الكريم. وسوف تظهرُ أرقام الهواتف أمامكم للاتِّصال والسُّؤال، وأُحِبّ أن أُضيف اليوم أيُّها الإخوة المشاهدون خدمةً جديدة يمكننا أن نُقَدِّمها لكم من خلال هذا البرنامج وهو: "جوال التّفسير المباشر" الّذي يظهرُ أمامكم على الشّاشة بين حينٍ وآخر، نستقبِلُ عليهِ أسئلَتَكم عن طريقِ الرّسائلِ النَّصِيَّة فقط، ولا نستقبل الاتِّصالات، وسوف نعْرِضُها على ضيوفِنا بإذن الله تعالى في البرنامج، ونُجيبُ عنها بإذن الله لاحقاً، والرّقم هو (0532277111) [/FONT]
[FONT=&quot]حديثُنا اليوم بإذن اللهِ تعالى سوف يكون عن الجزء الثّامن كما قلت لكم، ويسعِدُني باسمكم جميعاً أيُّها الإخوة أن أُرَحِّب بأخي العزيز فضيلة الشيخ الدّكتور: "العبّاس بن حسين الحازمي" الأستاذ بجامعة الإمام محمّد بن سعود الإسلاميّة، والمُتَخَصِّص بالدِّراسات القرآنيّة، والأمين العام للجمعيّة العلميّة السّعوديّة للقرآن الكريم وعلومه. فحيّاكم الله يا أبا محمّد.[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] حيّاكم الله يا فضيلة الشيخ فرصة طيّبة أن ألتقي بهذا المشروع المُبارك؛ مُدارسة معاني القرآن الكريم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] حيّاك الله، وأنا الحقيقة شاكر ومُقَدِّر يا أبا محمّد استجابتك لهذه الدّعوة، وأُبَشِّرَك ولله الحمد أنَّ هذا البرنامج لقيَ قَبولاً ولله الحمد عندَ المُشاهِدين، ولكثرةِ الأسئلة والاتّصالات والتّشجيع الّذي نلْقاه وتلْقاهُ القناة أيْضاً حول هذا البرنامج، وفي الحقيقة يا دكتور عبّاس أنت واحد من المتخصّصين في الدِّراسات القرآنيّة يجدُ أنَّها مسؤوليّة عليه في تبليغ وفي تقريبِ القرآنِ الكريم للأمَّة وتقريب هداياته، ما أدري ما تعليقُك على ما تُشاهده اليوم يا دكتور عبّاس اليوم من إقبال النّاس على القرآن وتدبره وخاصّة في زماننا هذا مُقارَنَةً بالزّمَن الماضي القريب يعني.[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرّحمن الرحيم، الحمدُ لله، والصّلاةُ والسّلام على رسولِ الله. أمّا بعد، هذه من نعمِ اللهِ عزَّ وجلَّ إقبال النّاس قبل فترة كان يَنصبّ على موضوع الحفظ والتِّلاوة والتّجويد وهذا أمر حسن، وما زال مستمِرّاً، ولكنّنا اليوم أيْضاً إضافة إلى هذا الإقبال على معرفة معاني القرآن وتفسير القرآن وتدَبُّر القرآن، وما هذا البرنامج والبرامج المُشابهة له إلاّ دليل على حاجة النّاس الشّديدة، وأيْضاً حرص النّاس الشّديد، وارتباط هذا الأمر، وهو معرفة معاني القرآن وتَدَبُّر القرآن في هذا الشّهر أمرٌ حسن؛ حتى يذهب الآن كثير من النّاس أنّه ليس الواجب المطلوب من الإنسان تُجاه القرآن فقط التّلاوة والحفظ، لا، هناك واجب آخر مطلوب من الإنسان تجاه هذا الكتاب العظيم وهو التَّدَبُّر {[/FONT][FONT=&quot]أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24[/FONT][FONT=&quot]]، {[/FONT][FONT=&quot]أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} [النساء:82[/FONT][FONT=&quot]][/FONT][FONT=&quot] نصوص كثيرة من كلامِ اللهِ عزَّ وجلَّ وكلام نبيِّه صلّى الله عليه وسلّم تدلّ على أنّ هناك واجب علينا عظيم تجاه القرآن وهو التّدَبُّر وأيْضاً العمل، "نزِّلَ القرآنُ؛ ليعمَلَ النّاسُ به فاتخذ النّاسُ تلاوته عملا ".[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هذا كلام الحسن البصري، جزاك الله خيراً. الحقيقة يا دكتور عبّاس ستجد بإذن الله من الأسئلة الّتي ستسمعُها في البرنامج ما يُثلِجُ صدرك، أسئلة من الإخوة المشاهدين الّذين تشعر من وراءها تّدبُّر وتأمُّل وفقه. [/FONT]
[FONT=&quot]تعوّدنا يا أبا محمّد في بداية كلّ حلْقة نعرِضُ للإخوة المشاهدين أبرز الموضوعات الّتي اشتمل عليها الجزء الّذي نتحَدَّثُ عنه، واليوم سوف نتحدّث عن الجزء الثّامن من أجزاء القرآن الكريم، وهو يبدأ من الآية 111 من سورة الأنعام وينتهي عند الآية 87 من سورة الأعراف.[/FONT]
[FONT=&quot]وأبرز الموضوعات الّتي تناولها الجزء الثّامن من أجزاء القرآن الكريم هي: [/FONT]
- [FONT=&quot]بيان عداوةِ شياطين الإنسِ والجنّ للأنبياء وأتباعهم.[/FONT]
- [FONT=&quot]الأمر بالأكل ممّا ذُكِرَ اسمُ اللهِ عليه وتحريم ما لم يكن كذلك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
- [FONT=&quot]أسبابُ الهداية وانشراحُ الصّدر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
- [FONT=&quot]بيانُ كثيرٍ من صورِ الشّركِ باللهِ سبحانه وتعالى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
- [FONT=&quot]الامتنانُ على العِبادِ بخلقِ الأنعامِ وأنواعِها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
- [FONT=&quot]بيانُ المحرَّمات وتفصيلُها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
- [FONT=&quot]ذكرُ ابتِداء خلقِ آدم عليه الصّلاةُ والسّلام وقصته. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
- [FONT=&quot]ثمّ ذكر طرف من قصص الأنبياء عليهم الصّلاةُ والسّلام؛ كقصّةِ نوحٍ وصالح وهود وغيرهم من الأنبياء عليهم الصّلاةُ والسّلام.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]هذه يا دكتور العبّاس أبرز الموضوعات الّتي تناولها الجزء الّذي سوف نتناقشُ فيه بإذن الله تعالى في هذا اللّقاء.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]بدايةً يا دكتور العبّاس، في البداية في قوله سبحانه وتعالى في أوّل الجزء [/FONT][FONT=&quot]{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام:112][/FONT][FONT=&quot]، الحديث عن هذه العداوة المستمرّة يا دكتور، ثمّ أيْضاً اللّفتة في تقديم شياطين الإنس على شياطين الجنّ؟ حتى تكون مَدْخَلاً لهذه الحَلْقة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] نعم، القرآن الكريم مليء بمثل هذه المعاني المهمّة، وهي متكرِّرة فيه في أكثر من موضع دلالة على أهمّيَّتِها، والله عزَّ وجلَّ عندما يُخبرُنا أنَّ الشّياطين من الإنس والجنّ أعداء للأنبياء وأعداء للمؤمنين هو يحثُّنا على الاستعدادِ لتلك العَداوة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]والله عزَّ وجلَّ في مواضع ثلاثة من القرآن في سورة الأعراف، ويأتي في جزءٍ آخر في سورةِ النّحلِ، وفي سورة النّمل، أساس العداوة الموجودة بين الإنس والجنّ، وأخبر سبحانه وتعالى بأنَّ العَداوة مع الجنّ يمكن أن ينتقمَها الإنسان بالاستعاذة بالله عزَّ وجلَّ، الاستعاذة به من الجنّ. أمّا العَداوة مع الإنس فإنّهُ تحتاج إلى أمرٍ آخر وهذا ممكن أن يكون أحد أسباب تقديمها في هذا الموضع.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الله عزَّ وجلَّ يخبرنا هنا أنّ المؤمن والمسلم مطلوب منه أن يلتجئ إلى ربِّهِ عزَّ وجلَّ للنّجاة من هذا العدوّ والالتجاء إليه، وأنّه بمفرده وبدون عَوْن الله عزَّ وجلَّ لن يستطيع ذلك، ولذلك سُئِلَ أحد السّلف عن مثلِ هذا المثل، فقال: "لو أنَّ رَجُلاً دخلَ إلى حديقة أو مزرعة فهاجت عليه كلابُها ماذا يصنع؟ هل يظلّ يقذفها بالحجارة ويُعاركُها؟ تطول المعركة، قال: لا، يستعينُ بصاحب المزرعة "ويقول احمني منها، فيقول: ولله المَثَلُ الأعلى فإنَّ الإنسان إذا هاجت عليه شياطين الإنس والجنّ؛ فإنَّهُ يَلْجَأُ إلى ربِّهِ عزَّ وجلَّ؛ لأنَّهُ هو الّذي خلقها وهو الّذي يعرفُ ضررها وشرَّها وهو القادِرُ على نجاته منها بإذنه سبحانه وتعالى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خير يا دكتور العبّاس. أيْضاً سبحان الله! تستوقفني الآية السّادسة والسّبعين بعد المئة يا دكتور في نفس الوجه، وهي قول الله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} [الأنعام:176][/FONT][FONT=&quot]، كثيرٌ من النّاس يا دكتور عبّاس اليوم إذا نهَيْتَهُ عن منكَر يفعلُهُ كثيرٌ من النّاس قال طيّب والنّاس هؤلاء كلّهم على ضلال، لو من خلال هذه الآية يمكن الانطلاق منها في الحديث عن الموضوع.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] نعم، ليس في الآية كما في الأثر أو كما قال بعض السّلف "لا يغترّ بكثرةِ الهالكين ولا بقلّةِ النّاجين" الله عزَّ وجلَّ أخبر في مواضِعَ من كتابه [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف:103]،[/FONT][FONT=&quot] وأنّ الكثرة هذه كثرةُ النّاس على شيء لا تدُلُّ على أنّه صواب، وقلّةُ النّاسِ على شيء لا تدلّ على أنّه خطأ. والإشارة هنا بالكثرة تُفيد الأمر المهم وهو ما سيكون عن سياق الآيات كلَّها فيما سيأتي، فإنَّ الله عزَّ وجلَّ أخبر أنَّ الشياطين من الإنس والجنّ حَرَفوا وصرفوا كثيراً من خلقه عن عبادته وصرفوهم إلى عبادةِ غيره، وسيأتي الحديث عن ما شرعوا لهم من اتّجاه الأنعام واتّجاه ما خلق الله عزَّ وجلَّ واتّجاه صرف هذه النّعمة لغيره، هذا أمر كان في الجاهليّة كثير وكان مُسْتَشْرياً بين النّاس، وكان هو الغالب عند النّاس والأصل عند النّاس، فأن ينقُلَهم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من التّوَجُّه الّذي كان عليه عامّة النّاس في الجاهليّة إلى توجُّه لم يفعله إلاّ القليل من النّاس وهم الّذين يُسَمّون الحُنفاء، هذا أمر يحتاج إلى إشارة بأنّ الكثرة الكاثرة الموجودة ليست على حق، وكثرتُها، وتواطُؤها على ذلك الشيء وعلى ذلك العمل لا يدلُّ على أنّ صنع ذلك كان حسناً. وهذا الأمر في حياتهم قد يكون مُشاهَداً مع أنَّنا لا نتشاءم، لا نذكر غَلَبة الشرِّ على الخير، ولكن نقول: رُبَّما أنَّنا في زمنٍ أو في لحظةٍ أو في حالٍ من الأحوال تغلب المُظاهرة السيِّئة فلا يغترّ الإنسان بذلك، ولا يظنّ أنّ بقاء هؤلاء ودوامهم على هذا كان لأنّهم على الحق، لا، ولكن هذه سنّة من سنن اللهِ عزَّ وجلَّ؛ ليبتلي النّاس وليختبر النّاس.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأيْضاً سبحان الله العظيم! يعني هي في نفس الوقت يا دكتور عبّاس عزاء إلى الدّعاة أيْضاً وللمصلحين في كلّ زمان ومكان، أنّهم ليس عليهم إلاّ أن يبذلوا، ويعملوا، ويجتهدوا في الإصلاح، وبالرّغمِ من ذلك كما تفضّلت في السُّنّة وقوله في آيةٍ أخرى [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [/FONT][FONT=&quot]أن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]على الدّاعية أن يتوقّع مثل هذه الصّعوبات والعقبات في طريقِهِ؛ لأنّ هذه سنّة من سنن الله إلاّ أنّها ليست دليلاً على أنَّ الكَثرة الكاثرة هم على الهُدى؛ لأنّ بعض النّاس يحتجُّ بالكثرة على ما يُمارسه من أخطاء.[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس[/FONT][FONT=&quot]: لابد أن أُشير إلى نقطة مهمّة وهي أنّ هذا الشّعور وهو أنّ الكثرة ستكون على الباطل، ينبغي أن لا تمنع الدّاعية إلى الله عزَّ وجلَّ من الإتقان والإخلاص في دعوته؛ لأنّ بعض النّاس إذا ظنّ أنّ الغالب يكونوا مهتدين يقول أنا لماذا أُتعب نفسي؟! نقول: لا، بل يجب عليك أن تُتْقِن وأن تعتقد يقيناً أنَّ مَن تدعوهُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سيكون من المهتدين، فإذا بذلت أنت الجُهْد فقد ذهبت [/FONT][FONT=&quot]عنك التَبِعة.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأدَّيْتَ ما عليك.[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس[/FONT][FONT=&quot]: نعم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] في قوله سبحانه وتعالى في نفس الجزء يا أبا محمّد [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} [الأنعام:119 ][/FONT][FONT=&quot]، بعض النّاس يا دكتور العبّاس يترُكُ كثيراً من المباحات والمطعومات زُهْداً أو لأي سبب من الأسباب، أليس في هذه الآية إشارة إلى العتب واللّوم على مثل هؤلاء أنّهم لا يأكلون ممّا ذُكِرَ اسمُ الله عليه أو ممّا أحلّ الله لهم، والله سبحانه وتعالى قد قال في سورة الأعراف أيْضاً [/FONT][FONT=&quot]{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف:32][/FONT][FONT=&quot]، يعني في الزّهد في المباحات أو في بعض ما أحلّ الله بحجّة الزّهد في الآخرة أو شيء من هذا، هل يُلْمَس من هذه الآيات أنَّ فيها عتب عليهم أو لوم؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] الآيات هذه وما سيأتي بعدها هي وضعت للنّاسِ بياناً واضحاً وخطّاً واضحاً، فعاتبت المُفْرِطين، وعاتبت المُفَرِّطين. فعاتبت الّذين يتمادون في الأكل ممّا لم يُذْكَرِ اسمُ اللهِ عليه كما سيأتي في الآية، وفي هذه الآية بيَّنَت أنَّهُ إذا ثبت للإنسان حِلّ هذا الأكل فإنّه مأذون له بأن يتمتّع بهذا الأكل الّذي أحلّه له الله عزّ وجلّ، وتقديم هذا النّوع على النّوع الثّاني يدلّ على أنّه كما أنّه ذاك النّوع منبوذ وخطر، فكذلك إذاً هذا خطر.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يا دكتور بالنّسبة لموضوعات سورة الأنعام، وهي تتحدّث كما تقدم معنى سورة جملةً واحدة في مكّة، ومليئة بالحديث عن العقائد، وعن الأمور الّتي تتعلّق بعقائد المسلمين وأصل الإسلام، ثمّ مع بداية سورة الأعراف تلاحظ بينها تشابهاً في الموضوعات، يعني ما أدري ما هو السّبب في رأيك في هذا التّشابه؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً نعلم أنَّ السّورتانِ مكِيَّتان، وأيْضاً اشتهر وانتشر في ذلك العهد اتّباع شياطين الإنس والجنّ في صرفِ هذه النّعمة الّتي الله عزَّ وجلَّ أنعم بها ويسّرها وهيّأها للإنسان، ومع ذلك الإنسان لا يستشعر ذلك فيصرف هذه النّعمة ويُنَفِّذ ويُلَبّي شهوات ورغبات الإنس والجنّ، مع أنَّ الله عزَّ وجلَّ هو الّذي أوْجَدَها لهم، فهذان المعنيان متكرِّران في آخر هذه السّورة وفي أوّل هذه السّورة؛ لأنّهما كما قلت مكيّتان.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الأمر الآخر؛ لأنّ كثير من هذه المظاهر كانت موجودة، وكما أنّ الإسلام يحرص على أن يلتزم ذووه وأتباعه بالعبادات فكذلك يهتمّ بأن ينقّي أتباعه وعقائدهم ويُعيدوا هذه النّعم إلى بارِئِها وفاطرها والله سبحانه وتعالى أعلم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهي أيْضاً هي الموضوعات الّتي ينبغي على المسلم دائماً أن يتدبّر فيها وهي قضيّة أصول الإيمان وما يتعلّق به. لدينا اتّصال يا أبا محمّد من الأخ أحمد من السّعوديّة، تفضّل يا أخ أحمد حيّاك الله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أحمد:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أحمد:[/FONT][FONT=&quot] أحسن الله إليكم يا شيخ، والله أني أدعو لكم في جوف الليل يا شيخ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يتقبّل منك يا شيخ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أحمد:[/FONT][FONT=&quot] أحييتم سنة تدبر القرآن، أتمنى أن تُحَدِّثونا عن قول الله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام:162].[/FONT][FONT=&quot] عن هذه الآية شرح لها يا شيخ وتطبيقها على الواقع.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أبشِر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أحمد:[/FONT][FONT=&quot] الله يحفظكم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً يا أخ أحمد الله يبارك فيك. يا مرحبا بك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]سؤال الأخ أحمد في الحقيقة هو في صُلْب الموضوع الّذي نتحدّث عنه وهو قضيّة ارتباط سورة الأنعام بسورة الأعراف، في هذه الآية وهي [/FONT][FONT=&quot]{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام:162].[/FONT][FONT=&quot]كيف يمكن أنّك تُوَضِّح الآية وتربطها يا دكتور بموضوعات السّورة بصفة عامّة؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً من الثابت للمهتمّ بتفسيرِ كتابِ الله عزَّ وجلَّ، أنّ السورة أي سورة من القرآن خاصة السور الطّويلة لها مقدِّمة ولها خاتمة:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]

  • [FONT=&quot]مقدّمَتُها تُهَيِّئ وتُمَهِّد لها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
  • [FONT=&quot]وخاتمتها تُلَخِّص ما ورد في هذه السّورة.[/FONT]
[FONT=&quot]ومن أعظم خواتيم السّور؛ توضيحاً للسّورة خاتمةُ هذه السّورة؛ لأنّ السُّؤال الّذي يتوارد كثيراً على ذهن الإنسان وهو يقرأ سورة الأنعام فيها أحاديث كثيرة عن الأنعام، وعن الإنس والجنّ، وعن صرف هذه النّعمة إلى غير الله عزَّ وجلَّ فهذه الآية تُبَيِّنُ سرَّ الاهتمامِ بذلك الأمر؛ أنّ المؤمن والمسلم يجب أن يصرِف حياتَهُ كُلُّها لله، بل حتى مماته [/FONT][FONT=&quot]{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي}[/FONT][FONT=&quot] العبادة كلُّها عموماً وهي أعمّ من الصّلاة المعروفة والمفروضة والنّافلة الدّعاء هي في اللّغة أصلاً [/FONT][FONT=&quot]{وَنُسُكِي}[/FONT][FONT=&quot] ما يذبحه الإنسان ومرّ في السّورة أحاديث كثيرة عن الأنعام والذّبح، [/FONT][FONT=&quot]{وَمَحْيَايَ}[/FONT][FONT=&quot] كلّ ما يجري في حياةِ الإنسان سواءً كان في حال استيقاظه أو في نومه، في حال قصده أو غير قصده [/FONT][FONT=&quot]{وَمَمَاتِي}[/FONT][FONT=&quot] وهذا العجيب، يعني حتى ممات الإنسان والسّبب الّذي يُؤدّي به إلى الموت يجب أن يحرصَ الإنسان أن يكون ماذا؟ لله عزَّ وجلَّ، ولذلك ورد آثار أحاديث عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ((إذا أحبَّ اللهُ عَبْداً اسْتَعْمَلَهُ قالوا: وكيف يستعمله؟ قال: يُهيِّئ له عملاً صالحاً يقبضُهُ عليه)) لذلك المؤمن يخاف جدّاً من قضيّة الخاتمة ويحرص أن يكون حَسَن الخاتمة، ويخاف أن يكون سيّئها ورد عن كثير من السّلف أنّه يخافون من تلك اللّحظات الأخيرة، بعض النّاس يمكن أن يهتمّ بالعمل الكثير، ولكنّه لا يخاف من قضيّة الخاتمة، فهنا تأكيد على لا إله إلاّ الله، [/FONT][FONT=&quot]{وَمَمَاتِي}[/FONT][FONT=&quot] المؤمن يحرص أن يكون حتى مماته السّبب الّذي يُؤدّي به إلى الموت وطريقة الموت وكيفيّة الموت ولحظة الموت وفق ما أراد الله عزَّ وجلَّ. [/FONT][FONT=&quot]{لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[/FONT][FONT=&quot] وأيضاً ختام الآية يدلّ على ذلك ذكر اسمَ اللهِ عزَّ وجلَّ بل وذكر صفةَ الرُّبوبيَّة، وذكر أنَّهُ رَبٌّ للعالمين، وأنت أيُّها الإنسان المطلوب منك هذا الحياة والموت والذّبح والنُّسك والصّلاة لله أنت من هؤلاء العالمين وهكذا.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نلاحظ يا أبا محمّد في الآية الّتي بعدها عندما قال [/FONT][FONT=&quot]{لاَ شَرِيكَ لَهُ}[/FONT][FONT=&quot] تأكيداً لكلامك وارتباطاً بقضيّة أوَّلِ السّورة بآخِرِها ومضمونها، وهو ربطٌ فعلاً بديع. وأيْضاً تسمية السّورة يا أبا محمَّد بسورة الأنعام لماذا يا تُرى سُمِّيَت سورة الأنعام بهذا الاسم؟ وعلاقتها بموضوع السّورة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] نعم، مثل ما أشرْت أنَّ السّورة تُسَمّى في الغالب بأهمّ قضيّة فيها وهي القضيّة الوثيقة الصِّلة بمحورها، والحديث هنا في هذه السّورة عن هذه النّعم عموماً، ومنها الأنعام، وكيفيّة شكر الله عزَّ وجلَّ على هذه الأنعام، وكيف أنّ الكُفّار ما شكروا قالوا [/FONT][FONT=&quot]{وَقَالُواْ هَـذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نّشَاء بِزَعْمِهِمْ}[الأنعام:138][/FONT][FONT=&quot] يعني تصرَّفوا في هذه الأنعام كأنّهم هم الّذين خلقوها، وكأنّهم هم الّذين أنشأوها، وكأنّهم هم الّذين مَنّوا بها على الخلق، إنَّما الّذي منَّ بها وخلقها هو الله عزَّ وجلَّ، فيجب أن تُصْرَف وفق ما أمر الله عزَّ وجلَّ، حتى الجزء والنّصيب الّذي زعموا أنّه لله إذا احتاجوا إليه قالوا هذا لشركائنا [/FONT][FONT=&quot]{فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللّهِ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وَمَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَآئِهِمْ} [الأنعام:136][/FONT][FONT=&quot]، سبحان الله العظيم![/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] حتى يا دكتور عباس في سورة المائدة قبلها عندما قال الله سبحانه وتعالى يُشير إلى هذا المعنى في قضيّة تَصَرُّفاتهم الّتي الغريبة ما يتعلّق بالأنعام [/FONT][FONT=&quot]{مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَـكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ ...} [المائدة:103][/FONT][FONT=&quot] الآية أيْضاً في هذه السّورة ذكر الله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][الأنعام:143].[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] وهذا خطاب عظيم، خطاب عقلي عظيم فيه إفحام لهم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] سبحان الله العظيم! معنا يا أبو محمّد الأخ أبو إبراهيم من السّعوديّة، تفضّل يا أبا إبراهيم حيّاك الله [/FONT]
[FONT=&quot]أبو إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مع د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] وعليك السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] أسأل الله أن يبارك لكم ونعتذر عن المقاطعة، فحديثكم ذو شجون.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن[/FONT][FONT=&quot]: الله يحيّك تفضّل حيّاك الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] في الآية 38 من سورة الأعراف في قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـكِن لاَّ تَعْلَمُونَ {38}[/FONT][FONT=&quot] حتى قال: فَيَخْتَصِموا فيها جَميعاً [/FONT][FONT=&quot]{قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ}[/FONT][FONT=&quot] فهم يطالبوا أن يُضاعِفوا العقوبةَ بسبب انهم أضَلّوهم فأجابهم الله [/FONT][FONT=&quot]{قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ}[/FONT][FONT=&quot] فما توجيهُ كَوْنِ مُضاعَفَةِ العذابِ لهؤلاء؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً. شكراً يا أبا إبراهيم بارك الله فيك. من الأشياء يا أبا محمّد الّتي نُريد أن نُنَبِّهْ إليها أنَّ سورة الأعراف أيْضاً مكيّة أليس كذلك؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس[/FONT][FONT=&quot]: نعم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] والبعض من الإخوة يظنّ أنّ السّور المكيّة قصيرة، والطِّوال ليست من المكيّة، الأنعام طويلة، والأعراف أيْضاً طويلة من السّبعِ الطِّوال وهي من السّور الّتي نزلت في مكّة، ومعظم الموضوعات الّتي تتحدّثُ عنها تتحدّث عن هذا الموضوع، حتى في قصص الأنبياء الّتي في سورةِ الأعراف كُلُّها تُرَسِّخ موضوع أصل العبودِيّة لله سبحانه وتعالى.[/FONT]
[FONT=&quot]سؤال الأخ أبو إبراهيم في الآية 38 من سورة الأعراف في المقدِّمة تقريباً، وهي قضيّة [/FONT][FONT=&quot]{قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ}[/FONT][FONT=&quot] ما هو وجه المُضاعفة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] دَعني أوضِّح معنى الآية، طبعاً الآية هذه ممّا يُؤكِّدُ ما تكلَّمْنا عنه سابقاً وهو صلة هذه السّورة بتلك السّورة، فأنّ الله عزَّ وجلَّ ذكر في سورة الأنعام أنّ الّذي سوّل ووسوس لأُولئك الإنس هم الجنّ وأمروهم بصرفِ هذه النّعم لغير الله عزَّ وجلَّ، هنا يبيِّن الله عزَّ وجلَّ عقوبتهم في الآخرة وما ذكر فقط الإنس، لا، ذكر الجنّ [/FONT][FONT=&quot]{قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ}[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله أكبر، وقدّم الجنّ هنا سبحان الله![/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس[/FONT][FONT=&quot]: نعم، لأنّ ترى كثير ممّا يحصل من المخالفات ممّا يتعلّق بالأنعام وبذبحها السّبب فيه الجنّ، ما الّذي يجعل السَّحَرَة اليوم يصنعون ما يصنعون؟ وساوس الجنّ يأمرونهم، فسواءً كان أتباعهم من الجنّ أو الإنس، بيَّن الله عزَّ وجلَّ أنّ المَتْبوعين يدخلون أوَّلاً، فإذا تَبِعَهم تابِعوهم ظنّوا أنَّ أُولئكَ اختَصّوا بالعذاب الكبير، وأنَّه سيتبقّى لهم عذاب يسير. [/FONT]
[FONT=&quot]فطلب هؤلاء قالوا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ}[/FONT][FONT=&quot] لأنّهم هم الّذينَ تسبَّبوا في غوايتهم، فبيَّن الله عزَّ وجلَّ أنّ كُلَّ واحدٍ من هؤلاء له نصيبه كاملاً بما عمل كما في الحديث: ((وَمَن دَعا إلى ضَلالة كانَ عليه من الوِزر لا ينقُص من آثامهم شيْئاً)) لا يظنّ التّابع والمتبوع إذا أخذ العذاب الكبير أنّه سينقص منه، لا، لن يأخذ من أوزارهم شيْء.[/FONT]
[FONT=&quot]لكن هناك في نصوص أخرى من القرآن لعلّها تأتي معنا إن شاء الله تدلّ على أنّ الّذي يتوَلّى ويكون هو الدّاعية للضّلالة نصيبُه من العذابِ أكبر. فهنا هم طلبوا أنَّ الأتباع يُعَذَّبون أكبر فقال: هذا ليس لكم، ليس هذا من شأنكم، الّذي يُقَرِّر العذاب وهذا يأخذ ضعف وهذا له الضّعف ليس من شأنكم، ولكنّه أثبت في آية أخرى، أنَّ الّذي يتوَلّى إغواء النّاس وإضلالهم أنّ له نصيبٌ من العذاب الكبير، لهم عذاباً فوق العذاب. [/FONT]
[FONT=&quot] د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وقال {زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ (88 النحل} {يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ} [الأحزاب:30] لفت نظري يا شيخ وأنت تتحدّث عن هذه الآية وكان حديثك جميل جدّاً يا دكتور العباس حقيقة قولك قضيّة الذّبح أنَّها كُلَّها من الشَّياطين، هذا الشيْء مُشاهَد يا شيخ سبحان الله العظيم! كثير من شرك المشركين قديماً في إشراكهم يذبحون الأنعام هذه البقر والغنم والجمال واليوم تكاد تكون لازمة مُتَلازمة عند هؤلاءِ السَّحَرة أنّهم يأمرون ويطلبون من الواحد أن يذبح ديك، أو يذبح شاة، أو يذبح، المهمّ يذبحه بطريقة معيّنة، فتصبح إذا رأيت واحداً تذهب إليه بعضهم يدَّعي الصّلاح وكذا ويُعالجك فشيئاً بعد شيء إلاّ وفي صلب الموضوع فيه ذبح، تكتشف تقول هذا رابط قد يكون قاسم مشترك بين السّحرة والّذين يتعاملون مع الشياطين، وهذه لفتة الحقيقة رائعة جزاك الله خير.[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] وهذا يا أخي الكريم يقودُنا إلى أمر مهمّ أنَّ هذه العبادة ترى عندنا مهجورة، يعني حتى في موسمها في الأضحى عندما يُضحّي النّاس نجد النّاس لا يشهدون أضاحيهم، ولا يعلّمون أبناءهم هذه العبادة العظيمة وكيف يتوجّهون بها إلى الله عزَّ وجلَّ.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الذّبح لله. أحسنت.[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] نعم، نعم. معنا الأخ أبو مشاري من السّعوديّة تفضّل حياكم الله أو أبو مشاري تفضل [/FONT]
[FONT=&quot]أبو مشاري:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو مشاري:[/FONT][FONT=&quot] أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يُثيبكم يا شيخ.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]وإيّاك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو مشاري: [/FONT][FONT=&quot]في عندكم في سورة الأعراف الآية 16 قال تعالى [/FONT][FONT=&quot]{قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ}[/FONT][FONT=&quot] كيف يا شيخ يعني سبحان الله! قال الشيطان [/FONT][FONT=&quot]{فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي[/FONT][FONT=&quot]} فما هو تفسير ذلك؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أحسن جزاك الله خير شكراً جزيلاً لك.[/FONT]
[FONT=&quot]هذه الحقيقة اللّفتة الّتي ذكرتها يا دكتور في تقصيرنا في الذّبح لله سبحانه وتعالى، والتقَرُّب إلى الله سبحانه وتعالى بالذّبح، بالذبح سواء في موسمها وفي غيرِها، وأظنّ النّاس في بداية الإسلام كانوا أكثر عنايةً بسوْق الهدي إلى البيت الحرام وتقديم القرابين.[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] وتعلم يا شيخ السّبب هو أنّ مع حديثِنا للأنعام ولا يكاد يمرّ على الواحد منّا يوم أو يومين إلاّ ويأكل من لحومها صح؟ لكنّنا لا نستشعر كيف وصلت هذه النّعم والأنعام إلى موائدنا؟ إنَّما ذُبِحَت، وهي خَلْقٌ من خلقِ الله، ما الّذي أحلَّ لَنا إزهاقَ أرواحِها؟ إذ هو الله عزّ وجلّ هذا كلّه لا يُسْتَشعر أبداً فقط إنّما نستشعِرُها مشويّةً أو مطبوخةً على موائِدِنا!!![/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] قبل أن نأخذ جواب الأخ أبو مشاري يا أبو محمّد نأخذ سؤالاً من الأخ أبي محمّد من السّعوديّة تفضل يا أبو محمّد.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو محمّد:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]وعليكم السّلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو محمّد:[/FONT][FONT=&quot] جزاكم الله خير يا دكتور عبد الرّحمن على هذا البرنامج وكتب الله أجركم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيّك يا أخي.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو محمّد:[/FONT][FONT=&quot] فقرة رائعة في هذه القناة المباركة، الله يكتب أجركم. عندي في صفحة371 في سورة الشعراء وهي قول الله عزّ وجلّ [/FONT][FONT=&quot]{وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ {91} وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ {92} مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ {93} فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{94}[/FONT][FONT=&quot] فذكر الله [/FONT][FONT=&quot]{فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ}[/FONT][FONT=&quot] مع أنّه ذكر فقط الغاوين، (هم) هنا تعود على مَن بالضّبط؟[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أحسنت.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو محمد:[/FONT][FONT=&quot] هذا سؤالي الأول.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] طيب.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو محمد[/FONT][FONT=&quot]: إذا سمحت لي سؤال آخر.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضل نعم معك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو محمد[/FONT][FONT=&quot]: سؤالي الآخر حفظك الله في نفس الصفحة في الآية في قول الله عزّ وجلّ [/FONT][FONT=&quot]{كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ {105} إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ {106} الشعراء}[/FONT][FONT=&quot] فلاحظ بقيّة ذكر الأُمَم قال أخوهم، أخوهم، أخوهم إلاّ شُعَيْب لم يذكر كلمة أخوهم شُعَيْب ما السّبب؟ جزاكم الله خيراً [/FONT][FONT=&quot]{إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ {177}}[/FONT][FONT=&quot] ولم يقُل أخوهم شُعَيب.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أبشر أبشر شكراً لاتّصالك يا أبو محمّد الله يحفظك.[/FONT]
[FONT=&quot]نعود يا شيخ العباس الله يحفظك في سؤال الأخ مشاري في سورة الأعراف في آية 16 يقول إبليس الحقيقة وهذه القصة في مقدّمة السورة عن بداية خلق آدم عليه الصّلاة والسّلام، وفيها حوار الحقيقة فيه تفصيل عجيب، فقال إبليس لمّا أَيِسَ من الجنّة قال [/FONT][FONT=&quot]{قَالَ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ {14} قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ {15} قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ {16}[/FONT][FONT=&quot] هو يسأل يعني كأنّه يقول كيف تجرّأ إبليس أن يقول [/FONT][FONT=&quot]{فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي} [/FONT][FONT=&quot]وكيف يُوَجَّه هذا؟ وهل يعتبر هذا سوء أدب من إبليس؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] هو صنع ما هو أكبر من ذلك إبليس! لكن ليس معنى الآية كما فهم الأخ، ليس هو استفهام من إبليس يعني بما أغوتيني، هو كأنّه يقول بسبب أنّك أغويتني لأقْعُدَنَّ لهم صراطك المستقيم، والآية أو القصة واردة في سورة أخرى بلفظ بسياقٍ آخر [/FONT][FONT=&quot]{فَبِعِزَّتِكَ}[/FONT][FONT=&quot] فهناك أقسم بعزّةِ الله عزّ وجلّ أنّه ليُغْوِيَنَّهم، وهنا ذكر أنّه بسبب أنّ الله عزّ وجلّ أغواه وحرمه من الجنّة فهو سيجرُّ معه إلى هذا الحرمان وإلى هذه الغوايةِ آخرين ليس معنى الله فبِما يعني لِما. لا ، ليس هنا الاستفهام، وإنَّما الباء هنا سببيّة بسبب أنّك أغويتني لأقعُدَنَّ لهم صراطك المستقيم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] حتى هذه كوْنها سببية أليس في هذا نوع سوء أدب من إبليس تكبّر؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] نعم، لا شك، هو امتنع عن السّجود.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وصفه الله بالكِبْر فأبى واستكبر وكان من الكافرين.[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس: [/FONT][FONT=&quot]نعم نعم، ولفظة بما أغويتني هي لفظة منفِّرة لكلّ صاحب عقل وكلّ صاحب فطرة حسنة يستنكف أن ينجرّ وراء إبليس؛ لأنّه قال أنّ سبب إضلال إبليس للناس هو أنّ الله أغواه، ومَن يريد أن يتبعه في غوايته هذه؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] العجيب يا أبا محمد يعني كيف نغفل سبحان الله العظيم! عن هذا المعنى الرّائع الّذي ذكرته وخطبة إبليس مُثبتة لنا في سورة إبراهيم [/FONT][FONT=&quot]{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ} [إبراهيم:22][/FONT][FONT=&quot]، أنا أقول سبحان الله هذه الخطبة منقولة لنا بنصِّها، وبالرّغم من ذلك ننساق وراء الشّيطان كأنّنا ما عرفنا الحقيقة!![/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] لأنّنا يا أخي الكريم لم نُطَبِّق ما أمر الله عزّ وجلّ في قوله [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} [فاطر:6][/FONT][FONT=&quot]، هذه فيها توجيهان ليس فيها توجيه واحد:[/FONT]
[FONT=&quot]التوجيه الأول:[/FONT][FONT=&quot] أن نعرف أن الشيطان لنا عدوّ، هذا أمر معروف عند النّاس، ولا يختلفون فيه ولكن الأمر الثاني هو الّذي يقع فيه التقصير[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}.[/FONT][FONT=&quot] لو أنَّ أحداً من النّاس حصل بينه وبين قريب له أو جار له أو معرفة له خلاف، ما هي الوسائل الّتي يصنعها ليُعَبِّرَ فيها عن خلافه مع ذلك؟ يُقاطعه، لا يكلّمه، لا يُسَلّم عليه، وإذا رآه يمرّ من طريق مرَّ من طريق آخر، وإذا رآه يدخل من باب دخل من باب آخر، هذه مع أخوك المسلم، ولكنّنا لا نصنَعُ شيْئاً من ذلك مع الشّيطان أبداً، ونحن نعلم يقيناً أنّنا سنلْقاه في المكان الفلاني؛ لأنّه سبق أن عَصَيْنا الله هناك، ولكنّا تقودُنا خطواتنا إلى ذلك المكان مرّة ثانية وثالثة ورابعة، ونحن نزعم أنّنا نعرف أنّه عدو، لكن ما هذا السّلوك؟ السّلوك الّذي يعرف أنّه عدو.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وابتلاء من الله يا شيخ هذا كلامك يذكّرني بأبيات للمُثَقَّب العَبْدي يقول لصاحب له يقول:[/FONT]
[FONT=&quot]فَإمّا أن تكونَ أخي بِحَقٍّ فَأعْرِفَ مِنْكَ غَثّي مِن سَميني[/FONT]
[FONT=&quot]وإلاّ فاطّرحني واتّخذني عدُوّاً اتّقيك واتقيني[/FONT]
[FONT=&quot]يعني هذا التّصرُّف الّذي يصنعه بعض النّاس.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ أبو محمّد سأل سؤالاً في سورة الشعراء هو سأل سؤالين الحقيقة، وإن كان خارج موضوعنا يا شيخ.[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس[/FONT][FONT=&quot]: أنت إذا سمحت له بذلك ما في إشكال.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لا،لا .[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] لكن أنا عندي إذا سمحتَ لي تعليق على طريقة الأخ أبو محمّد وأرجو أن لا يكون في نفوسِنا شيء أنا أستغرب عندما نتعامل مع القرآن بأرقام الصفحات.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فقط أسلوبه مقبول يدلّك بسرعة.[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة لمّا يقول صفحة 150 مع الكتب مع الصّحف مع المجلاّت، يعني سبحان الله! تعامل أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم والسّلف مع القرآن كان عجيباً، كان توقيف حياتهم كلّها إذا قيل كم كان بين السّحور والصّلاة؟ قال قَدْرَ 50 آية، قال: كم بينك وبين بيت فلان وفلان؟ قال: قدر 100 آية، قدر مئة، قدر خمسين آية، فما أجمل أن نتعامل مع القرآن مع سورة الشعراء آية كذا.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً يا أبا محمّد.[/FONT]
[FONT=&quot]يسأل سؤال عن سورة الشّعراء يقول في قوله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ {90} وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ {91} وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ {92} مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ {93} فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ {94} وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ {95}[/FONT][FONT=&quot] يقول: مَن هم [/FONT][FONT=&quot]{ فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ }؟[/FONT][FONT=&quot] هو يسأل مَن هُمْ (هُمْ)؟ ومَن هم الغاون؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] لا يحضرني الآن الجواب لكن يعني سُئلت سؤالاً جميلاً في هذا قبل أيّام في برنامج آخر أنّه في سورة الأنبياء [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء:98][/FONT][FONT=&quot] يعني بعض النّاس يفهم أنّ كلَّ مَنْ عُبِد مِن دونِ اللهِ يشترك في العقوبة، فالعلماء يقولون أنّ مَن عُبِدَ من دون الله برِضاه، فيخرج من هؤلاء الملائكة وعيسى عليه السّلام وغيرهم ممَّن عُبِدَ بدون رضاه صح؟ فلعلّ الإشارة هنا (هم) إلى مَن عُبِدَ من دون الله بِرِضاه.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] قبل أن نسترسل في بيان أجوبته يا دكتور عبّاس نحن تعوّدنا وعوّدنا الإخوة المشاهدين في كلّ حلقة نُعَرِّفهم بكتاب ينفعهم في تدبُّر القرآن وفي فهم معانيه.[/FONT]
[FONT=&quot]فنتوقّف لتعريفهم بالكتاب ثمّ نعود لمواصلة الحديث فابقَواْ معنا حفظكم الله.[/FONT]
[FONT=&quot]***********************************[/FONT]
[FONT=&quot]الفاصل- تعريف بكتاب [/FONT]
[FONT=&quot]"معجمُ المُفَسِّرين من صدرِ الإسلام حتى العصر الحاضر"[/FONT]
[FONT=&quot]وهذا المعجمُ من تأليفِ الأُستاذ عادل نوَيْهِض. ويشتمِلُ على التّعريفِ والتّرجمة لِما يُقارِبُ الألفين من مُفَسِّري القرآن الكريم من صدر الإسلام حتى العصر الحاضر. لا فرقَ في ذلك بين مَن فسَّرَ القرآنَ كُلَّهُ، أو فسَّرَ سورةً منه، أو آيةً من آياته، وخَلَّفوا أَثَراً مَكتوباً في ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]كما يضُمُّ أعلامَ المُفَسِّرينَ من الصَّحابَةِ والتّابِعينَ ومَن جاءَ بَعْدَهم مِمَّن اشتَهَروا بالتّفسير، وكانت لهم حلَقاتٌ معروفة.[/FONT]
[FONT=&quot]وقد بيَّنَ المُؤلِّفُ منهَجَهُ في الكتابِ فقال:[/FONT]
[FONT=&quot]"وقد سَلَكْتُ في تَرْتيبِهِ المنهجَ التّالي: بدأتُ في ترجمةِ كُلِّ مُفَسِّرٍ بذكرِ شُهْرَته، أو اسمِه، إن لم يكن له شُهرة، وبجانبه ولادَتُهُ ووفاتُه بالتّاريخِ الهجريّ والميلادي، يلي ذلك اسمُ المُتَرْجَم له، فاسمُ أبيه فجدُّه فنسبتُهُ فاختصاصُهُ في غيرِ علمِ التّفسير كالحديثِ والأدبِ واللُّغة، ثمّ مكانُ الوِلادة، ومراحِلُ الدِّراسة، وما وَلِيَ بعدَها من أعمال، ثمَّ مكانُ الوَفاة، فمُؤلَّفاتُهُ في التّفسير، وقد أشَرْتُ إلى ما طُبِعَ منها، وإلى ما هو مخطوط.[/FONT]
[FONT=&quot]رَتَّبْتُ الأسماءَ أبْجَدِيّاً وِفْقاً لِتاريخِ وفاةٍ المُتَرْجَم لهم مُبْتَدِئاً بحرفِ الاسم الأوّل ثمّ بحرفِ الاسمِ الثّاني.[/FONT]
[FONT=&quot]مَن لم أعثُر لهُ على تاريخِ وِلادَةٍ ووفاة، اقتَصَرْتُ على ذِكْرِ الزَّمَنِ الَّذي كان حيّاً فيه.[/FONT]
[FONT=&quot]زوَّدْتُ المُعْجَمَ بِكَشّافَيْن:[/FONT]
[FONT=&quot]الأوَّل: وَضَعْتُهُ في كُلِّ بداية أوّل حرفٍ أبجديّ، ويتضمَّنُ الشّهرةَ المبتدأه بذلك الحرف، ثمّ الاسمَ وتاريخَ الوفاة.[/FONT]
[FONT=&quot]والثاني: وهو شامِلٌ لكلِّ المُفَسِّرين، ويتضَمَّنُ الشُّهرةَ والأسماءَ وأرقامَ الصَّفحات المذكورين فيها.[/FONT]
[FONT=&quot]وقد صدرت الطّبعةُ الثالثةُ للكتاب عام ألفٍ وأربعِ مِئةٍ وتسعةٍ للهجرة، عن مؤسسةِ نُوَيْهِض الثّقافيّة ببيروت. وهو كتابٌ قيِّمٌ ينتفِعُ به مَن يريدُ معرفةَ سِيَرِ المُفَسِّرين الّذينَ تَصَدَّروا لِتفسيرِ القرآنِ الكريم عبرَ التّاريخ.[/FONT]
[FONT=&quot]**************************[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مرحباً بكم أيُّها الإخوةُ المشاهدون مرَّةً أخرى في برنامجكم [التفسير المباشر] وأُرَحّب مرّةً أخرى بضيفي العزيز الدكتور العبّاس بن حسين الحازمي، الأستاذ المساعد بجامعة الإمام، والأمين العام للجمعيّة العلمية السعوديّة للقرآن الكريم وعلومه حياكم الله مرةً أخرى يا أبا محمد.[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] حيّاكم الله يا شيخ.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن[/FONT][FONT=&quot]: تعليقاً على سؤال الأخ أبي محمّد في قوله [/FONT][FONT=&quot]{فَكُبْكِبُوا}[/FONT][FONT=&quot] وبعد جوابك الرّائع استوقفتني التعبير بــ [/FONT][FONT=&quot]{فَكُبْكِبُوا}[/FONT][FONT=&quot] دائماً يقولون في اللغة أنّه إذا تكرَّر الحرف مثل: زلزل، وكبكب، أنَّها تدلّ على شدّة هذا الأمر، فقوله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ}[/FONT][FONT=&quot] يدلّ على شدّةِ إهانتهم؛ كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة ق[/FONT][FONT=&quot] {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ} [ق:24]، [/FONT][FONT=&quot]إهانة لهم الكبكبة والإلقاء.[/FONT]
[FONT=&quot]سؤال آخر يا دكتور العباس لأخينا أبي محمّد في سورة الشعراء وطبعاً نحن نستحي من أبي محمّد أنّنا نردّ سؤاله وإن كان خارج الجزء الثامن. في قوله سبحانه وتعالى في سورة الشّعراء [/FONT][FONT=&quot]{إذْ قالَ لَهُمْ أَخوهُمْ نوحٌ ألا تَتَّقون}[/FONT][FONT=&quot] ثمّ قال بعدها في لوط عليه الصّلاة والسّلام [/FONT][FONT=&quot]{أخوهم لوط}[/FONT][FONT=&quot] إلى أن جاء إلى شُعَيْب فقال: [/FONT][FONT=&quot]{كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ {176} إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ {177}[/FONT][FONT=&quot] فهو يتساءل قال: لماذا شُعَيْب بالذّات هنا لم يقل: إذ قال لهم أخوهم شعيب؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً قصّة شعيب وإرساله إلى قومه جاءت في مواضع من القرآن، ففي مواضع ذُكِرَ أنّه أخٌ لهم منسوب إليهم أُخُوَّةً ، في مثلاً في الأعراف ([/FONT][FONT=&quot]{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} [/FONT][FONT=&quot](85)) وفي هودٍ أيْضاً قال الله عزّ وجلّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا}[هود:84][/FONT][FONT=&quot] هنا ما ذكر فيحتمل أن يكون عدم نسبته إليهم أخوّةً أنّ الله عزّ وجلّ وصفهم بأنّهم أصحاب الأيْكة الّتي كانوا يعبدونها، والأيْكة هي الشجر الكثيف المُلْتَف، –الشجر الكثيف– كما ذكر الله عزّ وجلّ في سورةِ [ ق] فنسبهم الله عزّ وجلّ إلى هذه الأشجار؛ لأنّهم كانوا يعبدونها فلم ينسِب إليهم شُعَيْباً أُخُوَّةً؛ لأنّه ليس ممَّن يعبد هذه الشّجرة. أو كما ذكر بعض أهل التفسير أنّ شُعَيْب أُرْسِل إلى مجموعتين فلمّا خسف الله وأرسل الصّيحة على أصحاب مديَن أرسله مرّةً أخرى إلى أصحابِ الأيْكة فأوُلئك هو أخٌ لهم في النّسب من قبيلتهم وقومهم، وأمّا هؤلاءِ فهو ليس أخٌ لهم. مع أنّ بعض أهل التّفسير رجّح الأوَّل؛ لأنّ أصحاب مَدْيَن والأيْكة هم أُمّة واحدة هم قوم شُعيْب ولم يُرسِل شُعَيْب مرّتين إنما أُرْسِل مرَّةً واحدة وَبُعِث مَرَّةً واحدة.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك. الحقيقة هو معنى دقيق والله، وبالمناسبة ناس كثير ما يعرفون والأيْكة أين هي ؟[/FONT]
[FONT=&quot]هي تبوك اليوم، مدينة تبوك اليوم هي المدينة الّتي كان فيها أصحاب الأيْكة. معنا اتّصال من الأخ أبو محمّد من السّعوديّة تفضّل يا أبو أحمد، أبو أحمد عفواً حيّاك الله يا أبو أحمد [/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] كيف حالكم شيخ عبد الرّحمن؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يا مرحباً بك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] حيا الله الشيخ العباس.[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيّك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] سؤالي يا شيخ في خطبة إبليس مع إغوائه لآدم لمّا قال الله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا} [الأعراف: 20]، [/FONT][FONT=&quot]ثمّ قال الله عزّ وجلّ [/FONT][FONT=&quot]{فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا} [الأعراف:22]، [/FONT][FONT=&quot]فهنا نرى أنّ إبليس لما أغوى آدم فأكلا من الشّجرة كانت شؤم المعصية في ان ظهرت لهم السوءة، فما العلّة وما الحكمة في أن الشؤوم كان في إظهار العورة وأن الله جعل نعمة في اللِّباس لمّا قال الله سبحانه تعالى [/FONT][FONT=&quot]{يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ}[الأعراف: 31][/FONT][FONT=&quot] فما الحكمة في اختصاص ستر العورة وظهور السوءة بأنّه من شؤم المعصية؟ ولو أمكن الحديث عن كشف عورات الناس في هذه الأيام من بعض الناس وتلاعب الناس في الألبسة وان هذا من إغواء إبليس. أسأل الله أن يُثَبِّتنا وإيّاكم على طاعته.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يكتب أجرك.[/FONT]
[FONT=&quot]أحمد : السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله. الحقيقة سؤال الأخ أبو أحمد سؤال جميل وهو في قصّة آدم عليه الصّلاةُ والسّلام مع إبليس في الجنّة أنَّ الله سبحانه وتعالى عندما نهى آدم عليه الصّلاةُ والسّلام أن يأكُلَ من الشّجرة، فلمّا أكلا منها بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهما فسؤال أبو أحمد يقول: لماذا كانت العقوبة هو كشف سوْأة آدم عليه السّلام وحوّاء؟ تعليق على هذا الموضوع.[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس[/FONT][FONT=&quot]: طبعاً كما أشَرْت في أوّل حديثي من الصِّلة بين السّورتين الحديث عن الشيطان والجنّ ووساوسهم، فالله عزّ وجلّ لمّا ذكر في سورة الأنعام الشياطين والجنّ، وكيف حرفوا بني آدم عن نسبةِ هذه النّعمة إلى اللهِ عزّ وجلّ بيَّن هنا في هذه السّورة أنّ الشيطان من قبلِ هذا قد وسوس وقد سوّل إلى أبيهم آدم في الجنّة، ولذلك الله عزّ وجلّ هنا بيّن أنَّ العقوبة السّريعة الّتي كانت لهما أنّه بدت لهما سوآتُهما، يذكر بعض أهل التفسير أنّ من تمام نعمة الله على آدم وحواء في الجنّة أنَّ عوْراتهما كانت لا تظهر، كانوا ما يطّلعون عليها هذا من تمام نعمة الجنّة من نعمةِ اللهِ في الجنّةِ عليهما الستر. فلمّا وقعا في هذه المعصية سلب الله عزّ وجلّ عنهما هذه النّعمة، دلالة على أنّ عمارة الباطن بتقوى الله وامتثالِ أمرِ الله، واجتنابِ نَهيِ الله، هي سبيلٌ إلى عِمارةِ الظّاهرِ بالزّينةِ والِّباس، فإذا فرَّطَ الإنسان في ستر الباطنِ وعمارة الباطن وستر الظّاهر، فإنَّ الله عزّ وجلّ يسلبه مهما لبس يعني:بعض النّاس ربّما يقع في المعصية ويتجمّل للنّاس ويظنّ أنّ النّاس لا يطّلعون على شيْءٍ من معصيته، لكنّ اللهَ عزّ وجلّ كما قال بعضُ السّلف يفضحه في فلتات اللّسان فهذا هو معنى كشف العورة الذي حصل ولذلك هذا المعنى تكرر ثلاث مرّات في الآية الّتي بعدها:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ} [الأعراف:26] { يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ[/FONT][FONT=&quot]} وليس المراد هنا فقط بالزّينة فقط اللِّباس، لا، الأمر أعمّ من ذلك، وإن كان اللِّباس هو الشّيء الظّاهر.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة يا دكتور العبّاس الكلام هذا في غاية الرّوعة الحقيقة، يعني لاحظ أنّ الشيطان من أوّلِ الأمر من أيّام الجنّة، من وسائلِهِ في الإغواء كشف السَّوْءات وإلى اليوم أليس كذلك؟ تلاحظ الآن في بلاد الإسلام الآن كيف يُروّج للموضات خاصّة في اللِّباس للنِّساء بالذّات تُلاحظ أنّها كلَّما كانت هذه الموضات وهذه الملابس أكثر فضْحاً وأكثر انكشافاً، كلَّما أقبل عليها النّاس، وهذا الحقيقة يعني يربطك مباشرةً بهذا الموقف القديم: كشف السَّوْأة. وتلاحظ الآن التسَتُّر من سيماء أهل الصّلاح وأهل الهداية وأهل الخير، بل وحتى أهل الفِطَر السّليمة.[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] إذاً كلَّما كان الباطن معموراً بتقوى الله، كلّما كان الإنسان حريصاً على سَتْرِ ظاهرهِ.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] حفظك الله. معنا اتصال من الأخ سعد من السّعوديّة، حيّاكم الله يا أخ سعد.[/FONT]
[FONT=&quot]سعد: [/FONT][FONT=&quot]السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]سعد:[/FONT][FONT=&quot] كيف حالك يا دكتور عبد الرحمن؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يا مرحباً بك يا أخ سعد تفضّل.[/FONT]
[FONT=&quot]سعد:[/FONT][FONT=&quot] يا شيخ عندي سؤال بخصوص ترتيب السّور هل هي توقيفيّة أو غير توقيفيّة؟ وهل فيها قول راجح؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] طيب أبشر.[/FONT]
[FONT=&quot]سعد:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خير. الأخ عتيق من السعودية تفضّل يا أخ عتيق حيّاك الله [/FONT]
[FONT=&quot]عتيق:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته .[/FONT]
[FONT=&quot]عتيق:[/FONT][FONT=&quot] شكر الله لكم سعيكم، وبارك فيكم وغفر الله لكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] اللهمّ آمين جزاك الله خير ولكم كذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]عتيق:[/FONT][FONT=&quot] شيخ أُريد أن أسأل الآية الّتي يذكر الله سبحانه وتعالى فيها البَرَد والغرابيب السّود تفسير للآية.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] سورة فاطر. شكر الله لكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك الله يحيّك يا مرحبا. اتّصال من الأخ صالح من السعودية تفضّل يا أخ صالح [/FONT]
[FONT=&quot]صالح:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]صالح:[/FONT][FONT=&quot] يا شيخ بالنّسبة لإبراهيم عليه الصّلاة والسّلام كان اسم أباه هنا آزر أم هذا لقب لأبيه؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أحسنت، شكراً. نعود يا دكتور العبّاس وردنا سؤال من الجوّال، هذه أول بواكير الأسئلة على الجوال سائل يسأل يقول في قوله سبحانه وتعالى في سورة الأعراف [/FONT][FONT=&quot]{وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ {48}}[/FONT][FONT=&quot] حتى من قوله [/FONT][FONT=&quot]{وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ}[/FONT][FONT=&quot] تفسير مُجْمَل لهذه الآيات، ما المقصود بالأعراف؟.[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] عندما يأذنُ اللهُ عزّ وجلّ لأهلِ الجنّةِ بدخولِها، ويكتب على أهلِ النّارِ دخولَها يكون بين الضفّتين حجاب، أهل الجنّةِ يرون أهل النّار وكذلك أهل النّار، ولكن لا يصلُ بَرْدُ هؤلاءِ إلى هؤلاء، ولا حرّ هؤلاءِ إلى هؤلاء، فيحصل النِّداء من أهل الجنّة، وهذا النّداء من تمام النّعيمِ لهم، وهذا من تمام العذاب لأهل النّار، يعني من أهل الجنّة مَن يكون في الدّنيا في فَقْرٍ وحاجةٍ ومسكنةٍ وربّما ذِلَّةٍ وكذا، ولكنّ الله عزّ وجلّ يكافؤه جرّاء إيمانه في الآخرة بالجنّة، ويحبّ أن يطّلع إلى أهل النّار، فإذا اطّلع إليهم ورأى فيهم أهل الظّلمِ والكفرِ والعدوان، فإنَّ ذلك يزدادُ به نعيماً، وكذلك أهل النّار يزدادون به عذاباً. [/FONT]
[FONT=&quot]هناك فئة من النّاس سمّاهم الله أهل الأعراف في خلاف كبير في المراد بهم، لعلّ أرجح الأقوال أنّهم هم مَن استوَت حسناتهم وسيِّئاتهم، فلم يُكْتَب لهم دخول الجنّة ولا النّار يقفون في مكانٍ عالٍ مرتفع يروْن أهل الجنّة ويرون أهل النّار، فإذا رأوْا أهل الجنّة سلَّموا عليهم وتمنَّوْا أنَّهم يكونون معهم ولكنهم مشفقون أن لا يكونوا معهم، وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحابِ النّار دَعَوُا الله عزّ وجلّ لهم أنّهم لا يكونون مع أهل النّار، وهذا موقف[/FONT][FONT=&quot] عظيم جدّاً وفيه من الهَوْل العظيم الّذي وصفَهُ اللهُ عزّ وجلّ في القرآن. لكنّ الله عزّ وجلّ بعد أن ينظر أهل الجنّة إلى أهل النّار يصرف أبصارهم إلى طائفةٍ ثالثة، وهم بعض المتكبِّرين والمتجبِّرين والمستهزِئين بأهل الإيمان وهو الآن في النار، فيُخاطبونهم زيادة في التّبكيت لهم [/FONT][FONT=&quot]{وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ}[/FONT][FONT=&quot] أُناس كانوا يعرفونهم في الدّنيا وأنّهم مَن يؤذون المؤمنين ويضطهِدونهم وكذا وكذا نادوهم قالوا [/FONT][FONT=&quot]{مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ}[/FONT][FONT=&quot] كنتم تقولون في الدّنيا أنّكم ستصنعون وتصنعون وتفعلون نراكم الآن في النّار؟ ماذا صنع جمعكم وما كنتم تستكبرون؟! ثمّ زادوهم عتاباً وتبكيتاً لهم زيادة في العذاب، ثمّ بعد ذلك كما ذكر أهل التّفسير أنّ الله عزّ وجلّ يمنُّ برحمته ومغفرته على أهل الأعراف فيجعلهم من أهل الجنّة لأنَّ رحمته سبقت غضبه.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً. ولعلّ يا دكتور العبّاس يعني تصديقاً لكلامك في كوْنهم المقصود بهم أُناس يقفون في منطقة بين الجنّةِ والنّار، أنَّ الله يقول [/FONT][FONT=&quot]{وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ (47)}[/FONT][FONT=&quot] ما يدلّ على أنّهم في مكان يرون هؤلاء ويرون هؤلاء.[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس[/FONT][FONT=&quot]: نعم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ سعد من السّعوديّة يسأل سؤالاً عن ترتيب السّور الفاتحة، البقرة، آل عمران، النِّساء هل ترتيبها هذا توقيفي أم اجتهادي؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] المسألة فيها خلاف كبير عند أهل العلم بعلوم القرآن، ولكن الرّاجح أنَّها توقيفيّة، وأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في العرضة الأخيرة الّتي عارض في القرآن جبريل عليه السلام، وضع أفكار هذا التّرتيب، ولذلك المصحف لمّا جُمِع في عهد أبي بكر وفي عهد عثمان رضي الله تعالى عنهما كان على هذا التّرتيب وكان من شارك في جمعه زيد بن ثابت الّذي عرض المصحف أيضاً على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في عَرْضَتِهِ الأخيرة، وممّا يدلّ إضافة إلى هذه المرويات الواردة ما يدلّ هذا التّناسق والمناسبات الكبيرة بين هذه السّور في ترتيبها الموجود اليوم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً. هنا تساؤل يقول: أحياناً يكون ترتيبُ الكتاب من أهمِّ ما يُعنى به المؤلّف، يعني من الممكن أن تعطي المطابع كتابك وتقول ما هي مشكلة حطوا المقدمة في الأخير، والفصل الأول في الأخير، ما هو معقول! فالقرآن أوْلى بالترتيب والعناية من غيرهما.[/FONT]
[FONT=&quot] د.العباس: ولا يُشكل على هذا كوْنُهُ نزل مُفَرَّقاً ومُنَجَّماً ما يشكل أبداً هذا من تمامِ إعجازه، بأن ينزل على مدى 23 سنة وتوضع الآية الّتي نزلت في السّنة الثانية من البعثة مع الآيةِ الّتي نزلت في السّنة التاسعة ويكون بينهما تناسق هذا من باب الإعجاز.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] صدقت. قبل أن نكمل أسئلة الأخ سعد لدينا اتّصال من الأخ عبد اللّطيف من السّعوديّة، حيّاكم الله يا أخ عبد اللّطيف. [/FONT]
[FONT=&quot]سؤال الأخ عتيق في قوله سبحانه وتعالى في سورة فاطر [/FONT][FONT=&quot]{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ} [/FONT][FONT=&quot][فاطر:27]، هذه ما المقصود بها؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] لعلّنا نستمع إليها إن شاء الله منك.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً. هو الّذي يظهر والله أعلم أنّ المقصود بها أنّ الله سبحانه وتعالى يمتنّ بأنّه ترك بين الجبالِ طُرُقاً يسلُكُها النّاسُ في معايشهم فقال [/FONT][FONT=&quot]{وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ}[/FONT][FONT=&quot] والجُّدَد هي الطرق، الجادّة هي الطريق المطروقة الّذي تسلكه، جمعُ جادّة. فجُدَدٌ بيضٌ وحمر، تجد الطُّرق في الجبال إمّا أن تكونَ بيضاء أو حمراء، وهذا يلمسه مَن يعيش في الجبال، ويلمس هذا وتظهر له نعمة الله سبحانه وتعالى وخلقه في هذا.[/FONT]
[FONT=&quot]ثمّ قال: [/FONT][FONT=&quot]{وَغَرَابِيبُ سُودٌ} [/FONT][FONT=&quot]قال والغرابيب السّود هي شديدة السواد ومنه سُمِّيَ الغراب لشدّةِ سواده، فهذا الّذي يظهر في معنى الآية، وهذا من امتنان الله سبحانه وتعالى في قوله (ألم تر) للامتنان.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ صالح من السعودية يسأل عن قوله تعالى في سورةِ الأنعام: [/FONT][FONT=&quot]{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً}[/FONT][FONT=&quot] فيقول: هل آزر هذا هو اسم والد إبراهيم؟ أم ماذا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] سمّاه الله لنا أباه، فهل لنا بعد ذلك نتساءل هل هو أبوه ولاّ عمّه ولاّ شيء آخر؟؟!! هو لا يتعلّق بمعرفةِ ذلك كبيرُ فائدة يكفي أنَّ الله أخبرنا أنَّ اسمُهُ هكذا، وكيف تعامل إبراهيم عليه السّلام معه كما في سورةِ مريم، هذا هو الّذي ينبني عليه العمل ويترتّب عليه العمل. أمّا هل اسمه آزر ولاّ لا؟؟ لا ينبني على ذلك عمل سمّاه الله لنا آزرَ في القرآن.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هو العجيب يا دكتور العباس أنّ أهل السِّيَر، وأهل التّاريخ والأنساب لا يقولون إبراهيم ابنُ آزر، وإنَّما يقولون إبراهيم ابنُ تارخ ويقولون أنّ اسم والد إبراهيم تارخ، وآزر هو عمّ إبراهيم، لماذا الله يقول [/FONT][FONT=&quot]{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ}[/FONT][FONT=&quot] قالوا: لأنّ العمّ يُقال له الأب ويستدلّون بقصةٍ في سورة البقرة (قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ (133)) وهو عمُّهُ. فكلامك الحقيقة في غاية الوضوح أن الله سمّاه آزر، ولكنّ النّاس يغيِّرون هذا ويقولون يعني أنّه ليس هذا هو الاسم الحقيقي لوالد إبراهيم عليه الصّلاةُ والسّلام وليس هناك أجمل من الالتزام بظاهر النّصّ القرآني والوقوف عندَهُ. [/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] والخطاب الرّقيق الّذي كان بين إبراهيم عليه السّلام وبين أبيه والمذكور في سورة مريم، ما يمكن أن يكون له تلك الفائدة إلا إذا كان مع أبيه صح؟ لأنّه كان مع أبيه إذا كان مع عمّه ما يكون له ذلك التأثير.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أذكر في بحث قيِّم في هذا الموضوع للأستاذ أحمد شاكر رحمه الله في كتابه عندما حقّق الكتاب المعرّب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم للجواليقي ختمه ببحث رائع جدّاً عن تحقيق اسم إبراهيم آزر.[/FONT]
[FONT=&quot]نريد أن نختم الحلقة يا دكتور العبّاس الرّائعة هذه بحديث عن التّوبة في الآية 23 من سورة الأعراف عندما وقع آدم عليه الصّلاة والسّلام وحواء قال الله [/FONT][FONT=&quot]{فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ} [/FONT][FONT=&quot]الشيطان [/FONT][FONT=&quot]{فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ {22} قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ {23}}[/FONT][FONT=&quot] أودّ أن نتحدّث عن التوبة من آدم و حواء في هذا الموقف وإبليس وعصيانه كيف أنّه رفض الأمر فطُرِد وهم وقعا في النّهي فبقي.[/FONT]
[FONT=&quot]د.العباس:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً قبل هذا إشارة سريعة الله عزَّ وجلَّ في سبع مواضع من القرآن ذكر هذه القصة وأشار إليها تقريبا، وكلُّها المسؤوليّة فيها مشتركة بين آدم وحواء، لا كما يقول أهل الكتاب وخاصّة من المعاصرين هم يحمّلون المسؤوليّة لحوّاء، ولذلك كثير من اليهود والنّصارى وهم يقولون قبل 400 سنة وهم يختلفون هل في النّساء روح ولاّ لا؟ وفي الأخير اتّفقوا أنّ فيهنّ روح لكنّها نجسة، كلّه إشارة إلى أنّهم يقولون أنّ حواء هي التي كانت السّبب في إغواء آدم، هذا غير صحيح، نحن عندنا في القرآن إثبات أنّ المسؤوليّة مشتركة لا يتحمّل هذا وإنَّما يتحمّلانها جميعاً. وبعد ذلك الله عزَّ وجلَّ منَّ عليهما بأن علّمهما [/FONT][FONT=&quot]{فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][البقرة:37]،[/FONT][FONT=&quot] حتى التوبة علَّمَهُ الله عزَّ وجلَّ إياها، ولذلك الرّاجح أنّ المراد بالكلمات الّتي علَّمَهُ الله إيّاها هي الواردة هنا [/FONT][FONT=&quot]{قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا}[/FONT][FONT=&quot] انظر كيف العبارة؟ هذا دعاءٌ واستغفارٌ علَّمَهُ اللهُ عزّ وجلّ لآدم كي يستغفر ويتوب منه ولكن ينبغي علينا أن نستعمل هذا العلاج الرّبّاني وهذا الدّواء الرّبّاني. قالا ربَّنا أولاً اعترفا ولجأ إليه هو الّذي فطرهم وخلقهم ورزقهم وأنعم عليهم[/FONT][FONT=&quot] { رَبَّنَا}[/FONT][FONT=&quot] لذلك عليه الصّلاة والسّلام قال: "يعجبني في أن أقول ربّنا ربّنا ربّنا" وما أجمل أن نسمعها من أئمّتنا في صلاة التّراويح يعني ليتنا نسمع، انظر أدعية القرآن كلّها أو غالبها ماذا؟ ربّنا ربّنا ربّنا وهذا قليل ما نسمعه في أئمّتنا في صلاة التراويح أتمنّى أن يكثروا من هذا الدّعاء فـ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا}[/FONT][FONT=&quot] يعني هذه المعصية ما كانت تقصيراً في حق أحد، وإنّما كانت ظلم لنا، وهذا الشّعور الّذي ينبغي أن تنطوي عليه نفس التّائب أنّ في معصيتك ظلمٌ لك، ظلمٌ لنفسك[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[/FONT][FONT=&quot] وإن لم تغفر لنا وترحمنا حاجتنا إلى مغفرتك ورحمتك لنمتنع أو لنحمي أنفسنا أن نكون من الخاسرين. هذا الشّعور الّذي كان عند آدم وحواء عند توبتهم إلى اللهِ عزَّ وجلَّ نحن محتاجون أن نكون عليه في توبتنا، وينبغي أن نعلم أنّ التوبة ليس معناها تكون فقط من الذّنب لا، فالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو الّذي قد غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر كان يتوب إلى الله ويستغفره في اليوم سبعين أو مئة مرة، فالتوبة ليست فقط من ذّنب، لا بل التوبة من تقصيرك في حقّ الله عزَّ وجلَّ، التوبة من تقصيرك في شكر نعمة الله عزَّ وجلَّ، هذا الهواء الّذي تستنشقه صباح مساء هو نعمة من الله عزَّ وجلَّ، هل شكرناه؟! إذاً نتوب إلى الله عزَّ وجلَّ من تقصيرنا.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] رجع إلينا الأخ عبد اللّطيف من السعودية تفضل يا أخ عبد اللّطيف [/FONT]
[FONT=&quot]عبد اللّطيف:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] عليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد اللّطيف:[/FONT][FONT=&quot] كيف الحال؟[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيّك.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد اللّطيف:[/FONT][FONT=&quot] أقول برنامج شيق وجزاكم الله خيراً.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيّك.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد اللّطيف:[/FONT][FONT=&quot] دعواتكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحفظك.[/FONT]
[FONT=&quot]هل عندك سؤال يا عبد اللّطيف؟[/FONT]
[FONT=&quot]عبد اللّطيف:[/FONT][FONT=&quot] لا ما عندي سؤال.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحفظك ويوفقك يا أخي العزيز ويجزيك الخير.[/FONT]
[FONT=&quot]الحقيقة كان حديثاً ممتعاً يا أبا محمّد نسأل الله أن يكتُبَ أجرك وأن يتقبّل منك.[/FONT]
[FONT=&quot]باسمكم جميعاً أيُّها الإخوة المشاهدون أشكركم وأشكر أخي العزيز الدكتور العباس بن حسين الحازمي، الأستاذ المساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميّة، والمتخصّص في الدّراسات القرآنيّة، والأمين العام للجمعيّة العلميّة السّعوديّة للقرآن الكريم وعلومه. شكر الله لك يا أبا محمّد. وشكر الله لكم أيُّها الإخوة المشاهدون متابعتكم، نلقاكم غداً بإذن الله تعالى، أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
‫التفسير المباشر (1429) الحلقة (8) الجزء الثامن‬‎ - YouTube

[FONT=&quot][/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
[FONT=&quot]التفسير المباشر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الحلقة التاسعة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]9-9- 1429هــ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرّحمن الرّحيم. الحمد لله ربِّ العالمين، وصلّى الله وسلَّم وبارك على سيِّدِنا ونبيِّنا محمّد وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين. اللهمَّ إنّا نَحْمَدُكَ ونَشْكُرُكَ ونُثْني عليك على ما أنعَمْتَ بهِ علينا من الصِّيام ومن مُدارسة القرآنِ، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبَّلَ منّا ومنكم أيُّها الإخوةُ المُشاهِدون الصِّيامَ والقيامَ وأن يجعَلَنا وإيّاكم من أهل القرآن المتدبِّرين التّالينَ لهُ حقَّ تِلاوته.[/FONT]
[FONT=&quot]مرحباً بكم في حلْقةٍ جديدةٍ من حلقاتِ برنامجكم اليومي [التّفسير المباشر]، هذا البرنامج الّذي يأتيكم يوميّاً من استديوهات قناة دليل الفضائيّة بمدينة الرّياض. اليوم سوف نتناولُ بإذن الله تعالى في حديثِنا الجزء التاسع من أجزاء القرآن الكريم.[/FONT]
[FONT=&quot]وكما تعوَّدنا في بدايةِ كُلِّ حلقة أيُّها الإخوة المشاهدون أن أعرِضَ لكم أبرز الموضوعات الّتي اشتمل عليها الجزء الّذي سوف نناقشه. والجزء التّاسع من أجزاء القرآن الكريم يبدأ من الآية الثامنة والثمانين من سورة الأعراف، وينتهي بالآية الأربعين من سورة الأنفال، وقد اشتمل على:[/FONT]
[FONT=&quot]- تفصيلِ قصةِ موسى عليه الصّلاةُ والسّلام مع فرعون وما فيها من العِبَر والعِظات. [/FONT]
[FONT=&quot]- وعاقبةُ بني إسرائيل ونتيجةَ عِصْيانِهم وتمرُّدِهم. [/FONT]
[FONT=&quot]- وخُتِمَت سورةُ الأعراف بالتوحيد، كما افتُتِحَت بالتوحيد. [/FONT]
[FONT=&quot]- ثمّ بدأت سورة الأنفال بالحديث عن غنائم الحرب وكيفيّة تقسيمِها. [/FONT]
[FONT=&quot]- وتفاصيلِ غزوةِ بدر. [/FONT]
[FONT=&quot]- والأمر بالاستجابة لله ولرسولِهِ صلّى الله عليه وسلّم.[/FONT]
[FONT=&quot]وقبل أن نبدأ أيُّها الإخوة في الحديث أُحِبُّ أن أُرَحِّبَ باسمكم جميعاً بأخي العزيز فضيلة الشيخ الدكتور: أحمد بن محمد البريدي، الأستاذ المساعد بجامعة القصيم، والمتخصّص بالدّراسات القرآنيّة، والمشرف على ملتقى أهل التفسير على شبكة الإنترنت. فحياك الله يا أبا خالد.[/FONT]
[FONT=&quot]د:أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الله يحيّيك يا شيخ عبد الرّحمن، مرحباً بك وبالإخوة المشاهدين، وبالأخوات المشاهدات.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيّيك، وأسأل الله أن يتقبّل منك كما قَبِلْتَ هذه الدّعوة. قبل أن نبدأ يا أبا خالد أُريد أن أُذَكِّر الإخوة المشاهدين بأرقام الاتّصالات الّتي يمكنهم أن يتواصلوا عن طريقها، وهي تظهر أمامهم على الشّاشةِ تباعاً؛ كما أُذَكِّرهم أنهم يمكنهم أن يُرْسِلوا رسائل على هاتف الجوّال الّذي يظهَرُ أمامهم وهو أيْضاً (0532277111)، يمكن أيْضاً أن يُرْسِلوا أسئلتَهم على شكل رسائل نصيّة على هذا الهاتف.[/FONT]
[FONT=&quot]الجزء التّاسع يا أبو خالد مليء الحقيقة بالآيات الّتي تستحقُّ أن يُوقَف معها، وقد ابتدأها بالحديث عن قصّةِ موسى عليه الصّلاةُ والسّلام بعد أن كان الحديث في الجزء الثّامن في آخره في سورة الأعراف عن الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام: نوح، وصالح، وهود، وشُعَيب عليهم الصّلاة والسّلام، ثمّ جاء تفصيلٌ لقصّةِ موسى عليه الصّلاةُ والسّلام. قبل أن ينتقل الحديث من سيرة شُعَيْب عليه الصّلاة والسّلام إلى سيرة موسى عليه الصّلاة والسّلام وردت آيات عظيمة يا أبو خالد في غاية القوّة ومليئة بالعظات منها قوله سبحانه وتعالى: [/FONT][FONT=&quot]{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [الأعراف:96] [/FONT][FONT=&quot]أريد كمدخل للحلقة يا أبو خالد أن نتحدّث عن هذه الآية وما بعدها، حتى تأتينا بعض الاتِّصالات من بعض الإخوة المشاهدين.[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بسم اللهِ الرّحمن الرّحيم، الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين، وصلّى اللهُ وسلَّمَ وبارَكَ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمَعين، فاللهمَّ عَلِّمنا ما ينفَعُنا وانْفَعْنا بِما عَلَّمْتَنا إنَّكَ أَنْتَ العَليمُ الحَكيم. كما تفضّلْت أخي المبارك؛ فإنَّ اللهَ عزّ وجلّ قد قصَّ قصصَ خمسةٍ من أنبيائه، وهم على التّوالي: نوح، وهود، وصالح، ولوط، وشُعَيْب عليهم الصّلاةُ والسّلام، وما حلَّ بِأقوامِهم بعد تكذيبهم لرُسُلِهم، وستبدأُ قصَّةً موسى عليه السّلام، وهي قصَّةٌ طويلة، وهي في سورةِ الأعراف أطول قصّة لموسى عليه السّلام وهذه القصّة –كما تعلم ويعلم الإخوة المشاهدون– أنّها من أكثر قصصِ القرآنِ تكراراً، فمرَّةً تأتي طويلة، ومرَّةً تأتي قصيرة؛ وذلك لأنَّها تمثَّلَ فيها الصِّراع بين الحقِّ والباطل، وبالتّالي فقبل أن تبدأ هذه القصّة الطّويلة، فرُبَّما يذهب أو يغيب عن الذّهن السُّنَّة الإلهيّة، أتى هذا المقطع فاصلاً بين قصص الأنبياء الخمسة وبين قصّة موسى عليه السّلام؛ لبيانِ السُّنّة الإلهيّة الكَوْنِيّة الّتي أرادَها الله عزّ وجلّ لعِمارةِ هذه الأرض، فقال اللهُ سبحانه وتعالى: [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ} [الأعراف:94]، [/FONT][FONT=&quot]وما أرسلنا؛ لأنَّ الله تبارك وتعالى قال: [/FONT][FONT=&quot]{ َمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً } [الإسراء:15]، {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء} [الأعراف:94][/FONT][FONT=&quot] البأساء هي: الأمراضُ في الأبدان، والضّراء هي: الفقرُ والحاجة، لماذا؟ هل هو انتقام منهم؟ هل هو تشفّي؟ لعلّهم يتضرعون، يرجعون ويعودون إلى اللهِ عزّ وجلّ بعد أن كذَّبوا رُسُلَهم، هل نفع معهم هذا؟ إذاً يحِلُّ بهم العذاب؟ كلاّ! تأتي الآية الأخرى؛ لِتُبَيِّن [/FONT][FONT=&quot]{ ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ} [الأعراف:95][/FONT][FONT=&quot] ما نفع معهم البأساء، ولا الضّرّاء، إذاً لِنُعْطيهِم النِّعَم لعلَّهُم يَرْجِعون بدّلْنا مكان السيِّئة التي هي النّقمة والحالة السيِّئة إلى حالةٍ حسنة؛ حتى عَفَوْا، حتى كثُرَت أموالُهم وأوْلادهم [/FONT][FONT=&quot]{وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءنَا الضَّرَّاء} [الأعراف: 95][/FONT][FONT=&quot] النّتيجة هل اتَّعَظوا؟ لا، هذه سنّة قالوا، آباؤنا مستهم البأساء والضّرّاء ثمّ أتاهم النِّعم. إذاً هؤلاء لا يُفيد فيهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني ابْتُلوا بالضّراء فما أفاد، وابْتُلُوا بالنّعم فما نفع فيهم، ثمّ الجزاء قال: [/FONT][FONT=&quot]{فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} [الأعراف:95][/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]انظر التّعبير بالفاء فجأة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] دليل على سرعة انتقام الله سبحانه وتعالى. [/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم، فجأة فأخذناهم بغتة بِلا مُقَدِّمات، حينما لم ينفع معهم لا البأساء ولا الضّرّاء أخَذْناهم بغتة. ثمّ بيَّن الله عزّ وجلّ كان الأوْلى بهم أن يُؤمِنوا ويَتَّقوا، والله عزّ وجلّ غَنِيٌّ عنهم سبحانه وتعالى، الله سبحانه وتعالى غنيٌّ عنهم [/FONT][FONT=&quot]((يا عِبادي))[/FONT][FONT=&quot] كما جاء في الحديث القُدْسي: [/FONT][FONT=&quot]((لَوْ أنَّ أوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كانوا عَلى أَتْقى قَلْبِ رَجُلٍ واحِدٍ مِنْكُمْ ما زادَ ذَلِكَ في مُلْكي شيْئاً))،[/FONT][FONT=&quot] وإنَّما أراد الله عزّ وجلّ لهم الخير؛ ولذلك قال: [/FONT][FONT=&quot]{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [الأعراف:96]، [/FONT][FONT=&quot]النّتيجة [/FONT][FONT=&quot]{أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ {97} أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ {98} أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ {99}}.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة يا دكتور أحمد عندما نتحدّث وتسمع مثل هذه الآيات الّتي تدلّ على الاستئصال العام للأُمَم المُكَذِّبة والأُمم العاصية والمُتَمَرِّدة، يحضر في ذهني بعض الكوارث الّتي رأيْت بعض مشاهدها في عصرِنا الحاضر مثل الغرق الّذي أصاب بعض الدّول الإسلاميّة اجتاح بعض، أو مثل الزّلازل الّتي ينام النّاس وهم في أمن وفي سَعة يصبحون ونصفهم تحت الأرض، تحت الأنقاض، فيتبادر إلى ذهني مثل هذه الآيات الّتي [/FONT][FONT=&quot]{فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً}[/FONT][FONT=&quot] وإلى شِدَّة انتقامِ اللهِ سبحانه وتعالى وشدّة سطوته سبحانه وتعالى إذا انتقمَ من العُصاة.[/FONT]
[FONT=&quot]لدينا اتّصال يا أبو خالد قبل أن نُكمل حديثنا من الأخ سعود من السّعوديّة [/FONT]
[FONT=&quot]سعود:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]سعود:[/FONT][FONT=&quot] مسّاك الله بالخير[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وإيّاك.[/FONT]
[FONT=&quot]سعود:[/FONT][FONT=&quot] لو سمحت أبغا أسأل عن ماشطة فرعون هل هي زوجة فرعون؟ وهل أولادها هم أولاد فرعون أو أولادها هي فقط؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] خيراً إن شاء الله شكراً يا أخ سعود.[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نكمل فقط؛ ثمّ قال الله عزّ وجلّ: [/FONT][FONT=&quot]{أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا}[/FONT][FONT=&quot] أو لم يتبيَّن لهؤلاء الّذين أَتَواْ بَعدَ هؤلاءِ المُهْلَكين، الأرض معمورة، هؤلاء هَلَكوا وانتهَوْا، أتى بعدَهم أقوام، أوَلَمْ يَهْدِ لهم ويتبيَّن لهم أن لَو نشاء أصَبْناهم بذنوبهم؟ هؤلاء أي لماذا يتّعِظون الّذين سبقوهم؟ لماذا لا يعودون إلى الله عزّ وجلّ؟ لماذا لا يتّعظون؟ أيُريدون العِبرةَ بهم؟ إذاً لقد قصصنا عليهم أخبارَ أُمم كذبوا وما عادوا إلى الله عزّ وجلّ فأهلكناهم فقال الله عزّ وجلّ: [/FONT][FONT=&quot]{أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ {100} تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ}[/FONT][FONT=&quot] يا محمّد [/FONT][FONT=&quot]{مِنْ أَنبَآئِهَا وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللّهُ عَلَىَ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ {101} وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ {102}}[/FONT][FONT=&quot] ثمّ بدأت قصّة موسى عليه السّلام.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] العجيب يا أبو خالد؛ حتى يتبيّن للإخوة المشاهدين أنّ سورة الأعراف سورة مكيّة، وهذه القصص نزلت على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو في أمسِّ الحاجة إلى ما يُثَبِّتُهُ عليه الصّلاة والسّلام ويُعَزّيه ويُقَوّي صبره على أذى هؤلاءِ المشركين الّذينَ يُكَذِّبونه أليس كذلك؟[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بلى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فجاءت قصص الأنبياء تتتابع؛ لِتُبَيِّن للنَبيِّ صلّى الله عليه وسلّم كيف ابْتُلِيَ الأنبياء وكيف كُذِّبوا ثمّ جاءت قصّةُ موسى الآن، وفيها – كما تفضّلت – بيان واضح للصِّراع بين الحقّ والبطل، وفيها أكبر عِبرة للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في هذا الموقف بالذّات.[/FONT]
[FONT=&quot]قبل أن نُجيب على سؤال الأخ سعود الّذي سأله، نريد أن نأخذ سؤال من الأخ أبو شيماء من السّعوديّة.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو شيماء:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] عليكم السّلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو شيماء:[/FONT][FONT=&quot] كيف حالكم؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يا مرحباً.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو شيماء:[/FONT][FONT=&quot] كل سنة وأنتم طيّبين.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأنت كذلك الله يحيّك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو شيماء:[/FONT][FONT=&quot] يا شيخي العزيز عندي ملاحظة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضّل.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو شيماء:[/FONT][FONT=&quot] بالنسبة للكوارث والزلازل التي تحصل في العالم نلاحظ من بعض المتدَيِّنين ونحن منهم إن شاء الله على طاعةِ الله إذا وقعت كارثة مثلاً في بلاد الكفر يقول: هذه انتقامٌ من الله، فإذا وقعت في بلادنا نحن المسلمين لم يتحدث أحد عن الموضوع، فقط مجرد توجيه حول هذا الموضوع؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك. هل ترى يا دكتور أحمد أن نأخذ أسئلة الإخوان أم تريد أن نتحدّث عن بعض الموضوعات الأساسيّة؟[/FONT]
[FONT=&quot]نجيب عن أسئلة الإخوان؛ لأنّنا نُلام يا دكتور في بعض المقترحات في ملتقى التفسير حول البرنامج بعض مَن يقول لهم تُقَلّلون الاتّصالات حتى يُتاح للشيخ فرصة للحديث أو كذا وأنت كما تلاحظ نريد أن نجيب عن أسئلة الإخوة المشاهدين.[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لا بأس.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الأخ سعود يسأل عن ماشطة بنت فرعون يقول: مَن هي ماشطة فرعون؟ ويقول يسأل سؤال عن أولادها ويقول: هل هم أولادها وأولاد فرعون ما فهمت الحقيقة.[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يعني كثيرٌ من الإخوة يهتمّون فيما أُبْهِمَ في القرآن، والواقع أنَّ المبهمات في القرآن تنقسم إلى قسمين:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]مُبْهَمٌ بُيِّنَ في كتابِ اللهِ عزّ وجلّ وسنَّةِ رسولِهِ صلّى الله عليه وسلّم؛ فهذا نُبَيِّنُه ونُعَيِّنُه كما بيَّنَه الله وبيَّنه رسوله صلّى الله عليه وسلّم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]أمّا المبهمات الّتي أهملها القرآن وتركها، كما ذكر السائل ماشطة فرعون أو غيرها، أصلاً هي لا تحمل ذات قيمة كبيرة جدّاً يعني ليست ذات قيمة مثلاً في القصّة حتى لا بدّ أن نُبَيِّنها ونعرف مَن هي؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]القصص القرآني أُريد بها العبرة والعِظة دون الدّخول في تفاصيلِها. لكن لو ثبت ذلك إمّا في كتابِ اللهِ عزّ وجلّ أو سنّة رسولِهِ صلّى الله عليه وسلّم فإنّنا نُبَيِّنُهُ ونُعَيِّنه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أولاد فرعون ماذا يعني؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أنا ما أعرف أنّ له أولاد أنا؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot]يعني هل له أولاد؟ أو شيء؟.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لعلّه هو السّؤال يعني كما تفضّلت في – كما ذكرت – المبهمات، المبهمات هي الأشخاص الّذينَ ذُكِروا في القرآن الكريم ولم يُبَيَّن أعيانهم مثل: [/FONT][FONT=&quot]{وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى} [القصص:20]،[/FONT][FONT=&quot] ربّما بعض الشاهدين عندما يسمع كلمة مبهمات يقول: ويش معنى مبهمات؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يعني أشخاص أو مثلاً أوصاف أو ما هي البقرة؟ أو ما هو الجزء الّذي ضُرِبَ به القتيل؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هل هو رجله فخذه، نعم نعم. أحسنت جزاك الله خيراً. والعجيب حتى يعني يطمن أنّ الأخ سعود يكون سؤاله ما هو مرة مرة بعيد أنّ ابن عبّاس رضي الله عنه تذكر كان يتلمّس مَن هم الزّوجتان الّلتان تظاهرتا على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم؟ فيقول: "ما زِلْتُ أتَطَلَّب مَن هما هاتان المرأتان حتى وجدتُ لي فرصة أن أسأل عمر بن الخطّاب رضي الله عنه فقلت: مَن هما؟ فقال: عائشة وحفصة " فالصحابة كانوا يتتبّعون مثل هذه، لكن الأصل كما تفضّلت هو عدم تتبُّع المبهمات؛ لأنّه ليس هناك منها فائدة.[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أنا أقصد تتبُّع المبهمات ليس يعني أمراً مُنكَراً، السّلف رحمهم الله كانوا يبحثون وتلقّوا هذا عن أهل الكتاب. الّذي أقصدُهُ أنَّ مثل هذه الأشياء غالِبُها مُتَلَقّى من أهلِ الكتاب من قَبيلِ الإسرائيِلِيّات الّتي لا تُصَدَّق ولا تُكَذَّب.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً. الأخ أبو شيماء ينبِّه تنبيهاً يا دكتور أحمد عن قضيّة الكوارث والزّلازل الّتي تُصيب العالم اليوم فيقول: بعضنا بعض الدُّعاة وبعض الوُعّاظ رُبّما إذا وقعت كارثة مثلاً في أمريكا أو في بلادِ غيرِ المسلمين يقول: هذه انتقامٌ من الله، فإذا وقعت في بلادنا نحن المسلمين سكتنا، فيقول: لو يكون هناك تنبيه حول هذا الموضوع؟[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ولماذا نسكت؟؟!!! [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هو يتساءل يقول: أنّ بعض المشايخ يسكت عن هذا.[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قصده يعني أنّه ليس انتقاماً؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لا أظنّ أنّه يدور في ذهن مَن سكت أنّ هذا ليس انتقاماً، أو ليس تخويفاً وإنذاراً، فإنّ اللهَ عزّ وجلّ كما يُعاقبُ الكافرُ يُعاقبُ المؤمن، سواءً بالمصائب أو بالزّلازل أو غيرِ ذلك؛ ولذلك وقوع هذه ينبغي أن يكون إنذار لنا سواءً إذا وقع في بلادِ المسلمين أو بلاد الكافرين، فإن كان في بلادِ المسلمين فلْنَتَّعِظ نحن، وإن كان في بلادِ الكافرين فنحمَدِ اللهَ عزّ وجلّ على أن جعل العِظة في غيْرِنا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله أكبر! جزاك الله خيراً. عندنا اتّصال من الأخت أمّ عبد الله من السّعوديّة، تفضّلي يا أمّ عبد الله:[/FONT]
[FONT=&quot]أمّ عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم ورحمة الله .[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أم عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] جزاكم الله خير عندي ثلاث أسئلة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن[/FONT][FONT=&quot]: تفضلي.[/FONT]
[FONT=&quot]أم عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] السؤال الأول: بالنسبة للكلام الذي ذكرتموه سابقاً ليتكم تنبهون إلى قضية الغلاء التي انتشرت وأن الإيمان والتقوى من أصول البركات[/FONT]
[FONT=&quot]السؤال الثاني: الآية الرابعة والعشرون (وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ (24) الأنفال) ليتكم توضحون معنى هذه الآية[/FONT]
[FONT=&quot]السؤال الثالث: الآية في بداية سورة الأنفال ذكر الله صفات المؤمنين وقال (أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)) وفي آخر سورة الأنفال ذكر الله المهاجرين والأنصار وقال أيضاً (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74)) وذكر جزاءهم فهل هناك رابط بين الآيتين؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن[/FONT][FONT=&quot]: الحقيقة نشكر الأخت أم عبد الله أسئلتُها دائماً في الجزء المحدّد، ونحن نُنَبِّه دائماً في كلّ حلْقة أن تكون الأسئلة في الجزء الّذي سنتناولهُ حتى ينضبط البرنامج كما تفضّلت.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخت أم عبد الله تسأل فيما كنّا نتحدّث عنه يا أبو خالد[/FONT][FONT=&quot] {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ}[/FONT][FONT=&quot] تقول: لو ينبّه النّاس إلى قضيّة الغلاء الّذي يعيشه النّاس اليوم، وعلاقتها بمثل هذه الآية؟[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] ما دام أمّ عبد الله سألت ثلاث أسئلة أنا أحبّ أنَبِّه إلى قضيّة يا شيخ عبد الرّحمن وهي: أنّ مثل هذه الجَلَسة هي جلسة حواريّة، أنت يا شيخ عبد الرّحمن لستَ مُجَرَّد مذيع، أنت مشارك – جزاك الله خيراً – في قضيّة الإجابة فلعلّ أتقاسم أنا وإيّاك هذه الأسئلة في الإجابة عليها. أنا أُجيب عن هذا السُّؤال وتجيب إن شاء الله تعالى أنت على بقيّتها.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] طيّب، جزاك الله خير.[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] و[/FONT][FONT=&quot]يصحّ أن يُقال ليس المسؤول أعلم من السّائل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً يا دكتور أحمد البرنامج – كما تُلاحظ – النّاس ألِفوني أنّي أنا المقدّم فربّما إذا تدخّلت في الجواب يقولون: "هذا ملقوف".[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حاشاك الله يبارك فيك. لا هو لمّا يكون هناك يعني: أنا أُجيب وأنت تُجيب يكون أنفع للسادة المشاهدين، بل أتوقّع أنّ بعض المشاهدين يريدوا رأيَك على وجه الخصوص أحياناً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يجزيك خير تفضل الله يحيك.[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لا شكّ التّعبير القرآني دقيق جدّاً؛ ولذلك قال: [/FONT][FONT=&quot]{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء}[/FONT][FONT=&quot] ما قال: أنزلنا أو أنبتنا؛ لأنّ البركة هي تحلّ ولو كان في الشيء القليل نفع الله عزّ وجلّ به، أحياناً ينزل المطر على أرض لا تُفيد فيها المطر فهنا منزوعة البركة، أو ينبت نبات لا يستفيد منه يعني لا يستفيد لا يُأكَل مثلاً أو لا يُسْتَفاد منه في أشياء أخرى؛ ولذلك التعبير القرآني (بركاتٍ من السّماءِ والأرض)، ولا شكّ أنّ ما نشاهده من الغلاء هو ابتلاء من الله تبارك وتعالى لهذه الأُمّة، ونسألُ اللهَ عزّ وجلّ أن يُرخِص أسعار المسلمين فإنَّ المسلمين اليوم بحاجة ماسّة جدّاً إلى الرّحمة بهم والرّفق بهم من هؤلاء التُّجّار أو غيرِها إن كانوا ينسبون هذا الغلاء دولي ليس لنا دخل به، لكنّنا نتعاون جميعاً التّجار يحملون همّ تنزيل هذه الأسعار مثلاً وإرخاصها وتكون مُتناوَل لأيدي النّاس؛ كما أنّ النّاس يرعوون ويعودون إلى الله تبارك وتعالى ويرجعون إليه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نحن الحقيقة نهتمّ به يا دكتور أحمد ونحن في أمسّ الحاجة إليه خاصّة مع الغلاء والنّاس أصبح همُّها المعيشة، وأصبح همُّها في يومِها وفي ليلتِها هو توفير يعني بعض النّاس لا يستطيع أن يوفِّرَ الأشياء الأساسيّة لغلاء الأسعار كما تفضّلت. ولو نُبِّهَ النّاس إلى قضيّة المعاصي والذّنوب وأنّها هي السّبب الرّئيسي سبحان الله العظيم في مثل هذه الابتلاءات مثل وغلاء الأسعار ومثل القحط الّذي تعيشه بلادنا ونحو ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لمّا ذكرتَ الذّنوب ذكَّرَني بقول الله عزّ وجلّ في هذا الجزْء [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُون} [الأعراف:33][/FONT][FONT=&quot] يقول ابن عبّاس حبرُ الُأمّة وتَرْجُمان القرآن: "كان فيهم أمانان: النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم، والاستغفار، فَقُبِضَ النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم" فذهب الأوّل وبقي الثّاني، قُبِضَ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وبقي الاستغفار، فأنا أنصح نفسي وأنصح الإخوة في ظلّ هذه الأسباب أن يستغفر من الذّنوب، وأن نُكْثِر من الاستغفار، الاستغفار لله عزّ وجلّ؛ لأنّ غلاء الأسعار عذاب.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تسأل سؤالاً آخر في الآية الرابعة والعشرين من سورة الأنفال وهي قوله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [الأنفال:24][/FONT][FONT=&quot] تقول: ما معنى يحول بين المرءِ وقلبِه؟[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT][FONT=&quot] يعني يحول بينه وبين الهداية فلا يهتدي، يعني كثيرٌ من النّاس يا إخوان الآن مثلاً نضرب مثالاً في واقعنا المعاصر: كم يحضر الجمعة؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كثير[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT][FONT=&quot] مَن الّذي يستفيد؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قِلّة![/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT][FONT=&quot] هذا مثال لمَن حال الله عز وجل بينه، كان ينبّه على معاصي هو مرتكبها ومع ذلك سمعها من هنا وخرجت من هنا وما استفاد، هذا معنى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أيْضاً إذا أذِنْت لي يا أبو خالد بإشارة حول هذه الآية في قوله: [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ}[/FONT][FONT=&quot] ثُمَّ عقَّب فقال [/FONT][FONT=&quot]{وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}[/FONT][FONT=&quot] كأنّه يُفْهَم والله أعلم يا دكتور أحمد: أنَّ الّذين لا يستجيبون لله ولا للرّسول صلّى الله عليه وسلّم قد يُبْتَلَوْن بأن يُحال بينهم وبين التوبة وبين الاستجابة، فيقعوا كما قال الله سبحانه وتعالى مع هذا الكِبْر والإعراض عن الاستجابة لله والرَّسول فيما قال الله [/FONT][FONT=&quot]{سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الأعراف: 146][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ولذلك كما قال الله سبحانه وتعالى في آيةٍ أخرى قال: [/FONT][FONT=&quot]{وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ} [سبأ:54][/FONT][FONT=&quot] فأحياناً الواحد منّا يا دكتور أحمد يعني مع كثرة إعراضه يعرف أنّ هذا من السّنّة ويعرض عنه، يعرف أنّ هذا واجب ويتركه، يعرف أنّ الصّلاة واجبة ويتهاون فيها، يعرف أنّ الصّيام واجب ويتهاون فيه، يعرف أنّ قيام اللّيل سنّة ويتركُها، يعرف أنّ الحجّ واجب ويُؤخِّرُهُ حتى يبلغ عمره السّتين أو السّبعين بحجّة أنّه مشغول أو مسافر أو كذا، أنا أتصوّر أنّ هذا هو إعراض عن الاستجابة لله وللرّسول صلّى الله عليه وسلّم، فقد يُبْتَلى – والعياذ بالله – بأن يحول الله بينه وبين قلبه فلا يستطيع أن يتوب. وأنا أُلاحظ يا دكتور أحمد الآن هناك أُناس أثرياء جدّاً يملك المليارات، ولكنّه والعياذ بالله لا يُوَفَّق لعمل الخير، فتجد أنّ كلّ استثماراته وأعماله كلّها في المعاصي والذّنوب، وأنا أقول والله أعلم أنّ هذا من العقوبات الّتي يُعاقب الله بها بعض النّاس بأن يحول بينها وبين الخير، ويحول بينها وبين البِرّ، ويحول بينه وبين الطّاعة؛ جزاءً لاستكباره وعُتُوِّه عن الاستجابة لأمرِ ورسوله، ولعل هذا من أسرار أمر الاستجابة لله سبحانه وتعالى ثمّ جاء بعدها [/FONT][FONT=&quot]{وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم هذا صحيح، يعني مثلاً المُهتدي الّذي يرى أو النّاصح، أو الآمر بالمعروف والنّاهي عن المنكر يأمر الإنسان ويذكّره ويوخوّفه بالآية وأظنّ أنّه الآن مباشرة سيستجيب فلا يجد هذا يستمع ولا يستفيد، فهذا الّذي وقر في قلبه الإيمان، وأحسّ بقيمة هذه الآيات العظيمة، وهذه الأشياء، يستغرب كيف هذا ما يستجيب وأنا أنبّهه وأعطيه الأدلّة والتّرغيب والتّرهيب والجنّة والنّار ومع ذلك ما يستجيب، هذا هو الّذي أحال الله عزّ وجلّ بينه وبين قلبه، وهذا الرّجل الّذي لا يشعر بهذا هي المصيبة أنّه لا يشعر بهذه القضيّة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] سبحان الله العظيم! معنا الأخ أحمد من السعودية تفضل يا أخ أحمد حيّاك الله [/FONT]
[FONT=&quot]أحمد:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]أحمد[/FONT][FONT=&quot]: حفظك الله يا شيخ أسأل عن [/FONT][FONT=&quot]{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ} [الأنفال:1][/FONT][FONT=&quot] الآن نرى كثرة الخصومات بين الناس، لعلّ الشيخ يتطرّق إلى قضية الخصومات بين المسلمين وكيف تعالجها هذه الآية الله يحفظك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً.[/FONT]
[FONT=&quot]هناك يا دكتور أحمد سؤال سألته الأخت أمّ عبد الله في سورة الأنفال، لكن الحقيقة أنا عندي سؤال قبل سؤال أم عبد الله يتعلّق بسورة الأعراف.[/FONT]
[FONT=&quot]في سورة الأعراف آية مشهورة في كتب التفسير يقولون: (هذه أشدُّ آيةٍ على العلماء) بعض النّاس يسألون عنها يقولون: لماذا سُمِّيَت أشدّ آية على العلماء؟ أولاً نريد أن نعرف ما هي هذه الآية؟ وتعليقك حول هذه الآية.[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الآية هي قول الله تبارك وتعالى: [/FONT][FONT=&quot]{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ {175} وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ}[/FONT][FONT=&quot] والّذي سمّى هذه الآية: (أشدّ آية على العلماء) هو عطاء رضي الله تعالى عنه من التّابعين؛ نتيجة ما حذّر الله عزّ وجلّ وبيّن في هذه الآية لمثال مَن نقض العهد في قول لله تبارك وتعالى: [/FONT][FONT=&quot]{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ} [الأعراف:172][/FONT][FONT=&quot] أتى بعد هذه الآيات [/FONT][FONT=&quot]{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا}[/FONT][FONT=&quot] كمثال لمَن نقض العهد، هذا الرّجل أعطاه الله عزّ وجلّ آيات فانسلخ منها واتّبع الشيطان فكان من الغاوين ولو شاء لرفعه الله عزّ وجلّ بهذه الآيات، لكنّه ماذا؟ أخلَدَ إلى الأرض واتّبع هواه فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث، أشدّ مثال شُبِّهَ به مَن أخذ آيات الله، كثير من النّاس يحمل القرآن ومعه العلم، لكنّه أعرض عن الله تبارك وتعالى ولم يستجب لله عزّ وجلّ ولم يستجب لرسوله صلّى الله عليه وسلّم، قال الله عزّ وجلّ فشبّهه بأخسِّ الحيوانات [/FONT][FONT=&quot]{إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث}[/FONT][FONT=&quot] هذا الرّجل إنَّما ترك الآيات من أجل الدّنيا، واتِّباعِ الهوى [/FONT][FONT=&quot]{فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {176}[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث يا أبو خالد ما معناها؟ الكلب.[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يعني أنّه لا يفيد فيه، سواءً تعظه أو لا تعظه، هذا الرّجل هو يحمل الآيات هو معه حجج الله عزّ وجلّ وقد أخطأ مَن أخطأ من قال أنّ معه النُّبوّة، الصحيح أنّه ليس معه النّبوّة هو أثر رُوِيَ عن مُجاهد رضي الله تعالى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عنه، وهذا الأثر لا يصحّ عن مجاهد رضي الله تعالى عنه لأنّ مَنْ أُعْطِيَ النُّبُوَّةَ فقد عُصِم، وهذا رجُلٌ قد ضلّ، وهو من قوم موسى عليه السّلام يُقال له بلعام بن باعوراء بعض المفسّرين سمّاه (بلعام بن باعوراء) ومن المفسرين مَن قال: أنّهُ "أُمَيّة بن الصّلْت" الّذي كان في عهد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهذا مَن قال بهذا القول يقصد أنّه داخل في حكم هذه الآية، ولس المراد بهذه الآية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] عندنا اتّصال يا أبو خالد ثم نواصل الحديث في الآية. الأخ أبو مصعب من السّعوديّة تفضّل يا أبو مصعب[/FONT]
[FONT=&quot]أبو مصعب:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو مصعب:[/FONT][FONT=&quot] شكر الله لكم سعيكم وبارك الله فيكم وبقناتكم وبما تُقَدِّمون.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] اللهم آمين جزاك الله خير.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو مصعب:[/FONT][FONT=&quot] يا شيخ دعني أسألك عن ما أسمع في الدّعاء المأثور "اللهمَّ إنّي أسألُكَ النّظر إلى وجهِك الكريم، والشوق إلى لقائك في غيرِ ضرّاء مُضِرّة ولا فتنةٍ مُضِلّة" لماذا هذا الدّعاء يقترن بالاستعاذة من الفتن والضّراء؟ ثمّ بعد ذلك يا شيخ أرجو أن تكون قناتكم هي أوّل قناة تتبنى أحياناً يذاع على القنوات شاهدوا هذا البرنامج أو تابعوا كذا على هذا الرقم ويضعونه مكتوباً وهناك الكثير يتابع القناة وهو لا يعرف الرقم وهناك الأمي أتمنى أن يعلن الرقم بالصوت فيتمكن من المتابعة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أبشر الله يحيك يا أبو مصعب يا مرحبا. معنا أبو أحمد من السّعوديّة تفضّل يا أبو أحمد.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] كيف حالكم شيخ عبد الرّحمن؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيّك، يا مرحباً بك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] حيّا الله ضيفك الكريم. عند استفسارات لكن قبل هذا عندي توجيه للإخوة المشاهدين هذا البرنامج يعتبر فرصة الإنسان يقرأ الجزء المحدد ثم بعد البرنامج يقرأ الجزء العاشر ثم يحدد بعض الاشكالات[/FONT]
[FONT=&quot](انقطع الاتصال)[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الأخ نايف من السعودية تفضل يا أخ نايف.[/FONT]
[FONT=&quot]نايف:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام حياكم الله أخ نايف.[/FONT]
[FONT=&quot]نايف:[/FONT][FONT=&quot] تحية طيبة دكتور عبد الرحمن ولضيفك الكريم. ليس عندي سؤال وإنما أريد من الشيخ أن يحدثنا عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وطريقته في التفسير أو أسلوبه في التفسير أو شيء من ميزات الشيخ رحمه الله كتب الشيخ بالتفسير لأن الشيخ أحمد له عناية بجهود الشيخ فلو يتحفنا بها جزاه الله خيراً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أبشِر، شكراً يا أخ نايف الله يحييك.[/FONT]
[FONT=&quot]نعود يا دكتور أحمد إلى الآية الّتي هي أشدّ آيةً على العماء في الحقيقة أنّ الإنسان يسألُ الله سبحانه وتعالى أن يلطُفَ بِنا وبِإخواننا المشاهدين من هذا المَثَل الّذي ضربَهُ الله للعالِم الّذي أعطاه العلم ثمّ نكث واشترى الحياة الدّنيا وباع الآخرة بثمنٍ قليل، فشبّهه الله بهذا المَثَل مثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث، الّذي أفهمه يا دكتور أحمد من [/FONT][FONT=&quot]{إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث}[/FONT][FONT=&quot] معناه تطرده، الكلب سواءً لحقته أو طردته فهو يلهث وإذا تركته فهو يلهث أيضاً فهذا معنى إن تحمل عليه فبعضهم يقول: هل تحمل عليه؟ تحمل عليه تضع فوقه الأثقال وتحمل عليه والكلب ليس بالعادة معدّاً للحمل.[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذا معناه من جهة الكلب أمّا من جهة المُشَبَّه الّذي هو هذا الرّجل، فمعناه إنّك إن تَعِظُهُ لا ينتفع وإن تتركه أبداً لا ينتفع يعني سواءً وعظته أو لم تعظه لن ينتفع؛ لأنّ الله عزّ وجلّ قد أعطاه الآيات وتركها، ولذلك قال القرطبيُّ رحمه الله: "هذا مثالٌ لِمَن أوتِيَ القرآن فلم يعمل به" كثيرٌ من النّاس يقرؤون القرآن، والقرآن يأمرهم وينهاهم ومع ذلك لا يعملون به.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] اتصال الأخ أبو أحمد رجع إلينا خلنا نأخذ اتّصاله ثم نعود. تفضل يا أبو أحمد حياك الله [/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد: السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد: عذراً يا شيخ انقطع الخط.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضل الله يحيّك [/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] ميزة في البرنامج هذا ما هو مثل برامج المسابقات. أقول يا شيخ هناك نصيحة للإخوة المشاهدين أن البرنامج هذا فرصة للمشاهد الكريم بأن يحَضِّر الجزء ويقرؤه، ثم يكتب ما يستشكل عليه ويسأله في اليوم التالي فمثلاً اليوم يقرأ الجزء العاشر يكتب ما استشكل.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل جزاك الله خيراً، وهذا اقتراحٌ طيب.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] أمّا السّؤال ففي قوله سبحانه وتعالى: [/FONT][FONT=&quot]{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف:199][/FONT][FONT=&quot] ابن القيم عليه رحمة الله يذكر أن هذه الآية من باب السياسة الشرعية وتكلّم فيها كلاماً كثيراً ، هل نطبق هذه السياسة وهذه الآية على ما مرّ من قصص في هذه السّورة وخاصة قصة موسى التي طال ذكرها في هذه السورة؟[/FONT]
[FONT=&quot]السؤال الثاني يا شيخ: في العلاقة الرابطة بين قصة موسى عليه السّلام في سورة الأعراف فتأتي غزوة بدر بعد سورة الأعراف فما الرابط؟[/FONT]
[FONT=&quot]سؤال أيْضاً ثالث يا شيخ في قوله تعالى: {وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ} [الأنفال:5] الكره هنا هل هو حقيقة الكره يعني أنّهم كانوا كارهين أن يخرجوا من المعركة والقتال أو حصول المشقة في هذه العبادة وهذه الشعيرة وهل نأخذ منه جواز أن يتمنى الإنسان أن لا يكون هناك مشقة في عبادة معينة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك شكراً يا أبو أحمد حيّاك الله وبارك فيك .[/FONT]
[FONT=&quot]كنّا يا دكتور نتحدّث عن الآية وهي الّتي تفضّلتَ بذِكْرِها وهي تنبيه رائع جدّاً منك يا دكتور أحمد والآية الّتي هي أشدُّ آيةً على العلماء أرجو من الإخوة المشاهدين ينتبهون لهذه الآية ويُراجعونها، وأسأل اللهَ أن يكْفِيَنا ما فيها من الوعيد وما فيها من المثال الّذي هو أشدّ الأمثلة – كما تفضّلت يا شيخ – ضرب الله بها بأخسِّ المخلوقات.[/FONT]
[FONT=&quot]معنا الأخ عبد الله من السعوديّة تفضّل يا أخ عبد الله [/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] كيف حالك يا شيخ؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيك.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] في الجزء الفائت في سورة الاعراف (إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152)) ما دلالة التعبير بالفعل المضارع (سينالهم)؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] سؤال دقيق وجيّد شكراً لك الله يحيّيك يا مرحبا.[/FONT]
[FONT=&quot]نعود يا دكتور أحمد إلى سؤال الأخت أم عبد الله السّؤال الثالث سألت سؤالاً نبّهت في الحقيقة إلى مطلع سورة الأنفال. مطلع سورة الأنفال يقول الله سبحانه وتعالى فيه [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ {2} الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {3} أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا}[/FONT][FONT=&quot] نفس التّعقيب ذكره الله سبحانه وتعالى في آخر السورة فقال في آخر السورة [/FONT][FONT=&quot]{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} [الأنفال:74][/FONT][FONT=&quot] فتقول: ما وجه الربط بين ذكر هذا في أوّل السّورة وفي آخره؟ وكأنّها تُنَبِّه على المناسبات بين أوائل السّور وخواتيمها.[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يعني غالباً أن يكونَ هناك مناسبة بين فاتحة السّورةِ وخاتمتها، فهنا في بداية السّورة أثنى الله عزّ وجلّ على صفات من صفات المؤمنين، وفي نهايتها كذلك أثنى على صفات من صفاتهم، صفات أخرى ثمّ ختمها بقوله: [/FONT][FONT=&quot]{أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} أي [/FONT][FONT=&quot]صدقاً، في الأوّل [/FONT][FONT=&quot]{الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}[/FONT][FONT=&quot] وهنا [/FONT][FONT=&quot]{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ}[/FONT][FONT=&quot] فكلُّها من صفاتِ المؤمنينَ حقّاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل .[/FONT]
[FONT=&quot]يسأل الأخ أحمد من السعوديّة عن قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الأخ أحمد يعرف سبب النّزول أنّها نزلت في غزوة بدر، وأنّها عندما اختصم الصّحابة رضي الله عنهم في الأنفال وفي الغنائم، فيقول الأخ أحمد ليتكم تُنَبِّهوني عن مناسبة هذه الآية إلى كثرةِ الخصومات الموجودة الآن بين المسلمين وكيف أن تُعالجها مثل هذه الآيات؟[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يعني: كما قال الله عزّ وجلّ في آيةٍ أخرى: [/FONT][FONT=&quot]{وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء: 128][/FONT][FONT=&quot] والصلح بعد الخِصام مطلَب مهم، ورمضان فرصة كبيرة جدّاً للمتخاصمين، وحقيقيةً كثيرٌ من الأسئلة تأتي الأسئلة الخاصّة تسأل وتقول: يعني نحن خاصمنا فلاناً وفلاناً وفي بداية هذا الشهر نريد أن نتصالح ونعيد الأُمور لمجاريها فيها تفكير جيّد، ولعلّ هذا التّفكير لا ينحصر في رمضان يعني أنّه رمضان لا شكّ أنّه فرصة للخيرات وكذلك سائر القربات، لكن الصُّلح مطلب في رمضان وفي غيره.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وكأنّه والله أعلم يا دكتور أحمد أنَّ الله سبحانه وتعالى ينهى عن الخصومة في هذا الموضع بعد هذا النّصر الّذي حقَّقَه المسلمون ونصرهم الله على عدوّهم، ثمّ يأتي الخصام على الأنفال، يشير والله أعلم إلى أنّ غالب الخصومات لا تكون إلاّ على الدّنيا ومتاع الدّنيا، تُلاحظ هذا؟ بالرّغم من أنّ الصّحابة رضي الله عنهم على جلالتهم وأهل بدر لهم مكانة خاصّة في الإسلام أليس كذلك؟[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بلى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فحتى أصبح بعد بدر يقولون: شهِد بدراً، يعني من مميِّزات هذا الصّحابي أنّه شهِدَ بدراً.[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال "قال الله عزّ وجلّ اعملوا آلَ بدرٍ فقد غفَرْتُ لكم" .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لعلّه الله اطّلع على قلوب أهل بدر فقال: "اعملوا ما شئتُم فقد غفرتُ لكم" وبالرّغم من ذلك على فضل هذه الصّفوة وقعت الخصومة بينهم في متاع الدنيا، فهذا من جهة هو عزاء لمَن يقع في الخصومة أنّه قد وقع ممَّن هم أفضل منّا مثل هذا، لكن هو أيْضاً توجيه من جهة أنّه الصّلح كما قال الله [/FONT][FONT=&quot]{وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حتى يقول المُفَسِّرون أنّ هذا التّعبير مما انفرد به القرآن ما كانت تعرفه العرب قبل ذلك. (صلح ذات البَيْن) يقولون هذه من بلاغات القرآن الّتي انفرد بها كما قال ابن عاشور له كلام جميل في تفسيره عن هذه الآية وأمثالها.[/FONT]
[FONT=&quot]لدينا سؤال يا دكتور أحمد عن كتابيْن من كتب التّفسير المُتَداوَلة وردنا هذا السُّؤال عن طريق الجوّال يقول: ما رأيُكم في كتاب صفوة التّفاسير ودرّة التفاسير لفضيلة الشيخ محمّد بن علي الصّابوني؟ وهذان التّفسيران موجودان ومطبوعان، ما رأيك يا دكتور أحمد بهذين التفسيرين؟[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لعلّك تتولّى الإجابة أنت سبق أنّك قمت بسرد لكتب التّفسير جزاك الله خيراً في برنامج خاص فلعلّك تجيبه أنت.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] والله أنا أجيب بأنّ كتاب صفوة التّفاسير ودرّة التّفاسير من الكتب الّتي جمعها الشيخ محمّد علي الصّابوني من عِدّة كتب من كتب التّفسير والحقيقة أنّه أجاد في جمعِها وترتيبها وتبويبِها، والكتاب نافع جدّاً، لولا ما فيه من التأويلات في باب العقيدة، فأنا أقول للّذي يقرأ أوَّلاً يجب أن تكون طالب علم تُفَرِّق وتعرف منهج السَّلَف الصّحيح في آيات الصِّفات على وجه الخصوص، وفي بعض الآيات الّتي وقع الخلافُ فيها، خاصَّةً من النّاحية العَقَديّة، إذا عرفتَها تجنّب المواضع الّتي وقع فيها الشيخ في هذا الموضع وأمّا ما سِوى ذلك فهو كتابٌ نافع أجاد فيه الشيخ حفظه الله.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ أبو مصعب يا دكتور أحمد يسأل في قوله تعالى في دعاء بعض النّاس، وإن كان هذا السؤال ما أدري لعلّه أخذه من أواخر سورة المائدة أو سورة الأعراف الّتي معنا (لعلّهم يضَّرَعون) أو كذا فيقول: أنَّ الدُّعاء الآن يعرف الّذي يدعو في الصّلاة يقول: "اللهمَّ إنّي أسْأَلُكَ الشَّوْقَ إلى لِقائك والنّظرَ إلى وجهِكَ الكريم في غيرِ ضرّاء مُضِرَّة وَلا فِتْنَةٍ مُضِلَّة" يقول: لماذا يعني نُذَيِّل الدّعاء بمثل هذه؟[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يعني كأنّه يقول أقول أنّ الله عزّ وجلّ يعني الدّاعي يقول أنّي أشتاق إلى لقائك ليس من بلاءٍ بي ولا من فتنةٍ وقعت لي، وإنَّما شوقاً إلى لقائك، فليس المقصود أنّي أنا مريض وتعبان وفقط أريد أن أتمنّى الموت ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم "لا يتمينَّ أحدكم الموت لضُرٍّ نزل به"، وإنَّما كُلُّ هذا شوقاً إلى لقائك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله أكبر جميل أسأل الله أن يكتب أجرك. معنا الأخ طلال من الكويت، تفضّل يا أخ طلال حيّاك الله [/FONT]
[FONT=&quot]طلال:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليك السّلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]طلال:[/FONT][FONT=&quot] كيف الحال يا شيخ؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيِّيك.[/FONT]
[FONT=&quot]طلال:[/FONT][FONT=&quot] طيِّبين إن شاء الله؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يا مرحباً بك.[/FONT]
[FONT=&quot]طلال:[/FONT][FONT=&quot] شيخنا بارك الله فيك عندي سؤالين:[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضّل.[/FONT]
[FONT=&quot]طلال:[/FONT][FONT=&quot] هل يُسْتَنبَط أنّ الله حينما بعث الطوفان والجراد والطّوفان والقُمَّل والضّفادع، هل تُعتبر هذه معجزة من معجزات موسى عليه الصّلاة والسّلام كما هي معجزة العصا واليد، هل هؤلاء يعتبرون من معجزاتِ موسى؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جيّد.[/FONT]
[FONT=&quot]طلال:[/FONT][FONT=&quot] سؤال ثاني بارك الله فيك: مَن هو السّامِريّ الّذي ذكر الله اسمه في سورة الأعراف؟ شكراً لكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك. أستأذنك يا أبو خالد، وأستأذن الإخوة المشاهدين بفاصل نعرِّف فيه بكتاب من الكتب، ثم نعود إليكم فابقوْا معنا.[/FONT]
[FONT=&quot]************************[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot].......الفاصل: تعريف بكتاب.......[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]"النَّبَأُ العظيم" نظراتٌ جديدةٌ في القرآن.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]مُؤلِّفُ هذا الكتاب هو: العلاّمةُ الدّكتور محمَّد عبد الله دراز رحمه الله المتوَفّى عام ألفٍ وثلاثِ مئةٍ وثمانيَةٍ وسبعينَ للهجرة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]هذا الكتاب من أفضلِ الكتب الّتي كُتِبَت في عصرِنا الحاضر في إعجاز القرآن الكريم ممّا يُبَصِّرُ المُسلِمَ ويذَكِّرُهُ في خِضَمِّ سَعْيِهِ وَانْشِغالِهِ بالدُّنيا بحقيقةِ القرآن الكريم، فهو يلفتُ نظرك إلى نواحٍ عِدَّة قد تغيبُ عنك شعوراً وإحساسًا وإن لم تَغِبْ عَن قلبِكَ تصديقاً وإيماناً. ويُذَكِّرُكَ بأمورٍ يحتاجُ المسلمُ إلى استحضارِها كي يبقى قلبُهُ مُعَلَّقاً دوماً بالقرآنِ الكريم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ويتميَّزُ هذا الكتاب بعِدَّةِ مميِّزات:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]أسلوبٌ علميٌّ رصين، ومَنْهَجٌ مُرَتَّبُ الأفكار بخطواتٍ مُتَّئدَّةٍ متَصاعِدة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]سلاسة العبارة وجوْدَةُ البيان.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]توَسُّطُ حجمُ الكتاب حيثُ لا يمَلُّهُ القارِئُ لطوله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]مخاطبةُ أبناءِ هذا الجيل بِأُسلوبٍ يُناسِبُهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]الاهتمامُ بالوَحدةِ الموضوعِيّة للسُّوَرِ القرآنيّة، والإثباتُ بالحُجَّةِ والبُرْهان أن السّورةَ الواحِدَةَ من القرآن إنَّما هي كالبناء المتماسك لا يمكن أن تُنْزَعَ منهُ لبِنَةً واحدة دون أن يتداعى ويفسُدَ نظامه. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]وقد تحدَّثَ عن تعريف القرآنِ ومصدره، ونفى أن يكونَ من كلامِ محمَّدٍ صلّى الله عليه وسلّم؛ كما يزعُمُ أعداءُ الإسلام.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]ثمّ تحدَّثَ عن بعضِ جوانبِ الإعجازِ في القرآن.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]ثمّ ختم كتابَهُ بالحديثِ عن سورةِ البقرة وموضوعِها، وهو من أجوَدِ موضوعاتِ الكتابِ وأعمَقِها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]وقد صدر الكتابُ عِدَّةَ إصداراتٍ من أجوَدِها: طبعةُ دار طَيْبَة بالرِّياض عام ألفٍ وأربعةِ مِئةٍ وسبعةٍ عشر للهجرة بتحقيق عبد الحميد الدّخاخيني.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]وهو كتابٌ قيِّمٌ جدّاً يُنْصَحُ بِقراءته عِدَّة مرّات للانتفاعِ به.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]*********************************[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مرحباً بكم أيُّها الإخوة المشاهدون مرَّةً أخرى في برنامجكم التفسير المباشر. أُجَدِّدُ التّرحيب بأخي العزيز الدّكتور أحمد بن محمّد البريدي، الأستاذ المساعد بجامعة القصيم، والمشرف على ملتقى أهل التفسير والمُتَخَصِّص في الدِّراسات القرآنيّة. مرحباً بك يا أبا خالد مرَّةً أخرى.[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الله يحييك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] كان الحديثُ مُتَّصِلاً يا أبا خالد قبل الفاصل عن أسئلة الإخوان. [/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد اقترح اقتراحاً أشكره عليه بخصوص الأرقام يعني يقول: بودّي لو أُنَّبِّه إلى الأرقام الّتي اتصل عليها شفاهاً يعني أقول 020108 ولا يُكْتَفى بالكتابة؛ لأنّه قد يكون هناك أُناس لا يبصِّرونها أو أُناس لا يقرأون، وأنا أتّفِقُ معك، وأنا أحرِصُ على هذا كثيراً يا أستاذ أحمد ليست بين يدي ما هي مكتوبة الأرقام ولا أحفظ إلاّ رقم الجوال فأقوله من ذاكرتي ولعلّي من الحلقة القادمة أبدأ بكتابة الأرقام وأذيعها بإذن الله تعالى.[/FONT]
[FONT=&quot]أيْضاً يقترح اقتراح جميل جدّاً للمشاهدين أنا أُأَيِّده حقيقة فيه وهو يقول لو الإخوة المشاهدين يقرأون اليوم الجزء العاشر؛ استعداداً للغد، وأنا أقول ليس بالضّرورة أن يُقْرَأ اليوم غداً في صلاة الفجر أو بعد الظّهر وتُسَجَّل الأسئلة الّتي قد تُشكِل إمّا كلمة غريبة أو سؤال مشكلة أو آية لم يُفْهَم معناها حتى يمكن يتّصل على الضّيف الّذي يُشَرِّفنا في هذه الحلقة ويجيب عنها. أنا أشكر الأخ أحمد الحقيقة على اهتمامه وعلى ما تفضّل به.[/FONT]
[FONT=&quot]هناك سؤال سألَه وهو في قصَّةِ موسى يقول قصّة موسى فُصِّلَت في الأعراف، ثمّ جاء بعدها في سورة الأنفال ابتدأت بالحديث عن غزوة بدر وقصّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيها يقول: ما هي المناسبة يا تُرى بين هاتين يعني آخر سورة الأعراف وأوَّل سورة الأنفال.[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أنا يظهر لي أنَّ المناسبة بينهما هي تلك المحاورة الّتي حصلت بين النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وبين الصّحابة رضي الله تعالى عنهم، فإنَّ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم كان خرج لعير ولم يكن مستَعِدّاً للقتال؛ ولذلك فلمّا العير ذهبت من جهة البحر وخرجت قريش فتقابلوا في بدر، فالنّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم استشار الصّحابة؛ لأنّه أراد أن يخرج بهم لأخْذِ العير، فأشار عليه المهاجرون بالقتال، وما زال ينتظر، فقام سعد أظنّه سعد بن عُبادة فقال: كأنّك تعنينا يا رسولَ الله؟ يعني أهل المدينة؛ لأنّهم أخذوا بينهم وبين النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حِلْف أن يحموه إذا كان في المدينة أمّا الآن خارج المدينة فقال كأنّك تعنينا يا رسولَ الله، واللهِ لا نقولُ لك كما قال قومُ موسى لِموسى [/FONT][FONT=&quot]{فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة:24][/FONT][FONT=&quot] بل نقول: "اِذهب أنت وربُّكَ فَقاتِلا إنّا معكم مُقاتِلون" .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله أكبر! ارتباط في غاية المعنى.[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]جدّاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً. يعني النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمّا قال لهم أشيروا عليّ أيُّها النّاس فقام أبو بكر قال أشيروا قام عمر هو ما يريد هؤلاء، يريد الأنصار، الله أكبر! جزاك الله خيراً هذه لفتة نافعة جدّاً الله يكتب أجرك.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ عبد الله يسأل سؤال فيقول: في قوله سبحانه وتعالى: [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ}[الأعراف:152][/FONT][FONT=&quot] إلى آخر الآية فيقول التّعبير بقوله: [/FONT][FONT=&quot]{سَيَنَالُهُمْ}[/FONT][FONT=&quot] يقول [/FONT][FONT=&quot]{اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ}[/FONT][FONT=&quot] عبّر بالماضي فكان في نظر الأخ عبد الله وفي نظرنا نحن أنّ الظّاهر أن يقول: (إنَّ الّذينَ اتَّخَذوا العِجْلَ نالَهم) لكن لماذا قال [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ}[/FONT][FONT=&quot]؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يظهر والله تبارك وتعالى أعلم أنَّ التّعبير المضارع هنا معناه أنَّه كلّ مَن اتَّخَذَ عِجْلاً، والعجل يختلف أحياناً ليس المقصود به العجلَ الّذي اتُّخِذَ في ذلك الماضي فإنَّ الآلهة متعدِّدة، ما أكثر العجول في هذا الزّمان! [/FONT][FONT=&quot]{سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا}[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فكأنّ العقوبة تتجدَّد كُلَّما تجدَّد الذّنب، الله أكبر! وهذا مثال واضح.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ سعد من الكويت سأل سؤاليَن فيقول موسى عليه الصّلاة والسّلام ذكر الله له آيات كثيرة في سورةِ الأعراف القُمَّل والضّفادِعَ والدَّمَ آيات مُفَصَّلات يقول هل هذه معجزات لموسى عليه الصّلاة والسّلام كالعصا وكاليد؟.[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم هذه من التّسعة آيات الدّاخلة [/FONT][FONT=&quot]{فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ} [النمل:12][/FONT][FONT=&quot]، ولعلّي نُبَيِّن ما هي المقصود بهذه:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]القُمَّل هي: السّوس، فكانوا لا يأكلون شيْئاً إلا يجدونه فاسداً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]* والضّفادع: معروفة الضّفادع.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هذه يا دكتور أحمد الآية رقم 133 من سورة الأعراف.[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهي: [/FONT][FONT=&quot]{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ}[الأعراف:133].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] الشيخ: [/FONT][FONT=&quot]الطّوفان معروف المطر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]والجراد كذلك يأكل محاصيلهم تماماً وقد ذكر بعض المفَسِّرين أنَّها أُنْزِلَت بهذا التّرتيب. يعني سلّط الله عزّ وجلّ عليهم الطّوفان فدَعَواْ ارفع عنّا العذاب ونستجيب؛ فما استجابوا، فأرسل عليهم الجراد، فقالوا ارفع عنّا العذاب ونستجيب؛ فما استجابوا، فأرسل عليهم الضّفادع، القُمَّل وهي السّوس، ثمّ الضّفادع، ثمّ الدّمّ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]الدّم معناه: كلّ مياههم انقلبت دماً فإذا أتى ليشرب ماء وجدها دماً. ومع ذلك لم يستجيبوا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وأنا أقول من قصّة موسى عليه السّلام مع قومه هي مثال للدُّعاةِ إلى الله عزّ وجلّ، يعني صحّ يكون الانتكاسات الدَّعَوِيَّة، يعني كلّ ما موسى عليه السّلام سار بهم في طريق رجعوا، بل إنَّ السّبعين الّذين اختارهم موسى عليه السّلام عندما خرج بهم ليتوب على بني إسرائيل قالوا: [/FONT][FONT=&quot]{أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً} [النساء: 153][/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لا حول ولا قوة إلا بالله! هؤلاء أحسن الناس.[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هؤلاء بني إسرائيل، فهي مثال وتسلية للدُّعاة إلى الله تبارك وتعالى في هذين الأمرين يدعي الإنسان ثمّ يجد هذا مثلاً ضلّ أو هذا أو لم يُسْتَجَب له وبالتّالي فإنَّهُ عزاءٌ وصبر له موسى عليه الصّلاةُ والسّلام صبر وصبر وصبر ولذلك كان من أُولي العزمِ من الرُّسُل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله أكبر اللهمّ صلِ وسلِّم عليه. يسأل الأخ طلال سؤال آخر وهو: السّامِرِيّ .[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ نايف سأل سؤالاً عن الشيخ العثيمين لكن أنا أريد أن أُأَخِّرَه حتى يكون هناك مجال للحديث.[/FONT]
[FONT=&quot]السّامِرِيّ مَن هو السّامِريّ هذا [/FONT][FONT=&quot]؟ {وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ} [طه:85][/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هو الّذي سوّى لهم العجل، وهو من أتباع موسى عليه السّلام ونقول فيه ما قلنا في قضيّة المبهمات.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جاءنا سؤال من الجوال يقول: في قوله سبحانه وتعالى: [/FONT][FONT=&quot]{وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } [الأعراف:164][/FONT][FONT=&quot] هذه الحقيقة الآية يا دكتور يعني هو طبعاً يسأل عن معنى الآية وهو الحديث عن الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر وكذا فلو تُبَيِّن يا دكتور أحمد هذا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د: أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم، هؤلاء انقسموا إلى ثلاث فِرَق لمّا اتَّخَذوا العجل انقسموا إلى ثلاث فرق، أو لمّا أكلوا من الحيتان يوم السّبت وتحايلوا، وهؤلاء اليهود أهلُ تحايُل، انقسم النّاسُ إلى ثلاثة أقسام: [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]قسم فعلوا وتحايلوا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]وقسمٌ امتنعوا ووعظوهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]وقسمٌ امتنعوا ولم يَعِظوا، بل قالوا [/FONT][FONT=&quot]{لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا}[/FONT][FONT=&quot] فردّوا: قالوا معذرةً إلى ربِّكم. إقامة الحُجَّة عليهم لا بُدّ أن نُقيم علهم الحُجّة [/FONT][FONT=&quot]{مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } [/FONT][FONT=&quot]لعلّهم يرجعون. [/FONT][FONT=&quot]{فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ} [الأعراف:165][/FONT][FONT=&quot] وَالّذينَ سَكتوا سُكِتَ عنهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]يعني: بيَّن الله عزّ وجلّ هنا حالَ مَن؟ حالَ النّاهي، وحال الفاعلين، أنجى من نهى وعذّب مَن ارتكب المنكر، وهؤلاء الّذين لا فعلوا ولا أنكروا سُكِتَ عنهم، وقد اختلف المُفَسِّرون في حالهم. ابنُ عبّاس له رأيان، منهم مَن قال أنّهم تبع النّاجين، ومنهم مَن قال أنّهم تبع الهالكين، وعِكْرِمة مُتَحَمِّس جدّاً على أنّهم من النّاجين يقول: "أنّي أقنعتُ ابنَ عبّاسٍ أنّهم من النّاجين" ولعلّ هذا هو الرّأي الأخير له فكساني حُلَّة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] عجيب جميل جزاك الله خيراً. الحقيقة الحديث ذو شجون يا أبو خالد وكما تُلاحظ بالرغم أنها ساَعة إلاّ أنَّ الوقت انتهى، وأنا الحقيقة في غاية الخجل من الأخ نايف أنّه سأل عن تفسير الشيخ ابن عثيمين لكنّه نعتذر منه بأمرين: [/FONT]
· [FONT=&quot]الأمر الأول: انتهاء الوقت.[/FONT]
· [FONT=&quot]الأمر الثاني: لو تحدّثتَ عن تفسير ابن عثيمين يحتاج لك أنت خمس حلقات.[/FONT]
[FONT=&quot]د. أحمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]جزاك الله خيراً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لأنّ بحثك في الدّكتوراه كان في منهج الشيخ وفي جهوده فأسأل الله أن يكتب لك الأجر، فلعلّك أن تُرْضيه بكتابةٍ مختصرة في ملتقى أهل التّفسير إن أمكن.[/FONT]
[FONT=&quot]أيُّها الإخوة المشاهدون باسمكم جميعاً أشكر الله سبحانه وتعالى ثمّ أشكر أخي العزيز الدّكتور أحمد بن محمّد البريدي، الأستاذ المساعد بجامعة القصيم، والمتخصِّص في الدِّراسات القرآنيّة، والمشرف العلمي بملتقى أهل التفسير على شبكة الإنترنت. ألقاكم بإذن الله غداً في برنامجكم [التفسير المباشر] أستودعكم الله والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]http://www.youtube.com/watch?v=H6QT0HwEFkU&list=PLF923571A3B4F5F5A&index=9&feature=plpp_video[/FONT]

[FONT=&quot]
[/FONT]
 
[FONT=&quot]برنامج التفسير المباشر[/FONT]
[FONT=&quot]الحلقة العاشرة[/FONT]
[FONT=&quot]10-9-1429هـ[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بسم اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم، الحمدُ لله ربِّ العالَمين، وصلّى اللهُ وسلَّمَ وبارَكَ على سيِّدِنا ونبيِّنا محمَّد وعلى آلِهِ وصَحْبِهِ أجْمَعين. مرحباً بكم أيُّها الإخوةُ المُشاهِدون في برنامجكم اليومي [التّفسير المباشر] الّذي يأتيكم من استديوهات قناة دليل الفضائيّة بمدينة الرِّياض، يُسْعِدُنا أنْ نَتَواصَلْ مَعَكُمْ إن شاءَ الله هذا اليوم حولَ الجزء العاشر من أجزاء القرآن الكريم، وقبل أن نبدأ أُريد أن أُذَكِّركم أيُّها الإخوة بأرقام الهواتف الّتي يمكنكم التّواصل من خلالها للأسئلة والاستفسارات والمُداخلات:[/FONT]
[FONT=&quot]الرّقم الأوّل: ( 012085444)[/FONT]
[FONT=&quot]والرّقم الآخر: ( 014459666 )[/FONT]
[FONT=&quot]ولمَن يتّصِلْ من خارج المملكة: ( 0096612085444 ) و ( 0096614459666 )[/FONT]
[FONT=&quot]كما أُذَكِّرُكم برقم الهاتف الجوّال الّذي يمكن أن تُرْسِلوا له أسئلتكم على هيْئة نصوص وهو: ( 0532277111 )[/FONT]
[FONT=&quot]يسرُّني أيُّها الإخوة المشاهدون باسمكم جميعاً أن أُرَحِّب بأخي العزيز ضيف هذه الحلَقة وهو فضيلة الشّيخ الدّكتور محمَّد صفا بن شيخ إبراهيم حقّي العلواني، أستاذ الدِّراسات القرآنيّة بجامعة الإمام محمّد بن سعود الإسلاميّة، والمشرف على موقع سَنَد للأطفال بمؤسسة رسالة الإسلام. فحيّاكم الله يا دكتور محمّد.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] يا أهلاً وسهلاً وأنا أيْضاً أُحَيِّيكم، والحقيقة أُقَدِّمُ تحيَّةً لقناةِ دليل، تحيّة مُعَطَّرة بعبير الشّحِّ والكادي لهذه القناة الّتي الحقيقة كنّا نتمنّى أن تظهر من قبل، ولكن والحمد لله ظهرت أخيراً، وأرجو من القائمين عليها أن يُخْرِجوا لنا دليلاً آخر للطّفل، ودليلاً للمرأة، ودليلاً للطّبيب، فالأُمَّةُ بحاجّة والقنوات الفضائيّة ملأت حقيقة الأجواء، ولكن مع الأسف هي بتلك القنوات الهادفة، نحن نرى قنوات هابطة تنشر الرّذيلة، تنظر إلى الرّذيلة وتحارب الفضيلة، ولكن مع الأسف غابت القنوات الهادفة الّتي تنمّي الأُمّة وتقودُها إلى الخير آمل من قناة دليل أن يُفَكِّروا بهذا الأمر، ونبارك لكم ولهم هذه الخطوة المباركة وأهلاً وسهلاً بكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك، جزاك الله خيراً يا دكتور محمّد، وأنا أشكرك على استجابتك الكريمة لهذا اللّقاء، وأُؤِيدَك لهذا الاقتراح للإخوة في قناة دليل. قبل أن نبدأ دكتور محمّد في الحديث حول محاور الجزء العاشر تعوّدنا والإخوة المشاهدين أن نعرض لهم بداية الحلقة أبرز الموضوعات الّتي يتكلّم عنها الجزء الّذي نتحدّث عنه.[/FONT]
[FONT=&quot]اليوم معنا الجزء العاشر وهو يبدأ من الآية 41 من سورة الأنفال وينتهي عند الآية 92 من سورة التوبة، ويشتمل على موضوعات منها:[/FONT]
[FONT=&quot]- الآيات عادت مرَّةً أخرى في بداية الجزء العاشر لتتحَدَّث عن الغنائم وكيفيّة قسمَتِها وسرْد بقيّة الأحداث الهامّة في غزوة بدر.[/FONT]
[FONT=&quot] - ثمّ الأمر بإعداد العِدّة لإرهاب الأعداء.[/FONT]
[FONT=&quot]- ثمّ أحكام أسرى الحرب.[/FONT]
[FONT=&quot]- ثمّ إعلان براءة الله ورسولِهِ من المشركين وعهودهم من سورة التوبة.[/FONT]
[FONT=&quot]- ثمّ الثّناء على المهاجرين المؤمنين والتّحذير من اتِّخاذ الكافرين أوْلِياء من دونِ المؤمنين.[/FONT]
[FONT=&quot]- ثمّ ذكر بعض أعمال اليهود ورؤساء المنافقين القبيحة وأذاهم للمؤمنين.[/FONT]
[FONT=&quot]هذه أبرز الموضوعات يا دكتور محمّد الّتي اشتمل عليها الجزء العاشر. وكمدخل لهذه الحلقة يا أبا سلمان نريد أن نربط سورة الأنفال بالسّورة الّتي قبلها إن رأيتم. نريد أن نربط هذا الجزء بالجزء الّذي قبله.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] نعم. بسم الله الرّحمن الرَّحيم. هنا الجزء يبدأ بقوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][الأنفال:41]،[/FONT][FONT=&quot] ونحن نعلم أنَّ سورة الأنفال هي نزلت في غزوةِ بدر، وغزوة بدر الحقيقة حدث خلافٌ بين الصحابة رضوان الله عليهم، ذكرتم بالأمس تعرَّضتم له ولكنَّني الحقيقة أفهمُ الخلافَ بصورةٍ أخرى، نحن نعلم أنّ النّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم في غزوةِ بدر لمّا انتصر المسلمون وكانت الحقيقة النّقطة الفاصلة بين الدّولة الإسلاميّة وعهد الضّعف، بين الكفر وبين الإيمان، بعد أن انتصر المسلمون وهم أصلاً خرجوا لا يريدون حرباً ولكن خرجوا ليأتوا بالليل من أجل الغنائم فقط لأجل مقابل ما أُخِذَ منهم من مكة، فإذاً هم لن يكونوا مستعدّين لا نفسيّاً ولا مادِيّاً ولا بالسِّلاح ولا شيء، خرجوا وقالوا قافلة نأتي بها إلى المدينة وانتهى الأمر، فهناك هربت القافلة، وجاء الأمرُ بدخولهم في القتال لا سلاح موجود ولا المعنويّات موجودة، ولا التّعْبِئة موجودة، ولكنَّه أمرُ اللهِ سبحانه وتعالى فتردَّد بعضُ الصّحابةِ في ذلك، ثمّ خاطبهم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقال سعد بن معاذ ما قال: لعلّك يا رسولَ الله تقصِدُنا فو اللهِ ما نقولُ لك– كما ذكرتم بالأمس – لا نقول لك كما قال أصحاب موسى لموسى [/FONT][FONT=&quot]{فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا} [المائدة:24][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ولكن نقول: اذهب أنت وربُّك إنّا معكم مُقاتِلون). فإذن التزم الصّحابةُ بهذا الدّين، وظهر إيمانهم الحقيقيّ في هذه المعركة، لمّا دخلوا المعركة وانتصروا انقسم المسلمون إلى ثلاث أقسام:[/FONT]
· [FONT=&quot]قسمٌ طارد العدُوَّ حتى أبعده عن أرض المعركة.[/FONT]
· [FONT=&quot]وقسمٌ كان يحرس النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم خشيَةَ أن يُخدع به.[/FONT]
· [FONT=&quot]وقسمٌ ثالث بدأ يجمع الغنائم. لمّا جاء الآخرين الّذين جمعوا الغنائم قالوا هي لنا دونكم وهنا حدثت المشكلة رُفِعَ الأمر. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]طبعاً صار خلاف شديد في ذلك حتى أحد الصّحابة يقول: "حتى ساءت أخلاقُنا" في هذا الأمر، ثمّ ذهبوا إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يسألونه عن الأنفال، فَالرَبُّ سبحانه وتعالى أنزل هذه الآيات [/FONT][FONT=&quot]{قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ}[/FONT][FONT=&quot] في هذا الموقف بكلمتين فقط حسم الموقف تماماً، اُتركوا الأنفال والغنائم الّتي بأيديكم، هناك قِيَم أخرى. سبب هذا الخلاف أنا بالنّسبةِ لي لا أنظر أبداً أنّه خلافٌ لأجل المادّة فلا يمكن لهؤلاء الصّحابة الكِرام الّذينَ قرأنا عنهم في مكّةَ كيف كانوا رِجالاً ضحّوا بأموالهم وأنفسهم في سبيلِ اللهِ تعالى، ثمّ تَرَكوا المالَ والعَشيرَةَ والأرْضَ لأجلِ اللهِ تعالى، اليوم سيختلف على رمح وسيف ودرع؟!! غير ممكن أبداً. هؤلاء صحيحٌ بشر، ولكن نوعيّة أخرى من البشر، نوعيّة خاصّة أُعِدَّت إعداداً قَوِيّاً جداً في مكّةَ، أُعِدَّت بقِيام اللّيل، أُعِدَّت بعبادة الله تعالى، أُعِدَّت بأن تكونَ خلْفَ رسولِهِ صلّى الله عليه وسلّم، فهذه النّوعيّة لا يمكن أن تختلف مع إخوانها لأجلِ سيْفٍ أو درع. لمّا صار الخلاف إذاً مَن كان أصلاً المقاتِلون؟ المهاجرون والأنصار. المهاجرون تركوا كلّ شيء لله فجاؤوا إلى المدينة، والأنصار قاسموهم كُلَّ شيْء؛ حتى ورد في بعضِ رواياتهم إن صحّت أنَّ الأنصاريّ كان يقول للمهاجر تحتي زوجتان اُنظُر أيُّهما تريد طلَّقْتُها لك أو تركْتُها لك، هل يمكن لهذا الأنصاريّ الآن الّذي يقسِمُ بيتَهُ لأجل المهاجر، لأخيه المهاجر ويتركُ زوجةً لأخيه هل يختلفُ معهُ الآن على السّيف؟!! أبداً، غير ممكن. أنا بالنّسبةِ لي الحقيقة أنظر رؤية أخرى تماماً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ما هي بالضّبط؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] أنا أنظر أنَّ هؤلاءِ دخلوا الإسلام، ولكن كان هناك قِيَم لا زلت راسخة في أذهانهم، والإسلام كان قليلاً قليلاً يمسح هذه القِيَم الّتي لا تُوافِقُها هذه الشّريعة، ويُرَسِّخ القِيَم الأُخرى "خِيارُكُمْ في الجاهِلِيّة خِياركم في الإسلام إذا فَقِهوا". وكان من القِيَم الّتي عندهم أنّ الرّجل إذا خرج من المعركة بأكبر قَدْرٍ من الغنائم دلّ هذا على أنّه بذل جُهْداً كبيراً في المعركة، وكان شُجاعاً وبطلاً فيرجِعُ بهذا الفخر، وبهذه الغنائم كوِسام، كنيشان فخر، يرجع إلى أُسْرَتِهِ إلى قبيلته إلى عشيرته، هذا المفهوم كان لا زال مُتَرَسِّخاً في ذهن الصّحابة باعتبارها أوَّل معركة، فكان كلُّ صحابيٍّ حريصاً هذه المرّة أن يرجِعَ بهذا الوِسام، ولكن فرقٌ بالأوّل كان يساق الوِسام في الجاهليّة واليوم هو وِسامٌ من رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم، وِسامٌ من هذا الدّين، ولأجلِ هذا البَدْرِيّون لهم وضع خاصّ جدّاً، البَدْرِيّون الرّسول صلّى الله عليه وسلّم يقول: "وَما يُدْريكَ يا عُمَر لعلّ اللهَ قَدْ اطّلع على قلوبِ أهلِ بَدر فقال: اعمَلوا ما شئتم فقد غفرْتُ لكم". البدريّون تميَّزوا بعد ذلك، البدريّون حتى نحن لمّا نذكرهم وكتب التراجم تذكرهم تذكرهم في الأوائل، نفصلهم عن الآخرين تماماً، كلّ الصّحابةِ الكِرام، ولكن أهلُ بَدْرٍ لهم وضع خاصّ جدّاً [/FONT]
[FONT=&quot]فإذاً: كان الخِلافُ بسببِ هذه القِيَم، والله سبحانه وتعالى لأجلِ هذا نزع منهم ما ذكر [/FONT][FONT=&quot]{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ} [/FONT][FONT=&quot]ثمّ قال أرشدهم إلى قِيَم أخرى هي الأرقى هي الأسمى هي الّتي يجب أن يتعلَّقوا بها [/FONT][FONT=&quot]{فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {1} إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ}[/FONT][FONT=&quot] فذكر لهم قال تبحثون عن القِيَم؟ تبحثون عن القِيَم الحقيقيّة؟ في هذه الصِّفات؛ وليس بِوِسامٍ ترجعون لأجل الغنائم. فإذاً كان هذا هو الحقيقة سبب الخلاف، وهذا ما يليقُ بوضع الصّحابة الّذينَ عَرفْناهم، يعني ماذا بعد أن يُضَحِّيَ بنفسِهِ ومالِهِ وولدِهِ في سبيلِ اللهِ تعالى؟! يتركُ العشيرةَ والقبيلة، بل يحمِلُ السَّيْفَ ليقتُلَ أقربَ النّاسِ إليهِ؛ دفاعًا عن هذا الدّين، الآن سيختلفُ معه لأجلِ سيْفٍ ورُمح؟؟!! أبداً!!!!.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً. الحقيقة هذا التّنبيه الّذي ذكرتَهُ يُؤكِّد فعلاً سؤالاً سألته إحدى الأخوات أمس وقالت: في أوّلِ سورة الأنفال ذكر الله سبحانه وتعالى صفات وقال [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ}[/FONT][FONT=&quot] هذه القِيَم الحقيقيّة، ثمّ في آخِرِها قال [/FONT][FONT=&quot]{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} [الأنفال: 74][/FONT][FONT=&quot] وهذا يُؤكِّد فعلاً أنّ القِيَم الحقيقيّة الّتي ينبغي على المسلم أن يسعى إليها هي هذه القِيَم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] هذه القِيم أن يترك الظّاهر، الظواهر هذه كلّها أمور أخرى وإن كانت أحياناً يحتاج الإنسان إليها، ولكن هذه النّوعيّة من البشر، هذه الشريحة من البشر، الصّحابة رضوان الله عليهم لمّا ننظر إليهم حقيقة ننظر إليهم نظرة إجلالٍ وإكبار لهؤلاء العُظماء الّذين نشروا هذا الدّين بهذه الصّورةِ العجيبة والتزموه فعلاً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أيْضاً يا دكتور محمّد يلفت نظري حقيقة في أوّل سورة الأنفال تصديقاً لكلامك أنّه قال [/FONT][FONT=&quot]{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ}[/FONT][FONT=&quot] ما قال [/FONT][FONT=&quot]{فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ} [الأنفال: 41].[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] ما قال، أجَّلَها، سيِّدي.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأجَّلَها إلى بداية الجزء.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] أجَّلَها 40 آية، وهذا أيْضاً دعني أُشير إليه، هذا أُسْلوبٌ دَعَوِيٌّ عجيب في كتابِ اللهِ تعالى ويجب على الدُّعاة أن يتبعوه، هناك سائل يسأل وينتظر الجواب إذاً بين سؤاله وجوابه هو مستعِدٌّ بأن يسمعك تماماً فاستغلّ هذا الوقتَ لترسيخِ القِيَم الّتي تُريدُها، وليجد الدّاعية الحقيقة هو يستغلّ بين السّؤال وبين الجوابِ شيْئاً من القِيَم فيشحنها في نفوس هؤلاء الناس. جاء سؤال [/FONT][FONT=&quot]{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ} [/FONT][FONT=&quot]كان المفترَض أن يكون [/FONT][FONT=&quot]{وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ}[/FONT][FONT=&quot] بالضّبط ولذلك قال ([/FONT][FONT=&quot]لِلّهِ وَالرَّسُولِ[/FONT][FONT=&quot]) حسمها في كلمتين، اِقطعوا هذا تماماً ولا تتعَلَّقوا بذلك، ولكن انتظروا إلى القيم، ولأجلِ هذا لمّا جاءت (إن كنتم مؤمنين) خشي الصّحابةُ خشيةً شديدة وخافوا، فرمى كلّ واحدٍ ما بيده من الغنائم قالوا ننتظر حكم الله. ولمّا جاء الخطاب بعد ذلك {يا أيُّها الَّذينَ آمنوا} فرِحَ الصّحابةُ وتعانقوا وتحاضنوا، قالوا الحمد لله هذه شهادةٌ من الله بأنّنا لا زال لباسُ الإيمانِ يتلَبَّسُنا، كان معاني راقية جدّاً الحقيقة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك. يعني إكمالاً لهذا الحديث الرّائع الشيّق يا شيخ معنا أستاذنا الحبيب الأستاذ الدّكتور مصطفى مسلم محمّد، الأستاذ بجامعة الشّارقة، والأستاذ في الدِّراسات القرآنيّة بجامعة الإمام سنوات طويلة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مرحباً بكم يا أبا مُصْعَب.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مصطفى: [/FONT][FONT=&quot]السّلام عليكم ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته حيّاك الله يا دكتور مصطفى أنا أشكرك على استجابتك الكريمة لهذه المداخلة الهاتفيّة. نحن نتحدّث يا أبا مُصْعَب عن سورةِ الأنفال، وسورة التّوبة والجزء العاشر مع الدّكتور محمّد صفا حفظه الله هنا في الأستديو. الله سبحانه وتعالى ذكر بعض أعمال اليهود والمنافقين القبيحة وأذاهم للمؤمنين في سورة التوبة وفصّل فيها، وأنتم حفظكم الله لكم مؤلّفات في هذا الموضوع فودّي في خلال خمس دقائق لو تتحِفْنا حول هذه النّقطة بارك الله فيك يا دكتور.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مصطفى:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيكم وفي جهودكم إن شاء الله، وتقبّل الله منّا ومنكم الصِّيامَ والقيامَ والطّاعة في هذا الشّهر الفضيل.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] اللهمّ آمين.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مصطفى:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة لي تعليق صغير جدّاً حول ما قال الأخ الكريم الدّكتور محمّد صفا حول قضيّة الصّحابة وتربيتهم وترسيخهم القِيَم لديهم، أوافقه بعضَ ما قال وأُضيف إلى ذلك أنَّ هنالك كانت القضيّة في بدايةِ معاركهم، وفي بدايةِ دِفاعهم عن الإسلام، نلاحظ الأُسلوب الّذي ورد في سورة الأنفال إبراز المعجزات بشكلٍ كبير جدّاً، وتقليصُ دَوْرِ الصّحابة، فأبرزت السّورة مع العلم أنَّ الأنفالِ هي آخد ما يُقَسّم، في نهاية المعركة، وافتُتِحَت السّورةُ بقضيّة الأنفال، فكأن هذه القِيَم الّتي أنت تُدافِعونها تبرزونها وتتمسكون بها لا تليق فأبرز قضية الأنفال وسحبها منهم وسلّمها إلى رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم. [/FONT]
[FONT=&quot]إبراز دور المعجزة والخوارق [/FONT][FONT=&quot]{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال:9][/FONT][FONT=&quot] قضيّة نزول المطر، قضيّة [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى} [الأنفال:17[/FONT][FONT=&quot]]، إبراز لقضيّة المعجزات والخوارق حتى ما تأخذهم في أوّل المعركة تجاوبوا وانتصروا قد تأخذ قضيّة النّفوس ترفعُ رأسَهم وأنَّنا ضَحَّيْنا وَعملْنا وَبَذَلْنا فَأُبْرِزَ دَوْرُ الخَوارِق. [/FONT]
[FONT=&quot]بينما نَلْحَظ في سورةِ آلِ عِمْران في غزوةِ أُحُد نجد بأنَّ النّفوس كانت عندما كانت منكسرة، والنّفوس كانت منهزمة، شعروا بخطئهم في مخالفة أوامر رّسول الله صلى الله عليه وسلم تأتيهم الآيات ترفعُ معنَوِيّاتهم [/FONT][FONT=&quot]{ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } [آل عمران:139][/FONT][FONT=&quot] يعني هذا التَّوازن التَّرْبَوي في القرآن الكريم في سور القرآن وهناك انتصار يُخْشى أن تأخذه النّفوس يعني ترفَعُ رأسَها بهذا الانتصار، وفي غزوة الانهزام يُخْشى أن تُؤثِّرَ الهزيمةَ على نفوسهم فيقعوا في مشاكِلَ أخرى، عقد نفسية وغير ذلك، فهنا كان إبراز دور الخوارق في سورة الأنفال، وفي سورة آل عمران كانت قضيّة رفع المعنويّات، وبيان المغفرة وأنّهم لا بدّ يُسْتَشاروا في كلّ مرّة، إلخ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك رائعة جدّاً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:مصطفى:[/FONT][FONT=&quot] هذه النّقطة الأولى تعليق بسيط على ما قال الشيخ محمّد صفا.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل. وما يتعلّق باليهود؟.[/FONT]
[FONT=&quot]د:مصطفى:[/FONT][FONT=&quot] أمّا ما يتعلّق باليهود أُريد أن أُلْفِت النّظر إلى نقطتين: [/FONT]
[FONT=&quot]اليهود في المرحلة المكيّة كثيراً من سور القرآن الكريم المكيّة تعرّضت لليهود مع العلم لم يكن هنالك احتكاكٌ بين المسلمين واليهود؛ لأنّ اليهود ما لهم وجود في مكّة. سورة آل عمران القَصص، كثير من السّور المكيّة تعرّضت لقضيّة اليهود، وسورة التّوبة التي هي من أواخرِ ما نزل تعرَّضت لقضيّة اليهود أيْضاً؛ علماً بأنّ اليهود قد أُخْمِدَت شوكتهم عندما نزلت سورة التّوبة، نزلت في السّنة التّاسعة للهجرة اشتملت على أحداث غزوة تبوك غزوة العُسرة، واليهود بين مَن أُجلوا وبين مَن قُتِلوا وبين مَن انهزموا لم يبقَ لهم تلك القُوّة، فما الحكمة أن يتعرّض القرآنُ للمكِّيِّ لليهود بهذه الإطالة؟ وما الحكمة أن يتعرَّضَ القرآن المَدَنِيُّ في أواخر ما نزل منه إلى اليهود أيْضاً؟ والله أعلم أنا أقول: إشارةٌ إلى أنَّ هذا النَّموذج السيِّئ في العالم سيبقى شرّه مستمِرّاً فعلى المسلمين أن يأخُذوا الحَذَر من هؤلاء فهم النَّموذج السيء الّذي يُتربّى بمخالفتهم ومخالفة أخلاقهم نربّي أجيالاً وأُمَّةً بمعرفة خصائص اليهود وصفاتهم هذه.[/FONT]
[FONT=&quot]وآخِرُ ما ذُكِر أيْضاً في سورة التّوبة أيْضاً لتحذيرِ المسلمين على أنّ معركتكم باقية معهم، يعني كثير من حضارات التّاريخ الإنساني قامت وانتثرت وذهبت وذهبت حضارتُها ولم يبقَ إلاّ ذكرٌ في التّاريخ. وقليلٌ من النَّماذج الحضاريّة والأفكار تبقى مستمرّة تتجدّد. الإسلامُ مُتَجَدِّد إلى يومِ القِيامة، وإشارات القرآن تُشير إلى أنَّ اليهود أيْضاً حضارتهم متجدّدة، وهذا الصِّراع سيبقى بين الحضارتَيْن:[/FONT]
· [FONT=&quot]الحضارة الإسلاميّة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]والحضارة اليهوديّة.[/FONT]
[FONT=&quot]ولذلك عندما تأتي مثل هذه اللّفتات في سورة التّوبة إلى خصائص اليهود وصفاتهم؛ لنأخُذَ حِذرَنا منهم فهؤلاء قد حَرَّفوا العقائد [/FONT][FONT=&quot]{وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْر ابنُ الله} [التوبة:30] [/FONT][FONT=&quot]وهؤلاءِ غَيَّروا أحكامَ الشَّرائع حيثُ صارت قياداتهم من الأحبارِ والرُّهبان يُحِلّونَ لهم الحرام ويُحَرِّون الحلال فكانوا [/FONT][FONT=&quot]{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ} [التوبة:31][/FONT][FONT=&quot] يبذلونَ كُلَّ وُسْعِهِم في القضاءِ على الإسلام يحذرون منهم [/FONT][FONT=&quot]{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} التوبة:32][/FONT][FONT=&quot]، ولكن لنتأكَّد أنَّ سُنَّةَ اللهِ في اليهود وفي المسلمين وفي العالمِ كُلَّه سُنَّةٌ مُضْطَرِدة [/FONT][FONT=&quot]{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة:33]، [/FONT][FONT=&quot]فهؤلاء سيبقى الصِّراع بين الحضارتين قائماً: [/FONT]
· [FONT=&quot]حضارةٌ تَرْأَسُها اليهودِيّة بشتّى ألوانِها وأسمائها وأشكالِها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]وحضارةٌ إسلاميّة قائمة على التّوحيد فالصِّراع مستمِرٌّ بينهما.[/FONT]
[FONT=&quot]أمّا ذكرُ المنافقين في هذه السّورة جاء كثيراً لأنَّ مُخَطَّطات اليهود دائماً تُنَفَّذ عن طريق الطّابور الخامس في صفوفِ المسلمين وهو (المنافقون) ولذلك جاء التّركيز في هذه السّورة الكريمة على قضيّة المفاصلة بين هؤلاء المشركون وتُحُدِّثَ عنهم [/FONT][FONT=&quot]{فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا} [التوبة:28][/FONT][FONT=&quot] المنافقون ذُكِرَت صفاتهم وأساليبهم، اليهود جاء الحَذَرُ منهم؛ لكي نَكونَ على بَيِّنَةٍ من الأمر.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكر الله لك يا دكتور مصطفى الحقيقة لي كلام يعني بالرّغم من الإيجاز الّذي دائماً تنهجه في كلامك ومداخلاتك؛ إلا أنّها تكون أُصولاً نُفَرِّع عليها الكلام، شكر الله لكم يا دكتور مصطفى هذه المداخلة، وأسأل الله أن يتقبّل منك ويكتب أجرك.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مصطفى:[/FONT][FONT=&quot] شكر الله لكم. آمين.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] باسمكم جميعاً أشكر أستاذنا الحبيب الدّكتور مصطفى مسلم محمّد أستاذ الدّراسات القرآنيّة بجامعة الشّارقة على مداخلته القيِّمة حول الموضوع الّذي نتحدّث عنه اليوم في سورةِ التّوبة وفي سورة الأنفال. نعود مرّة أخرى يا دكتور محمّد قبل أن ندخل في بعض المحاور هل لك تعليق على كلام الدّكتور؟[/FONT]
[FONT=&quot]د: محمد:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة كلام جميل ورائع –جزاه الله خيراً– الدّكتور وهو أستاذنا. أنا أريد أن أُؤكِّد أنَّ سورة التّوبة الحقيقة جاءت وتناولت ثلاث فِئات من النّاس:[/FONT]
[FONT=&quot]تناولت أحوال المنافقين. وهي الحقيقة قبل أن نقول تناولت هي سورة تصفية للمجتمع المسلم تصفية تماماً من المنافقين ومن المشركين الوثنينيّن، ونحن نعلم أنّ في عهدِ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في غزوةِ تبوك قبل ذلك كان الرُّومان والفُرْس هم أقوى قُوَّتَيْن، فلمّا غلبت الفُرْس الرّوم وكان الرّوم في الشِّمال ولمّا اتّجه الإسلام وتمدّد إلى جِهةِ الشِّمال خشِيَ الرّومان على هذا الأمر؛ ولأجلِ هذا وقفوا في وجهِ الدّعوةِ تماماً، وبدأوا لا يقبلون انتشار الدّعوةِ حتى كانت غزوة تبوك الّتي خرج لها، وهذه الغزوة سبحان الله أيضاً من غرابتها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم صرَّح بخروجِهِ لمُقاتلة الرّومِ بالذّات.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وقبلها ما كان يُصَرِّح.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] ما كان يُصَرِّح؛ ولأجلِ هذا كان هناك تصفية للمجتمع، مباشرةً المنافقون وقفوا، وكفّار المشركين وقفوا قالوا: كيف يعني المنافقون وقفوا قالوا: كيف نحن نقاتلهم!؟ استغربوا ولأجلِ هذا بدأوا يقدمون الأعذار عذرٌ خلفَ عذرٌ خلف عذر لأجل هذا الأمر، ولم يخرجْ إلاّ المسلمون المجاهدونَ الحقِيقِيّون وهم الّذينَ سَيَبْنونَ الأُمَّة؛ ولأجل هذا، هذه التّصفية ضروريّة جدّاً في مثلِ هذا العهدّ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. كانت المعركة قويّة جدّاً من أجلِ هذا كان لا بُدَّ من تصفيةِ المجتمع، هؤلاءِ المنافقين لو مَكَثوا في عهدِ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في هذه الفترة كانوا سيهدمون الإسلامُ مرَّةً ثانية، وخاصّة إذا عَلِمْنا أنَّ النّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم تُوفِي سنة الحادي عشر للهجرة مباشرةً بعد الغزوة فكان لا بُدّ أن يرحلَ عن هذه الدُّنيا ويلحِقَ باللهِ تعالى بعد أن يطمئِنّ على هذه الأُمَّة الّتي أخذت قُوَّتَها، وأنَّ الأقوِياء هم الّذينَ بَرَزوا، وأنَّ المنافِقينَ قَدْ خرجوا من الصَّفِّ وخرجوا من طريقِهم، ولأجلِ هذا لما خرجوا للرّوم الحقيقة كانت غزوة غزوة عُسْرة يعني الأجواءُ حارَّة جدّاً، الجوع، الجانب الاقتصادي مُدَمَّر، الرّوم أقوياء، المنافقون يعينونهم في ذلك، فكان الحقيقة هذه جولة فاصلة تماماً ما في شكّ في ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة هذا الجزء مليء بالقِيَم التَّرْبَوِيّة ومليء بالمفاهيم الّتي لو خصّصنا حلقة واحدة لكلّ مفهوم منها لَما كفى. لدينا اتّصال يا دكتور محمّد من الأخت أم فيصل من السّعوديّة تفضّلي يا أمّ فيصل [/FONT]
[FONT=&quot]أمّ فيصل:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] عليكم السّلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أمّ فيصل:[/FONT][FONT=&quot] جزاكم الله خيراً على هذا البرنامج القَيِّم. ما الفرق بين ورودِ (يكُنْ) و(يَكُ) في القرآن الكريم؟ أريد شرح الآية الرّابعة والعشرين من سورة التّوبة؟ بيان كيف أنّ الشّخص يحبُّ اللهَ ورسولَهُ حقّاً؟ ولديّ سؤال بلاغي في الآية 43 [/FONT][FONT=&quot]{حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ} [التوبة:43][/FONT][FONT=&quot] أتى بالفعل (يتبيّن) مع الذين (صدقوا)، والفعل (تعلم) مع (الكاذبين)، ما الفرق بينهما؟ سؤال آخر: الصّادِقين عبَّر عنهم بــ [/FONT][FONT=&quot]{الَّذِينَ صَدَقُواْ} [/FONT][FONT=&quot]بخلاف الكاذبين قال [/FONT][FONT=&quot]{الْكَاذِبِينَ}[/FONT][FONT=&quot] فما الفرق بينهما؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً بارك الله فيك. معنا الأخ عبد الله من السّعودِيّة تفضّل يا أخ عبد الله[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] مساء الخير يا شيخ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] حيّاكم الله يا أخ عبد الله.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] الله يجزاكم خير على هذا البرنامج، أسأل الله أن يجعلكم من أهل الله وخاصّته.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نسأل الله ذلك، وأنت كذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] عندي استفسار عن آية [/FONT][FONT=&quot]{لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ {110}}[/FONT][FONT=&quot] هل هي في المشركين أم في المنافقين؟ تفسير الآية بالتفصيل يا شيخ الله يحفظك؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أبشِر الله يحفظك شكراً جزيلاً يا أخ عبد الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] إذاً نقول [/FONT][FONT=&quot]{وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى} [/FONT][FONT=&quot]نحن عَرفنا هذا، ثمّ بعد ذلك تأتي الآيات؛ لِتُبَيِّن – كما قلت – عدداً كبيراً من فضلِ الله سبحانه وتعالى على هذه الأمّة، وكما قال الدّكتور مصطفى حقيقة؛ حتى لا يظنَّ أحدٌ أنَّ الصّحابة هم الّذين حقَّقوا هذا الانتصار وهذا الأمر إنَّما الأمر كُلُّهُ بمعجزات، فالأمرُ كُلُّهُ بيدِ اللهِ تعالى هو الّذي يريد، ولأجلِ هذا قال [/FONT][FONT=&quot]{إِذْ يُرِيكَهُمُ اللّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ}[ الأنفال: 43] [/FONT][FONT=&quot] النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمّا روى الرُّؤية لأصحابه الحقيقة زاد من عزيمتهم في هذه الأُمور وعَلِموا أنّ النَّصرَ آتٍ لهم ثم قال [/FONT][FONT=&quot]{وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ} [الأنفال:44][/FONT][FONT=&quot] الحقيقة هنا أيْضاً عجيبة جدّاً نفس العِلّة كان سبباً لانتصارِ هؤلاءِ وهزيمةِ هؤلاء، هؤلاءِ لمّا رَأَوْا المُشْرِكين قِلَّة قالوا كنّا نسمع عنهم أنهم ألف أو يزيدون! ثمّ بعد ذلك نأتي الآن ونراهم بهذا العدد قِلّة! فارتفعت معنَوِيّاتهم. المشركون العكس، كان يسمعون أن المسلمين عددهم ثلاثمئة وقليل، ولكن لمّا رأواْ عددهم أقلّ من ذلك حتى أنّه يُرْوى أنّ بعض المشركين رمى السّلاح من يده قال ما نراهم إلاّ بعضهم نربطهم ونأتي بهم! لاحظ نفس العِلَّة صارت هنا سبباً للنّصر، وهنا سبباً للهزيمةِ في ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهي معجزة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] ما في شكّ في ذلك نعم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] قضيّة توزيع الغنائم هنا أيْضاً يعني أنا ما أُريد الحقيقة أن أتحدّث عنها كثيراً، ولكن بعد أن نزع الله سبحانه وتعالى الأمرَ هناك في أوّلِ السّورةِ من أيْدي المسلمين، عاد هنا بعد أن رسَّخَ فيهم القِيَمَ هذه كُلَّها عاد فيها فأرجع لهم أربعة أخماس وبقي الخُمس الخامس في يدِ رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم هو وليّ الأمر بعد ذلك على خِلافٍ في تفصيلِ ذلك كيف تُوَزَّع الغنائم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني الآن العِلّة يا دكتور محمّد في تأخير تفاصيل الغنيمة ما قال [/FONT][FONT=&quot]{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ}[/FONT][FONT=&quot] (قل لله خمُسَه وللرّسول) ما قالها في البداية، وإنَّما قال [/FONT][FONT=&quot]{لِلّهِ وَالرَّسُولِ}[/FONT][FONT=&quot] ثم كما قلت رسّخ مفاهيم هي الّتي ينبغي أن يُحْرَص عليها ويُعنى بها.[/FONT]
[FONT=&quot]د: محمد:[/FONT][FONT=&quot] وهي الّتي بنت الأُمّة بعد ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ثمّ بعد ذلك يقول تقسيم الغنيمة [/FONT][FONT=&quot]{وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى}[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] حتى لا يُحرِمَهم من هذا الأمر الّذي جاؤوا به حتى يرجعوا بشيْءٍ من هذه الشّهاداتِ لأهلِها. ومرَّةً ثانية أقول أبداً لا أتَصَوَّر أنَّ الصّحابةَ الكِرام يتعَلَّقونَ بالمالِ بهذا الأمر.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ماذا تقول يا دكتور محمد دعنا نتحاور والإخوة يسمعوننا، الآن أيْضاً نزعم أنَّ المجتمع الصّحابة كانوا مجتمعاً ملائكياً لأنَّ الله يقول في غزوةِ أُحُد في سورة آل عِمران قال [/FONT][FONT=&quot]{مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ} [آل عمران:152].ف[/FONT][FONT=&quot]هذه أيْضاً تُبَشِّر أنَّ مجتمع الصّحابة كانوا مجتمعاً بَشَرِيّاً بكلّ ما فيه[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] يا سيدي هو مجتمع بشري ولكن ليس ككُلِّ البشر، يعني الّذي كان من أغنياءِ قريش، ويأتي يوماً ثمّ يخرجُ من بيته وليس في بيته فطور، كلّ هذا جهاد في سبيل الله! نحن نجد الحمد لله هذه الأمثلة حتى في حياتنا اليوم نجد كثيراً ممَّن ربّنا سبحانه وتعالى مَن مكنَّهم من المال أنّهم يبحثون عن أماكن الخير حتىينفقُوا هذا المالَ فيه فالصّحابةُ يقيناً كانوا فوق هذا الأمرِ كثيراً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] والله الحقيقة التّنبيه على مثلِ هذه المبادئ الأساسيّة في السّور أنَّها رائعة جدّاً ومهمّة للإخوة المشاهدين. معنا اتّصال من الأخ أبو بلال من السّعودِيّة تفضّل يا أبو بلال [/FONT]
[FONT=&quot]أبو بلال:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو بلال:[/FONT][FONT=&quot] أسعد الله مساءكم جميعاً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يسعد أوقاتكم بالخير.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو بلال:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك دكتور عبد الرّحمن وأُحَيّك وأُحَيّي ضيفك الكريم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] حياك الله يا أبو بلال تفضّل [/FONT]
[FONT=&quot]أبو بلال:[/FONT][FONT=&quot] لديّ سؤال بارك الله فيك في سورة التّوبة في آية 67 يقول الله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ}[/FONT][FONT=&quot] وفي آية 71 [/FONT][FONT=&quot]{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ}[/FONT][FONT=&quot] فهل هناك فرقٌ بالمعنى في قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ}[/FONT][FONT=&quot] وفي الآية الأخرى [/FONT][FONT=&quot]{بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ}[/FONT][FONT=&quot]؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أحسنت سؤال جيّد الله يعطيك العافية.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو بلال:[/FONT][FONT=&quot] وجزاكم الله خيراً وبارك فيكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً يا أبو بلال حيّاكم الله. معنا اتّصال آخر الأخ أبو أحمد من السّعوديّة تفضّل [/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] حيّاكم الله يا شيخ عبد الرّحمن، حيّا الله الدّكتور محمّد.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيّك حيّاكم الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد[/FONT][FONT=&quot] الله يرفع قدرك. يا شيخ في قوله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال:46][/FONT][FONT=&quot] نلاحظ في الآية قول الله عزّ وجلّ ما أمر المؤمنين والصّحابة بالاتّفاق وإنَّما أمرهم بالصّبر، هذا جانب، وأيْضاً هل في تعليق حول هذا يا شيخ؟.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] كم رقم الآية يا أبو أحمد؟[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] رقم الآية 46 من الأنفال. وأيْضاً في نفس الصّفحة في قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ} [الأنفال:52][/FONT][FONT=&quot] نُلاحظ هذه الآية وهذا المثل جاء وراء بعض ما حصل بينه وبين الآية الأخرى إلاّ آية التّغيير يعني [/FONT][FONT=&quot]{كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ} [الأنفال:52] [/FONT][FONT=&quot] ثمّ ذكر [/FONT][FONT=&quot]{ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ} [الأنفال: 53][/FONT][FONT=&quot] ثمّ عاد [/FONT][FONT=&quot]{كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ} [الأنفال: 54][/FONT][FONT=&quot] الأولى قال كفروا والثّانية قال كذّبوا. ثمّ ما الحكمة بتكرار المَثَل بآل فرعون والّذين من قبلهم؟ لماذا ما يقول مثلاً الأولى نفس المثل بآل فرعون والثانية بغير آل فرعون؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جيّد[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] الله يرضى عليك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك. شكراً يا أبو أحمد.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] اسمح لي أبدأ بالأخ الأخير لكن أخشى أن تُبْعِدْنا عن المضامين. [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أنا أُريد أن أستأذنك يا دكتور محمّد وأستأذن الإخوة المشاهدين في التّوقُّف بفاصل نُعَرِّف فيه بكتاب من الكتب الّتي تُعينُ على تَدَبُّر القرآن وفَهْمِهِ ثمّ نعود إن شاء الله لأخذ الأسئلة. فابقوا معنا أيّها الإخوة حفظكم الله.[/FONT]
[FONT=&quot]****************************[/FONT]
[FONT=&quot]فاصل: تعريف بكتاب[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]"مَلاكُ التأويل القاطع بِذَوي الإلحادِ والتّعطيل في توجيه المتشابه اللّفظ من آيِ التّنزيل"[/FONT]
[FONT=&quot]مُؤلِّفُ هذا الكتاب العلاّمة أحمد بن إبراهيم ابن الزُّبَيْر الثّقَفي العاصِميّ الغرناطيّ، المُتَوَفّى عام 708 للهجرة.[/FONT]
[FONT=&quot]وكتابُ مَلاك التأويل من الكتب المهمّة في مجالِ تفسيرِ القرآن، وهو من أجلِّ الأعمالِ المُقَدَّمةِ لخِدمةِ القرآن الكريم. فموضوعه في تفسيرِ متشابه القرآن، وهو فنٌّ قلَّ فيه التّصنيفُ عامّةً، ونَدُرَ منه المطبوعُ خاصّة، ويُعَدُّ هذا الكتاب من أوْفى وأحسنِ ما أُلِّفَ في مسائلِهِ ومباحِثِه، وينبغي على المُعْتَني بالقرآنِ الكريمَ أن يقرأَ هذا الكتاب، وأن يتأمَّلَ ما فيه من العلم، وأن يُكَرِّرَ النَّظَرَ فيه مرَّةً بعد مرَّة حتى ينتفِعَ به أتمَّ انتفاع، فقد بذل فيه مُؤلِّفُهُ غايةَ وُسْعِه ومبلغَ علمه في توجيهِ المتشابه من آيِ القرآن الكريم، والرَّدِّ على شُبَهِ المُلْحِدينَ الّذينَ طَعَنوا بِها على القرآنِ الكريم. وقد صدر هذا الكتاب في مجَلَّدين عن دار الغرب الإسلاميّ عام 1403 للهجرة بتحقيق الدّكتور سعيد الفلاّح.[/FONT]
[FONT=&quot]***************************[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مرحباً بكم أيُّها المشاهدون مرّةً أخرى بعد هذا الفاصل الّذي عرفنا فيه كتاب ملاك التأويل للغرناطي رحمة الله عليه. أُرَحِّب مرّة أخرى أُجَدّد التّرحيب بأخي العزيز الدّكتور محمّد صفا الشيخ إبراهيم حقّي الأستاذ بجامعة الإمام محمّد بن سعود الإسلاميّة والمتخَصِّص بالدِّراسات القرآنيّة، والمشرف على موقع سند الموقع التّابع على الإنترنت التّابع لمؤسسة رسالة الإسلام. حيّاكم الله يا أبا سلمان مرّةً أخرى.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] أهلاً وسهلاً حيّاكم الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لدينا العديد يا دكتور محمّد من الأسئلة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] تفضّل. نمشي بالتّرتيب.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأنا أُريد الحقيقة أن نحرص على ما يخصّ موضوعنا حتى لا نخرج. الأخت أمّ فيصل تسأل عن الآية 24 من سورة التّوبة وهي قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ {24}}[/FONT][FONT=&quot] تريد تفسيراً لهذه الآية.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] التفسير أظنّ واضح تفسيرها هنا تخيير بين أن تختارَ هذا الدّين وعظمة هذا الدّين والدّفاع عنه أو أن تختار عشيرتك وقبيلتك. والحقيقة الإسلام هنا يُقَدِّم الرّابطة الإيمانيّة على الرّابطة المادِّيّة، فلأجلِ هذا هنا بيّن الرَّبُّ سبحانه وتعالى أنّ الدّينَ يجب أن يكونَ مُقَدَّماً على هؤلاء وحتى المال أن تُقَدِّمَ ما يكونُ في سبيلِ الله تعالى أفضل. ثمّ بعد ذلك يكون هنا في قضيّة الجهاد الدّفع للجهاد الإنسان يدفعُ بابنه وبولده وبنفسه للجهاد في سبيلِ الله تعالى كما أنّه يدفعُ بماله أيْضاً لهذا الأمر. فإذاً يجب على الإنسان أن يفعل وأن يقدُم على هذا الأمر حتى ينتظر أمر الله سبحانه وتعالى أن يكون.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله أكبر.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] وهنا أيْضاً خُتِمَت الآية بقوله [/FONT][FONT=&quot]{وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}[/FONT][FONT=&quot]؛ ليُبَيِّن على أنّ مَن يُقَدِّم أو يُخالف هذا الأمر فهو من الفاسقين ولأجل هذا فيه تحذير الحقيقة في نهاية الآية، هذا هو الإيمانُ الحقيقي، فإن لم تفعل بذلك فأنت إذاً مع المجموعة الأخرى واحذر من نفسك.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ذكّرتني هذه الآية بموقف وقع للحجّاج بن يوسف يقولون أنّه كان يُصَلّي بالنّاس -الحَجّاج وهو مُقرِئ من القُرّاء بعض النّاس يظنّ أنّ الحَجّاج بن يوسف رجلٌ ظالم فقط ولا يعلم أنّه من علماء القرآن والمتخصِّصين فيه من علمائه وخبرائه وكان من أفصح الناس- فقال كان يوماً يحيى بن يعمُر وهو من علماء اللّغة الّذين يُصَلّون خلفَهُ قال هل تسمَعُني ألحن؟ فخاف منه يحيى بن يعمُر فقال: لا، فلمّا شدّد عليه قال: في موضعٍ واحد، قال: في ماذا؟ قال: في كتابِ الله، قال: هذه أشدّ، قال في أيِّ آية؟ قال: قال في قوله [/FONT][FONT=&quot]{قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ}[/FONT][FONT=&quot] إلى أن قال [/FONT][FONT=&quot]{أَحَبَّ إِلَيْكُم}[/FONT][FONT=&quot] كان الحجّاج يقول {أحبُّ إليكم} فنفى يحيى بن يعمُر من العراق وأخرجه إلى بلاد ما وراء النّهر قال: لا رَيْبَ أن لا تسمع لي لَحْناً بَعْدَ اليوم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] لا حول ولا قوّة إلاّ بالله! هذا بدل أن يُصَحِّح ويشكره على أنّه صحّح له سبحان الله! [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الأخت أم فيصل سألت سؤالاً وهو في الآية 43 من السّورةِ نفسِها، وهي قول الله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{عَفَا اللّهُ عَنكَ}[/FONT][FONT=&quot] في الخطاب للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم [/FONT][FONT=&quot]{لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ{43}}[/FONT][FONT=&quot] عندها سؤالان، تقول: لماذا قال في الّذين آمنوا (يتبيَّن لك الّذين صَدَقوا)، وقال في الكاذبين (وتعلم الكاذبين)؟ ثمّ قالت أيْضاً: لماذا قال الّذين صدقوا وقال الكاذبين بدل الّذين كذبوا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot]: أنا أقول هنا الصّدق يحتاج إلى ترسيخ، إلى تبيين، إلى وضوح؛ لأنّه يترتّب عليه ترتيبات أخرى، أمّا الكذب فقط تعرف أنّه مجرّد كذب مرّةً خلاص هذا كاذب، هذا اُتركه تماماً. أمّا الصّدق لا بُدّ من التّمحيص، أن تُمَحِّصَ هذا الأمر؛ حتى تصِلَ إليهم، الكاذب مرةً واحدة أنت عرفت أنّه كذب سيكذب مرّةً ثانية، ولأجل هذا ما يُرْوى عن الإمام البخاري رحمه الله لمّا ذهب إلى اليمن لطلب حديث، ولمّا ذهب فرّت دابّته فجاء الرّجل هذا وأوْمَأ بثوبه إلى الدّابّةِ أنّ فيها طعام فلمّا نظر ما رأى فيه طعاماً فأخذ البخاريُّ دابتّه ورجع، قال والحديث؟ قال مَن كذب على دابّتي فقد يكذب على رسول الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] من مرة واحدة؟؟!![/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] من مرة واحدة تعلمه يكذب ويكفي. أمّا الصّدق لا، يحتاج إلى اختبار، يحتاج إلى تبيُّن، كثير من النّاس يقولون أنا صادق، ولكن حينما يأتي، يعني ذاك الرّجل الّذي في سورة التّوبة نفسها، لمّا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الّذي قال: "ائذَن لي ولا تفتِنّي" لمّا قال له تعالَ إلى الجهاد دعاه إلى الجهاد في غزوة تبوك وتوقّفوا المكان بعيد و.. فتردّد في ذلك، فقال: واللهِ إنَّكم تعلمون كانت الحجة سخيفة جدّاً أنّني أعشق النِّساء وأخشى أن أفتتن بنساءِ بني الأصفر فاذهبوا وأعطيكم المال، فأعرض عنه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم طبعاً كان منافقاً وأعرض عنه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ثمّ بعد ذلك تبيّن له الأمر.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] قبل أن نسترسل في الأسئلة لدينا مداخلة عزيزة علينا الحقيقة من أخينا العزيز الشيخ مُوَفَّق بن عبد الله العَوَض رئيس تحرير دعوة سلسلة الحقّ الّتي تُصْدِرُها رابطة العالم الإسلامي. فنرحّب بكم يا شيخ مُوَفَّق معنا في برنامج التفسير المباشر.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ:[/FONT][FONT=&quot] حيّاك الله يا شيخ. السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ:[/FONT][FONT=&quot] أُحَيّيك وأُحَيّي ضيفَك الكريم الدكتور صفا[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله حييّك نحن شاكرين ومقدّرين استجابتك يا شيخ موفّق الله يحفظك.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ:[/FONT][FONT=&quot] الله يحفظكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot]: نتحدّث يا شيخ موفّق عن سورةِ الأنفال وسورة التوبة الجزء العاشر تحديداً مع الدّكتور محمّد وبودِّنا لو تشير يا دكتور مُوَفَّق إلى قضيّة الثّناء على المهاجرين المؤمنين في آخر السّورة أو في آخر الجزء، هذا الثّناء الّذي يُثنيه الله سبحانه وتعالى على المهاجرين المؤمنين الّذين هاجروا في سبيل الله وصبروا، والتّحذير من اتِّخاذ الكافرين أولياء حول هذه النقطة لو تحدّثنا في حدود خمس دقائق حفظك الله.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ:[/FONT][FONT=&quot] يقول الله سبحانه وتعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {23} }[/FONT][FONT=&quot] الآيات الكريمة هذه العظيمة حذّرنا الله فيها سبحانه وتعالى من أن نُلْقي بالمودَّةِ والمحبَّةِ إلى الكُفّار أو أن نَتَّخِذَهُمْ أولياء من دون الله سبحانه وتعالى ولو كانوا أقربَ النّاس لنا نسباً وقرابة. والخروجُ عن هذا المبدأ الإسلامي الأصيل يُعْتَبَرُ ثغرة وَنَقْص في الإيمان وثغرةٌ ينبغي تداركها. أمّا الولاية الّتي المقصود بها في هذه الآية فهي التّناصب والتّحالف مع الكافرين ولا تتعلّق بمعنى الاتباع في الدّين؛ لأنّ الاتباع في الدّين يعتبر كُفراً وردّة صريحة لا شكّ في ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]كذلك تُرشد هذه المعاني أنّ الله سبحانه وتعالى أنزل على نبيِّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم صدر سورة الممتحنة في شأن حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه وفيه نهى الله تعالى عن موالاة أعداءِ الله. وما كان حاطب متبعاً للكافرين، وإنّما ألقى بشيْءٍ من أسرار النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى الكفّار بحكم ما كان بينه وبين القوم فأراد أن يصنع عندهم يداً فقد كان حاطب رجلاً من المهاجرين بل وكان من أهل بدر وكان له بمكّة أولاد ومال ولم يكن في قريش من أنفسهم بل كان حليفاً ولمّا عزم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على فتح مكّة أرسل إليهم الخبر خشيةً منه على أهل كانوا له في مكّة، فكان ذلك مُوالاةً لهم مع ذلك اعتُبِرَت هذه موالاةً لهم. فالمؤمنون بعضهم أولياءُ بعض والكافرون بعضهم أولياء بعض مهما اختلفت مللهم وتباينت محنهم وتعدّدت راياتهم الّتي يرفعونها، ولن يهدَأَ لهم بالٌ حتى يرُدّوا المسلمين عن دينهم إن استطاعوا. وقد قطع الله سبحانه وتعالى العلاقة بين نوح وابنه، وبين نوح وزوجته، وبين لوط وزوجته، وبين إبراهيم وأبيه، وبين محمّد صلّى الله عليه وسلّم وأقرب النّاسِ إليه، لقد فرّقت بينهم العقيدة. وهذه الولاية تُتَّخذُ في العصر الحاضر صُوَراً شتّى عند العامّة نجد أمثلة لها في أُولئك الّذين هم من بني جِلْدَتِنا ويتكلَّمون لغتنا، ويزعمون أنّهم على ديننا، ولكنّهم صنيعةٌ من صُنّاع أو من صنائع الغرب. كما نجدُ هذا الّذي أشرنا إليه في مجالات كثيرة نجده في مجال التّربية والتّعليم نجد لهذه الأُمّة أن تخضع لمناهج الغرب وهناك صيْحات إلى تغيير المناهج وتغيير وحتى التوحيد حتى الثّقافة الإسلاميّة تُغَيَّر وتُبَدَّل حسب أهواء هؤلاء. نجد كذلك في وسائل الإعلام متنوّعة الّتي تسبح باسم الحضارة الغربيّة وتُمَجِّدها.[/FONT]
[FONT=&quot]كذلك تجدهم في التلقّي عن الكفّار والتّرويج لأفكارهم وآرائهم سواء علمنا بذلك أو لم نعلم. كما نجد ذلك في نشر المذاهب العلمانيّة اللاّتينيّة والأفكار الجَاهليّة هناك صور شتّى حديثة هي تُشابه القديمة، لكن كثيراً من النّاس يغفل عنها. وفي تقليد الكفّار في أمورهم التّافهة كذلك الّتي تُشغل الأُمّة عن معالي الأُمور عن الجَدّ عن العمل النّافع المُثمر، حتى لو دخلوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْناه وهذا ما حذّرنا عنه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم " لَتَتَبِعُنَّ سَنن مَن كانَ قَبلَكم حَذْوَ القُذَّةِ بِالقُذَّة ولو دخلوا جحرَ ضَبٍّ لَدخَلْتُموه ". كذلك إذا سمحتم لي هناك بعض الأمور يعني يجب التّنبيه عليها ليتمّ لفاعلها مجانبة دين المشركين والبراء منهم وتحقيق الولاء لله ورسوله وللمؤمنين:[/FONT]
· [FONT=&quot]الأمر الأوّل: ترك اتّباع أهواء الكفّار في قليل الأمرِ وكثيرِهِ [/FONT][FONT=&quot]{وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ} [المائدة:49] .[/FONT]
· [FONT=&quot]الأمر الثاني: معصيتهم فيما أمروا به؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى نهى عن طاعة الكافرين [/FONT][FONT=&quot]{ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف:28][/FONT]
· [FONT=&quot]الأمر الثالث: ترك الرُّكونِ إلى الكفرة والظّالمين حتى قال تعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} [هود:113][/FONT]
· [FONT=&quot]الأمرُ الرّابع: ترْكُ مَوَدَّةِ أعداءِ الله [/FONT][FONT=&quot]{لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الممتحنة:22] .[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] طيب يا شيخ مُوَفَّق.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] نعم يا أخوي.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot]: سورة التوبة الآن وقد أفاضت إفاضة- كما تفضّلت – في الحديث عن المنافقين قد يسأل سائل ويقول لماذا السّورة الآن فصّلت في صفات المنافقين، ولم تذكر أعيان المنافقين؟ يعني ليس في السّورة أي ذكر لعبد الله بن أُبَيّ مثلاً ولا لغيره وإنَّما ذكرت صفاتهم، ما الحكمة؟[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ:[/FONT][FONT=&quot] هو المقصود هذا، هو المقصود الصفات، المقصود عدم التّشبُّه، المقصود ترك المودّة حتى تكون سورة التّوبة جارية، الأصل هي العبرة، اتخاذ العبرة. القصص الّذي أوردَه القرآن الأصل فيها العبرة ليعتبر بها النّاس ويتّخِذونها منهجاً، فسورة التّوبة هي منهج للمسلمين على مدى التّاريخ حتى يرث الله سبحانه وتعالى الارض ومن عليها.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكر الله لكم يا شيخ موفَّق هذا البيان والإيضاح.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيكم أشكر لكم وأشكر لقناة دليل اهتمامها وصلّى الله على محمّد وآله وصحبه أجمعين.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكر الله للشيخ موَفَّق قادم عبد الله العوض رئيس تحرير سلسلة دعوة الحق التي تصدرها رابطة العالم الإسلامي على هذا البيان والإيضاح. الحقيقة ما ذكره من حديثٍ للصورة عن المنافقين وبعض الضّوابط وأيْضاً التّحذير من ولدّي سؤال في هذا أيْضاً يا دكتور محمّد في قضيّة عندما نقول الآن الطّابور الخامس الطّابور السّادس ودّي توضّح لي أنا وتوضّح للإخوة المشاهدين ما هو الطابور الأول والثاني والثالث والرابع؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] أنا أميل حقيقة إلى اتّهام النّاس بالنّفاق؛ لأنّ أمر النّفاق أمر عظيم جدّاً وهم حكمهم وفعلهم أشدّ خطورة من الكفّار أنفسهم. ولأجل هذا أن نُعَيِّنَ الأشخاص هذا ما نسميه بأهل اسّنّة والجماعة، وإنَّما نحن نقول هذه صفات المنافقين والإنسان يعلمُ إن كان منهم أم لا، أمّا أن نتّهِمَ أُناساً بأعينهم إن كانوا إعلاميّين أو غير ذلك فهذا أمرٌ لا يجوز ولا ينبغي وخاصّة إذا علمنا أنّهم يعلنون بأنهم مُؤمنين. مَن عُرِفَ من أهل النِّفاق في أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان بالوحي كان عن طريق الوحي أما نحن لا وحي لدينا الآن حتى نقول والله فلان منافق، وأنا هنا حقيقة أُطالب وأطلب من كلّ الإخوة وخاصّةً الدُّعاة وأهل الخير أن لا يتّهموا أحداً بهذه الصفات القبيحة، هو يُصَلّي هو يصوم هو يُؤدّي قد يكون مخطئاً قد يكون عاصِياً قد يكون فاهم خطأ قد يكون ما وصل إليه البيان شديداً قد يكون اجتهد فأخطأ، ولأجلِ هذا كلّه أنا لا أُؤيِّد أبداً في قضيّة اتِّهام النّاس أنّهم منافقون أو في تعيينهم. نعم هناك منافقون موجودون بلا شكّ إذا كان في عهد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو أفضلُ عهدٍ وأفضلُ عصر وبتربية النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وبرغم ذلك بقي المنافقون، بل بقي ناسٌ من أهل الكتاب ولا زالوا يحنّون إلى الماضي إلى عبادة العِجلِ وعبادة الحجر والشّجر، وهؤلاء أوّل ما رَأَوْا قُوَّة تدعمهم أتوا بعد ذلك وبدأوا يتحرّكون لزرع الفتن وخلخلة الصّفّ المسلم. نحن لا نشكّ أنّه الآن أيْضاً موجود من هذه النّوعيّات، ولكن نوعيّات لا نعيّنهم بأشخاصهم بأعيانهم وهذا لا ينبغي، وينبغي لكلّ مسلم أن لا يلجأ إلى هذا الطّريق أبداً. هم خاصّة في بلاد المسلمين الآن هم يعني معنا إخوةٌ لنا قد يكون بعضهم والله يا أخي فيهم صلاح فيهم دين ولكن هذا فهمه، تربّى هذه التّربية فالمُفْتَرَض أن يُبَيَّن له هذا الأمر ويوضع أمامه ويوجد كتاب الله هو خير ملجَأٍ لهؤلاء. أنا أنصحهم أيْضاً أن يلجأوا إلى كتاب الله تعالى حتى يستمدّوا مفاهيمهم من هذا الكتاب بعض الكتابات الّتي تكتبوها حقيقة قلقة مقلقة وتزعج وتُؤذي لأنّه يخالف نصوصاً معصومة ويُصادِمُها بصراحة ولكن هو لا يدري بهذا الأمر.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] والمنهجية في القرآن الكريم لكشف المنافقين منهجية غاية في الروعة والأدب والذَّوق أيْضاً فلا تجد فيها تصريح بأسماء منافقين على غيرهم، وإنما هي ومنهم، ومنهم، ومنهم. أنا استوقفني يا دكتور محمَّد.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] عفواً حتى الرّسول صلّى الله عليه وسّلم ما علّم أصحابه بأسمائهم وإنما استأمن عليها حذيفة فقط. ما أعلم الآخرين، وكان بينهم وكان صلى الله عليه وسلم يستطيع أن يقول هذا منافق، وهذا منافق أخرجوه، يعني إذا كان بالوحي وما بيّنهم، فما بالنا نحن نأخذ هذه المهمّة اليوم لأنفسنا وليس لدينا وحي ونتّهمُ النّاس؟!!.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خير. معنا اتّصال من الأخت أمّ الخطّاب من السّعوديّة تفضّلي يا أمّ الخطّاب [/FONT]
[FONT=&quot]أمّ الخطّاب:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أمّ الخطّاب:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيكم يا شيخ. في الآية الخامسة والثّلاثين من سورة التّوبة يقول الله عزّ وجلّ [/FONT][FONT=&quot]{يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ}[التوبة:35][/FONT][FONT=&quot] لِما خصَّ الله عزّ وجلّ هذه الأعضاء بالذّات بالعذاب: الجباه، والجنوب، والظّهور، هل في ذلك حكمة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نعم، بارك الله فيك شكراً جزيلاً بارك الله فيك. استوقفني يا دكتور محمّد أنّه بعد أن ذكر الصِّفات الكثيرة للمنافقين [/FONT][FONT=&quot]{وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي} [التوبة:49][/FONT][FONT=&quot] ومنهم ومنهم قال بعدها قال [/FONT][FONT=&quot]{فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ} [التوبة:77][/FONT][FONT=&quot] أقول ترسيخ هذا النِّفاق في قلوبهم أصبح عقوبةً لهم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] نعم عقوبة لهم لأنّهم ظهر نفاقهم في المحكّ، في الوقت الحرِج تماماً هنا لا يمكن؛ ولأجل ذلك أنا أقول لك هذه السورة سورة تصفية صفّت هذه الغزوة تماماً.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ومن أسمائها يا دكتور محمّد من أسماء هذه السّورة الفاضحة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] الفاضحة، والمقشقِشة وإلخ سمّوها أسماء كثيرة 16 اسم وردت لهذه السّورة، فكلُّها فضحت المنافقين تماماً وأظهرتهم. هذه السّاعة كانت السّاعة محنة حقيقة، ولم يخرج مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلاّ الصّادقون في ذلك؛ ولأجل هذا لمّا رجعوا هذه السّورة أنت تعرف بداية السّورة نزلت في آخر لمّا رجعوا من الغزوة هذه الآية الخامسة عشر الأولى نزلت بعد عودتهم من غزوة تبوك في التوبة. وهذا أيْضاً نكتة لطيفة هنا على قضيّة ترتيب المصحف أنّ التّرتيب توقيفي من عند الله تعالى، وإلاّ الّذي يقرأ سورة التّوبة يظنّ أنّ الأحداث هكذا تسلسلت ولا يستطيع أن يفصِلَ شيئاً، ولأجل هذا أذكر كلام جميل جدّاً لمحمّد عبد الله دراز في كتابِه الّذي عرضتموه أمس يقول في ذلك: "فأنّ القرآن الكريم كان في اللّوحِ المحفوظ مثل مبنى وكان محكَماً وأراد صاحبه أن ينقلَه من مكانٍ إلى مكان قبل أن يُؤمَر بنقله رقّم اللّبِنات، ثمّ أمر بنقلِها فَنُقِلَت من غيرِ ترتيب، ثمّ لمّا أصبحت كلّ المكونات في الطّرف الآخر أمر ترتيبيها فرجع مبنًى جميل مُحْكَم بمثلِ ما كان في الأول". هكذا نزول القرآن الكريم نزل منجَّماً في بعض الآيات بينها سنة كاملة، في بعضها أولها في المكّي وآخرها في المدني يعني الّذي جاء بعد الهجرة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هذا يقودني يا دكتور محمّد لسؤال يسأله كثيرٌ من النّاس يعني في سورة التّوبة لماذا سورة التّوبة لم تبدأ بالبسملة؟ فبعض العلماء يقول لأنّها بدأت بالقتال والبراءة وإلخ لكن هناك سور أخرى في القرآن الكريم أُمِرَ فيها بالقتال، ومع ذلك بدأت بالبسملة مثل سورة محمّد فما هو الرّأي الذي يتبين لديك؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] يعني طبعاً نحن نعرف أنّ السّند أو الرِّواية الصّحيحة في ذلك أنّه لمّا سُئِلَ عثمان رضي الله عنه لِمَ عمَدْتُم إلى البراءة ولم تضعوا فيها البسملة؟ قال: "احتسبناها من الأنفال وكانت سورةً واحدة في موضوعِها" من جانب الموضوع فحسبناها منها فلم نضع البسملة، وإن كان بعض العلماء يبحثون عن العِلَّة. الحقيقة يجب هنا في مثلِ هذه الأمور أن نقف عند الثابت، الّذي ثبت أنَّ النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لم يقرأ في التّوبةِ بالبسملة، وهذا كان قبل ترتيب عثمان فلم يقرأ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالبسملة أصلاً في التّوبة والقراءة سنّة متّبعة فنكون متابعين للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. ولكن لا مانع أن نبحث عن العِلّةِ في ذلك، بعضهم قال: أنّ هذه السّورة فيها قتال، والبسملةُ فيها أمانٌ ورحمة، فكيف نبدأُ بالأمانِ والرّحمة ثمّ نأمُرُ بالقتالِ في ذلك؟! قالوا لأجلِ هذا الأمر حُذِفَت البسملةُ من ذلك؛ حتى يكونَ هناك الأمر بالقتال، القتال في هذه السورة كما قلت لكم على هذا الأمر كان في عهد وفي عصر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حينما كان المشركون الوثنيّين تحرّكوا للقضاء على الإسلام والمنعِ من مَدِّهِ والمنافقون ساعدوهم في هذا الأمر فجاء هذا الأمر بالقتالِ لهم حتى لا يعودوا مرّةً ثانية إلى محاربة المسلمين، ولأجل هذا عمر بن الخطّاب أمّا لمّا سُئل في ذلك، في قضية الأسرى لما سُئل في هذا الأمر قال: حتى لا يعودوا مرّةً ثانية فيقاتلوا وحتى يهابنا المشركون فإذاً كان هناك هدفان حقيقة حتى لا يعودوا للأسرى مرّة ثانية ويُقاتلوا المسلمين مرّة ثانية في قضيّة الأسرى، وأيْضاً حتى يهابهم المشركون. فإذاً في قضية البسملة هنا لم تأتِ البسملة لأنّ الأمر كان في قتال، والبسملة أمانٌ ورحمة، والمسلم دائماً أمانٌ ورحمة، ولكن ماذا نفعل؟ إذا كان هؤلاء حتى الأشهر الحرم كما جاءت في السورة استغلوها لمحاربة المسلمين؟! ولأجل ذلك نحن في هذه الأشهر الحرم الأربعة ذو القعدة وذو الحِجّة ومحرم ورجب مأمورون أن نقف عن القتال تماماً أن لا نبدأ القتال بأحد وهذه كلُّها فرصة لأجل أن يُعيدوا النظر في مواقفهم من هذا الدّين الحنيف حتى يدخلوا فيه، ولكن هم إذا حاربونا ماذا نفعل؟ ليس لنا إلاّ أن نُقاتل.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة يا دكتور محمّد وأنت تتحدّث عن القتال سورة التوبة الحقيقة سورة مخيفة فيها كشف وفضْح لهؤلاء المنافقين، ولذلك يقول ابن عبّاس لا تزال السّورة تقول: "ومنهم" "ومنهم" حتى ما تركت أحداً فأنا أتخيّل وهي تنزل كلّ واحدٍ منهم حَذِر ولذلك عبّر الله فقال [/FONT][FONT=&quot]{يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ} [التوبة:64][/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]نختم والحقيقة الوقت ضيِّق وضاق علينا يا شيخ محمد لكن نريد أن نجيب على سؤال الأخ عبد الله يقول: في قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ} [التوبة:110][/FONT][FONT=&quot] يقول: مَن هم هؤلاء؟ هل هم المنافقون؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] هم المنافقون.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهو إشارة إلى المسجد الّذي بنوه [/FONT][FONT=&quot]{الّذين اتّخذوا مسجداً ضرارً}[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] أنا أريد هنا الحقيقة إن كان عندك وقت.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] دقيقة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] نعم، الأمر بإعداد العِدّة لإرهاب للعدو لأنّه هذا حديث السّاعة، نحن لا نقاتلُ أحداً، ولا نأمُرُ أحداً بالدّخولِ في ديننا، ولكننا مأمورون بنشرِ دين الله تعالى، فنحن ننشر ونسير في طريقنا بأمان ولا نتعرَّضُ لأحد نُسمعهم كلام الله تعالى ثمّ هم أحرار {[/FONT][FONT=&quot]لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون:6][/FONT][FONT=&quot] ولكن إن أتى حاجزٌ أمامنا في طريق الدّعوة ومنعنا من نشر هذه الدّعوة، نحاول أن نتفاداه هذه المرّة ونمشي في طريقنا في تبليغِ دعوة الله، إذا كان هذا العائق صلْباً لا بُدَّ لنا أن نحطِّمَ جزءاً منه حتى نمرّ، ولأجل هذا نحن غير مأمورين أن نقاتلهم كلّهم فإذاً نحن نعِدُّ العِدّة. والعِدّة جاءت نكرة مطلقة حتى يدخل في ذلك الإعداد في السّلاح ويدخل في ذلك الإعداد بناء الفرد المسلم وثقيفه وربطه بعقيدته وبربّه هذا من الإعدادِ للقوّة، يدخل في ذلك معرفة الآلات والأجهزة الحديثة في ذلك الإعداد للقوة، يدخل في ذلك تربية الجندي المسلم كيف يصمُدُ في المعركة، وكيف يصمد حتى الرجل الإعلامي الحقيقة لازم أن يُعِدَّ العِدّة لهذا الأمر، هو في حواره وفي نقاشه وهكذا هذا كلّه يؤدّي إلى هذا الأمر فإذن هنا العدّة مطلقة والأصل في ذلك ليس لقتل الأعداء ولكن لإرهابهم حتى لا يتعرّضوا لنا ويقتلونا. نحن أُمّةٌ نريد أن نبلِّغ كتاب الله تبارك وتعالى بأمانٍ وسلام من آمن فليُؤمن ومَن كفر فليكفر {[/FONT][FONT=&quot]لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون:6] [/FONT][FONT=&quot]ولكن إن جاءنا مَن يُعيقُ هذا الأمر ويقع أمامنا لا بدّ لنا أن نشق وأن ننفّذ كلام الله تبارك وتعالى لبتليغ دعوته.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك يا شيخ محمّد ويبارك فيك نفع الله بك وجزاك الله خيراً. الحقيقة كلّ محور من المحاور يستغرقُ حلقات وأنا كلّما رأيت المحور ونظرت إلى الساعة حزنت حقيقة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] يعني أنتم لو قسّمتموه حسب السّور كان 114 يوم أنتم قسّمتموها بالأجزاء فصارت ثلاثين يوماً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نعم لأن شهر رمضان ثلاثين يوم فقط، أشكر الحقيقة شكراً جزيلاً على ما تفضلت به. أشكركم أيُّها الإخوة المشاهدون وأشكر باسمكم جميعاً أخي العزيز [محمد صفا بن شيخ الحقي العدواني الأستاذ بجامعة الإمام، المتخصِّص بالدّراسات القرآنيّة والمشرف على موقع سند التّابع لرسالة الإسلام.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] أشكر الإخوان وأعتذر للإخوة الّذين ما أجبنا على أسئلتهم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وبالنسبة للأسئلة الّتي سُئلنا فسنجيب عنها في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى. أُكرر شكري لكم جميعاً وأراكم غداً بإذن الله تعالى أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
‫التفسير المباشر (1429) الحلقة (10) الجزء العاشر‬‎ - YouTube
 
[FONT=&quot]التفسير المباشر[/FONT]
[FONT=&quot]الحلقة الحادية عشرة[/FONT]
[FONT=&quot]11-9-1429هـ[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]بسم اللهِ الرّحمنِ الرّحيم، الحمدُ للهِ رَبِّ العالَمين، والصّلاةُ والسَّلامُ على أشْرَفِ الأنبِياءِ وَالمُرْسَلين سيِّدِنا وَنَبِيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ أجْمَعين. مرحباً بكم أيُّها الإخوةُ المُشاهِدون في برنامجكم اليومي [التّفسير المباشر] الّذي يأتيكم من قانتكم الفضائيّة قناة دليل من استديوهاتها في مدينة الرّياض.[/FONT]
[FONT=&quot]اليوم بإذن الله تعالى هو اليوم الحادي عشر من شهرِ رمضان المبارك من عام: تسعةٍ وعشرين وأربعِ مِئَةٍ وألف وسوف يكونُ حديثُنا عن الجزء الحادي عشر من أجزاء القرآن الكريم. وأُذَكِّرُكُم بأرقام الهواتف الّتي تظهَرُ أمامكم على الشّاشة للاتّصال والاستفسار، وأيْضاً رقم الهاتف الجوال الّذي يمكنكم من خلاله التّواصل عبر الرّسائل فقط وهو (0532277111)[/FONT]
[FONT=&quot]كما تعوَّدْنا في كلّ حلقة أن نبدأ بذكر أبرز الموضوعات الّتي تناولها الجزء الّذي هو مدار حديثِنا، والجزء الحادي عشر من أجزاء القرآن الكريم يبدأ من الآية الثالثة والتّسعين من سورة التوبة مع سورة يونس عليه الصّلاة والسّلام، وخمسِ آياتٍ من أوّلِ سورةِ هود عليه الصّلاةُ والسّلام.[/FONT]
[FONT=&quot]وأبرز الموضوعات الّتي تناولها هذا الجزء هي:[/FONT]
· [FONT=&quot]خبر المنافقين الّذين تخلَّفوا عن الجهادِ في غزوةِ تبوك.[/FONT]
· [FONT=&quot]وبناءِ مسجِدِ الضِّرار.[/FONT]
· [FONT=&quot]ثمّ ذِكْر صفات المؤمنين المجاهدين الّذين باعوا أنفُسَهم في سبيلِ اللهِ تعالى.[/FONT]
· [FONT=&quot]ثمّ قصّةُ التّوبة على الثّلاثةِ الّذين خُلِّفوا.[/FONT]
· [FONT=&quot]ثمّ يأتي حديثُ سورةِ يونس عن أصول العقيدةِ الإسلاميّة، ولا سيَّما الإيمانُ بالرِّسالةِ والرُّسُلِ عليهم الصّلاةُ والسّلام.[/FONT]
· [FONT=&quot]وذِكْرِ شُبُهاتِ المشركين حولَها والرَّدِّ عليها.[/FONT]
[FONT=&quot]هذه هي أبرزُ الموضوعات، وهناك بعض المحاور الّتي يمكن أن نتناولَها في أثناءِ حديثِنا مع ضيفِنا الكريم بإذن الله تعالى في هذا الحوار.[/FONT]
[FONT=&quot]باسمكم جميعاً أيُّها الإخوة المشاهدون أُرَحِّبُ بِضيفِ هذه الحلقة وهو فضيلةُ الشّيخ الدّكتور صالح بن يحيى صواب، الأستاذ المشارك في جامعةِ صنعاء والمُتَخَصِّص في الدّراسات القرآنيّة وعضو مُلْتقى أهل التّفسير على شبكةِ الإنترنت. حيّاكم الله يا أبا أيمن مرَّةً أخرى.[/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] حيّاكم الله وفرصةٌ طيِّبة. إذا سمحتَ لي بالبداية قبل أن نبدأ طالما أنّك ذكرْتَ هذه المحاور، وهي مجرَّدُ لفتة لقارِئِ كتابِ الله سبحانه وتعالى فأنا أُريد أن أُضيفَ بعضَ المحاور، أو بعضَ الموضوعات الّتي ينبغي أن يقِفَ عندها القارئ، وهي كثيرةٌ جدّاً، ولكن من بابِ التّنبيهِ في هذا الجزء ولعلَّنا نُناقش ما تيسَّرَ منها في هذا اللِّقاء.[/FONT]
[FONT=&quot]أوَّلُ هذه الموضوعات:[/FONT]
· [FONT=&quot]أنَّ جزءًا من هذه السّورة، والذي سأتحدّث عنه وهي سورة التوبة، تحدّث عن تصنيف الطّوائف حول النّبيِّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم وحول المدينة، فذكرت هذه الآيات صفات المنافقين والأعراب وطبائعهم والمُتَخَلِّفين وأصحابُ الأعذار ومَن ليس لهم أعذار إلى غير ذلك.[/FONT]
· [FONT=&quot]حدَث بارز وهو مسجدُ الضِّرار وهذا لعلّك أشرْتَ إليه.[/FONT]
· [FONT=&quot]أيْضاً هناك دعوى بأنَّ في قول الله سبحانه وتعالى[/FONT][FONT=&quot] {[/FONT][FONT=&quot]أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ[/FONT][FONT=&quot]} [التوبة:109][/FONT][FONT=&quot] إلى آخرِ الآيات، هناك دَعْوى بِأنَّ فيها إعجازاً فيما يتعلّق ببُرْجَيْ التِّجارة في نيوروك وهذه أيْضاً من الأخطاء الشّائعة الّتي لا بُدّ من التّنبيه إليها.[/FONT]
· [FONT=&quot]قصّة الثّلاثة الّذين خُلِّفوا هي أيْضاً من الموضوعات الّتي تستحقّ الوقوف.[/FONT]
· [FONT=&quot]كذلك أيْضاً مَثَل عجيب في سورةِ يونس، وهو تمثيل وتشبيه الحياةِ الدُّنيا كماءٍ أنزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الأرْضِ مِمّا يَأْكُلُ النّاسُ والأنْعام. هذه تستحقّ الوقوف عليها.[/FONT]
· [FONT=&quot]هناك أيْضاً في سورةِ يونس قول الله سبحانه وتعالى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}[/FONT][FONT=&quot] بيانُ هذه الزّيادة.[/FONT]
· [FONT=&quot]ثمّ الحديث عن المؤمنين وحالِ المُؤمنين[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ} [يونس:26][/FONT][FONT=&quot] وهذا في مقابل [/FONT][FONT=&quot]{وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} [يونس:27][/FONT]
· [FONT=&quot]في سورةِ يونس أيْضاً قصّة قوم يونس، وهذه السّورة سُمِّيَت سورة يونس لأنَّ قصَّةَ يونس كانت بارزةً في هذه السّورة فهي بحاجة إلى شيْءٍ من البيان.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]وأخيراً لأصحابِ البيان الّذين هم ما شاء الله هم موجودون في المتَّصِلين[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ} [يونس:42][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَمِنهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ} [يونس:43][/FONT][FONT=&quot] فهذه ربَّما نحتاج إن أمكن أن نقف عندَها لماذا قال [/FONT][FONT=&quot]{يَسْتَمِعُونَ} [/FONT][FONT=&quot]وقال[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{يَنظُرُ}[/FONT][FONT=&quot] ولم يقُلْ [/FONT][FONT=&quot]{يَنظرُونَ}[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]هذه بعض المحاور الإضافيّة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]حفظك الله يا أبا أيمن حقيقة أنا شاكر ومُقَدِّر لهذا التّنظيم والتّرتيب، وأذكر حتى في الحلقة الماضية عندما أحضَرْتَ لي تقسيمك للمحاور: الكلمات الغريبة في الجزء، الآيات المُشْكِلة، والإعراب المشكل، لكن يحول بيننا وبين تنفيذ هذا الأمر يا أبا أيمن هو ضيق الوقت فلذلك نحن نُسَدِّد ونُقارب. [/FONT]
[FONT=&quot]قبل أن نبدأ في موضوع حلقَتْنا اليوم نريد إذاً نَفي بوعدِنا لإخواننا المتّصِلين الّذينَ سأَلونا بحلْقةِ الأمس عن الجزء المُتَبَّقي والمُتَداخل في سورةِ التّوبة أيْضاً مع عمَلِنا اليوم.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ أبو بلال سأل سؤالاً أمس عن الآية رقم 67 في سورة التوبة فقال: لماذا عبَّرَ اللهُ عندما ذكر المنافقين، فقال [/FONT][FONT=&quot]{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ}[/FONT][FONT=&quot] ولمّا جاء إلى المؤمنين قال [/FONT][FONT=&quot]{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ}[/FONT][FONT=&quot] فيقول: لماذا قال في المؤمنين أولياءُ بعض؟ وقال في المنافقين والمنافقات بعضهم من بعض؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة أنا قبل أن أُجيبَ على هذا السُّؤال أو أُجيبَ عن هذا السُّؤال أُريد أن أُذَكِّر بأنَّ اللهَ سبحانه وتعالى قد وصف الكُفّار بأنَّ بعضهم أولياءُ بعض. فلاحِظ: المؤمنونَ والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، بل حتى على الكفّار [/FONT][FONT=&quot]{وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} [الأنفال:3[/FONT][FONT=&quot]]، لكن الحديثُ هنا عن المنافقين، والوِلاية تعني النُّصرة، والمنافق لا يُؤْمَلُ منه أن يَنْصُرَ حتى أخاهُ المنافق، فليس بين المنافقينَ نُصْرة، وليس بينهم ما تعنيهِ الولاية، فالوِلاية ليست موجودة بينهم فهم طوائف، أصحاب مصالح، أصحاب مبادئ مُتَقَلِّبة ليس لها مبدأ مُعَيَّن ينتمونَ إليه، ومن ثَمَّ لم يحْسُن أن يُوصَفَ هؤلاءِ بالوِلاية فيما بينهم بأنَّهم أولياء، فهم ليسوا أولياء لبعضهم البعض.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] جميل، هذه لفتةٌ جميلة.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ أبو أحمد أمس سأل سؤالاً وهو سؤال سِياقي في الحقيقة في قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} [الأنفال:52] [/FONT][FONT=&quot] في آية 46 من سورةِ الأنفال يقول: لماذا قال [/FONT][FONT=&quot]{كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ} [/FONT][FONT=&quot]ولم يقُل كدأبِ آلِ صالح وآلِ هود أو آلِ كذا لماذا خصَّ آلِ فرعون بالتّشبيه في هذه الآية؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة يعني هنا العلماء يذكرونَ أشياء لعلّ من أبرَزِها:[/FONT]
[FONT=&quot]أوَّلاً: هذه الآية تتحدَّث عن الكُفّارِ عموماً، ونحن نعلم أنَّ هذه السّورةَ سورةٌ مَدَنِيَّة، وأيْضاً اليهود كانوا موجودين، وعِلْمُ اليهود بآلِ فرعون وتاريخهم أكثرَ من عِلمِهم بعادٍ وثمود، عندما يأتي الحديث والخطاب للمشركينَ في مكّة كانت تُوَجَّه الأنظار غالِباً إلى عادٍ وثَمود؛ لأنَّهم عَرَفوا أخبارَهم، فهنا الحديث هذه مسألة.[/FONT]
[FONT=&quot]ثمّ لعلَّ هنا شيء يعني ما ورد في القِصّة شيء من استكبار الكُفّار وعُلُوِّهم وطُغْيانهم، وهذا الاستكبار يتمثَّل أكثر ما يتمثّل طبعاً في فرعون وما كان من شأنه حتى أنَّهُ قال[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات:24][/FONT][FONT=&quot] فهؤلاءِ إذاً بكبريائهم وغطرستهم ساروا على نهجِ فِرْعَون فهم إلى منهجِ فِرْعَوْنَ أقرب.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل، وأيْضاً الآيات [/FONT][FONT=&quot]{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ} [الأنفال:47][/FONT][FONT=&quot] وهي أشبه أن تكون بحال فرعون وقومه، جزاك الله خيراً.[/FONT]
[FONT=&quot]هنا سؤال وردَنا من الأخت أم الخطّاب من السّعودِيّة تسأل عن الآية 35 من سورة التوبة وهي قوله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ} [التوبة:35][/FONT][FONT=&quot] –نعوذ بالله من ذلك– فتسأل لماذا خصّ الله هذه الأعضاء الجباه والجنوب والظّهور بالذّكر؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً هذه يعني التّخصيص لا يعني عدمَ العموم فإنَّهم يُصْلَوْنَ جهنَّمَ ويُصَلَّوْنها – كما جاء في بعضِ القراءات – ولكن ذكر العلماءُ هنا أحدَ أمورٍ كثيرة، ولكن لعلّ نذكُرُ منها: [/FONT]
ü [FONT=&quot]من العلماء مَن قال: "ذكر هذه الأشياء؛ لأنَّها أشرَفُ الأعضاء" الجباه والظّهور والجنوب.[/FONT]
ü [FONT=&quot]ومنهم مَن قال: "لأنَّها أُصولُ الجِهاتِ الأربعة" الجبهة للمقدِّمة، والجنوب من الجهتين اليمنى واليُسرى، والظّهور من الخلف، ومن ثَمَّ يكون العذاب قد شملهم في ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] وكما في الآية الأُخرى في قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} [القلم:16][/FONT][FONT=&quot] يعني؛ للتّشويه والإهانة –والعياذُ بالله-.[/FONT]
[FONT=&quot]أيْضاً سؤال وردنا يا أبا أيمن في الجوال يقول: ما المعنى البلاغي الّذي تُضيفُهُ (ما) في قوله تعالى في سورةِ الزُّمَر { حتّى إذا ما جاءوها } (ملاحظة: السؤال فيه خطأ في الآية التي استشهدت بها الأخت السائلة فلم ترد في سورة الزمر (ما) وإنما وردت في الآية 20 من سورة فصلت وهي قوله تعالى (حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) فأرجو التنبه للأمر).[/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] هذه (ما) هنا يسمّيها العلماء زائدة ومنهم مَن يُسَمّيها الصِّلة وفائدَتُها: التّأكيد وهي لا تُؤثِّر على المعنى فالمعنى واحد. يعني سواءٌ قُلنا: [/FONT][FONT=&quot]{حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا} [الزمر:71][/FONT][FONT=&quot] من حيث المعنى الإجمالي، أو قلنا: { حتى إذا ما جاءوها }، ولكنّها هنا يذكر بعض العلماء سواءٌ كانت (ما) أو (أن) أحياناً أو نحوها من الحروف الّتي تُسَمّى بأنّها زائدة، أو بأنّها صِلة، هذه الأحرُف فائدَتُها: التّوكيد وَشِدَّة الارتِباط بين الشّرطِ وجوابِهِ. يعني: مثلاً قال الله عزّ وجلّ [/FONT][FONT=&quot]{وَلَمَّا أَن جَاءتْ رُسُلُنَا} {فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ} [القصص:19][/FONT][FONT=&quot] ففيه شِدَّة ارتباط بمُجَرَّدِ ما حصل هذا كانت النّتيجة مباشرة، وهكذا الحالُ هنا [/FONT][FONT=&quot]{حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ} [/FONT][FONT=&quot]أو في قراءة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا}[/FONT][FONT=&quot] فكأنَّهُ بمجَرَّدِ المجيء تُفَتَّحُ الأبواب، فهذه هي فائدتُها؛ أنَّ هناك ارتباطٌ بين المجيء وبين سُرْعةِ تفتيحِ الأبواب أو تفتحُ الأبواب.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأيْضاً يحضرني يا أبا أيمن تصديقاً لكلامك قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ} [آل عمران:159][/FONT][FONT=&quot] فالمعنى يستقيم لو قلت: فبرحمةٍ من اللهِ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] الكلام يستقيم، فهي مهمّةٌ في التأكيد وهي موجودةٌ في كلامِ العرب بكثرة وهذه هي فائدتُها.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك يا أبا أيمن.[/FONT]
[FONT=&quot]سائلٌ يسأل عن علاقة الآية 116 بما بعدها في سورة التوبة عن طريق الجوال يقول: الآية الّتي في سورة التّوبة رقم 116 وهي قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} [التوبة:116][/FONT][FONT=&quot] يقول: ما علاقتها بما بعدها [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } [التوبة:111]؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] هذه الآية جاءت بعد الحديث عن قصَّةِ استغفارِ إبراهيمَ لأبيه، فاللهُ عزّ وجلَّ يقول: [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ {114} [/FONT][FONT=&quot]ثم جاءت هذه الآية[/FONT][FONT=&quot] { إِنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}[/FONT][FONT=&quot] ثمّ جاء بعدها [/FONT][FONT=&quot]{ لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ} [التوبة: 117[/FONT][FONT=&quot]] والّذي يظهر والله أعلم من وجود هذه الآية الّتي وردت بين فِئَتَيْن:[/FONT]
· [FONT=&quot]إحداهما لم يتُب اللهُ عليها؛ وهو: والدُ إبراهيم (آزر).[/FONT]
· [FONT=&quot]والثّانية: تاب الله عليها.[/FONT]
[FONT=&quot]فهي بيانٌ بأنَّ اللهَ عزَّ وجلّ، بأنَّ اللهَ سبحانه وتعالى هو المالِكُ المُتَصَرِّفُ في أحوالِ النّاس، فلَهُ سبحانه وتعالى أن يقبَلَ مَنْ شاء من عباده وأن يتوبَ عليهم، وله سبحانه وتعالى أن لا يقبلَ مَن شاء ممَن أعرض عن هداه سبحانه وتعالى فالأمور كلُّه بيدِ الله؛ حتى وإن كان (آزرُ) هو والدُ إبراهيمَ الخليل فلم يقبلِ الله عزّ وجلّ توبته، أو لم يتب، ولم يهْدِهِ اللهُ عزّ وجلّ، ومن ثَمَّ فهذا هو أمرُ اللهِ سبحانه وتعالى وله مُلْكُ السَّماواتِ والأرض.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] سبحانه وتعالى، جزاك الله خير يا دكتور. معنا اتّصال يا أبا أيمن من الأخ أبو محمَّد من العراق تفضّل يا أبو محمّد حيّاكم الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو محمّد:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمةُ الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو محمّد:[/FONT][FONT=&quot] رمضان مبارك عليكم وعلى كل أمة محمد[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يبارك فيك. اللهمّ آمين تفضل يا أبا محمد.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو محمد:[/FONT][FONT=&quot] أحبّ أن أسأل سؤالاً حول حديث الرّسول صلّى الله عليه وسلّم الذي يقول: شهر رمضان العشر الأولى أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عِتقٌ من النّار، فهل هو هذا الحديث صحيح أم ضعيف؟ وشكراً بارك الله فيكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] شكراً جزيلاً لك. نجيب على سؤاله يا دكتور ثم ندخل في محاورنا؟ باعتبار أنّه من العراق والعراق لهم مكانة خاصّة عندنا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] على كلّ حال كما ذكر أهل العلم أنَّ هذا الحديثَ لم يصِح عنّ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وعلى آلِهِ وسلَّم، وهو ما أعلمه ومن ثَمَّ فلا ينبغي نسبته إلى النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آلِه وسلّم، ولكن رمضان فيه من النّصوص الشيء الكثير التي تُغني وتكفي عن مثلِ هذا الحديث.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأيْضاً يا دكتور معناه يعني الحديث يقول: (أوّله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النّار) وهو كلّه رحمة وكلّه مغفرة وكلّه عتق من النّار. نعم جزاك الله خيراً.[/FONT]
[FONT=&quot]ندخل يا دكتور صالح في المحاور الرّائعة الّتي ذكَرْتَها في قوله سبحانه وتعالى في [/FONT][FONT=&quot]{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} [التوبة: 100] [/FONT][FONT=&quot]هذا التّقسيم الّذي قسَّمتْهُ هذه الآية للطّوائف الّتي حولَ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من السّابِقين من المهاجرين ومن الأنصار ومن الأتباع الّذين اتّبعوه، لو يكون هناك شرح حول هذا الموضوع.[/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة ممّا اهتمّت به سورةُ التّوبة هو: بيان هذه الطّوائف، ولكن هنا الحديثُ عن السّابِقين الأوّلين [/FONT][FONT=&quot]{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ} [/FONT][FONT=&quot]مِنَ العلماء مَن ذهب إلى أنَّ السّابقين المرادُ بهم: [/FONT]
· [FONT=&quot]أوائلُ الصّحابة إمّا مَن شهِدَ بَدْراً، أو أهل بيْعَةِ الرّضوان، ومن ثَمَّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم}[/FONT][FONT=&quot] مِنَ الصّحابة أيْضاً. [/FONT]
· [FONT=&quot]ومنهم مَن ذهب إلى أنَّ السّابقين المراد بهم: جميعُ الصّحابة؛ فكُلُّهم سابقون، ويأتي بعد ذلك قول الله عزّ وجلّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ} [/FONT][FONT=&quot]الّذين هم التّابعون.[/FONT]
[FONT=&quot]فهذانِ قَوْلانِ للعلماء في معنى هذه الآية.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]رائع جداً. الحديث يا دكتور صالح عن مسجدِ الضِّرار في قوله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [التوبة:107][/FONT][FONT=&quot]؟ لماذا سُمي بمسجد الضرار؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة هذه الآية أوَّلاً تحتاج توضيح من حيث القصّة، ولكنّها أيْضاً فيها فوائدُ دعوية كثيرة جدّاً، وفيها من الفوائد ما لا يمكن حصرُه. هذه الآية طبعاً تتحدّث عن مسجدِ الضَّرار، ومسجدُ الضِّرار عندما قَدِمَ النّبيُّ صلّى الله عليه وعلى آلِه وسلّم إلى المدينة كان هناك رجُل من الخزرج يُدعى "أبو عامر الرّاهب" وكان نصرانيّاً، فلمّا ظهر أمرُ النّبيِّ صلّى الله عليه وعلى آلِهِ وسلّم ضاق به الحال، فذهب إلى مَلِكِ الرّوم وبقي عنده، ثمّ كتب إلى أتباعه وأعوانه من المنافقين، وطلب منهم أن يبنوا مسجداً، هذا المسجد في ظاهره للضُّعَفاء والمساكين، ولكنَّه من حيث[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] باعتبار يا دكتور قالوا أنّه منزلنا بعيد عن المسجد النّبوي فنُصَلّي هنا.[/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] نعم، وطلب منه أن يبنوا مسجداً وجاءوا إلى النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم، وقالوا بنينا مسجداً للضُّعفاء، والمساكين والعَجَزة، ونريد منك أن تُصَلِّيَ فيه؛ حتى يُقِرَّهم على ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يفتتحه افتتاحاً رسمياً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] تفتتحه افتتاحاً رسمياً، كان النّبيُّ صلّى الله عليه وعلى آلِه وسلّم مُتَجَهِّزاً لغزوةِ تبوك، فوعدهم أن يُصَلِّيَ فيه بعد أن يعود. فذهب النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم إلى تبوك وفي عودته وقبل أن يصِل إلى المدينة نزلت الآية تفضَحُ شأنَ المنافقين، وتُبَيِّنُ أنَّ هذا المسجد لم يُبْنَ لوجهِ اللهِ سبحانه وتعالى وإنَّما أرادوا به ضِراراً وكُفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرْصاداً لِمَن حارب اللهَ ورسولَهُ من قبل. فهم أرادوا بهذه الأشياء أرادوا أن يضُرّوا المسلمين، وأن يجعلوه أيْضاً منافِساً لمسجِدِ قباء ولمسجدِ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آلِهِ وسلّم، وأرادوا به الكفرَ وأرادوا أن يُفَرِّقوا بين المؤمنينَ بسببِ هذا المسجد، وأن يجعلوه مَرْصَداً لأبي عامر الرّاهب الّذي سُمِّيَ "أبو عامر الفاسق" فيما بعد وأتباعه، ولكن كان القرآنُ أسبق، فأمر النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم بهدمِ ذلك المسجد وإحراقه، وفعلاً هُدِمَ وأُحْرِق، وفي هذا دلالاتٌ كثيرة، ولعلّ من أبرَزِ هذه الدَّلالات في هذه الآية: [/FONT]
[FONT=&quot]أوَّلاً:[/FONT][FONT=&quot] الإعجاز الغيبي الّذي هو غيْبُ الحاضر، من أخبر محمَّداً صلّى الله عليه وعلى آلِهِ وسلّم بما أراد هؤلاء لبما انطوت عليه قلوبهم، فلا يعلمُ ذلك إلاّ الله، أمّا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم فهو بشر، وقد صدّقهم عندما جاؤوا إليه، ووعدهم أن يُصَلِّيَ في هذا المسجد، لكنَّ الوحيَ نزل من السّماء يخبِرُهُ بذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]المسألة الثانية:[/FONT][FONT=&quot] أنّ مثل هذه المؤسَّسات الّتي هي تحاربُ الإسلام حتى وإن كان ظاهرها الخير فلا خيرَ فيها، مسجد يُهْدَم؟! نعم يُهْدَم طالما أنَّ الأساسَ أساسٌ باطل[/FONT]
[FONT=&quot] د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]{عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ}[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] نعم، ولذلك جاءت الآيات [/FONT][FONT=&quot]{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ } [التوبة: 109].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله أكبر! والله الحقيقة يا دكتور أنَّني تحضرني كثيرٌ من الصُّور الّتي تشبه هذا المسجد في تاريخِ المسلمين، يعني هي ما قامت بعض المؤسّسات أو بعض المساجد بُنِيَت، أو بعض الأعمال إلاّ مُضارَّةً ومُخاصَمة لأهلِ الحقّ، وصرف لأنظار النّاس عن بعضها سبحان الله العظيم! القصّة تتكرَّر.[/FONT]
[FONT=&quot]القصّة الطّريفة الّتي ذكرتَها يا دكتور في الآية رقم 110 لكن قبل ذلك نأخذ اتّصال من الأخ سليمان من السودان حتى لا نطيل عليه، ثمّ نعود إلى حديثِنا حيّاكم الله يا شيخ سليمان [/FONT]
[FONT=&quot]سليمان: السّلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] وعليك السّلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]سليمان: ما تفسير الآية في الجزء الحادي عشر من سورة يونس (وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (12))؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] شكراً يا أخ سليمان أهلاً وسهلاً بك وبأهل السودان جميعاً.[/FONT]
[FONT=&quot]نعود إلى الآية رقم 110 يا دكتور قد سألَنا سائل بالمناسبة عن طريق الجوال عن هذه الآية وهي قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة:110][/FONT][FONT=&quot] أوَّلاً: ما معنى هذه الآية؟ ثمّ ما هي قصّة 11 سبتمبر الّذي ذكرتَها؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] أمّا هذه الآية أوَّلاً فهي مرتَبِطَةٌ بالآية الّتي ذكرناها قبل قليل وهو الحديثُ عن مسجدِ الضِّرار [/FONT][FONT=&quot]{وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ {107} لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى}[/FONT][FONT=&quot] مسجدُ قباء أو المسجدُ النّبوي على قولين للعلماء {أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ}. ثمّ وصف الله عزّ وجلّ هذا المسجد بأنَّهُ أُسِّسَ على التّقوى، وقارَن بين أساسين:[/FONT]
· [FONT=&quot]أساسٌ لهذيْنِ المسجديْن مسجدُ النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم ومسجد قُباء.[/FONT]
· [FONT=&quot]وأساسٌ لمسجدِ الضِّرار.[/FONT]
[FONT=&quot]فلا يستوي هذا وذاك[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة:109][/FONT][FONT=&quot] لا يستويان. ثمّ قال سبحانه: [/FONT][FONT=&quot]{لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ} [/FONT][FONT=&quot]المسجد الّذي بناهُ المنافقون لا يزالُ ريبةً في قلوبهم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ} ب[/FONT][FONT=&quot]معنى إلاّ أن تموتَ هذه القلوب، فإذا ماتت هذه القلوب انتهى أمرهم. إذاً أي أنَّ الحسرة ستظلُّ في قلوبهم حتى الموت وهذا هو الرّاجح عند العلماء في قوله[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ}[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] والرِّيبة ما هي الرِّيبة يا أبا أيمن؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً الرِّيبة هي الشّكّ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]الشّكّ القلق والخوف والاضطراب. [/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] نعم هذا هو معنى الآية.[/FONT]
[FONT=&quot]إنَّما نريد أن نُشيرَ هنا إلى أوراق تُدُوِلَت وربَّما وأيْضاً عبرَ صفحات الإنترنت، وأراد بعضهم ولا أدري من أين جاء بهذه وهو الحقيقة فِرْية على الإعجاز! قال بعضهم: إنَّ هذه الآية فيها إعجاز قرآني، كيف؟! قالوا إنَّها إشارة إلى ما حصل في أحداث سبتمبر 2001، وأنَّ هذه الآية تُشير إلى هذيْنِ البُرْجَيْنِ بالذّات، ثمّ قالوا: إنَّ هذه السّورة هي السّورة التّاسعة من القرآن وهذا يُشيرُ إلى شهر سبتمبر الشّهر التّاسع، وأنَّ هذا الجزءَ هو الحادي عشر، وهذا يُشير إلى اليوم الحادي عشر، وأنَّ عدد الكلمات، ومنهم مَن قال: عدد الأحرُف إلى هذه الكلمة هي 2001، وأنَّ هذه الآية رقمُها 110 بعددِ طوابِقِ هَذَيْنِ المبْنَيَيْن.[/FONT]
[FONT=&quot]والحقيقة أوَّلاً: نحن نقول بأنَّ أعجاز القرآن إعجازٌ لا يتصَوَّرُه العقل مُطلَقاً، فهو أوْسَع من هذا كلِّه. لكن بالنِّسبةِ لهذه الآية هذا محْضُ افتِراء وادِّعاء وعبثٌ، ولا ينبغي أن نُقْحِمَ القرآن في هذا. أولاً نحن لا نريد أن نُطيلَ في هذا؛ لأنّها رُبَّما تحتاج إلى وقتٍ طويل، ولكنَّني أختصر هذه يا أخي المشاهد والمشاهدة أختَصِرُها بأن أقول:[/FONT]

  • [FONT=&quot]أوَّلاً: تقسيمُ القرآنِ إلى أجزاء وأحزاب وأنصاف وأرباع أو غير ذلك، هذا لم يكن في عهد النَّبيّ صلّى الله عليه وعلى آلِهِ وسلّم، وليس أمراً توقيفِيّاً، وإنَّما هو مسألة اجتهادِيّة، ومن ثَمَّ لا إعجازَ أن يكون هذا في الجزء الحادي عشر أو الثاني عشر هذه أرقام مسائل اجتهاديّة فلا يُبْنى عليها.[/FONT]
  • [FONT=&quot]ثانياً: أنَّ الأشياء في هذا – وكما قلت لا أُريد أن أذكُرَ كُلَّ شيء – هذا التّقويم الّذي أُشيرَ إليه هو تقويمٌ ميلاديٌّ أو شمسي، والمُتَعَبَّد به المسلم هو التّقويم القمري، الّذي هو التّاريخ الهجري، ولا قيمة لذلك فالله عزّ وجلَّ يقول: [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} [التوبة:36][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الأربعة يعني سبتمبر وأكتوبر؟!!! لا، وإنَّما هي رجب، وذو القعدة، وذو الحِجّة، والمحَرَّم –كما بيَّن ذلك العلماء– فنحن مُتَعَبَّدونَ بالشّهرِ القمري –كما هو الحال–[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} [البقرة:189][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فهذا مُرْتَبِطٌ بالأهِلَّة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
  • [FONT=&quot]ثمّ – وهذه مسألة مهمّة – هذه الإحصائيّات ليس دقيقة وليست صحيحة، يعني: ما يُقال بأنَّ عدد الكلمات، وأحياناً يُقال عدد الآيات إلى هنا 2001، هذا الكلام ليس صحيحاً، وقد أحصاه عدد من العلماء فوجدوا أنَّها أكثر من ذلك بكثير، فهذا كلُّهُ تلاعب بعقول النّاس، ولا يجوزُ لمسلم أن ينقُلَ مثلَ هذه الأشياء.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وكما قلت الحديثُ عنها حديثٌ واسع، ولكن نُريدُ فقط أن نُشيرَ إلى بطلانِها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] تتميماً لهذه الطرفة إن صحّ أن نُسَمّيها طرفة؛ لأنّ بعضهم يكتبها من باب الرّغبة في الكتابة لا أقلّ ولا أكثر. أيْضاً بعضهم نظر إلى قصيدة أبي تمّام الّتي قالها في (عَمّورِيَّة) [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]السَّيْفُ أصْدَقُ إنْباءً مِنَ الكُتُبِ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فقال: إنَّ أبا تمّام قد تنبَّأَ بضرْبِ البُرْجَيْن؛ لأنَّهُ قال في القصيدة يُخاطب المعتصم:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]رَمى بِكَ اللهُ بُرْجَيْها فهدّمَها ولو لم يرْمِكَ الله به لم يُصِبِ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]نعود يا دكتور صالح إلى سؤال الأخ سليمان من السّودان سأل سؤالاً عن الآية 12 من سورة يونس وهي قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ{12}}[/FONT][FONT=&quot] يرغب في تفسير هذه الآية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] هذه الآية يا أخانا سليمان هي تتحدّث حقيقة عن طبيعة الإنسان وكفره لنعم الله سبحانه وتعالى فإذا أحسَّ بالضّيق والضُّرّ؛ فإنَّهُ يتوجَّهُ إلى اللهِ سبحانه وتعالى وبمجرَّد أن يزولَ عنه الألم وأن يزولَ عنه الضُّرّ؛ فإنَّهُ يعودُ إلى ما كان عليه ويمضي إن كان كافراً على كفره، وإن كان عاصياً على معصيته؛ لأنَّ الآية تحتمل أن يُرادَ بها المسلم، وتحتمل أيْضاً أن يُرادَ بها الكافر. وإذا مسَّ الإنسانَ الضَّرّ ماذا يصنع؟ [/FONT][FONT=&quot]{دَعَانَا لِجَنبِهِ}[/FONT][FONT=&quot] طبعاً دعانا لجنبه بمعنى مضطجِعاً أي على جنبه. [/FONT][FONT=&quot]{أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا}[/FONT][FONT=&quot] المعنى أنّه لا ينفكُّ عن الدُّعاء في سائرِ الأحوال، وهذه هي الأحوال الّتي غالباً لا ينفكُّ عنها الإنسان، إمّا أن يكون مُضْطَجِعاً أو قاعداً أو قائماً. فالمعنى أنَّهُ في سائرِ الأحوال يدعو اللهَ سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ} [/FONT][FONT=&quot]إما مضى على طريقته الّتي كان عليها، أو – كما يقول بعض العلماء – بأنَّ {مَرَّ} بمعنى استمرَّ، هناك بعض الأقوال فالمعنى أنَّهُ يبقى على ما هو عليه فينسى، هذه هي طبيعة الإنسان[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نلاحظ يا دكتور أبو أيمن التّعبير بقوله: {مرَّ} إشارة إلى استهزائه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] مضى.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] وفي آية أخرى [/FONT][FONT=&quot]{أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ} [الإسراء:83] [/FONT][FONT=&quot]وهو إشارة إلى كِبْرِهِ وإعراضه عن الله في حال السَّعة، سبحان الله العظيم![/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]في الآية الّتي في آخر سورةِ التّوبة يا أبا أيمن [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ}[/FONT][FONT=&quot] يعني الثّمن نقداً أو الثّمن عاجل، والثّمن الّذي يأخُذونَهُ مُؤجَّل في الآخرة قال: [/FONT][FONT=&quot]{بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ}[/FONT][FONT=&quot] ما هو المطلوب منهم؟ قال: [/FONT][FONT=&quot]{يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {111}}[/FONT][FONT=&quot] يعني هذه الآية يا دكتور صالح الحقيقة على ما فيها من البلاغة إلاّ أنّه أصبح الحديث الآن عن الجهاد في سبيلِ الله كأنَّهُ حديثٌ سِرِّيّ، وكأنَّ المسلم عندما يتحدّث عن الجهاد في سبيلِ الله أو القرآن الكريم؛ كأنَّهُ يعني يُخالف العُرْف الدّولي أو يُخالف القانون الدّولي أو شيء فأنا أُريد إضاءة حول هذه الآية وبيان معناها؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً هذه الآية عظيمة من الآيات العظيمة ولكن قبل ذلك نُبَيِّن سبب نزول هذه الآية هو: عندما بايع الأنصار النَّبِيَّ صلّى الله عليه وعلى آلِهِ وسلَّم، فطلب منهم أن يحموهُ ممّا يمنعوا منه أنفُسَهم وأوْلادَهم، وفعلاً بايعوه على ذلك قالوا: فما لنا؟ قال: لكم الجنّة، فقالوا: رَبِحَ البَيْع، لا نقيل ولا نستقيل. مَن الرّابح؟ هم. فنزلت هذه الآية [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ}[/FONT][FONT=&quot] فهو إذاً عقْدٌ بين المؤمن وبين الله سبحانه وتعالى أمّا المؤمن فيدفَعُ أغلى ما يملِك[/FONT]
[FONT=&quot] د:عبد الرحمن: نفسَه ومالَه. [/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] وليس هناك أغلى من النّفس؛ ولذلك لاحظ دائماً عند الدّعوة إلى الجهاد [/FONT][FONT=&quot]{وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ}[/FONT][FONT=&quot] بِماذا؟ [/FONT][FONT=&quot]{بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ}[/FONT][FONT=&quot] إلاّ في هذه الآية قدَّمَ الأنْفُس؛ لأنَّ المسألة هنا مسألة عطاء وأيُّهما أغلى؟ وأنت تقبض الثّمن فلا بُدَّ أن تدفع أغلى ما تملك { أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ } ثمّ قال: [/FONT][FONT=&quot]{بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ}[/FONT][FONT=&quot] فهو عقدٌ بين اللهِ عزّ وجلّ؛ ولذلك قال:[/FONT][FONT=&quot] {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ}[/FONT][FONT=&quot] عليك أن تَفِيَ بِعَهْدِكَ أيُّها المؤمن واللهُ سبحانه وتعالى يفي بعهده [/FONT][FONT=&quot]{وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ} [التوبة:111][/FONT][FONT=&quot] فهذا هو الحقيقة عَهْدٌ. نحن نقول: نعم هناك أخطاء تُرتَكَب في المجتمعات المسلمة أو رُبَّما خارجها، هناك ما قد يُسَمّى بأنه جهاد وليس جهاداً، لكن لا ينبغي أن يحول ذلك دون تقريرِ مبدأ الجهاد والّذي ورد في القرآن به وشجَّع عليه وذكر فضْلَ المُجاهِدينَ في سَبيلِ الله [/FONT][FONT=&quot]{لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا {95} دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً} [/FONT][FONT=&quot] فإذاً لا ينبغي ولا يجوز لمسلم أن يُنْكِرَ فرْضِيَّةَ الجهاد ومشروعِيَّتَه، لكن هناك أحاديث وتفصيلات أخرى متى يكون وكيف يكون؟ ليس هناك، إذن الجهاد موجود والشّهادةُ موجودة، وهذه مسألة لا بُدَّ من الاعتِرافِ بها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله أكبر. جزاك الله خير على هذه الإلماحة. معنا أبو وليد من السّعوديّة تفضّل يا أبو وليد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أبو وليد:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أبو وليد:[/FONT][FONT=&quot] يا شيخ أريد تفسير آية سورة يونس [/FONT][FONT=&quot]{قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ {59}}[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]حياكم الله. التي هي الآية رقم 59.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]إتماماً يا دكتور صالح حول الحديث عن آية [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ}[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة أنَّها مليئة بالصُّور البلاغيّة – كما تفضّلت – يعني عادت بي الذّاكرة إلى حال الصّحابة رضي الله عنهم مع مثل هذه الآيات عندما خاضوا المعارك مع النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فبعضهم دخل المعركة ومعه قليل من التّمر، ثمّ لمّا تأمَّلَ الحال ونظر إلى أنَّ الله قد اشترى الأنفُس والأموال والثّمن هو الجنّة فنظر وقال: لئنْ بقيت حتى آكُلَ هذه التَّمَرات إنَّها لَحياةٌ طويلة!! يعني ما تستاهل فرمى التَّمَرات وأقدَم حتى قُتِل. وبعض الصّحابة عندما جاء إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يُبايعه فقال: لك كذا، ولك كذا. فقال: لا، إنَّما بايعتُ الله على أن يدخُلَ السَّهمَ من هنا ويخرج من هاهنا، فلمّا احتدم القتال وجدوه كما تمنّى. فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كلمة جميلة قال: "صدقَ الله فصدقَهُ الله". الحقيقة نحن يا دكتور صالح في حاجة ماسّة إلى إحياء مثل هذه المعاني والمبادئ في نفوس النّاس اليوم، وهو العمل في سبيلِ الله، وبعض النّاس يظنّ أنَّ العمل في سبيلِ الله ليس إلاّ القتال والجهاد، وإنَّما في الحقيقة هذا الدّين في أمسِّ الحاجة إلى العمل من أجلِ إظهاره ومن أجلِ بيانه ومن أجلِ إيضاحه، وأحتَسِبُ على الله أن يكونَ عَمَلُكَ يا دكتور صالح هذا وعمَلُنا هذا من هذا الجهاد في بيان الحقّ وفي إظهاره.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]السُّؤال الّذي سأله الأخ أبو وليد الآن عن الآية وهي قوله سبحانه وتعالى في سورة يونس [/FONT][FONT=&quot]{قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ {59}}[/FONT][FONT=&quot] يسأل عن تفسير هذه الآية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً هذه الآية هي جاءت لبيان فضائح الكفّار والمشركين وبيان معايبهم وإن كان من فضائحهم أن أحَلّوا وحرَّموا ما لم يأذَن به الله سبحانه وتعالى، ومن هذه الأشياء ما يتعلّق بالأنعام، فهناك من الأنعام ما هو مباحٌ، ومنه ما هو محرَّم؛ ولذلك قال سبحانه [/FONT][FONT=&quot]{مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ} [المائدة:103][/FONT][FONT=&quot] أيْضاً ذكر من مقولاتهم [/FONT][FONT=&quot]{وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَـذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا} [الأنعام:139][/FONT][FONT=&quot] والأزواج هنا بمعنى الإناث. فكانوا يُبيحونَ ما شاءوا ويُحَرِّمونَ ما شاءوا هذا محرَّمٌ وهذا مباح، فالله سبحانه وتعالى يقول لهم: [/FONT][FONT=&quot]{قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ} [/FONT][FONT=&quot]والمُراد بالرزق هنا الأنعام [/FONT][FONT=&quot]{فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً} [/FONT][FONT=&quot]جعلتم منه ما هو حلال ومنه ما هو حرام، (قُلْ) سؤال أجيبوا [/FONT][FONT=&quot]{آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ}[/FONT][FONT=&quot] فهل أَذِنَ اللهُ عزّ وجلّ لكم بذلك؟ وإذا قالوا: أذِنَ الله عزّ وجلّ لنا ذلك فلا بُدَّ لهم من دليل، ولا دليلَ لدَيْهم؛ لأنّه لم يكن عندهم نُبُوَّة، وإنَّما النُّبُوَّةُ في غيرهم. إذاً ثبت الخيارُ الآخر وهو أنَّهُ ماذا؟ أنّه افتراء [/FONT][FONT=&quot]{أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ}[/FONT][FONT=&quot] ولذلك (أم) هنا بمعنى بل مَنقطعة بمعنى بل على اللهِ تفترون فأثبت أنّهم يفترون على اللهِ سبحانه وتعالى وهذا فيه دليل على أنَّ تحليلَ الأشياءِ وتحريمها لا بُدَّ أن يكونَ بدليل وأن يكونَ بوحيٍ من اللهِ عزّ وجلّ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]الله أكبر. معنا الأخ أبو عبد الله من السعوديّة تفضلّ حيّاك الله. معنا أبو أحمد من السّعوديّة حيّاك الله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم ورحمة الله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] كيف حالكم شيخ عبد الرّحمن؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يا مرحباً بك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] حيّاك الله يا دكتور صالح.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب مع د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] السؤال يا شيخ في قول سبحانه وتعالى في بداية سورة يونس [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ {6}}[/FONT][FONT=&quot] نجد مثل هذه الآية في سورة آل عمران والبقرة لكن في البقرة ختمها الله سبحانه وتعالى بقوله [/FONT][FONT=&quot]{لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [البقرة: 164][/FONT][FONT=&quot] وفي آل عمران ختمها بقوله [/FONT][FONT=&quot]{لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ} [آل عمران:190][/FONT][FONT=&quot] فما اللّفتات فيها مع أنّ الآيات متشابهة تقريباً [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}؟[/FONT][FONT=&quot] هذا السؤال الأول يا شيخ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]السؤال الثاني: في قول الله سبحانه وتعالى أيْضاً في سورة يونس آية 104 [/FONT][FONT=&quot]{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ {104} }[/FONT][FONT=&quot] فما الحكمة أنّه يعني ذكّرهم بالمعاد ولم يُذَكِّرهم ببدءِ الخَلق؟ يعني ما قال: اعبدوا الله الّذي خلقكم، إنَّما ذكَّرَهم بالمعاد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] واضح.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] الله يرفع قدرك يا شيخ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] شاكرين يا أبو أحمد الله يعطيك العافية. معنا الأخ أبو هتّان تفضّل. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]نعود يا دكتور صالح إلى حديثِنا في آيات سورة التوبة هل ترغب أن نُكمِل الحديث عن الآيات في الثّلاثة الّذين خُلِّفوا أم نأخُذ أسئلة الأخ أبو أحمد [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] لا بأس أن تُؤجِّلَ الأسئلة حتى يأتي سؤال آخر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] طيب لا بأس. من الأشياء الّتي تستوقفنا في سورةِ التّوبة في آخِرِها قصّة الثّلاثة الّذينَ خُلِّفوا. بعض النّاس يا دكتور صالح ما يفهم ما المقصود بالّذين خُلِّفوا يفهمها على أنّها الّذين تَخَلَّفوا؟ ليتك توضّح الآية وأيْضاً تشير إلى بعض [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً هذه الآية هي بيان لتوبةِ الله سبحانه وتعالى على المؤمنين [/FONT][FONT=&quot]{لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ} [التوبة:118][/FONT][FONT=&quot] والصّحابة، ثمّ أضاف بعد ذلكَ قوْلَهُ [/FONT][FONT=&quot]{وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ}[/FONT][FONT=&quot] الثلاثة الّذينَ خُلِّفوا وهم فعلاً تخلَّفوا عن الغزوة، ولكنّهم لمّا قَدِمَ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آلِهِ وسلّم لم يعتذروا كما اعتذر المنافقون بأعذار كاذبة فَصَدَقوا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وعلى آلِهِ وسلّم وأعطوه الصّدق: ما لنا من عذر، فَخُلِّفوا عن التوبة أُجِّلَت توبتهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] يعني أُرْجِئَ أمرهم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] أُرْجِئَ أمرهم، المنافقون كان النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آلِهِ وسلّم يستغفر لهم ويبني على ظاهرهم، وأمّا هؤلاء فأخَّرهم النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آلِهِ وسلّم وهم معلومون، وقصّتهم معروفة كعب بن مالك وهلال بن أُمَيَّة ومرارة بن الرّبيع هؤلاءِ الثّلاثة كانوا صادقين. والحقيقة أنَّ قصَّتَهم قصّة مبكية ومحزنة. تصوّر: كعب طبعاً كان قادراً على الخروج ويقول: يريد أن يتجهّز فأعود لأتجهّز أو أذهب لأتجهّز، وأعود ولم أقضِ شيْئاً، في اليوم الثّاني يذهب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يذهب ليتجهّز الصّحابة يتجهّزون، ويقول: المسألة سهلة، وهذا التّحذير من التّسويف؛ حتى تجهّز النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم وانطلق الجيش فيقول: المسألة سهلة سألحَقُ بهم يوم أو يومين يقول: لكنَّه مال إلى الثّمار, وكانت الثّمار قد أيْنَعَت ومال إلى البستان فبقي. خطأ، تقصير بشري.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فلمّا جاء النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم وجاء إلى المسجد كان النّاسُ يعتذِرون، وجاء المنافقون كلٌّ يأتي بعذرِهِ، ويستغفر لهم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: "ما حمَلَكَ يا كعب على أن تخلّفت؟ فقال: واللهِ ما كان لي من عذر" اعترف، ثمّ قال: والله – كما معنى كلامه – أنّني كنت قادراً على أن أكذب واضح ما لي عذر، ولكن سيسخط الله عزّ وجلّ عليّ. فالصّدق؛ وكانت النّتيجة أن لم يقبل النّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم عذرَهُ آنَذاك، وإنَّما أجَّلَ ذلك هو وصاحِباه هلال بن أُمَيَّة، ومرارة بن الرّبيع فهؤلاء الثّلاثة أُجِّلوا، ولم يكن الأمر سهلاً عليهم، قاطعهم الصّحابة، وأمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بمقاطعتهم، وفي تمامِ أربعين ليلة أمرهم بمفارقةِ نسائهم، ولك أن تتصوَّر أنت في هذا المجتمع لا أحدَ يُكَلِّمك، يأتي كعب إلى ابن عمِّهِ أبي طلحة وهو أحبُّ النّاسِ إليه ومن أعزِّ أصدقائه يخاطبه: أتعلَمُ أنّي أُحِبُّ اللهَ عزّ وجلّ ورسولُه؟ فلا يتكلَّم، يخاطبه مرّةً أخرى وثالثة، فلا يكتفي إلاّ أن يقول: " الله ورسوله أعلم " وطبَّقوا هذا. ثمّ يأتيه رسالة من مَلِكِ الرّوم يقول له مَلِكِ الرّوم: إنَّهُ قد بَلَغَنا أنَّ صاحبَكَ قد هَجَرَك فالحق بنا نُواسِك. فيسجرها في التنور، ويقاوم ويقاوم ويقاوم خمسين ليلة، وانظر إلى وصف القرآن [/FONT][FONT=&quot]{وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ}[/FONT][FONT=&quot] هذه الأرض تضيق على إنسان؟ نعم، تضيق؛ لأنَّهُ إذا أصبح الإنسان في هذه المكانة يشعُر أنَّهُ يعني لا شيءَ يَسَعُه [/FONT][FONT=&quot]{حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ}[/FONT][FONT=&quot] – نعوذ بالله من الضّيق- ضيق النفس ليس سهلاً! [/FONT][FONT=&quot]{وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ}[/FONT][FONT=&quot] حينئذٍ لم يبق أمل، كلّ مَن حولك؛ حتى كعب كان يدخل يقول أُسَلِّمُ على النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم فلا أدري أحرّك شفتيه بالسّلام أم لا، تصوّر نبيُّك لا يرُدّ عليك السّلام ويأمرك بفراق زوجتك، وكلّ مَن حولَك يُقاطِعونك!! لكن [/FONT][FONT=&quot]{ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ}[/FONT][FONT=&quot] عَلِمَ اللهُ أنَّهم صادِقون. وفي هذا درس عظيم في فائدة الصّدق، ولذلك أتبعها سبحانه وتعالى بقوله: [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ {119}}[/FONT][FONT=&quot] فإن خُيِّلَ لكَ أنَّ في الصِّدْقِ هلاكاً فلا تُصَدِّق، بل يجب أن تلتزم بهذا الصّدق.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] رضي الله عنهم وأرضاهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د: صالح:[/FONT][FONT=&quot] آمين. [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]معنا اتّصال يا دكتور صالح من الأخ محمد من السعودية تفضل يا شيخ محمد ونعتذر على التأخُّر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]محمد:[/FONT][FONT=&quot] لا ما في شيء. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]محمّد[/FONT][FONT=&quot]: كلّ عام وأنتم بخير إن شاء الله، وجزاكم الله خير.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] الله يحيّيك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]محمد[/FONT][FONT=&quot]: بارك الله فيك. في عندي سؤال لفضيلة الشيخ صالح.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] تفضّل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]محمد[/FONT][FONT=&quot]: هل الدَّعوة إلى الله عزّ وجلّ والخروج لها والسفر لذلك يعتبر من الجهاد في سبيلِ الله، ويشمل الأجر الّذي في آيات الجهاد في سبيل الله؟ وهناك آية أخرى يقول الله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ} [/FONT][FONT=&quot] إلى نهاية الآية [/FONT][FONT=&quot]{فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ} [النساء:100][/FONT][FONT=&quot] هل يشمل الدّعوة إلى الله عزّ وجلّ مَن يُهاجر للدّعوة يخرج، جزاكم الله خيراً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك الله يحفظك. قبل أن نأخذ الجواب يا دكتور صالح نستأذنك ونستأذن الإخوة المشاهدين في عرضِ كتابٍ يستفيدون منه إن شاء الله في عرضِ كتابٍ لتدَبُّرِه ثمّ نعود إليكم فابْقَوا معنا حيّاكم الله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]********************[/FONT]
[FONT=&quot]فاصل: التعريف بكتاب[/FONT]
[FONT=&quot]"المعين على تَدَبُّرِ الكتابِ المُبين"[/FONT]
[FONT=&quot]مُؤلِّفُ هذا الكتاب: هو الأُستاذ: مَجد بن أحمد مكّي.[/FONT]
[FONT=&quot]ألَّفَ كتابَهُ هذا بأًسْلوبٍ سهل راعى فيه ما يحتاجُ إليه القارئُ المعاصر من معانٍ جديدة، وترجيحاتٍ سديدة، ولُغةٍ تُناسِبُ العصر.[/FONT]
[FONT=&quot]وقد انتفع المُلِّفُ بما كتبه الشّيخ: عبد الرّحمن حبنَّك الميداني، في كتابِهِ: قواعِدُ التَدَبُّرِ الأمْثَلِ للقرآن، وفي كتابِهِ الآخر: معارِجُ التَفَكُّر ودقائقُ التَّدَبُّر، وحاول تطبيقَ تلك القواعد في تفسيرِهِ هذا، وحرِصَ المُؤلِّفُ أن يكونَ هذا التّفسير؛ مُخاطِباً لعمومِ المُثَقَّفين، ولا سِيَّما خِرّيج الجامعات العِلْميّة، وقد يجدُ المُتَخَصِّصونَ من طَلَبَةِ العلم الشَّرْعي في هذا التّفسير ما يروقُ لهم وَيَسُرُّهم.[/FONT]
[FONT=&quot]وممّا راعاهُ المُؤلِّفُ في كتابته الأُمورَ التّالية:[/FONT]
· [FONT=&quot]تفسيرُ كُلِّ آيةٍ على حِدة.[/FONT]
· [FONT=&quot]عَدَمُ إعادةِ ألفاظِ النَّصِّ القرآنيّ في التّفسير.[/FONT]
· [FONT=&quot]الإشارةُ إلى رقمِ الآية في بدايةِ تفسيرِها.[/FONT]
· [FONT=&quot]تجَنُّبُ ذكرِ القراءات ومسائلِ النّحو والإعراب.[/FONT]
· [FONT=&quot]التزم بالتّفسيرِ على روايةِ حَفْصٍ عن عاصم.[/FONT]
· [FONT=&quot]مناسبة أُسلوبِ الكتابة لجميع القُرّاء على اختلاف مُستَوياتِهمُ الثّقافيّة وِفْقَ الأُسْلوب السَّهل المُمْتَنِع.[/FONT]
[FONT=&quot]وقد صدر الكتابُ عام ألفٍ وَأرْبَعِ مِئَةٍ وَسَبْعَةٍ وَعِشْرينَ للهجرة في طبعته الأولى الّتي أصدَرَتها دارُ المكتبات للنّشرِ والتّوزيع بمدينةِ جدّة.[/FONT]
[FONT=&quot]******************************[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]مرحباً بكم أيُّها الإخوةُ المُشاهِدون مرَّةً أخرى في برنامجكم [التّفسير المباشر] وأُكَرِّرُ التّرحيب معكم لأخي العزيز الدّكتور صالح بن يحيى صواب، الأُستاذ المشارك بجامعة صنعاء، والمتخَصِّص بالدِّراسات القرآنيّة، وعضو مُلْتقى أهل التّفسير. مرحباً بكم يا أبا أيمن مرّة أخرى. نأخذ قبل أن نسترسل في أجوبتنا على الأسئلة اتصالاً من الأُخت حصّة من السّعوديّة تفضّلي يا أخت حصّة [/FONT]
[FONT=&quot]حصّة[/FONT][FONT=&quot]: السّلامُ عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]وعليكم السّلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]حصة[/FONT][FONT=&quot]: أول شيء أحبّ أقول لكم جزاكم الله خيراً على هذا البرنامج الأكثر من رائع والمفيد جداً كتب الله أجركم.[/FONT]
[FONT=&quot]الثاني: سؤال: أحبّ أسأل عن تفسير آية (مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ (120) التوبة) وجزاكم الله الف خير.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]وإياك حياكم الله. شكراً جزيلاً. أبو هتّان عاد إلينا مرّةً أخرى تفضّل يا أبو هتّان[/FONT]
[FONT=&quot]أبو هتّان:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمةُ الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو هتّان:[/FONT][FONT=&quot] مبارك عليكم الشّهر يا شيخ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] الله يبارك فيك ويحيّيك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو هتّان:[/FONT][FONT=&quot] يا شيخ عندي سؤال الله يبارك فيك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]تفضّل.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو هتّان:[/FONT][FONT=&quot] شيخ نُلاحظ في القرآن في المواقف العظيمة الصعبة يأمر بذكره والإنسان يُكثِر من ذكره يعني (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) الأحزاب) وكذلك لما أرسل موسى وهارون إلى فرعون قال (اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) طه) أريد تفسيراً لذكر مثل هذه الالتفاتات ويبين السبب فيها.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك. نعود يا دكتور صالح إلى حديثِنا، وقبل الفاصل كان هناك أسئلة للأخ أبو أحمد من السّعوديّة كان يسأل عن آيات في سورة البقرة وآل عمران ويونس، وأظنّ هذه تحتاج إلى[/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] رُبَّما تحتاج إلى تتَبُّع وتدَبُّر قد لا يسعفنا الوقت في النظرَ فيها الآن.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وإن كان يُنَبَّه يا دكتور صالح للإخوان إلى أنَّ سياق الآيات القرآنية التي يرد فيها له دوْر في اختيار العبارات الّتي يُعَبَّر بها.[/FONT]
[FONT=&quot]سأل أيْضاً سؤالاً عن الآية 104 من سورة يونس وهي قول الله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ {104}}[/FONT][FONT=&quot] فهو يقول: لماذا اختار الله هذه الصّفة اعبدوا الله الّذي يتوفّاكم، لماذا لم يقل اعبدوا الله الّذي خلقكم؟ لكن قبل أن تُجيبني آخذ اتصال لأحد الإخوة أبو فهد من الكويت حياك الله يا أبو فهد.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو فهد:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] عليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو فهد:[/FONT][FONT=&quot] كيف الحال يا شيخ ويا دكتور؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] حياكم الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو فهد:[/FONT][FONT=&quot] شيخ عندي سؤالين الله يبارك فيك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] تفضل تفضل.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو فهد:[/FONT][FONT=&quot] السؤال الأول قول الله عزّ وجلّ في سورة يونس عن فرعون [/FONT][FONT=&quot]{آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ}[/FONT][FONT=&quot] وفي أثر مروي أظن عن جبريل (أرأيتني يا محمد وأنا أدسّ في فمي التراب) هل هذا التفسير صحيح؟ أو هل هذا الأثر صحيح؟ وقول الله عز وجل (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً (92) يونس) هل هو جثة فرعون الموجود الآن في مصر؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نعود إلى سؤال أبو أحمد [/FONT][FONT=&quot]{وَلَـكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ}[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د: صالح:[/FONT][FONT=&quot] هنا كان يكفي أن يُقال [/FONT][FONT=&quot]{وَلَـكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ} [/FONT][FONT=&quot]لكنّه سبحانه وتعالى قال [/FONT][FONT=&quot]{وَلَـكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ}[/FONT][FONT=&quot]فيه أمران: أمّا الأمرَ الأول: فهو أنَّ الّذي يتوفّى هو الجديرٌ بالعبادة؛ ففيه تأكيد أنّ المستحقّ للعبادة هو مَن يتوَفّى، فهذه الآلهة ليس باستطاعتها أن تتوَفّى. لكن هذا ليس كافياً في الإجابة على سؤال أبي أحمد، لماذا؟ أن يُقال اعبد الله الّذي خلقكم، والآلهة لا تخلق أيْضاً، لكنّه ذكر صفة التّوفّي هنا لِما فيها من التّذكير بالعوْدة إلى الله سبحانه وتعالى وفيه من التّهديدِ ما فيه، ولكن اعبد الله الّذي يتوَفّاكم فمعناها: اعبد اللهَ الّذي ستعودونَ إليه ويقبضُ أرواحكم فتموتون ويُحاسبكم، ففيها من التّهديد ما فيها، وهي أقوى من الّذي خلقكم، أو نحو ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]الأخ محمد من السّعوديّة سأل سؤالين: قال هل الدّعوة إلى الله سبحانه وتعالى والقول في الدّعوةِ إلى الله وما يتعلّقُ بها هل هو داخِلٌ في الجهاد في سبيلِ الله؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة لا بُدّ أن نُمَيِّزَ بين الجهاد الّذي ورد في الآيات والمجاهد وفضل المجاهد، وبين الجهاد بمعناه اللُّغَويّ، ولا شكّ أنَّ هذه من أمور الجهاد ولكنّها ليست بدرجة القتال. هناك نوعان من النّاس نوعٌ يُقَلِّل من أهميّة هذه الأعمال، ومن ثُمّ لا يأتي بها شيء، وهي بالحقيقة شيء وهي نوعٌ من الجهاد. ونوعٌ آخر يريد أن يُسَوّي بين القاعدِ على كرسيه أمام الكاميرا وبين ذلك الّذي تحت السّيوف وما تحت القنابل، فرقٌ بينهما لا يستوون!!. الحقيقة هي نوعٌ من الجهاد ولكنّهما ليس بمستوًى واحد. وكذلك أيْضاً ما يتعلّق بالخروج [/FONT][FONT=&quot]{وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ} [/FONT][FONT=&quot]لكن الّذي يترُكُ وطنه وأهلَهُ وبيئَته من أجلِ البحثِ عن مكانٍ يُقيمُ فيهِ دينَ الله، هذا هو المقصود في الآية.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] الله أكبر كأنّك تُذَكِّرَنا بأبيات ابن المبارك عندما أرسلها لسفيان الثوري[/FONT]
[FONT=&quot]يا عابِدَ الحَرَمَيْنِ لَوْ أبْصَرْتَنا لَعَلِمْتَ أنَّكَ بالعِبادَةِ تَلْعَبُ [/FONT]
[FONT=&quot]يسأل سؤالاً آخر في قوله: [/FONT][FONT=&quot]{وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ} [النساء:100][/FONT][FONT=&quot] فهل يدخل الجهاد في هذا الأمر؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] انا قلت يتعلَّق بالهجرة الّذي يخرج خارجاً من بيته تاركاً أهله ووطنه؛ لإقامةِ دنِ الله عزّ وجلّ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] أيضاً هناك معنى ليتَهُ يَتَرَسَّخ عند الجميع وهو: أنَّ العمل لهذا الدّين يدخل فيه العمل في سبيلِ الله سبحانه وتعالى وبعض النّاس يخلط بين الجهاد وفي سبيلِ الله، وفي سبيل الله أشمل من الجهاد في سبيل الله.[/FONT]
[FONT=&quot]سألنا أحد الإخوان عن طريقِ الهاتف الجوال سؤالاً عن الحديثِ الّذي وردنا عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو قوله: " شَيَّبَتْني هودٌ وَأخواتُها " فيسأل عن معنى الحديث وعن درجته؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة أمّا بالنّسبة لدرجة الحديث فأظُنُّ أنَّ للعلماءِ فيه كلاماً، ولكن إن صحّ الحديث، وأنا ربّما أحتاج هذا إلى بحث فإنَّ المراد بذلك ما في هذه السّورةِ وأخواتها سورة التّكوير والانشقاق وغيرها والانفطار ما فيها من ذكرِ أهوال القيامة. لو أنّك وقفتَ عند قول الله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ {103} وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ {104} يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ {105} فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ {106} خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ {107}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إلى آخر هذه الآيات.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot]الوقت قد ضاق معنا يا دكتور صالح أُريد أن تختم بالحديث عن قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ {98}}.[/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] سنشير إلى هذه الآية باختصار لعلّنا نجدُ وقتاً للإجابة على بقيّةِ الأسئلة؛ حتى لا أظلم المشاهدين.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] لا، لا لم يبقَ معنا وقت للأسف.[/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] على كُلِّ حال [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] سوف نجيب عنها إن شاء الله في حلقة غداً، للإخوان الّذين لم نُجِب على أسئلتهم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] على كُلٍّ، بالنّسبة لهذه القصّة هي قصّة من القصص القرآنيّة الفريدة: قومُ يونس عليه السّلام دعاهم يونس ودعاهم ودعاهم فلم يستجيبوا له، فوعدهم وأخبرهم بأنّه العذابَ سيأتيهم بعد ثلاثة أيام ثمّ خرج يونس عليه السّلام. فلمّا بحثوا عنه في اللّيلةِ الثالثة ولم يجدوه عَرفوا أنّ الأمرَ حقّ وصَدَقوا في توبتهم، فخرجوا إلى الجّبّانة أو إلى الصّحراء ولبسوا المسوح وفرّقوا بين كُلِّ أُمٍّ وولَدِها والبهائم وخرجوا بأنفُسِهم وأخذوا يلجأون إلى الله عزّ وجلّ وكان العذاب قد بدأ العذاب أو بدأت علاماته فَعَلِمَ اللهُ عزّ وجلَّ صِدْقَهم، ورفع عنهم العذاب، ولم يكن ذلك لأحدٍ سواهم. [/FONT][FONT=&quot]{فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ}[/FONT][FONT=&quot] آمنوا فنفعهم الإيمان فلمّا آمنوا [/FONT][FONT=&quot]{كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}[/FONT][FONT=&quot] فهذه خلاصةُ قصَّةِ يونس عليه السّلام.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وبقيّة الأُمم يا دكتور صالح مثل قوم هود، قوم شُعَيب، قوم صالح ما تابوا.[/FONT]
[FONT=&quot]د:صالح:[/FONT][FONT=&quot] ما تابوا، لكنّ التوبة لا تنفع بعد نزولِ العذاب، فهؤلاءِ نفعَتهم التوبة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك يا أبا أيمن وشكر الله لك وتقبَّل منك وتقبّل من الإخوة جميعاً. الحقيقة بقيت معنا أسئلة للأخت حصّة والأخ أبو هتّان والأخ أبو فهد نستأذنهم بإذن الله غداً نستفتحُ الحلقة القادمة بأجوبة أسئلتهم بإذن الله تعالى. نسألُ الله سبحانه وتعالى أن يجعَلَنا وإياكم من أهلِ القرآن. في نهاية هذا اللّقاء أيُّها الإخوةُ المشاهدون أشكر أخي الدّكتور: صالح بن يحيى صواب، الأُستاذ المشارك بجامعة صنعاء، والمُتَخَصِّص بالدّراسات القرآنيّة، وعضو ملتقى أهل التفسير على ما تفضّل به من الأجوبة ومن البيان في آيات سورة التوبة وسورة يونس.[/FONT]
[FONT=&quot]ألقاكم بإذن الله غداً في برنامجكم التّفسير المباشر، أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
 
[FONT=&quot]التفسير المباشر[/FONT]
[FONT=&quot]الحلقة الثانية عشرة[/FONT]
[FONT=&quot]12-9-1429هـ[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرّحمنِ الرّحيم. الحمد للهِ ربِّ العالمين، وصلّى اللهُ وسلَّمَ وبارَكَ على سيِّدِنا ونَبِيِّنا محمّدٍ وعلى آلِهِ وصَحْبِهِ أجمعين. مرحباً بكم أيُّها الإخوةُ المُشاهدون في حلقةٍ جديدة من حلقاتِ برنامجكم [التّفسير المباشر] الّذي يأتيكم يوميّاً من استديوهات قناة دليل الفضائيّة بمدينة الرّياض. اليوم هو اليوم الثّاني عشر من أيّامِ شهرِ رمضان المبارك من عام تسعةٍ وعشرين وأربعِ مئَةٍ وألف، نسأل الله أن يتقبَّلَ منّا ومنكم الصِّيامَ والطّاعات.[/FONT]
[FONT=&quot]حديثُنا بإذن الله سيكون عن الجزء الثّاني عشر من أجزاء القرآن الكريم، وهذا الجزء يبدأ من الآية السّادسة من سورة هود عليه الصّلاةُ والسّلام، وينتهي عند الآية الثّانية والخمسين من سورة يوسف عليه الصّلاة والسّلام. أذكرُ لكم أوَّلاً أبرزَ الموضوعات الّتي اشتمل عليها هذا الجزء وهي:[/FONT]
· [FONT=&quot]تمجيد القرآن العظيم وإحكامُ آياتِهِ؛ كما في أوَّلِ سورةِ هود.[/FONT]
· [FONT=&quot]ثمّ حديثُ سورةِ هود عن أُصولِ العقيدةِ الإسلاميّة.[/FONT]
· [FONT=&quot]معَ عَرْضٍ مُفَصَّلٍ لقَصصِ الأنبياء عليهم الصّلاةُ والسّلام ليُتَأسّى بهم.[/FONT]
· [FONT=&quot]ثمّ الأمر بالصّبر على الأذى والتّوكُّلِ على الله.[/FONT]
· [FONT=&quot]ثمّ تأتي بعد ذلك قصّة يوسف عليه الصّلاةُ والسّلام فتسردها سورة يوسف سرداً من أوّلها إلى آخرها مع ما فيها من العِبَر والعظات.[/FONT]
[FONT=&quot]وأُذَكِّرُكم أيُّها الإخوةُ المشاهدون قبل الدّخول في حوارِنا هذا مع ضيفنا بأرقام الهواتف الّتي يمكنكم التّواصل عن طريقِها معنا وهي من داخل السّعوديّة: (012085444 ) أو (014459666) كما أُذَكِّرُكم أيْضاً برقم الهاتف الجوال الّذي يمكنكم من خلاله إرسال الرّسائل والأسئلة وهو: (0532277111).[/FONT]
[FONT=&quot]باسمكم جميعاً أيُّها الإخوةُ المشاهدون أُرَحِّبُ بأخي العزيز وضيفي في هذا اللّقاء فضيلةُ الشيخ الدّكتور محمّد بن فوزان العُمَر، الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود، ورئيس قسم الدّراسات القرآنيّة بكليّة المعلِّمين بالرّياض، حيّاكم الله دكتور محمّد.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] حيّاكم الله وبيّاكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شاكرين استجابتك لهذه الدّعوة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيّك يا دكتور.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحفظك. تعوّدنا يا دكتور محمد في بداية كلّ حلقة قبل أن نبدأ خاصّةً إذا تراكمت علينا الأسئلة في الحلقة الماضية فنبادر بالإجابةِ عليها حتى لا يظنّ بنا الإخوةُ المشاهدون أنَّنا لا نجيب على أسئلتهم.[/FONT]
[FONT=&quot]كان معنا أربعة أسئلة أمس أرجأناها إلى اليوم:[/FONT]
[FONT=&quot]أوَّلُها سؤال من الأخت حصّة من السّعوديّة تسأل عن قوله تعالى في سورة التّوبة {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {120}} [التوبة:120] تقول: ما تفسير هذه الآية؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] الحمد لله والصّلاةُ والسّلام على رسولِ الله وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاه {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي {25} وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي {26} وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي {27} يَفْقَهُوا قَوْلِي {28} [طه:25-28].[/FONT]
[FONT=&quot]أمّا بعد، قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ}[/FONT][FONT=&quot] هذه الآية جاءت في معرِضِ الحديث عن غزوةِ تبوك، وهي في خاتمةِ سورة التّوبة، وهي كأنّها عِتابٌ لأهلِ الأعرابِ الّذين تخلَّفوا عن رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم وقد ذكر الله عزّ وجلّ في هذه الآية أنّ الله عزّ وجلّ يكتب لهم كُلَّ صغيرةٍ وكبيرةٍ في جهادهم؛ فكأنّها عِتابٌ لِمَن تخلَّفَ عن رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم، مع هذا الأجر العظيم الّذي يترتّب على هذه الغزوة وهذا الجهاد.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هنا سؤال من الأخ أبو هتّان يسأل يقول: أنّ الله سبحانه وتعالى في كثيرٍ من المواضع الّتي يذكر فيها الشّدائد والحروب يأمُرُ سبحانه وتعالى بِذِكْره والاستغفار؛ كما في قوله {إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ} [الأنفال:45] يقول: ما هو السّرّ في مثلِ هذا الأمر؟ يعني الأمر بذكر الله عند مثل هذه المواضع؟.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] دائماً يذكر الله عزّ وجلّ الأمر بذكره بعد الشّدائد؛ حتى يطمَئِنَّ الإنسان؛ فمثلاً في سورة النّساء بعد أن ذكر الجهاد قال: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ} [النساء:103] يعني قضيتم صلاة الخوف. أيْضاً في آية آل عمران {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ {146} وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا} [آل عمران:146-147] الآيات.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني دعاء، يدعون.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] نعم دعاء. فالخلاصة أنّ التّعقيب بالآيات الّتي تتكلّم عن الشّدائد بالأمر بذكر الله؛ لأنّ ذِكر الله اطمئنان للنفسِ عند الشّدائد.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل، جميل، فتح الله عليك يا دكتور محمد. أخونا أبو فهد سأل سُؤالين من الكويت كان يتكلّم عن سورة يونس فجاء ذكرُ فرعون وهي قوله سبحانه وتعالى {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ {91} فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} [يونس:91-92] فسأل سؤالين قال أولاً: أنّ هناك أثر يُروى أنّ جبريل عليه الصّلاةُ والسّلام قال: للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم " لو رَأَيْتَني وأنا أَضَعُ الماءَ في فمه حتى لا يتوب " أو كذا فهو يسأل عن صحّة هذا الأثر، هل هذا الأثر صحيح أو لا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] الحديث أو الأثر جاء من طرق عِدَّة، فأخرج ابنُ أبي حاتم عن ابنِ عبّاس رضي الله عنهما وعن عِكرِمة، وأخرجه الإمام أحمد، والتّرمِذي، وحَسَّنَهُ ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطّبراني، وابنُ مَرْدَويه، وله طرق عِدّة وألفاظ متقاربة، لكن لو أسوق نصّاً منها: [/FONT]
[FONT=&quot]أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: لمّا خرج آخِرُ أصحابِ موسى، ودخل آخِرُ أصحابِ فرعون أوحى إلى البحر أن أطْبِق عليهم، فخرجت إصبع فرعون بــ {لا إلَهَ إلاّ الَّذي آمنت به بَنو إسرائيل } قال جبريل: عليه السّلام فعَرَفْتُ أنَّ الرَّبَّ رحيمٌ وخِفْتُ أن تُدْرِكَه رحمته فلمستُهُ بجناحيَّ " طبعاً الأثر حسن.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله أكبر! جميل. إذاً نعود لأبي فهد سأل سؤالاً في الآية الثانية قال: ما معنى {نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} هو يسأل يقول: هل فرعون موسى هو فرعون الموجود الآن في المتاحف المصريّة الآن؟ وما معنى {نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً}؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] {لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} من بني إسرائيل، لقومه، وليس لمَن بعده من القرون والأقوام.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لماذا نجّاه الله ببدنه؟ يعني ما السّبب الّذي جعله يستثنيه من دون بني إسرائيل الّذين أُغْرِقوا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] آيةً لقومه.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بعض بني إسرائيل كان لا يُصَدِّق أنّ فرعون مات؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] نعم صحيح.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فأخرجه الله قال هذا هو.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] صحيح، لأنّه هو ادّعى أنّه هو الرّبّ قال { أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات:24] فأخزاه الله عزّ وجلّ بهذا.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وردنا سؤال يا دكتور محمد من الهاتف الجوال في الآية رقم 101 من سورة التوبة في قوله: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ {101}} يقول: ما معنى {سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ}؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] يعني في الدّنيا وفي عذاب القبر، ثمّ يُرَدّونَ إلى عذاب النّار.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل فتح الله عليك. قبل أن ندخل في محاوِرِنا في اللّقاء يا دكتور محمد لدينا اتّصال من الأخ أبو عمر، تفضل يا أبو عمر حيّاكم الله [/FONT]
[FONT=&quot]أبو عمر:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو عمر:[/FONT][FONT=&quot] حيّاكم الله يا دكتور عبد الرّحمن، أحيّيك وأحيّي ضيفك الكريم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيّك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو عمر:[/FONT][FONT=&quot] هي ثلاث على عُجالة، أما الأولى فهي شكر وثناء على هذا البرنامج الرائع جعله الله في ميزان حسناتكم، لعلّه يكون سُنّة حسنة في القنوات الأخرى.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو عمر:[/FONT][FONT=&quot] أمّا الثانية الله يحفظك فمقترح إذا أذنتم لي يا شيخ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضل.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو عمر:[/FONT][FONT=&quot] حبَّذا يُفتَح المجال للمداخلات عن طريق التّنسيق من قِبَل القائمين على البرنامج، يعني فتح المجال لأهل الاختصاص ولو ضيفاً واحداً في الحلقة لمَن لا يتسنَى لهم الحضور مداخلة قُرابة الخمس دقائق مثلاً فيها من التنويع والتعريف النّاس بها ومّمن لديهم خبرات مثل: الشيخ خالد بن عثمان السّبت، أو الشيخ ناصر العمر، أو من خارج أهل البلاد وهذا من أهل القناة قناة دليل وفّقهم الله أمثال: أبي عبد الله مصطفى العدوي، أو الأشقر صاحب زبدة التفسير، وغيرهم فأنتم أعلم منّي في هذا المجال حفظكم الباري.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحفظك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو عمر:[/FONT][FONT=&quot] الثالثة هي لفتة ولعلّها في الأذهان لكنّ من باب التأكيد عليها في هذا الجزء وهي أنّه من خلال التّمَعُّن في آيات هذا الجزء من خلال استقراء الحوار ونحو في موجة عالمية على الحوار يعني من خلال الحوار الدّائر بين الأنبياء وأقوامهم ممكن يُسْتَشَف منهج الأنبياء في الدّعوة إلى الله عزّ وجلّ يعني من كوْن العقيدة قضيّة أساس لا مواراة في العقيدة ولا مجاملة والواقع الّذي كانوا يعيشونه (وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ 85) هود) والبعد عن أمور الدنيا {وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ} أرجو التّعليق على هذه اللّفتة حفظكم الله، وأسأل الله عزّ وجلّ أن يجمعني وإيّاكم تحت ظلّ عرشه ولعلها تكون ساعة إجابة وأن يجعلنا وإيّاكم مباركين أينما كنّا.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يا أبا عمر تترك هاتفك عند الإخوان كي نتواصل معك إن شاء الله. أشكر الأخ أبو عمر وأنا أريد الحقيقة أن أشكره وأستأذنك بالنّسبة للمداخلات الهاتفيّة في الحلقة الماضية كان معنا مداخلة من الدكتور مصطفى مسلم من الشارقة، وأيْضاً الأخ محمد العوض من مكة المكرمة، وكانت جيّدة وإن كان الحقيقة البعض يقول كان المداخلات الهاتفيّة تأخذ من وقت البرنامج، أمّا بالنّسبة لبعض الضّيوف الّذين ذكرهم فأنا الحقيقة دَعَوْتُهم كلُّهم، ولكنّهم يعتذِرون يا دكتور محمّد لكثرة الارتباطات في رمضان، وإلاّ فنحن نحرَص على أن يكونَ معنى في هذا البرنامج.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] لعلّه في مناسبة أخرى إن شاء الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بإذن الله نعود يا دكتور محمد إلى حديثنا اليوم، واليوم لدينا الحقيقة سورتان عظيمتان سورة هود، وسورة يوسف وأريد أن يكون مدخل الحديث ماذا يمكن أن نتحدّث عنه حول سورة هود وسورة يوسف؟ حول قصص القرآن الّذي اشتملت عليه وهذا الموضوع الذي هو في غاية الأهميّة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] والله العجيب أنّ سورة هود جاءت بين سورتين يعني سورة يونس - سورة هود - سورة يوسف كلّها في أسماء الأنبياء عليهم الصّلاةُ والسّلام، وكُلُّها هذه السّور الثّلاث كلُّها مكيّة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نزلت في مكة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] في مكة، أو بالأصح نزلت قبل الهجرة، وكلّ هذه السّور أيْضاً افتُتِحَت بالحروف المقطّعة {الر} {الر} {الر} كلّ السّور الثلاث.[/FONT]
[FONT=&quot]أيْضاً من إعجاز هذه السّور: أنّ السّور الثلاث كلُّها جاء الحديث عن القرآن[/FONT][FONT=&quot] {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ {1}} في يونس {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا}، في هود { الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ }، في يوسف { الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ } تجد أنّ السّور مترابطة من أصلٍ واحد.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني مطالعها تكاد تكون متطابقة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] نعم صحيح، متشابهة. سورة هود مكية بالاتفاق، وعددُ آياتِها 123 على القول الصّحيح عند أهل العدّ، طبعاً عند عدّ أهل الكوفة 123 آية. وأودّ أن أتكلّم في هذه السّورة عن محور مهمّ جدّاً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضّل.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] المحور: أولاً المقابلة الّتي تطرَحُها سورة هود وعن القصص القرآني وإن كانت القصص القرآني داخل في قضيّة المقابلة. يعني مثلاً: سورة هود لو استطلعنا بعض الآيات لأنّ الوقت قصير في قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ {9} وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاء بَعْدَ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} هذه مقابلة بين رجل كان غنيّاً، ثمّ أصبح فقيراً {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ} يعني كان غنيّاً ثمّ أفقره الله، وحالٌ أخرى أنّه كان فقيراً فأغناه الله، هذه صورة من صور المطابقة أو المقابلة.[/FONT]
[FONT=&quot]أيْضاً هاتان الآيتان جاء مقابلها مع الصبر في إنسانٍ جاءه النّعمةُ والمحنة ولكنّه صبر[/FONT][FONT=&quot] {إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَـئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ {11}} يعني الآيات هذه جاءت في هذا السّياق. إذاً هذه المقابلة الأولى.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأنت تقصد يا دكتور محمّد المقابلة البلاغيّة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] البلاغيّة طبعاً أنّه من فنون البلاغة وهو المقابلة يذكر الشيء وما يقابله. تعال للآية الأخرى {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ {15}} يُقابله قوله تعالى: {أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ} {17}}.[/FONT]
[FONT=&quot]الثالثة:[/FONT][FONT=&quot] {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ}18 آخر الآيات تجد {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {23}} يُقابل بين المؤمنين وبين الّذين ظلموا؛ ولذلك ختم هذه الآيات بقوله {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ {24}} هذه مقابلة أيْضاً. السورة تميّزت بهذا النوع من التعبير البلاغي.[/FONT]
[FONT=&quot]وأيْضاً المقابلة بين الّذين شَقوا والّذين سَعدوا[/FONT][FONT=&quot] {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ {106}، {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا} {108}} وأيْضاً في أصحاب القرى {ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَآئِمٌ {100}} يعني أصحاب العروش {وَحَصِيدٌ}، وأصحاب خراب.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل، جميل، جميل، هذه لفتة جميلة جدّاً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] هذه السورة اشتملت على تجد هذا المقابلة واضحة جدّاً في هذه السورة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يا تُرى هل بُحِثَت المقابلة في هذه السورة في بحثٍ؟ هذه جديرة بالبحث الحقيقة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: إيه والله، لكن على حسبِ علمي القاصر أنّ موضوع المقابلة في هذه السّورة بارز جدّاً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]لدينا اتّصال يا دكتور محمد من الأخ أبو هتّان من السّعوديّة تفضّل يا أبو هتّان [/FONT]
[FONT=&quot]أبو هتّان:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو هتان:[/FONT][FONT=&quot] شيخ بارك الله فيكم، ما الفرق بين يوسف عليه السلام وموسى لمّا موسى عليه السّلام قال: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 22] ولمّا ذكر موسى عليه السلام قال: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [القصص:14].[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أحسنت، يأتيك الجواب إن شاء الله شكراً يا أبو هتّان.[/FONT]
[FONT=&quot]ننتقل إلى موضوع القصّة القرآنيّة يا دكتور محمّد، يعني في تصَوُّري موضوع القصّة القرآنيّة الحقيقة جدير بأن يُسَلَّط عليه الضّوْء في مطلعِ الحلقة باعتبار سورة هود وسورة يوسف كلاهما من القَصص القرآنيّ المفصّلة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] سورة هود سبحان الله! جاءت الأصل فيها أنها قصص قرآني لتثبيت قلب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يعني خاتمة السّورة يقول {وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} {121}}. وهذا من الفوائد أو أهداف السّورة القرآنيّة القصص القرآني تثبيت قلب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأبي هو وأمي. وأيْضاً تجد أنّ سورة يوسف افتتحت بالقصص {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} {3}} وفي خاتمة أيْضاً السورة {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ}. القصص القرآني حقيقة إن صحَّ التّقسيم ممكن نُقَسِّمُهُ إلى ثلاث أقسام:[/FONT]
· [FONT=&quot]التقسيم الأول هو: موجود في سورة يوسف وهو قصص الأنبياء عليهم الصّلاة والسلام.[/FONT]
· [FONT=&quot]النوع الثاني من القصص: في أُمم غابرة وأحداث؛ مثل أصحاب الكهف، والأُخدود، وما إلى ذلك وليسوا أنبياء.[/FONT]
· [FONT=&quot]النوع الثالث: قصّة حدثت في عهد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في غزواتهم وما إلى ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]والقصة القرآنيّة عندما تأتي إنَّما تتحَدَّث عن واقع حدث في هذه الدّنيا، وكما أسلفت الأصل فيها تثبيت قلب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ الإخبار عن صدقِ رسالةِ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. مثلاً في آية هود في سورة هود حينما تكلّم عن هود قال في خاتمتها[/FONT][FONT=&quot] { تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ {49} هود} وفي سورةِ يوسف { ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ {102}} هذا كلّه للدّلالة أنّ القصص القرآني ليس كما يزعمُ البعض أنّه من عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وإنَّما هو وحْيٌ من الله عزّ وجلّ وحقائق ثابتة لا كما يزعم البعض أنّه آحاد إذا لم نجد أحاديث أو آثار على تلك القصص أنّها خرافات – والعياذ بالله – بل هي القصص القرآني حقيقة. ولذلك تجد في كلّ قصّة قرآنيّة فقد تُذْكَر إنَّما يأتي الحديث عن أنّ هذه القصّة من عندِ الله عزّ وجلّ ولذلك في سورة العنكبوت {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ {48}} وفي آية القصص {وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ{45} وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ {46}} [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني كلّها تدلّ على أنّ هذه القصص قصص حقيقيّة الله سبحانه وتعالى يُخبر بها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ويقصُّها عليه بالحق. أذكر يا دكتور كان هناك كتاب قديم الذي هو "فنّ القصص القرآني" كان يزعم صاحبه أنّ القصص القرآني كلّه خيال، يعني ليس هناك شيء اسمه إبراهيم ولا إسماعيل، ولا يوسف، وإنّما كلّها من نسجِ الخيال؛ لكي يُقَرِّب للنّاس مفهوم النّبوّة أو شيء من هذا القَبيل.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] { إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْقَصَصُ }[ آل عمران:62]، { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ } [الكهف: 13].[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] { إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } [النمل:76] يعني أنا أُلاحظ يا دكتور محمّد الآن في قصص يوسف وموسى وعيسى وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق، ويوسف هنا في هذه السورة يعني أكثر القرآن الكريم من ذكر قصص أنبياء أبناء إبراهيم عليه الصّلاةُ والسّلام: إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف، وموسى، وعيسى امتلأت بالإضافة إلى قصص السّابقين مثل نبيّ الله صّالح، وهود وغيرهم من الأنبياء ونوح عليه الصّلاةُ والسّلام، فيا تُرى ما هي العِبْرَة أو ما هو السّرّ في التّركيز على أنبياء بني إسرائيل هؤلاء مثل موسى خاصّة، مثل يوسف، مثل يعقوب؟.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] يعني موسى عليه السّلام ذُكِر في القرآن الكريم كثيراً، وقصَّتُهُ جاءت في سورة البقرة، وجاءت في سورة الأعراف.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني تقريباً معنا من أوّل ما بدأنا رمضان.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] وسورة الأعراف، وجاءت في سورة يونس، وجاءت في سورة هود، في آخر هود {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ {96} إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ {97}}، ويأتي أيْضاً في السور الأخرى، [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وفي يونس أيْضاً، [/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] ذكرناها يونس. الغريب أنَّ قصّة موسى مع فرعون تكرَّرَت لأنَّها مثال حيّ للصِّراع بين الحقّ والباطل، الصِّراع بين التّوحيد وبين الكفر، الصّراع بين نبيّ من أنبياء بني إسرائيل وبين رجلٍ طاغيَةٍ ادّعى الرُّبوبيَّةَ. فهذا القصص القرآني يأتي بأساليب مختلفة. وهناك نصّ حقيقة أود أن أقرأه للشوكاني يرحمه الله تعالى في سورة هود، وإن كان سؤالك عن موسى، لكنّه يذكر الأُسلوب الفنّي في القصص: [/FONT][FONT=&quot]"لِما أوْرَدَه سبحانه على الكّفار المعاصرين لمحمّد صلّى الله عليه وسلّم؛ أنواع الدّلائل الّتي هي أوْضَحُ من الشّمس، أكّد ذلك بذكر القصص على طريقةِ التّفَنُّنِ في الكلام، ونقلِهِ من أسلوبٍ إلى أسلوب؛ لتكون الموعظةُ أظهر، والحُجَّةُ أبيَن والقَبولُ أتمّ[/FONT][FONT=&quot]".[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]يعني القصص القرآني عندما يأتي يتفنّن في الكلام، يعني سورة يوسف مثلاً ما تكرَّرت في القرآن ما جاءت إلاّ مرّة واحدة، ومع هذا تجد أنّ القوم ما استطاعوا أن يأتوا بمثل سورة يوسف الّتي ذُكِرَت مرّة واحدة.[/FONT]
[FONT=&quot]سورة هود لو نأتي مع القصص من ما تميَّزت به: الحديث عن الإعجاز القرآني في التّحَدّي يعني[/FONT][FONT=&quot] { أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ (13) هود} هاتوا عشر سور مفتريات أن تفتروا عشر سور [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني ما دمتم تقول أنّها مُفتراة هاتوا عشر سور. [/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] التّحدي بالقرآن الكريم جاء بأكثر من طريق أو من جانب، جاء إمّا من علو أو دنوّ بمعنى أنّه تحدّاهم بسورة، ثمّ بعشر، ثمّ بالقرآن الكريم أم يقولون افتراه في آيةِ يونس يقول:[/FONT][FONT=&quot] {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {38}}، وفي آية الإسراء {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا {88}} فهو إمّا تَدَرُّج لأعلى، أو النّزول من أعلى إلى إلى أسفل، في كِلْتا الحالَتَيْن هو تحَدّي، وأيْضاً جاء في الحديث أيْضاً: {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ {34}} في آية الطور،[/FONT]
[FONT=&quot] د:عبد الرحمن: نعم، نعم.[/FONT]
[FONT=&quot] د:محمد: ومع هذا لم يأتوا [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] كنت أتصوَّر يا دكتور محمّد، يعني وكثيرٌ من الباحثين يروْن هذا أنَّ التّدَرُّج المنطقي أن يتِمَّ التَّحَدّي بالقرآن الكريم كاملاً، فإن لم يستجب فبعشر، فإن لم يستجب فبسورة، لكن عندما بحثها بعض الباحثين أذكر منهم الدّكتور أحمد جمال العمري، وأذكر منهم الدّكتور قحطان الدوري وبعض منهم، وأظنّ الشيخ محمّد عبده رحمه الله ذكروا أنَّ ترتيب آيات التّحَدّي على هذا الوجه غير ثابت، وإنَّما يُنْظَر في كُلِّ سياق لما يُناسبه، يعني مثلاً في سورة الإسراء {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا {88}} هذه سورةُ الإسراء وهي سورةٌ مكيّة. أيْضاً سورة هود الّتي معنا الآن. [/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] كلّ السُّوَر الّتي جاء فيها التّحَدّي كُلُّها سور مكيّة إلاّ البقرة هي مستثناة {فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ {24}} [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة دراسة آيات التّحدّي هذا موضوع بُحِث عنه كثيراً. عندنا اتّصال يا دكتور محمد الأخت ليان من السعوديّة تفضلي يا أخت ليان.[/FONT]
[FONT=&quot]ليان[/FONT][FONT=&quot]: السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]ليان[/FONT][FONT=&quot]: لو سمحت يا شيخ يمكن سؤالي يكون بعيداً عن السورة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضّلي.[/FONT]
[FONT=&quot]ليان[/FONT][FONT=&quot]: لماذا ذكر الله زوجة إبراهيم عليه السّلام سارة ضحكت قبل البشارة باسحق عليه السلام؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] خيراً إن شاء الله بارك الله فيك.[/FONT]
[FONT=&quot]ليان[/FONT][FONT=&quot]: السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هل نطرح سؤال أبو هتّان يا دكتور محمّد أم لديك ما تقوله؟ عندما قال الله في يوسف {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا}؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: وفي هذه القصص يعني موسى[/FONT][FONT=&quot] {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} ذكر هذا الغرناطي في نكته، وذكر: أنَّ موسى عليه الصَّلاةُ والسّلام عندما بُلِّغَ بالرِّسالةِ إنَّما كان بعد الأربعين، ويوسف قد اختُلِف في ذلك قيل: أنّه في الثّلاثين وقيل أنّه في الأربعين؛ ولذلك ما جاء الاستواء هنا.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ايه ممتاز يعني عُبِّرَ بالاستواء لموسى؛ لأنّه قد بلغ أشُدَّهُ واستوى في السّنّ.[/FONT]
[FONT=&quot]بمناسبة حديثك عن كتاب "ملاك التأويل" للغرناطي طبعاً نحن عرضناه في الحلقة قبل الماضية كتاب قيِّم حقيقة رائع.[/FONT]
[FONT=&quot]الحلقة الماضية أمس عرضنا كتاب المعين على تدَبُّر الكتاب المبين لكن الإخوان عرضوا صورة كتاب ملاك التأويل، فأنا أقول للإخوة المشاهدين هذا هو الكتاب الّذي كنّا نريد أن نعرضه بالأمس عرضناه ولكن لم نعرض صورته، وهو "الكتاب المعين على تدبُّر الكتاب المبين" لمَن أراد أن يشتريه ويستفيد منه فهو كتاب قيّم فيما يتعلّق بآيات القرآن وتفسيرها تفسيراً سهلاً مختصراً.[/FONT]
[FONT=&quot]نعود إلى قصّة يوسف عليه الصّلاةُ والسّلام يا دكتور محمّد يعني لو طلبت منك في خمس دقائق أو أربع دقائق أن تُرَكِّز لي قصّة يوسف عليه الصّلاةُ والسّلام يعني ترتيب يوسف عليه الصّلاة والسّلام بين أنبياء بني إسرائيل، مكانته من أبيه يعقوب، قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه هو " الكريم ابن الكريم ابن الأكارم " يعني هذه السُّلالة النّبويّة الكريمة من إبراهيم إلى يعقوب إلى إسحاق إلى يعقوب إلى يوسف.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] سورة يوسف طبعاً سورة مكيّة بالاتّفاق عدد آيات أيْضاً 111 آية بالاتّفاق أيْضاً ليس فيها خلاف بين أهل العدّ في عدد الآيات. سورة يوسف الحقيقة مَثَّلَت جوانب عِدَّة في الأُسرة الموجودة، النزاع بين الإخوة، الحسد الموجود بين الإخوة، والصِّراع بين الإخوة الّذينَ مال أبوهم إلى أحدهم ميلاً قلبياً.[/FONT]
[FONT=&quot]أيْضاً سورة يوسف تُبَيِّن أنَّ الإنسانَ إذا ابتعد عن الفاحشة والفساد مكَّن الله عزّ وجلّ له في الأرض؛ ولذلك في آية يوسف عندما قال[/FONT][FONT=&quot] {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي} قالت امرأة العزيز {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ {53} وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ {54} قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ {55} وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ} بعد أن تبيَّنت ماذا؟ براءته. سورة يوسف الحقيقة فيها من الفوائد الكبيرة جدّاً سواءً كانت اللُّغَوِيَّة أو الفقهيّة والبيانيّة، أو الاجتماعيّة فلعلّك تعطيني جزءً يسيراً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضّل.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً السورة تُبَيِّنُ أهميَّةَ الصّبر عندما قال: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ {18}} {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا {83} ، {إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ} انظر آيات الصّبر.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نعم إيه والله صحيح.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] أيْضاً فيها وكان المفترض أيْضاً أن تكون الأولى: التّوحيد، أهمّيّة التّوحيد. يعني يوسف عليه الصّلاةُ والسّلام عندما جاء ليُفَسِّر أصحاب الرُّؤى رؤياهم جاء وطرح لهم موضوع التوحيد لله عزّ وجلّ { يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ {39}}.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]حتى لفتة كريمة يا دكتور محمد استغلال حاجتهم للإجابة فلم يُجِبْهم مباشرة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] أيْضاً فيه حقيقة يعني من اللّفتات مشروعيّة قضاء الحوائج بالكِتمان يعني: مثلاً يوسف عليه الصّلاةُ والسّلام عندما عَلِمَ أبوه أنَّ إخوته سوف يحسدونه على ما يبلغ به من المنزلة قال: { لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا {5} } اُكتُم. [/FONT]
[FONT=&quot]أيْضاً لا مؤاخذة قد يقع الحسد حتى بين الأقارب.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بل هو كثير يا دكتور.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] إيه نعم لكن المفترض والأصل إحسان الظّنّ بالنّاس.[/FONT]
[FONT=&quot]أيْضاً ما يقع بين الإخوة إنَّما هو نزغُ الشيطان[/FONT][FONT=&quot] { مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي (100)}.[/FONT]
[FONT=&quot]أيْضاً أنَّ هناك سرعة في انتشار الإشاعات بين النّاس. يعني مثلاً عندما قال المَلِك أو الوزير[/FONT][FONT=&quot] { يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ {29}* وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ } .[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني بالرّغم من هذا[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] انتشر الخبر.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هذا يا دكتور في عهد يوسف فكيف بعهدنا اليوم؟![/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: إيه والله، الله المستعان.[/FONT]
[FONT=&quot]وفيه أيْضاً التّفاؤل يعني: تجد أنَّ يعقوب عليه السّلام غاب ابنُهُ عنه مُدَّةً طويلةً من الزّمن، ومع هذا يقول:[/FONT][FONT=&quot] { يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ } [/FONT]
[FONT=&quot]أيْضاً بيّن فضل بِرّ الوالِدَيْن يعني: يوسف عليه الصَّلاةُ والسَّلام رفع أبَوَيْهِ على العرش، طبعاً الأب وخالته زوج[/FONT][FONT=&quot] أبيه وعبّر بفائدة عبّر عن زوجة الأب بالأُمّ الفائدة أنّها توضَع زوجة الأب بمنزلة الأُمّ {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ} د:عبد الرحمن: وثبت أكيد أنّ أمّ يوسف عليه الصّلاةُ والسّلام ليست موجودة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: أيْضاً أنَّ إخوة يوسف أمرهم أبوهم أن لا يدخلوا من بابٍ واحد (وادخلوا من أبوابٍ متفرِّقة) فسمعوا كلامه أم لا؟؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] إلاّ بلى صحيح.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] ثمّ إنَّ بِرَّ الوالِدَيْنِ قد يطلب منك والدك، أو أُمُّك تطلب منك شيْئاً، ولا يستلزم أن تُبَيِّن لك العِلَّة أو الحكمة أم لا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] إلاّ، صحيح.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: يعني[/FONT][FONT=&quot] {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ} ما بيَّن لهم لماذا؟ أن لا يدخلوا من باب واحد، أم لا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] إلاّ صحيح.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] طيّب.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك العلماء اجتهدوا في بيان العِلّة، قالوا: خشيةَ العين أو الحسد وما إلى ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] أيضاً من الفوائد، هذه أشياءً عامّة يا دكتور الإحسانِ للنّاسِ عامّة يعني تجد سورة يوسف تُرَكِّز على مسألة الإحسان يعني: أنَّ الإنسان يُحْسِن إلى مَن أساءَ إليه، يوسف عليه الصّلاةُ والسّلام بيَّن هذا جَلِيّاً مع أنّ إخوته رَمَوْهُ في البئر، وكان صغيراً غلاماً، وكذَبوا على أبيهم، وجلس سنوات طِوال وهو في غربة، ومع هذا ما أساء إليهم، ماذا قال؟ قال {قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ {92}} .[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله أكبر! هذه أذكر عندما أبو سفيان عندما فتح النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مكّة فيقولون: أنَّ أبا سفيان هرب من وجه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقال: " واللهِ لَوْ أمْسَكَني النّبيّ ليَقْتُلَني " فقال له لا أعلم مَن هو الّذي قال له من الصّحابة " قد أسأتُ الظّنَّ به النّبيّ واللهِ لإنَّهُ أرحم النّاس" وحفّظَه هذه الكلمات قال: "إذا دَخَلْتَ عليه فقل له تَاللهِ لقد آثرك الله علينا وإن كُنّا لَخاطِئين" قال حتى يكون الجواب: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] فيه أيْضاً من الفوائد على عُجالة: جواز تزكية النّفس إذا رأى الإنسان من نفسه قُدرةً في هذا المكان مثلاً قال {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ {55}} .[/FONT]
[FONT=&quot]أيْضاً جواز الاستفادة من المستجيب هذا ممكن يستفيد من أصحاب السُّجون: أنَّ سجيننا يوسف عليه الصّلاةُ والسَّلام كان سجيناً، ومع هذا استفادوا منه في تعبيرِ الرُّؤيا، وهو في سجنِهِ. يعني قضايا المجتمع ممكن أنَّ السَّجين لا ينفصل عن قضايا المجتمع؛ لأنّه يستفيد منه المجتمع.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هذه قاعدة جميلة قبل أن نُكْمِل هذه الفوائد.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] آخر فائدة يا دكتور فقط ثم نتتهي [/FONT]
[FONT=&quot]أيْضاً أن التعبير بالرُّؤيا فُتْيا[/FONT][FONT=&quot] {أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ} وهذه كلمة لأصحاب تعبير الرُّؤى أن يتَّقوا الله عزّ وجلّ وأنَّ تعبير الرُّؤى فُتيا.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] معنا اتّصال من الأُستاذ ماهر من السّعوديّة تفضّل يا أخ ماهر [/FONT]
[FONT=&quot]ماهر[/FONT][FONT=&quot]: السّلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]عليكم السّلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]ماهر[/FONT][FONT=&quot]: عندي ثلاث أسئلة الله يجزاك خير. الأول في الآيات التي هي على موسى عليه السّلام واثنان خارج الآيات، إذا ممكن.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضل تفضل.[/FONT]
[FONT=&quot]ماهر[/FONT][FONT=&quot]: الله سبحانه وتعالى في آية يقول {إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص:7] هل أمّ موسى كانت تعرف أنّ موسى سيكون من المرسلين؟ هذه واحدة. الثاني في الآية {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ} [الأحقاف:20]،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وآية ثانية {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا {23}}، {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا {103} الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا {104}} الآية هذه هل هي لنا نحن المسلمين أم هي للكفار؟ السؤال الثالث {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} [فاطر:37][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هل هذا المقصود بها أنّ أناس عملوا صالحاً لكن ما كان مطابقاً للمطلوب ، أو أنّه هم أصلاً كفّار وأنهم في نار جهنم؟.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك يا أخي.[/FONT]
[FONT=&quot]ماهر[/FONT][FONT=&quot]: الله يجزاك خير.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً جزيلاً لك. الحقيقة أنا يا دكتور محمد وتنبيه للإخوة المشاهدين سورة يوسف يعني تعتبر من أغنى السُّوَر بالفوائد؛ حتى أذكر هناك مصَنَّف في ثلاث مجَلَّدات "الفوائد الألف من سورة يوسفّ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] الشيخ عبد الرّحمن بن السعدي أفردها برسالة.[/FONT]
[FONT=&quot]أيْضاً فيه من الفوائد في سورة يوسف: أنَّ النَّفسَ أمّارةٌ بِالسّوء مهما بلغ الإنسان[/FONT][FONT=&quot] {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} مهما بلغ الإنسان من التُّقى والصَّلاح تبقى النّفس أمّارة بالسّوء.[/FONT]
[FONT=&quot]أيْضاً أنّ منزلة التّقوى[/FONT][FONT=&quot] {إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ} وفي آخر السّورة أيْضاً (وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (109)) .[/FONT]
[FONT=&quot]أيْضاً في لفتة حقيقة أنَّ يوسف عليه الصّلاةُ والسّلام الحديث في الصَّحيحَيْن أنّ أوتِيَ شطر الحُسُن والجمال، معايير الجمال قد تختلف عندي وعندك وعند الثاني والثالث، لكن يوسف عليه الصَّلاةُ والسَّلام عندما دخل على النِّسوة وَقَطَّعْنا أَيْدِيَهُنَّ يعني هذا يعطيك دلالة على أنَّ يوسف عليه الصّلاةُ والسّلام بكلِّ المقاييس جميل، ما اختلفت المقاييس عند امرأة دون أخرى كلّهم اتَّفَقوا على أنّه كان آيةً في الجمال فقطَّعْنَ أَيْدِيَهُنْ من الذّهول.[/FONT]
[FONT=&quot]وأيْضاً من الفوائد أنّه جواز الحيلة لأخذ الحقّ يعني: يوسف عليه الصّلاةُ والسّلام احتال على إخوته، ووضع الصّاَع في رحالهم[/FONT][FONT=&quot] {لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {62}} .[/FONT]
[FONT=&quot]وأيْضاً آخر فائدة ممكن يا دكتور، أنَّ قَدَرُ الله عزّ وجلّ نافذٌ لا محالة، وأنَّ الإنسان مهما اتَّخَذَ الأسباب أنَّ الله عزّ وجلّ إذا قدّر شيْءً سوف يقع. يعني يعقوب عليه الصّلاةُ والسّلام اتّخذ الأسباب بأنّه ما أرسل يوسف لوحده أرسله مع إخوانه، ومع هذا أنّه وعْدُ الله نافذ ومع هذا أمر الله عزّ وجلّ إذا كتب شيْئاً لا بُدَّ أن يقع.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لدَيَّ اتِّصال من الأُخت آمنة من موريتانيا، نأخذ سؤالها ثمّ نعود حياك الله يا أخت آمنة.[/FONT]
[FONT=&quot]آمنة[/FONT][FONT=&quot]: السّلام عليكم ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] عليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]آمنة[/FONT][FONT=&quot]: جزاكم الله خيراً على هذا البرنامج المفيد. أريد أن أسأل فضيلة الشيخ عن قوله تعالى {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} ما المقصود؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] سؤالها واضح؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] واضح.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نعم {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} هذه خلاف في الآية. نعود يا دكتور الحقيقة كما تفضّلت مصداق لكلامك في سورة يوسف وهي دعوة الحقيقة للإخوة المشاهدين بتدبُّر هذه السّورة، والنّظر فيها في الحقيقة؛ لأنَّ البرنامج حتى لو كان ثلاث ساعات لن يكفينا.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] ما يكفي، لو نذكر لفتات فقط.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لفتات سريعة جدّاً، وربَّما ترى بعض المشاهدين يعني لديهم مقترحات يريد أن نُفَصِّل لكن الوقت دائماً يحكمنا كما ترى.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] ومَن هو أعلمُ منّا بذلك، لكن الواحد يعني [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بالضّبط، وقديماً قالوا (يكفي من القِلادةِ ما أحاطَ بالعُنُق)[/FONT]
[FONT=&quot]تسأل الأخت ليان سؤالاً الحقيقة يُثار يا دكتور محمّد في قولِهِ سبحانه وتعالى في أكثر من موضع في قصّةِ بشارة إبراهيم عليه الصَّلاةُ والسَّلام بابنه إسماعيل في ضحك سارة لماذا ضحكت؟ أو {وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ {28} فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا {29}} في سورة الذّاريات، وفي سورة هود {فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ {71}} يقول: لماذا ضحكت؟ وما معنى ضحكت؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً الضّحك المعروف أنّه معروف عند العرب، هو الضّحك التَّبَسُّم. بعض أهل اللّغة رأى أنّ الضّحك هنا في هذه الآية أنَّه الحَيْض. وهذا يحدث عند بعض النّساء أنَّ المرأة إذا صار هناك أمر مُدْهِش أو غريب، أو فاجعة، أو ما إلى ذلك قد تحيض واستدلّوا على ذلك ببعض كلام العرب. لكن بُشْرى إبراهيم عليه الصّلاةُ والسّلام أنَّهُ عندما جاءت إليه الملائكةُ تبشِّرُهُ بغلام أنَّه كان كبيراً، وقد بلغ فوق الثّمانين يقولون 86 فهي سمعت كلامهم فضحكت في هذه البشرى [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني كأنّ في الكلام تقديم وتأخير [/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] أي نعم. فبشَّرْناها فضحكت، فبشَّرْناها بإسحاق وَمِنْ وَراءِ إسحاقَ يَعْقوب. [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] والبعض يا دكتور ينظر إلى السّياق إلى ترتيب الكلام كما تفضّلت وإلاّ هي مسألة يعني فيما يبدو لي واضحة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] فبشَّرْناها فضحكت فبشرناها أيْضاً ومن وراءِ إسحاقَ يعقوب.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أنّ بعضهم يقول أنّها ضحكت قبل البشارة فيتلمَّس ويقول أنّها ضحكت؛ لأنَّ اللهَ سبحانه وتعالى أو لأنَّ الملائكة قد جاؤوهم بخبرِ تعذيبِ قومِ لوط، وهي كانت هي تتمنّى أن يُهْلَكَ هؤلاءِ القوم لفسادهم وفسقهم، فلمّا سمعت البشارة بأنّهم سيذهبون إلى أنّهم سيذهبون إلى هؤلاء القوم فضحكت فبشّرناها بإسحاق، وهذا على كلِّ حال هي اجتهاديّة يعني [/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] هذا بعيد، هو كما تفضلت دكتور كأن فيه تقديم وتأخير سمعت كلام الملائكة في هذه البشرى فضحكت.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وكما في قوله {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا} يعني: استغربت من هذا الخبر الّذي بُشِّرَت به.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ ماهر يسأل سؤالاً يقول في قوله سبحانه وتعالى: {إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص:7] سورة القصص فيقول هل كانت أمّ موسى تعلم أن ابنها سوف يكونُ رسولاً؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] نعم هذا أمّ موسى عليه الصّلاةُ والسّلام أوْحى الله عزّ وجلّ إليها وحياً لكن ليس كوحي الأنبياء وهو إلهام من الله عزّ وجلّ إليها أنّ موسى عليه الصّلاةُ والسّلام سوف يكون نبيّاً {إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا}.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني نصّ القرآن واضح في أنّها كانت تعلم.[/FONT]
[FONT=&quot]سؤال آخر من الأخ ماهر يقول في قوله تعالى {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا} [الأحقاف:20]، وأمثالَها من قوله {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا {23}، يسأل يقول هل هذه الآيات تخُصُّ المسلمين؟ مَن المقصود بها يعني؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] لا، الأصل فيها أنَّها للكُفّار، وأنَّ حبَّ الدُّنيا والتَّعَلُّق بها ليس لأهلِ الإسلام؛ مثل آية هود مثلاً { مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ {15}} وفي آية الشُّورى {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ {20}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل جدّاً، فالمقصود بها إذاً ليس أهل الإسلام. بارك الله فيك يا دكتور محمّد. قبل أن نسترسل في الجواب على الأسئلة والحديث عن المحاور الّتي بقيت معنا في السورة لدينا يا دكتور محمَّد تعريفٌ بكتاب من الكتب الّتي نوصي بها في كلّ حلقة نُعَرِّفُ الإخوة المُشاهِدين به ثمّ نَعودُ إليكم فابْقَوا معنا.[/FONT]
[FONT=&quot]*********************[/FONT]
[FONT=&quot]فاصل : التعريف بكتاب[/FONT]
[FONT=&quot]"العِلْمانِيّونَ والقرآنُ الكريم، تاريخِيَّةُ النّص"[/FONT]
[FONT=&quot]مُؤلِّفُ هذا الكتاب هو الدّكتور أحمد بن إدْريس الطَّعّان، وهو باحِثٌ سوريّ تقدَّم بهذا البحث لِنَيْلِ دَرجةِ الدُّكْتوراه، وقد تَصَدّى في كتابِه هذا للانتصارِ للقرآنِ الكريم، والرَّدِّ على شُبُهاتِ العِلْمانِيِّينَ الَّتي أثاروها للِصَّدِّ عن القرآن، والطَّعْنِ في كمالِهِ وإعجازِه ومَصْدَرِه. ولا بُدَّ للمسلمِ المُعاصِر أن يَطَّلِعَ على هذا الكتابِ وأمثاله من الكتب والدِّراساتِ والأبحاث الّتي تُبَيِّنُ لَهُ وَجْهَ الحَقِّ في كثيرٍ مِنَ الشُّبُهات الّتي يُثيرُها أعداءُ الإسلام للطّعنِ في القرآن.[/FONT]
[FONT=&quot]وقد تناول المُؤلِّفُ في كتابِهِ تعريفَ العلمانِيّة وتاريخها وأطال في ذلك، ثمّ تناولَ المداخِلَ الّتي ينفُذُ منها العِلْمانِيّونَ للطَّعْنِ في القرآن الكريم، وتحَدَّثَ حوْلَها وبيَّنَ كَيْفِيَّةَ الرَّدِّ عليها؛ مُبَيِّناً الأُسس الفلسفيّةَ والعَقَدِيّة الّتي تدفعُ الطّاعِنينَ للطَّعْنِ في القرآن الكريم، وكيفيَّةِ مناقشةِ هذه الشُّبُهات.[/FONT]
[FONT=&quot]وقد صدر الكتابُ عن مكتبةِ وَدارِ ابنِ حزم في الرِّياض عام 1428ه في مجلَّدٍ واحد عددُ صفحاته 886 صفحة.[/FONT]
[FONT=&quot]جزى الله المُؤلِّفُ خيراً وبارك فيه.[/FONT]
[FONT=&quot]******************************[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مرحباً بكم أيُّها الإخوةُ المشاهِدون مرَّةً أخرى في برنامجكم التّفسير المباشر، وأُكَرِّرُ التّرحيب بضيفي في هذا اللّقاء فضيلة الشيخ الدّكتور محمّد بن فوزان العُمَر، الأُستاذ المشارك بجامعةِ الملك سعود، ورئيس قسم الدّراسات القرآنيّة بكلِيَّة المعلِّمين بالرِّياض، حياكم الله يا دكتور محمد مرّةً أخرى.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] حياكم الله وبيّاكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] سألتنا الأخت آمنة من موريتانيا سؤالاً في قوله سبحانه وتعالى في سورةِ يوسف {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ {20}} تقول: مَن هو المقصود؟.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً يوسف باعه الّذين وجدوه في البئر وباعوه للوزير أو أهل الوزير.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] المقصود (وشروه) يعني باعوه.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] ليس المقصود بشروه الشراء.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني شروه أي باعوه، إخوانه؟ المقصود هم الإخوان[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] نعم[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] من الأشياء الأساسيّة يا دكتور محمّد في سورةِ يوسف الّتي تستوقف القارئ لها موضوع العِفَّة الّتي دارت القصّة حولها، عفَّة يوسف عليه الصّلاةُ والسّلام بالرُّغم من كلّ المُقَوِّمات الّتي كانت تدعوه إلى الوقوع في هذه الفاحشة – والعياذ بالله – وهو أنَّه كان رجُلاً جميلاً – كما تفضّلتم – وكان رجُلاً أوتِيَ نصف الحسن، وأيْضاً كان رجُلاً غريباً، وليس لديه مَا يخاف عليه من السُّمعة ونحوها. أَضِف إلى ذلك أنَّ الّذي كان يدعوه إلى ذلك امرأةٌ ذاتُ منْصِبٍ وجمال، فالحديث عنها الحقيقة ذو شجون يعني لو تتحدّث – حفظك الله – لعلّ الإخوة المشاهدين ينتفعون بذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] لو نبدأ من الآيات دكتور {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ {22} وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ} هو في بيتِها هذه لفتة أيْضاً؛ لأنَّ قصّة العِفّة تبدأ من هذه الآيات. قولهُ {الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا} للدّلالة أنّ يوسف عليه الصّلاةُ والسّلام ما كان في بيت آخر، كان عندها، وأنَّها هي الّتي راوَدَتْهُ، وهي الّتي هيَّأت هذا الموضوع الّتي هو في بيتها عن نفسه. طبعاً المراودة المقصود بها طلب الشيء بلُطْف وليس بعُنف {الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ} تغليق الأبواب هنا أتى بالتّشديد للدّلالة على أنّ امرأة العزيز كانت تريد إحكام هذا الأمر، بمعنى أنَّها غلَّقت الأبواب وأحكمت غلق الأبواب. {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} {هَيْتَ} فيها أكثر من قراءة {هيْتَ} يعني: تعالَ، هلُمَّ وأقبِل، وجاءت قراءةٌ سَبْعِيَّة {هِئتُّ لكَ} يعني ماذا؟ تهَيَّأتُ وتجهّزت أو {هِئْتَ} أي أيْضاً تجهّزتَ أنت لي. في القراءة السّبعيّة والعشريّة في هذا الحرف في ثلاث التي هي: (هَيْتَ، وَهِئْتَ، وهِئْتُ) أمّا غيرها فهو شاذٌّ كل قرآءة غير هذه الثّلاث فهي شاذّة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يا دكتور محمد البعض عندما يقول: أسمعك أنت وأمثالك من أهل العلم تقول قراءة سبعية، قراءة متواترة، قراءة شاذّة ما يعرف هذه المصطلحات. فالسبعية ما المقصود بها؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] يعني مرويٌ على القُرّاء السّبعة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] القُرّاء السّبعة المعروفين.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] المعروفين. والعشرية الثلاثة المتممة للعشر.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] والشاذة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] والشاذة ما خرج عن هذه.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تُقال لها شاذة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ {23}}[/FONT][FONT=&quot] (ربي) الذي هو سيدي. الآية الّتي أشكلت على أهل التفسير {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} بعضهم يرى أنَّ الهمّ وقع حتى من يوسف عليه الصّلاة والسّلام وهو بشرٌ كغيره من الناس، يقع منه الهمّ عليه الصّلاةُ والسلام. والبعضُ يرى أنَّ الهمَّ من يوسف عليه الصّلاةُ والسلام لم يقع، وأنَّ الآيةَ فيها تقديم وتأخير، كيف هذا؟ { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ لولا أن رأى برهان ربّه همّ بها}، هذا هو الوجه، ولعلّها والله عزّ وجلّ أقرب فيما يظهر لي أنّ يوسف عليه الصلاة والسلام لم يقع منه همّ أصلاً لأنّه هناك من الناس من ليس من الصالحين، ومع هذا لا يهمّ بالفاحشة فما بالك بأمثال يوسف عليه الصّلاة والسلام؟!! فهو من باب أولى. [/FONT]
[FONT=&quot]أيْضاً الآية[/FONT][FONT=&quot] {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء} يعني صرف الله عزّ وجلّ عن يوسف عليه الصّلاة والسّلام الفحشاء أنَّ اللهَ صرَفَهُ عنها وهو مصروفٌ عنها يعني من الجانبين يعني هو لا يُريدُها والله صرَفَهُ عنها، الإنسان قد يطلب – والعياذ بالله – أمر سوء ويصرفه الله عزّ وجلّ عن هذا حفظاً له[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] ومن العِصمة أن لا يفعل الإنسان الذّنب، لكن يوسف عليه الصّلاةُ والسّلام عصمَه الله عزّ وجلّ وهو أيْضاً كان يطلب الفِرار من هذا الأمر.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هذا والله ملحظ نفيس جدّاً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] نعم، {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالفَحْشاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ {24}} خاتمة الآية تدُلّ على أنَّ الّذي يطلب الفاحشة ليس من المخلَصين أم لا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بقي معنا الحقيقة اتّصال من الأخ أبو إبراهيم نأخذه يا دكتور محمّد بعد إذنك تفضّل يا أبو إبراهيم:[/FONT]
[FONT=&quot]أبو إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيكم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] نسألكم – حفظكم الله – عن معنى قوله تعالى {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيًّا} يقول العلماء أن هذا من أبدع ما جاء في القرآن وكله مُبدْع.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أحسنت شكراً جزيلاً. هذا سؤال جميل وبلاغي وأنا عندي سؤال يا دكتور بقي معنا ثلاث دقائق فقط. يقول {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيًّا} يعني لو تعلّق على هذه.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] يعني فلمّا استيْأس إخوةُ يوسف من أخيهم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ}[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] جاؤوا جانباً أخذوا جانباً وتناجَوْا فيما بينهم ماذا يصنعون؟ يعني أخذوا مكاناً قَصِيّاً، وتناجَوْا ماذا يفعلون في هذه المصيبة الّتي حصلت؟ فإنّهم جاؤوا لأخذِ يوسف فبقي أخوه عنده.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] كأنّ الأخ أبو إبراهيم يبدو لي يسأل سؤالاً {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيًّا} أنا قرأت لبعض العلماء أنّهم يقولون: أنّ هذه من أبدعِ وأجملِ التّعبيرات الموجودة في القرآن من ناحية التعبير.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: نعم صحيح.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] {فَلَمّا اسْتَيْأَسوا مِنْهُ خَلَصوا نَجِيّاً} كما يقول الأعرابي لمّا سمع قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف:199] قال: "هذا لا يقوله بشر" من بلاغته.[/FONT]
[FONT=&quot]عندي سؤال يا دكتور محمّد يسأله كثير في سورة هود وأنت رَجُلٌ مُقْرِئ في قوله تعالى { قالَ ارْكَبوا فيها بِاسْمِ اللهِ مَجْريها} يسأل دائماً ما هو المعيّن الموجود على الآية {َمجْرَاهَا}؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] هذه الإمالة لحفص وهي الإمالة الوحيدة في القرآن كلّه، مرة، [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يقرأُها الناس كيف؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] {َمجْرَاهَا} {َقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}[هود:41].[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أنا دائماً أقو للطُّلاّب لو افترضْنا أنَّ زاوية قائمة بدرجة تسعين درجة ونقول: أنَّ الإمالة هنا بزاوية 45 هل هذا يصِحّ؟ يعني {َمجْرَاهَا} ليست ياءً وليست ألِفاً وإنَّما هي بينهما.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] لا، الإمالة أقرب منها للياء، يعني فيه القُرّاء عندهم الفتح والتّقليل والإمالة. التّقليل بين الفتح وبين الإمالة. يعني أنت هذا الّذي قرأته هذا تقليل ليس إمالة، {َمجْرَاهَا} أصبحت إمالة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وبعضهم يسمّيها الإضجاع فيما يبدو لي.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] نعم صحيح.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] كأنه يقرّبها إلى الياء. هل لها أثر يا دكتور محمد برأيك في المعنى؟ يعني الإمالة يعني {َمجْرَاهَا} {مَجْريها}؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] لغة عربية فقط.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لهجة من لهجات العرب.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] نعم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] تسمح لنا نأخذ نكمل الباقي ولاّ. [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة الوقت سأعطيك دقيقة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] ما شاء الله عليك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ل[/FONT][FONT=&quot]أنّ الوقت يضيق عنّا كما تلاحظ والسورة واسعة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] لأنّ بقي.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] دقيقتين فقط انتخب لنا شيئاً نختم به.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} يعني ألفَيَا سَيِّدَها يعني عندما خرج عند الباب وجد فجأة السيد عند الباب، موقف محرج! فرمت بدائها وانسلّت فقالت هذا الّذي {مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ}، {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {25}} هي كأنّها المظلومة! ثمّ قال {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي} يوسف عليه الصّلاةُ والسّلام أُسْقِطَ في يدِه ليس عنده الآن أيُّ حُجّة، لكن الله عزّ وجلّ أراد أن يُظهِرَ براءته فكان قَدُّ القميص هو دلالةً على براءة يوسف عليه الصّلاةُ والسّلام فمَن كان قُدَّ من قُبُلٍ، ولذلك هم قَدَّموا القُبُل على الدُّبُر باعتبار أنَّهُ كأنّهُ عندهم اطمئنان أنّها هي البريئة {وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ {27} فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ {28}} .[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة يا دكتور محمّد شكر الله لك، والحقيقة السورة يعني أوسع من أن تُتَناوَل في ساعة أو ساعتين أو ثلاث، ولكن أرجو أن يكون المشاهدون قد انتفعوا بهذه اللّفتات الّتي تَفَضَّلْتُم بها، وبهذه الأجوِبة الّتي أفضتم بها أسأل الله أن يكتب لكم أجرها، وأعتذر إليك لضيق الوقت وأعتذر أيْضاً للإخوة المشاهدين لهذا الوقت الّذي دائماً يضيقُ علينا في تناول جزء من القرآن الكريم، وأرجو في أن يكون فيما ذُكِرَ كفاية وبركة بإذن الله تعالى.[/FONT]
[FONT=&quot]باسمكم جميعاً أيُّها الإخوة المشاهدون أشكر أخي العزيز فضيلة الشيخ الدكتور محمّد بن فوزان العمر، الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود، ورئيس قسم الدّراسات القرآنيّة بكليّة المعلّمين بالرِّياض، على تفضُّلِهِ بالمشاركة بهذه الحلقة والإفادة، أسأل الله أن يكتب له الأجر وأن يتقبّل منّا ومنكم ألقاكم بإذن الله تعالى في برنامجكم التفسير المباشر أستودعكم الله. السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]http://www.youtube.com/watch?v=A8AcRQoxIxU&list=PLF923571A3B4F5F5A&index=11&feature=plpp_video[/FONT]

[FONT=&quot]
[/FONT]
 
[FONT=&quot]التفسير المباشر[/FONT]
[FONT=&quot]الحلقة الثالثة عشرة[/FONT]
[FONT=&quot]13-9-1429هـ[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرّحمنِ الرّحيم، الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين، وصلّى اللهُ وسلَّمَ وبارك على سيِّدِنا ونبِيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحْبِهِ أجمعين. مرحباً بكم أيُّها الإخوةُ المشاهدون في حلْقةٍ جديدةٌ من حلقاتِ برنامجكم اليومي [التّفسير المباشر] الّذي يأتيكم من استديوهات قناة دليل الفضائيّة من مدينة الرِّياض. [/FONT]
[FONT=&quot]أُكَرِّرُ التّرحيب بكم في هذا البرنامج يوميّاً كما تعوَّدنا، وحديثُنا بإذن الله تعالى في هذا اللِّقاء حولَ الجزء الثّالث عشر من أجزاء القرآن الكريم، والّذي يوافق هذا اليوم الثّالث عشر من شهر رمضان المبارك، من عامِ تسعةٍ وعشرينَ وأربعِ مِئَةٍ وألف، أسألُ اللهَ أن يتقبَّلَ منّا ومنكم الصِّيامَ والقِيامَ، وأن يَجْعَلَنا وإيّاكم من أهلِ القرآن العاملين به والمُتَدَبِّرينَ لهُ؛ كما تعوَّدنا أيُّها الإخوة ببدايةِ كُلِّ حلقة، وقبل ذلك أُذَكِّرُكم بأرقام الهواتف الّتي يمكنكم التّواصل معنا من خلالها، والّتي تظهرُ أمامكم تِباعاً على الشّاشة أرقام الهاتف الثّابت، وهناك هاتف المحمول الّذي يمكنكم إرسال الرّسائل عن طريقه وهو: (0532277111) .[/FONT]
[FONT=&quot]كما تعوَّدْنا في بدايةِ كُلِّ لقاء أن نستعرض أبرز الموضوعات الّتي اشتمل عليها الجزء الّذي سوف نتحَدَّثُ عنه بإذنِ الله تعالى.[/FONT]
[FONT=&quot]الجزء الثّالث عشر من أجزاء القرآن الكريم يبدأ من الآية الثالثة والخمسين من سورة يوسف عليه الصّلاة والسّلام والّتي أخذنا نصفها بالأمس، مع سورةِ الرَّعد، ويستَمِرُّ الجزء الثّالث عشر إلى نهايةِ سورةِ إبراهيم عليه الصّلاةُ والسّلام.[/FONT]
[FONT=&quot]وأبرَزُ الموضوعات الّتي اشتمل عليها هذا الجزء هي:[/FONT]
· [FONT=&quot]تقرير الوحدانيّة والبعث والجزاء.[/FONT]
· [FONT=&quot]ودفعُ شُبَهِ المشركين حول الرِّسالة.[/FONT]
· [FONT=&quot]وتناولت سورةُ إبراهيم عليه الصّلاةُ والسّلام دعوةَ الرُّسُل الكِرام بالتّفصيل، وما فيها من العِبَرِ والعِظات.[/FONT]
· [FONT=&quot]ثمّ بيان وظيفة الرُّسُل، ومعنى وَحدةِ الأديان السَّماويّة وأصلِها الواحد.[/FONT]
[FONT=&quot]هذه هي أبرز الموضوعات أو الموضوعات الرّئيسيّة الّتي تناولتها هذه السّورة المكيّة المُتتالية.[/FONT]
[FONT=&quot]باسمكم جميعاً أيُّها الإخوةُ المشاهدون أن أُرَحِّبُ بضيفي العزيز في هذا اللّقاء وهو أخي الدّكتور محمَّد بن عبد العزيز الخضيري، الأستاذ المساعد في جامعة الملك سعود، والمُتَخَصِّص في الدِّراسات القرآنيّة، فحيّاكم الله يا أبا عبد الله مرَّةً أخرى معنا في هذا البرنامج.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حيّاكم الله وحيّا الله الإخوة المشاهدين[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أسأل الله أن يتقبَّلَ منك يا أبا عبد الله استجابتك، وأُبَشِّرك أنَّه ولله الحمد أنَّ هذا البرنامج قد لقِيَ قَبولاً عند الإخوة المشاهدين، وهم يتابعونه الآن ويستمعون إليه ويترقَّبونه، وبعضهم أصبح يعِدّ الأسئلة في كلّ يوم، فنرجو أن نكونَ عَوْناً لإخواننا في الإجابة عن بعض الاستفسارات والأسئلة الّتي يطرحونها.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] بل أزيدك يا أبا عبد الله وأعذرني على هذه البداية الّتي قد لا تكون في ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضل.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ما أحد يعمل لهذا القرآن إلاّ ويعينه الله عزّ وجلّ ويُوَفِّقُه، وأنا أسوق هذه لك، وأسوقها إلى الإخوة المشاهدين أسأل الله ذلك، يعمل الإنسان في طباعة المصحف في إقرائه في تعليمه النّاس، في دعوة النّاس إليه في بيان معانيه في أي أمر يتّصل بهذا الكلام العظيم، سيُوَفَّق ويُبارك له وتُسَهَّل أموره[/FONT][FONT=&quot] {[/FONT][FONT=&quot]وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [القمر:17][/FONT][FONT=&quot] أسأل الله ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نسأل الله ذلك. والحقيقة نحن نحتسب يا أبا عبد الله العمل هذا أنَّه من باب تقريب القرآن للأُمَّة، وهذه رسالة ينبغي على المتخَصِّصين الّذين اشتغلوا بالقرآن وبعلومهم، نحن من أقَلِّهم الحقيقة علماً وأقلِّهم بضاعةً في إيصال هذا الخير للنّاس وهذا النّفع.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وقد لا تكون مهمَّتُنا أبا عبد الله هي أن نوصل كلّ ما في هذا القرآن من خير إلى النّاس لأنَّنا قد لا نستوعبه وقد لا نصل إليه، ولكن نقول للنّاس دونكم هذه المائدة عودوا إليها اِنهلوا منها خذوا من معينها الصّافي ارجع إلى كتابِ الله وسيجد كلّ واحد حاجته في كتابِ الله عزّ وجلّ للخلق.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لدينا أسئلة من الحلقة الماضية يا أبا عبد الله، وتعلم كنّا بالأمس مع الدّكتور محمَّد بن فوزان العمر في سورة يوسف وسورة هود، واليوم تتِمَّة سورة يوسف مع سورة الرّعد مع سورة إبراهيم، وهي كما تلاحظ كأنَّها لُحمة واحدة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]سبحان الله!.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهنا مسألة أطرحُها يا دكتور محمّد الآن قبل أن أبدأ في حوارنا وحديثنا حول مسألة تقسيم القرآن الكريم بالأجزاء –كما تلاحظ الآن– الجزء هنا يقف عند الآية رقم 52 ويبدأ في الآية 53 [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي}[/FONT][FONT=&quot] في وسط القصّة، وهذا في الحقيقة التّقسيم يعني أوَّل مَن ابتدَأَهُ هو الحجّاج ابن يوسف رحمه الله وغفر له فهو الّذي قسّم القرآن على هذا النّحو بحسب عدد الأحرف. ولذلك –كما تلاحظ– تقسيم الجزء جاء في وسط القصص في حينٍ أنَّ الصّحابة رضي الله عنهم كانوا يقسِّمونَ القرآنَ على حسبِ السّورة، وأنا الحقيقة أتمنّى وأرجو أن نستطيع أن نصنع هذا إن شاء الله في أحد البحوث في خلال موقعنا ملتقى أهل التّفسير ولعلّ الإخوة يساعدونا في ذلك أن نُقَسِّمَ القرآنَ الكريم إلى 30 جزْءًا ولكن مع مراعاة السُّوَر، بحيث أنك عندما لمّا تتناوله في مثل البرنامج هذا أنّك تتناوله كوحدة موضوعِيّة وسورة كاملة بدل أن تبتر القصص نصفها في جزء ونصفها في جزء آخر.[/FONT]
[FONT=&quot]فلدينا أسئلة وردتنا عن طريق الهاتف الجوّال، جوال البرنامج في سورة هود أحد الإخوة يسأل ويقول: آية 43 في سورة هود في قصَّةِ نوحٍ عليه الصّلاةُ والسّلام مع ابنه عندما قال له: [/FONT][FONT=&quot]{يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ {42} قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء} [هود:42-43] [/FONT][FONT=&quot]الأخ يسأل ويقول: هل ما يفعلُهُ أكثَرُنا من الاعتماد على الأسباب يشبه قول ابن نوح هذا؟ يعني هل يمكن تعليقكم على مثل هذا السؤال؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]طبعاً المشروع للإنسان أن يتوكَّلَ على الله عزّ وجلّ ويُفَوِّضَ أمورَهُ إليه ويأخُذ بالأسباب؛ لأنَّ الشّرع عندنا جاء بالأمرِ بالأخْذِ بالأسباب معَ تفويض الأمورِ إلى اللهِ سبحانه وتعالى. فأنا أعمل بالسّبب المُتاح الّذي جعله الله سبحانه وتعالى سبباً للوصولِ إلى هذا الأمر، وأقوم به على الوجه المشروع، وأعلم أنَّ هذا السّبب لن يُؤثِّر ولن يُؤدّي المطلوب إلاّ بإذن الله عزّ وجلّ، وبهذا جمعنا بين الأخذ بالشّرع والإيمان والتّوَكُّل على اللهِ سبحانه وتعالى، وهنا عندنا النّاس على طَرَفَيْ نقيض:[/FONT]
· [FONT=&quot]منهم مَن يتوكَّل بمعنى أنَّه لا يأخُذ بالأسباب؛ وهذا لا شكّ أنَّهُ جهل، جهلٌ بالشّرع؛ لأنَّ الشّرع قد أمر بالأخْذ بالأسباب.[/FONT]
· [FONT=&quot]ومنهم مَن يأْخُذُ بالأسباب ويعتمِدُ عليها –كما ذكر الأخ السّائل– بمعنى أنَّهُ يجعَلُها هي الفَيْصَل، إذا عملت كذا حصل كذا، إذا قُمت بكذا وصلتَ إلى كذا، وهذا غيرُ صحيح، بل أنا أقوم بهذا الأمر وأعلم أنَّ هذا الأمر لن يحقق لي ما أريد إلاّ بإذن الله؛ ولذلك ما أعمله طاعة لله؛ مثل الاستطباب مثلاً أذهب للطبيب طاعة لله عزّ وجلّ وأبحث عن الشِّفاء، وأعلم أنّ الشِّفاء بيد الله عزّ وجلّ وبهذا يكون الإنسان جمع بين هذا وهذا؛ ولذلك العلماء يقولون كلمة جميلة جدّاً أتمنّى من الإخوة المشاهدين أن يحفظوها يقولون: " تَرْكُ الأسبابِ جنون، والاعتمادُ عليها شِرْك" فإذا ترك الإنسان الأخذ بالأسباب فهو مجنون، كيف تريد ولداً من دون زوجة؟! كيف تريد زرعاً من غير سقي؟! كيف تريد بناءً من غير أن تأتي بأدوات البناء وغيرها؟!! "والاعتماد عليها شرك" لأنّك إذا اعتمدت عليها تركتَ الله سبحانه وتعالى فأشركت.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك، هناك أسئلة أخرى يا أبا عبد الله لكن نأخذ بعض الاتّصالات قبل أن نستمرّ في الأجوبة. الأخ أبو جنان تفضل من السعودية حياكم الله[/FONT]
[FONT=&quot]أبو جنان:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] عليكم السلام ورحمة الله وباركته.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو جنان:[/FONT][FONT=&quot] عساكم طيبين.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يا مرحبا بك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو جنان:[/FONT][FONT=&quot] الله يحفظك إن شاء الله أنا عندي سؤال والله في بعض الآيات يكون فيها تشابه ويكون فيها أيْضاً اختلاف مثال في سورة النّساء يقول الله جلّ وعلا [/FONT][FONT=&quot]{وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ } [النساء:78][/FONT][FONT=&quot] الآية الّتي بعدها [/FONT][FONT=&quot]{مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ}، [/FONT][FONT=&quot]الأولى[/FONT][FONT=&quot] { قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ} [النساء:79][/FONT][FONT=&quot] وهذه السّيِّئة كانت من نفسك، يعني ما هو الاختلاف؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل ممتاز شكراً لك يا أبا جنان.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو جنان:[/FONT][FONT=&quot] العفو.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] حياك الله وبياك. الأخ محمّد من جدة من السعودية تفضّل.[/FONT]
[FONT=&quot]محمد:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] عليكم السّلام.[/FONT]
[FONT=&quot]محمد:[/FONT][FONT=&quot] كيف الحال؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أهلاً وسهلاً.[/FONT]
[FONT=&quot]محمد:[/FONT][FONT=&quot] عندي سؤالين.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضل.[/FONT]
[FONT=&quot]محمد:[/FONT][FONT=&quot] ما معنى الآية رقم 106 من سورة يوسف؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] سنراجعها في المصحف، السؤال الثاني؟[/FONT]
[FONT=&quot]محمد:[/FONT][FONT=&quot] وما معنى الآية في سورة الرّعد رقم 31؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً يا محمد الله يحفظك، حياكم الله. [/FONT]
[FONT=&quot]سؤال آخر يا أبا عبد الله في سورةِ يوسف عليه الصّلاةُ والسّلام وهي الآية رقم 32 يقول الله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ}[/FONT][FONT=&quot] السؤال: يقول لماذا قال [/FONT][FONT=&quot]{فَاسَتَعْصَمَ} [/FONT][FONT=&quot]ولم يقل "فاعتصم"؟ ما الفرق بين فاستعصم واعتصم بالمعنى؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عندنا قاعدة يا أبا عبد الله وهذه معلومة لدى كلّ المتخصِّصين في اللغة العربيّة "أنَّ زيادة المبنى تدُلُّ على زيادةِ المعنى"؛ ولذلك في سورة الكهف لعلّه –إن شاء الله– يمرّ بنا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} [الكهف:97][/FONT][FONT=&quot] ماذا نستفيد من هذه الآية؟ إذاً جمعت لنا هذه القاعدة من أبوابها أو من أطرافها (زيادةُ المبنى تدُلُّ على زيادةِ المعنى) يعني كلّما زدنا حروفاً في الكلمة ازداد المعنى وثقُل وصار له دلالة أكبر من دلالاته إذا كان مُجَرَّداً من تلك الحروف، فزيادة السّين والتّاء في كلمة [/FONT][FONT=&quot]{فَاسَتَعْصَمَ}[/FONT][FONT=&quot] تدلّ على مشقّة هذا الأمر وشدَّته على الإنسان؛ لأنَّهُ في أمرٍ عظيم، أمر الشّهوة من أشدّ الأُمور على الإنسان إذا كان شابّاً وغريباً وعند امرأةٍ جميلة؛ فيوسف عليه الصّلاةُ والسّلام كان يستعصم، ولم يكن هذا الأمر يعني سهلاً بل هو بشر من البشر ومع ذلك استعصم.[/FONT]
[FONT=&quot]وكذلك في قوله عزّ وجلّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ} [/FONT][FONT=&quot]يعني يظهروا هذا السَّدّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} [/FONT][FONT=&quot]لشدّة النقب، أنَّ النّقب أشدّ عليهم من الظّهور عليهم فزيادةُ المبنى –غالباً في اللُّغة– تَدُلُّ على زيادةِ المعنى، ومن ذلك على سبيلِ المثال في الكلمات المستعملة عند النّاس كلمة الحيض والاستحاضة، الحيض دمٌ ينزلُ من المرأة في مدَّةٍ معلومة، والاستحاضة دمٌ لا حدَّ له.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بل حتى في القصّة الّتي معنا يا دكتور محمّد في قوله [/FONT][FONT=&quot]{وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ}[/FONT][FONT=&quot] هو نفس المعنى، يعني غَلَّقَتْ أشدّ من أغلقت.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ومثل فُتِحَت وَفُتِّحَت.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل، فتح الله عليك. سائل يسأل يا دكتور محمّد يقول: عندما التقى يوسف عليه الصّلاةُ والسّلام بإخوته قالوا [/FONT][FONT=&quot]{قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ} [/FONT][FONT=&quot]قال [/FONT][FONT=&quot]{فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ}[/FONT][FONT=&quot] فالسائل يسأل: ما الّذي أسرّ يوسف هنا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أسرّ يوسف في نفسه هذه التُّهمة الّتي اتّهموه بها، ولم يُبادلهم التّكذيب أنّه لا يريد أن يفشو الأمر أو تتّضح الحقيقة فلم يحن أوانها حتى الآن، أسرّها يوسف في نفسه يعني كتم هذا الأمر، وفي التّعبير العام يقولون بلعها يعني: ما يريد أن يفسر، وأنا أقول هذا فيه درس أنّه ما هو في كلّ مرة يعني تُثار قضيّة أو تُتَّهم بشيء أنّك توقف النّاس وتُبَيِّن الحقيقة، أحياناً يكون بيان الحقيقة يترتّب عليه إشكالات ومفاسد أنت في غِنًى عنها؛ فدرْءًا لهذه المفاسد هو مُراعاةً للزّمان والمكان والحال الّذي هو فيه يمشّي الإنسان من هذه الأمور.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك يا دكتور. سائل يسأل أيْضاً ويقول: هل للسّماوات عمد لا نراها؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]في أوّلِ السّورة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} [الرعد:2] [/FONT][FONT=&quot]قوله[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} [/FONT][FONT=&quot]قولان لأهل العلم: [/FONT]
· [FONT=&quot]منهم مَن يقول:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{بِغَيْرِ عَمَدٍ} [/FONT][FONT=&quot]ترونها كذلك بغير عَمَد.[/FONT]
· [FONT=&quot]ومنهم مَن يقول:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} [/FONT][FONT=&quot]يعني: أنَّ لها عَمَد لكن لا تَرَوْنَها.[/FONT]
[FONT=&quot]فهذان قوْلان، وأنا الحقيقة لم يترَجَّح لي واحدٌ منهما.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] المعنى واضح يعني الآيات تدلُّ عليها؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني المعنيان محتملان ومُرَجَّح لأحدهما. فتح الله عليك. معنا اتّصال معنا الأخت أم عبد الله من السّعوديّة تفضّلي يا أمّ عبد الله[/FONT]
[FONT=&quot]أمّ عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أم عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيكم ونفع بكم الإسلامَ والمسلمين.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] اللهمّ آمين.[/FONT]
[FONT=&quot]أم عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] أحببت أن أسأل بالنّسبة للأخذ بالأسباب والعمل بها، أنا عندي أربعة من الولد وثلاثة منهم في مدارس تحفيظ القرآن، وآمل من الله سبحانه وتعالى أن ينشئهم نشأةً صالحة خوفي أنّ حفظهم للقرآن قد يتفلّت منهم، وهذا ما أراه هذه الأيام وهم في سنّ مراهقة ما بين 15 و 14 سنة و 12 سنة وأخاف أن يتفلّت منهم أو يحيدون عن حادة الطريق أخذنا بالأسباب وتوكّلنا على الله فما الحلّ غير التوجيه والدّعاء؟ هل –إن شاء الله– ما علّمناهم وما حفّظناه لهم من القرآن سيثبت في صدورهم وهذا ما أرجوه من الله سبحانه وتعالى أنّه ما دام مرّ عليهم قرآن كاملاً على قلبه بأنّ الله سبحانه وتعالى لن يخيّب التعب؛ علماً بأنّي هذه الأيام أحرص على مراجعتهم لكتاب الله ولكن تعرفون في هذا السّنّ فيه صعوبة عليهم، الولد الصغير والأخير إلى الآن لم يلتحق بالمدرسة أُريد أيضاً إلحاقه ولكن يُنازعني الشيطان أنّه تعب ثمّ يخرج مثل إخوانه لا يراجع أو يكون عليه بعض الملاحظات فما رأيكم يا شيخ جزاكم الله خيراً؟.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك شكراً يا أم عبد الله. اتّصال من الأخت إيمان من السعودية تفضلي يا أخت إيمان [/FONT]
[FONT=&quot]إيمان:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]إيمان:[/FONT][FONT=&quot] الله يجزاكم خير على هذا البرنامج [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] اللهمّ آمين.[/FONT]
[FONT=&quot]إيمان:[/FONT][FONT=&quot] أقول السؤال الأول في سورة يوسف: ما معنى قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا}[/FONT][FONT=&quot] ما هذا الأمر الذي يعرض عنه؟[/FONT]
[FONT=&quot]السؤال الثاني: مرة كنت قلتم في برنامج بيِّنات العام الماضي رمضان ذكرتم فائدة في سورة القصص لكن نسيتها الصراحة وهي كيف لما أراد أن يبطش بالّذي هو عدوٌّ لهما قال يا موسى أَتُريدُ أَنْ تَقْتُلَني كَما قَتَلْتَ نَفْساً بالأمس ما أدري ما الفائدة بالضّبط التي استنبطوها من هذه الآية؟ كيف علم أنه قتل؟ أنا والله نسيت الموضوع هذا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] كأنّي تذكّرته نعم. هل هناك سؤال آخر يا أخت إيمان؟[/FONT]
[FONT=&quot]إيمان:[/FONT][FONT=&quot] سؤال عن الوصيّة في سورة المائدة [/FONT][FONT=&quot]{تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ}[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً جزيلاً، الله يجزاك خير. نعود يا دكتور محمد إلى أسئلتنا:[/FONT]
[FONT=&quot]سائل يسأل أيْضاً عن قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [الرعد: 41][/FONT][FONT=&quot] ما المقصود بنقصِ الأرضِ من أطرافِها؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]طبعاً كثير من المفسِّرين المُتَقَدِّمين يرون هذا بموت العلماء[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا}[/FONT][FONT=&quot] يعني بموت علمائها، ومنهم مَن يرى أنّها مرتبطة الحقيقة بسياق الآيات وهو تهديد لهؤلاء المشركين حيثُ يرَوْن أنَّ دولة النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تزداد وتتّسع، وأنَّ دولتهم تنقص، ألا يكونُ ذلك دليلاً لهم على صدقِ رسولِ الله ونُصْرَةِ الله له؟! [/FONT][FONT=&quot]{أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ {41}}[/FONT][FONT=&quot] واللهُ أعلم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً. أيْضاً سائل يسأل عن قولِهِ تعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ}[/FONT][FONT=&quot] سورةِ إبراهيم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]التّذكير بأيّامِ الله يعني بنِعَمِه ونِقَمِه عليهم، فأيّامُ الله هي يعني أفعاله في عباده، سواءً كانت هذه صنائعُ خيرٍ للعباد بالخصب والخير والنّعم والأرزاق الّتي تتوالى أو كان ذلك بالعقوبات والمصائب والمَثُلات الّتي تنزلُ عليهم، ذكّرهم بهذا.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني الأيّام كأنّها الأيّام البارزة في التّاريخ؛ كأنّها والله أعلم في سورة الرّعد معنا [/FONT][FONT=&quot]{وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلاَتُ}[/FONT][FONT=&quot] كأنّها هي هذه الأيّام، وهذا في اللّغة أذكر يا دكتور محمد في معلّقة، معلّقة عمرو بن كلثوم يقول: [/FONT]
[FONT=&quot]وأيّامٍ لنا غُرٍّ طِوالٍ عَصَيْنَ الملْكَ فيها أنْ نَدينا[/FONT]
[FONT=&quot]يعني يقصد لنا أيّام غُرَر معروفة مشهورة.[/FONT]
[FONT=&quot]وأيْضاً يقول السمؤأل في اللامية:[/FONT]
[FONT=&quot]وأيّامُنا مشهورةٌ لِعَدُوِّنا لها غُرَرٌ مَعْروفَةٌ وَحُجولُ[/FONT]
[FONT=&quot]يقول: نحن لنا أيّام بارزة في تاريخ العرب.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم فلعلّ هذا هو نفس المعنى.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الأخ أبو جنان يسأل سؤالاً في دفع المشكل في قوله [/FONT][FONT=&quot]{وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا {78} مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ}[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] هذا [/FONT][FONT=&quot]لا شكّ أنّه مُشْكِل لِمَن لم يعرف الطريقَ السَّليمَ في مثل هذا الأمر. طبعاً في الأولى لمّا ردَّ الله عزّ وجلّ عليهم ما قالوه إنَّما أراد أن يُبَيِّن أنَّ الأمرَ كُلَّهُ بتقديره[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ}[/FONT][FONT=&quot] السَّيِّئة والحسنة بتقديرِ الله عزّ وجلّ.[/FONT]
[FONT=&quot]في الآية الثّانية:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ} [/FONT][FONT=&quot]هذا لِبَيان السّبب؛ يعني[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ} [/FONT][FONT=&quot]فبسببٍ من نفسك،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ} [/FONT][FONT=&quot]فمن نفسك، يعني أنت السّبب في وقوع[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ}[/FONT][FONT=&quot]؛ كما قال الله عزّ وجلّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى:30][/FONT][FONT=&quot] فذاك بالنّظر إلى الخلق والتّقدير الأول [/FONT][FONT=&quot]{قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ}[/FONT][FONT=&quot] فالله يُقَدِّرُ كُلَّ شيء الحسنة والسَّيِّئة، وهذا بالنّظر إلى السّبب المباشر؛ مثل ما نذكر مثلاً في قضيّةِ الوفاة ورد في بعض الآيات أنّ الّذي يتوَفّى هو الله [/FONT][FONT=&quot]{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} [الزمر:42][/FONT][FONT=&quot]، [/FONT][FONT=&quot]ورد أنّ الّذي يتوفّى هو مَلَكُ الموت [/FONT][FONT=&quot]{قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ} [السجدة: 11][/FONT][FONT=&quot] ورد أنّ الّذي يتوَفّى هم الملائكة [/FONT][FONT=&quot]{تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا} [الأنعام:61][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فمَن هو المُتوفّي؟ نقول: تقديراً هو الله، ومباشرةً هم الملائكة، وإدارةً هو مَلَك الموت، مَلَك الموت هو الّذي يدير هذا الأمر وهو الموكَل بهذا الأمر.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة موضوع دفع المشكل يا أبا عبد الله يعني نحن نقول للنّاس أنّه ليس هناك في آيات الله إشكال من حيث هي، لكن الإشكال يقع من نظرنا نحن، لنقصِ علمنا ونقص نظرنا وإذا تأمَّلْنا زال الإشكال، وبعض الإشكالات لا يُزيلُها إلاّ عالمٌ راسخ في العلم؛ ولذلك صُنِّفَت كتب في هذا وقد عرضنا منها كتاباً في البرنامج قبل عدّة أيّام هو "مَلاك التأويل" لأبي الزبير الغرناطي عُنِيَ بهذا، وهناك كتاب "دفع إيهام الاضطراب" للشيخ الشنقيطي رحمة الله عليه، ولذلك حتى في عنوانه قال: "دفعُ إيهام الاضطراب في آيات الكتاب" لأنّه ليس هناك اضطراب الحقيقة، وإنّما هو توَهُّم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] وهو من أفضل الكتب في هذا الباب فيما رأينا[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] معنا اتّصال الأخت أم حسام من السعودية تفضلي. [/FONT]
[FONT=&quot]أم حسام:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أم حسام:[/FONT][FONT=&quot] لو سمحت يا شيخ عندي سؤالين. [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضلي.[/FONT]
[FONT=&quot]أم حسام:[/FONT][FONT=&quot] الأول: من سورة الرّعد في الآية 15 [/FONT][FONT=&quot]{وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ {15} }[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كلمة طوْعاً واضحة، كلمة كرْهاً يعني تفسيرها لو سمحت وكيف نوفّق بينها وبين قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} [القلم:42][/FONT][FONT=&quot] هذا السؤال الأول.[/FONT]
[FONT=&quot]السؤال الثاني: آية 31 من نفس السورة نرجو منكم شرحها وتوضيحها. وجزاكم الله خيراً على هذا البرنامج الناجح.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يجزيك خيراً شكراً شكراً. الأخ عبد الله من السعوديّة تفضل.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيكم على هذا البرنامج الطيب.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحفظك، لو ترفع صوتك يا أخ عبد الله لو تكرّمت.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] أقول بارك الله فيكم يا شيخ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وفيك، الله يحيك.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] الله يرضى عليك عندي بعض الأسئلة. [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضل.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] يعني في الآية التي في سورة الأنفال الآية 33 [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال:33] [/FONT][FONT=&quot]ما معنى الآية هذه؟ وما هو العذاب الذي على قريش؟ والحديث الذي عن الرسول ما أدري عن صحّته وهو حديث ملك الجبال الذي قال "لو شئت أُطبق عليهم الأخشبين" يعني ما أدري التوضيح لهذه الآية والحديث.[/FONT]
[FONT=&quot]وأيْضاً الآية (وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ (2)) التي في سورة القمر تفسيرها الله يجزاك خير شكراً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أبشِر، حياك الله وبيّاك. نعود يا أبا عبد الله إلى أسئلتنا. إذاً في قضيّة الإشكال الّتي سأل عنها أبو جنان اتّضحت له المسألة إن شاء الله الآن.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ محمّد من جدة يسأل سؤالاً في سورة يوسف يقول: في سورة يوسف الآية رقم 106 وهي قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} [يوسف:106][/FONT][FONT=&quot] يقول: ما معنى هذه الآية؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً هذه الآية إذا قلنا إنَّها خطاب للمشركين فهي واضحة في حقّهم، وذلك أنّهم لا يؤمنون بالله إلاّ ويخلِطون مع هذا الإيمانِ شرك، فأهلُ مكّة والعرب الذين بُعِثَ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيهم كانوا مؤمنين بالله عزّ وجلّ لا ينكرون بأنّه موجود وأنّه هو الخالق الرّازق المُحيي المُميت، ولكنّهم مع ذلك كانوا يشركون مع اللهِ غيرَهُ في العبادة، فهي واضحةٌ في هذا الباب. إذا قلنا إنّها أعمّ من ذلك فهذا أيْضاً صحيح، إذا قلنا أنّها شاملةٌ للمشركين وغيرهم، فإنّه لا يكاد أحدٌ من الخلق يسلَمُ من وقوعِ الشّرك، ولذلك قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "الشركُ فيكم أخفى من دَبيبِ النّمل" (فيكم) يعني في المسلمين. وبيّن أنَّ الإنسان لا يكاد يسلم من دخولِ شيْءٍ من الشركِ عليه؛ لأنّ الشرك فيه شيْءٌ جَلي فيتّقيه المؤمن وفيه شيءٌ خفي قد يخفى حتى عليه، ولذلك المؤمن من دعائه "اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أُشرِك بك وأنا أعْلَم وَأَسْتَغْفِرُكَ لِما لا أَعْلَم " يعني هناك شيء من الشرك قد تقع فيه وأنت أحياناً لا تكاد تدركه ولا تحيط بخفاياه.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] سبحان الله! جميل جميل جدّاً. قبل أن نسترسل معنا سؤال من الأخ عبد الرحمن تفضل يا عبد الرّحمن. [/FONT]
[FONT=&quot]عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مسّاك الله بالخير يا شيخ عبد الرحمن.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يمسّيك بالخير يا مرحباً.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] كيف حالكم يا شيخ؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بخير ولله الحمد.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحفظكم يا شيخ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وإياك.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] اسأل الله لك ولضيفك التوفيق وأنتم ممّن نحبّهم الحقيقة في الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أحبك الله.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحفظك يا شيخ. واستبشرنا بهذه القناة كثيراً جدّاً أنا وكثير من الإخوة. السؤال يا شيخ الإمام يصلّي وأنا أُتابع خلفه.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بالمصحف أم بدون مصحف؟[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أنا أتابع خلفه بالمصحف.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] هو حافظ وأنت تتابع خلفَه؟[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] إي نعم هو حافظ وأنا أتابع خلفه. يُخطئ أحياناً بالحرف وهو جَهوري الصوت فأرد عليه أحياناً ما يسمع وأعيدها مرة ثانية أحياناً هل يلزمني أن أرد في كلّ حرف وأحياناً يخطئ في حركة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] الحرف أشدّ من الحركة يا عبد الرحمن.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أعرف ذلك أن الحركة أحياناً تغيّر المعنى، لكن هل إذا عرفت أنّه ما يسمعني مثلاً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جيّد هل لديك سؤال آخر يا عبد الرّحمن؟[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً لكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً لك حياكم الله. معنا الأخ أبو وليد من السعوديّة تفضّل يا أبو وليد.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو وليد:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو وليد:[/FONT][FONT=&quot] الله يعطيكم العافية يا شيخ على هذا البرنامج.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو وليد:[/FONT][FONT=&quot] لو سمحت بأرجّعكم إلى الوراء قليلاً في سورة البقرة الآية 19 والآية 20 ممكن شرحها وتفسيرها؛ لأنّ فيها حِكَماً لو سمحت يا شيخ؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] إذا أسعفنا الوقت أبشر.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو وليد:[/FONT][FONT=&quot] يعطيك ألف عافية.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] حياك الله أبا وليد.[/FONT]
[FONT=&quot]نكمل أسئلة الأخ محمد يا أبا عبد الله يسأل عن الآية رقم 31 من سورة الرّعد [/FONT][FONT=&quot]{وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا}[/FONT][FONT=&quot] يسأل ما معنى هذه الآية؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الحقيقة أنا أتوقّع الاستشكال، يسأل عنها سؤالان:[/FONT]
[FONT=&quot]استشكال الناس هو في والله أعلم أول الآية قال [/FONT][FONT=&quot]{وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا} [/FONT][FONT=&quot]فجاء بـ (لو) ولم يأتي بالجواب، وحذف الجواب في مثل هذه المواطن معلومٌ في اللّغة بل هو من أسرار اللّغة ومن بلاغتها. فالله عزّ وجلّ يقول[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى}[/FONT][FONT=&quot] لكان هذا القرآن، لو حصل أنّ الله أنزل قرآناً يُعمَلُ به هذه الأمور لكان هذا القرآنُ هو أقربها وأقواها وأوصلها إلى المقصود. وحذف الجواب هنا أبلغ يعني مثلاً تقول لصاحبك: قد ذهبت إلى بستان جميل أو إلى روْضَةٍ فيْحاء تقول: لو كنتَ معنا، فقط وتسكت يعني: لرأيت شيْئاً جميلاً كونك تسكت عن الجواب يكون ذلك أبلغ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أستأذنك يا أبو عبد الله سنسترسل في بيان هذه الآية إن شاء الله لكن معنا اتّصال من الأخ فرج.[/FONT]
[FONT=&quot]-----انقطاع في البثّ------ [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مرحباً بكم أيُّها المشاهدون بعد انقطاع الّذي نعتذرُ لكم بسببه؛ كما أعتذر إليك يا أخ محمد عن هذا الانقطاع وأرجو أن لا يتكرّر.[/FONT]
[FONT=&quot]كنّا نتحدّث يا دكتور محمد قبل الاتّصال الأخير عن قوله تعالى في الآية 31 من سورة الرّعد وهي [/FONT][FONT=&quot]{وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى}[/FONT][FONT=&quot] وكنت تتحدّث عن قضيّة الجواب محذوف وأنّه أبلغ من ذكر الجواب، وهل لديك ما تضيفه في هذه الآية قبل أن ننتقل لما بعدها؟.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أبداً، لكن في قول الله عزّ وجلّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا} [/FONT][FONT=&quot]هذا أنّ المُلْك والقَدَر والتّدبير كُلّهُ بيدِ الله عزّ وجلّ. ثمّ قال [/FONT][FONT=&quot]{أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ}[/FONT][FONT=&quot] أنا أريد أن أقف عند كلمة (ييأس)؛ لأنّ من المفسِّرين مَن فسَّرَها بالظّاهر المستعمل عند النّاس وهو اليأس وانقطاع الرّجاء، وأكثرُ المفسِّرين من السّلف فسَّروها بالعلم قالوا [/FONT][FONT=&quot]{أَفَلَمْ يَيْأَسِ} [/FONT][FONT=&quot]أفَلَمْ يعلم ويتبيّن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاء اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا}.[/FONT][FONT=&quot] قال [/FONT][FONT=&quot]{وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ}[/FONT][FONT=&quot] يعني هذا من نِذارات الرّب سبحانه وتعالى للكفّار، ونحن نرى الآن في هذا العصر هذه الزّلازل وهذه الفيضانات، وهذه البراكين، والأشياء الّتي تحلّ بالأُمم الكافرة كلُّ ذلك يُذَكِّرهم الله عزّ وجلّ بوعيده في الدّنيا قبل أن يحِلَّ بهم وعيدُ الآخرة [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ {31}}[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نفع الله بك يا دكتور محمد. قبل أن نأخذ سؤال الأخت أم عبد الله لدينا اتّصال من الأخ أبو أسامة من السعودية تفضل يا أبو أسامة[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أسامة:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] عليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أسامة:[/FONT][FONT=&quot] كيف حالكم يا شيخ عبد الرحمن؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيّك تفضل الله يحيك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أسامة:[/FONT][FONT=&quot] الله يجزيكم خير ويكرمكم إن شاء الله. انا عندي بعض التّساؤلات في سورة يوسف حقيقة وإن كانت المشاركة بالأمس ضعيفة قليلاً فأنا أحببت يعني في عندي تساؤلات في سورة يوسف: [/FONT]
[FONT=&quot]الأولى: كثر في بداية هذا الجزء في وسط السّورة سورة يوسف {وَلَمّا} و{فَلَمّا} يعني تجد مثلاً يقول سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{فَلَمَّا جَهَّزَهُم} {فَلَمَّا رَجِعُوا إِلَى أَبِيهِمْ}[/FONT][FONT=&quot] تكرّرَت أكثر من عشر مرّات فودّنا الحقيقة نفهم ما هو الفرق بين الواو وبين الفاء؟ الله يجزيكم خير.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] زين زين.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أسامة:[/FONT][FONT=&quot] هذا التساؤل الأول. آية 75 [/FONT][FONT=&quot]{قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ}[/FONT][FONT=&quot] توضيح هذه، ما هو الجزاء الّذي كان؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] طيب، هناك سؤال آخر؟[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أسامة:[/FONT][FONT=&quot] تسمحوا لي بالاسترسال قليلاً أم لا؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] إيه تفضّل.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أسامة:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{ قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ} [/FONT][FONT=&quot]يمكن ذُكِرَت هذه لكن أنا إذا تسمحوا لي كأنّي فهمت والله أعلم [/FONT][FONT=&quot]{قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ}[/FONT][FONT=&quot] ما بعدها[/FONT][FONT=&quot] {وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا}[/FONT][FONT=&quot] يعني فهمت أنّه النّصّ هذا [/FONT][FONT=&quot]{قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا}[/FONT][FONT=&quot] في نفسِ يوسف، إن كان تُصَحِّحوني جزاكم الله خيراً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] صدقت.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أسامة:[/FONT][FONT=&quot] الله يجزيكم خير.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً يا أبو أسامة الله يحيك. معنا الأخ عبد الرّ حمن من السّعوديّة تفضّل يا عبد الرّحمن. ذهب الأخ عبد الرّحمن؟ نعم لا بأس.[/FONT]
[FONT=&quot]نعود يا دكتور محمد الأخت أم عبد الله تسأل سؤالاً والحقيقة هي تطلب توجيهاً تقول: لديها أربعة أولاد وكلهم ما شاء الله أو ثلاثة منهم يحفظون القرآن والحمد لله، وإن كانوا في سنّ المراهقة في الخامسة عشر أو السادسة عشر أو كذا، ولديها الصغير الرابع لم يدخل المدرسة بعد، فتطلب نصيحة أو توجيه لها أظنّ ولأولادها في قضيّة كيفيّة المحافظة على الحفظ، وهذا يُعانيه كثيرٌ من الأُسَر من هذا، كيف يحافظ الابن على حفظه للقرآن الكريم في سن المراهقة ويراجعه باستمرار؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وكأنّها كانت تخشى أبا عبد الله من قضيّة أنّه نحن الآن بذلنا جهداً ونخشى غداً لا يصبحون من أهل القرآن أو ينحرفون أو كذا فنقول لها: أوّلاً يجب أن تُحسني الظّنّ بالله عزّ وجلّ تفعل الأسباب، وليس بعض الأسباب وإنّما كلّ الأسباب، فحفظ القرآن سبب من أسباب الّتي تُيَسِّر الهداية للإنسان وَتُقَرِّبُهُ من أن يكون من أهلِ القرآن، هذا أوَّلاً. لكن اعملي بالأسباب الأخرى فالأسباب الأخرى: التّربية الحسنة، المعاملة الطّيِّبة، الحوار مع الأبناء، كثرة الجلوس معهم، تعريفهم بالصُّحبة الصالحة، ومحاولة إبعادهم عن كُلِّ سيِّئ، أيْضاً القنوات الفضائيّة الإسلاميّة هذه سبب إن شاء الله من الأسباب التي تجعل هؤلاء الأبناء بإذن الله يكونوا في محيط الهداية، اِفعلي الأسباب، وتوكَّلي على الله، ولن تَرَيْ بإذن الله إلاّ ما يَسُرُّك، ولو جرى شيْءٌ لا يسُرّ؛ فاعلمي أنّك قد أدَّيْتِ ما عليك عند الله سبحانه وتعالى ولن تُحاسبي، بل ستُؤجَرين على بذلِ هذه الأسباب عند الله، وهذا مهمّ جدّاً. نحن لا يجوز لنا أن نقف عند النّتائج، النّتائج بيد الله[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{ومَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ} [العنكبوت:18][/FONT][FONT=&quot]، [/FONT][FONT=&quot]القضيّة ما هو دورك؟ هل أدَّيْتَ الرِّسالة؟ هل قمت بالأمانة وأدَّيْتَها كما ينبغي؟ وكما نقول هذا في الأبناء الّذين حفظوا – نسأل الله أن يُقِرَّ عينَكِ بهم – أيْضاً هذا الابن الجديد لا تقولي أنا والله أخشى تجرِبتي الفائتة فشلت لن أُكَرِّرْها، لا، تجرِبَتُكِ لم تفشل فعليك بالمواصلة، والأبناء في حال المراهقة لا يُحْكَم عليهم هذه الآن فترة فاصبري عليهم وصابري وإن شاء الله ستجدين خيراً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك يا دكتور أحسن الله إليك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] ولا تنسيْ الدّعاء، الدّعاء من أهمّ الأسباب.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يجزيك خير. الأخت إيمان من السّعوديّة تسأل عِدّة أسئلة تقول:[/FONT]
[FONT=&quot]في سورة يوسف يقول الله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ} [/FONT][FONT=&quot]تقول: يعرض عن ماذا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لمّا اكتشف العزيز الحقيقة وهي أنَّ زوجَتَهُ قد راودت يوسف، وأنَّها هي الّتي لحِقَت به، وهي التي جَبذَت رِداءه، وعَلِم أنَّهُ مظلوم وليس بظالم، وأنَّها كاذبة في اتّهامه قال[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا}[/FONT][FONT=&quot] يعني لا تذكر هذا الخبر لأحد ولا تُفشيه لأحد؛ لأنّ فيه فضيحة عليّ وعلى أهل بيتي. [/FONT][FONT=&quot]{وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ} [/FONT][FONT=&quot]هي الآن مخطئة وأنّها هي المذنبة واستغفري لذنبك الّذي وقع منك وهي أنّك حاولتي وراودتي، بل أنّك لَحِقْتي بهذا الغلام؛ حتى تجذبيه –والعياذ بالله– لفعل الفاحشة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل، وأنا أُلاحظ يا دكتور يعني توافقني على هذا أنَّ في نداء العزيز ليوسف تأدُّب معه في هذا الموقف لأنّه قال (يُوسُفُ) ناداه باسمه أوّل شيء [/FONT][FONT=&quot]{أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا} [/FONT][FONT=&quot]كأنّه يعني: استُرني الله يسترك، لكنّه عندما خاطب زوجته قال [/FONT][FONT=&quot]{وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ} [/FONT][FONT=&quot]ولم ينادِها باسمِها ثم يقول استغفري، فقدّم النّداء ليوسف ثمّ أمره [/FONT][FONT=&quot]{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا} [/FONT][FONT=&quot]وإنما ولم تكن الآية "أعرض عن هذا واستغفري لذنبك".[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT][FONT=&quot] لكن هنا ملاحظة الحقيقة مهمّة جدّاً وهي: أنّ موقف هذا العزيز البارد قليلاً من زوجته جرّأها على أن تسترسل – والعياذ بالله – في الكذب، ولذلك اتّهم المُفَسِّرون هذا العزيز بأنّه رجُلٌ فيه دياثة، كيف يرى هذا البلاء من زوجته وفي نهاية المطاف يقول لها استغفري لذنبك!! وهي لا زالت مُصِرّة ومستمرّة على ذنبِها وبلائها.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يفتح عليك. أيْضاً الأخت إيمان تسأل عن سورة القصص تقول: تذكر أنّكم ذكرتم في برنامجكم بيِّنات فائدة. لعلّك تأذن لي يا دكتور محمد نأخذ اتّصال الأخ حمزة من الجزائر ثمّ نعود لحديثِنا عن أسئلة الأخت إيمان. تفضّل يا أستاذ حمزة حياك الله.[/FONT]
[FONT=&quot]حمزة:[/FONT][FONT=&quot] حياكم الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]حمزة:[/FONT][FONT=&quot] يا شيخ نحبّكم في الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أحبّك الله.[/FONT]
[FONT=&quot]حمزة:[/FONT][FONT=&quot] نشكر جزيل الشكر كل علمائنا في السعوديّة، الله يحفظهم إن شاء الله. [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضل.[/FONT]
[FONT=&quot]حمزة:[/FONT][FONT=&quot] في ما يستفاد من قوله تعالى في سورة يوسف [/FONT][FONT=&quot]{قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ} [يوسف:108][/FONT][FONT=&quot] فماذا يُسْتفاد من هذه الآية؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أحسنت، شكراً لك يا أخ حمزة.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخت إيمان تسأل عن الآية رقم 19 في سورة القصص، هي قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ} [القصص:19][/FONT][FONT=&quot] تقول: أنتم ذكرتم فائدة في برنامجكم [/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] هو الحقيقة الّذي يبدو والله أعلم يعني إذا كانت هي أو الله أعلم بما ذكرنا في برنامج بيِّنات أنَّنا تعرّضنا لمعنى الآية، وهي قول الله عزّ وجلّ [/FONT][FONT=&quot]{فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا} [/FONT][FONT=&quot]موسى عليه الصّلاةُ والسّلام لما استغاثَ به هذا الإسرائيلي أراد أن يبطش بالعدوّ، فظنّ الإسرائيلي وهو أحمق ظنّ أنّ موسى يريد أن يعتدِيَ عليه هو، فهنا كشف السِّرّ، وقال[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ}[/FONT][FONT=&quot] لأنَّهُ لا أحد يعلم عن هذا الأمر إلاّ هو ويمكن بعض بني إسرائيل، فهنا انكشف الأمر، وكُشِفَ المُخَبَّأ، فشعر موسى بالخطر هنا. قال [/FONT][FONT=&quot]{إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ}[/FONT][FONT=&quot]؛ ولذلك جاء بعدها قوله عزّ وجلّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ}[/FONT][FONT=&quot] ليَدُلّ على أنَّ المَلَأ وفرعون بلغهم الخبر ممَّن؟ من هذا القبطي الّذي سمع بذلك السّرّ الّذي أفشاهُ هذا الرّجل الّذي كان موسى يُسْدي له خيراً وينقذه في المرّة الأولى وأراد أن ينقذه في الثّانية ففضحه.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ربّما الأخت إيمان سمعت تنبيهاً على أنّ هذه الآية قد تُفْهَم على غير وجهها.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] علماً بأنّه من المفسِّرين مَن قال أنّها بالقول الآخر [/FONT][FONT=&quot]{فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قَالَ يَا مُوسَى}[/FONT][FONT=&quot] قال القائل هذا القبطي، ولكنّ الأوّل فيما يظهر هو الأوْلى إن شاء الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك. لديها سؤال عن الآية رقم 107 من سورة المائدة وهي قوله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ}[/FONT][FONT=&quot] تسأل عن معنى الآية.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً هذه الآية جاءت في موضوع الوصيّة في السّفر، إذا كان المسلم بين أُناسٍ كُفّار فماذا يفعل؟ وماذا يُفْعَل بهذه الوصيّة؟ طبعاً الوصيّة هنا ستكون أمانة، يقول: أوصي بفَرَسِي هذا لفلان، وبدراهِمِي هذه لفلان، [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وبسيّارتي لفلان [/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] أنا قصدي على أساس أن الآية نزلت في ذلك الزمان! وهي في هذا الزّمان، وأُوصي بكذا من يُصَدَّق أن هذا وقع ويعلم أنّه أوْصى بكذا وكذا؟ فالله عزّ وجلّ أوْلى من الاحتياطات لكي تكون هذه الوصيّة موَثَّقة وقال [/FONT][FONT=&quot]{تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا}[/FONT][FONT=&quot] إلخ من باب توثيق هذه الوصيّة وأن لا يتكلَّمُ بشيْءٍ لم يتكلّم به الموصي، وأن لا يخونُ في وصيّته.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل جدّاً فتح الله عليك. لدينا أسئلة أخرى غير الأخت إيمان، الأخت أم حسام تسأل سؤالاً عن قوله تعالى في سورة الرّعد [/FONT][FONT=&quot]{طَوْعًا وَكَرْهًا}، {وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ {15}}[/FONT][FONT=&quot] تقول ما معنى كرْهاً هنا؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً المقصود بالكره ما تفهمينه يا أختي من الكراهيّة الّتي هي ضد الطواعية، فالمقصود أنّ جميع مَن في السّماوتِ ومن في الأرض يسجدون لله منهم مَن يسجد مُطيعاً لله عزّ وجلّ قاصِداً إيّاه، ومنهم مَن يسجد كارهاً؛ كالكافر؛ فالكافر يسجد بمعنى يذعن ويستسلم لا يفيد لا خيارَ له في هذا الأمر، وهذا هو السُّجود القهري، لأنّ السُّجود نوعان: اختياري، وقهري، كما أنَّ الإسلام نوعان: اختياري وقهري، وكما أنّ القنوتَ نوعان: اختياري، وقهري، فهذه الأمور الثلاثة والتّسبيح أيْضاً نوعان: اختياري وقهري، فهذه الأمور الثلاثة والتسبيح أيضاً نوعان اختياري وقهري وهذه الأمور تجري من الخلق كلّهم[/FONT][FONT=&quot] يذكر شيخ الإسلام أن الخليقة اشتركت في أمور أربعة: الإسلام، والقنوت، والسُّجود، والتّسبيح وقد وردت جميعها في القرآن منسوبة للخلقِ كُلِّهم، قال: منها ما يكون طواعية، منهم مَن يأتي بها طواعية، ومنهم مَن يأتي بها قهراً وذُلاًّ؛ لأنّه عبدٌ لله عزّ وجلّ. المقصود في قوله: {كَرْهاً} أي عن غير اختيار، وهناك فرق بين كرْهاً وكُرْهاً، فالكَره الّذي يكونُ حِسِّياً أو جسدِيّاً، والكُرْه ما يكون جسديّاً ومعنويّاً؛ لذلك قال الله عزّ وجلّ [/FONT][FONT=&quot]{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا} [الأحقاف: 15][/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لأن فيه مشقّة نفسيّة وبدنيّة.هي تسأل أيْضاً كيف يُجْمَع بينها وبين قوله [/FONT][FONT=&quot]{ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ}[القلم:42] [/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ذاك في يوم القيامة يبين من كان يسجد نفاقاً ومن كان يسجد طواعِية لله واختياراً؛ فالله عزّ وجلّ عندما يكون أهل الإيمان يدخل فيهم كلّ مَن يقول (لا إله إلاّ الله) فيدخل فيهم المنافقون، فعندما يكشِفُ الرَّبّ سبحانه وتعالى عن ساقه هنا يسجدُ المؤمنون، فيريد المنافقون أن يسجدوا فتبقى ظهورهم طَبَقاً لا يستطيعون السجود، فيتميّز الصّف المنافق من الصّفّ المؤمن وينفضحوا.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ {43}} [/FONT][FONT=&quot]فلا يفعلون ذلك. آخذ اتّصالاً يا دكتور محمّد من الأخ زياد من السعودية تفضل يا أخ زياد[/FONT]
[FONT=&quot]زياد:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم أخوي.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] عليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]زياد:[/FONT][FONT=&quot] عندي سؤال في سورة النساء الآية 78[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضل[/FONT]
[FONT=&quot]زياد:[/FONT][FONT=&quot] ما أدري تفهمونه أو لا [/FONT][FONT=&quot]{ أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ } [النساء: 78][/FONT][FONT=&quot] أو { يُدْركُّمْ } فقط هذا السؤال.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً جزيلاً الله يحييك. الأخ عبد الله سأل أسئلة يا دكتور محمد عن قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ {33}[ الأنفال :33][/FONT][FONT=&quot] يقول ما معنى هذه الآية أوّلاً؟ وقصّة أو حديث مَلَك الجبال أنه تعرّض للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقال له: إن شئتَ أطبقْتُ عليهم الأخشبَيْن، فيريد توضيح والجمع بين هذا الحديث وهذه الآية.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] الله عزّ وجلّ لا يمكن أن يُعَذِّب أُمَّة وفيها نَبيُّها، بل لا بد قبل أن يعذبهم أن يأمر النّبيّ بالخروج، وقد جاء مَلَكُ الجبال هذا إلى النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم في مقدمه من الطّائف إلى مكّة، فلا يمكن أن ينزل العذاب وفيهم رسولُ الله، هذا شيْءٌ لا إشكالَ فيه، ولذلك الأنبياءُ السّابِقون كانوا يُؤمَرون بالخروج، فإذا خرجوا نزل العذاب بالبقية من الكافرين.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وحديث مَلَك الجبال هذا حديثٌ صحيح؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] صحيح نعم لا إشكالَ فيه.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يسأل عن آية في سورة القمر [/FONT][FONT=&quot]{وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ} [القمر:2] .[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] نعم، وإن رأواْ آية من رسول الله تدُلُّ على صدقهِ في دعوى النُّبُوَّة، وأنَّ هذا القرآن كلامُ الله عزّ وجلّ يزدادُوا إعراضاً، فهذه الآيات لا تنفعهم [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ} [يونس:101[/FONT][FONT=&quot]][/FONT][FONT=&quot] ويقولوا في مقابِلِ هذه الآية الّتي جاءتهم هذا سحرٌ جاءنا به محمّد مستمرّ أي دائم أو باطل قوْلان لأهلِ التّفسير إمّا دائم مستمرّ منه أو باطل سيذهب ويضمحِلّ فلا تنخدعوا به ولا تغتَرّوا بما يجيءُ به محمّد صلّى الله عليه وسلّم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك. الأخ عبد الرّحمن من السّعوديّة يسأل يقول: أنَّهُ يُصَلّي خلفَ إمامٍ يحفظُ القرآن ويُمْسِكُ بيدِهِ المصحف يفتح عليه إذا أخطأ أو إذا نسي، فيقول أحياناً يكون الإمام مُنْطَلِقاً مع المايكرفون ومع المكيِّفات أحياناً في بعض المساجد فلا يسمعه، فهو يصيح ويردّ عليه ولكن دون جدوى فهو يسأل يقول: هل يلزمني أن أرُدُّهُ في كلّ لحَن ولو في فتحة أو ضمّة أو الكلمة؟.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] نقول أنت تجتهد قَدْرَ ما ستطيع، والشّيْءُ الّذي يتغيَّرُ به المعنى بالفعل هذا اِحرص أن لا يفوتك، وأما الشّيْء الّذي لا يتغيّر به المعنى إن استطعت فالحمد لله وإن لم تستطع ورأيت أنّه تجاوز هذا الأمر كثيراً، فالأمر إن شاء الله فيه سَعة؛ لأنّه أحياناً قد لا تستطيع أن تُدْرِكه لو أردْتَ أن تَرُدَّهُ، قد لا يدري ماذا تُريد وتبقى وأنت وإياه في جدال أو نوع من الحوار في الصّلاة فتخرج عن جادة الصّلاة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أنا أذكر عندي إمام يُصَلّي في مسجدي فيأتي بعض الإخوان فيعينني في الصّلاة فهو يقرأ وأنا وراءه، فيقول [/FONT][FONT=&quot]{قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ}[/FONT][FONT=&quot] هو يصيح مع الميكرفون والمكيِّفات فيقول {قالوا لا تَعْجَبين مِنْ أمرِ الله} هو يقرأ لا تعجبين من أمرِ الله فأنا ردَدْتُ عليه فقلت {أتعجبينَ مِنْ أمرِ الله} هو ما سمعَني انطلق فجاء بعض الإخوان بعد الصّلاة يُعاتِبوني كيف لا أرُدّ عليه؟ فقلت: والله أنا أشترطت عليه أن يقرأ أتعجَبين لكنّه قرأ لا تعجبين.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] نجد يا دكتور عبد الرّحمن في سورة الكافرون أنا أقول للأئمّة إذا أخطأ الإنسان فيها فلا يفتح مجالاً للرَّدّ عليه يبدأ من أوّل السّورة مرّة ثانية [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أبو وليد من السعودِيّة يسأل سؤالاً في سورة البقرة وهي في قوله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء}.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] هذانِ المَثَلان ضَرَبَهما الله عزّ وجلّ للمنافقين فضرب الله عزّ وجلّ للمنافقين في أوّل السّورة قال [/FONT][FONT=&quot]{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً}[/FONT][FONT=&quot] يعني أشعل شعلةً [/FONT][FONT=&quot]{فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ}[/FONT][FONT=&quot] ورأى الحقّ والباطل، ورأى الإيمان والكفر [/FONT][FONT=&quot]{ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ}[/FONT][FONT=&quot] لم عَلِم من قصدهم الخبيث السيِّئ ولم يقل ذهب بنارهم ليُعْلِمَنا بأنّه ذهب بالنّور والإضاءة، وأبقى عليهم الحرارة، حرارة الشَّكّ والرَّيْب والنّفاق –نسأل الله العافية والسّلامة– . ثمّ ضرب لهم مثَلاً آخر فقال:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ}[/FONT][FONT=&quot] يعني النّازل على رسولِ الله من الوحي مثل الصَيِّب النّازل من السّماء.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ما هو الصَّيِّب؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] الصَّيِّب هو المطر الّذي يصوبُ من السّماء. [/FONT][FONT=&quot]{فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ}[/FONT][FONT=&quot] يعني: فيه وعد ووعيد وتخويف وتهديد، وفيه آيات رجاء وجنّة ونار. قال [/FONT][FONT=&quot]{يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ}[/FONT][FONT=&quot] فهم خائفون أن تنزِلَ آية تفضحهم وتكشف أسرارهم وتهتك أستارهم. قال [/FONT][FONT=&quot]{يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ}[/FONT][FONT=&quot] يعني إذا جاءت آياتُ الإيمان والحقّ والتّوحيد وصِدْق الرّسول صلّى الله عليه وسلّم واضحة جدّاً[/FONT][FONT=&quot] {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ}[/FONT][FONT=&quot] يعني وقفوا مُتَحَيِّرين لا يذهبون يميناً ولا شمالاً – نسأل الله العافية والسّلامة – وذلك بسبب أنّهم ما اتّبعوا الحقّ ولا آمنوا به وصدَّقوا كما ينبغي أن يكون التّصديق.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] والحقيقة تصديقاً لقول الأخ أبو وليد يقول: أنا أظنّ أنّ هذه الآيات مليئة بالفوائد، نقول: صدقت نعم، بل أنّ هذه السّورة في مقدِّمتها سورة البقرة في تقسيمِ الله سبحانه وتعالى الخلق إلى مؤمنين وكافرين ومنافقين، ثمّ إطالة الحديث عن المنافقين فيها حِكَم كثيرة، ولكنّ الوقت يضيق عن تناولها جميعاً.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ فرج اتّصل من ليبيا يشكرنا ونحن نشكره ونسأل الله أن يتقبّل منه وأرجو أن ينتفع بهذا البرنامج بإذن الله.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ ياسر من السّعوديّة يسأل عن الآية الثانية والسّتّين من سورة البقرة وهي قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ}[/FONT][FONT=&quot] ثمّ قال في المائدة [/FONT][FONT=&quot]{وَالصَّابِئِونَ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد:[/FONT][FONT=&quot] نقول طبعاً الأولى والصّابئين لا إشكالَ فيها؛ لأنّها جاءت على الجادّة منصوبة معطوفة على اسم إنَّ، وأمّا الثّانية فهي الواو قبلها استئنافية ويعني "والصّابِئون كذلك".[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وفائدةُ الاستئناف يا دكتور محمد فيما هو قضية لفت النظر والانتباه وهذا يحصل في الأُسلوب أنّه إذا طال الفصل يحصل انتقال أو عدول من إعراب من الإعراب للفت الانتباه.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] كما قال في سورة البقرة: [/FONT][FONT=&quot]{وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْس} [البقرة:177] .[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل. الأخ أبو أسامة يسأل عِدّة أسئلة يقول: "فلمّا ولمّا" في سورة يوسف الحقيقة فيما يبدو لي هذه تحتاج إلى تأمُّل أن تُعَدّ مثل هذه الآيات الّتي فيها (ولمّا) هل لديك فيها تعليق يا دكتور؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] أنا فقط أُشير إلى القاعدة في ذلك، وهو أنَّ الواو والفاء من حروف العطف طبعاً، لكنّ الفاء تأتي للتّرتيب، وأما الواو فهي لمُطلق الجمع يعني فهذا هو الفرق: الفاء للترتيب والتعقيب والواو لمطلق الجمع. هنا يبقى التّأمُّل في كلّ واحدة على حِدَة، لماذا قال: {وَلَمّا} ولماذا قال هنا {فَلَمّا} يظهر لي والله أعلم أنَّ الآيات اللواتي يأتي فيهنَّ (فلَمّا) أنَّها مُتَّصِلة بالآية الّتي قبلها اتِّصالاً وَثيقاً، لمّا وقع كذا حصل كذا مباشرةً. أمّا (ولمّا) فإنَّه فإنَّه مقطعٌ جديد أو بداية جديدة أو حَدَثٌ جديد بدأ من عنده.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأنا أُنَبِّه الإخوة المستمعين أو المشاهدين إلى أنّها تبدأ من الآية 62 [/FONT][FONT=&quot]{وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ}[/FONT][FONT=&quot] ثمّ قال بعدها [/FONT][FONT=&quot]{فَلَمَّا رَجِعُوا إِلَى أَبِيهِمْ}.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] هذه لما حميت هنا لمّا ولمّا وإلاّ فهي موجودة من أوّل السورة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أجل هذه تحتاج إلى جلسة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] انظر [/FONT][FONT=&quot]{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا} .[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لكن لعلّها فعلاً حمِيَت في القصص في الأخير [/FONT][FONT=&quot]{وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ} {وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ} {وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم} {فَلَمَّا جَهَّزَهُم}[/FONT][FONT=&quot] وهذه لفتة كريمة من الأخ أبو أُسامة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] هي تُشكل على الحُفّاظ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بقي معنا ثلاث دقائق فقط فنريد أن نُجيب على سؤاله في سورة يوسف آية 75 يا أبا عبد الله [/FONT][FONT=&quot]{قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ}[/FONT][FONT=&quot] ما معناها ؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{فَهُوَ جَزَاؤُهُ}[/FONT][FONT=&quot] أي هذا السّارق الّذي وُجِدَ الصُّواع في رَحْلِه هو الجزاء يُؤسَرّ ويكون ملكاً لكم أو لِمَنْ سُرِقَ متاعه، وهذا كان في شريعةِ يعقوب عليه السّلام وهذا من ذكاء يوسف عليه الصّلاة والسّلام [/FONT][FONT=&quot]{مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ}[/FONT][FONT=&quot] مَلِك مصر لأن دين الملك يعني قانون الملك أو نظامه أو شريعته أن السّارق يُعزّر أو يُعاقب في شريعته أما في شريعة يعقوب أنّ مَن سرق يكون ملْكاً للمسروق فهو أراد أن يأخُذَ أخاه بهذه الطريقة ولذلك قال الله عز وجل (فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ) أي في شريعة الملك وقانونه [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكر الله لك. [/FONT][FONT=&quot]{قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ}[/FONT][FONT=&quot] جاء بلفتة يقول لعلّ الّذي يبدو والله أعلم فسّر [/FONT][FONT=&quot]{أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا}[/FONT][FONT=&quot] قالها في نفسِهِ لكنّه لو قالها معلنةً لكان في ذلك نوع من الإسرار.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هنا أسئلة يا دكتور جاءت من الجوال أحدهم يقول: ما اسم كتاب أبو بكر الرّازي، نحن عرضنا يا دكتور في إحدى الحلقات كتاب "أنموذَجٌ جليل من أسئلةِ التّنزيل" لأبي بكر الرّازي، وليس أبو بكر الرّازي صاحب كتاب التّفسير، وإنَّما هو صاحب مختار الصِّحاح له كتاب اسمه: "أنْموذَجٌ جليل في أسئلةِ التّنزيل" مطبوع باسم التّفسير الرّازي في مجلّد واحد طُبع في دار الفكر في سوريا بتحقيق "محمد رضوان الدّاية".[/FONT]
[FONT=&quot]أحدهم يسأل يا دكتور عن "التّسهيل"ـ لابن جُزَيْء يقول: ما قيمة هذا الكتاب "التّسهيل في علوم التّنزيل".[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] هذا الكتاب طبعاً من كتب التّفسير الّتي عُنِيَت كثيراً بذكر الخلافيّات والتّرجيح بينها وقواعد المُفَسِّرين، وأيْضاً في الَّفَتات البلاغيّة، واللّطائف وغيرها.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يُنْصَح به؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] نعم نعم، فهو كتاب قيِّم، لكن لطُّلاّب العلم، أمّا العامّة فلديهم تفسير ابن كثير، والسّعدي، والجزائري، والمُيَسَّر وغيرها.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] على ذكر المُيَسَّر هذا سائل يسأل ويقول التفسير المُيَسَّر طبعة الملك فهد هل سَتُطْبَع الطّبعة الثانية؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT][FONT=&quot] إن شاء الله نرجو ذلك؛ لأنّ وزير الشؤون الإسلاميّة وعد بذلك، ونرجو أن يُنَفَّذَ هذا الأمر، لكنَّهُ طُبِعَ خارج المملكة أيْضاً طبعات كثيرة ما شاء الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبدالرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جيّد، نفع الله بك يا أبا عبد الله أشكُرَك شكراً جزيلاً على ما تفضّلتَ به وأسأل الله أن يتقَبَّلَ منك. أشكركم كذلك أيُّها الإخوة المشاهدون على متابعتكم، وأشكر باسمكم أخي العزيز وضيفي في هذا اللّقاء فضيلة الشيخ الدّكتور محمَّد بن عبد العزيز الخضيري، الأستاذ بجامعة الملك سعود المتخَصِّص في الدِّراسات القرآنيّة، وأسأل الله أن يتقَبَّلَ ومنكم، وأراكم بإذن الله تعالى غداً، وأنتم على خير أستودعكم الله والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]• أذيعت يوم السبت بتاريخ : 13/9/1429هـ
[/FONT]
‫التفسير المباشر (1429) الحلقة (13) الجزء الثالث عشر‬‎ - YouTube

[FONT=&quot][/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
[FONT=&quot]التفسير المباشر[/FONT]
[FONT=&quot]الحلقة الرابعة عشرة[/FONT]
[FONT=&quot]14-9-1429هـ[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرحمن الرّحيم، الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين، وصلّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على سيِّدِنا ونَبِيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصَحْبِهِ أجمَعينَ. مرحباً بكم أيُّها الإخوةُ المُشاهِدون في حلقةٍ جديدةٍ من حلقاتِ برنامجكم اليومي [التَّفسير المباشر] الّذي يأتيكم على الهواءِ مباشرةً من اسْتُديوهاتِ قناةِ [دليل] الفضائيّة من مدينة الرِّياض.[/FONT]
[FONT=&quot]اليوم هو اليوم: الرّابع عشر من شهر رمضان من عامِ تسعةٍ وعشرين وأربعِ مِئةٍ وألف، وسوف يكونُ مِحوَر حديثنا هذا اللّقاء عن الجزء الرّابع عشر من أجزاء القرآن الكريم؛ كما تعوَّدنا في كلّ حلقة من حلقات هذا البرنامج اليومي. قبل أن نبدأ أُريد أن أُذَكِّرَكم أيُّها الإخوة بأرقام الهواتف الّتي يمكنكم التّواصل عن طريقِها معنا:[/FONT]
[FONT=&quot]الثابت: ( 014459666 ) و ( 012085444 ). ورقم الهاتف الجوال الّذي يمكن استقبال الرّسائل عليه: (0532277111 )[/FONT]
[FONT=&quot]قبل أن نبدأ بالحديث عن هذا الجزء أريد أن أُشير إلى أبرز الموضوعات الّتي تناولها هذا الجزء، كما تعوَّدنا في كلّ حلقة، والجزء الرّابع عشر أيُّها الإخوة يبدأ من أوَّلِ سورة الحِجر وينتهي بنهايةِ سورة النّحل.[/FONT]
[FONT=&quot]وقد تناولت سورةُ الحِجْر:[/FONT]
· [FONT=&quot]المقاصد الأساسيّة الّتي تناولتها الشريعة الإسلاميّة من إثبات الوَحدانيّة والنُّبُوَّة والبعث والجزاء.[/FONT]
· [FONT=&quot]كما تناولت بيان قدرة الله تعالى للخلق وحفظه للسماء من استراقِ السَّمعِ.[/FONT]
· [FONT=&quot]ويُعَدِّدُ اللهُ سبحانه وتعالى نعمه الكثيرة على الإنسان في هذه السورة.[/FONT]
· [FONT=&quot]ثمّ ذكر قصص الأنبياء للعِبرة وتسلية النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.[/FONT]
· [FONT=&quot]ثمّ خُتِمَت سورةُ الحِجْرِ بتذكير الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بكبرى النِّعَم وهي القرآن المجيد.[/FONT]
· [FONT=&quot]ثمّ عالجَت سورةُ النَّحْلِ موضوعات العقيدة الكبرى؛ كالأُلوهِيَّةِ، والوحي، والبعث، والنُّشور.[/FONT]
· [FONT=&quot]وتناولت دلائل قدرة الله تعالى ووحدانِيَّتِهِ في هذا العالم الفسيح.[/FONT]
[FONT=&quot]هذه هي أبرز الموضوعات الّتي تناولتها هاتين السّورَتَيْن، وسوف يأتي الحديثُ عنها بإذنِ اللهِ بتفصيلٍ مع ضيفِنا العزيز في هذه الحلقة. وبدايةً باسمكم جميعاً أيُّها الإخوة أيُّها الإخوة المشاهدون أُرَحِّبُ بأخي العزيز ضيف هذه الحلقة فضيلة الشيخ الدّكتور محمد بن عبد الله الرَّبيعة، الأستاذ المساعد بجامعة القصيم، والمُتَخَصِّص في الدِّراسات القرآنيّة، والأمين العام للهيئة العالميّة لتدَبُّر القرآن الكريم. فحيّاكم الله يا أبا عبد الله معنا في هذا اللِّقاء.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: أهلاً وسهلاً بكم وبالمشاهدين جميعاً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] حيّاك الله وشكر الله لك استجابتك لهذه الدّعوة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: الله يبارك فيكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] معنا يا أبا عبد الله – كما سمعت – في هذا اللّقاء سورة الحِجر وسورة النّحل، وبدايةً قبل أن ندخل في تفاصيل الأسئلة وبعض التّفاصيل، نريد أن نُعطي المشاهد نبذة عن أبرز أو الموضوع الأساسي لسورة الحِجر وسورة النّحل.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: بسم الله الرّحمن الرّحيم، الحمد لله ربِّ العالَمين، وصلّى اللهُ وسلَّم على نَبِيِّنا محمَّد وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.[/FONT][FONT=&quot] نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلَنا وإيّاكم من أهلِ القرآن العالِمينَ به والعاملين. في هذا الجزء كما ذكرت بارك الله فيك يأتينا سورة الحِجر وسورة النّحل، وكلاهما مكِّيَّتان، لكنَّ سورة الحجر المُلاحَظ فيها أنَّها أكثَرُ ارتباطاً بالمكّي من النّحل، والذي يظهر أنّها من آخر ما نزل في فترةٍ مكيّة؛ ولذلك ذكر الله تعالى فيها المحور والمقصد الّذي يمكن أن نُبَيِّنهُ فيها أنَّها في تَوَعُّد الكافِرين المستهزِئين المستكبرين؛ ولذلك لاحظ أنَّهُ افتتح بقوله بعد: {[/FONT][FONT=&quot]الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ[/FONT][FONT=&quot]}[/FONT][FONT=&quot] قال: [/FONT][FONT=&quot]{رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ}[/FONT][FONT=&quot] يعني: انتهى الأمر [/FONT][FONT=&quot]{ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ {3}}[/FONT][FONT=&quot]، فهي في تهديدهم. وقد ذكر الله عزَّ وجلّ في آخِرِها، أيْضاً توعُّدهم في قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ {94} إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ {95}} [/FONT][FONT=&quot]فهي في الواقع هذه السّورة في بيان حقيقةِ الكافرين في آخِرِ أمرهم قبل الهجرة، وتهديدهم بالوعيد؛ ولذلك تضمّنت السورة مصارع الأُمم السابقة، ولو أنَّنا تتَبَّعْناها على عجل لننتقل منها إلى سورة النّحل لوجدنا ظاهرة هذا المقصد؛ فافتتاحُها كُلُّها في بيان سنَّةِ اللهِ عزّ وجلّ في الكافرين.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] افتتاح سورة النحل؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: سورة الحجر ما زلنا في الحجر.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: سنة الله عزّ وجلّ في هؤلاءِ الكافرين فقط قال الله تعالى: {مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ {5}، ثمّ قال أيْضاً في سنَّته لها بحفظِ هذا القرآن {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {9}} ليس لكم سبيلٌ عليه. ثمّ يذكُرُ اللهُ تعالى وهو {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ {10}} كُلُّها في سُنَنِ اللهِ عزّ وجلّ في الأُمم. ثمّ يأتي بعد ذلك ذِكْرُ خَلْقِ آدم عليه السّلام ما مناسبته؟ مناسبته لسورة الحجر– بارك الله فيك- هو: أنَّ اللهَ تعالى يُذَكِّرُهم بأصلهم هؤلاء المستكبرون ممّا خُلِقوا؟ يُذَكِّرهم بهذا الأصل فيقول: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ {26}} ، هذا الإنسان المستكبر من أين خُلِق؟ من صلصال، وهو: تُرابٌ مُنْتِن كما ذكر المُفَسِّرون أو اليابس {مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} يعني: من طينٍ لَيِّن، كيف يستكبر هذا الإنسان الّذي خُلِقَ من هذا الطّين اللَّيِّن؟! ثمّ يذكُرُ اللهُ تعالى بعد ذلك حقيقة الصُّراع بين الحقّ والباطل ثمّ يذكر مصارع الكافرين المُكَذِّبين، ومنهم أصحاب لوط، وبعد ذلك أصحابُ الأَيْكة، وأصحابُ الحِجْر، كُلُّ ذلك؛ تهديداً لهؤلاءِ الكافرين. ثمّ يختِمُ السّورة بسنَّته سبحانه وتعالى في إقامة الحقّ {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ {85}} اتركهم، اتركهم وشأنهم يذهبوا الآن مستكبرون معاندون فلا عليك إلاّ أن تصدع بِما تُؤْمَر وتُعْرِض عن المشركين، وأن تنشغل بتسبيح ربّك عزّ وجلّ فقال: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ {98} وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ {99}. وهذا المقصد يعطينا الحقيقة باختصار: أنَّ الإنسان إذا رأى صولةَ الباطل واستهزاء المشركين والكافرين والمكذِّبين عليه بإقامةِ الحقّ فعليه أن يصدح بالحق، وعليه أن ينشغل بعبادةِ ربِّه {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ {98} وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ {99}.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأيْضاً كما أشرتم يا دكتور في بداية سورة الحجر ورد قولُهُ تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {9}}وفي آخِرِها يقول: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ {87}} فيذكره في أوَّلِهِ وفي آخره.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: لإثباتِ أنَّ هذا القرآن حقّ، وأنَّهُ باقٍ وأنَّهُ محفوظ مهما كاد له الكائدون والمبطلون: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ {95}}؛ لذلك قال: { كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى المُقْتَسِمِينَ {90} الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ {91}} يعني متفَرِّق مرّة قالوا ساحر مرّة قالوا كاهن، مرّة قالوا يختلقه من بشر أو نحو ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أَوْ يُؤْمِنونَ بِبَعْضِهِ وَيَكْفُرون ببعضه، هذا بالنّسبة لسورة الحجر.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: هذه سورة الحجر. أمّا سورة النّحل – بارك الله فيك – فيظهَرُ مقصَدُها من اسمها [النّحل] والنّحل ذكره الله تعالى في سياق تعداد النّعم، فهذه السّورة كما ذكر عدد من السّلف منهم الضّحّاك أنّها في سورة النّعم؛ ولهذا تعدَّدت فيها لفظ النّعم {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا} وقوله تعالى: {شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ} {أَفَبِنِعْمَةِ اللّهِ يَجْحَدُونَ {71} فتكرّرت هذه النّعمة، فهي في إثبات الأُلوهيّة لله عزّ وجلّ عن طريق الدَّلالات الدّالة عليه من نِعَم الله على خلقه.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] كأنّهُ استدلالٌ بالرُّبوبيَّة على الأُلوهِيَّة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: إيه نعم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني خلق وخلق وخلق وخلق وخلق.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: نعم، استدلالٌ بالرّبوبيّة ومنها هذه النّعم والخلق والرّزق، وما سخَّره الله تعالى في هذه الأرض وفي هذه السّماء لهذا البشر؛ إثباتاً لأُلوهِيَّتِهِ سبحانه وتعالى، فلاحظ – بارك الله فيك – أنَّه ذكر في هذه السّورة في موضعين ذكر آياته: [/FONT]
[FONT=&quot]الموضع الأول قال: [/FONT][FONT=&quot]{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ {10} يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {11} وَسَخَّرَ لَكُمُ[/FONT][FONT=&quot]اللَّيْلَ}[/FONT][FONT=&quot] ثمّ قال: [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ}[/FONT][FONT=&quot] ثمّ قال: [/FONT][FONT=&quot]{وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا}[/FONT][FONT=&quot] وفي موضعٍ آخر أيْضاً في نفس السّورة أعاد التّذكير بآياته سبحانه وتعالى فقال: [/FONT][FONT=&quot]{وَاللّهُ أَنزَلَ مِنَ الْسَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ {65} وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا}[/FONT][FONT=&quot]، [/FONT][FONT=&quot]{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ}[/FONT][FONT=&quot] كلُّ هذا التّعداد لِمَن تأمَّلَها وتدَبَّرَها لا شكَّ أنَّها ستدُلُّهُ على ربِّه وعلى وحدانيَّته وعلى فضله على عباده، ولا شكّ أنك أيُّها الإنسان الضّعيف ستعرف فضلَ الآخر عليك بفضائله عليك ونعمه، فكيف بهذا الرَّبّ العظيم الكريم سبحانه وتعالى؟!! الّذي جميعُ مَا في الأرض من النّعم والفضائل والخير كلُّهُ بيدِهِ ومنه سبحانه وتعالى.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك يبدو أنّه عقّب ذكر هذه النّعم كلها فقال: {وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ}؛ كأنَّهُ أمر استدلالٌ بالرُّبوبيّة – كما تفضّلت – على الُألوهيّة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: إن كانت هذه الكواكب وهذه الأشجار وهذه الدواب حتى الظِّلال الظّلّ ظلُّك أيُّها الإنسان يسجد لله وأنت صاغر. (وهم داخرون) يعني صاغرون رغمَ أنفهم، فإذا كان هذا الظِّلّ يسجد لله فكيف أنت أيُّها العبدُ الضعيف الحقير؟!! لا بُدّ أن يُذَكِّرُنا ذلك بالإنابة إلى الله، وعدم الاستكبار، والخضوع لله عزّ وجلّ، وطلب الرّزق منه سبحانه وتعالى لأنّه هو مصدرُ الرِّزق ومصدر الإنعام.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لعلّ هناك كما تفضّلت ملحوظة في الفرق بين سورة النّحل وسورة الحجر: الحجر: قصيرة الآيات، أشبَه ما تكون بسور قِصار المُفَصَّل مكيّة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: الّتي ركَّزَت على العقيدة، وركَّزَت على مواجهة الكافرين بخلاف سورة النّحل؛[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] سورة النحل [/FONT][FONT=&quot]كأنّ آياتها طويلة مع أنَّها مكيّة، وهذا يدلّ على أنّ الضّابط الذي يذكره العلماء أن الغالب على السّور المكيّة أنّها قصر الآيات أنّه ليس مضطَرِداً هناك سور مكيّة طويلة الآيات مثل الأنعام والأعراف.[/FONT]
[FONT=&quot]فتح الله عليك يا أبا عبد الله وهذا الحقيقة مدخَلٌ جيِّدٌ لهذه الحلقة لإلقاء الضوء على موضوع الحجر وموضوع النّحل ولعلّنا من المناسب الآن أن نستقبل الأسئلة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: لعلّي أُشير فقط في النّقطة الأخيرة: أنّ الله سبحانه وتعالى ذكر في آخرها إبراهيم، لاحظ، ما مناسبة ذكر إبراهيم؟ .[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لأنّها علامة على التّوحيد.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: علامة على التّوحيد، وعلامة على أنّه قام بحقّ الله {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى {37}} كما في سورة الذّراِيات، هنا ماذا قال أو في سورة النّجم هنا ماذا قال؟ {شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ} مناسب لموضوع السّورة الّتي في النّعم كأنّه يقول كونوا كإبراهيم {واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} [النساء:[/FONT][FONT=&quot]125][/FONT][FONT=&quot] فهو [/FONT][FONT=&quot]{شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ}[/FONT][FONT=&quot]، كيف شكر أنعُم الله؟ بالقيام بالتّوحيد كامل، والخلوص لله عزّ وجلّ، وميله عن الشرك وأهله، فهي موعظة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك يا أبا عبد الله. معنا اتصال من الأخ عبد الرحمن من السعودية [/FONT]
[FONT=&quot]عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] حيا الله الدكتور عبد الرحمن والدكتور محمد. نشكركم على هذا الطرح الجيد جعل الله هذا في ميزان حسناتكم. لديَّ سؤال في آية 9 من سورة النّحل ما المراد بقوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ {9}} [/FONT][FONT=&quot]أودّ منكم حفظكم الله ومناسبتها في ذكر هذه السّورة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً جزيلاً لك. أمر آخر يا دكتور محمّد نريد أن نُسَلِّط الحديث عنه، وهو موضوع المناسبات الآن الّتي نتلَمَّسُها بين موضوعات السورة، أنت عندما قلت النّحل، ومناسبتها لموضوع السّورة، وقلت إن النحل صدقت فعلاً النّحل هي مرتبطة بالنّعم والعسل.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: لكن لماذا خُصَّت؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نعم، لماذا خُصَّت وارتباطها بموضوع السّورة؟ يعني: هل ترى أنَّ عنوان السّورة له علاقة بموضوعِها؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: هو في الواقع أنَّ هذه المسألة وهي قضيّة علاقة اسم السّورة بمقصد السّورة تكلَّم فيها العلماء – كما تعلم– منهم مَن أثبَتَها ومنهم مَن نفاها، قد يكون فيها تكلُّف، لكن لا شكّ والله أعلم أن اسم السّورة له علاقة للمُتَأَمِّل المُتَدَبِّر الّذي رسخ علمه في كتاب الله عزّ وجلّ ولكنّ الّذي لا يجده ظاهراً ينبغي أن لا يتكلّف، لاحظ كلمة الإخلاص [/FONT]
- [FONT=&quot]سورة الإخلاص: لماذا سُمِّيَت سورة الإخلاص؟ لأنَّها تَدُلّ على الإخلاص.[/FONT]
- [FONT=&quot]سورة البقرة وهي سورة طويلة لماذا ذُكِرَت فيها اسمُ البقرة؟ ما ذُكِرَ فيها اسم الحجّ أو الصِّيام أو غير ذلك؟ لأنَّ قصّة البقرة تُشيرُ إلى حالِ بني إسرائيل مع أوامر الله في تلكُّؤهم وتشَدُّدهم وتساؤلهم، فهي كأنَّها مَعْلَم لهذه الأُمَّة المُحَمَّدِيَّة أن تحذر ما وقع به بنو إسرائيل في كلِّ هذه التَّشريعات الّتي جاءت في هذه السّورة، فإيّاكم أن تُكْثِروا التّساؤل على أنبيائكم وتتعنَّتوا وتتشَدَّدوا في آياتِ الحجّ، في آياتِ الصِّيام، وفي آيات القَصاص، وفي آيات الرِّبا، وفي آيات المداينات، بل قولوا سمِعْنا وأطعْنا. [/FONT]
- [FONT=&quot]في هذه السّورة معنا – بارك الله فيك – (النّحل) أوَّلاً تفصيل حالها، وهي عجيبة انظر كيف دِقَّة بنائها لبيتِها؟ كيف أنَّها – سلَّمَكَ الله – تُخْرِجُ العسلَ من فَمِها، وتُخْرِجُ الفراخ من ذَيْلِها! وتُخرج هذا الشّمع الّذي تبني به بيتها من أجنحتها! [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] سبحان الله العظيم![/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: انظر إلى دِقَّةِ طُرُقِها ومسالِكِها، ومنها الخَدَم، ومنها المَلِكَة، ومنها الّذي يجلِبُ العسل، هذا خَلْقٌ عظيم، إنَّها تَدُلُّ على قدرةِ الله عزّ وجلّ هو الّذي سخَّرَها والذي خلقها. فأبرزها باسم السّورة لنتأمَّلَ فيها؛ ولذلك ذكر فيها فائدة عظيمة وهي مصلحةٌ لنا {فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ} الّذي هو العسل، هذا الّذي يخرُجُ منها فيه شفاءٌ لكم، أفلا تشكروا الله عزّ وجلّ؟ انظروا إلى خلقِها، وانظروا إلى نَتاجِها وهو العسل هذا الطّيِّب الصّافي. فلعلّ السِّرّ والله أعلم من هذه الدِّقّة في وصفِها ووصفِ بنائها، ووصفِ مسالِكِها، وطُرُقِها، ووصفِ العسل بألوانِهِ وأشكالِهِ لا شكّ أنَّها بارزة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ولا شكّ مع دِقَّةِ خلقِها وصِغَرِها في الحجم يعني يخرج منها شرابٌ مختلِفٌ ألوانه وأيْضاً يُغالي النّاس في ثمنه. يعني الآن العسل قيمة العسل كقيمة اللّبن؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: لا، لا شكّ أنَّهُ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] كيلوا العسل ما أدري بكم واللّبن!! ومع ذلك أيْضاً دودة القزّ مع صغر حجمها يخرج منها الحرير وهو من أثمن الألبسة، والعسل يخرج من هذه، سبحان الله العظيم!! [/FONT]
[FONT=&quot]أنا يوم ذكرت لي البقرة يا دكتور بالمناسبة هذه فائدة في سورة البقرة قد يُقال: لماذا قد ابْتُلِيَ بنو إسرائيل بالبقرة؟ لماذا لم يقل الله لهم: إنَّ اللهَ يَأْمُرُكًمْ أنْ تَذْبَحوا فرَسَاً أو تذبحوا شيْئاً آخر؟ فيذكر بعض المفسِّرين أنَّه قد ابتُلِيَ بنو إسرائيل بعبادةِ العجل فرسخ في أذهانهم أنَّ العجل مُقَدَّس، وسبحان الله العظيم على مدار التّاريخ تجد مَن يعبُد العجل! انظر الآن إلى الّذين يعبدون البقر من دون الله ويسجدون لها؟ قال: فأمرهم الله أن يذبحوا البقرة حتى يكسِر في نفوسهم هذا التّقديس الّذي هم عليه، وبعضهم يذكر ما في البقر من البلادةِ، وأنَّه مناسِبٌ لحال بني إسرائيل. معنا لو تكرّمت اتّصال يا دكتور محمّد الأخ عبد الباري، تفضّل يا عبد الباري [/FONT]
[FONT=&quot]عبد الباري:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الباري:[/FONT][FONT=&quot] أول شيء أحبّ أشكركم فضيلة الشيخ محمد الرّبيعة، أشكر الشيخ محمد الربيعة على طرحه الجميل.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضل يا عبد الباري عندك سؤال؟[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الباري:[/FONT][FONT=&quot] سؤالي عندما يتأمَّل الإنسان سورة النّحل يرجع إلى ما ذكر الله النّعم في أول السّورة يذكر في آخر الآية يقول: كما ذكر في الأولى ذكر في الأُولى: {يَتَفَكَّرُونَ} وفي الثانية {يَعْقِلُونَ} ، وفي الثالثة {يَذَّكَّرُونَ} هذا في أول السورة وفي وسط السّورة قال: في الأولى {يَسْمَعُونَ} وفي الثانية {يَعْقِلُونَ} وفي الثالثة {يَتَفَكَّرُونَ} ما سبب الاختلاف بين أوّل السّورة ووسط السورة؟ يعني: لماذا ذكرها كلها واحدة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك يا عبد الباري. نعود لسؤال الأخ عبد الرّحمن يا أبا عبدِ الله هو يسأل في الآية التاسعة من سورة النّحل يقول أنَّ الله سبحانه وتعالى قال: {وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ {9}} يقول: ما معنى هذه الآية؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: جميل والله السؤال الحقيقة وجيه؛ لأنَّ هذه الآية تجد أنَّها معترِضة في سياق ذكر النعم، قال قبلها {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {8} وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ}[/FONT][FONT=&quot]لاحظ أنَّهُ غَيَّرَ السِّياق فلمّا ذكر الطُّرُق الحِسِّيَّة الّتي هي مراكبهم الحِسِّيّة يعني هي المراكب الحِسِيَّة الّتي تسلك بهم السُّبُل هذه الخيل، والبغال، والحمير؛ لتركبوها لتسلكوا بها السُّبُل، فذكر في مقابل ذلك الطُّرُق المعنويّة، وهي: طرق الدّين والهداية الّتي سخَّرَها الله لهم؛ كما سخّر هذه لهم يركبونها، سخَّرَ لهم طرق الدّين وسبل الهداية وسبل الخير، قال: [/FONT][FONT=&quot]{وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ}[/FONT][FONT=&quot] يعني: على الله عزّ وجلّ تيسير السُّبُل لكم، سبل الخير؛ ولذا قال: [/FONT][FONT=&quot]{وَمِنْهَا جَآئِرٌ }[/FONT][FONT=&quot] أي: من هذه السُّبُل منحرِف؛ كما قال الله عزّ وجلّ { وَأَنَّ هذا صِراطي مُسْتَقيماً فَاتَّبِعوهُ وَلا تَتَّبِعوا السُّبُل } فقال: [/FONT][FONT=&quot]{وَمِنْهَا جَآئِرٌ }[/FONT][FONT=&quot] منها جائر ليست عائدة على الخيل، بعض النّاس يفهمها كذا، يعني من السّبل في نفس الآية؛ ولذلك قال بعدها: [/FONT][FONT=&quot]{وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ}[/FONT][FONT=&quot] فجَعَلَهُ سبيلاً واحداً، لكنَّهُ جعلها سُبُلاً مختلفة؛ ابتلاءً لكم، فهذه الآية لماذا وردت؟ تذكيراً لهم بما منَّ اللهُ عليهم من الخير؛ كما منَّ الله عليهم معاشهم في الدّنيا، وهذه مثلُها في سورة الحجّ وهي قوله: [/FONT][FONT=&quot]{وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى } [البقرة: 197][/FONT][FONT=&quot] ومثلُها في قصَّةِ آدم في الأعراف.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فلمّا ذكر الزّاد للحجّ قال: {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى } [البقرة: 197][/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: ومثله الحجّ أيْضاً {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ} [الأعراف: 26] .[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعن يذكر اللِّباس الحِسّي، ثمّ يذكر المعنوي، ويذكر الطّريق الحسّي ثمّ يذكر المعنوي.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: وهذا من بديع القرآن الكريم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ويذكر الزّاد الحسّي ثمّ يذكر الزّاد المعنوي.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: وهذا من بديع القرآن الكريم لذلك يجب أن يتنبَّه الإنسان له ليفعله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هذه لطيفة جدّاً، والحقيقة العناية بالسِّياق عند الحديث في التّفسير الآن يسأل النّاس كثيراً لماذا ذكر الله بعد كذا؟ لماذا ذكر الله الآية الفلانيّة بين لآيات الفلانيّة هذه تحتاج حقيقة دِقَّة في النّظر يا دكتور محمد النّظر في السِّياقات؛ لأنَّ بعضها قد يضطرب على القارئ يقول: ما علاقة هذه بهذا؟؟ تحتاج إلى تأمُّل ورسوخ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: هذه نوع تدَبُّر؛ ولذلك ينبغي للإنسان أن لا يتعجَّل في القراءة، فيسأل، ولذلك ذكر الرّازي رحمه الله أنَّ أكثر أسرار القرآن مودعة في المناسبات لاحظ قوله: {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] في البقرة ما مناسبتها في آيات الطّلاق؟ جميع الذي يقرأها يقول ماذا أتى بها هذه هنا؟ نقول: بكلّ بساطة الله عزّ وجلّ يرفعُك من علاقاتك مع الخلق ومشاكلك معهم إلى علاقتك مع الله عز وجل لتصفو نفسك وتطيب نفسك وترتاح نفسك، ثمّ ترجع إلى أهلك سالماً غانماً، فالإنسان إذا وقع في مشكلات يعني ننغمس في هذه المشكلات وفي العلاقات الاجتماعيّة يجب أن يرتفع إلى ربّه عزّ وجلّ بصلاته ومناجاته فتهدأ نفسُهُ ولذلك قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ((أرحنا بالصلاة يا بلال)) فيرجع إلى بيته ساكناً هادئاً بإذن الله عزّ وجلّ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هذه لفتة لطيفة جدّاً. الأخ عبد الباري يشكرك ونحن كذلك نشكرك يا أبا عيد الله. الحقيقة يا دكتور محمد النّاسُ في حاجة إلى طرق هذا الموضوع بكثرة "بيان موضوعات السّور ومقاصدها وكيفيّة ربط موضوعاتها بعضها ببعض"؛ لأنَّهم يعني رُبَّما بعضهم يكثِرُ الآن في رمضان يقرأ عشر بعضهم أو 15 مرة، وربَّما لم يستوقفه هذا الموضوع ولا مرّة واحدة؛ لحرص النّاس على الإكثار من القراءة في رمضان.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ عبد الباري يسأل يقول: عندما امتنّ الله سبحانه وتعالى في أوَّلِ سورةِ النّحل فقال: {يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ} ثمّ عقَّبَها فقال: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {11}} ثمّ قال في الّتي بعدها: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {12} ثمّ قال في الّتي بعدها: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ {13} يقول: ثمّ في وسط الآية أو في وسط السّورة عندما عدَّدَ الله سبحانه وتعالى النّعم أيضاً قال: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ {65}، {لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {67}، { لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {69} فهو يسأل ما هو السِّرّ يا تُرى في هذه التّعقيبات؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: والله هو سؤال وجيه في محلِّه، وهذا يدلّ وينمّ على التَّدَبُّر، وهي ممّا ينبغي للإنسان أن يقف معهُ فواصل الآيات، فواصل الآيات الحقيقة – كما تعلم – يا دكتور عبد الرّحمن فيها أسرار ختم الآية بـ {غَفُورٌ رَّحِيمٌ} {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} لماذا؟ اربطها بما قبلها تجد فيها ملاحِظ وهِدايات. هنا والله عزّ وجلّ أعلم يعني: لو تأمَّلْنا وتَدَبَّرْنا الآية، الآيةُ الأولى قال: {يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ} هذه الأمور كُلُّها من الأمور المشاهدة والحسيّة فهي تحتاج إلى فكر، تفكير فيها كيف تنبت؟ كيف تنمو؟ كيف تُزْرَع؟ كيف النّخيل أنواعُها وأشكالُها، والأعناب وأشكالُها، يحتاج إلى فكر؛ لذلك قال: {لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، وهذا التَّفَكُّر يَدُلُّهُم على الخالق وعلى أُلوهِيَّته سبحانه وتعالى ووحدانِيَّته. بعدها قال: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} في قوله: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} وهذا غير مُشاهدة تحتاج إلى عقل.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] كيف أسبابها وكيف حصولها تحتاج إلى عقل.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: نعم كيف اللّيل يخرج؟ وكيف النّهار يخرج؟ وكيف الشمس تغيب؟ وكيف الشّمس تخرج؟ وهذه ليست أمام أعينهم قريبة يعني هم الّذين يُباشرونها في أفلاك الله عزّ وجلّ فإذا قال: {لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} تحتاج إلى عقل.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأنّه لا يمكن أن تكون هذه بغير مُدَبِّر.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: لا شكّ، وهذا يدُلُّهم على الإله.[/FONT]
[FONT=&quot]أمّا الآية الثالثة: [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ {13}}[/FONT][FONT=&quot]يعني: بعد هذه الآيات بعد التَّفَكُّر، ثمّ التَّعَقُّل يصير الإنسان إلى التَّذَكُّر، نتيجة، ولذلك جاء بعدها في الآية الّتي بعدِها قال: [/FONT][FONT=&quot]{وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {14}}[/FONT][FONT=&quot] فالحَظ – بارك الله فيك – هذا التَّدَرُّج: تتفَكَّر، ثمّ تعقل، ثمّ تتذكَّر، ثمّ تشكر، فهذا الحقيقة والله أعلم تتابع الآيات أو تدرج الآيات على هذا التّرتيب لهذا المعنى أو لمعاني أخرى والله أعلم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] صدقت، نحن نحتاج يا دكتور محمّد فيما يبدو لي إلى إعمال النّظر مرّة بعد مرّة، ربَّما أنت الآن وقد أجَبْتَ بهذا الجواب، رَبَّما أنَّك لَوْ تَأَمَّلْت وتمعَّنْتَ أكثر لَظَهَرَتْ لَكَ أسرار لم تظهر لك في البداية، وهذا من طبيعة النّصّ القرآني أنّه غني.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: لكن هنا مسألة يا دكتور عبد الرّحمن، وهي أنَّ الإنسان يتأمَّل في الآية ويربُطُها في المناسبة، وهذا هو الاجتهاد، حتى يقول الزمخشري أنا أتكلّف نقول: لا تتكلَّف اجتهد في ربطِها بالآية الّتي أنت فيها، فإن وفَّقَك الله لذلك فهذا اجتهادٌ منك كافي، وأنت مأجورٌ عليه، وإن لم تستطع فارجع إلى بعض كتب التفاسير.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مثل ماذا يا دكتور؟ كتاب تفسير يعين على مثلِ هذه الفوائد الّتي تذكرها؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: والله هذه الرازي يعتنى بها كثيراً، البقاعي يعتني بها كثيراً، ابن عاشور يعتني بها كثيراً[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] البقاعي في كتابه نظم الدُّرر.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: ابن عاشور في التحرير والتّنوير، البحر المحيط، وإن كان واسعاً هذا بحرًا. [/FONT]
[FONT=&quot]أمّا بالنّسبة للموضع الثّاني والله أعلم يا دكتور الذي في الوسط ذكر إنزال الماء، وإحياء الأرض.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] آية كم يا أبو عبد الله؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: آية 65. ثمّ قال: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ {65}} فالحقيقة التماس هذا المعنى يحتاج إلى تأمُّل، لكن يظهر لي والله أعلم أنَّ المناسبة لمّا ذكر إنزال الماء وإحياء الأرض وهو الدّال على البعث والنّشور، ودالٌّ على إنزال القرآن أيْضاً؛ لأنَّهُ قال بعدها: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ} فهو هذه الآيات آية {لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} يفهمون ويستجيبون فانظروا إليها، أمّا بالنّسبة لما بعدها قال: {وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {67}} الحقيقة في مَلْحَظٍ جميل، وهو أنَّهُ لمّا ذكر السّكر قال: {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا} والسّكر يُذهِب العقل ما وصفه قال: {ِإنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} يعني: صَفَت عقولهم، وعرفت هذا المعنى.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أمّا الّذين يتّخِذون السّكر في العادة لا يعقلون.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: نلاحظ والله أعلم الارتباط بين ذكر السّكر وبين العقل. أمّا بالنِّسبةِ للتَّفَكُّر في الآيةِ الّتي بعدها في النّحل وكما ذكرنا أنّها آية دقيقة {ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ} تحتاج إلى تفكُّر.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تحتاج إلى وقفة نأخذها بعد اتّصال الأخ أبو أُسامة. الأخ أبو أسامة تفضّل حياك الله [/FONT]
[FONT=&quot]أبو أسامة:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم ورحمة الله [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أسامة:[/FONT][FONT=&quot] الشيخ عبد الرّحمن عندي اقتراح وثلاث آيات أريد الاستفسار عنها جزاك الله خير.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضل اقتراحك أولاً.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أسامة:[/FONT][FONT=&quot] الاقتراح: بالنّسبة للأسئلة الّتي تكون خارج الجزء المحدّد يا ليت مثلاً تكون في آخر الحلقة؛ لأنّه الحقيقة نحن نكون مستعدّين لهذا الجزء المحدّد جزاكم الله خير.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جيّد.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أسامة:[/FONT][FONT=&quot] الاستفسار:[/FONT]
[FONT=&quot]الأول: عن الآية الثانية في سورة الحجر {رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ {2}} هي طبعاً نحن تعوّدنا على ربّما هل التّخفيف لحاجة لُغَوِيّة أو غير ذلك؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الثاني يا أبو أسامة؟[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أسامة:[/FONT][FONT=&quot] الثاني: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {49}}[/FONT][FONT=&quot]آية 49 وآية 50 {وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ {50}} يا ليت نأخذ مناسبتها؟[/FONT]
[FONT=&quot]الآية الثالثة: {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ {80}} فأصحاب الحجر – كما علمت – أنّهم هم قوم صالح لماذا في هذه الآية فقط من القرآن كلّه سُمّوا بأصحاب الحجر؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أحسنت.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أسامة:[/FONT][FONT=&quot] الله يجزيكم خير.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً لك أبو أسامة الله يحيّك. نعود يا دكتور محمّد في الآية الّتي ختمتَ بها حديثك يعني وهي آية مهمّة يذكُرُها العلماء دائماً في ابتداء تشريع تحريم الخمر فيقولون: إنَّ أوَّلَ إشارةٍ إلى تحريم الخمر هي الآية الّتي في سورة النّحل في مكّة وهي قوله تعالى: {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا} تعليقك على يعني وجه الاستنباط في هذه الآية.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: الله عزّ وجلّ امتنَّ اللهُ عليهم بالنخيل والأعناب وأنَّها منها يُصْنَع السُّكر، ومنه يُؤخَذ الرِّزق وهو الثّمر والعنب نفسه، فذكر يعني جانب و-هذه السّورة كما تعلم مكيّة وقد كان الخمرُ لم يُحَرَّم بعد- فذكر الله تعالى هذا في خطاب المشركين أيْضاً أنَّه سخَّرَ لكم هذه النَّخيل والأعناب الّتي تتَّخِذونها بهذا السّكر من هذا الخمر، فذكّرهم بذلك لأنهم مُشرِكون ولأنَّ الخمرَ لَمْ تُحَرَّم بعد، ثمّ أشار إلى ما هو حلال، وهو الرّزق وسمّاه رزقاً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وصفه بالحسن قال تتّخذون منه سكَراً ورزقاً حسناً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: نعم أحسنت.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فسكت عن وصف السّكر بأنَّهُ حسن، ووصف الرّزق بأنّه حسن؛ ولذلك قال العلماء: هذه أوَّلُ إشارةٍ إلى أنَّ الخمرَ سَتُحَرَّم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: ولعلّ أيْضاً ما يشير إلى كراهة الخمر هنا التّعبير بقوله (سكَر) ما قال خمر قال سكر بمعنى الخمر يُؤدّي إلى السّكر وهو ذهاب العقل.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ذكر النّتيجة، أيْضاً ممّا يُؤكّد هذا المعنى كلامك الجميل الّذي تفضّلتَ به بأنّه ختم الآية بقوله: {لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}إشارة إلى أنَّ السُّكُر يتنافى مع العقل ويُذهبه وهذه فكرة جميلة جدّاً.[/FONT]
[FONT=&quot]في يا دكتور محمّد سائلٌ سألنا عن الآية الثالثة من سورة النّحل، وهي قوله سبحانه وتعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {3} ما معنى هذه الآية؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: هو الله عزّ وجلّ لمّا ذكر في أوّل السّورة وافتتاحها قال: {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {1}}[/FONT][FONT=&quot]في أُلوهِيَّتِه ورُبوبِيَّته، ثمّ ذكر هنا إنزالَهُ الوحي [/FONT][FONT=&quot]{يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ {2}} [/FONT][FONT=&quot]بدأ في ذكرِ دلائل وحدانيَّته، أوَّل دلائل وحدانيَّته خلقُ السَّماواتِ والأَرْضَ بالحقّ، فهو خلَقَها بالحقّ، وخلقَها لحكمة يُريدُها، ومنها تسخيرُ هذه الأرض للبشر ليعبدوا اللهَ عزّ وجلّ، فمناسبتها: أنَّهُ افتتح الله تعالى بها دلائل وحدانيّته.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لا إله إلاّ الله؛ وكأنّ هذا يا أبو عبد الله ثمّ قال: {تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} البعض يشكل عليه ما معنى (تعالى)؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: تعالى يعني تقدَّس وتنزَّه سبحانه وتعالى.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] سبحانه وتعالى. أيْضاً كأن في إشارة لمّا تفضّلت في قوله سبحانه وتعالى في آيةٍ أخرى {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ}[غافر:57] فلذلك استُدِلَّ بها لكونها من أعظم المخلوقات.[/FONT]
[FONT=&quot]أمّا سؤال الأخ عن قوله: {رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ {2} الحجر}.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: أنا هذه ليس عندي فيها شيء.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نعم، هذه لغة يا دكتور محمّد في (رُبَّما) بعض القبائل تقول: رُبَّما وبعضها تقول رُبَما، وقد وردت قراءة {رُبَّما} و {رُبَما} في هذه الآية.[/FONT]
[FONT=&quot]يسأل أبو أسامة سؤالاً عن قوله: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {49}} {وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ {50}} وأنا على ثقة أنَّ لديك فيها تفصيل ولذلك أستأذنك أن آخذ اتّصال أبو أحمد قبل الحديث عن هذه الآية. أبو أحمد تفضّل حيّاك الله [/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] ما أدري تسمعوني أنا ما أسمعكم يا شيخ عبد الرّحمن.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لا، أنا أسمعك تفضّل.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] طيّب يا شيخ، حيّاكم الله يا شيخ وحيّا ضيفَك الكريم الله يرفع قدرك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: أهلاً وسهلاً الله يحيك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] عندي سؤال يا شيخ في آية سورة النّحل في قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا} في سورة الأنعام يقول الله تعالى: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا}[/FONT][FONT=&quot]فما الفرق بين أن قال هنا {وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ} وفي آية الأنعام قال: {وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ} بغير من دونه؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هل يا أبو أحمد لو تعطينا رقم الآية حتى يسهُلَ علينا البحث؟[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] في الأنعام آية رقم 148 .[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جيِّد أحسنت الله يكتب أجرك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] طيّب، سؤال ثاني في قوله تعالى في سورة النّحل {وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} آية 70 يا شيخ نلاحظ أنّ الله سبحانه وتعالى قال: {وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ} ثمّ ذكر مرحلة قبل الوفاة التي هي {وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} يعني التّقسيم المنطقي أن يُقال ومنكم مَن يُرَدُّ إلى أرذَلِ العُمُر، ثمّ يتوَفّاكم فما الحكمة في أنَّه قدّم مرحلة الوفاة، ثمّ ذكر مرحلة هي ما بين الوفاة والخلق؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أحسنت.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] طيب في سؤال ثالث أيْضاً يا شيخ:[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] طيب تفضّل.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] في قوله تعالى: في الآية التي بعدها {أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ {72}} نُلاحظ كلمة نعمة في القرآن أحياناً تُكْتَب بالتّاء المفتوحة، وأحياناً تُكْتَب بالتّاء المربوطة مثل قوله: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ {11}} [الضحى:11] كُتِبَت بالتّاء المربوطة، فهل هناك فرق بين النّعمة الّتي تُكْتَب بالتّاء المفتوحة (نعمت)، ونعمة الّتي تُكْتَب بالتّاء المربوطة، وهناك أيْضاً كلمة (رحمة) تُكْتَب أحياناً بالتّاء المفتوحة وأحياناً تكتب بالتّاء المربوطة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أحسنت.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] أيْضاً يا شيخ في سؤال في الأمثال الّتي ذُكِرَت في هذه السّورة {ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا} ثمّ ذكر المثل الآخر: {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ} يعني كِلا المَثَلَيْن سيق لإثبات حقّ العبادة لله عزّ وجلّ لكن ما الفرق بين المثلين في الدّلالة؟ وما الحاجة في أن يُضْرَب المثلين في الدّلالة على شيْءٍ واحد وفي موطنٍ واحد؟ سؤال أخير أيْضاً يا شيخ وأعتذر على الإطالة [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لا بالعكس أسئلتك جيّدة.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] في قول الله عزّ وجلّ {شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {121}} فالوقف هنا {شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ} أو {شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ} الوقف في القرآن على {لِّأَنْعُمِهِ} لكن لو وُقِفَ {شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ} ثمّ {وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} يعني الفرق في المعنى إذا كان الوقف على {أنعمه} وإذا كان الوقف على {اجتباه}؟ الله يرفع قدرك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أبشر أبشر شكراً يا أبو أحمد على هذه الأسئلة الله يرضى عليك. الأخت نورة عادت إلينا مرّة أخرى تفضلي يا أخت نورة[/FONT]
[FONT=&quot]نورة[/FONT][FONT=&quot]: السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مع الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]نورة[/FONT][FONT=&quot]: لو سمحت يا شيخ في الآية 75 و 76 من سورة النّحل نريد شرح الآيتين، المفهوم والله أعلم أنّ الأول المثال للعبد المملوك، والثاني الأبكم ورد ذكرهم مع بعض وهم أصلاً ما لهم حول ولا قوّة؟ هذا في سورة النّحل في الآية الأولى آية 33 من سورة النّحل {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ} ما المقصود بمجيء الملائكة هنا؟ وهل مجيء الملائكة داخل في أمر الله؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] واضح السؤال يا أخت نورة. معنا الأخت محبّة القرآن من ليبيا تفضلي [/FONT]
[FONT=&quot]محبة القرآن:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]محبة القرآن:[/FONT][FONT=&quot] حياكم الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] حياك الله يا مرحباً.[/FONT]
[FONT=&quot]محبة القرآن:[/FONT][FONT=&quot] لدي سؤال في سورة الحجر آية 87 يقول الله عزّ وجلّ: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ {87}[/FONT][FONT=&quot] ما المراد بالسبع المثاني ولماذا سُمِّيَت بالمثاني؟ حفظكم الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً شكراً جزيلاً. تلاحظ يا أبا عبد الله الأسئلة كثيرة، وأيْضاً الأسئلة جيِّدة [/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: أعجبني فيها أنّ فيها تدبُّر وفيها تأمُّل هذا الّذي نُريد، الإنسان يقرأ هذا الجزء يقرأه حقيقة ويتساءل، وإذا جاء عنده سؤال لا يعرفه يكتبه ثمّ يسأل عنه مَن يجيد.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكر الله لك وأنا والله متفائل يا دكتور بكثرة الأسئلة الدّقيقة هذه أن عودة النّاس للقرآن يعني عودة واضحة ولله الحمد.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ أبو أسامة يسألُنا سؤالاً في سورة الحجر في آية 49 و 50 يا دكتور يقول: قوله سبحانه وتعالى {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {49} وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ {50}} يقول معنى هاتين الآيتين وسر ختمها أو ختم الآيات الّتي سبقتها بها؟ ثمّ ينتقل إلى قصّة إبراهيم بعدها؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: لاحظ – بارك الله فيك – أنّه قال في الآيات {قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ {39} إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ {40}} ثمّ قال الله تعالى بعدها: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ {42}} فهنا الله عزّ وجلّ ذكر العباد وحتى الكفار من عباد الله عزّ وجلّ فهو قال: {نَبِّئْ عِبَادِي} هؤلاء الّذينَ يغويهم الشّيطان يريدُ أن يُحْرِفَهم عن سبيلي، نَبِّئْهُمْ أَنّي أنا الغفورُ الرَّحيم حين يُطيعونني ويعصون الشّيطان ويستجيبون لي، وأنَّ عذابي لِمَن عصاني واتّبع الشيطان، فهي مناسِبة لذكر حال الشّيطان، وكونه اتَّخَذَ على نفسه عَهْداً بعداوةِ بني آدم وإضلالهم، فهو ترغيبٌ وترهيب.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله أكبر! وأيْضاً الحقيقة فيها امتنان يا دكتور أليس كذلك؟ يعني عندما يقول الله سبحانه وتعالى يردّ على الشّيطان ويدحَرهُ ويقول: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} لو قال: إنَّ النّاسَ ليس لك عليهم سلطان لكن عندما يقول: {إِنَّ عِبَادِي} فيها معنى الحماية يقول: ليس لك عليهم سبيل، ثمّ يقول: {نَبِّئْ عِبَادِي} فيها إشارة وتحَبُّب للخلق أن يتوبوا ويرجعوا إليه. فتح الله عليك يا أبا عبد الله. نستأذنك يا أبا عبد الله ونستأذن الإخوة المشاهدين في فاصل نُعَرِّف فيه بكتاب، لعلّهم ينتفعون به، وأرجو أن يُسَجِّلوا عنوانه ويستفيدوا منه، ثمّ نعود إليكم فابقواْ معنا.[/FONT]
[FONT=&quot]****************************[/FONT]
[FONT=&quot]فاصل: التعريف بكتاب[/FONT]
[FONT=&quot]"التّفسيرُ المُيَسَّر" [/FONT]
[FONT=&quot]قام بتأليفِ هذا الكتاب نُخْبَةٌ من العلماء المتخَصِّصين في الدِّراسات القرآنيّة، وقد صدر هذا التّفسير عن مُجَمَّع الملِك فهد لطباعةِ المصحف الشريف في المدينةِ المنوّرة عام 1419 للهجرة، وقد تمّ تأليفُ هذا التّفسير السّهل المُيَسَّر في عبارته وأُسلوبه لتلبية حاجةِ المسلمين الّذين يقرأون القرآن الكريم، ويرغبون في معرفةِ معانيه بيسرٍ وسهولة دون تطويرٍ ودخولٍ في اختلافات المُفَسِّرين، وتَعَدُّدِ أقوالهم ممّا لا يُحْسِنُهُ إلاّ أهل العلم المُتَخَصِّصين، ومَن في حكمهم، وقد حرِصَ المُؤلِّفون على توحيد المنهج للعنايةِ بِذكرِ أَصَحِّ الأقوال في تفسيرِ الآية ممّا تطمئنُّ إليه النّفس مع العناية بأقوال السّلف الصّالح في تفسير القرآن وسلامة المعتقد.[/FONT]
[FONT=&quot]*************************[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مرحباً بكم أيُّها المشاهدون مرّةً أخرى في برنامجكم التفسير المباشر، وأُجَدِّد الترحيب بأخي ضيف هذا اللّقاء فضيلة الشيخ: الدّكتور محمّد بن عبد الله الرَّبيعة، الأستاذ المساعد بجامعة القصيم، المُتَخَصِّص بالدِّراسات القرآنيّة، والأمين العام للهيئة العالميّة لتَدَبُّر القرآن الكريم. حياكم الله يا أبا عبد الله مرّةً أخرى.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: حياكم الله جميعاً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] كان حديثُنا عن {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {49}} وأفضت فيها جزاك الله خيْراً. سأل الأخ أبو أسامة سؤالاً فقال: إنّ أصحاب الحجر هم قوم صالح – كما يعرف – فيقول: لماذا في هذه السّورة سمّاهم أصحاب الحجر {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ {80}} يقول: هل من عِلّة يا تُرى من التّخصيص لهذا هنا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: والله ما يظهر لي إلاّ أنَّ الله سبحانه وتعالى ذكر من حالهم {وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ {82}} فهم أصحابُ الحجر بهذا المعنى والسّورة – كما تعلم – أنَّها في التشديد على الكافرين والتّغليظ عليهم، وذكر استكبارهم، فانظر كيف هؤلاء الّذين ينحتون الجبال وهم أصحاب الحجر أصحاب قوم صالح الذين هم ثمود.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأظن يا دكتور أنّهم كانوا في وادي وادي الحجر وهذا الوادي نُسِبوا إليه.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: فذكر الله سبحانه وتعالى هنا صفاتهم الّتي فيها قوّة وفيها جبروت، فقد يكون والله تعالى أعلم ناسب هذا الذّكر تخصيصها؛ ولذلك سُمِّيَت السورة بهم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يسأل الأخ أبو أحمد أيْضاً سؤالاً حقيقة أنّه يبدو أنّه يحتاج تأمُّل الذي هو الفرق بين الآية رقم 35 في سورة النّحل وهي قوله سبحانه وتعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ {35}}.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: هذه ما يظهر لي فيها شيء الآن لكن الحقيقة لو تأمَّلْت سياق السّورة هنا وهناك وتدبرت العلاقة [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يقول الفرق في سورة الأنعام: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ}[/FONT][FONT=&quot]حتى نشرك الإخوة المشاهدين في الآيتين التي هي آية 148 من سورة الأنعام يقول: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ} وهنا في النّحل يقول: {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ}[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: قال في الأنعام: {لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ} لاحظ أنَّه في النّحل ذكر في الأول قال: {لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ} فذكرها {وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ} وفي الأنعام ما ذكرها لكن لا شكّ أنَّ لها معنًى آخر وهذا التّعبير له دلالة لكن ما يظهر لي والله أعلم هذا الآن.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مثل هذه الحقيقة كما يقولون يا دكتور محمّد أذكر كلمة جميلة كان يقولها لنا أستاذ يدرسنا في الكليّة قديماً فكان كثير يطرح الأسئلة ويتركها بدون أجوبة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: جميل هذا.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فقال لي يوماً فقلت له: أنت تذكر الأسئلة ولا تجيب عليها، قال حتى تُفَكِّروا فيها، فقال لي: اسمع أنا سمعتُ كلمة من أستاذي قديماً قال: الدّرس الّذي يُثيرُ الأسئلة هو أفضل من الدّرس الّذي يعطي الأجوبة، أنت تخرج من الدّرس وقد أُثيرت في ذهنك عدد من الأسئلة تبحث عن إجابتها تتأمَّل فيها خيرٌ من الدّرس الّذي يعطيك الأجوبة مباشرةً دون إعمال ونصَب. نحن نقول الإخوة المشاهدين الآن الأخ أبو أحمد أنأ أشكره الحقيقة على أسئلته، الأخ أبو أحمد يسألنا يوميّاً وهو متابع جزاه الله خيراً ممَّن يُشَجِّعُنا في هذا البرنامج في أسئلته ودِقّة السُّؤال؛ لأنَّ السُّؤال ترى السُّؤال يدلّ على عقل صاحبه.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: الحقيقة أنا لاحظت أنّ أكثر أسئلته في المتشابه، وأنا أُحيلُهُ للحقيقة لشخص له اهتمام كبير في المتشابه شخص وفي كتاب أمّا الشخص فهو أحد الباحثين في جامعة أم القُرى الشيخ فهد الشّتوي ورسالته في "المتشابه اللّفظي وأثَرُ السِّياق في حلِّهِ في قصَّةِ موسى"، وأبدع في هذه الرِّسالة، ثمّ تَبِعَهُ بعض الباحثين والباحثات في قصّة لوط وإبراهيم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فقط يا أبو عبد الله فيما يبدو لي أنّ مثل هذه الأسئلة أيْضاً إثارتها في حدّ ذاتها تعتبر خطوة رائعة ثم الإجابة عنها تحتاج إلى إعمال نظر. لكن لدينا اتّصالين من ليبيا يا دكتور محمّد نأخذها ثمّ نعود. الأخ عيسى من ليبيا تفضل يا أخ عيسى حياك الله [/FONT]
[FONT=&quot]عيسى[/FONT][FONT=&quot]: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد ود. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]عيسى[/FONT][FONT=&quot]: كيف حالك يا شيخ محمد؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: أهلاً وسهلاً حياكم الله.[/FONT]
[FONT=&quot]عيسى[/FONT][FONT=&quot]: أريد تفسير قوله تعالى في سورة يونس وهي الآية الّتي تقول: { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {62} الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ {63} لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {64} وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {65}} أريد تفسيرها وما معنى أولياء الله؟ {وَاللهُ هُوَ الوَلِيُّ الحَميد} يعني نريد تفصيل هذه الآية مشكورين وبارك الله فيكم جزاك الله خيراً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] حياك الله يا عيسى. معنا الأخت سمر من سوريا تفضلي يا أخت سمر [/FONT]
[FONT=&quot]سمر[/FONT][FONT=&quot]: السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] عليكم السلام.[/FONT]
[FONT=&quot]سمر[/FONT][FONT=&quot]: لو سمحت أنا عندي سؤال في العقيدة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضلي.[/FONT]
[FONT=&quot]سمر[/FONT][FONT=&quot]: أنا امرأة ملتزمة ولله الحمد والشكر، لكن تراودني الشكوك والعياذ بالله حول وجود الله لكن أنا ملتزمة ولله الحمد ولكن هذه الشكوك لا تؤثّر على عباداتي، وأبذل قُصارى جهدي في التّغلُّب عليها من عبادة التّفكير، من قراءة القرآن، من الاستزادة من البرامج الدينيّة، متابعة الحلقات الدّينيّة، لكن دائماً هذه الأفكار تسيطر على تفكيري السؤال هو: هل أنا مؤمنة؟ هل لو بقيت على هذا الحال ما هو مصيري؟ مع أني الحمد لله أقوم الحمد لله بجميع العبادات.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] اتّضح المقصود يا أخت سمر. نعود يا أبا عبد الله إلى الحديث في قوله سبحانه وتعالى في آية سورة الأنعام: {وَاللهُ خَلَقَكُمْ} .[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: نكمل المصادر – بارك الله فيك – هناك "دُرَّة التنزيل" للاسكافي، وهناك لابن جماعة "مَلاك التأويل" [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مَلاك التأويل لغرناطي عرضناه على الإخوة في حلقة من الحلقات وهذا الكتاب فعلاً قيّم مَلاك التأويل القاطع لذوي الإلحاد والتعطيل هذا لأبي الزُّبير الغرناطي، [/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: "فتح الرحمن" للأنصاري لزكريّا الأنصاري، الحقيقة تعينك حينما تأتيك المتشابه وهي الحقيقة فيها دقائق ومعاني لذيذة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] والحقيقة أنَّها – كما تفضّلت – يعني الّذي يكشِفُها لك هو التَّدَبُّر والتأَمُّل.[/FONT]
[FONT=&quot]سائلٌ يسأل وهو أبو أحمد أيْضاً يقول الله في آية رقم 70 في سورة النّحل {وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ {70}} سؤاله يقول: التّرتيب المنطقي –كما يرى هو– أنّ المفروض أن يُقال والله خلقكم ومنكم مَن يُرَدُّ إلى أرذلِ العمر ثمّ يتوفّاكم؛ لأنَّ الرّجوع إلى أرذل العمر قبل الوفاة فيقول ما هي الحكمة يا تُرى؟ لماذا قال: {وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ} ثمّ ذكر {وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا} السؤال أصلاً يمكن أن يُقال: هل يُرَدُّ إلى أرذل العمر هي قسيم للخلق والوفاة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: هذا سؤال.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جيّد، لو توضح له أبو عبد الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: هو الذي يظهر لي والله عزّ وجلّ أعلم وأحكم أنَّهُ الله عزّ وجلّ ذكر هنا الحالة الطَّبيعيّة السورة في النّعم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل، {وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ}.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: السورة في النّعم فهو الحالة الطّبيعيَّة الّتي هو خلقهم ثمّ وفاتهم يعني: أنت تكون حياتهم خلق ثمّ وفاة طبيعيّة قال: {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إلى أَرْذَلِ العُمُر} وأرذل العمر حالة قليلة، وهي أيْضاً هي من الحالات الّتي لا يرغبها الإنسان؛ لأنّه بها يذهب عقله بها النّاس يتركونه إلى غير ذلك، فهي سورة في النّعم فلمّا كانت السورة في النّعم أخَّرَ ما لم يكن هذا منه لعلّ هذا والله أعلم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هذه لفتة جميلة يعني هذه الرّجوع إلى أرذلِ العمر ليس ممّا يُمْتَنُّ به على النّاس.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]:: "اللهمَّ إنّي أعوذُ بك أنْ أُرَدَّ إلى أرْذَلِ العمر" تذكير، هنا تذكير في سياق النّعمة؛ كأنه قال تذكَّروا هذا الخلق، ثمّ تذكَّروا أنَّ منكم كذا.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] سبحان الله العظيم! ولاحظ يا دكتور محمّد وهذه فائدة مهمّة جدّاً أنَّ الله سبحانه وتعالى ذكر العلم أنَّه من أهمّ صفات الإنسان يعني: أنت الآن كإنسان قيمتك فيما تعلم؛ ولذلك قال: {وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} قال: {لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا} ثمّ ختمها فقال: {إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } .[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: إيه والله الإنسان إذا رأى إنساناً عنده تخَلُّف عقلي أو إنساناً كبيراً يهذي والله إنَّهُ ليعرف نعمةَ الله عليه، يعرف نعمةَ الله عليه بالعقل، نعمةَ الله عليه بالعلم، ونعمة الله عليه بالصّحّة والعافية، فالله عزّ وجلّ هنا يذكِّرُنا بذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أذكر يا دكتور محمّد عبرة لنا جميعاً وللإخوة المشاهدين كان هناك كاتب مشهور جدّاً معروف مصري هو طبعاً رحمه الله توفي، وكاتب من أعمق الكُتّاب يعني عندما تقرأ كتبه أحياناً تحتاج إلى أن تقرأ مرة مرتين حتى تفهم ما يكتب من عمقه العلمي، لقيته قد بلغ من الكِبَرِ عِتِيّاً وأصبح عقلُهُ يذهب ويعود، فلمّا تأمّلته وهو يهذي لا يعرف مَن يأتي إليه ويتكلّم بكلام ليس له أساس تذكّرت هذه الآية {وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا} أقول هذا الرّجل هو صاحب هذه المؤلَّفات، ربما لا نستطيع فهمها من عمقها، وهو الآن لا يستطيع أن يُبين عمّا في نفسه، ولا[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: لكن هنا الحقيقة فائدة يا دكتور عبد الرّحمن أذكر أنّي قرأتُها ومعناها صحيح والواقع يُؤكِّدُها: أنَّ صاحب العلم الشرعي الراسخ بكتابِ الله عزّ وجلّ العامل بكتاب الله، الحافظ لكتاب الله لا تجده يهذي، يعني بإذن الله يُحْفَظُ من هذا؛ لأنّه يحمل شرع الله، كيف يهذي وهو يحمل شرع الله عزّ وجلّ؟! ولهذا حفظ الله الأنبياء من قبل بهذا، فهذا دليل على أنّ صاحب العلم وصاحب القرآن بإذن الله محفوظٌ من هذا الحال بإذن الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هذه لفتةٌ مهمّة جدّاً نسأل الله أن يحفظنا اللهمّ آمين.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ أبو أحمد أيْضاً من أسئلته قال: {أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ {72}} يسأل هنا نعمت كُتِبَت هنا بالتاء المفتوحة ويقول في بعض المواضع تُكْتَب بالتّاء المربوطة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: في الآية التي قبلها: {أَفَبِنِعْمَةِ اللّهِ يَجْحَدُونَ {71}}.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] {أَفَبِنِعْمَةِ اللّهِ يَجْحَدُونَ {71}} هذه آية رقم كم يا أبو عبد الله؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: 71 قبلها فبنعمة مربوطة والثانية {وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ}.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ما هو جواب هذا التّساؤل؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: والله ما عندي علم أنت أعلم بها.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هذه الجواب يا أبا عبد الله أنَّها هذه من الرّسم العثماني؛ لذلك يقول ابن الجَزَري رحمه الله في المقدّمة قال يشير إلى أنَّه يجب على المسلم أن يتعلّم قراءة القرآن الصّحيحة، وأن يتعلّم أيضاً من رسم المصحف، ومن الأشياء الّتي ينبغي عليه أن يتعلَّمها ويحرص عليها قال:[/FONT]
[FONT=&quot]مِنْ كُلِّ مَوْصولٍ وَمَفْصولٍ بها وتاءِ أُنْثى لَمْ تَكُنْ تُكْتَبْ بِها[/FONT]
[FONT=&quot]نحن تعوَّدنا أنّ رحمة تُكْتَب بالتاء المربوطة، لكنّها كُتِبَت في القرآن في بعض المواضع بالتاء المفتوحة؛ كما في قوله: {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيّا} أقول له بكلّ اختصار ليس هناك فرق في المعنى، الّذين يلتمسون الآن الأسرار هذه في الرّسم العثماني الحقيقة يتعلّلون، يتكلّفون تكَلُّفاً بائناً ولا يمكن أن يرجعوا إلى قاعدة يمكن الرّجوع إليها والاتفاق عليها.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: هذا راجع إلى الكتّاب أنفسهم أو لا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بالضّبط، فهي من حيث المعنى لا فرقَ فيها، ولكن الفرق هو في القراءة والتّلاوة فإذا قرأتها إذا كانت بالتّاء المفتوحة فيوقف عليها بالتّاء فتقول مثلاً {أَفَبِنِعْمَت} وتقف، ثمّ تقول: {أفَبِنِعْمَتِ الله} أمّا إذا كُتِبَت بالتاء المربوطة فيوقف عليها بالهاء يُقال: {أَفَبِنِعْمه} مثلاً، فهذا هو الفرق بينهما؛ ولذلك لمّا جاء المرّاكشي يا دكتور محمد له كتاب اسمه [عنوان الدّليل في مرسوم التّنزيل] جاء يتلَّمَسُ أسرار الكتابة بالرّسم العثماني، فيقول: إنَّ التّاء المفتوحة تدُلُّ على الانبِساط فالله سبحانه وتعالى عندما قال: {أَفَبِنِعْمَتِ الله} فكُتِبَت بالتّاء المفتوحة دلّ على أنَّ الله قد بسط النّعمة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: والله هذا له وجه.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لكنّه لا ينتظمُ لك، أنت عندما تتلمَّس هذه الأشياء، أنت ترجع إلى مَن كتب الّذين رسموا فهم لم يجعلوا عِلَلاً للكتابة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: لكن أصلُ هذه الكتابة هل هي من كُتّاب الوحي في الأَوَّل أو بعد أن نُقِّطَ المصحف؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أصلُ الكتابة كما تعلم أصلُها غير منقوط لكن الّذين جاءوا ونقَّطوها لم يُغَيِّروا شيْئاً فيما وجدوه فوجدوا التّاء مفتوحة وتاء مربوطة، لكن وحتى على افتراض يا دكتور محمد أنَّ لها حِكَماً فهي لم يُصَرِّح بها مَن فعلها، ولذلك كان يقول الخليل بن أحمد عندما قيل له في مثل هذا حتى في قواعد النّحو قال له: أنا لا أعرفُ العلل نَصّاً ممَّن وضع اللُّغة - يعني ما جاء كذا توقيفي وقال أنا جعلت الفاعل مرفوع لكذا ولا نصبت المفعول لكذا- لكنَّني إنما مثلي إلاّ كَمَثَلِ رَجُلٍ دخل إلى بيتٍ قد أُحْكِمَ بناؤه، ولم يجد صاحبه الّذي بناه فيه، فأخذ يتلمّسُ العلل فيقول: ما وضع صاحب البناء هذه الغرفة هنا إلاّ من أجلِ كذا، فقد أُصيب وقد أُخطئ. فهي اجتهادية[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: على كلّ حال أنا أحَلْتُ الجواب عليك؛ لأنّك أهل علم في الرّسم وفي اللغة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً يا أبا عبد الله. في يا أبو عبد الله سؤال الأخ أبو أحمد في قوله تعالى: {ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً} وهذا سألت عنه أيْضاً الأخت نورة وهو ضرْبُ المثل هنا يا أبا عبد الله {ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ}، {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {76} طبعاً يقول أبو أحمد ما هو سبب ضرب هذين المثلين وما الحكمة منهما؟ الأخت نورة تقول: لماذا ضرب بهذين المثلين وهما لا يملكان من أمر أنفُسِهما شْيئاً؟ المملوك لا يملك من أمر نفسه شيء والأبكم كذلك؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: والله أنا لا يظهر لي في سرّ المثلين لكن هو قال قبلها: {فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {74} فذكر المثلين، لكن يظهر والله أعلم أنّ المثل الأول {ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ {75}} ضربه الله سبحانه وتعالى مثلاً ليفرّقوا بين مَن يستطيع في إثباتِ المُلْك لله عزّ وجلّ ومَن يهدِ الله عزّ وجلّ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكر الله لك أبو عبد الله الحقيقة أنا أتصوّر الحديث عن هذا المثل يحتاج إلى وقت أطول من هذا ويبدو أنّ الوقت قد أدركنا في هذه الحلقة ولذلك نعتذر للإخوة المشاهدين عن بقيّة الأسئلة لعلّنا نجيب عنها في حلقة أخرى.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]: انتهى الوقت؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نعم انتهى الوقت، ولا يسعُني الحقيقة في نهاية هذا اللّقاء الماتع مع أبي عبد الله إلاّ أن أَشْكُرَهُ باسمكم جميعاً أيُّها الإخوة المشاهدون، نشكر الأخ العزيز الدكتور محمد بن عبد الله الرّبيعة الأستاذ المساعد بجامعة القصيم، والمتخصّص بالدّراسات القرآنيّة، والأمين العام للهيئة العالميّة لتدَبُّر القرآن الكريم على ما اتحفنا به في هذه الحلقة من فوائد والإجابات الموفّقة أسأل الله أن يتقبّل منكم يا أبا عبد الله. وأشكركم أيُّها الإخوة المشاهدون وألقاكم غداً بإذن الله تعالى حتى ذلك الحين أستودعكم الله والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

http://www.youtube.com/watch?v=4gWkkqi_Gdo&list=PLF923571A3B4F5F5A&index=13&feature=plpp_video

[/FONT]
 
[FONT=&quot]التفسير المباشر[/FONT]
[FONT=&quot]الحلقة الخامسة عشرة[/FONT]
[FONT=&quot]15-9-1429هـ[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرّحمن الرَّحيم، الحمدُ للَّهِ رَبِّ العالَمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على أشْرَفِ الأنبياءِ والمُرْسَلين سَيِّدِنا ونَبِيِّنا محمَّدٍ وَعَلى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعين، اللهمَّ إنّا نحمَدُك ونشكرك ونثني عليك الخيرَ كُلَّه أن وفَّقْتَنا وبَلَّغْتنا هذا اليوم الخامس عشر من شهر رمضّان من عام تسعةٍ وعشرين وأربعِ مِئَةٍ وألف للهجرة. هذا هو منتصف الشّهر أيُّها الإخوة المشاهدون، وقد انتهينا ولله الحمد من الحديث عن أربعةَ عشَرَ جزءْاً، وإن كان حديثُنا يأتي مختصراً جدّاً، بل وموجَزاً إلى درجةِ الإخلال في بعضِ الحلقات لضيق الوقت.[/FONT]
[FONT=&quot]اليوم بإذن الله تعالى سيكونُ حَديثُنا عن الجزء الخامس عشر من أجزاءِ القرآنِ الكريم، وهو يبدأ من أوَّلِ سورةِ الإسراء وينتهي من الآية الرّابعة والسّبعين من سورة الكهف.[/FONT]
[FONT=&quot]أُذَكِّركم في بداية هذا اللّقاء بأرقام الهواتف الّتي يمكنكم عن طريقِها التّواصل معنا وهي:[/FONT]
[FONT=&quot]من داخل السّعوديّة: ( 012085444 ) أو ( 0144459666 ) وللأسئلة عبر رسائل الجوال يمكنكم التّواصل معنا عن طريقه ( 0532277111 ).[/FONT]
[FONT=&quot]قبل أن ندخل في الحديث عن الجزء الخامس عشر أُشيرُ إلى أبرزِ الموضوعات الّتي اشتمل عليها هذا الجزء.[/FONT]
[FONT=&quot]تناولت سورةُ الإسراء موضوع:[/FONT]
· [FONT=&quot]وحدانيّةِ الله تعالى وإرسالِهِ للرُّسُل.[/FONT]
· [FONT=&quot]وأمر البعث والجزاء.[/FONT]
· [FONT=&quot]وتناولت الحديث عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وعن شخصيّته وما أيَّدَهُ اللهُ به من المعجزات الباهرة، والحُجَج القاطعةِ الدّالَّةِ على صدقِهِ عليه الصّلاةُ والسّلام.[/FONT]
· [FONT=&quot]ثمّ ذكر الله سبحانه وتعالى بعض الأوامر الّتي يقومُ عليها بنيان المجتمع الفاضل.[/FONT]
[FONT=&quot]وأمّا في سورة الكهف فقد تحدّثت عن:[/FONT]
· [FONT=&quot]ترسيخ العقيدةِ الإسلاميّة والإيمانِ بالله تعالى.[/FONT]
· [FONT=&quot]وكيفيَّةِ النّجاةِ والاعتصامِ من الفتن طيلة السّورة.[/FONT]
[FONT=&quot]هذه هي أبرز الموضوعات الّتي تناولها الجزء الخامس عشر من أجزاء القرآن الكريم.[/FONT]
[FONT=&quot]في بداية هذا اللّقاء باسمكم جميعاً أيُّها الإخوةُ المشاهدون أُرَحِّبُ بأخي العزيز فضيلة الشيخ الدّكتور عيسى بن علي الدُّرَيْبي، الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود، والمتخَصِّص في الدِّراسات القرآنيّة، ومدير مكتب الهيْئة العالميّة لتحفيظ القرآن الكريم بمدينة الرِّياض، فحيّاكم الله يا أبا عبد المحسن.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot]: حياكم الله وحيّا الإخوة المشاهدين والمُشاهدات.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] حياك الله، وشكر الله لك استجابتك معنا مرّةً أخرى في هذا البرنامج الّذي يسعدُ بك وبأمثالك من الزُّملاء المتخَصِّصين في الدِّراسات القرآنيّة. حديثنا يا أبا عبد المحسن اليوم عن سورةِ الإسراء وسورة الكهف، وقبل أن نبدأ الحديث واستقبال الأسئلة نريد أن نُسَلِّط الضَّوْء على أبرز وما هو موضوع سورة الإسراء وسورة الكهف؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرّحمنِ الرَّحيم، الحمدُ لله الّذي أنْزَلَ الفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكونَ لِلْعالَمينَ نَذيراً، والصَّلاةُ والسّلام على خيرِ خلقِ الله محمّد بن عبد الله صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وبعد. بدايةً أسأل الله عزّ وجلّ أن يتقبَّلَ مِنّا ومنكم ومن الإخوة الصّائمين جميعاً في أنحاءِ هذه الأرض صيامنا فيما مضى وأن يُوَفِّقَنا فيما بقي. [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] اللهمَّ آمين.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot]: الشيخ عبد الرّحمن والإخوة المشاهدين والمشاهدات، موضوع الجزء الخامس عشر هو أغلبه في سورة الإسراء وجزء منه في سورة الكهف، وهذه السورة مباركة سورة الإسراء من أهمّ المحاور الرَّئيسيّة – كما تفضّلت – في الحديث عنها هو محور حديثها عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، عن رسالته، وعن تأكيد رسالته، وعن الوحي، وعن المعجزات الّتي أيَّدَهُ الله بها، وأبرَزُ هذه المعجزات: القرآن الكريم، وهو: الّذي دار الحديث أيضاً عنها في هذه السّورة، الحديث عن الوحي، وحديث عن التَّحَدّي بالقرآن الكريم، وحديث عن ما جعله الله سبحانه وتعالى في هذا الكتاب من أمثال ومن آيات ومن معجزته يتحدّى الله عزّ وجلّ بها الأنبياء، يتحدّى الله بها قوم محمّد صلّى الله عليه وسلّم أن يأتوا بمثله، فالعنصر البارز في سورة الإسراء هو شخصيّة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم والمعجزات الّتي أُيَّد بها وأبرزُها القرآن الكريم، ثمّ في أثناءِ هذا الحديث، هناك الحديث عن بني إسرائيل والاستشهاد ببعضِ وقائعهم؛ ولهذا سُمِّيَت السّورة باسمهم في بعضِ أسماء السّورة تُسَمّى السّورة بسورة (بني إسرائيل) وتُسَمّى أيْضاً سورة (سبحان)؛ لذكرِ أوَّلِ هذه الكلمةِ فيها، ففيها الحديث أيْضاً عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم من حيث قصّةُ الإسراء الّتي افتُتِحَت بها هذه السّورة، وسُمِّيَت بها هذه السّورة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ويعني حتى يكون الإخوة المشاهدون في الصّورة يا أبو عبد المحسن أنَّها سورة مكيّة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] نعم، بل هي من أوائل السّور المكيّة، قد جاء في حديثِ ابنِ مسعود أنَّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قال عن سورة طه وبني إسرائيل ومريم والكهف وفي بعض الروايات طه " أنَّهُنَّ من العِتاق الأُوَل وأنَّهُنَّ من تِلادي".[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مرتَّبة على هذا الترتيب؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot]: نعم، والمقصود بـــ "العِتاق الأُوَل" العتيق في لغة العرب هو: الشيء الثمين. "وِمن تِلادي " المقصود بـها أيْضاً من الأشياء القديمة، السّور الّتي أُنْزِلَت قديماً على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم؛ ولهذا فيها تثبيت لقلب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وفيها تأكيد لتثبيت قلبه أمام طلبات المشركين المتكاثرة الّتي ذُكِرَت في هذه السّورة ومن طلباتهم المتعنِّتة، بل مثل ما تفضّلت هذه السّورة من أوائل السّور المكّيّة فيها تثبيت لقلب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وفيها حديث عن رسالته، وفيها الحديث عن المعجزة الّتي جاء بها النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم بها.[/FONT]
[FONT=&quot]وكذلك سورة الكهف سورة يبرُز فيها بشكل قوي جدّاً موضوع العِصَم، العواصم من الفتن، وهي سورة اشتملت أغلبها على القصص: قصّة أصحاب الكهف، وقصّة أصحاب الجَنَّتَيْن، وقصّة موسى والخَضِر، وقصّة ذي[/FONT][FONT=&quot] القرنين. والبارز في كلِّ هذه القصص هو العِصمة من الفتن؛ أنَّ اللهَ جعل لكُلِّ هؤلاء أو جعل موضوع أمراً يعتصم فيه من الفتن في تلك القصص الأربعة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وحتى موضوعها يا دكتور أو حتى عنوان سورة الكهف يا دكتور عيسى يدُلُّ على هذه الموضوع الّذي أشرتُمْ إليه وهو الكهف.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] وهذه مناسبة لطيفة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مناسبة لطيفة؛ فهو كما أنَّ الكهف عِصمة من الفتن الحسيّة أو من العدو؛ فكذلك الموضوعات فيها هذا المعنى. هناك الحقيقة أسئلة لدينا من الحلقات السّابقة يا دكتور عيسى أو في الحلقة الماضية بالذّات الحقيقة ضاق الوقت عن الإجابةِ عليها إن أذِنْت لنا نأخُذُها على عجل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] تفضل.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الأخ أبو أحمد أمس سألَنا سؤالاً عن الوقف على قوله تعالى في آخر سورة النّحل: [/FONT][FONT=&quot]{شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ}[/FONT][FONT=&quot] في الآية رقم 121 و [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {120} شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]اجْتَبَاهُ}[/FONT][FONT=&quot] فهو يسأل عن الوقف، هل الوقف على كلمة [/FONT][FONT=&quot]{لِّأَنْعُمِهِ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ}[/FONT][FONT=&quot] ثم تقف ثمّ تقول [/FONT][FONT=&quot]{اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ}[/FONT][FONT=&quot] ثم تقف [/FONT][FONT=&quot]{شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]اجْتَبَاهُ}[/FONT][FONT=&quot] ثمّ تقف [/FONT][FONT=&quot]{وَهَدَاهُ}[/FONT][FONT=&quot] برأيك؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] علم الوقف من العلوم المهمّة جدّاً الّتي لها أثر كبير جدّاً في فَهمِ التّفسير، والله أعلم أنَّ الوقف هنا الوقف الحسن على قوله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ} [/FONT][FONT=&quot]ثمّ يبدأ جملة جديدة أو جملة استئنافيّة جديدة [/FONT][FONT=&quot]{اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}[/FONT][FONT=&quot] والله أعلم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك. الأخت محبّة القرآن من ليبيا اتّصلت أمس وسألت عن قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ {87}}[/FONT][FONT=&quot] في سورة الحجر تسأل ما معنى هذه الآية؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] نعم، طبعاً جاء في نصِّ حديثِ النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال عن سورة الفاتحة ((أنَّها السّبع المثاني والقرآن العظيم الّذي أُوتيتُه)) تفسيرها جاء بنصّ الحديث النّبوي.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل، لأنّ بعض الإخوان يا دكتور عيسى يجد في كتب التّفسير اختلافاً فبعضهم يقول: السّبع المثاني هي: السبع الطِّوال البقرة، وآل عمران، والنّساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف إلخ وبعضهم يجد هذا القول وهو: أن القرآن الكريم أنّ المقصود بالسّبع المثاني هي الفاتحة، وأيْضاً المقصود بالقرآن العظيم هي الفاتحة أيْضاً، وجوابك هو: الجواب الّذي ينبغي أن يُصار إليه؛ لأنَّ الحديث نصٌّ فيه.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] ما ورد النّصّ في تفسير يُعْرَف أنَّهُ لا يُصارُ إلى غيره. أمّا المثاني: وحتى تفسير المثاني كما يقول العلماء؛ سُمِّيَت بذلك؛ لأنَّها تثنى أي تُكَرَّر في الصّلوات.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأتوقّع يا دكتور عيسى أنّه لا يمنع وصف الفاتحة بأنَّها من المثاني أنّه لا يمنع أن يوصف غيره من القرآن؛ لأنّها قد وصفها الله في سورة الزُّمَر فقال [/FONT][FONT=&quot]{مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] هو وصف للقرآنِ كُلِّهِ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الأخ عيسى من ليبيا وهذه مناسبة ظريفة يعني باسمك يا دكتور عيسى سألنا الأخ عيسى بالأمس فقال في سورة يونس قال الله [/FONT][FONT=&quot]{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {62} [/FONT][FONT=&quot]مَن هم أولياءُ الله؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] أصدق وأفضل شيء في تفسير كتاب الله هو تفسير القرآن بالقرآن، وهو على أنواع منها هذا النّوع الّذي جاء به تُفَسَّرُ الآية مباشرةً بعدها [/FONT][FONT=&quot]{اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ {6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ}[/FONT][FONT=&quot] وكذلك في سورةِ يونس [/FONT][FONT=&quot]{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {62}}[/FONT][FONT=&quot] فسّرها الله بِمَن هم الأولياء قال الله عزّ وجلّ بعد ذلك: [/FONT][FONT=&quot]{الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ {63}}[/FONT][FONT=&quot] ليست الولاية أمر ادِّعاء، بل هي صفات محدودة، وليست كما يُقال أو يُشاع أحياناً أنَّها محصورة على أُناس معَيَّنين أصحاب طرق أو أصحاب زوايا أو أصحاب كرامات، الولاية في شرع الله في نصّ بأمر ممكن للجميع [/FONT][FONT=&quot]{الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ {63}}[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل، فتح الله عليك. وهذه فعلاً بيان جميل لبيان المتّصل بيان القرآن للقرآن. سؤال وردنا من هاتف الجوال يقول أُريد أن تُوصوني بكتابٍ مناسب عن أسباب النّزول؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] كتب أسباب النّزول متعَدِّدة من أبرزِها وأشهرها: كتاب "أسباب النّزول" للواحدي وهو مطبوع بتحقيق الدّكتور عِصام الحميدان، وكتاب "اللّباب المنقول في أسباب النّزول" للسيوطي، وكتاب "العُجاب" لابن حجر وإن كان لم يُتَمّ، وهناك كتب أخرى لعلّها من أبرز كتب أسباب النّزول.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل، فتح الله عليك. لدينا الأخ أبو عبد العزيز من الرّياض، تفضل يا أبو عبد العزيز من السعوديّة، حياك الله يا أبو عبد العزيز، تفضل يا أبو عبد العزيز حياكم الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] شيخ عبد الرّحمن.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] سم حياك الله[/FONT]
[FONT=&quot]أبو عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة أشكركم على هذا البرنامج.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحييك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو عبد العزيز[/FONT][FONT=&quot]: وعندي سؤال سريع.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضل.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] في سورة الصّافّات قال الله عزّ وجلّ: [/FONT][FONT=&quot]{فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ {35} فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ {36}}[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هذه سورة الذاريات.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] ما حكم اختلاف اللّفظ؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] طيب أبشر.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] جزاكم الله خيراً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] حياكم الله. طبعاً سؤاله في سورة الذّاريات.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] نعم صحيح. يعني هو كما اشترطتم أنتم مبدئيّاً الأسئلة في نفس الجزء.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] والله نحن نشترط لكنّنا لا نرد سائلاً. سؤال يا دكتور عيسى عن قوله تعالى[/FONT][FONT=&quot] {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ {72}}[/FONT][FONT=&quot] في سورة الحجر يسأل أحدهم ويقول ما معنى الآية، ما معنى [/FONT][FONT=&quot]{لَعَمْرُكَ}[/FONT][FONT=&quot]؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] هذا قسم من الله عزّ وجلّ بحياة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حتى لا يُشكل على بعض الإخوة في قسمه بحياة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من المقرّر عند العلماء أنّ لله عزّ وجلّ أن يُقسم بما شاء فأقسم بالضحى وأقسم بالشّمس وأقسم باللّيل فالله عزّ وجلّ يُقسِمُ هنا بحياة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، والله أعلم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وبعضهم قد يستشكل هذا فيقول كيق يقسم بحياة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقد نُهي؟ لكن لله سبحانه وتعالى أن يُقسم بما شاء.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] نعم أمّا المخلوقين فليس لهم أن يُقسِموا إلاّ بالله عزّ وجلّ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هنا سؤال وردنا عن طريق الهاتف أيْضاً ما الفرق بين نِعمة ونَعمة، وبين هَوْن وَهُون وهذه أسئلة فروق لُغَوِيَّة يعني يسأل؛ كأنّه يقول في قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ {59}}[/FONT][FONT=&quot] وقد وردت في آيةٍ أخرى في قوله: [/FONT][FONT=&quot]{الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: 63] .[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] أحيل لك سؤال الفروق اللُّغَوِيّة بحكم تخصّصك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هذه الحقيقة من المسائل الدّقيقة في القرآن الكريم تجد مثل قوله سبحانه وتعالى نعمة [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ}[/FONT][FONT=&quot] وهذه وردت كثيراً في القرآن الكريم، ووردت نَعمة بالفتح في مثل قوله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فَاكِهِينَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{27}}[/FONT][FONT=&quot] في سورة الدُّخان، وفي قوله سبحانه وتعالى في سورة المزَّمِّل [/FONT][FONT=&quot]{أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا {11}}[/FONT][FONT=&quot] فيُقال أن النِّعمة هي مفردة النّعم أي ما يُنعِم الله به على الإنسان. أمّا النَّعمة فالمقصودُ بها التّرف، فقوله [/FONT][FONT=&quot]{وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فَاكِهِينَ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يعني وحياة مترفةٍ كانوا فيها يعيشون فيها وينعمون بها.[/FONT]
[FONT=&quot]وأمّا الهَوْن: فهو السّكينة والترسيل برفق، يعني يُقال: على هونك يعني: على رِسْلِك. وأمّا الهونُ: هو الهوان والذِّلة والمسكنة كما في قوله {أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ} أي على ذِلَّةٍ وعلى مهانة.[/FONT]
[FONT=&quot]وسائلٌ يسأل في سورة النّحل أمس في قوله: [/FONT][FONT=&quot]{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ}[/FONT][FONT=&quot] فيقول لماذا قال هنا [/FONT][FONT=&quot]{مِّمَّا فِي بُطُونِهِ}[/FONT][FONT=&quot] وقال في المؤمنون [/FONT][FONT=&quot]{نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا}؟ [/FONT][FONT=&quot]فيُقال له في الجواب أنّه اسم الجمع وهو الأنعام قد يُراعى فيه المفرد أو اللّفظ ويُراعى فيه المعنى، فإذا رُوعِيَ فيه اللّفظ خُوطِبَ بالمفرد كما في قوله[/FONT][FONT=&quot] {فِي بُطُونِهِ}[/FONT][FONT=&quot] هنا، فأفرد الضّمير. وقد يُراعى المعنى باعتبار الأنعام جنسٌ لأنّها اسم جمع الأنعام فيُراعي المعنى فيجمعُها أو [/FONT][FONT=&quot]{مِّمَّا فِي بُطُونِهَا}[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]سؤال هنا يا دكتور في سورة الإسراء وردنا الآن عن طريق الهاتف الجوّال يقول في رقم 64 من سورة الإسراء يقولُ اللهُ سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا {64}}[/FONT][FONT=&quot] يسأل عن معنى قوله: ما معنى أوَّلاً صوتك هنا؟ [/FONT][FONT=&quot]{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ}[/FONT][FONT=&quot] والخطاب للشيطان هنا؟ وما معنى قوله [/FONT][FONT=&quot]{وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ}[/FONT][FONT=&quot]؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله. [/FONT][FONT=&quot]{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ}[/FONT][FONT=&quot] في تفسير لبعض السّلف؛ كابن مسعود وغيره أن المقصود به هنا المقصود بهذه الآية الغناء، ولهذا يستشهد بها بعض العلماء على أنَّ الغناء محرّم بدليل هذه الآية قد يرد عن تفسير ابن مسعود وغيره أنَّ المقصود مَن استطعت [/FONT][FONT=&quot]{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ}[/FONT][FONT=&quot] أنَّ المقصود به الغناء، وإن كان هذا إن صحَّ التّعبير عند المتخَصِّصين في الدِّراسات القرآنيّة قد يسمى من التّفسير بالمثال أمثلة استفزازه بالصّوت هو استفزازٌ بني آدم بالغناء، وهذا يدلّ على تحريمه، والله عزّ وجلّ جعله من صوت الشّيطان. [/FONT][FONT=&quot]{وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ} [/FONT][FONT=&quot]قال بعض العلماء في تفسيرها هنالك فيها رأيان: رأي يخصِّصُها بأنَّ المقصودَ بها أنَّ الشّيطان يُشارِكُ الإنسانَ في أهله وفي ماله إذا أكل أو شرب ولم يُسَمِّ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وقد ورد فيها حديث صريح.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] نعم، "إنَّ أحدَكم إذا أتى أهلَهُ فقال باسم الله اللهمَّ جَنِّبْنا الشَّيْطانَ وجَنِّبْ الشَّيْطانَ ما رزَقْتَنا لم يضُرُّهُ ذَلِكَ شيء " لم يضر الولد إن جاء إن قُدِّرَ بينهما ولد. وهناك مَن يرى أنَّ الآية عامّة وهو الأوْلى فيدخل فيها هذا التّفسير دخول أوَّلياً والله أعلم [/FONT][FONT=&quot]{وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ}[/FONT][FONT=&quot] بالمعصية أن تكون هذه سبب من أسباب ماذا؟ وقوع الإنسان بالمعصية. أسأل الله عزّ وجلّ أن يُجَنِّبَنا وإيّاكم والإخوة جميعاً سبُلَ الشَّيْطان.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الحديث في أوَّلِ السّورة يا دكتور عيسى عن الإسراء [/FONT][FONT=&quot]{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [/FONT][FONT=&quot]يعني: كوْن هذه السّورة العظيمة نزلت في تلك الحادثة المَهيبة حقيقة يعني: باعتبار أنَّ سورة الإسراء نزلت على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعد تلك الحادثة، وتلك الحادثة هي الّتي فُرِضَت فيها الصّلاة، وكانت هذه الحادثة من أظهرِ معجزات النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ أنَّهُ قد أُسرِيَ به إلى بيت المقدس، وأُمِرَ بالتوَجُّه في الصّلاةِ الّتي فُرِضَت عليه في ذلك اليوم إلى ذلك المكان أتمنى أن تعطينا إضاءة حول هذا المعنى.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] هذه الآيات أي: مطلع هذه السّورة ممّا يدلُّ على أهميَّةِ المسجدِ الأقصى، وأنَّ الله عزّ وجلّ امتنّ على نبيِّهِ صلّى الله عليه وسلّم بهذه الحادثة حادثة الإسراء والمعراج، والعلماء طبعاً يختلفون في هذه الآية، حتى السلف مختلفون، هل الإسراء كان بجسدِ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أو بروحه فقط؟ وابن كثير، والقرطبي وغيرهم استظهروا كثير من الأحاديث الّتي وردت، وأيَّدوا ورجَّحوا أنَّ الإسراء كان بجسدِ النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم وبروحه صلّى الله عليه وسلّم، وهذه حقيقة معجزة من معجزاته يعني في غمضة عين في جزءٍ من اللّيل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يخرج من مكّة في بعض الآثار أنَّه من دارِ أُمِّ هانئ، وهذه الآية يستشهدُ بها مَن يرى أنَّ مكَّةَ كُلَّها حَرَم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل، لكن برأيك يا دكتور عيسى أليس القول بأنَّهُ أُسْرِيَ به بجسده وبروحه معاً أدلَّ على الإعجاز وعلى الآية العظيمة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] بلى.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فإذا قلنا أنّه بروحه فقط الأمر فيه أقلُّ دِلالةً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] يعني هو لكن هذا الشّيء ولهذا يرى يعني هذا فعلاً مثلما تفضّلت يدلّ على المعجزة هذه المعجزة الّتي أُسرِيَ به من مكّةَ إلى بيت المقدس في جزء من اللّيل.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك قال [/FONT][FONT=&quot]{لَيْلاً}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] نعم، وكلمة أسرى وسرى في لغة العرب في اللّيل هي أصلاً يعتقد المقصود بها.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني لو قال "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ"[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لعرفنا أنَّها في اللّيل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] في اللّيل نعم؛ لأنَّ كلمة أسرى.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لا تكون إلاّ في اللّيل، لكنّه قال [/FONT][FONT=&quot]{لَيْلاً}[/FONT][FONT=&quot] يَدُلُّ على أنَّهُ جزءٌ من اللّيل تمّ هذا.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] إن سمحت لي قضيّة المسجد الأقصى الّذي نسأل الله عزّ وجلّ أن يردَّهُ إلى حوض المسلمين عاجلاً غيرَ آجل، وأن ينصر هذه الأُمَّة، وأن يدحر أُمَّة القردة والخنازير الّتي هي الآن تحيط بهذا المسجد. العلماء يقولون: أنَّ هذه الآيات تدلّ على فضيلة المسجد الأقصى، وسبب تسميته بالأقصى؛ أنَّهُ الأقصى من مكّة يعني المكان البعيد يعني أبعد وهو ثاني مسجد بُنِيَ بعد المسجد الحرام وقد ورد في الصّحيح أنَّ النّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم سُئِلَ: كم بينهما؟ فقال: "أربعون سنة" بين بناء المسجد الحرام والمسجد الأقصى، وهذا المسجد مبارك بارك الله عزّ وجلّ حولَهُ، وهو مسرى الأنبياء وقبلة الملَّتَيْن السّابقتين وجزء من هذه المِلَّة؛ ولهذا نسأل الله عزّ وجلّ أن يرُدَّ هذا المسجد إلى ديارنا إلى بيوت المسلمين.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] في الحديث يا دكتور عيسى عن المسجد الأقصى الحقيقة قرأت لبعض المفسِّرين أنَّه يقول في هذه الآية إشارة إلى ثلاثة مساجد فَـــ [/FONT][FONT=&quot]{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [/FONT][FONT=&quot]هذا إشارة للمسجد الحرام و [/FONT][FONT=&quot]{إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى}[/FONT][FONT=&quot] هذا فيه إشارة إلى المسجد الأقصى واضح. لكن لماذا قال الأقصى؟ والأقصى هي على وزن (أفعل) بدليل على أنَّهُ أبعَدُ مسجد هل هذا فيه إشارة إلى أنَّ هناك مسجد أقرب من هذا المسجد إلى المسجد الحرام؟ قالوا: هذا فيه إشارة إلى المسجد النَّبوي أنَّهُ سَيُبْنى مسجد ويكون أقرب من المسجد الأقصى ففيها إشارة إلى المساجد الثّلاثة. [/FONT]
[FONT=&quot]النّاس يسألون يا دكتور عيسى ويقولون: هل سليمان عليه السّلام هو الّذي بنى المسجد الأقصى، أم هو إبراهيم عليه الصّلاةُ والسّلام؟ وأنت ذكرت حديثك الّذي سُئِلَ فيه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم؛ كأنّه يُؤكِّد أنَّ إبراهيم هو الّذي بناه، وإنَّما كان دورُ سُلَيْمان فيما بعد.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] بناء قُبَّة الصخرة. الحديث أيْضاً إن سمحت لي عن قضيّة بني إسرائيل وإفسادهم في الأرض في هذه السورة حديث ينبغي أن يُشار إليه وهي مكيّة [/FONT][FONT=&quot]{وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا {4} فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ}[/FONT][FONT=&quot] الفسادُ هنا يُبَيِّنُ الله عزّ وجلّ في هذه الآية أنَّهُ مهلكٌ بزوالِ الأُمم، الفساد بالمعاصي؛ لأنّه سبب من الأسباب، بني إسرائيل سلّط الله عزّ وجلّ عليهم عِباداً أُلي بَأْسٍ شديد فَجاسوا خِلالَ الدِّيار، دخلوا حتى في الطُّرُقات وهذه اللفظة دقيقة جدّاً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{فَجَاسُواْ} .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] نعم، في تمَكُّنِهم من بني إسرائيل وذِلَّتهم ومهانتهم [/FONT][FONT=&quot]{ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا {6}}[/FONT][FONT=&quot] بعد تلك المهانة الله عزّ وجلّ يكتب لهم مرة ثانية أن يظهروا، قال الله عزّ وجلّ [/FONT][FONT=&quot]{فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ}[/FONT][FONT=&quot] والمقصودُ بالوعد أنَّ هناك وعد آخر سيكون لبني إسرائيل أيْضاً، وهذه الآية فيها كلام للعلماء هل تمّ هذا الأمر أو لم يتمّ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهو إهلاكُ بني إسرائيل مرة ثانية.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] مرة ثانية؛ لأنَّه في نهاية السّورة الله عزّ وجلّ يقول: [/FONT][FONT=&quot]{فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا {104}[/FONT][FONT=&quot] بعض العلماء يرى أنَّ المقصود به الآخرة الّتي هي يوم القيامة. ولكن الحقيقة أنا وقفت لِبُعْد آخر لطيف لشيخنا الدّكتور مصطفى مسلم في كتابه "معالم قرآنيّة في الصراع مع اليهود" يقول: أنَّ الوعد الثاني هو ليتحقّق الوعد.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أستأذنك يا دكتور عيسى نأخذ اتّصالاً لأخ دَرْقاء من الجزائر ثمّ نعود. الأخ دَرْقاء، الأخت درقاء من الجزائر تفضلي [/FONT]
[FONT=&quot]درقاء[/FONT][FONT=&quot]: السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام.[/FONT]
[FONT=&quot]درقاء[/FONT][FONT=&quot]: كيف الحال شيخ؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] حياكم الله.[/FONT]
[FONT=&quot]درقاء[/FONT][FONT=&quot]: بخير؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الحمد لله.[/FONT]
[FONT=&quot]درقاء[/FONT][FONT=&quot]: ممكن أسأل عن تفسير آيةً وردت في القرآن آية [/FONT][FONT=&quot]{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:186] [/FONT][FONT=&quot]هل هي ذُكِرَت مباشرةً بعد آيات الصّيام، ثمّ هل هناك أهميّة في الدّعاء في الصيام؛ لأنّه الدّعاء في أيام رمضان ليست كغيره في أيامٍ أخرى مع أنَّ الدّعاء في رمضان حَرِيٌّ بالإجابة نريدك أن تُبَيِّن لنا أهميّة الدّعاء في رمضان، وتبيّن أنَّ الّذي دعا اللهَ واستخاره ولجأ إليه أنّه ما يخيبه. هذا سؤالي يا شيخ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] حسناً حسناً شكراً سؤالك واضح.[/FONT]
[FONT=&quot]درقاء[/FONT][FONT=&quot]: والله ولي التوفيق.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك. نعود إلى هذه النقطة يا دكتور عيسى حقيقة قضية الّتي كنت تتحدّث عنها هي قضية [/FONT][FONT=&quot]{جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا}[/FONT][FONT=&quot] الحديث عن بني إسرائيل في سورة الإسراء حديثٌ ذو شجون، وكما تفضّلت الدّكتور مصطفى مسلم في مكاتبه معالم قرآنيّة في الصِّراع مع اليهود، وأذكر أيْضاً يا دكتور في كلام الدّكتور عبد السّتّار فتح الله السّعيد له كلام رائع في كتابه "معركة الوجود بين القرآن والتلمود" أيْضاً تحدّث عن هذا الموضوع حديث جيِّد.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] نرى الدّكتور مصطفى الصّيان أنّ هذه الآية بدأ تطبيقُها أو العَوْد الثاني الّذي هي الآن بدأوا يتجَمَّعون له وسيُهْلَكون بإذن الله عزّ وجلّ أنّه بدأ من مؤتمر [بالفيسيوس] في سويسرا، وتأكَّد هذا التَّجَمُّع في الدّولة الصّهيونيّة البغيضة في عام 1948 قال من هذا التّاريخ بدأ التّجَمُّع، وهم الآن يعرفوا وبعض حاخامات أي الرهبان الكبار عندهم أو الحاخانات اليهوديّة يدركون أنّهم يتجمّعون لتنفيذ وعدِ الله عزّ وجلّ [/FONT][FONT=&quot]{جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ}[/FONT][FONT=&quot] يعني الوعد الآخر[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{جِئْنَا بِكُمْ} [/FONT][FONT=&quot]وهؤلاء الآن نراهم في كُلِّ أفذاذِ هذه الأرض يأتون لفيفاً إلى المسجد الأقصى؛ لِيُنَفَذ بإذن الله عزّ وجلّ بهم قَدَرُ الله وأنّهم سيأتي اليوم الذي ينحقون فيه.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أتى التعبير بـ [/FONT][FONT=&quot]{ لَفِيفًا} [/FONT][FONT=&quot]فيه هذا المعنى أنّهم كانوا مشتّتين في أنحاء الأرض.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] وهم مُشَتَّتون نعم، هي دولة ليس فيها أي ربط من رابط القوّة في هذه الأرض إلاّ ضعف المسلمين، يتكلَّمون أكثر من خمسين لغة في إسرائيل الآن! شعب يتكلَّم أكثر من خمسين لغة ما في أي مُقَوِّم من مقَوِّمات التَوَحُّد، ومُتَفَرِّقون؛ كما قال الله عزّ وجلّ في [/FONT][FONT=&quot]{وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} [الحشر: 14] [/FONT][FONT=&quot]أحزاب متناحرة، لكن ضعف المسلمين هو الّذي بسط بهم ووصلوا إلى ما وصلوا إليه.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة: أنَّ التَّدَبُّر في هذه الآية يا دكتور عيسى خاصّةً في صِراعنا مع الأعداء وهو صِراع قائم سبحان الله العظيم! ومستمرّ نُعاني منه يوميّاً وينعكِسُ على حياتنا اليوميّة يحتاج إلى تدَبُّر الحقيقة هذه الآية وللعلماء فيها كلام كثير جدّاً. لكن نأخذ الأخ وليد من الأُردن نسمع إلى سؤاله تفضل يا وليد. [/FONT]
[FONT=&quot]وليد[/FONT][FONT=&quot]: السلام عليكم، الله يكرمك يا شيخ الله يفتح عليكم. يا أخي العزيز تفسير الآية 25 من سورة الإسراء الله يكرمك. الله يجزيكم بالخير والسلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً، شكراً يا أخوي. إذاً ننبِّه الإخوة المشاهدين أن يستمعوا إلينا دائماً في الاتِّصالات من خلال الهاتف ويُغْلِقوا التلفاز.[/FONT]
[FONT=&quot]هنا يا دكتور عيسى سؤال من أحد الإخوان من الهاتف الجوال يسأل عن قوله تعالى في سورة الكهف في أولِها[/FONT][FONT=&quot]{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ}[/FONT][FONT=&quot] الخطاب للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم [/FONT][FONT=&quot]{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا {6}} [/FONT][FONT=&quot]فيقول: ما معنى باخع؟ ما معنى الآية؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] معناها والله أعلم أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّ الله سيُعاتبه بأنّه سيُهلِكُ نفسه [/FONT][FONT=&quot]{بَاخِعٌ نَّفْسَكَ}[/FONT][FONT=&quot] يعني مُهْلِك نفسك [/FONT][FONT=&quot]{عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} [/FONT][FONT=&quot]وهذا من حِرْص النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على قومه كاد يُهلِكُ نفسَه؛ لأنّ قومَه لم يستجيبوا له. [/FONT][FONT=&quot]إن أذنت لنا إذا ما في أسئلة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لدينا سؤال نأخذه ثم نعود، الأخ عبد الله من السعودية تفضل يا عبد الله [/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة أنا مسافر وأسمعكم من خلال الجوال إذا كان بالإمكان تكَرُّماً منكم أن تكون الإجابة بعد السّؤال إذا تكرَّمتم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضل.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] الله يحفظك في سورة الكهف عندما قال الله عزّ وجلّ حديثاً عن الخَضِر حينما قال: [/FONT][FONT=&quot]{فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا} [/FONT][FONT=&quot]عن السّفينة، وقال عن قتل الغلام قال: [/FONT][FONT=&quot]{فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا {80}[/FONT][FONT=&quot] الضمير في الأول قال: [/FONT][FONT=&quot]{فَأَرَدتُّ} [/FONT][FONT=&quot]بينما هنا قال ك [/FONT][FONT=&quot]{فَخَشِينَا} [/FONT][FONT=&quot]وفي الحادثة الثالثة قال: [/FONT][FONT=&quot]{فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا}[/FONT][FONT=&quot] فالضمير في الأول والثاني ثمّ بالنسبة للفعل أو الإرادة الأخيرة لله سبحانه وتعالى مع أنَّ الإرادة أوَّلاً وآخراً لله سبحانه وتعالى [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نعم نعم.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هل ممكن يا دكتور عيسى أن نجيب الأخ عبد الله على الهواء مباشرةً ما دام يسمعنا من الجوال؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] نعم، [/FONT][FONT=&quot]{فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا} [/FONT][FONT=&quot]هذا حديث عن صاحب موسى، الخضر مباشرة تحدّث عن نفسه.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يبدو لي [/FONT][FONT=&quot]{فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا} [/FONT][FONT=&quot]أسند الضّميرَ إلى نفسه؛ حتى لا يسند إلى الله أنّه يعيب السّفينة بأمر الله فأسند عيب السّفينة إلى نفسه لينسب إلى نفسه النّقص ويُنَزِّه الله عزّ وجلّ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] والله عزّ وجلّ لا يُنْسَب إليه شرّ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأفردها أيْضاً [/FONT][FONT=&quot]{فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا}[/FONT][FONT=&quot]؛ حتى لا يظنّ به الّذين معه في السّفينة أنّ معه قوم أنّه ليس وحده في هذه السّفينة يفسد.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] لأنّه هو يعرف القصة أو خلفيّات القصّة إن صحّ التعبير.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] واضح هذه يا أخ عبد الله.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] واضح واضح[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الأمر الثاني أنّه قال عندما جاء إلى الحديث عن الغلام قال [/FONT][FONT=&quot]{فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا}[/FONT][FONT=&quot]؛ ليُشير إلى أنَّهُ لا يستطيعُ هو بنفسه أن ينفلت بهذا الأمر وهو أن يقتُل هذا الرّجل النّفس الزّكيّة بنفس إلاّ بأمرٍ من الله، لكنّه أبهم فقال [/FONT][FONT=&quot]{فَخَشِينَا} [/FONT][FONT=&quot]الضميرُ يعودُ عليه وعلى مَن أمره. واضح هذا؟[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] مَن أمره؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هو الله سبحانه وتعالى. وأمّا في الحديث عن [/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] لكن هنا يا دكتور عبد الرّحمن لو تكرّمت النون هنا للجمع [/FONT][FONT=&quot]{فَخَشِينَا}[/FONT][FONT=&quot]؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نعم، هذه النّون الّتي يُسَمّيها العلماء النّون الدّالّة على الفاعلين قد يكون أحياناً المقصود بها التعظيم للنّفس كما في قوله [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {9}}[/FONT][FONT=&quot] وقد يكون بها الجمع كما هو هنا [/FONT][FONT=&quot]{فَخَشِينَا} [/FONT][FONT=&quot]فهو يقصدُ نفسَهُ ومَن أمرَهُ.[/FONT]
[FONT=&quot]وأمّا السّؤال الثّالث الذي هو بناء الجدار فهو بأمرِ الله سبحانه وتعالى قال {فَأَرادَ رَبُّكَ} لأنّه فعلُ خيْرٍ واضح وظاهر، وفيه بر وفيه معروف فقال: [/FONT][FONT=&quot]{فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا}[/FONT][FONT=&quot] وهذه الحقيقة فيها أدب، تأدُّب الخِضر عليه الصّلاة والسّلام مع الله سبحانه وتعالى ومع خطابه وهذه فيها فوائد تربوية كثيرة نكتفي بهذا يا أخ عبد الله ما دمت على هاتف الجوال.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] أدامك الله ويجزاك خير.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] مثل [/FONT][FONT=&quot]{وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا} [الجن:10][/FONT][FONT=&quot] هذه فيها تأدّب مع الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نأخذ الأخ نايف من السعودية ثمّ نُكمل حوارنا يا دكتور عيسى. نايف تفضل يا نايف[/FONT]
[FONT=&quot]نايف[/FONT][FONT=&quot]: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]نايف[/FONT][FONT=&quot]: تحية طيبة للشيخ عبد الرحمن وضيفك الكريم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] حياك الله وبياك.[/FONT]
[FONT=&quot]نايف[/FONT][FONT=&quot]: لدي ثلاثة أسئلة:[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضل.[/FONT]
[FONT=&quot]نايف[/FONT][FONT=&quot]: الأول: في قوله عزّ وجلّ [/FONT][FONT=&quot]{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء}[/FONT][FONT=&quot] (من) في هذه الآيات هل هي للتبعيض أو للجنس؟[/FONT]
[FONT=&quot]السؤال الثاني: في الآية السابعة والتسعون في قوله عزّ وجلّ [/FONT][FONT=&quot]{ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} [الإسراء:97][/FONT][FONT=&quot] هذه الآية أشكلت عليّ أنّ الله عزّ وجلّ يقول [/FONT][FONT=&quot]{ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ {74} لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ}[/FONT][FONT=&quot] فقوله [/FONT][FONT=&quot]{ كُلَّمَا خَبَتْ} [/FONT][FONT=&quot]أريد توضيح الإشكال.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جيّد.[/FONT]
[FONT=&quot]نايف[/FONT][FONT=&quot]: السؤال الثالث: المُتَأَمِّل للمفردات القرآنيّة في سورةِ الإسراء يجد بأنّ هناك مفردات قرآنية لا تتكرر في غيرِها من السور كالاتسفزاز (استفزز، يستفزونك) هل اختيار أو انتقاء الألفاظ هذه يعكس جو الّذي كان واقع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أثناء نزول السّورة وأنه يلاقي من المشركين استفزازاً فناسب اختيار هذه الألفاظ؟ نرجو التوضيح جزاكم الله خيراً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً شكراً على هذه الأسئلة الدّقيقة يا أخ نايف. هل نكمل الأسئلة يا دكتور برأيك أو عندك[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] لو أردنا نتحدّث قليلاً عن سورة الإسراء.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضل.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] في سورة الإسراء مجموعة من التوجيهات الّتي تعتبر من التوجيهات المهمة جدّاً في ديننا، بل ورد في بعض الآثار أنها في الإنجيل أيْضاً؛ لأنّها توجيهات عامة من قوله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ}[/FONT][FONT=&quot] وقوله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ}[/FONT][FONT=&quot] وقوله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ}[/FONT][FONT=&quot] وقوله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى}[/FONT][FONT=&quot] إلى أن قال سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا {38}}[/FONT][FONT=&quot] هذه الوصايا العشر جاء مثلُها في سورة الأنعام وهي من الأُصول الّتي تُبَيِّن اهتمام هذا الدّين بالضّوابط العامّة لصلاح البشريّة سواءً في تعامل الإنسان مع الدّوائر القريبة جدّاً: الوالدين، دائرة الأرحام، دائرة الإنسانيّة، قضيّة التعامل في النّواحي الماليّة كيف أتعامل؟ هذه أصول مهمّة جدّاً التعامل مع الوالدين، التعامل مع الأقارب، التعامل في قضية النّواحي الماليّة والاقتصاد {لا تُسْرِفْ} {وَلا تُبَذِّرْ} {لا تَبْسُط يَدَكَ} {ولآ تَجْعَلْها مَغْلولةً إلى عُنُقك} التحريم تحريم قتل النّفس بغير حقّ، إقامة الوزن والقسط وهذه من الآيات العشر.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وكيف يُلاحظ يا دكتور فيها مزج الأخلاق بالعقائد يعني [/FONT][FONT=&quot]{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ} [/FONT][FONT=&quot]هذا توحيد ثمّ قال: [/FONT][FONT=&quot]{وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [/FONT][FONT=&quot]هذا في الأخلاق، وبعض النّاس يُفَرِّق يا دكتور عيسى بين الأخلاق وبين العقائد، ويظنّ أنَّ الإسلام يُفَرِّق بينها فبإمكانك أن تكون مسلماً موحِّداً ولكنّك سيِّئ الخُلُق نقول: في القرآن الكريم لو رأيتَ امتزاج الأخلاق في العقائد لوجدتَ أنها لا تنفكّ عن بعضِها البعض؛ لذلك قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "وبِبَيْتٍ في رَبَضِ الجَنَّة لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُه". الأخت أم ليان من السعودية رجعت إلينا يا دكتور عيسى معذرةً[/FONT]
[FONT=&quot]تفضلي يا أم ليان.[/FONT]
[FONT=&quot]أم ليان:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم يا شيخ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]وعليكم السلام.[/FONT]
[FONT=&quot]أم ليان:[/FONT][FONT=&quot] لو سمحت الآية السابعة من سورة الإسراء ما المقصود بوعد الآخرة؟ االآية 36 من سورة الإسراء طبعاً هذه الآية سورة عظيمة جدّاً ومخيفة عندما يقول الله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَلاَ تَقْفُ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً {36}}[/FONT][FONT=&quot] كيف يكون سؤال الفؤاد؟ هل تلحق هذه الآية بآية البقرة (إن تبدوا ما في أنفسكم يحاسبكم به الله)؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً جزيلاً لك. نستأذنك يا دكتور عيسى في عرضِ كتاب هذه الحلقة ثمّ نعود لك وللإخوة المشاهدين انتظرونا أيُّها الإخوة بعد الاطِّلاع على هذا الكتاب.[/FONT]
[FONT=&quot]**************************[/FONT]
[FONT=&quot]فاصل: التعريف بكتاب[/FONT]
[FONT=&quot]"جامِعُ البيان في تأويلِ آيِ القرآن" [/FONT]
[FONT=&quot]وهو التفسيرُ المَشْهورُ بتفسير الطبري ومُؤلِّفُهُ هو الإمامُ المجتهد العلاّمة أبو جعفر محمّد بن جرير الطّبري، المُتَوَفّى سنةَ ثلاثِ مِئة وعشرة للهجرة، وقد استغرق تأليفُ كتابه هذا بِضْعَ سنوات. وهو أنفَسُ كتبِ التّفسير وأوْثَقُها وأهَمُّها على الإطلاق، وقد جمع فيه مُؤلِّفُهُ بين العنايةِ بأقوالِ السّلف وآثارهم في التّفسير، وبين الدِّرايةِ والاختيارِ والتّرجيح، والتّفسير اللُّغَوي للمفردات القرآنيّة، فجاء جامعاً بين التفسيرِ بالمأثور والاجتهادِ والرَّأيِ المحمود، ومَن يقرأُهُ بعنايةٍ وتأمُّل سيجدُهُ مدرسَةً متكامِلَةً في تعليمِ تفسيرِ القرآنِ الكريم.[/FONT]
[FONT=&quot]وقد طُبِعَ هذا التفسيرُ النّفيس عِدَّةَ طبعات أجوَدُها وأكْمَلُها هي الطّبعةُ الأخيرة الّتي صدرت بتحقيق معالي الدّكتور: عبد الله بن عبد المحسن التّركي، بالتعاون مع مركز البحوثِ والدِّراسات العربيّةِ والإسلاميّة بدارِ هَجَر بالقاهرة عامَ ألفٍ وَأربَعِ مِئة واثنين وعشرينَ للهجرة، وقد خرج في ستةٍ وعشرين مجلَّداً، كما صدرت له طبعةٌ ناقصة بتحقيق العلاّمة محمود محمد شاكر، وأخيه أحمد رحمهما الله، ولم تكتمل.[/FONT]
[FONT=&quot]رحم الله العلاّمة محمد بن جرير الطبري، وجزاه عن الإسلامِ خيراً على تصنيفِهِ لهذا الكتاب.[/FONT]
[FONT=&quot]******************************** [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مرحبًا بكم أيّها الإخوةُ المشاهدون الكرام مرةً أخرى في برنامجكم التفسير المباشر، وأكرِّر التّرحيب معكم بضيفنا في هذه الحلقة فضيلة الشيخ الدّكتور عيسى بن علي الدريبي، الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود، المتخصص في الدِّراسات القرآنيّة ومدير مكتب الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم بمدينة الرياض، مرحباً بكم يا أبا عبد المحسن مرة أخرى. حياكم الله. كنا في الحديث عن قوله سبحانه وتعالى في سورة الإسراء الحديث عن بني إسرائيل، وهناك موضوع لا أُريد الحقيقة أن نتجاوز سورة الإسراء يا دكتور قبل ان نتناوله وهو الحديث عن القرآن الكريم في سورة الإسراء يعني في قوله [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}[/FONT][FONT=&quot] وفي قوله [/FONT][FONT=&quot]{قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا {88}}[/FONT][FONT=&quot]، [/FONT][FONT=&quot]{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ} [/FONT][FONT=&quot]يعني لماذا هذا التّكرار؟ ولماذا إظهار هذه المكانة للقرآن في هذه السّورة بالذّات؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] القرآن أخي الكريم والإخوة المشاهدين والمشاهدات هداية وهذه الآية قد تحدّثنا عنها في حلقة سابقة تُلَخِّص هدف القرآن [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا {9}}[/FONT][FONT=&quot] وفي هذه السّورة حديث كبير جدّاً عن القرآن الكريم، وهو مرتبط بالحديث عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الرّبط بينهما واضح، وقد وصف الله عزّ وجلّ كتابه الكريم في غير ما آية بعِدّة أوصاف منها هذا الوصف [/FONT][FONT=&quot]{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا {82}}[/FONT][FONT=&quot] الشفاء.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] منها نجيب على سؤال الأخ نايف بالمرة يعني؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] نعم، (من) هنا بيانية أسئلة الأخ نايف أسئلة دقيقة يدل على أنه شخص متخصّص.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هو جزاه الله خيراً يُثري حلقاتنا دائماً بأسئلته الدّقيقة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT][FONT=&quot] فهو لو عنده إجابة أكثر ممكن يفيدنا فيها جزاه الله خيراً. (من) هنا بيانية[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}[/FONT][FONT=&quot] الشفاء المعنوي الشفاء من الأمراض، الشفاء من أمراض الحسد والعين والمسّ والسحر، وهذه الأمراض للأسف تفتك بكثير من الناس خاصّةً من النّساء لضعفهنّ وأحياناً لتلفتهنّ عن الذّكر أو غير ذلك؛ ولهذا من أوائل ما يُعالَجُ به الشخص الّذي فيه داء هو القرآن الكريم، فالله عزّ وجلّ قد وعد بذلك [/FONT][FONT=&quot]{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء}[/FONT][FONT=&quot] من [/FONT][FONT=&quot]هذا المرض، والشفاء كذلك من أمراض الشبهات حينما يقرأ الإنسان القرآن الكريم ويرى دلائل الله في هذا الكون، وأنّها تدلّ على أنّه سبحانه وتعالى واحد [/FONT][FONT=&quot]{شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}[/FONT][FONT=&quot] ثمّ الله سبحانه وتعالى حتى في أثناءِ الحديث عن كتابِهِ الكريم بيَّن أنّ هذا القرآن كتاب لا يمكن لأيّ بشرٍ أن يتحدّاه [/FONT][FONT=&quot]{قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا {88}}[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة ظاهرة التّحدّي.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] واضحة، والعلماء يروْن هذه من أكبر آيات التّحدّي، التّحدّي بالقرآنِ كاملاً، والله عزّ وجلّ تحدّث عن كتابه الكريم أنّه أيْضاً جعل فيه [/FONT][FONT=&quot]{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا {89}}[/FONT][FONT=&quot] في سورة الكهف [/FONT][FONT=&quot]{وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا {54}}.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة نريد أن نتحدّث يا دكتور أيْضاً قبل أن الربط بين سورة الإسراء وبين سورة الكهف يعني: هل هناك بينهما علاقة باعتبارهما يعني وراء بعض؟ لكن قبل ذلك نريد أن نأخذ اتّصال من الأخ، تفضل يا أخي العزيز الأخ عتيق من السعودية تفضل [/FONT]
[FONT=&quot]عتيق[/FONT][FONT=&quot]: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] والشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]عتيق[/FONT][FONT=&quot]: شكر الله لكم جهودكم وبارك الله فيكم وفي أوقاتكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وفيك.[/FONT]
[FONT=&quot]عتيق[/FONT][FONT=&quot]: شيخ فقط فيه تعقيب بسيط.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضل.[/FONT]
[FONT=&quot]عتيق[/FONT][FONT=&quot]: أجبتم الأخ عبد الله الّذي كلّمكم عن طريق الجوال وبارك الله فيكم فيه جزئيّة حينما يقول الخضر عليه السّلام [/FONT][FONT=&quot]{فَخَشِينَا} [/FONT][FONT=&quot]ثمّ يقول له ولمن أمره فهنا الخشية قد تكون للتعظيم فقط له هو يعني ليس لله عزّ وجلّ الّتي هي خشية، والله سبحانه وتعالى لا يخشى أحداً قد يكون من باب التعظيم كقول العلماء مثلاً: تكلّمنا في المسألة الفلانية، وألّفنا قد تكون من باب التّعظيم أليس كذلك؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جيد، هل لديك سؤال يا أخ عتيق أو شيء؟[/FONT]
[FONT=&quot]عتيق[/FONT][FONT=&quot]: لا، فقط هذا التّعقيب الّذي أشكل عليّ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لا، لا، تعقيبك في مكانه وهو تعقيب دقيق.[/FONT]
[FONT=&quot]عتيق[/FONT][FONT=&quot]: بارك الله فيكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً.[/FONT]
[FONT=&quot]عتيق[/FONT][FONT=&quot]: وغفر الله لكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة كلامه دقيق ملْحَظٌ في محلّه "فخشينا" يعود على هذا الرّجل يمكن تعظيم لهذا الموضوع لخطورته فقال [/FONT][FONT=&quot]{فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا} [/FONT][FONT=&quot]فعلاً لا يصلح أن يكون الله سبحانه وتعالى يخشى وهذا فعلاً تعقيب دقيق جدّاً وشكر الله له وهذا من مزايا التّفسير المباشر أن يكون فيه هذا الاستدراك [/FONT]
[FONT=&quot]د: عيسى:[/FONT][FONT=&quot] من أن يكون ممّن لديهم من درر العلم أفضل منه. [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ونحن لا نشكّ أنّ هناك ممَّن يسمعُنا مَن هو أعلم منّا لكن قد يكون المفضول أو الفاضل موجود مَن هو أفضل منه. هنا سؤال يا دكتور قبل أن ننتقل في الحديث عن الارتباط بين سورة الكهف وبين سورة الإسراء هل بينهما ارتباط برأيك؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] هنالك ارتباط واضح جدّاً بشكل مباشر وهو لو أنَّ الإخوة المشاهدون والمشاهدات يفتحون معنا المصحف الآن أو الّذين يحفظوا هاتين السّورتين ينظرون إلى آخر آية في سورة الإسراء [/FONT][FONT=&quot]{ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا {111}}[/FONT][FONT=&quot] افتُتِحَت السورة الّتي بعدها بالاستجابة [/FONT][FONT=&quot]{الْحَمْدُ لِلَّهِ}[/FONT][FONT=&quot] هذا ارتباطٌ واضح ذكر الإمام البقاعي في "نظم الدُّرر" .[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل، ارتباط لفظي حتى.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] وارتباط أيْضاً من حيث المعنى أنَّ سورة الإسراء سورة الكهف من المحاور الرّئيسة العواصم من الفتن، وفي سورة الإسراء ذكر الله عزّ وجلّ القرآن والحديث عن القرآن هو أكبر عاصم من الفتن؛ ولهذا جاء في فضلِ سورةِ الكهف في حديث أبي الدّرداء رضي الله عنه أنّ مَن قرأ أو مَن حفظ عشر آيات من أوائل سورة الكهف عُصِمَ من الدّجّال. وفي رواية من أواخر سورة الكهف، فهي تعصم من الدّجّال فكيف بالقرآنِ كُلِّهِ والحديث الّذي دار عنه في سورة الإسراء؟!.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل، هذا ارتباطٌ دقيق جدّاً وواضح فعلاً أضِف إلى ذلك أنّه كما ذكرت في حديث ابن مسعود أنّه من أوائل ما نزل على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأنّه رَتَّبَها على النّحو الّذي رُتِّبَت عليه في المصحف.[/FONT]
[FONT=&quot]سؤال عن الآية رقم 7 من سورة الإسراء يا دكتور عيسى، وهي قوله سبحانه وتعالى في أوّلِ السّورة [/FONT][FONT=&quot]{إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ}[/FONT][FONT=&quot] فيسأل عن المقصود بوعد الآخرة ويبدو أنّك تحدّثت عنها قبل قليل.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] يعني المقصود بها والله أعلم هناك مَن يرى أنَّ الآخرة ليس الآخرة الآخرة هنا المقصود به الوعد الثاني؛ لأنّ هنالك وعدان لبني إسرائيل في إنزال العذاب بهم والله أعلم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الأخ وليد من الأردن سأل عن الآية 25 من سورة الإسراء وهي قوله سبحانه وتعالى: [/FONT][FONT=&quot]{رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا {25}}[/FONT][FONT=&quot] يعني جاء بها بعد الحديث عن آيات البر [/FONT][FONT=&quot]{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} {23} وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ}[/FONT][FONT=&quot] ثمّ قال [/FONT][FONT=&quot]{رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ} [/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] هذا واضح في أنّه مَن يكون يريد لنفسه الصّلاح فالله عز وجل يغفر له [/FONT][FONT=&quot]{رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا[/FONT][FONT=&quot]}[/FONT][FONT=&quot] والأوّاب هذه صيغة مبالغة الّذي يكثر من الأوبة والرّجوع لله عزّ وجلّ الأواب كثير الرّجوع إلى الله عزّ وجلّ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يلفت نظري يا دكتور وتنبيه للإخوة المشاهدين في قوله [/FONT][FONT=&quot]{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ} [/FONT][FONT=&quot]وقضى بمعنى حَكَمَ وألْزَمَ، ثمّ قال [/FONT][FONT=&quot]{وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}[/FONT][FONT=&quot] ثمّ ذكر معاً [/FONT][FONT=&quot]{إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ}[/FONT][FONT=&quot] يعني إذا بلغ أحدُ الوالدينِ سنّاً كبيرةً عندك أحدهما أو كلاهما إمّا الأب أو الأُمّ أو كلاهما [/FONT][FONT=&quot]{فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا {23} [/FONT][FONT=&quot]النّهي هنا عن قول (أُفّ) يستشهد به العلماء ويحتجّون قياس الأوْلى من باب أوْلى يعني إذا كان قد نهى عن أدنى درجات الإساءة وهي أن تقول لهما (أفّ) فمن بابِ أوْلى ما فوقها، لكن قد يستشكل بعضهم يقول: هل هذا مقصورٌ على إذا بلغ الوالدين أحدهما أو كلاهما كبر بمعنى أنّه يجوز لي أن أتأفف بالوالدين وهما شباب وهما في سنِّ الشّباب؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] هذا المفهوم غير وارد؛ لكن لأنّه هذا غالباً يحصل في حال الكِبَر وهذا نلاحظه في الحياة العاميّة كبر الوالد أو الوالدة، كِبَر السِنِّ يستدعي من الولد من الابن أو البنت الصبر والاحتساب، بل تذَكُّر العكس تذكُّر الحال السّابقة حينما كان هو صغيراً ويصبروا عليه، وإلاّ قد يصبر بعضنا على والديه رجاء موتهما كما يُقال في الأمثال، وهما بالعكس يصبران عليك رجاء حياتك، نسأل الله أن يغفر لنا تقصيرنا في حقّ والدينا.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أذكر رحم الله الشيخ الطّنطاوي في مقالةٍ جميلةٍ له قال: مَن كان يظنُّ أنّه يحبّ أباه وأُمَّه كما يحبّه أبوه وأمّه فهو كاذب.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] صحيح.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الأب والأُمّ يحبّان الولد أكثر من محبّة الولد للابن ولذلك أُمِرَ ببرِّهما ولم يُؤْمَرا بالعنايةِ به.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ نايف سأل ثلاثة أسئلة أما السؤال الأول فقد أجبت عنه وهو [/FONT][FONT=&quot]{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء} [/FONT][FONT=&quot]وقلت أنّ (من) هنا بيانية ليست تبعيضيّة. [/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] ربما يصح أن تكون تبعيضيّة والله أعلم في أنّ هنالك بعض الآيات والسور كما يعرف الأخ نايف والإخوة المشاهدون في علاج بعض الأمراض في قضية العين وفي السحر خاصّةً ورد فيها آثار أو ورد فيها عن آثار السلف.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] سأل عن قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا {97}}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يقول كيف يستقيم هذا وهو يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الزخرف [/FONT][FONT=&quot]{لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ}[/FONT][FONT=&quot] فيقول ما معنى خبت هنا؟ وخبت معناها ضَعُفَت.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{كُلَّمَا خَبَتْ}[/FONT][FONT=&quot] يعني كلّما خبت في ظنّهم هم والله أعلم؛ لأنّ الله عزّ وجلّ قد ذكر في الآية الأخرى [/FONT][FONT=&quot]{لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ {75}}[/FONT][FONT=&quot] وفي آيةِ سورة النِّساء[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot](56)} [/FONT][FONT=&quot]فهو عذابٌ متجدد والعياذ بالله نسأل الله عزّ وجلّ أن يقينا وإياكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] سأل سؤالاً في الاستفزاز في سورة الإسراء قال [/FONT][FONT=&quot]{وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ} {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ}[/FONT][FONT=&quot] فتكرّرت كلمة الاستفزاز في السورة فيقول هل لها علاقة بوقت نزولها أو بالظروف الّتي نزلت فيها؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة هو سأل وأجاب الأخ نايف هذه اللفظة فعلاً تجعل الإنسان يعيش الجو الّذي نزلت فيه السورة وهو مرحلة تحدّي، ومرحلة استفزاز المشركين للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولهذا جاءت هذه الآية لتُثَبِّت فؤاده صلّى الله عليه وسلّم، بل وعده الله عزّ وجلّ قال [/FONT][FONT=&quot]{وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً {73}}[/FONT][FONT=&quot] الأولى [/FONT][FONT=&quot]وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً {74}}[/FONT][FONT=&quot] فجو السورة هو فعلاً جو استفزازي ولهذا هذه الألفاظ الدقيقة التي أشار إليها الأخ نايف وهي إشارة طالب علم فعلاً تعيش بنا في جو السورة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأيْضاً ألفاظ السورة يا دكتور عيسى لو تأمَّلَها المتأمِّل وأسلوبها حتى وذكر هو قال لم ترد إلا في هذه السورة، بل إنَّ لكلِّ سورةٍ من سور القرآن الكريم شخصيّتها الواضحة يعني مثلاً لو تتأمّل سورة الإسراء فيها هذا العنف في الرّدّ على هؤلاء المشركين الّذين كَذَّبوا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وسخِروا منه واستهزَأوا به عندما ذكر لهم هذه الحادثة العظيمة. ثمّ أنّك لو تأمّلت هذه الحادثة العظيمة، وهي حادثة الإسراء لوجدت أنّها كانت فاصلة في تاريخ الإسلام، فالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد أُسْرِيَ به وكان بعد وفاةِ زوجته، كان في حالةٍ من الانكسار عليه الصّلاةُ والسّلام، فجاءت حادثةُ الإسراء؛ لتُقَوّيه عليه الصّلاة والسّلام، ثمّ فُرِضَت فيها هذه الصلاة، الصلوات الخمس فُرِضَت فيها خمسين ثمّ خُفِّفَت إلى خمس ببركة استشارة موسى عليه السّلام ثمّ لمّا رجع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وكذّبته قريش فنزلت هذه السّورة للرّدّ وتثبيت قلب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فهذه تُلاحَظ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] أيْضاً أخي الكريم حتى في الآيات الّتي ذكر الله عزّ وجلّ عنها فيها تعنّت المشركين أو قال هناك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعاً أو تُسقِط السّماء أو يكون لك بيتٌ من زخرف، الله عزّ وجلّ ردّ عليهم ردّاً قويّاً {[/FONT][FONT=&quot]قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً {93}}[/FONT][FONT=&quot] هذه ليست من مهمّة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ليس باستطاعته أن يأتي بمثل هذه الأشياء، ويكفي أنّه جاء في الآية الّتي سبقها [/FONT][FONT=&quot]{قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا {88}}.[/FONT][FONT=&quot] هناك ملمح لطيف في قوله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ} [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لعلّنا نختم به فالوقت قد انتهى.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] هنا ذكر الله عزّ وجلّ صرّفنا للنّاس، وفي الآيات في سورة الكهف لم يذكر كلمة النّاس، قال العلماء أنّ هنا في تحدّي، والتّحدّي موجَّه للنّاس مباشرةً فناسب أن يأتِيَ بهذا اللّفظ؛ لِيُؤكِّدَ التّحدّي في القرآن الكريم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك يا دكتور عيسى. في نهاية هذا اللّقاء أيّها الإخوة المشاهدون أشكر الله سبحانه وتعالى الّذي هيَّأ ويسَّر، وأشكر باسمكم ضيفنا في هذا اللّقاء فضيلة الشيخ الدّكتور عيسى بن علي الدريبي، الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود، والمتخصّص في الدّراسات القرآنيّة، والمدير العام في مكتب الهيئة العلمية في تحفيظ القرآن الكريم بمدينة الرياض، شكر الله لكم يا دكتور عيسى.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عيسى:[/FONT][FONT=&quot] شكر الله لنا ولكم وأسأل الله أن يغفر لنا وأن يوفقنا وإياكم والإخوة المشاهدين وأن يتقبّل منّا ومنكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] اللهمّ آمين، وأشكركم أنتم، وأستودعكم الله على أمل اللّقاء بكم غداً إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
‫التفسير المباشر (1429) الحلقة (15) الجزء الخامس عشر‬‎ - YouTube

[FONT=&quot][/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
[FONT=&quot]التفسير المباشر[/FONT]
[FONT=&quot]الحلقة السادسة عشرة[/FONT]
[FONT=&quot]16-9-1429هـ[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمدُ للهِ رَبِّ العالَمين، وصلّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على سيِّدِنا ونبيِّنا محمّد وعلى آلِهِ وصحبه أجمعين.[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الحمد لله الّذي بنعمته تتمُّ الصّالحات، وببركةِ عوْنِهِ وتوفيقه تتكاملُ الأعمالُ والحسنات، فله الحمدُ واجباً، ولهُ الدّينُ واصِباً.[/FONT]
[FONT=&quot]اليوم أيُّها الإخوةُ المشاهدون هو اليوم السّادس عشر من أيّامِ شهر رمضان المبارك من عام تسعةٍ وعشرين وأربعِ مِئةٍ وألف، وحديثُنا هذا اليوم بإذن الله تعالى سيكونُ حولَ الجزءِ السّادس عشر من أجزءِ القرآنِ الكريم، ويبدأ من الآية الخامسة والسّبعين من سورة الكهف مع سورةِ مريم حتى نهاية سورة طه.[/FONT]
[FONT=&quot]قبل أن أعرِضَ الموضوعات الّتي تناوَلَها هذا الجزء أُريد أن أُذَكِّرَكم أيُّها الإخوة المشاهدون بأرقام الهواتف الّتي يمكنكم أن تتواصلوا عن طريقها من داخل السعودية ( 012085444 ) أو ( 014459666 ) ورقم الهاتف الجوال لِمَن أراد أن يُراسلنا بأسئلة واستدراكاتنا ونحوها ( 0532277111 ) .[/FONT]
[FONT=&quot]أبرزُ الموضوعات الّتي تناولَها الجزء السّادس عشر:[/FONT]
· [FONT=&quot]نهاية قصّة موسى عليه الصّلاةُ والسّلام مع الخضر وما فيها من العِبَر.[/FONT]
· [FONT=&quot]ثمّ قصّة المَلِك الصّالح ذي القرنين.[/FONT]
· [FONT=&quot]ثمّ خُتِمَت السّورة بالحديث عن يوم القيامةِ وأحوال الكافرين والمؤمنين في الآخرة.[/FONT]
[FONT=&quot]أمّا سورةُ مريم:[/FONT]
· [FONT=&quot]فتدور حول رحمةِ الله لخلقه.[/FONT]
· [FONT=&quot]ومسائلِ التوحيدِ والإيمانِ بوجودِ اللهِ تعالى ووحدانيَّتِهِ، وبيانِ منهج المُهتَدين، ومنهج الضّالّين.[/FONT]
[FONT=&quot]وأمّا سورةُ طه فقد تناولت موضوعَ:[/FONT]
· [FONT=&quot]توحيدِ الله والنُّبَوّة والبعث والنّشور.[/FONT]
· [FONT=&quot]وتنزيل الكتب السَّماويّة على الأنبياء عليهم الصّلاةُ والسّلام.[/FONT]
[FONT=&quot]هذه هي أبرز الموضوعات الّتي تناولتها سوَرُ هذا الجزء وهي طه، ومريم، وجزءٌ من سورة الكهف.[/FONT]
[FONT=&quot]يسعدني في بدايةِ هذا اللّقاء القرآني الّذي أسألُ الله سبحانه وتعالى أن يجعلَهُ خالِصاً لوجهه، وأن يجعلَهُ عَوْناً على فَهْمِ كتابه، يسعدُني أن أُرَحِّب بأخي الكريم ضيف هذا اللّقاء فضيلة الشيخ الدّكتور إبراهيم بن صالح الحميضي، الأستاذ المساعد بجامعة القصيم، والمُتَخَصِّص بالدّراسات القرآنيّة، وعضو مجلس إدارة الجمعيّة العلميّة السّعوديّة للقرآن الكريم وعلومه، فحيّاكَ الله يا أبا سلمان في هذا اللّقاء.[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيّيكم ويبارك فيكم، وأشكر لكم هذه الاستضافة، وأشكر لقناة دليل اهتمامَها بـتفسير القرآن الكريم في هذا الشّهر شهر القرآن.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك يا دكتور إبراهيم وحياك الله.[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وأستأذنك في أن أُنَبِّه في لقاء الأمس وردَنا سؤال من أحد المتّصِلين وهو الأخ عبد الله فيما أذكر سأَلَنا عن لَفْتةٍ بلاغيّة في الحقيقة في قوله سبحانه وتعالى في قصّةِ موسى عليه الصّلاةُ والسّلام مع الخَضِر، وهي قوله عندما رَكِبَ السّفينة، وعندما بدأ يُبَيِّن لموسى عليه الصّلاةُ والسّلام أسرار تلك التصَرُّفات الّتي استغربها موسى عليه الصّلاةُ والسّلام فقال عندما بيّن له أمرَ السّفينة قال: {[/FONT][FONT=&quot]أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا[/FONT][FONT=&quot]}، {[/FONT][FONT=&quot]وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا {80} فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا {81}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ[/FONT][FONT=&quot]}[/FONT][FONT=&quot] المفسِّرون يا دكتور إبراهيم دائماً يقولون [/FONT][FONT=&quot]{فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا[/FONT][FONT=&quot]}[/FONT][FONT=&quot] نسب العيب إلى نفسه، ولم ينسبُهُ إلى الله سبحانه وتعالى هو الّذي أمره به؛ تَأَدُّباً مع الله سبحانه وتعالى بأن لا ينسِبَ إليهِ العَيْب والإفساد في ظاهره.[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] وإن كان الله الّذي أمر به.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهو الّذي أمر الله به سبحانه وتعالى لكن هذا تأَدُّب في الخطاب مع الله. وأمّا قوله: [/FONT][FONT=&quot]{فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا}[/FONT][FONT=&quot] في قضيّة بناء الجدار، فهذه أيْضاً في أنّه نسب هذا الفعل في أنّه فعلُ بِرٍّ ظاهر إلى الله سبحانه وتعالى؛ كما أنَّ الإحاطة بنشأةِ هذَيْنِ الغُلامَيْن، وأن يحصُلَا على الكنز أمراً ليس في يدِ الخَضِر، وإنَّما هو بيدِ الله سبحانه وتعالى الّذي هو أعلمُ بهما. لكن السُّؤال كان: لماذا عبّر الله فقال هنا [/FONT][FONT=&quot]{فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا}[/FONT][FONT=&quot] قال: لماذا عبَّرَ بنون الدّالّة على الفاعلين وهو مُفرد؟ والأخ استعجلَنا في الحقيقة في الجواب، فأنا بادَرْتُ -وأنا وقعتُ الحقيقة في خطأ، وأُنَبِّهُ دائماً عليه ووقعتُ فيما أُنَبِّهُ عليه- لأنَّ الحديث عن كتابِ الله سبحانه وتعالى ليس بالعجلة، والعجلة ليس لها موضع في مثلِ هذه الأجوبة، ولكن الّذي يُخَفِّف الأمر هو أنَّ مثل هذه اللّطائف البلاغيّة هي اجتهاديّة، ولا يستطيع أحدٌ من المفسِّرين أن يجزم بأنَّ ما ذهب إليه من هذا التوجيه البلاغي، أو الاستنباط أنّه هو الصّحيح الّذي لا يصِحُّ غيره، وإنّما هي اجتهادات؛ حتى القول في قوله [/FONT][FONT=&quot]{فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا[/FONT][FONT=&quot]}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{فَأَرَادَ رَبُّكَ} [/FONT][FONT=&quot]أنها[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]من أجل هذه العِلَّة أيْضاً قد يُخالَف فيها، لكن.[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT][FONT=&quot] وهم يشيرون إلى ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بالضّبط؛ لأنّ هذه استنباطات يختلف فيها وجهات النّظر وهي مجال للتّدَبُّر، فأنا قلت للأخ [/FONT][FONT=&quot]{فَأَرَدْنَا}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{فَخَشِينَا} [/FONT][FONT=&quot]كأنّه يُشيرُ إلى نفسه الذي هو الخضر ويشيرُ إلى مَن أمره بذلك، فجاءنا أحد الإخوة الفضلاء – حفظه الله – اسمه عتيق وأنا أشكره أنه استدرك الجواب قال: يا شيخ عبد الرّحمن أنت قلت [/FONT][FONT=&quot]{فَخَشِينَا} [/FONT][FONT=&quot]له ولمن أمره، فالله سبحانه وتعالى لا تُنْسَبُ إليه الخشية، مع العجلة ما فصّلنا في الموضوع، وأنا أُريد أن أقول: [/FONT][FONT=&quot]{فَخَشِينَا} [/FONT][FONT=&quot]هذه الآية ليست على بابِها؛ لأنَّ الخشية تأتي بمعنى العلم، والخشية تأتي بمعنى الإشفاق والرّحمة، وذكر أبو عُبَيْدة معنًى قال: [/FONT][FONT=&quot]{فَخَشِينَا}[/FONT][FONT=&quot] في هذا الموضع بمعنى كرِهنا، فعلى هذا يصِحُّ هذا التّوجيه الّذي ذكرتُهُ. وابن عاشور يقول: أنّها [/FONT][FONT=&quot]{فَخَشِينَا} {فَأَرَدْنَا}[/FONT][FONT=&quot] للإشارة إلى أنّهُ –أو عفواً الرّازي– قال: إشارةٌ إلى نفسه، وقد أشار إليها بالتّعظيم للإشارةِ إلى أنّه ما أتى بهذا الفعل وهو القتل إلاّ عن علم، وعن معرفة، وعن وحيٍ أوحاه الله إليه.[/FONT]
[FONT=&quot]وعلى كُلِّ حال الّذي استفدْتُهُ من مثلِ هذا الموقف أنّني أُحِبّ أن أشْكُر الإخوة المشاهدين الّذينَ يُتابِعون عبر هذه الشّاشة، وأن أُؤكِّد يا دكتور إبراهيم دائماً والإخوة الزملاء والّذين هم أعلمُ منّا بما نتكلَّم عنه وراء الشّاشة، أشكرهم وأطلبُ منهم إذا سمعوا ما يُخالف أو ما يُسْتَدْرَك عليه، أو ممكن أن يُثري الموضوع أكثر فيمكنهم التّواصل معنا عبرَ الهاتف، أو رسالة عبرَ الهاتف الجوّال، ونحن أسعد ما نكون بالرّجوعِ إلى الصّواب والحقّ، فنحن ما تَصَدَّيْنا لهذا؛ لأنّنا بكلِّ شيْءٍ عالِمين، وإنَّما نحن نتدارس ونتناقش في مثل هذه القضايا، خاصّةً في مثلِ هذه القضايا الاجتهاديّة الّتي تتَّسِع فيها وِجْهات النّظر.[/FONT]
[FONT=&quot]اليوم معنا يا دكتور إبراهيم قصة الملِك الصّالح ذي القرنين في نهاية سورة الكهف، ومعنا سورة مريم ومعنا سورة طه. أريد يا دكتور إبراهيم في بداية هذا اللّقاء كمدخل أن نتحدّث عن موضوع سورة مريم، وموضوع سورة طه، وكيف نربط هذه السّور مع بعضِها مع الكهف؛ كمدخل لهذا اللّقاء.[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرّحمن الرّحيم، الحمدُ للهِ رَبِّ العالَمين، وصلّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين، أمّا بعد. بداية الجزء السّادس عشر هو إكمال لِقِصّة موسى والخَضِر، وهنا نُنَبِّه الإخوة المشاهدين إلى أنّ تقسيم أجزاء القرآن لم يُبْنَ على المعاني، وإنَّما هو مَبْنِيٌّ على عَدّ الحروف والكلمات؛ ولذلك ينبغي للدّارس للقرآن الكريم أو الحافظ أو المتعلِّم، أن لا يتقيَّد بهذه الأجزاء والأحزاب، وإنَّما يُراعي المعاني، فإذا كان نهاية الجزء مرتبِطاً بأوَّلِ الجزء الّذي بعده يُكمِل وهكذا، يعني لا يقف سواءً في القراءة أو في المدارسة على نهاية الجزء إذا كان مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بما بعده.[/FONT]
[FONT=&quot]في نهاية هذه السّورة الكريمة المكيّة ذكر الله عزّ وجلّ قصّة الملِك الصّالح ذو القرنين وهو على الرّاجح أنّه ليس بنبيّ، وإنَّما هو مَلِكٌ عظيم مَلَكَ الأرض جميعاً، وهو أحد الملوك الأربعة، وأحد المَلِكَيْن المسلِمَيْن الَّذَيْنِ مَلَكا الأَرْضَ جميعاً هو وسليمان عليه السّلام؛ كما في بعض كتب التاريخ. انطلق إلى جهةِ المغرب، ثمّ وجد قوماً، وبيَّن لهم أنَّ مَن آمن وعملَ صالحاً فلهُ جزاءً الحُسْنى، وأنَّ مَن كفر وأعرض فإنَّ له العذاب في الدّنيا والآخرة، ثمّ انطلق إلى مَطْلِع الشّمس ووجدها تطلُعُ على قوْمٍ ليس لهم سترٌ يُكِنُّهم منها، ثمّ وجد قوماً استغاثوا به أن يجعل بينهم وبين يأجوج ومأجوج فهم أُمَّةٌ عظيمة من بني آدم سدّاً يحجزهم عنهم لكي لا يُؤذوهم ويفسدوا في الأرض؛ فاستجاب وبنى هذا السّدّ العظيم.[/FONT]
[FONT=&quot]في نهاية السّورة ذكر الله عزّ وجلّ بعض مشاهد القيامة، ثمّ بيَّن مظهراً من مظاهر عظمته العظيمة سبحانه وتعالى يقول[/FONT][FONT=&quot] {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ}[/FONT][FONT=&quot] لو كان ماءُ البحر والبحار جميعاً حِبْراً، ثمّ كُتِبَت به كلماتُ الله عزّ وجلّ لَنَفِدَت هذه البحار ولو جئنا بمثلها مَدداً؛ كما قال الله تعالى في سورة لقمان [/FONT][FONT=&quot]{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {27}}.[/FONT]
[FONT=&quot]سورة مريم سُمِّيَت بــ مريم عليها السّلام؛ لأنّها ذُكِرَت فيها هذ القصّة العجيبة، وهي وِلادة مريم عليها السّلام لـــعيسى من غيرِ أبٍ، وهي من القصص العجيبة. وهذه السّور المكيّة يذكر الله عزّ وجلّ فيها قصص الأنبياء؛ تسليةً للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ويُؤكِّد جوانب العقيدة، والإيمان بالبعث وقُدرة الله عزّ وجلّ. وتُلاحظ يا دكتور أنَّ القرآن المكّي أو السّور المكيّة هي أكثر بكثير من السّور المدنيّة من حيث العدد ومن حيث المقدار أيْضاً، وهذا يُنَبِّهُنا ويُنَبِّه الدُّعاة إلى الله عزّ وجلّ إلى أمرٍ مهمّ وهو الاعتناء بقضايا العقيدة والإيمان؛ لأنّه إذا صحّ الإيمان وصحّت العقيدة صحَّت الفروع والسّلوك والأحكام، والعكسُ بالعكس.[/FONT]
[FONT=&quot]ذكر الله عزّ وجلّ في بدايةِ سورة مريم من المثاني قصّة زكَرِيّا عليه السّلام وأنّه استغاث الله عزّ وجلّ وطلب أن يهبَ له غلاماً زكِيّا، ثمّ أيْضاً دعا مُتَذَلِّلاً مُتَخَشِّعاً بصوتٍ خاشِعٍ خَفِيٍّ مُتَذَلِّلاً لله عزّ وجلّ أن يهَبَ له غلاماً زكِيّاً يرِثُ منه النُّبُوَّةَ والعلم وليس المراد المال لأن الأنبياء لا يورَثون، فاستجاب الله عزّ وجلّ دعاء مع العلم أنّ هناك مانعين من الولادة في ذلك الوقت: أولاً أنّ امرأته كانت عاقراً عقيماً، ثمّ هو أيْضاً بلغ من الكِبَرِ عِتِيّاً، ولكنّ الله عزّ وجلّ أجاب دعاءَهُ، وذلك لأنّ هذا الأمر هيِّن على الله عزّ وجلّ. هيِّنٌ على الله لأنّه إذا أراد شيْءً قال له[/FONT][FONT=&quot] {كُن فَيَكُونُ}[/FONT][FONT=&quot]، ثمّ بعد ذلك رزقه الله عزّ وجلّ يحيى عليه السّلام وجعله نَبِيّاً.[/FONT]
[FONT=&quot]ذكر الله عزّ وجلّ بعد ذلك قصّة مريم العجيبة الّتي ثنّاها الله عزّ وجلّ في مواضع من القرآن الكريم، وأنَّهُ أرسلَ إليها بشراً وهو جبريل عليه السّلام، فنفخ في جيبِ دِرعِها، فحملت، فولدت عيسى عليه السلام من غير أبٍ وهذا من العجائب.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأذكر يا دكتور إبراهيم أنّ هذه السّورة من أوَّل ما نزل على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بدلالة قصّة المهاجرين للحبشة، أنَّهُ لمّا جاء عمرو بن العاص، ومعه رجل من قريش يُريدون أن يسترجعوا المهاجرين من الحبشة، فكان جعفر بن أبي طالب هناك والمهاجرين، وناداهم النّجاشي، وقال: ماذا تقولون في عيسى ابنُ مريم؟ لأنّه وَشَواْ به. فقالوا: ما نقول فيه إلاّ ما قال الله، ثمّ تلا عليه سورة مريم، فبكى النّجاشي وقال: ما زاد وما نقص على ما في التّوراة. قبل أن ندخل على سورة طه يا دكتور إبراهيم نأخذ الأخ عبد الله من السّعودِيّة تفضل يا أخ عبد الله[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] عليكم السّلام.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] أشكر لكم هذا البرنامج.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] حياك الله.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] عندي ثلاثة أسئلة لو سمحت. [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضل.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] بالنسبة لآخر سورة مريم آية 84 و 85 وآخر السِّياق في آية 95 أريد تفسير هذه الآيات والفرق بينهم؟ بالنّسبة لسورة طه مَن هو السّامِرِيّ؟ ومن هم أُولي النُّهى؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] معنا الأخ أبو شهد من السعودية تفضل.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو شهد: [/FONT][FONT=&quot]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو شهد:[/FONT][FONT=&quot] حيّاكم الله وتقبّل الله الشّهر منّا ومنكم إن شاء الله صالح الأعمال.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يرضى عليك، تفضل.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو شهد:[/FONT][FONT=&quot] الله يحفظك. يا شيخ عندي سؤال: الأنبياء ذُكِروا في آيات كثيرة لا يأتي لهم أبناء إلاّ بعد عمر طويل يعني إبراهيم عليه السلام أتاه [/FONT][FONT=&quot]{أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ}[الحجر:54][/FONT][FONT=&quot] وزكرِيّا أيْضاً، هل في سبب معيّن يعني؟ جزاكم الله خيراً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أحسنت هذه لفتة ممتازة جدّاً. هل ترى يا دكتور إبراهيم أن نُلْقي الضّوء على سورة طه قبل أن يدركنا الوقت ثمّ نكمل الأسئلة إن شئت.[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] نعم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني الآن موضوع سورة مريم يا دكتور [/FONT][FONT=&quot]{كهيعص {1} ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا {2}}[/FONT][FONT=&quot] ثمّ تلاحظ أنّ كلّ القصص الّتي جاءت بعدها تظهر فيها هذه الرّحمة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] بِلا شّك تكرَّرت كلمة الرّحمة عِدَّة مرّات في هذه السّورة، وأيْضاً لطف الله عزّ وجلّ بعبده زكَرِيّا، ثمّ بــمريم عليها السلام، ثمّ بـإبراهيم عليه السّلام الّتي ذُكِرَت قصَّتُهُ في هذه وتودّده إلى أبيه، ودعوته بالّلين، ولكن ذلك الأب قابل هذا اللّين بغاية القسوة والشِّدّة فقال[/FONT][FONT=&quot] {لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{46}}[/FONT][FONT=&quot] أيْضاً في نهاية السّورة [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا {96}}[/FONT][FONT=&quot] يعني سيكتب الله عزّ وجلّ لهم المحبّة والودّ في قلوب النّاس وإن لم يعرفوهم، وهذه من الفضائل المعجّلة في الدّنيا.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هذه من سورة مريم بالنّسبة لموضوعها، يعني يمكننا أن نقول أنَّ سورة مريم تتحدّثُ عن رحمةِ الله سبحانه وتعالى بخلقه.[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] لا شكّ هذا من المقاصد الكبيرة في هذه السّورة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وسورة طه برأيك؟. [/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] سورة طه أيْضاً من السّور المكيّة الّتي تخاطب في الغالب قوماً مشركين معرضين كافرين بالبعث، الله عزّ وجلّ بدأ بالحروف المقطّعة، طه ليس صحيحاً أنَّ هذا اسم من أسماءِ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أو من أسماء الله؛ كما في بعض الأقوال. ثمّ قال عزّ وجلّ [/FONT][FONT=&quot]{مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى {2} إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى {3} تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى {4} الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى {5} لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى {6} وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى {7} اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى {8}}[/FONT][FONT=&quot] انظر روعة المقاطع وجزالتها وعذوبتها وحلاوتها، وكأنّها نزلت السّاعة، تَهُزُّ القلوبَ هَزّاً وتزلزِلُ الجِبال.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أليست هذه السّورة هي سبب إسلام عمر بن الخطّاب رضي الله عنه؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] بلى ورد أنّها كانت سبب إسلامِهِ، وعموماً هذا القرآن العظيم كان سبباً لِإسلامِ الكثيرين من العربِ والعجم، وإنَّك لتعجب من قومٍ اشتغلوا بالإعجاز العددي وعدّ الحروف والكلمات وغير ذلك من أنواع الإعجاز الحادثة، وغفلوا عن هذا الإعجاز العظيم، الإعجاز البلاغي اللُّغَوي الّذي هو لُبُّ الإعجاز القرآني.[/FONT]
[FONT=&quot]ذكر الله عزّ وجلّ قصة موسى بتفاصيل كثيرة في هذه السّورة ولذلك سمّيَت سورة موسى، لأنَّ الله عزّ وجلّ فسّر وفصّل هذه القصّة في هذه السّورة أكثَرَ من غيرِها.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى {9}}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] نعم، ذكرها بالتّفاصيل وكيف دعا فرعون، وكيف هرب منه، ثمّ مكّن الله له وأغرق فرعون، هذه القصّة العجيبة وهي تسلية للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، الّذي كان بحاجةٍ في العهد المكّي إلى مثل هذه القصص، وكذلك غيره من المؤمنين المستضعفين.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] إذاً هذا بصفةٍ عامّة يمكن أن نقول مثلاً عن سورة طه يعني عندما بدأت [/FONT][FONT=&quot]{طه {1} مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى {2}}[/FONT][FONT=&quot] ثمّ بدأت في ذكر الأنبياء عليهم الصّلاةُ والسّلام وما أُنْزِلَ عليهم من الكتب موسى وغيره من الأنبياء. هل يمكن أن نقول يا دكتور إبراهيم أنّها تتحدّث عن نزول الكتب السّماويّة على الأنبياء عليهم الصّلاةُ والسّلام وما فيها من العِبَر.[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] هو ذكر الله عزّ وجلّ فيها قصّة موسى وكذلك قصّة آدم في نهايتها، لا شكّ أنّه فيها دلالة على تأييد الله عزّ وجلّ لأنبيائه بالمعجزات، ومنها الكتب السَّماويّة؛ كذلك عاقبة المُكَذِّبين بالرُّسل.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هنا سؤال يا دكتور إبراهيم وردنا عن ما يتعلَّق بسورة الكهف في قصَّةِ ذي القرنين يقول: ما معنى قوله: [/FONT][FONT=&quot]{فَأَتْبَعَ سَبَبًا {85}،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{فَأَتْبَعَ سَبَبًا}[/FONT][FONT=&quot] وما سِرُّ تكرارِ هذه الآية؟.[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] يعني اتّخذ طريقاً آخر؛ نظراً لأنّ الله أعطاه من القُوَّة والعُدَّة والعتاد فانطلق آخر طريقاً إلى المشرق والمغرب ثمّ إلى المشرق، ثمّ ذهب إلى يأجوج ومأجوج وبنى هذا السَّدّ، فهو مَلِكٌ عظيم، يتجوّل في البلاد ويتحرّك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هل يمكننا يا دكتور أن نقول [/FONT][FONT=&quot]{فَأَتْبَعَ سَبَبًا {85}}[/FONT][FONT=&quot] يعني اتّخذ الأسباب الموصِلة إلى هذه الأماكن -كما تفضّلت – يعني بمعنى أنّه كان يتّخذ لكلِّ موقف إن كان حرباً أو سلماً يأخذ له عُدَّته وأسبابه.[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] القول الأظهر من أقوال المفسِّرين أنّ هذا يعمّ جميع الأسباب لا يصحّ أن نخصّه بسببٍ معيّن، بل هي الطّرق. الأسباب هي الطّرق الموصلة إلى ما يريد.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني قد يسأل سائل يا دكتور إبراهيم ويقول: الآن أنتم تقولون ذو القرنين هذا مَلِك عظيم ولديه إمكانيّات كبيرة، لماذا عندما طلبوا منه أصحاب السَّدّ هؤلاء الّذين بنى لهم السّدّ، لماذا طلبوا منه أن يبنيَ السَّدّ؟ [/FONT][FONT=&quot]{فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا {94} قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ }[/FONT][FONT=&quot] أنا ما أريد منكم شيئاً [/FONT][FONT=&quot]{فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا {95} آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ}[/FONT][FONT=&quot] قد يقول قائل: إذا كان هو ليس عنده [/FONT][FONT=&quot]{فَأَتْبَعَ سَبَبًا}[/FONT][FONT=&quot] وعنده إمكانيّات لماذا استعان بهؤلاءِ المساكين فأتعبهم وأحضروا له الحديد؟!.[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] يبدو انه مهما أوتي فأنّه بشّر مهما أوتي من القُوَّة عنده ضعف وعنده نقص، فهو يكمِّل هذا النّقص، لكن يقول أنا أريد وجه الله ولا أُريدُ أُجرَةً على هذا العمل، لكن أُريد إعانتكم وهو محتاج إلى عونهم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأيْضاً قرأت لبعضهم إضافة لِما تفضّلتَ به وتوسّع له يقول: أنّه لو كان بناه له مجاناً ثمّ أهداه لهم يعني لكانت قيمته أقلّ في نظرهم، لكنّه عندما استخدمهم واشتغلوا فيه معه وأحضروا هذه الحديد وتعبوا فيه تعباً شديداً عَلِموا مقدار الجهد الّذي بُذِل في بناء هذا السّدّ، وهذه لفتة تربويّة إشراكهم في العمل.[/FONT]
[FONT=&quot]هنا سؤال يا دكتور في سورة مريم الّتي نتحدّثُ عنها الآن في الآية الخامسة والسّبعين من السّورة يسأل سائل ويقول: ما معنى قوله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّ}[/FONT][FONT=&quot] ما معنى قوله: [/FONT][FONT=&quot]{فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّ}[/FONT][FONT=&quot]؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] نعم، أنّ الله عزّ وجلّ يُمهِل المستمر على الضّلال وعلى الكفر وعلى الفجور المعانِد يمدّ الله عزّ وجلّ بمعنى أنّه يمهله، وهذا الإمهال ليس رحمةً به، وإنّما هذا زيادةً في العذاب عليه؛ لأنّه كُلَّما أملى له ازداد إثماً؛ كما قال الله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا}[آل عمران: 178][/FONT][FONT=&quot] فكلّما تأخّر هذا الكافر والفاجر ازداد من المعاصي فزادت عقوبته في الآخرة، وهذا من العقوبات الدّنيوية، أنّ الله عزّ وجلّ يختم على قلب الإنسان هذا المعرض، فلا يعرفُ معروفاً ولا ينكرُ منكراً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هناك يا دكتور قبل أن ننتقل لسؤال آخر معنا الأخ عبد الله من الأردن تفضل يا أخ عبد الله[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله .[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] حياكم الله يا شيخ دكتور عبد الرحمن.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أهلاً يا أبو البراء حياكم الله.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] حيّاكم الله كيف أنتم إن شاء الله طيّبين؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أهلاً يا دكتور عبد الله.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيكم، والأخ الأستاذ الفاضل بارك الله فيكم جميعاً، وأشكركم على هذا البرنامج الطّيّب.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] سعداء بسماع صوتك يا دكتور عبد الله.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] أكرمك الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الله: [/FONT][FONT=&quot]حقيقة فيما يخصّ موضوع [/FONT][FONT=&quot]{فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ} [/FONT][FONT=&quot]الّذي ذكرتم قبل قليل والتوجيه الّذي ذكرتم هو لطيف جدّاً – جزاكم الله خيراً – أقول لعلّه كذلك فيه إشارة إلى أنّ ذي القرنين يريد أن يشرك كلّ واحد من هؤلاء بمكافحة الفساد حتى يكون كلّ واحد من هؤلاء له دور وإسهام مكافحة الفساد الّذي كان موجوداً، فقال [/FONT][FONT=&quot]{فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا {95}}[/FONT][FONT=&quot] ولعلّ هذا أحد الأسرار والله أعلم الّذي أشار إليه القرآن في هذا المقام.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هل لديك إضافة أخرى يا أبا البراء؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د.عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] حقيقة سورة الكهف بذاتها محمَّلة بالأسرار والمعاني الكثيرة جدّاً، ولعلّ القصص الخمسة الموجود فيها يعني فيه ما يشترك يعني، ممكن الواحد يتساءل لماذا هذه القصص الخمسة الموجودة في هذه السّورة، تتأمّل أنّها تشترك في جوانب منها: لعلّه باختصار ولا أريد أن آخذ شيْئاً من وقت البرنامج، لكن أقول: سبحان الله! تجد حين التّأمُّل أنَّ كُلَّ قصَّةٍ من هذه القصص تحكي لننا هجرة في جانب معيّن، فقصّة أصحاب الكهف كانت هجرة في الدّين أو في سبيل العقيدة والدّين، وقصّة صاحب الجنّتين حينما هجره واعتزله كانت هجرة يعني للشّهوات وما شابه، وقصّة موسى والعبد الصالح كان هجرة في طلب العلم، وهذه قصة ذي القرنين نجدها قصّة هجرة جهاديّة، ولعلّه باكتمال هذه نجد أنّه تكامل للأُمّة الّتي تُريد أن تنشر هذا الدّين شرقاً وغرباً، ولعلّ ختمُها بقصّة ذي القرنين يحمل لنا هذه الأسرار أو المعاني – بارك الله فيك – في هذا المقصد.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً يا أستاذ عبد الله.[/FONT]
[FONT=&quot]طبعاً هذا هو الدّكتور عبد الله بن محمّد الجيوسي وله كتاب قيّم جدّاً وهو: "التّعبير القرآني والدِّلالة النّفسيّة" أنا أحسب خاصّة سورة مريم مليئة بالدّلالات النّفسيّة من خلال عباراتها. شكر الله لكم يا أبا البراء.[/FONT]
[FONT=&quot]نعود يا دكتور إبراهيم إلى أسئلة الإخوة. الأخ أبو شهد أشار إشارة جميلة وهي مناسبة لحديثِنا عن سورة مريم الآن ولفتة تدور في ذهني حقيقة كثيراً. لماذا يذكرُ الله سبحانه وتعالى عن الأنبياء أو يذكر قصصهم وأنّه يبتليهم بأنّه لا يرزقهم بالأولاد إلاّ على كبر؟ بَدْءًا بــإبراهيم عليه الصّلاةُ والسّلام فإنّه رُزِق بـــإسماعيل وعمره 86 سنة، وَرُزِقَ بــإسحاق وعمره 100 سنة. عندك الآن زكرِيّا عليه الصّلاةُ والسّلام أيْضاً ما رُزِقَ بالولد إلاّ على كِبَر، وأظنّ أمثلتهم كثيرة فما هو التّعليل برأيك يعني هذا الابتلاء الّذي يُبتلاه الأنبياء؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] أوَّلاً ليست هذه صفةً غالبةً على الأنبياء أنّهم لا يُرْزَقون الأولاد إلاّ في الكِبَر، الثّابت هو ما حصل لـإبراهيم عليه السّلام، وكذلك زكرِيّا، لكن هناك قاعدة: أنّ الله عزّ وجلّ يبتلي عبادَهُ بِقَدْرِ إيمانهم الأمثل فالأمثل، وأشدُّ النّاسِ بلاءً الأنبياء. والله عزّ وجلّ ابتلى الأنبياء بأنواع من الابتلاء: منها الفقر، ومنها تكذيب الأقوام، ومنها أيْضاً هذا وهو حرمانهم من الأولاد في أوائلِ أعمارهم، وهذا من جملة ما ابتُدِئَ به الأنبياء، وفيه تسلية للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أنّ غيرك من الأنبياء قد ابْتُلوا بمثلِ ما ابْتُليتَ به كما قال الله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ}[فصلت:43] [/FONT][FONT=&quot]ابتلوا أيْضاً بالعقم في أوّلِ حياتهم، ابتلوا بتكذيب الأقوام، بل بعض الرُّسُل عليهم الصّلاةُ والسّلام قُتِل.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هنا أسئلة مع موضوع مهم يا دكتور إبراهيم في بداية سورة مريم وهو قضيّة آداب الدّعاء؛ كما في قوله [/FONT][FONT=&quot]{إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا {3} قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي}[/FONT][FONT=&quot] إلخ هنا أوَّلاً نريد أن نُفيد الإخوة المشاهدين بآداب الدّعاء من خلال هذا الموقف ل زكريّا عليه الصّلاةُ والسّلام. وأيْضاً يسأل سائل ويقول: ما معنى [/FONT][FONT=&quot]{وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} [/FONT][FONT=&quot]لماذا عبَّر هنا فقال [/FONT][FONT=&quot]{وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا}[/FONT][FONT=&quot]؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] نعم، أمّا الدُّعاء فله آداب كثيرة ليس المقصود ذكر آداب الدّعاء، وإنَّما المقصود الإشارة إلى أدب من آداب الدُّعاء وهو التَّذَلُّل لله عزّ وجلّ وأيْضاً خفض الصّوت؛ لأنّ الله عزّ وجلّ سميعٌ بصير؛ كما قال الله عزّ وجلّ كما قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: " إنَّكم لا تَدعونَ أَصَمّاً ولا غائباً، إنَّ الّذي تَدْعونَ أقْرَبُ إلى أحَدِكُم من عنق راحلته" فالمقصود: أنّ الإنسان إذا أراد أن يلجأ إلى الله وأن يبتهِلَ إليه، أن يُعْظِم الرّغبة، وأن يتَذَلَّل لله عزّ وجلّ ويذكر ضعفَهُ أيْضاً وهوانَه؛ ولذلك ورد في الحديث قصّة الرّجل الأشعث الأغبر الّذي يمدُّ يديه إلى السّماء قال العلماء: هذه من أسباب الإجابة أنّه أشعث وأغبر ومتذلّل لله عزّ وجلّ، لكن وُجِدَت عنده موانع أخرى، أيْضاً ليس هناك داعي لرفع الصّوت والصِّياح والجزع، وإن كان الإنسانُ مُصاباً، وإنَّما يتأدَّبُ مع الله عزّ وجلّ وأنَّ الإنسان كلَّما كان أكثر تَذَلُّلاً وخشيَةً لله كُلَّما خفض صوته ولا سِيَّما إذا كان الإنسان بين النّاس؛ لأنّ رفع الصّوت قد يورث التّكبُّر والرِّياء، وأيْضاً قد يُشَوِّش على النّاس.[/FONT]
[FONT=&quot] {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا}[/FONT][FONT=&quot] يعني انتشر الشّيبُ في رأسه وكثُر كما تشتعل النّار بالهشيم انتشر، وفي هذا الوقت في الغالب أنَّ الإنسان إذا كبُر أنّه ينقطع نسلُهُ ويتوَقَّف.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وكأنّه والله أعلم يا دكتور إبراهيم أنّه فيه إشارة إلى أنّه عمّ رأسهُ كُلَّهُ، اشتعل بمعنى أنّه ما ترك مكاناً إلاّ وقد علاه، وأذكر كلمة أو أبيات جميلة لابن دُرَيْد في نفس هذا المعنى يذكُرُ فيها كِبَرَهُ ويقول:[/FONT]
[FONT=&quot]واشتعلَ المُبْيَضُّ في مُسوَدِّهِ مثل اشتعالِ النّارِ في جَزْلِ الغضا[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] وأيْضاً هذا من التّذَلُّل لله عزّ وجلّ أني ضعفت واحتجت إلى الولد، وهذا من آداب الدّعاء.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهذا تذَلُّل لله سبحانه وتعالى. عندنا الأخت أم عبد الله من الجزائر تفضلي يا أخت أم عبد الله [/FONT]
[FONT=&quot]أم عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] عليكم السلام.[/FONT]
[FONT=&quot]أم عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] ممكن سؤال للشيخ؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نعم نعم.[/FONT]
[FONT=&quot]أم عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] أريد منه تفسير الآية الّتي في سورة النّور في قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ }[الأحزاب:59] ف[/FONT][FONT=&quot]ما المقصود بهذه الآية ؟ الخمار أم العباءة على الرأس؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جيّد، بارك الله فيك يا أخت أم عبد الله. حسناً ستسمعين الجواب إن شاء الله. الأخت نورة من السعودية تفضلي.[/FONT]
[FONT=&quot]نعود يا دكتور إبراهيم إلى هذه الآيات الّتي معنا في أوّل السّورة – كما تفضّلت – في قضيّة [/FONT][FONT=&quot]{إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا {3}}[/FONT][FONT=&quot] يقول: هذا أوّل أدب وهو قضيّة خفض الصّوت. وهذه بالمناسبة يا دكتور إبراهيم يعني نحن الآن في رمضان أنا أُلاحظ الحقيقة يعني بعض الإخوان من أئمّة المساجد تجد أنّ الصّوت رتيب في طيلة الصّلاة، ثمّ إذا جاء الدُّعاء تسمع الصِّياح في الحقيقة، يعني ربّما تسمع صياحاً وبكاءً وعَويلاً أحياناً؛ حتى ربّما تخاف أحياناً من بعض، وهذا في رأيي أنَّهُ يُخالف هذا الأدب الرَّبّاني الّذي ذكرَهُ الله في قضيّة خفض الصّوت في الدّعاء، فما توجيهك في مثل هذا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] لا شكّ الحقيقة الآثار والأحاديث والنّصوص تدلّ على أنّ الدّاعي مُتَذَلّل لله عزّ وجلّ، ومن شأنِ المتذَلِّل أن لا يرفع صوتَه بالصِّياح وفي مجمع من النّاس. ثمّ هذه القضيّة الأُخرى أنَّ الإنسان يخشى على نفسه عندما يكون بين النّاس ويتكلّف البكاء، ويتكلّف الخشوع، وكان السّلف رحمهم الله مع ما آتاهم الله من رِقّة القلب والخشوع إلاّ أنّهم يُدافعونه ما استطاعوا؛ حتى أنّ جليسه الّذي بجانبه لا يعلم أنّه بكى من خشيةِ الله عزّ وجلّ فالإنسان إذا جلس وحده فلا بأس أن يتباكى وأن يتخشّع لكنّه بين النّاس يتكلّف هذا يُخْشى عليه من الرِّياء، ثمّ إنّه ليس أدباً إذا رفع الصّوت رفعاً مزعجاً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يأتي سؤال يا دكتور إبراهيم من أحد الإخوان هنا يسأل عن الآية الخامسة والتّسعين الّذي سألنا عنه الأخ عبد الله قال: في الآية رقم 85 من سورة مريم وهي قوله سبحانه وتعالى: [/FONT][FONT=&quot]{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا {85}}[/FONT][FONT=&quot]، وقال في الآية الّتي رقم 95 [/FONT][FONT=&quot]{ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا {95}}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يجد أنَّ سؤاله: لماذا قال عن المتّقين { يَوْمَ نَحْشُرُ المُتَّقينَ إلى الرَّحْمَنِ وَفْداً} وقال عن المجرمين: [/FONT][FONT=&quot]{وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا {86}}[/FONT][FONT=&quot] يعني: ما سرّ التّفريق في العبارة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] الله عزّ وجلّ يُكْرِم المُتَّقين، ويحشرهم كما يحشرُ الوفد، يعني يُكْرَمون كما تُكْرَمُ الوُفود العزيزة الكريمة على الإنسان، وأمّا المجرمين؛ فإنّهم يُحْشَرونَ كما يحشر العطشان الّذي يرد الماء وهو في أشدّ العطش فهم يحشرون عطْاشاً وِرْداً يعني المُراد أنّهم يُحْشَرون عِطاشاً في غاية الذّلّ. [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأيْضاً لاحظ يا دكتور كيف يقول: [/FONT][FONT=&quot]{وَنَسُوقُ} [/FONT][FONT=&quot]كأنّهم دواب، ثمّ أيْضاً – كما تفضّلت – أنّه يريدون إلى الماء قال وإذا يستغيثون [/FONT][FONT=&quot]{وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ}[الكهف:29][/FONT][FONT=&quot] – والعياذ بالله-. الأخت نورة من السّعوديّة تفضلي يا أخت نورة. تفضلي حياك الله.[/FONT]
[FONT=&quot]نورة[/FONT][FONT=&quot]: لو سمحت أريد أن أسأل عن آخر سورة البقرة في الآية 284 [/FONT][FONT=&quot]{ لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {284}}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ما معناها؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لا بأس واضح شكراً لك. هنا في الآية يا شيخ في قوله سبحانه وتعالى في وصفِ الله سبحانه وتعالى بالمكر يا شيخ في قوله: [/FONT][FONT=&quot]{وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [آل عمران:54][/FONT][FONT=&quot] يسأل أحد الإخوان عن سؤال ويقول: ما معنى [/FONT][FONT=&quot]{وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[/FONT][FONT=&quot]؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] نعم، هذه الصّفة يعني ذُكِرَت في القرآن في جانب المقابلة يعني أنَّ الله عزّ وجلّ يمكر بمن يمكر به، فمن احتال على الله عزّ وجلّ في مخالفةِ شرعه أو أذى عباده وأولياءه، فإنّ الله يمكر به ويَرُدّ خديعته ومكرَه، وهذه من الصِّفات الّتي لا تثبت مفردةً لله عزّ وجلّ فلا يُقال إنّ الله ماكر تعالى الله أو يُقال أنّ الله يُخادع، ولا يُقال: أنّ الله يستهزئ، لكنَّها تُثْبَت لله في مقابلة مَن يفعَلُ ذلك، الله عزّ وجلّ يمكرُ بمَن يمكرُ به.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تكون صفة كمال في هذه الحالة. ولا يُوصَفُ الله بأنّهُ مكّار.[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] لا لا يُوصف بذلك تعالى الله؛ كصفة الخداع وصفة الاستهزاء ونحو ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الأخ أبو أحمد من السعوديّة تفضل يا أبو أحمد[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] كيف حالكم شيخ عبد الرّحمن؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيّيك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] حيّاكم الله، حيّا الله الشيخ الفاضل إبراهيم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن مع د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] الله يرفع قدرك. يا شيخ عندي سؤال في قول الله سبحانه وتعالى في سورة مريم في الآية رقم 76 [/FONT][FONT=&quot]{وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا {76}}[/FONT][FONT=&quot] هنا [/FONT][FONT=&quot]{وَخَيْرٌ مَّرَدًّا}[/FONT][FONT=&quot] في مريم في الكهف [/FONT][FONT=&quot]{وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا {46}} [/FONT][FONT=&quot]ما الفرق في سياق الآيتين هذه: [/FONT][FONT=&quot]{وَخَيْرٌ أَمَلًا}[/FONT][FONT=&quot] وهذه [/FONT][FONT=&quot]{وَخَيْرٌ مَّرَدًّا}؟.[/FONT]
[FONT=&quot]السّؤال الثّاني: أيْضاً في سورة طه في قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى {44}}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]المقابلة هذه بين التّذكُّر والخشية ما الفرق أو ما الحكمة في المقابلة بين الأمرين؟[/FONT]
[FONT=&quot]ونفس السّياق أيْضاً في آخر السّور قوله {لَعَلَّهم} [/FONT][FONT=&quot]{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا {113}}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فالمقابلة أيْضاً هذه ما حكمتها بين التّقوى أو يُحْدِث لهم ذِكْراً؟[/FONT]
[FONT=&quot]آخر سؤال أيْضاً في آخر سورة طه في قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا} [/FONT][FONT=&quot]ما العلاقة بين أمر الأهل بالصّلاة ومسألة الرّزق؟ يعني [/FONT][FONT=&quot]{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ}[/FONT][FONT=&quot] قرن بين أمر الأهل بالصّلاة ومسألة الرّزق؟ الله يرفع قدرك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً يا أبا أحمد. معنا الأخ يوسف من السّعودية تفضل يا أخ يوسف.[/FONT]
[FONT=&quot]يوسف: [/FONT][FONT=&quot]السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]يوسف:[/FONT][FONT=&quot] تفسير آية في سورة الإسراء آية رقم 85.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً لك. نعود يا دكتور إلى بعض الأسئلة الّتي يعني ربما لم نتعرَّض لها وهي في سورةِ طه الأخ عبد الله من السّعوديّة سألَنا وقال: مَن هو السّامِرِيّ؟ [/FONT][FONT=&quot]{فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا}[/FONT][FONT=&quot] في هذا المقطع تقريباً يسأل مَن هو السّامِرِيّ هذا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] السّامِريّ هو رجل من قومِ موسى لمّا ذهب موسى عليه السّلام للقاءِ رَبِّهِ قبض قبضةً من أثرِ الرّسول ومن أثر جبريل عليه السّلام لمّا أتى يُعَذِّب فرعون وقومَه، ثمّ أخذ هذه القبضة ورماها في الحُلِيّ، حُلي قوم فرعون الّذي استعاره بنو إسرائيل، ثمّ صنع العجل من هذا الذّهب فكان له خُوار له صوت كما تخور البقرة، فعبدَهُ بنو إسرائيل، هذا المراد بالسّامِرِيّ الّذي ذكر الله قصّته فهو رجل من بني إسرائيل.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] من قوم موسى. سأل السائل نفسه أيْضاً قال: مَن المقصود بـ أُولي النُّهى؟ ما معنى قوله: أُولي النُّهى؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] أُولو النُّهى: أوُلو العقول.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] النُّهى هي العقول، وقال [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى {54}}[/FONT][FONT=&quot]، وهذه ملحوظة سبحان الله! في القرآن الكريم [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ}[الزمر:21][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ}[البقرة:269][/FONT][FONT=&quot] ومثل هذه أُولو النُّهى، للدّلالة لِمَن يستفيد وينتفع بمثل هذه الآيات العظيمة إلاّ أصحاب العقول الرّاجحة.[/FONT]
[FONT=&quot] د:إبراهيم: هناك لفت نظر إن كنتم فعلاً عُقَلاء فاستفيدوا من عقولكم واستدِلّوا بها على صدقِ رُسُلِ الله عزّ وجلّ وعلى وحدانِيَّة الله عزّ وجلّ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك يا أبا سلْمان. أستأذنُك يا دكتور إبراهيم وأستأذن الإخوة المشاهدين في عرْضِ كتابٍ على أبصارهم لعلّهم يستفيدون منه في فَهمِ القرآن الكريم، ثمّ نعودُ إليكم بعد هذا الفاصل.[/FONT]
[FONT=&quot]****************************[/FONT]
[FONT=&quot]فاصل: التعريف بكتاب [/FONT]
[FONT=&quot]"خصائصُ التّعبير القرآني وسِماتُهُ البلاغِيّة"[/FONT]
[FONT=&quot]مُؤلِّفُهُ هو الأستاذ الدّكتور عبد العظيم بن إبراهيم بن محمَّد المَطْعَني، المتوفّى في شهرِ رجب من هذا العام. وهو رسالته الّتي تقدّم بها لنَيْلِ درجةِ الدّكتوراه من كليّة اللُّغة العربيّة بجامعة الأزهر.[/FONT]
[FONT=&quot]وقد اشتمل الكتابُ على كثيرٍ من أسرار الحذف في القرآن الكريم وخصائصه، وعلى أسرار التّقديمِ في القرآن الكريم وخصائصه، وعلى علمِ البيانِ في القرآن الكريم وموضوعاته، وعلى تحليلٍ بلاغِيٍّ لِنصوصٍ من سورَتَيْ البقرة والأعراف وعلى علم البديعِ في القرآن الكريم، وأهمِّ موضوعاته.[/FONT]
[FONT=&quot]وقد صدر الكتابُ عن مكتبة وهبه بالقاهرة في طبعته الأولى عام ألفٍ وأربعِ مئة وخمسةٍ للهجرة.[/FONT]
[FONT=&quot]******************************[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مرحباً بكم أيُّها الإخوةُ المشاهدون مرّةً أخرى في برنامجكم التّفسير المباشر الّذي يأتيكم على الهواءِ مباشرةً من قناة دليل الفضائيّة من مدينة الرّياض، وأُكَرِّر التّرحيب بضيفي في هذا اللّقاء فضيلة الشيخ الدّكتور: إبراهيم بن صالح الحميضي، الأستاذ المساعد في جامعة القصيم، والمتخَصِّص في الدّراسات القرآنيّة، وعضو مجلس الإدارة العلميّة السّعوديّة للقرآن الكريم وعلومه، حيّاكم الله يا دكتور إبراهيم مرّةً أخرى.[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيّكم ويبارك فيكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] كما تلاحظ يا دكتور إبراهيم يعني اتِّساع الجزء وضيق الوقت، وكثرة الأسئلة؛ ولذلك نحن نُجيب على أسئلة الإخوة المشاهدين بقدرَ ما نستطيع، ويعني نحاول ترتيبها بحيث أنّها لا تطغى الأسئلة الّتي تخرج عن الموضوع الجزء على الجزء نفسِه.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ أبو شهد سبق أن أجبنا على سؤاله وهناك سؤال وردنا يقول: لماذا وهب الله إبراهيم الأنبياء بعد اعتزالِ قومه؟ وأنت قد نبّهت في قولك أنّه عندما ذكرنا أنّ الأنبياء مُبْتَلَوْنَ بعدم الذُّريّة إلى سنٍّ متأخِّرة؛ كما في هل لديك إضافة في هذا الموضوع؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] ليس لديَّ إضافة، لكن هناك كثير من الأسرار الحقيقة الّتي يغفلها القرآن لعدم الحاجة إليها، وهذه قاعدة يعني بالنّسبة لقصص، بعض النّاس يلجأ إلى الإسرائيليّات؛ لسدّ الخلل الموجود أو النّقص، وهذه التّفاصيل لو كان فيها خير وفائدة تعود على النّاس بأمر ديني ودنيوي لذكره الله عزّ وجلّ كما ذكر ابن تيمية، يعني إن ثبت لنا سرٌّ من الأسرار وزيادة تفاصيل فالحمد لله، وإن لم يثبت فلا نتكلّف البحث.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] معنا الأخت أمّ عبد الرّزّاق من السعودية تفضلي.[/FONT]
[FONT=&quot]أم عبد الرّزّاق:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أم عبد الرّزّاق:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيكم الله يوفقكم ويسدّدكم. أنا أقترح على هذه القناة وأقترح عليكم أنتم الله يجزاكم خير أن تستمر هذه البرامج بعد رمضان لو كلّ أسبوع درس أو درسين نسمع فيه سورة من السور تفسيرها يكون رائع جدّاً الله يجزاكم خير.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكر الله لك، بإذن الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أمّ عبد الرّزّاق:[/FONT][FONT=&quot] السؤال الأول: بالنّسبة لسورة طه في الآية السّابعة [/FONT][FONT=&quot]{فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى {7}} [/FONT][FONT=&quot]الفرق بين السّرّ وأخفى؟[/FONT]
[FONT=&quot]بالنسبة للسؤال الثاني الكتب التي تعرضوها الله يعطيكم العافية يعني بالنّسبة لنا نحن المبتدئين أوّل كتاب أو ثاني كتاب نشتريه وتنصحونا أنّ نتعلّم منه من هذه الكتب التي تعرضوها هنا كلّها؟ واضح؟ الله يجزاكم خير.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ أبو أحمد يا دكتور إبراهيم سألَنا سُؤالَيْنِ بالمناسبة الأخ أبو أحمد جزاه الله خير يعني يسأل دائماً أسئلة دقيقة ونستفيد منها أكثر ممّا نُفيد الحقيقة يقول: في سورةِ مريم يقول الله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا {76}}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وقال في سورة الكهف: [/FONT][FONT=&quot]{وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا {46}}[/FONT][FONT=&quot] فيقول هل هناك يا تُرى ممكن أن تُتَلَمَّس سرّ في هذا التّفريق؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] هنا يبدو لي أنّه من باب تنويع الأساليب فهي خيرٌ مَرَدّاً، وخَيرٌ أَمَلاً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ولا تعارض بينهما.[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT][FONT=&quot] ليس هناك تعارض.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وفي تصَوُّري يا دكتور إبراهيم أنّه لو دقّق النّظر في السِّياق سياق الّذي وردت فيه، نحن نقول دائماً نحن لا نشكّ أنّ فيها حكمة، وأنَّ كُلَّ كَلِمةٍ في القرآن الكريم لا يصلح غيرُها محلّها، هذا مُسَلَّم عندنا؛ لأنَّ الله سبحانه وتعالى كلامه حقّ ولازمُ الحقِّ حقّ [/FONT][FONT=&quot]{لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت: 42][/FONT][FONT=&quot]، ولكن تتفاوتُ الأنْظار في الاستنباط هذه العلل والأسرار البلاغيّة.[/FONT]
[FONT=&quot]أيْضاً في قوله هنا: [/FONT][FONT=&quot]{فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى {44}} [/FONT][FONT=&quot]يقول: لماذا عبّر في قوله يتذكّر أو يخشى هل تكفي إحداهما؟ وقال في آخر سورة طه [/FONT][FONT=&quot]{لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا {113}}[/FONT][FONT=&quot] فهل يظهر لك يا دكتور فرق بين قوله يتذكّر أو يخشى؟ برأيك أليس التّذكُّر أو الخشية هي ثمرة التذكُّر؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] نعم، لكن الخشية أحياناً تكون من أمر مرهوب، والتّذكُّر يكون لأمرٍ منسي أو مجهول أو يغفل عنه الإنسان، فالله عزّ وجلّ قد أرسل رُسُلَه بالدّلائل المتنوِّعة ففيها ذكرى، وفيها خشية، وفيها ترغيب، وفيها ترهيب، فهو إن لم يتذكّر يخشى، وإن لم يسمع يرى، وهكذا هذا الظّاهر لي والله أعلم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً. يسأل الأخ أبو أحمد أيْضاً سؤالاً ويقول: ما هي العلاقة بين أمرِ الله سبحانه وتعالى بالصّلاة وقوله: [/FONT][FONT=&quot]{لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا} [/FONT][FONT=&quot]عندما قال: [/FONT][FONT=&quot]{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى {132}} [/FONT][FONT=&quot]يقول: ما العلاقة بين الأمر بالصّلاة وقضيّة الرّزق؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] ما يظهر لي سرّ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هل ممكن أن نقول يا دكتور إبراهيم أنّه عندما يشتغل الإنسان بطلب الرّزق وهذا كثير أنّه قد يضيع الصّلاة في كثير من الأحوال، كثيرٌ منّا الآن يشتغِلُ بعمله ويشتغلُ بأعماله العقارية وبأشغاله فتفوته الصّلاة وهو بين جيئةٍ وذَهاب، فالله سبحانه وتعالى يعني يُشير إلى أنّه المأمورُ به وهو: إقامةُ الصّلاة، وأنَّ أمرَ الرّزقِ قد تكفَّلَ الله به فلا يُلْهِيَنَّكَ أمرُ طَلَبِ الرِّزْقِ عن إقامةِ الصّلاة؛ لذلك أنا أُلاحظ وقد ذكر الدّكتور عيسى الدّريبي في إحدى الجَلَسات إن لم أكن واهِماً في التفسير المباشر، فذكر لي قصّة رجل من الأثرياء لكنّه من أهل القرآن أيْضاً فقال: لا يمكن أبداً أن يبقى في مكتبه أو يعقد صفقة بعد الآذان للصّلاة، فيقول: يوم من الأيّام تأخّر عليه صاحبه هذا الّذي جاء أو وعده أن يُوَقِّعَ معه عقداً لصفقةٍ تجاريّة ضخمة، فأذّن المُؤذِّن، ولم يحضُر الرّجل، فذهب مباشرةً إلى المسجد هذا الرّجل، فجاء الرّجل بعد خمس دقائق أين فلان؟ قالوا: ذهب إلى المسجد وترك الصّفقة، وكأن هذا غضب منه لماذا يترك هذا مبلغ ضخم بالملايين قالوا: فبقي ربما أسبوعاً أو أسبوعين، فجاءه هذا الرّجل، وجاءه بعرضٍ أقلّ، وبربحٍ أكثر مرّةً أخرى، فهذه يبدو لي والله أعلم أنّ هذا نوع من الارتباط في قوله: [/FONT][FONT=&quot]{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}[/FONT][FONT=&quot] حتى كلمة [/FONT][FONT=&quot]{وَاصْطَبِرْ}[/FONT][FONT=&quot] فيها إشارة إلى المحافظة على الصّلاة ما هي بسهلة ليست سهلة وإنّما تحتاج إلى رِباط قال " فذلكم الرِّباط فذلكم الرِّباط " [/FONT][FONT=&quot]{لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ}[/FONT][FONT=&quot] هذا يظهر لي والله أعلم ما أتوجّه به هل ترى؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] المعنى العام يحتمل هذا.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الأخت أم عبد الرّزّاق تسأل سؤالاً معنا في السّورة فتقول: ما الفرق في قوله [/FONT][FONT=&quot]{فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى {7}}[/FONT][FONT=&quot] ما هو الّذي أخفى من السّرّ؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] نعم، ذكر بعض المفسّرين أنّ السّر يعني ما أخفاه الإنسان عن النّاس يعني ما بينه وبين نفسه. وأخفى: ما لم يعلمه يعني ما قدّره الله عزّ وجلّ من الأمور ممّا لم يخطر على باله من الأمور المستقبَلة. بعضهم قالوا: هو حديث النّفس الّذي لم يتكلّم به ولم يعزم عليه.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهو أخفى من السّرّ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] أخفى من السّرّ نعم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أيْضاً هي سألت سؤالاً آخر تقول: أنتم تذكرون كتباً نحن بالمناسبة يا دكتور إبراهيم يعني أنا اخترتُ ثلاثين كتاباً في حلقات البرنامج ونوّعتُها، فجعلْتُ منها شيْئاً في تدَبُّر القرآن، وشيئاً في التّفسير، وشيئاً في معاني الكلمات الغريبة، وشيئاً في دفعِ المُشْكِل ودفعِ الموهم في القرآن الكريم، وبعضُها للمبتدئين وبعضها للمتقدِّمين يعني: ذكرتُ من الكتب المتميِّزة للمبتدئين: التّفسير المُيَسَّر، وذكرتُ لهم التّفسير السِّراج في غريب القرآن" للشيخ محمد الخضيري وهذا يصلح للمبتدئين، وذكرتُ "تفسير زاد المسير" يصلح للمتوسّطين "جامع البيان" للطبري ذكرتُهُ لمتقدّمين، ذكرت أيْضاً كتاب "مَلاك التأويل" لأبي الزّبير الغرناطي وهذا الكتاب يصلح في دفع المُشكل والموهِم في القرآن الكريم وهو رائع جدّاً؛ كما ذكرت كتاب "المعين على تدَبُّر الكتاب المبين" للشيخ مجدي مكّي، وهذا كتاب قيّم في حديث الصّدور وفيه نفع، والحقيقة الحديث عن الكتب الّتي تصلح للمبتدئين هذا حديثٌ يطول.[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] وأيْضاً المشاهدون ليسوا على درجةٍ واحدة، فما يُجاب به فلان يختلف عمّا يُجاب به فلان، ولكن الإنسان يتدرّج، ويمكن للأخت السّائلة أن تسأل بعد أن يعرف المُجيب يعني مستواها العلمي يدلُّها على الكتاب المناسب.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لدينا سؤال هنا الّذي سأله الأخ يوسف وهو السّؤال في الآية 85 من سورة الإسراء وهي قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [الإسراء:85][/FONT][FONT=&quot] يقول ما معنى الآية؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] يعني الكلام عن الرّوح كلامٌ طويل جدّاً، ومسألة شائكة للمتقدّمين والمتأخِّرين، وهل الرّوح هي النّفس، أو غير ذلك؟ فالمعنى العام: انّ هذه الرّوح وحقيقة الرّوح هذه من الأمور الخفيّة الّتي لا يُدرِكُها الإنسان نعم، نفس الإنسان الّتي بها حياته هذه معروفة، لكن الحقيقة وممّا تتكوّن الرّوح وكيف تخرج من البدن، ثمّ يموت الإنسان، ثمّ تعود إليه، هذه من الأمور الّتي أخفاها الله عزّ وجلّ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأيْضاً يلفت نظري يا دكتور وهذا توجيه لنا وللإخوةِ المشاهدين، في أدب الأسئلة في القرآن الكريم أنّك تُلاحظ في سورة البقرة: يسألونك، يسألونك، يسألونك [/FONT][FONT=&quot]{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ} [البقرة: 189][/FONT][FONT=&quot] هذا موضوع عملي، وليس مجرَّد تنظير [/FONT][FONT=&quot]{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} [البقرة: 219][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى} [البقرة: 220] {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ} [البقرة: 222] {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ} [البقرة: 217][/FONT][FONT=&quot] فتلاحظ أنّها كلّها أسئلة يترتّب عليها عمل يعني أسئلة عمليّة، لكن هنا في هذا السّؤال الّذي في سورة الإسراء [/FONT][FONT=&quot]{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ} [/FONT][FONT=&quot]الحقيقة معرفة حقيقة الرّوح يعني يتمنّى كلّ واحد أن يعرفها؛ لأنّها سرّ من أسرار خلق الله سبحانه وتعالى لكن كان الجواب في غاية الإيجاز والوضوح [/FONT][FONT=&quot]{قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}.[/FONT][FONT=&quot] فهذا توجيه لي وللإخوة أدب السُّؤال يعني تُلاحظ كثير من الأسئلة الّتي نُسْألُها وهي تدلّ على التّدَبُّر إلاّ أنّها لم تكن سبحان الله من منهج السّلف. أذكر أستحضر عمر رضي الله عنه لمّا قال لنفسه يوماً ما هو الأبّ في قوله: [/FONT][FONT=&quot]{وَفَاكِهَةً وَأَبًّا}[ عبس:31][/FONT][FONT=&quot]؟ ثمّ قال لنفسه: إنَّ هذا لهُوَ التكّلُفُ يا عمر ما أُمِرْنا بهذا، فرأى أنّ سؤاله عن معنى الأبّ مع أنّه نوع من طعام البهائم أنّه نوع من التّكلُّف؛ ولذلك تُلاحظ أسئلتنا الآن لماذا ذكر الله كذا؟ ولماذا ذكر الله كذا؟ مع أنّها تدلّ على التّدَبُّر والحرص إلاّ أنّها في نهاية المطاف أحياناً ربّما لا يترتّب عليها عمل. ولذلك جاء رجل إلى الإمام أحمد بن حنبل سأله سؤالاً من هذا النّوع لماذا ذكر الله كذا؟ فسأله سؤالاً هو في الوضوء للصّلاة فلم يُجب الرّجل، فقال: يا بُنَيَّ عليك بما يهُمُّكَ في يومك وفي ليلتك فتفقّه فيه. وهذا الحقيقة يعني عندما استأثر الله بالعلم في قوله: [/FONT][FONT=&quot]{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء:85][/FONT][FONT=&quot] فيه تنبيه وتربية للمسلم أن لا يُكثِر من الأسئلة الّتي لا ثمرةَ لها.[/FONT]
[FONT=&quot]د:إبراهيم:[/FONT][FONT=&quot] وفي قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}[الإسراء:85[/FONT][FONT=&quot]] [/FONT][FONT=&quot]هذه إشارةٌ لطيفة ومفيدة جدّاً أنّ الإنسان مهما أُوتِيَ من العلم لا يُدرك جميع ما في الكون، كم في هذا الكون من الأسرار، ويوماً بعد يوم يكتشف العلم الحديث أشياء ما كانت تخطر له على بال. فهناك أشياء مجهولة وستظلّ مجهولة للإنسان حتى يموت لم يُطلعِ الله عزّ وجلّ عليها أحداً من الخلق، وخُذْ مثلاً حقيقة عذاب القبر، وأنّ الله عزّ وجلّ قد حجبه عن النّاس وغير ذلك من الأسرار الموجودة في هذا الكون.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكر الله لكم يا دكتور إبراهيم ما تفضّلتم به، شكر الله لكم أيُّها الإخوة المشاهدون إنصاتكم ومتابعتكم، وأسأل الله أن يتقبّل منّا ومنكم. في ختام هذا اللّقاء أشكر فضيلة الشيخ الدّكتور إبراهيم بن صالح الحميضي، الأستاذ المساعد بجامعة القصيم، والمتخصّص بالدّراسات القرآنيّة، وعضو مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية لتعليم القرآن وعلومه، وأشكركم أنتم أيْضاً وأسأل الله أن يتقبَّل منّا ومنكم، شكر الله لكم يا أبا سلْمان. وأستودعكم الله وألقاكم غدا وإلى اللّقاء وأستودعكم الله والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]http://www.youtube.com/watch?v=cOFzK1Lf9HQ&list=PLF923571A3B4F5F5A&index=15&feature=plpp_video[/FONT]

[FONT=&quot]
[/FONT]
 
[FONT=&quot]التفسير المباشر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الحلقة السابعة عشرة[/FONT]
[FONT=&quot]17-9-1429هــ[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرحمن الرّحيم، الحمد لله ربِّ العالمين، والصّلاةُ والسّلامُ على أشرفِ الأنبياءِ والمُرْسَلين سيِّدِنا ونَبِيِّنا محمّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين. مرحباً بكم أيُّها الإخوةُ المُشاهدون في هذا اللّقاء القرآني المتجَدِّد يومِيّاً معكم طيلةَ شهر رمضان الّذي يأتيكم على الهواءِ مباشرةً من قناةِ دليل الفضائيّة بمدينة الرِّياض. اليوم هو اليوم السّابع عشر من شهر رمضان المبارك من عامِ تسعةٍ وعِشرينَ وأَرْبَعِ مئةٍ وألف. [/FONT]
[FONT=&quot]واليوم حديثُنا سيكون بإذن الله تعالى حول الجزء السّابع عشر من أجزاء القرآن الكريم، وكما تعوّدنا في اللِّقاءات الماضية أننا نعرِض لكم في بداية اللّقاء أبرز موضوعات الجزء الّذي سنتحدّثُ عنه.[/FONT]
[FONT=&quot]الجزء الّذي معنا في هذا اللّقاء يبدأُ من: أوَّلِ سورةِ الأنبياء، وينتهي بـ آخِرِ سورةِ الحجّ؛ فاشتمل الجزء على سورتين: سورة الأنبياء، وسورة الحجّ.[/FONT]
[FONT=&quot]وأبرز الموضوعات الّتي اشتمل عليها هذا الجزء:[/FONT]
· [FONT=&quot]ابتدأت سورة الأنبياء وهي سورةٌ مكيّة، بالحديث عن غفلةِ النّاسِ عن الحِسابِ يوم القيامة.[/FONT]
· [FONT=&quot]ثمّ تحدَّثَت عن قصص الأنبياء عليهم الصّلاةُ والسّلام وما نزل عليهم من الكتب وما في ذلك من العِبَر.[/FONT]
· [FONT=&quot]ثمّ عالجت السّورةُ موضوعات الرِّسالة والوحدانيّة والبعث والجزاء، وعن السّاعةِ وشدائِدِها، والقِيامةِ وأهوالِها.[/FONT]
[FONT=&quot]أمّا سورةُ الحجّ؛ فهي سورةٌ مدنيّة وتتناولُ:[/FONT]
· [FONT=&quot]جوانِبَ التّشريع.[/FONT]
· [FONT=&quot]كما تناولت قضايا الإيمانِ والتّوحيدِ والإنذارِ والتّخويف.[/FONT]
· [FONT=&quot]وموضوعُ البعث والجزاء، ومشاهد القيامةِ وأهوالِها.[/FONT]
[FONT=&quot]وهذه هي أبرزُ الموضوعات الّتي اشتملت عليها هاتين السّورتين.[/FONT]
[FONT=&quot]وقبل أن نبدأَ الحوار حول هاتين السّورتين أُذَكِّرُكم أيُّها الإخوةُ المشاهدون بأرقام التّواصل مع البرنامج سواءً هاتفيّة أو رسائل الجوال: [/FONT]
[FONT=&quot]الهاتفية: من داخل السعودية ( 012085444 ) أو ( 014459666 )[/FONT]
[FONT=&quot]أمّا الهاتف الجوال: ( 0532277111 ) .[/FONT]
[FONT=&quot]وباسمكم جميعاً أيُّها الإخوةُ المشاهدون أُرَحِّبُ بأخي ضيف هذه الحلقة والمُجيب عن الأسئلة في هذا اللّقاء وهو فضيلةُ الشيخ الدّكتور محمد بن عبد الله القحطاني، الأستاذ المساعد بجامعة الملك خالد، والمتخَصِّص في الدِّراسات القرآنيّة، والمشرف على ملتقى أهل التفسير على شبكة الإنترنت، وهو زميلٌ وصديقٌ قديم، حيّاك الله يا أبا عبد الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حيّاكم الله، وحيّا الله الإخوة المشاهدين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً أُنَبِّه الإخوة المشاهدين والإخوة الّذين يعرفونك يا أبا مجاهد أنّك تكتب في ملتقى أهل التّفسير باسم أبو مجاهد العبيدي وهذا الاسم أصبح عَلَماً معروفاً عليك، أسأل الله أن يُوَفِّقَك وأن يكتُبَ أجرك على استجابتك لهذا اللّقاء. كمدخل للّقاء يا أبا مجاهد في هذه الحلقة نريد أن نتحدّث عن سورة الأنبياء وسورة الحجّ حديثاً عامّاً يشمَلُ موضوعات سورة الأنبياء وموضوعات سورة الحجّ أو الموضوع الأساسي الّذي تحدّثت عنه هاتين السّورتين.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الحمد للهِ رَبِّ العالمين، وأشهدُ أن لا إلَهَ إلاّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ مُحمّداً عبدُهُ ورسوله صلّى الله عليه وعلى آلِهِ وأصحابه أجمعين. أمّا بعد، فأسألُ اللهَ عزّ وجلَّ أن يرزُقَنا التّوفيقَ والسّداد. وبدايةً أشكر الأخ عبد الرّحمن، وأشكر القائمين على هذه القناة الّتي أسأل الله عزّ وجلّ أن يجعلها منارةَ عِلْمٍ وخيرٍ وهدًى للنّاس، وأن ينفع بها، وأن يُوَفِّق القائمين عليها لكلِّ خير.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] اللهمّ آمين.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]من نعمِ الله عزّ وجلّ علينا في هذا الشّهر المبارك أن نُوَفَّق للاهتمام بالقرآن الكريم، ومُدارَسَةِ آياتِه، وهذا من السُّنن الّتي كان النّبيّ عليه الصّلاةُ والسّلام يحرِصُ عليها. ولا شكّ أنّ سور القرآن العظيم مُتَنَوِّعة في موضوعاتِها وفيما تحدّثت عنه، وإن كانت كُلُّها تشترك في أنّها هِداية للنّاس وبيانٌ لهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]سورة الأنبياء من السّور المكيّة الّتي عُنِيَت بموضوعات العقيدة، وعالجَتها بأساليب متنوّعة، ومعلومٌ أنَّ القضايا الكبيرة الّتي تُعنى بها السّور المكيّة تعود إلى ثلاث قضايا: قضيّة الأُلوهيّة والوَحدانِيّة، قضيّة الرِّسالة، وقضيّة اليوم الآخر؛ لأنّ هذه القضايا كان الحوار فيها وكان إنكار الكفّار لها بيِّناً ظاهِراً، فعُنِيَت هذه السّورة بهذه الثّلاث الموضوعات الرَّئيسِيّة من خلال وسائل وطرق متنوّعة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وابتدأت هذه السّورة بهزَّة قويّة، وآية فيها عِظة وعبرة وهي قول الله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ {1} مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ {2}}[/FONT][FONT=&quot] ثمّ ذكرت السّورة بعض المواقف الّتي كان عليها أهلُ الشّرك، وتدُلّ على تناقضِهم وتَرَدُّدِهم، وعدم استجابتهم للحقّ، وهذا شأن كلّ مَن لم يستجِب للحقّ أنه في تردُّد وحَيْرة؛ فمرَّةً يقولون هو قولُ بشر، ومرَّةَ يقولون أضغاثُ أحلام، ومرّةً يقولون بل افتراه من عنده، وهكذا تتنوّع أقوالهم الّتي تدلّ على حَيْرَتهم، وهذا نتيجة التّكذيب، فإنَّ مَن كذَّب (فهم في ريبهم يترَدّدون)، [/FONT][FONT=&quot]{فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ}[ق:5] [/FONT][FONT=&quot]مُخْتَلِط، وهذا شأن أهل الكفر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ثمّ ذكر الله عزّ وجلّ شيْئاً فيه عِبرة للمُكَذِّبين، وهو إهلاك الأُمم، وأنَّ الله عزّ وجلّ أهلك أُمَماً كثيرة [/FONT][FONT=&quot]{وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ {11}}[/FONT][FONT=&quot] وذكر بعض الأشياء الّتي تدُلّ على أنَّ الباطل مضمَحِلّ وزائل، وأنّ الله عزّ وجلّ يقذِفُ بالحقِّ على الباطلِ فيَدْمَغُه فإذا هُوَ زاهق ثمّ انتقل الحديث إلى ذكر بعض الأدلّة الكونيّة الّتي تدلّ على قدرة الله عزّ وجلّ وعلى وحدانِيَّته وهذا معالجة موضوع الوحدانيّة، دلائل القدرة، دلائل التّوحيد الّتي مَن تأمَّلَ فيها ونظر فيها بصدق، وإنصاف؛ فإنَّهُ لا بُدّ أن يُؤمن بهذا الخالق القدير عزّ وجلّ، فذكر عِدَّة آيات، ثمّ انتقلت السّورة إلى ذكر قَصص الأنبياء، وهذا هو الموضوع الرّئيسي تقريباً في هذه السّورة؛ ولذلك سُمِّيَت سورة الأنبياء فذكر الله عزّ وجلّ في هذه السّورة قصّة عدد من الأنبياء: موسى، وهارون، وإبراهيم عليه السّلام وأطال في قصّةِ إبراهيم، ثمّ ذكر قصّة لوط، ونوح عليه السّلام وداود وسليمان، وبعد ذلك ذكر قصّة أيّوب عليه السّلام وكذلك إسماعيل، وذو الكِفل، وبعدَهُ يونس ذو النّون، ثمّ زكَرِيّا، ثمّ ختم بذكر مريم وما ذكر الله عزّ وجلّ عنها من المدح والثّناء. ثمّ آخر السّورة عاد وذكر مصير المكَذِّبين ومصير أهلِ الإيمان، فذكر أمورَ الآخِرة وقرَّرَ هذا الأمر ببيان فيه عِظة وفيه قوّة تقشَعِرُّ لها الأبدان حقيقة، ثمّ خُتِمَت السّورة ببعض الأمور الّتي تتعلّق بنَبِيِّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ {107}}[/FONT][FONT=&quot] وهذه باختصار مُجْمَل ما اشتملت عليه هذه السّورة من موضوعات.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]طبعاً تأتي سورة الحجّ، سورة الحجّ ذكر بعض العلماء أنّها من أعاجيب السّور.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هل تأذن لي يا أبا مجاهد حتى لا نُطيل على المتّصلين معنا، أن نتكلّم عن سورة الحجّ بعد أن نأخذ اتصال الأخ زياد تفضل حياك الله، الأخ زياد من السعوديّة[/FONT]
[FONT=&quot]زياد:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]زياد:[/FONT][FONT=&quot] مساء الخير.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يا أهلاً وسهلاً الله يحيك.[/FONT]
[FONT=&quot]زياد:[/FONT][FONT=&quot] كيف حالك يا شيخ طيب؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الله يحيك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]زياد:[/FONT][FONT=&quot] الله يجزاكم خير على هالبرنامج لكن الصوت من عندكم ضعيف أنا من التليفون أكلمكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] طيب نرفع أصواتنا [/FONT]
[FONT=&quot]زياد:[/FONT][FONT=&quot] أنا عندي سؤال وملاحظة. السؤال الأول يا طويل العمر تفسير آية 71 في سورة الأنبياء: [/FONT][FONT=&quot]{وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ {71}}[/FONT][FONT=&quot] الأرض هي فقط القدس وإلاّ جميع محيط الشام؟ هل المقصود بها القدس أو مصر.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] طيب أبشر.[/FONT]
[FONT=&quot]زياد:[/FONT][FONT=&quot] وصل السؤال؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن مع د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] وصل السؤال نعم. والملاحظة يا زياد؟ [/FONT]
[FONT=&quot]زياد:[/FONT][FONT=&quot] الملاحظة بالنّسبة للحلقة الماضية أمس [/FONT][FONT=&quot]{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى {132}}[/FONT][FONT=&quot] الآية العلاقة بين الرزق والصّلاة يعني ما يتبيّن أنّ الصّلاة من أكبر أسباب الرّزق؛ لأنّه لمّا الله سبحانه وتعالى لمّا شرع كان الصّحابة يقولون:أتتكم قاضية الحوائج، وقصّة الصّحابي الجليل الّذي ما وجد عند أهله طعام فأمر زوجته أن تُصَلّي ركعتين، فصلّت ركعتين فأدارت الرّحى فذهب إلى النّبيّ عليه الصّلاةُ والسّلام فقصّ عليه القصة فقال هذا لك إلى قيام السّاعة، هل هذه القصة صحيحة؟؟ وهل لها علاقة بالآية؟ يعني على حسب علمي كما قال الشيخ أنّ الصلاة هي أوسع أبواب الرّزق بحيث تصلّي ركعتين تقضي حاجتك من الله سبحانه وتعالى. جزاكم الله خير.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك شكراً يا زياد. الأخ عبد الله من السعودية تفضل، تفضل يا عبد الله حياكم الله.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله: [/FONT][FONT=&quot]السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] عليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] كل عام وأنتم بخير.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأنت كذلك الله يحيك.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] عندي سؤال للشيخ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضل.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] ما هي السّورة الّتي تأتي شفيعة لصاحبها يوم القيامة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] طيب، جيد، هل لديك سؤال آخر يا عبد الله؟ الأخت الدرقاء من الجزائر تفضلي. [/FONT]
[FONT=&quot]الدرقاء:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام.[/FONT]
[FONT=&quot]الدرقاء:[/FONT][FONT=&quot] ممكن أسأل الشيخ؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] حياكم الله تفضلي.[/FONT]
[FONT=&quot]الدرقاء:[/FONT][FONT=&quot] في سورة الأنبياء [/FONT][FONT=&quot]{وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ {89}}[/FONT][FONT=&quot] هنا زكريّا دعا الله تعالى بالولد لماذا؟ لأنّه لما ذهب إلى مريم وجدنا عندما بشره بغلام قال { قال رَبّي أنّى يكونُ لي غُلامٌ} ؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] واضح السؤال شكراً يا أخت الدرقاء بارك الله فيك. نعود إليك يا دكتور محمد في الحديث عن سورة الحج وموضوعها، ثمّ نبدأ في أسئلة الإخوان.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قلت: أنَّ سورة الحجّ من السور العجيبة، وذكر بعضهم أنَّ فيها المكّي والمدني، واللّيلي والنّهاري، والصيفي والشتائي، والعلماء مختلفون بين مكيَّتِها ومدنيَّتِها؛ لأنّ موضوعاتها إن قلت أنّها موضوعات عقيدة فهي كذلك، وإن قلت بأنّها موضوعات تشريع وأحكام فهي كذلك، ولعلّ الأقرب والله أعلم أنّها مكيّة ومدنيّة، منها ما هو مكّي، ومنها ما هو مدني. [/FONT][FONT=&quot]{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}[/FONT][FONT=&quot] في بدر [/FONT][FONT=&quot]{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ {39}}[/FONT][FONT=&quot] في المدينة. فيها آيات طبعاً تتعلّق بالعقيدة وأهوال القيامة تُشبه الآيات المكيّة؛ فالّذي يظهر والله أعلم أنّها مكيّة ومدنيّة، وهذا من الأمور الّتي يعني تميّزت بها هذه السّورة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ممّا ميّز هذه السّورة أنّ هذه السّورة سُمِّيَت بالحجّ وهو الرّكن الوحيد الّذي سُمِّيَت باسمه سّورة الصّلاة، والصّيام، والزّكاة ما في سورة سميَّت بركن من أركان الإسلام إلاّ هذه السّورة، وقد يكون هذا والله أعلم؛ لأنّ الحجّ لا يُفْعَل في العمر إلاّ مرَّةً واحدة، ولقُوَّة علاقتها بالتّوحيد؛ فلذلك أُفرِد بتسمية السّورة باسمه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وإن كانت سورة الفاتحة يا دكتور محمد تُسَمّى سورة الصلاة لكن ليس من القرآن.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ايه ليس من القرآن نعم. هذه السورة أيْضاً اشتملت على موضوعات متنوّعة، وهي تُعنى بالقضايا في العقيدة والبعث وإثبات البعث بقراءات متعدّدة، وممّا تميّزت به كثرة تقسيماتها للنّاس. النّاس ينقسموا إلى عِدّة تقسيمات، وقد ألّف أحدُ الباحثين كتاباً في هذا "أقسام النّاس في سورة الحجّ" وهناك تقسيمات لهذه السّورة للنّاس في عِدّة مواضع.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ممّا يُمَيِّز هذه السّورة أيْضاً أنّ فيها سجدتين، وهذا ليس في سورةٍ أخرى، فيها سجدة في أوَّلِها، وفيها سجدة في آخرها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وكذلك ممّا يُمَيّز هذه السّورة أنّ فيها آية جامعة لكلّ خير لم تترك خيراً إلاّ وأمرت به، وهي قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {77}}[/FONT][FONT=&quot] هذه الآية جامعة لم تترُك خيراً إلاّ أمرت به في باب الخير هناك آية جامعة في المنهيّات وهي قوله تعالى[/FONT][FONT=&quot] {وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} [الأنعام: 120][/FONT][FONT=&quot] فتلك جامعة في المنهيات وهذه جامعة في الخير، في سورة الأنعام نعم [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ {120}.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]سورة الحجّ يعني بدأت بداية قويّة جدّاً [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ {1}} [/FONT][FONT=&quot]و [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا النَّاسُ} [/FONT][FONT=&quot]في الغالب خطاب لأهل مكّة في الغالب، وطبعاً هذه السّورة جاء فيها [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}[/FONT][FONT=&quot] و [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا النَّاسُ}[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً أنت الآن تشير يا دكتور محمد إلى ضوابط المكي والمدني الّتي يذكرها العلماء يقولون: أنّ السورة الّتي [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا النَّاسُ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]في الغالب تكون مكيّة [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تكون مدنيّة وهذه مشتبهة، أيْضاً من العلماء مَن يقول السورة الّتي كيون فيها سجدة فهي مكيّة، فهذا من الضوابط الّتي[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد مع د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهذه فيها سجدتان.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ {1}}[/FONT][FONT=&quot] طبعاً هذه فيه وقفة مع علاقة اسم السّورة بهذه البداية، من أعظم دروس الحجّ التّذكير باليوم الآخر، وأنّ النّاس يجتمعون في مواقف صعبة وعلى هيئةٍ واحدة، وكثير من الأمور الّتي تكون للحجّ تُذَكِّر باليوم الآخر؛ ولذلك بدأت هذه السورة بــــــ [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ {1} يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فهذا في بعض صوره يوجد في الحجّ عندما يذهل الحاجّ بسبب الزِّحام وشِّدته عن بعض الأشياء في الطّواف، والسّعي، عند رمي الجِمار [/FONT][FONT=&quot]{يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى {2}}[/FONT][FONT=&quot] كالسُكارى في الدّهشة والحَيْرة وعدم استجماع العقل، وَمَا هُم بِسُكَارَى بالخمر حقيقة ولكنّهم كالسُّكارى [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}.[/FONT][FONT=&quot] ثمّ ذكرت دلائل البعث، هذه من أهمِّ الأشياء الّتي تُرَكِّز عليها السّور المكيّة [/FONT][FONT=&quot]{إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ }[/FONT][FONT=&quot] ثمّ انتقلت إلى الحديث عن أهلِ الإيمان وأهل الكفر [/FONT][FONT=&quot]{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وذكر بعد ذلك الله عزّ وجلّ فيها قصّة الحجّ وبداية فرضيّة الحجّ منذ بوّأ الله عزّ وجلّ لإبراهيم عليه السّلام مكان البيت، [/FONT][FONT=&quot]{وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا}[/FONT][FONT=&quot] إلى آخر الآيات الّتي جاءت في بيان بعض أمور الحجّ المهمّة، ولعلّه يأتي إن شاء الله شيء من التعليق عليها في ثنايا هذا اللّقاء إن شاء الله تعالى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك وحياك الله يا أبا مجاهد وشكر الله لك. والحقيقة كما تفضلت يعني سورة الأنبياء مليئة بالعبر لو أردنا أن نقف مع كلّ قصّة من هذه القصص لاستغرقت الوقت الطّويل. معنا الأخ عبد الله من السّعوديّة تفضّل يا أخ عبد الله [/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] حياك الله وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] شكر الله لكم ولهذا البرنامج النّاجح.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيك يا عبد الله.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الله:[/FONT][FONT=&quot] أحببت يا شيخ الله يحفظك أسأل الإخوان جميعاً في سورة الأنبياء الله عزّ وجلّ ذكر قصص الأنبياء، ثمّ أردفها في الأخير بذكر علامة من علامات السّاعة وهي ذكر يأجوج ومأجوج والأشراط لو تذكرون المناسبة مع أنّ القصة كلّها كانت أغلبها في قصص الأنبياء فما الّذي جعل ذلك يكون ضمن السورة؟ [/FONT]
[FONT=&quot]ثمّ بعد ذلك في سورة الحجّ ورود السّجدتين في أوّل السّورة وفي آخر السّورة أما يعني هذا شيْئاً لهذه السورة العظيمة؟ بودّنا بعض الإيحاءات لهذه السورة الله يبارك فيكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً شكراً جزيلاً لك. هنا يا دكتور محمد أسئلة وردتنا أيْضاً من هاتف الجوال وأسئلة من طريق الاتصالات نريد أن نأخذها بالتّرتيب، معنا في سورة الأنبياء، وإن شئت وإن أذنت لي يا دكتور محمد تفسير بعض الآيات الّتي في آخر سورة طه والكهف ومريم من الحلقة السابقة.[/FONT]
[FONT=&quot]سائل يسأل ويقول: هل ورد فضل الآيتين الأخيرتين من سورة الكهف، بعضهم يقول أنّها تورث الإخلاص، هل مرّ عليك شيء من هذا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] هو الّذي أعلم بالنّسبة للآيتين الأخيرتين لم يرد فيها شيْءٌ يتعلّق بها إلاّ من حيث مَن حَفِظَ من أوّل سورة الكهف وآخر سورة الكهف أنّهُ يُحْفَظ من الدّجّال، لكن بالنّسبة للآيتين الآخيرتين لا أعرِف في هذا شيْئاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل. في قوله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا {71}} [مريم:71] [/FONT][FONT=&quot]يسأل سائل: ما معنى هذه الآية؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] ذكر العلماء: أنّ المراد بهذه الآية الصِّراط {وَإنْ مِنْكُمْ إلاّ وارِدُها} يعني كلُّ النّاسِ يَرِدونَ النّار على الصِّراط، الله عزّ وجلّ ذكر بعدها [/FONT][FONT=&quot]{ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا {72}}[/FONT][FONT=&quot] فأهلُ التّقوى يُنَجّيهم الله[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عزّ وجلّ وهذا معلوم في مسائلِ الصِّراط وأنّهُ يَمُرّ على النّار فالله عزّ وجلّ يُنَجّي المتَّقين، نسأل الله عزّ وجلّ أن يجعلنا منهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] اللهمّ آمين. نسأل الله ذلك. سائلٌ يسأل يا دكتور في سورة الكهف في آخرها يقول الله سبحانه وتعالى عبر فيها: [/FONT][FONT=&quot]{فَمَا اسْطَاعُوا} {وَمَا اسْتَطَاعُوا} {ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع} {سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع}[/FONT][FONT=&quot] ما هي الحكمة في التّعبير بهذه العبارة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] يعني هذه فائدة لغوية وهي أنّ القاعدة في هذا: زيادة في المبنى تدلّ على زيادة في المعنى. [/FONT][FONT=&quot]{سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هنا لم يُنَبِّئهُ بعد؛ فلذلك أتى بتعبير [/FONT][FONT=&quot]{تَسْتَطِع} ب[/FONT][FONT=&quot]زيادة التّاء؛ لأنّه لا يعرف التّأويل بعد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]فهو ثقيل على نفسه.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] نعم، فلمّا عرف [/FONT][FONT=&quot]{ذَلِكَ تَأْوِيلُ} [/FONT][FONT=&quot]قال هذا [/FONT][FONT=&quot]{مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا}[/FONT][FONT=&quot]؛ لأنّه عرف فخفّف بالتّاء؛ لأنّه [/FONT][FONT=&quot]{تَسْتَطِع}[/FONT][FONT=&quot] فيها زيادة؛ لأنّه لم يعرف تأويل الأخبار هذه بعد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهذا نفس العلّة [/FONT][FONT=&quot]{فَمَا اسْطَاعُوا} {وَمَا اسْتَطَاعُوا}[/FONT][FONT=&quot]؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم، [/FONT][FONT=&quot]{فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا {97}}[/FONT][FONT=&quot] يعني الظّهور أسهل من النّقب؛ ولذلك عبّر بالظّهور بـــــــ [/FONT][FONT=&quot]{اسْطَاعُوا} [/FONT][FONT=&quot]بدون تاء أمّا في النّقب فلصعوبته قال [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل، جميل، وأظنّ هذه قاعدة (زيادة المبنى) .[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قد تكون مضطردة، أن أيّ لفظ يأتي فيه زيادة حروف فيه زيادة معنى يجعلون قاعدة زيادة المبنى تدلّ على زيادة المعنى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل فتح الله عليك. هنا سؤال يا دكتور محمد عن الآية رقم 71 من سورة الأنعام أو من سورة الأنبياء عفواً [/FONT][FONT=&quot]{وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ {71}}[/FONT][FONT=&quot] فيقول: ما المقصود في الأرض الّتي باركنا فيها للعالمين؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ذكر المفسِّرون أنّها أرض الشّام، وبارك الله عزّ وجلّ فيها للعالمين من حيث كثرة الأنبياء فيها، الأنبياء كانوا في هذه الأرض؛ فهي أرض مباركة من حيث كثرة الأنبياء فيها، وأيْضاً؛ لأنَّ فيها بيت المقدِس [/FONT][FONT=&quot]{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}[/FONT][FONT=&quot] والمراد بـــ [/FONT][FONT=&quot]{حَوْلَهُ} [/FONT][FONT=&quot]أرض الشام، فالمراد بالأرض هنا أرض الشّام بعمومها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأين كان إبراهيم عندما هاجر؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كان في العراق هاجر من العراق كذلك وابنُ أخيه لوط، وفي الآية قال [/FONT][FONT=&quot]{وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ} [/FONT][FONT=&quot]يعني عدّا (ونجّيْناهُ إلى)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وليس معنى { وَنَجَّيْناهُ مِنْ } فلم يقل.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم، (إلى)؛ لأنّ فيها الخروج {نَجَّيْناه} مُضَمَّن معنى أخرجناه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل جدّاً، إذاً هذا هو المقصود بالرض الّتي باركنا فيها. هنا أيْضاً سؤال يا دكتور في قوله تعالى أمّا الأخ زياد يُنَبِّه سُئِلْنا سؤالاً وهو ما هي العِلّة أو ما هو المناسبة بين قوله [/FONT][FONT=&quot]{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى {132}}[/FONT][FONT=&quot] فسأل سائل قال: ما هي العلاقة بين الرّزق وبين الأمر بالصّلاة؟ فنحن قلنا له يعني: لعلّ هذا إشارة إلى أنّ الصّلاة كثيرٌ من النّاس يشغله طلب الرّزقِ عن الصّلاة؛ فجاء الأمر بالصّلاةِ في هذا الأمر وتذييله بالرّزق أنّه على الله سبحانه وتعالى وأنه قد تكفّل به، والأخ زياد يُنَبِّه إلى أنّ أيْضاً الصّلاة هي من أبوابِ الرِّزق؛ فجاء الأمرُ بها، والإشارة إلى أنّ المحافظة عليها بابٌ من أبواب الرّزق، وهذا كلامٌ صحيح. وطبعاً يا دكتور محمد أحياناً عندما تجد مثل هذه الأسئلة هي أسئلة غير قطْعِيّة أليس كذلك؟ هي احتمالات واجتهادات؛ ولذلك هذه إضافة جيّدة من الأخ زياد.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الآية هذه فيها الجانبان، طبعاً أكثر ما يشغل النّاس عن الصّلاة في الواقع هو الرّزق؛ فالله عزّ وجلّ يأمُر بها [/FONT][FONT=&quot]{لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا} [/FONT][FONT=&quot]يعني لا يشغلكم طلب الرّزق عن الصّلاة؛ لأنّ الصّلاة هي الأهمّ، ثمّ في المقابل الصّلاة والاشتغال بها سببٌ للرّزق؛ لأنّ المحافظة على الصّلاة من تقوى الله[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا {2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق:1-2] [/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً. الأخ عبد الله يقول ما هي السّورةُ الّتي تأتي شفيعاً لصاحبها يوم القيامة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]طبعاً القرآن كلّه يأتي يوم القيامة شفيعاً لصاحبه، هذا القرآن كاملاً، لكن بعض السّور خصّت بمزيد فضل، والمعروف أنّ سورة المُلْك، تبارك سورة من ثلاثين آية شفعت لصاحبها أو هي المُنْجِيَة تُنْجيهِ من عذابِ القبر؛ فلعلّ سورة تبارك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأيْضاً يا دكتور تأتي البقرة وآل عمران يوم القيامة يُحاجّان عن صاحبها والمُحاجَجة هي الشّفاعة. معنا الأخت نورة من السّعودية تفضلي يا أخت نورة [/FONT]
[FONT=&quot]نورة: [/FONT][FONT=&quot]السّلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السّلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]نورة:[/FONT][FONT=&quot] عندي تساؤل عن سورة الحجّ في قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ {52}}[/FONT][FONT=&quot] المقصود في [/FONT][FONT=&quot]{فَيَنسَخُ اللَّهُ} [/FONT][FONT=&quot]هل المقصود الآيات الّتي الله سبحانه وتعالى نسخها؟ أم ما المقصود بهذه الآية؟[/FONT]
[FONT=&quot]وأيْضاً في قوله تعالى نرجع قليلاً إلى سورة يوسف [/FONT][FONT=&quot]{وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ}[يوسف:42] [/FONT][FONT=&quot]فما المقصود؟ هل هو يوسف أم أحد الرّجُلَيْن؟ [/FONT]
[FONT=&quot]وأيْضاً في قوله في قصّة سليمان عليه السّلام لمّا أمر عِفْريت من الجنّ يأتي بالعرش فقال له [/FONT][FONT=&quot]{قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ} [النمل: 40][/FONT][FONT=&quot] مَن هذا؟ هل هو موسى نفسه؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ما شاء الله القرآن كلّه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً يا أخت نورة بارك الله فيك. معنا الأخ مُنير من ليبيا تفضل يا أخ منير.[/FONT]
[FONT=&quot]منير:[/FONT][FONT=&quot] بارك اله فيك يا شيخ السلام عليك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]أهلاً وسهلاً بك وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]منير:[/FONT][FONT=&quot] ما حكم سماع المرأة الحائض للقرآن؟[/FONT]
[FONT=&quot]السؤال الثاني: نسأل عن حكم الأناشيد الدينية، هي الآن موجودة في الفضائيّات هي أصبحت الآن مثل ما يقولوا وسيلة من وسائلِ الدّعوة، نحن نرى فيها غاية ونجد بعض القراء للقرآن المعروفين يعملون الكليبات تركوا القرآن وأصبحوا يتسابقون في الأناشيد الدينية مع العلم أنّ فيه من النّساء وفيه من أنّه بحُجّة الدّعوة إلى الله هل هذه فعلاً دعوة إلى الله أو هو طلب شُهرة أم ماذا؟ الله أعلم يا شيخ فهل هي من الدعوة إلى الله[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وضح السؤال بارك الله فيك شكراً يا أخ منير. الأخ صالح من السعودية تفضل يا أخ صالح [/FONT]
[FONT=&quot]صالح:[/FONT][FONT=&quot] السّلام عليكم ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]صالح:[/FONT][FONT=&quot] يا فضيلة الشيخ بالنسبة لقول الله عزّ وجلّ أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم [/FONT][FONT=&quot]{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا}[/FONT][FONT=&quot] هل المقصود (مدين) هي المدينة الّتي تقع شمال غرب تبوك والمعروف اسمها الآن [البدع] هل هي هذه المدينة الّتي كان المقصود بها لشعيب عليه السلام لأن موجود فيها مغاور لقوم شعيب على حسب الرِّوايات ما نعلم هل هي موجودة وإلاّ كانوا ينحتون الجبال الجيوش حقّتهم منحوتة في الجبال .[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أنت تعرفها يا أخ صالح شخصياً ذهبت إليها؟[/FONT]
[FONT=&quot]صالح:[/FONT][FONT=&quot] ذهبت إليها؛ لأنّي أنا أسكن هناك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] إيه جيّد جزاك الله خير.[/FONT]
[FONT=&quot]صالح:[/FONT][FONT=&quot] الله يجزاك خير السلام عليكم. [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]شكراً يا أخ صالح الله يحيك.[/FONT]
[FONT=&quot]نعود يا أبا مجاهد إلى حديثنا الحقيقة في الآيات سورة الأنبياء وسورة الحجّ هنا سؤال يا أخي العزيز عن قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ {89}}[/FONT][FONT=&quot] الأخت الدّرقاء تسأل تقول: ما معنى الآية؟ هل يقصد {لا تَذَرْني فَرْداً} أنّه يطلب الولد؛ كما في مريم وفي آل عمران؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لا شكّ أن ّالآية صريحة في هذا والدّليل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فالإجابةُ تبين المقصود بالسؤال.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] البعض أحياناً يا أبا مجاهد الّذي يسأل عن الآية ولا ينتبه للآية الّتي بعدها قد يكون فيها الجواب، وهذا ما يُسَمّى تفسير القرآن بالقرآن، خاصّةً هذا النّوع منه الّذي يكون البيان المتّصل بيان القرآن بيان المتّصل أن يكون ظاهر.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ عبد الله سأل عن يأجوج ومأجوج في آخر سورة الأنبياء يقول: جاء الحديثُ عن الأنبياء، وفي آخرِها قال [/FONT][FONT=&quot]{حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ {96}}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يقول هل هناك حكمة من ختم هذه القصص بذكر قصة يأجوج ومأجوج؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لا يظهر لي مناسبة واضحة، ذكر قصص الأنبياء لها فوائد وعبر، وانتقل الحديث بعدها إلى [/FONT][FONT=&quot]{وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ {52} فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا}[/FONT][FONT=&quot] ثمّ انتقل الحديث إلى سياق يتكلّم عن ما يحصل في آخر الزّمان وعلامات السّاعة فلا يظهر لي أبداً شيء بيِّن يمكن أن يُقال في العلاقة بين الأنبياء وذكر هذا الأمر في آخر السورة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل جدّاً. ويبدو والله أعلم يا دكتور محمد أنَّها يعني إشارة إلى أنّ أوّلاً يمكن أن يُسْتَنبط منها مثلاً [/FONT][FONT=&quot]{وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} [/FONT][FONT=&quot]بعد أن ذكر هذه الأُمَّة أُمَّة محمد صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ أنّه ليس بعدها إلا قيام السّاعة، أليست يأجوج ومأجوج هي من علامات الساعة الكبرى؟ وأنّ خروجهم علامة من هذه العلامات؟.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] سأل سؤالاً الأخ عبد وقال: يعني سورة الحجّ فيها سجدتان هل يا تُرى هناك حكمة تلتمسها من وجود سجدتين في سورة؟ وهل هناك علاقة بينها وبين الحجّ – فريضة الحجّ نفسها-؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الله أعلم لا يظهر لي مناسبة في هذا الله أعلم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل. الأخ سأل سؤالاً من الجوال يقول: أنّه الإخبات ذكر في سورة الحجّ مرّتين فيقول هل هذا له علاقة يا تُرى بفريضة الحجّ؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لا شكّ هذه الآية جاءت بعد آيات الحجّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ {34} الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {35}}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]والإخبات هو مثل ما يقول العلماء هو تقوى الله عزّ وجلّ والتّواضع لعباده، وهذا يظهر كثيراً في الحجّ، مظاهر التّقوى مع أهميّة التّواضع لعباد الله أنّهم يستوون وكُلٌّ منهم بحاجة إلى الآخر فلا بُدّ فيه من هذه المظاهر، ثمّ بيَّن الله صفات المخبتين بالصّفات الأربعة الّتي ذُكِرَت في الآية الّتي تليها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً وفعلاً هو معنى الإخبات في هذا.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]طبعاً الإخبات أصلاً من النّزول مكان خبت يعني نازل، فلا شكّ أنّ الحجّ كلّ العبادات من مقاصدها إكساب الإنسان التّقوى والتّواضع والعبوديّة لله عزّ وجلّ والتّواضع للعباد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأيْضاً [/FONT][FONT=&quot]{كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا {97}}[/FONT][FONT=&quot] خبت يعني: ضعُفَ نارها.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخت نورة تسأل ثلاثة أسئلة سؤال في موضوع [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ {52}}[/FONT][FONT=&quot] تسأل: ما المقصود بالنّسخ أوّلاً في هذه الآية؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هو النّسخ مثل السؤال السابق يعني يفسّرها الكلمة الّتي بعدها، النّسخ في القرآن له معاني، من معانيها،[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]من معاني النّسخ: أن يأتي حكم بدل حكم. وهذا لا يُراد هنا، المراد هنا الإبطال والإزالة. فمن معاني النّسخ: نسخت الشّمسُ الظّلّ أزالته، فهذا المعنى من معاني النّسخ لغةً وهنا. يعني: فمعنى [/FONT][FONT=&quot]{فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ}[/FONT][FONT=&quot] أي يُبْطِلُ اللهُ ما يُلْقي الشّيطان من الشّبهات والوساوس الفاسدة [/FONT][FONT=&quot]{ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ} [/FONT][FONT=&quot]هذا معنى النّسخ هنا. وطبعاً معنى النّسخ يتّضح بمعرفة معنى الآية على وجه العموم، وهذه الآية تُعَدّ من الآيات الّتي فيها إشكال عند كثير من المفسرين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وضّحها للمشاهدين.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الله عزّ وجلّ يُبَيِّن للنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام لمّا ذكر بأنّه [/FONT][FONT=&quot]{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ {49}}[/FONT][FONT=&quot] بيَّن بأنَّ الله عزّ وجلّ ما أرسل من قبله من رسولٍ ولا نبيّ إلاّ إذا تمنّى، وشبه إجماع من المفسّرين، وإن خالف بعض المتأخرين أنّ المراد بالتّمنّي هنا: التِّلاوة والحديث. إذا تمنّى يعني حدّث، أو قرأ أو تلا. [/FONT][FONT=&quot]{إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ}[/FONT][FONT=&quot] يعني إذا حدّث النّبيّ بالوحي الّذي أُوحِيَ إليه، وبمضمونه للنّاس ودعاهم إلى الهداية والاستجابة، يأتي الشيطان فَيُلْقي للنّاس الوساوس والشّبهات الّتي تصدّهم عن مضمون هذا الوحي، [/FONT][FONT=&quot]{فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ} [/FONT][FONT=&quot]فيُبطِل الله ما يُلْقي الشيطان؛ لأنّه باطل وزاهق؛ فيبطِله الله عزّ وجلّ ثمّ يُحْكِمُ الله آياته، فوساوس الشيطان وشبهاته دائماً إلى زوال، وأمّا آياتُ الله فهي محكمة ثابتة، هذا يعني مضمون الآية ومعناه، وهو الأقرب إلى الصواب والله أعلم بعيداً عن القصص الّتي يذكرونها في تفسير هذه الآية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل جدّاً، سألت سؤالاً آخر وإن كان خارج موضوعنا [/FONT][FONT=&quot]{وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ}[/FONT][FONT=&quot] تقول مَن هو الشّخص هذا الّذي نسي؟ طبعاً في قصّة يوسف.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً هو يوسف عليه السّلام- أنا أودّ من الإخوان أن يقتصروا على الجزء الّذي معنا- يوسف عليه السّلام لمّا نبّأ مَن معه من السُّجَناء بالتأويل واحد يعني بتأويل الرُّؤيا بأنّه سيُقْتَل، والآخر سيخرج، فقال يوسف للّذي ظنّ أنّه ناجٍ مِنْهُما، وهو الّذي سيخرج [/FONT][FONT=&quot]{اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ}[/FONT][FONT=&quot] يعني عند سيّدك، عند الملِك [/FONT][FONT=&quot]{فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ}[/FONT][FONT=&quot] فنسي فلبث يوسف في السّجن بضع سنين، فالمراد بالرّبّ هنا سيّد الغلام الّذي خرج.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل جدّاً. قصّة الّذي عندَه علمٌ من الكتاب [/FONT][FONT=&quot]{قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فيها خلاف بين أهل العلم ولعلّه يأتي في الجزء المعلّق بها، لكن الّذي يظهر الآن والله أعلم أنّه رجل عندَهُ علم، وهذا يدلّ على فضل العلم [/FONT][FONT=&quot]{قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي} .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل جدّاً فتح الله عليك يا أبا مجاهد. أستأذنك يا أبا مجاهد وأستأذن الإخوة المشاهدين في عرضِ كتابٍ لهم يستفيدوا منه إن شاء الله، ثمّ نعود إليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]******************************[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فاصل: التعريف بكتاب[/FONT]
[FONT=&quot]"تدَبُّرُ القرآن"[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]مُؤلِّفُ هذا الكتاب هو الأستاذ سلمان بن عمر السنيدي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ويتناولُ هذا الكتاب موضوعَ تَدَبُّرِ القرآن الكريم، والتأمُّلَ والتّفكُّرَ في آياته للعملِ بما فيه، وقد اشتمل على الموضوعات التالية:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]معنى تدبُّر القرآن وأهميّته.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]أمورٌ شُرِعَت من أجلِ تدَبُّر القرآن والتأثر به؛ وذكر منها: التّرتيلَ وتحسينَ القراءة، وقيام اللّيلِ بالقرآن.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]أمورٌ مُتَوَقِّفَةٌ على تدبُّر القرآن وفَهمِ معانيه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]صوارِفُ تَحولُ دون تَدَبُّرِ القرآن.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]ودرجاتُ تدَبُّر القرآن.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]وذكر من سُبُلِ تدبُّرِ القرآن.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]ثمّ ختم كتابَهُ بذكرِ صورٍ ومواقف من تدبّر المتدبِّرين للقرآن.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وقد صدر الكتابُ ضمنَ سِلسِلةِ كتابِ البيان الّذي يصدرُ عن مجلّة البيان، وقد صدرت طبعته الثانية عام ألفٍ وأربعِ مِئةٍ وثلاثةٍ وعشرين للهجرة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]*******************************[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]مرحباً بكم أيُها الإخوةُ المشاهدون مرّةً أخرى في هذا اللّقاء من برنامجكم [التّفسير المباشر] وأُجدّد التّرحيب بضيفِنا العزيز الّذي قَدِمَ إلينا اليوم من مدينةِ أبها الحبيبة وهو فضيلة الشيخ الدّكتور محمد بن عبد الله القحطاني، الأستاذ المساعد بجامعة الملك خالد، والمشرف العلمي في ملتقى أهل التفسير، حياكم الله يا أبا مجاهد مرة أخرى.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الله يحيك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] سألنا سائل قبل الفاصل عن قوله تعالى في سورةِ الأنبياء [/FONT][FONT=&quot]{يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ {104} وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ}[/FONT][FONT=&quot] الآية، يسأل ما معنى [/FONT][FONT=&quot]{يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ}[/FONT][FONT=&quot] الآية؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]من القواعد المهمّة الّتي لا بُدّ من الاهتمام بها، وأنا أنصح نفسي والإخوة المستمعين والمشاهدين بأن يهتموا بها، أن يُحاول القارئ أن يتأمَّل الآيات في سياقِها وموضوعِها، فإنَّ هذا يكشف الكثير من الخفاء، فالآية تتعلّق بمصير أهل الإيمان يوم القيامة، وأنّ الله عزّ وجلّ يُنَجّيهم [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ {101}}.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]يعني عن النار.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم [/FONT][FONT=&quot]{لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ {102} لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهو الموت أو العذاب والهوْل يومَ القيامة [/FONT][FONT=&quot]{وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ {103}}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الّذي هو يوم القيامة، وما يحصل لهم فيه من الجزاء. هذا اليوم [/FONT][FONT=&quot]{يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} [/FONT][FONT=&quot]الطَّيّ ضدّ النّشر يُطْوى الكِتاب كما تُطْوى الورقة [/FONT][FONT=&quot]{يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء}[/FONT][FONT=&quot] تُطْوى السّماء [/FONT][FONT=&quot]{كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ[/FONT][FONT=&quot]} كما يطوي السّجلّ وهو الكتاب المكتوب فيه، فالسماء تُطْوى، يوم نطوي السماء في ذلك اليوم كَطَيِّ السِّجِلِّ للكتب [/FONT][FONT=&quot]{كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وقد بيّنها النّبيّ عليه الصّلاةُ والسّلام بأنّ الخلائق يُبعثون يوم القيامة حُفاةً عُراةً غُرْلاً أي مختونين[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا} [/FONT][FONT=&quot]يعني حقّاً علينا لا بُدّ منه [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}[/FONT][FONT=&quot]. ثم[/FONT][FONT=&quot]ّ تأتي هذه الآية وسياقُها يُبَيِّن معناها الّتي بعدها يمكن أنها جزء من السؤال {[/FONT][FONT=&quot]وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ {105}}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذه الآية من المُفَسِّرين مَن ذكر بأنّها في الدُّنيا، هذا قول له حقّ من النّظر، يعني أنّ الأرض الله عزّ وجلّ كتب في الزَّبور المراد بالزَّبور هنا المزبور أي: الكتب المكتوبة؛ فهو جنس يشمل التوراة، والإنجيل، والزَّبور، والقرآن.[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{مِن بَعْدِ الذِّكْرِ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أي اللوح المحفوظ. لقد كتبنا كتابة قَدَرِيّة كتبها الله عزّ وجلّ كتب ذلك كتب في الزَّبور من بعدِ الذّكر، أنّ الأرضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحون، وهذا يوم القيامة، والمراد بالأرض هنا الجنّة على القول الأرجح والّذي عليه جمهور المفسرين، ومنهم مَن قال: بأنَّ المراد بالأرض في الدّنيا، وأنّ على المؤمنين أن يسعوا إلى استخلاصها من أهل الكفر بالجهاد والقتال لأنّها لهم. يذكر بعضهم معنى لطيف أنّ أهلَ الكفر يدفعون الجِزية؛ لأنّهم يسكنون أراضي لا يستحقّونها؛ فكأنّهم مستأجِرون لهذه الأرض فيدفعون مقابل بقاءهم على أرض لا يستحقّونها؛ لأنّه معلوم أنّ الله عزّ وجلّ خلق الخلق لعبادته وجعل الأرض لهم فهم أوْلى النّاس بها، فهذا معنى [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ {128}} الأعراف .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]معنا الأخ أحمد من السعودية تفضل يا أخ أحمد حياك الله، معنا الأخ نايف تفضل[/FONT]
[FONT=&quot]نايف:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]وعليكم السلام.[/FONT]
[FONT=&quot]نايف:[/FONT][FONT=&quot] تحية طيبة لك دكتور عبد الرحمن ولضيفك الكريم د. محمد[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]أهلاً وسهلاً بك تفضل حياك الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أحمد:[/FONT][FONT=&quot] شيخنا الكريم لديّ ثلاثة أسئلة:[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضل.[/FONT]
[FONT=&quot]أحمد:[/FONT][FONT=&quot] السؤال الأول: في قوله عزّ وجلّ [/FONT][FONT=&quot]{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ}[/FONT][FONT=&quot] الباء هنا في قوله عزّ وجلّ: [/FONT][FONT=&quot]{بِالْحَقِّ}[/FONT][FONT=&quot] هل هي للمصاحبة أو للملامسة؟ وجه السؤال لأنّ القذف في القرآن الكريم دالّة على الشِّدّة إلاّ هذه الآية هل هي الباء هنا للملابسة أن الحقّ نفسه شديد أو للمصاحبة الحقّ يصحبه شدّة في قذفه على الباطل ويترتب على هذا نور يقذفه الله عزّ وجلّ في القلب أو لا؟[/FONT]
[FONT=&quot]على قول مَن قال الحق علم نورٌ يقذفه الله في القلب، وإلاّ إذا قيلت المصاحبة فإنّ العلم شيء لطيف نوراني ليس شيْءً شديداً، هذه فائدة السؤال.[/FONT]
[FONT=&quot]السؤال الثاني: في قوله عزّ وجلّ الآية 100 من الأنبياء [/FONT][FONT=&quot]{لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ}[/FONT][FONT=&quot] وجه اختصاص الزّفير بالشّهيق في ذكر عذاب النّار؛ لأنّه أيضاً في موطن آخر في سورة هود تقدّم ذكرُ الزفير على الشهيق أنّ الزفير يسبقه شهيق هل هناك نكتة بلاغية في ذكر الزفير لأهل النار؟[/FONT]
[FONT=&quot]السؤال الثالث: لا علاقة له في الجزء إنّما هو دراسة الشيخ محمد باختيار وترجيحات ابن القيّم سؤالي: هل هناك اختيار للمفسّر؟ وجزاكم الله خيراً[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] حياك الله شيخ نايف شكراً جزيلاً. الأخ نايف أسئلته الحقيقة تُثرينا دائماً وأسئلة علمية وهو متابع وهو يكتب معنا في ملتقى أهل التفسير. نعود يا دكتور إلى أسئلة الإخوان حتى الوقت لم يبقى معنا إلاّ ما يُقارب العشر دقائق تقريباً، سألنا الأخ صالح وقال [/FONT][FONT=&quot]{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا}[/FONT][FONT=&quot] قال هل هذه مدين هي المدينة الّتي على الساحل الآن في جهة تبوك؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هو بعض الإخوة وفّقهم الله يسألون ويجيبون؛ فيُثرون البرنامج فهو أدرى بالجواب يعني طالما هو من نفس المنطقة، وهذا الّذي يظهر أنّها مَدْيَن شمال الجزيرة بدلالة أنّه خرج إلى مَدْيَن موسى عليه السّلام فهي هناك، وشُعَيْب أُرْسِلَ إلى مَدْيَن وإلى أصحاب الأيْكة وهي قريبة منها. [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]تبوك والمنطقة أظنّ بعضهم يسميها مديان أهل الكتاب يسمونها مديان وهي الّتي مسمّاها البدع الآن.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]سؤال آخر يا دكتور محمد على الآية الخامسة عشر من سورة الحجّ وهي قوله تعالى عن تفسيرها يعني [/FONT][FONT=&quot]{مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ {15}}.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]طبعاً من مزايا سورة الحجّ بأنّ الحديث فيها عن نصّ الحديث جميل وفيه لطائف.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]النصر في سورة الحج؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم، [/FONT][FONT=&quot]{وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ {40}}[/FONT][FONT=&quot] وأنَّ الله عزّ وجلّ لا بُدّ أن ينصُر أولياءه، وهذا شيء كتبه الله عزّ وجلّ [/FONT][FONT=&quot]{ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ {171} إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ {172}[الصافات:172][/FONT][FONT=&quot]، هذا لا بدّ منه فلا بد للمؤمن أن يُوقِن بهذا، هناك مَن يشكّ ويخالف ويكذّب؛ فتأتي هذه الآية؛ لِتُبَيِّن أنّ هذا الأوْلى به أن يُهْلِك نفسَه ويموت غيْظاً إذا كان لا يُريد أن يُصَدِّق بهذا. مَن كان يظنّ أن لن ينصره أي من كان يظن أن لن ينصُرَ الله نبيّه [/FONT][FONT=&quot]{أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ} [/FONT][FONT=&quot]أي: أن لن ينصر الله نبيّه. [/FONT][FONT=&quot]{مَن كَانَ يَظُنُّ}[/FONT][FONT=&quot] إمّا بالظّنّ المعروف أو بالظّنّ الّذي هو اليقين، مَن كان يظن أو يوقن أنّ الله لن ينصر نبيّه في الدّنيا بالظهورِ على أعدائه وفي الآخرة بإدخاله الجنّة وفي[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]رفعه في درجاتها وإهلاك أعدائه، وإنّ النّصر يكون في الدّنيا ويكون في الآخرة [/FONT][FONT=&quot]{فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء} [/FONT][FONT=&quot]فليمدد بحبل إلى السماء إلى سقف بيته.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]يعني السبب هنا هو الحبل؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم، فليمدد بحبلٍ إلى السماء الّذي هو سقف بيته، ثمّ يربط نفسه به [/FONT][FONT=&quot]{ثُمَّ لِيَقْطَعْ} [/FONT][FONT=&quot]يعني يُهلِك نفسَه يقطع الحبل ليهلِك نفسه [/FONT][FONT=&quot]{فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ}[/FONT][FONT=&quot] يعني هل يُذهب هذا ما يغيظه؟ لا، فنصرُ الله متحقق وهو يموت بغيظه ولا يُتَأَسَّف عليه. هذا معنى على كلّ حال معنى الآية العام أنّ نصرَ الله لنبيّه محمد صلّى الله عليه وسلّم لا بُدّ منه في الدنيا والآخرة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل جدّاً. أمّا بالنسبة لأسئلة الأخ منير يا دكتور محمد حكم سماع الحائض للقرآن، وحكم الأناشيد أنا أحيله إلى برنامج فتوى هنا البرنامج خاص بهذا.[/FONT]
[FONT=&quot]هنا سؤال قبل أن نتقل للأخ نايف سؤال عن الآية رقم 40 في سورة الحجّ يا دكتور محمد وهي قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} [/FONT][FONT=&quot]ثمّ قال: [/FONT][FONT=&quot]{وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا}[/FONT][FONT=&quot] يسأل لماذا قُدِّمَت الصّوامع على البِيَع والصّلوات؟ وأنا أسأل لماذا قال "وصلواتٌ ومساجد"؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أوّلاً معنى الآية [/FONT][FONT=&quot]{الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ}[/FONT][FONT=&quot] يعني [/FONT][FONT=&quot]{ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ {39} [/FONT][FONT=&quot]* [/FONT][FONT=&quot]{الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ}[/FONT][FONT=&quot] وهم أهل الإيمان من المهاجرين [/FONT][FONT=&quot]{بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} [/FONT][FONT=&quot]طبعاً [/FONT][FONT=&quot]{إِلَّا أَن يَقُولُوا}[/FONT][FONT=&quot] إما أن يكون للاستثناء منقطعاً فيكون ليس لهم ذنب، لكنّهم قالوا [/FONT][FONT=&quot]{رَبُّنَا اللَّهُ} [/FONT][FONT=&quot]فأُخْرِجوا بهذا السّبب، وأمّا يكون الاستثناء متّصِلاً فيكون المعنى [/FONT][FONT=&quot]{إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} [/FONT][FONT=&quot]يعني هذا ذنب بالنسبة للّذين أخرجوهم الّذين أخرجوهم يروْن أنّ هذا ذنب.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ويُؤيّد هذا يا دكتور [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ {8}[البروج:8].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ} [/FONT][FONT=&quot]يعني ولولا دفْعُ اللهِ أهلَ الشرك بأهل الإيمان بالجهاد والقتال لتسلّط أهلُ الشرك وأهل الباطل على أهل الأديان فهدّموا الصوامع والبيَع والصّلوات والمساجد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فالصوامع: جمع صوْمعة وهي مكان عبادة الراهب لوحده؛ الراهب من النصارى له صوْمعة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أمّا البِيَع: فهي كنائس عامّة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الصومعة للشخص الواحد خاصة به والبِيَع: للكنائس العامة،{ وصلوات} يعني معابد اليهود، { ومساجد } [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]التقديم هنا والله أعلم دائماً في التقديم لا يُقال بأنّه زمني؛ لأنّ اليهود قبل النصارى؛ لكن والله أعلم قد يكون الظاهر حسب السياق لأنّ السياق التهديم، فالتهديم أكثر ما يقع على الصوامع والبِيَع، ثمّ الصّلوات، ثمّ يقلّ في المساجد بمعنى أنّهم يتسلّطون، هذا ما يظهر لي والله أعلم دائماً لمّا نتكلّم عن التقديم فنتكلّم عن تقديم يُراعى فيه معنى الآية والغرض الّذي جاءت من أجله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك يا دكتور. الأخ نايف يسأل يقول: في قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ {18}}[/FONT][FONT=&quot] يقول: الباء هنا هل هي للمصاحبة أم هي للملابسة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هو جاوب وفقّه الله بأنّه يُحْتَمَل أن تكون كذا ويُحْتَمَل أن تكون كذا، لا شكّ أنّ الحقّ يعني مصحوب بقوّة ففي الحقِّ قوّة؛ لذلك قال هنا [/FONT][FONT=&quot]{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ} [/FONT][FONT=&quot]القذف هنا هو الإلقاء القوي نقذف به كأنّه قنبلة تُقذَف على الباطل؛ فيزهق الباطل ويذهب ويضمحلّ، فالحقّ الّذي يُؤثّر هذا التأثير لا شكّ أنّه مصحوب بقوّة [/FONT][FONT=&quot]{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ}[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] اسمح لي أداخل معك يا دكتور.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تفضل المسائل اللغويّة أنت أدرى بها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أنا في ذهني فكرة تُؤيّد ما قلتَه: أنّ الحقّ فيه قوة دليله قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ} [الإسراء:81] [/FONT][FONT=&quot]ولم يذكر هنا الباء لا للملابسة ولا للمصاحبة، وإنّما مَجيء الحق هنا دلّ على فدليل على أنّ القوّة كامنةٌ في الحقِّ، وليست فقط مصاحبة له، وإنّما هي يعني معه دائماً. هو طبعاً يقول: ما هي الثمرة؟ قال: إنّ العلمَ نورٌ يقذفُهُ الله في قلب العبد. فيقول: لو قلنا أنّ الحقّ يعني قوي وصلب كيف يقذفه وهو أمر معنوي.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]في فرق بين قذف الحق في قلب المؤمن وقذف الحق على الباطل يعني: فقذف الحق على الباطل الغرض منه إزهاق الباطل وإذهاب الباطل، وقذفه في قلب المؤمن هذا قذف والله أعلم بشيءٍ من التّوفيق والهداية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]وأيْضاً قد يكون من معانيه يقذفه في قلبه حتى يدفع الشبهات ويتمكّن.[/FONT]
[FONT=&quot]الآية 100 من سورة الأنبياء أشار فيها إلى قوله [/FONT][FONT=&quot]{لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ } [/FONT][FONT=&quot]فيقول لماذا اقتصر هنا على الزفير فقط؟ فقال [/FONT][FONT=&quot]{لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ {100}}[/FONT][FONT=&quot] في حين سورة هود قال لهم قال [/FONT][FONT=&quot]{لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]في بعض الألفاظ تُذْكَر وتدلّ على المحذوف [/FONT][FONT=&quot]{سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ}[/FONT][FONT=&quot] والبرد كذلك [/FONT][FONT=&quot]{لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ } [/FONT][FONT=&quot]طبعاً[/FONT][FONT=&quot] لا بدّ من شهيق. هذا من جهة، وقد يكون ذكر الزّفير هنا؛ لأنّ شدّة العذاب تظهر فيه أكثر.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]جميل، هذا السؤال نختم به لأنه بقي معنا ربما دقيقتان يسألك عن الفرق بين الاختيار والترجيح؟[/FONT]
[FONT=&quot]وهذا سؤال علمي بحت.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عموماً المسألة على كل حال للأخ نايف وفّقه الله والإخوة المشاهدين خاصة للمتخصصين مسائل اصطلاحية لا مُشاحة، أنا رأيت في البحث أنّ التّرجيح يكون فيه قوة للقول الراجح وتضعيف للقول الآخر وردّ له. أمّا الاختيار فالأقوال قوية صحيحة، لكن بعضُها أقوى من بعض؛ مثل الاختيار في القراءات كلّها صحيحة وثابتة لكن عند بعض الأئمّة يختار قراءة من حيث أنّها أقوى في الدِّلالة على المعنى فهذا الّذي ذكرتُه، وإن كان بعضهم لا يُفَرّق والأمر في هذا على كلّ حال اصطلاح وهو واسع.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فإن كان في وقت يا شيخ تأذن لي في خاتمة حتى نتلطف في الحديث طبعاً كان بودنا أن نتعرّض للدروس التربوية من قصص الأنبياء وبعض المعاني، لكن أحياناً الأسئلة تغلب على جانب معين وأكثر الأسئلة دائماً تُعنى في جانب الخفية والدّقيقة، لكن على كل حال أيُّها الإخوة يعني من أعظم المزايا والموضوعات الّتي ينبغي أن نأخُذَها من سورة الأنبياء هي ما تميّز به الأنبياء في هذه السورة من قوّة في الحقّ ومن اهتمام بالعبادة، فجانب العبادة وكثرة الدّعاء سِمة بارزة للقصص في سورة الأنبياء كلّهم كان لهم رصيد من الدّعوة وذكر من جانب العبادة وهذا هو الرصيد السابق لهم رصيد سابق من الدعوة [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا}َ {90}}[/FONT][FONT=&quot] فلذلك لمّا دَعَوْا استجابَ الله دعاءهم فأحثّ نفسي والإخوة جميعاً ونحن في شهر العبادة أن نتقوى بالعبادة، وأن نجتهد حتى إذا تعرّفنا على الله في الرّخاء وكان لنا رصيد من العبادة والتقوى والإيمان فإن الله يُجيب دعاءنا وخاصّة عندما نحتاج الإجابة في مواضع الضُّرّ والبأساء فإنّنا أحوج ما نكون إلى أن يستجيب الله عزّ وجلّ دعاءنا. يعني هذه وقفة لو فيه وقت باقي وقفة أخرى: قصة لطيفة فقط أنصح نفسي والإخوة الكرام لأن نهتم بالقرآن من حيث أن نبحث عن أنفسنا في القرآن وقفت على قصة ذكرها لمحمد بن نصر في كتابه قيام الليل للأحنف بن قيس في قوله تعالى الآية معنى: [/FONT][FONT=&quot]{لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ}[الأنبياء:10][/FONT][FONT=&quot] لمّا قرأ هذه الآية انتبه وقال: أين ذكري في القرآن؟ فأخذ يبحث عن نفسه فمرّ بآيات أهل الإيمان [/FONT][FONT=&quot]{كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ}[الذاريات:17][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قبل ذلك كانوا محسنين إلى آخر الآيات [/FONT][FONT=&quot]{وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}[الفرقان:64][/FONT][FONT=&quot] اللهم لست من هؤلاء، ثمّ في المقابل قرأ آيات الكفّار وما أفعالهم وجرائمهم قال: اللهمّ إنّي أبرَأُ إليكم من هؤلاء حتى مرّ على قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[التوبة102][/FONT][FONT=&quot] قال: اللهمّ هؤلاء. فالشاهد من هذه القصة: أنّ القرآنَ العظيم يُبَيِّن لنا مَن نحن؟ هل أنت من المؤمنين؟ هل أنت فيك نفاق؟ هل أنت فعلاً تتأثّر بالقرآن أو لا؟ فأنصح نفسي وإخواني بأن يقرأوا القرآن بهذه الروح؛ حتى يحصل الانتفاع والبركة نسأل الله عزّ وجلّ أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، وأشكر الأخ عبد الرحمن على إتاحة هذه الفرصة، وأشكر القائمين على هذه القناة، وأسأل الله عزّ وجلّ أن يوفِّق الجميع لما يحبّ ويرضى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] اللهمّ آمين، ونحن كذلك نشكرك يا دكتور محمد، ونشكر هذا الإفاضة والإفادة والإجابة نسأل الله أن يسددك وأن يوفقك.[/FONT]
[FONT=&quot]في نهاية هذا اللقاء أيها الإخوة وفي ختامه أشكر الله سبحانه وتعالى الّذي يسّره وأسأله أن يتقبّل منّا ومنكم الصّلاةَ والصّيامَ وهذا الكلام الّذي نسأل الله أن يكون خالصاً لوجهه. وأشكر أخي العزيز فضيلة الشيخ محمد بن عبد الله العبيدي القحطاني، الأستاذ المساعد بجامعة الملك خالد بأبها، والمتخصص في الدراسات القرآنية، والمشرف العلمي بملتقى أهل التفسير، للمزيد من الأسئلة والتواصل أيها الإخوة ندعوكم لموقع البرنامج على شبكة الإنترنت وهو عنوانه يظهر أمامكم على الشاشة [/FONT][FONT=&quot]www.altafseer.com[/FONT][FONT=&quot] . كما ألقاكم بإذن الله سبحانه وتعالى، أستودعكم الله حتى ألقاكم غداً أستودعكم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]‫التفسير المباشر (1429) الحلقة (17) الجزء السابع عشر‬‎ - YouTube[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
عذراً على قطع تسلسل الحلقات لكن أنقل لكم الحلقة 24 بعد أن تم تفريغها لما فيها من الفوائد القيمة

[FONT=&quot]التفسير المباشر[/FONT]
[FONT=&quot]الحلقة الرابعة والعشرون[/FONT]
[FONT=&quot]24-9-1429هـ[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرّحمن الرَّحيم، الحمدُ للَّهِ رَبِّ العالَمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على أشْرَفِ الأنبياءِ والمُرْسَلين سَيِّدِنا ونَبِيِّنا محمَّدٍ وَعَلى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعين، حياكم الله أيها الإخوة المشاهدون في لقاء جديد من لقاءاتنا في برنامج اليومي التفسير المباشر الذي يأتيكم من استودهيات قناة دليل بمدينة الرياض. أكرر الترحيب بكم دائماً في هذا البرنامج والتواصل معنا من خلال أسئلتكم ومداخلاتكم. اليوم بإذن الله تعالى سيكونُ حَديثُنا في هذا اللقاء عن الجزء الرابع والعشرين من أجزاءِ القرآنِ الكريم، لأنه يوافق اليوم وهو اليوم الرابع والعشرون من شهر رمضان من العام تسعة وعشرين وأربعمائة وألف. في مطلع هذا اللقاء أرحب باسمكم جميعاً أيها الإخوة المشاهدون بضيفي هذا اللقاء فضيلة الدكتور عصام بن صالح العويد عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام وعضو الهيئة التأسيسية للهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم. فحياكم الله دكتور عصام. [/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام:[/FONT][FONT=&quot] حياكم الله[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أُذَكِّركم في بداية هذا اللّقاء بأرقام الهواتف الّتي يمكنكم عن طريقِها التّواصل معنا وهي:[/FONT]
[FONT=&quot]من داخل السّعوديّة: (012085444) أو (0144459666) وللأسئلة عبر رسائل الجوال يمكنكم التّواصل معنا عن طريقه (0532277111).[/FONT]
[FONT=&quot]اليوم حديثنا يا أبا عبد الرحمن عن الجزء الرابع والعشرين وهو يبدأ من الآية الثانية والثلاثين من سورة الزمر [/FONT][FONT=&quot]مع سورة غافر حتى الآية 46 من سورة فصلت. أدع لكم يا أبا عبد الرحمن الحديث عن مقاصد هذه السور فتفضل حياك الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا أن تجعل هذا المجلس مجلساً مباركاً علينا في الدنيا والآخرة. الكلام عن هذه السور الثلاث وعن مقاصدها قد يذول قليلاً لكن نأخذ به على عجالة.[/FONT]
[FONT=&quot]أولاً سورة الزمر وسورة الزمر هي من عظائم سور القرآن وقد ثبت عند الترمذي: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ الزمر وبني إسرائيل" الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3405، خلاصة حكم المحدث: صحيح. ليس معنى ذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأها في كل ليلة ولكنه كان يقرأها غالباً صلوات ربي وسلامه عليه. وتعاهد هذه السورة يتبين من النظر في آياتها لأن مقصودها جِدّ عظيم أما مقصودها فهو في إخلاص الدين لله عز وجل وأنت لما تقرأ في سورة الزمر ستعجب. الآن بين أيدينا هذه السورة وأنا أتمنى من المشاهدين أن يفتحوا على سورة الزمر ويتأملوا الآيات. الله عز وجل في أول سورة الزمر ليس ببعيد يقول (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ (2)) هذا أول أمر، ثم مباشرة (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ (3)) يعني الأمر بالتوحيد وإخلاص الدين لله عز وجلّ يأتي متتابعاً في هذا السورة. ثم نمضي قليلاً في السورة عند الآية الرابعة عشر يقول الله عز وجل (قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي) (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ (11)). [/FONT]
[FONT=&quot]المثل المضروب في السورة أيضاً في الإخلاص لله عز وجل (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا (29) الزمر) مَثَل في الشرك والاخلاص. عندنا عبد أسياده كثير كل واحد يأمره بأمر هذا مثل الذي يعبد أكثر من إله (وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ) عبد سيده واحد يأمره فيستطيع أن يطيعه. السورة كلها كذلك بدأت بالتوحيد وتجد أن في ضمنها النهي عن الشرك. وأخطر آية في هذا الأمر في هذا السياق قوله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم لحبيبه (لئن أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) الزمر) انظر التحذير في سورة الزمر والأمر بإخلاص الدين لله عز وجل والتحذير من الشرك، (لئن أشركت) حتى أنت يا سيد البشر وخاتم الرسل (لئن أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) فأكثر من هذا في الأمر بالتوحيد والتحذير من الشرك لا أظن!. ولذا السور التي جاءت في توحيد الألوهية وهي خالصة في توحيد الألوهية هي ثلاث سور: سورة الإخلاص سورة التوحيد القصرى وهي أعظمها وسورة التوحيد الطولى وهي سورة الأنعام وسورة التوحيد الوسطى وهي سورة الزمر جاءت لخطاب المؤمنين وليس الكافرين بخلاف سورة الأنعام جاء الخطاب فيها للذين ينكرون توحيد الألوهية لكن الخطاب في سورة الزمر في أغلبها للمؤمنين بالتوحيد لكن قد يخالط بعض أعمالهم شيء من الشرك ولذا في قوله سبحانه وتعالى (وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47)) هذه الآية من عظائم ما كان السلف يقفون عليه ومن المشهور جداً قصة محمد بن المنكدر مع ابن حازم. محمد بن المنكدر انظر كيف كاوا يفهمون التوحيد. السورة في التوحيد والنهي عن الرياء وعن العجب وما يتعلق بوساوس الصدور هذا الشرك الخفي ولذا قال الله عز وجل هنا (وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ) شيء في قلوبهم وقر ولكن الناس لم تطّلع عليه ولكن الذي اطّلع عليه هو رب الناس سبحانه وتعالى فيوم القيامة بدا لهؤلاء – أسال الله أن يعافينا ويعافيكم جميعاً – بدا لهؤلاء ما لم يكونوا يحتسبون لأنها أمور خاصة شرك خفي فبدا لهم يوم القيامة ما لم يكونوا يحتسبون ولذا محمد بن المنكدر رضي الله عنه ورحمه رحمة واسعة وهو من أئمة التابعين ومن تلامظة ابن عباس دخل يوماً غرفته يصلي وهو يكبّر فقرأ في سورة الزمر – وانظر كيف كانوا يقرأون سورة الزمر- وأنا اقول للإخوة والأخوات من أراد أن يعالج قلبه ليكون مخلصاً لربه فلن يجد أعظم من هذه السورة في علاج الإخلاص. يشعر بأن التوحيد عنده ضعيف، يشعر بأن الشرك يجرّه أحياناً عنده شيء من محبة الظهور شيء من العجب شيء من محبة الظهور فليعاهد قلبه بهذه السورة سورة الزمر تعالجها سبحان الله علاجاً عظيماً جداً. [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هناك لفتة في هذا الجانب يا دكتور وهي لماذا اختار النبي صلى الله عليه وسلم هذه السورة ليقرأها على عتبة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام:[/FONT][FONT=&quot] سورة الزمر هي في النهي عن الشرك والأمر بالتوحيد وهذه أعظم قضية وهي عالجت حتى الشرك الأكبر والتوحيد الخالص لربنا عالجته ولذا سيأتي أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ حتى غيرها وسورة الزمر تُقرأ على أهل الإيمان أكثر من قرآءتها على أهل الشرك، أكثر ما يُقرأ على أهل الشرك سورة فصلت لأنها قوية وفيها حجج وبراهين دامغة فتلك تناسب المشركين[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهي التي قرأها النبي على عتبة أنا نسيت،[/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام:[/FONT][FONT=&quot] بينما سورة الزمر تناسب من في قلبه إيمان ومحبة للخير تأتي هذه السورة لتعالج هذا. هذه القصة تنبئنا عن عظمة هذه السورة وعن شدة حاجتنا لها محمد بن المنكذر دخل الصلاة وبدأ بهذه الآية وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ) من آيات سورة الزمر فوقف عندها قليلاً ثم رددها وبكى عندها وما زال بكاؤه يزداد سمع أهله نشيجه من خلف الباب جاؤوا إليه يركضون ما بالك يا محمد؟ يا ابن المنكدر ما الذي جرى لك؟ ما الذي حصل لك؟ فجاؤوا إليه والتفوا حوله فما يزيده الأمر إلا بكاءاً حتى خشوا عليه رحمه الله من شدة البكاء فذهبوا إلى صاحبه وزميله إلى رفيق عمره أبي حازم فركضوا إليه يا أبا حازم محمد بن سلمة فجاء يركض ليدرك صاحبه وخليله بينهما ألفة ومحبة لا تكاد توصف بين هذين الرجلين، فدخل ابن حازم على ابن المنكدر وهو في غرفته فجاء إليه فقال مالك يا ابن المنكدر؟ ما الذي جرى لك؟ قال إني قرأت قول الله عز وجل (وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ) فبكى أبو حازم وارتفع بكاؤه فارتفع بكاء ابن المنكدر مرة أخرى فجاء أهل ابن المنكدر إلى أبي حازم فقالوا جئنا بك لتعزي الرجل وترده عما هو فيه فزدته بكاء إلى بكائه! قال: أما سمعتم الذي يقرأ؟! إنه قرأ قول الله عز وجل (وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ) فهم الآن يبكيان ابن المنكدر وابي حازم كل منهما يخشى أن يبدو له من الله ما لم يكن يحتسب في الآخرة. نحن لو تدبرنا هذا ووعينا خطورة الأمر علينا نظن أننا على خير وعلم ونعمة وودعوة ونفع للناس في الدنيا ثم نأتي يوم القيامة وإذ لا شيء إلا وقد قلب إلى سيئات ومعاصي وذنوب تحولت كل التي يراها الناس طاعات إلى سيئات لأن ربنا يعلم ما في النفوس وهذه خطيرة جداً. ولذلك جاء قصص السلف كثيراً مع هذه الآية.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هذه فيما يتعلق بسورة الزمر فكيف بسورة غافر التي بعدها؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام:[/FONT][FONT=&quot] سورة غافر هي بداية الحواميم وقبل أن أتكلم في غافر إئذن لي أن أتكلم عن الحواميم، الحواميم قطعة واحدة نزلت متتابعات متواليات كما يقول ابن سلامة رحمه الله: نزلت الحواميم كلها متتابعات. ويسميها أهل العلم آل حم لا يقول الحواميم (آل حم) تشريفاً لها وتعظيماً وهذا جاء عن السلف وذاك جاء وآل حم أكثر وروداً في كلامهم رحمهم الله. الحواميم لها قصة وينبغي لكل من يقرأ في الحواميم أو في آل حم أن ينتبه لها فإن لها منزلة ودرجة ليست كغيرها. أنبه أن القرآن له تقسيمه عند الصحابة وعند السلف. نحن مشكلتنا أننا نقرأ القرآن كله كأننا نأكل (أرز مزّة) سادة شكل واحد ليس هناك فرق! نقرأ من البقرة إلى الناس ما شعرنا بفرق! ما تلذذنا! مائدة القرآن عليها أشكال وألوان لا تنتهي فأنت إذا شعرت بهذا التنوع في القرآن وتذوقت من هذا شيء ومن ذاك شيء شعرت باللذة لكن واحد يأكل "سمبوسة" من أول رمضان إلى آخره في النهاية يملّ منها وحتى وإنا كان يحبها ويقول أعطوني غيرها ويريد أن يأكل شيئاً آخر. فواحد يقرأ من سورة البقرة إلى سورة الزمر وهو ما ظين أنها متغيرات وبينها فوارق! ما يشعر بطعم ولذة القرآن! الصحابة كانوا يقسّمون القرآن كان لهم تقسيمات، من ضمن التقسيمات وأوضحها: السبع الطوال (من البقرة إلى التوبة) وذوات الراء وهي لها شأن أيضاً مثل الحواميم من (يونس إلى الحجر) والطواسيم (الشعراء والنمل والقصص) وذوات ألم في النصف الثاني من القرآن وهي أربع (العنكبوت والروم ولقمان والسجدة) كلها بدأت بـ (ألم) وهذا يدل على أن بينها شيء من التجانس والتشابه، ثم الحواميم (حم) ثم بعد ذلك المفصّل وداخل المفصل فيه الست المسبِّحات وواحدة من هذه المسبِّحات جاءت في آخر النصف الأول من القرآن وهي سورة الإسراء (سبحان الذي أسرى) فهذه الأمر إذا أُدركت يستطيع الإنسان أن يتنبه إلى هذه الفروق بين تقاسيم القرآن. نأتي إلى الحواميم كان ابن مسعود وهو أعلم الناس بالقرآن كما هو معلوم كان يقول عن الحواميم: هي ديباج القرآن. وكلمة ديباج لها دلالة ويقول في وصف آخر (إذا وقعت في آل حم دخلت في روضات دمثات) وهذا اللفظ دمثات ذكره وهو يميز بين الحواميم وبين سائر القرآن يعني إذا مرّ بسائر القرآن كأنه مرّ بتربة ذات عشب أُمطرت فأنبتت لكن الحواميم خي من ضمن هذا المُمطر فهي روضات دمثات فلها وصف. مسعر بن كدام تابعي جليل من أتباع التابعين كان يصفها بوصف آخر ويقول هي العرائس. لن أطيل الكلام عن الحواميم وإلا الكلام فيها مما جاء عن السلق كلام طويل لكن ما يهم أن لها ميزة وخصيصة وهذا الميزة أو الخصيصة لهذه السور السبع بدءاً من غافر وانتهاء بالأحقاف لا بد أن ننتبه لها ولذا بعض أهل العلم من المعاصرين قال: كل الحواميم هي في دعوة الرسل لأقوامهم كلها في بيان أمر الدعوة وفي بيان منهج الأنبياء في دعوة أقوامهم. وقد اطلعت على هذا بعد أن قرأت كلامه وهو من المختصين والذين لهم عناية في مقاصد السور ذكر هذا فذهبت بعدها أتأمل إن كان الكلام صواباً فوقفت على أنه قريب من الصواب جداً وأنا أهيب المختصين الذين يسمعون كلامنا الآن أن يرجعوا وينتبهوا إن كان كذلك فهو والله من العلم الجميل الذي يفيد في فهم السور العظام وما جاءت لأجله.[/FONT]
[FONT=&quot]بدأت هذه السور ولعل من اللطائف العجيبة الغريبة وأقول لطيفة هي ليست من متين العلم وإنما من مُلَحه أن الحواميم إذا كانت تتكلم عن أمر الدعوة وما يتعلق بمنهج الأنبياء في الدعوة أن قبلها جاءت سورة إخلاص الدين لله وهي سورة الزمر وبعدها جاءت سورة محمد وهي القتال فكأن الدعوة لا تصلح إلا بإخلاص لله عز وجل وللدين فلا يمكن للداعية أن يصلح لأن يكون داعية إذا لم يخلص دينه لله عز وجل أولاً ولم يدعو الناس إلى الإخلاص الدين لله عز وجل كما في سورة الزمر وإذا ما استجاب الأقوام إلى هذه الدعوة والمجادلة باللسان فلا بد من القتال ولذا بعد القتال جاءة سورة الفتح بعد القتال حصل الفتح وهذا من اللطائف القرآنية. [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك دكتور. نستأذنك في أخذ اتصال من الأخ أبو شهد من السعودية[/FONT]
[FONT=&quot]أبو شهد:[/FONT][FONT=&quot] عندي سؤالين السؤال الأول يقول الله عز وجل في سورة الزمر (متشاكسون) أريد تفسير هذه الآية. والسؤال الثاني هل القرآن نزل منجماً في ليلة القدر أو نزل جملة واحدة في ليلة القدر ثم بعد ذلك نُجِّم على حسب الأحداث؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] إذن هذا ما يتعلق بالحواميم بشكل عام، غافر؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام:[/FONT][FONT=&quot] سورة غافر بعد التأمل – وهذا اجتهاد قد أصيب وقد أُخطئ- [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأنا أحييك على حرصك على هذا وأنت إن شاء الله على إصابة بإذن الله[/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام:[/FONT][FONT=&quot] بالنسبة لغافر كأنها في طريقة الأنبياء في الدعوة إلى الله عز وجل يعني في الاصطلاحات المعاصرة في أسلوب دعوة الأنبياء لذلك تجد أن غافر لو تأملتها مباشرة ذكر الله عز وجل قال (حم تنزيل المصير) فذكر الله سبحانه وتعالى هنا الأسماء الحسنى التي يُدعى الناس إليها أصالة، ابتداءً أنت تدعو إلى ماذا؟ سبحان الله من سمى السورة غافر كأنه أخذ الاسم الذي يدعا الناس إليه ابتداء وهو سعة رحمة الله عز وجل وبيان ما يتعلق بأنه سبحانه وتعالى واسع التوبة يقبل من عباده أن ينوبوا ويؤبوا إليه مهما كان قبل ذلك من الشرك والذنوب الكبار ولذا سبحان الله اسم غافر مناسب لهذه السورة وهذا أصل دعوة الأنبياء. أصل دعوة الأنبياء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بشِّروا ولا تنفِّروا" هذا أصل دعوة الأنبياء. ثم ذكر سبحانه وتعالى وهذا كثير في سورة غافر لو تأملنا سورة غافر سنجد أن الله تعالى ذكر عن الملائكة الذين يحومون حول العرش ثم ذكر (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا (7)) يستغفرون للمؤمنين، ليس فقط ربك واسع المغفرة بل وسخر الملائكة العظام الذين يسبحون بحمد ربهم أن يستغفروا للمؤمنين فأيُّ كرم وأيُّ جود أعظم من هذا؟!. [/FONT]
[FONT=&quot]والسورة فيها آيات كثيرة تقطع اليأس وتقطع القنوط من رحمة الله سبحانه وتعالى [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ولعل ما يؤكد كلامك دكتور عصام هو قوله تعالى (سارعوا إلى مغفرة) كيف جعل المسارعة إلى المغفرة يؤيد كلامك أيضاً. أستأذنك في أخذ اتصال من الأخ بعد العزيز[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] فيما يتعلق بالحروف المقطعة وأنا أعلم أنكم تحدثتم عنها كثيراً لكن يلفت انتباهي مسألة يس وطه وما قيل أنهما اسمان للنبي صلى الله عليه وسلم وما يحكى عن نون أنه الحوت الذي ابتلع نبي الله يونس عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وق أنه جبل محيط بالأرض، فما القول الفصل في هذا الأمر؟ السؤال الثاني عندما يقول الله عز وجل عن إلياس عليه الصلاة والسلام في سورة الصافات ثم يقول (سلام على إلياسين) وفي قرآءة أخرى (على آل يس) فهل لكم أن تقولوا لنا قولاً فصلاً في ذلكم؟ أما السؤال الذي يتعلق بهذا الجزء في قوله تعالى (حتى إذا جاؤها فتحت ) (وفتحت) هذه الواو نحوياً وبلاغياً ماذا تفيد؟ ولماذا حذفت هنا وأُثبتت هنا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نعود إلى سورة غافر[/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام:[/FONT][FONT=&quot] سورة غافر إذا كانت في طريقة دعوة الأنبياء فهي أولاً في مسألة السعة والثانية أن الذي لا يؤمن فليس له إلا العذاب والوعيد الشديد ولهذا تكرر في سورة غافر قضية التهديد بعض الناس ما نفعت معهم المغفرة واللين والكلمة الجميلة والوعد بالمغفرة والرحمة ما نفعت بهم فهؤلاء ما لهم الشدة والقسوة، هذه القسوة رحمة به لعله يعود عما هو فيه [/FONT]
[FONT=&quot]قسى ليزدجروا ومن يك جازماً فليقسو أحياناً على من يرحم[/FONT]
[FONT=&quot]هذه طريقة من طرائق الأنبياء في دعوة أقوامهم لله عز وجل. [/FONT]
[FONT=&quot]الأمر الثالث وهو كثير في سورة غافر مسألة الأمر بالنظر في الكون والتفكر في الكون وهذه الطريقة نغفل عنها كثيراً وهي من صلب وأصول طرائق الأنبياء في الدعوة ما يكاد نبي من الأنبياء إلا ودل قومه على هذا الكون هذا كتاب الله المفتوح لينظروا فيه ونحن للأسف الشديد تجد أننا عطّلنا هذه النافذة لمعرفة ربنا سبحانه وتعالى من خلال أننا أعمينا أبصارنا أسماعنا ألسنتنا أعمينا جوارحنا عن الـمل في هذا الكون العظيمولذا كرر الله عز وجل الأمر بالنظر في هذا الكون كثيراً وهذا أمر لا بد من الانتباه له ولذلك الله عز وجل قال (ذي الطول) المنعِم سبحانه وتعالى هو صاحب الخلق جل في علاه فإن كان كذلك فانظروا إلى خلقه ونعمائه وإلى ما ابداه للناس في هذا الكون ثم اعرفوا ربكم من خلاله.[/FONT]
[FONT=&quot]ومن القضايا العجيبة التي تأكدت في قصة مؤمن آل فرعون وهذه من طرائق الأنبياء في الدعوة إلى الله وهي ربط مصالح الآخرة بمصالح الدنيا أحياناً لا يأتي معك في قضية الآخرة ووعد الآخرة فتحتاج أن تذكر له شيئاً من الوعد الجميل في الدنيا ولذا مؤمن آل فرعون كرر ذلك كثيراً في دعوته لقومه في السورة (لكم الملك اليوم ظاهرين) يقول لهم الملك لكم فلا ترفضوا دعوة موسى فيكون الملك لغيركم وقد ذكر هذا كثيراً مؤمن آل فرعون في محاورته لقومه.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لعلنا نتوقف مع هذه الآيات بإذن الله بعد أن نأخذ اتصالاً من الأخ مصطفى من الجزائر[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ مصطفى:[/FONT][FONT=&quot] في سورة غافر حيث ذكر (ولقد جاءكم يوسف به) هل هو يوسف بن يعقوب؟ وهل هناك حكمة في ذكر يوسف هنا في سورة غافر؟.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لو تعطينا إلماحة يا أبا عبد الرحمن في سورة فصلت ثم نعود لأسئلة الإخوان[/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام:[/FONT][FONT=&quot] لعل سورة غافر تكون واضحة الآن ومبناها على التأمل وليس على القطع. أما سورة فصلت فقد كررت الكلام فيها أنا وطلبة العلم في أكثر من مجال ومباحث، فصلت هي في تفصيل البراهين والحجج التي أبانها الله عز وجل للناس وبيّن الله سبحانه وتعالى في سورة فصلت حجج المخالفين وما الذي يذكرونه وهي إما شُبه وإما إعراض وبيّن سبحانه وتعالى كيف يكون الجدال للناس يعني إذا طرحت الحجة كيف تطرح الحجة، ما هي الحجة بدءاً وكيف تطرح الحجة. سورة فصلت جاءت وهذه الحجج كلها لا بد أن نوقن بأنها رحمة من الله عز وجل لأن الله قال في أول سورة فصلت (حم تنزيل من الرحمن الرحيم) بينما في سورة غافر والزمر لم يذكر هذا، ذكر العزيز العليم أما في سورة فصلت (تنزيل من الرحمن الرحيم) سبحانه وتعالى ثم سبحانه وتعالى ذكر بعد ذلك من الحجج ما يبين للناس أن هذا الدين هو الحق ولذلك سبحان الله القصة التي ذكرتها القصة المشهورة قصة عتبة بن ربيعة، النبي صلى الله عليه وسلم لم يقرأ على ربيعة سورة أخرى وإنما قرأ سورة فصلت، حجج وبراهين دا[/FONT][FONT=&quot]l[/FONT][FONT=&quot]غة واضحة بيّنة ولذا عتبة – والقصة طويلة آخذ منها سطراً واحداً من جميل ما ذكر فيها- عتبة لما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعرض عليه الملك والمال والنساء قال له يا ابا الوليد تجلس تسمع، فرغت؟ انتهيت؟ انظر الأدب: أفرغت؟ قال عتبة نعم فرغت قال تسمع؟ أنا سمعت منك تسمع مني؟ فقال نعم فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم من أول سورة فصلت ثم قرأ (فقل أنذرتكم صاعقة ) يقول ابن اسحق في السيرة: فقام عتبة فوضع يده على فم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ناشدتك الله والرحم ناشدتك الله والرحم لا تُكمل. ورجع إلى قومه. المشكلة الكبرى والمصيبة أن كثيراً منا يقرأ سورة فصلت ولا يشعر بشيء هذه السورة التي زلزلت كلام من لم يؤمن بهذا الوحي وأنها من عند الله عز وجل ولكن فيها من العظمة والبلاغة والقوة التي هزته وأرجعته إلى أهله وجهه قد تغير حتى قال أبو جهل والله لقد رجع إلينا عتبة بغير الوجه الذي ذهب به. تغيّر، ما استطاع. وفي قصة أخرى أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ عليه حتى بلغ آية السجدة وسورة فصلت من أسمائها "حم السجدة" لأنه ليس في الحواميم إلا هذه فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم السجدة فكاد أن يسجد لكن منع نفسه من ذلك من قوة الأمر فيها (ومن آياته الليل والنهار لا تسجدوا يعبدون)[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك. معنا الأخت أم ماجد من لندن.[/FONT]
[FONT=&quot]أم ماجد:[/FONT][FONT=&quot] في سورة غافر يقال عن الرجل الذي كان يخفي إيمانه عن فرعون إلى أن وصلت الآية 38 (ابتعوا سبيل الرشاد) المؤمن تحدث كثيراً أمام فرعون وأرى في هذه الصفحة أن الله سبحانه وتعالى أعطاه موقعاً في القرآن فهل يمكن أن تفسروا الآيات في هذه الصفحة لتتضح المسألة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الأخ ضرار من السعودية[/FONT]
[FONT=&quot]ضرار[/FONT][FONT=&quot]: نرجو أن تعيدوا البرنامج بعد رمضان.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نعود إلى أسئلة الإخوان وهي في هذا الجزء. الأخ أبو شهد يريد تفسير المثل الذي ورد في سورة الزمر (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29))[/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام:[/FONT][FONT=&quot] هذا المثل تكلمت عنه سريعاً وهذا المثل من أعظم أمثلة القرآن وأمثلة القرآن كلها عظيمة وأنا أكرر دائماً هناك أكثر من ثلاثين مثلاً ضربها الله عز وجل في كتابه مررنا على تسع منها فقط في سورة البقرة إذا كنا ما فهمنا هذه الأمثال فهي مصيبة ومشكلة لأن الله عز وجل يقول (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) الله ضرب هذه الأمثال ثم قال (وما يعقلها إلا العالمون) معناها أن الذي لا يعقلها جاهل وبعض السلف كان يبكي إذا مرّ بمثل ولم يفهمه. بعض الأمثال ما فهمناها حقيقة كثير من الأمثلة ما فهمناها ومع ذلك هذا الجهل الذي فينا لم نسعى لإزالته. هذا المثل من أعظم أمثلة القرآن (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ) هذا الرجل عبارة عن عبد له أسياد قد تملّكوه وهذا العبد كل واحد من أسياده يريد حظّاً منه، هذا يقول لك اذهب بهذا الغرض إلى المكان الفلاني والآخر يقول له إذهب إلى المكان الفلاني والثالث يقول له ائتني بحطب والرابع أحضر لي ماء والخامس يقول أوصل هذه الرسالة إلى قرية أخرى كل واحد منهم له طلب هو الآن لما يؤمر من هؤلاء جميعاً ماذا يفعل؟ إما أن يتوزع عليهم وهذا لا يمكن لا يستطيع أن يجيب. هذا العبد في الجزء الأول من هذا المثل هل هو على أحسن حال وأريح بال؟ لا أبداً هو لا يستطيع أن يجيب أسياده وسيكون عليه بلا شك من أسياده الوبال واللوم والعتاب الشديد وكل واحد منهم يريد حقه منه، هذا الجزء الأول من المثل. الجزء الثاني قال الله عز وجل (وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ) واحد ليس عنده إلا سيد إذا قال له اِذهب إلى المكان الفلاني ما في أحد ثاني يقول له اذهب إلى الجهة الأخرى إن قال له كن معي عند ضيوفي لا أحد يقول له لا، (وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ) سلّم لرجل ليس له إلا إياه، هل يستويان؟ لا يستويان أبداً وهذا من أعظم الأمثلة وأوضحها وألطفها [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ما وجه التشبيه؟ الله يمثل به من يعبد الله ومن يشرك به[/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام:[/FONT][FONT=&quot] من يعبد أكثر من آلهة فهذا حاله مثل هذا ومن يعبد إلهاً واحداً سبحانه وتعالى ولذا قال في آخر الآية (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (9) الزمر) هذه في الحقيقة. هنا شيء واضح بين جداً[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] سألنا سائل في الآية قال ما وجه ختم قوله تعالى (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (9) الزمر)؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام:[/FONT][FONT=&quot] العلم عند السلف كما قال الحسن البصري علمان: علم على اللسان وهذا حجة الله على عبده، وعلم في القلب وهذا هو المُنجي يوم القيامة. فهنا قول الله عز وجل (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ) هذا رُزِق العلم القلبي العلم الذي في القلب خاف الله عز وجل فقام لوحده لربه يصلي الآن قانت يعني قائم القنوت هو المداومة على الطاعة والسجود ه الخضوع ولهذا بُدئ به (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ) فمن كان كذلك فهذا هو العالِم الحقيقي ولذا السلف تواتر عنهم أنهم يقولون: إنما العلم الخشية،[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ما هو بكثرة المحفوظ[/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام:[/FONT][FONT=&quot] هذا يعينه لكن هذا علم يكون حجة لك أو حجة عليك، هذا العلم الذي تحشوه في رأسك معلومات وأبيات وحفظ ومتون هذا علم في رأسك ينزل على لسانك إما يكون حجة لك وإما حجة عليك أما العلم الذي في القلب فهو حجة لك وهو المُنجي. [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله أكبر! نسأل الله أن يرزقنا منه أوفر الحظ والنصيب. نستأذنك دكتور عصام ونستأذن الإخوة المشاهدين في التوقف للتعريف بكتاب هذه الحلقة.[/FONT]
[FONT=&quot]--------------[/FONT]
[FONT=&quot]فاصل تعريف بكتاب[/FONT]
[FONT=&quot]التحرير والتنوير من التفسير[/FONT]
[FONT=&quot]تأليف سماحة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور التونسي المتوفى سنة 13 93 للهجرة وهذا الكتاب من أجود كتب تفسير المتأخرين للقرآن وأجمعها وأوسعها وقد تميز مؤلفه ابن عاشور بسعة علمه واطلاعه وعمقه العلمي الذي انعكس على كتابه هذا. وقد أودع فيه من روائع تفسيره لكتاب الله ما لم يسبقه إليه مفسر من مفسري القرآن ولا سيما في الجوانب البلاغية واللغوية. وقد صدر الكتاب عن الدار التونسية للنشر وعن دار سحنون في ثلاثين جزءاً وهو حجم كبير ولذلك صنع الدكتور محمد بن ابراهيم الحمد تقريباً للكتاب اختار فيه أجود ما فيه في كتاب سماه التقريب لتفسير التحرير والتنوير لابن عاشور وصدر عن دار ابن خزيمة بالرياض عام 1429 للهجرة.[/FONT]
[FONT=&quot]-------------------[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مرحباً بكم أيُّها الإخوةُ المشاهدون مرّةً أخرى بعد هذا الفاصل وأُكَرِّر التّرحيب بضيفي في هذا اللّقاء فضيلة الدكتور عصام بن صالح العويد عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام وعضو الهيئة التأسيسية للهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم. فحياكم الله دكتور عصام مرّةً أخرى. بمناسبة هذه الآية التي نجعلها في مقدمة هذا البرنامج (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32) الفرقان) هنا سؤال أبو شهد يقول أنتم تقولون القرآن نزل في رمضان فما معناه هل نزل جملة أم نزل مفرّقاً؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام:[/FONT][FONT=&quot] هو نزل جملة واحدة نزل من اللوح المحفوظ أنزله الله جملة واحدة هذا التنزيل في ليلة القدر أنزله جملة واحدة ليلة القدر ثم بعد منجّماً تكلم الله عز وجل به وسمعه جبريل عليه السلام من الله عز وجل منجّماً ثم نزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بعض الناس يسأل يا دكتور لماذا نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا وهذا قول ابن عباس قال: نزل القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدينا جملة واحدة في ليلة القدر، فما الحكمة من هذا النزول الجُملي للقرآن الكريم" هل هو الإظهار لفضله؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام:[/FONT][FONT=&quot] الله عز وجل قد تكلم بالقرآن قديماً سبحانه وتعالى ثم تكلم سبحانه وتعالى به بهذا القرآن عندما جاءت الحوادث بحسسب التنجيم. لعل من الحكم تشريف هذه الليلة العظيمة ليلة القدر أن يعلم أن هذا القرآن العظيم نزل في هذه الليلة في أمة محمد ليلة تعادل ألف شهر لو ما جاء إلا هذه لكفى يعني أن تعيّن ليلة ثم ينزل بها القرآن ثم بعد ذلك تكون هذه الليلة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم لوحدها أكثر من ألف شهر، ألا يكفي هذا؟ ولو أراد الإنسان أن ينظر أكثر فيها يمكن وما جاء عن ابن عباس أنا لا أعلم له مخالِف[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هو عن ابن عباس ولكن ليس هناك مدخل للرأي فيه لا يمكن أن يكون اجتهاداً منه وإنما سمعه بالتأكيد. الأخ عبد العزيز سالنا الحروف المقطعة في أوائل السور حم، ألمص، وذكر يس، طه وقال أن هناك من يقول أن يس اسم للنبي صلى الله عليه وسلم وطه فما هو القول الذي تراه راجحاً في هذا الموضوع؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام:[/FONT][FONT=&quot] أما يس وطه فهي ليست من اسماء النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هي قول حادث هذه حروف مقطعة على أحوال الحروف المقطعة كما ذكر أهل العلم (ألم) وكما جاء في كثير من سور القرآن على أن هذا القرآن أُلِّف من هذه الحروف فإن استطعتم أن تأتوا بمثله أو بعشر سور من مثله أو بسورة من مثله فأتوا به، هذا هو الذي يكاد يستقر عليه كثير من أهل العلم. وهناك من يقول أنا من علم الغيب الذي استأثر الله عز وجل به. أما بالنسبة لـ(ن) و(ق) هذه تختلف حقيقة جاء عن عدد من السلف وجاء عن ابن عباس وعن جماعة أنه الحوت الذي يحمل هذه الأرض وقال بعضهم أنه الحوت الذي التقم يونس و(ق) جاء عن عدد من السلف أنه الجبل المحيط فما جاء عن السلف يختلف حقيقة عن ما اخترعه المتأخرون، ما جاء عن السلف إما أن يكون هو الأصل فيؤخذ به وإما ألا يكون كذلك ويكون مرجوحاً ويبقى قولاً موجوداً ولكنه مرجوحاً فلا نعلم دليلاً على مسألة (ن) أنه الحوت و(ق) أنه الجبل المحيط الله أعلم من أين أتوا بها لا علم لنا، قد يكونوا أخذوها من صحف بني إسرائيل أو من علمهم الله أعلم لكنها تبقى أنها من أقوال أئمة السلف مثل (حم) صح عن ابن عباس أنه قال (حم) قال إسم من أسماء الله تعالى وقتادة قال (حم) إسم من أسماء القرآن ما تراها راجحة لا بأس لكن لا تأتي وتقدح بها وتقول ليست بشيء[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الذين يناقشون يقولون أنه ليس عليها دليل قاطع وإلا فهي أقوال كما تفضلت حتى (ألم) ذكر ابن عباس مثل هذا القول قال إنها أول الحروف التي من أسماء الله وذكر لها أسماء. عندنا شيخ عصام سؤال عن (الياسين) و(آل ياسين)[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام:[/FONT][FONT=&quot] هي قراءتان مشهورتان[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] والمقصود واحد[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام:[/FONT][FONT=&quot] نعم[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]جميل، سأل سؤالاً أيضاً في سورة الزمر عن السر البلاغي في قوله سبحانه وتعالى (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا (71) الزمر) وقال في الذين آمنوا (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا) يقول ما السر في حذف (و) هنا وإثباتها هناك؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام:[/FONT][FONT=&quot] هذه تكلم فيها أهل التفسير كثيراً خصوصاً أرباب البلاغة والذي يترجح إليهم أن الواو هذه واو الحالية الأصل في النار أنها مؤصدة كما قال الله عز وجل (نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) الهمزة) كما في سورة الهمزة فالنار الأصل فيها أنها مغلقة مؤصدة لا تفتح إلا إذا جاء فوج يريد الله عز وجل أن يرميه فيها فعندئذ تفتح أبواب النيران فيُرمى ثم تؤصد مرة ثانية تُغلَق ولذا قال الضحاك وجماعة النار مؤصدة لا يدخل إليها نور ولا يخرج منها نَسَم[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لا حول ولا قوة إلا بالله[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot]![/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام:[/FONT][FONT=&quot] يعني إغلاقها محكم بالكامل[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهذا أدعى لاشتداد حرها[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام:[/FONT][FONT=&quot] أدعى لاشتداد حرها وسوادها وسوادها كسواد الليل وأشدّ فالنار مؤصدة فإذا جيء بأهلها إليها فإنها تفتح حينئذ فقط، ففتحت وهذا كأبواب السجن الأن في الدنيا أبواب السجن متى تفتح؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] إذا وصل عندها[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام:[/FONT][FONT=&quot] إذا جاء من أراد أن يلقى به في هذا السجن فُتِح السجن ثم رمي داخله ثم أغلق مرة أخرى أوصد إيصاداً شديداً، كذلك النار في الآخرة والعياذ بالله، أما بالنسبة للجنة وهي دار الكرامة دار الضيافة (وفتحت) الأصل في باب الجنة بعد فتح محمد صلى الله عليه وسلم له فشُرِّع هذه أبواب الكرم كرم ربنا سبحانه وتعالى كما أنك تأتي ولله المثل الأعلى إلى رجل كريم في الدنيا فتح أبوابه لضيافة الناس هل يصلح كلما دخل مجموعة قام وأغلق الباب ثم جاءت مجموعة أخرى فيفتح الباب؟! ما يصلح (وفتحت) هذه والو الحالية للإفادة أن حال أبواب الجنة أنها مفتوحة مشرّعة ولذلك أبواب الجنة لها حادثة وألف حديث ما يتعلق بصفتها وحالها ولم لو يأتي فيها إلا حديث واحد وثابت في الصحيحين أنهم يأتون سبعون ألف ملك آخذٌ بعضهم بأيدي بعض على وجوهم النضرة يدخلون من باب واحد نسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم منهم[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الأخ مصطفى من الجزائر نشكره على إتصاله في الحقيقة ومتابعته ونسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياه بالعلم يسأل عن قوله تعالى في سورة غافر (وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا(34) غافر) يقول هل المقصود هو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام: [/FONT][FONT=&quot]نعم هو يوسف بن يعقوب عليهم السلام جميعاً وسبب ذكره هنا من المعلوم أن موسى عليه السلام جاء بعد يوسف فهؤلاء الذين الآن كفروا بموسى عليه السلام يطلبون آيات دنيوية ظاهرة ويوسف عليه السلام قد آتاه الله من هذه الآيات أظهرها وأبينها وأجلاها أوتي في مظهره ومنظره وجماله ما أوتي وأوتي من الملك على مصر ما أوتي فعندهم من الآيات الدنيوية التي يراها الناس بأعيانهم ويشاهدونها ويعرفون حقيقتها ومع ذلك كفروا بيوسف عليه السلام ولم يؤمنوا بعده كذلك بما أمر به صلوات ربي وسلامه عليه فقال هنا (وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ) يعني آتاكم بنفس البينات التي طلبتموها من موسى وكفرتم به، فالقضية ليست موسى أو يوسف وليست بينات دنيوية أو بينات أخروية أو نحو ذلك إنما القضية كلها كفر وعناد وإعراض[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل جداً. الأخت أم ماجد من لندن سالت سؤالاً جميلاً في الحقيقة في سورة غافر تقول الله سبحانه وتعالى ذكر عن مؤمن آل فرعون حديثاً طويلاً (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ (28) غافر) (يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ (29) غافر) (وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (30) غافر) وتكلم بكلام طويل فتقول إن لله سبحانه وتعالى ذكر عنه كلاماً طويلاً فتقول كررت النظر فما التوجيه الذي ترونه في مثل هذا الذكر الطويل؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام: [/FONT][FONT=&quot]عجيب هذا المؤمن من آل فرعون حقيقة ولم يأت ذكره إلا في هذه السورة في سورة غافر ولذا الاسم الأخ لسورة غافر أنها سورة المؤمن (مؤمن آل فرعون). أولاً هذا المؤمن كأنها استشكلت وهذا في الحقيقة أثني كثيراً على أمثال هؤلاء الذين يقرأون ويستشكلون لأن معرفة الإشكال نصف العلم لأن الإنسان إذا استشكل وهو يقرأ سيعود إلى كتب التفسير يسأل فيتبين ويزول الإشكال فأشكرها حقيقة على هذه الأسئلة التي تدل على حرص على فهم الآيات التي تُتلى. عندنا هنا مؤمن آل فرعون يكتم إيمانه قبل هذا الحديث أما بعد هذا الحديث الصريح مع فرعون فأوله كأنه كان يحاول أن يكتم ذلك ثم في الآخر صرّح بإيمانه لكن كفاه الله شر فرعون وكيده[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] قوله من آل فرعون يا دكتور عصام هل هو من آل فرعون بعضهم يسأل هل هو من آل فرعون أم من بني إسرائيل؟[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام:[/FONT][FONT=&quot] ذكر بعض السلف أنه ابن عمه اللزم قريب منه جداً ولذلك تجرأ وتكلم هذا الكلام وإلا ففرعون من يستطيع أن يتكلم عنده بمثل هذا؟! ولهذا تكلم وهذا دليل على أنه قريب جداً وكلام من قال أنه ابن عمه وقارب هذا يدل عليه قوة الكلام منه[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أيضاً يبدو لي يا أبا عبد الرحمن أنه كان له دور هو وآسيا في كفّ فرعون عن كثير من الشر لأنه لو تلاحظ في الآية (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ (26) غافر) كأنه كان هناك من يكفّه أو من يجادله أو يحاول أن يؤخر بطشه بموسى عليه الصلاة والسلام[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام:[/FONT][FONT=&quot] صحيح ولذلك سبحان الله لا تخلو الأمة من خيار ولا بد فهذا المؤمن كان في تلك الأمة الكافرة كان يردّ فرعون عن كثير من شره ولذا كان هنا ردّه[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهنا تبدو أهمية الحاشية الصالحة. نستأذنك ونستأذن الإخوة المشاهدين في فاصل قصير ثم نعود إليكم فانتظرونا[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]---------[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاصل [/FONT][FONT=&quot]------[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مرحباً بكم أيها الإخوة المشاهدون بعد هذا الفاصل ولا زلنا نتحدث حول سورة غافر مع ضيفنا فضيلة الشيخ عصام بن صالح العويد حيّاك الله يا أبو عبد الرحمن. ما زال حديثنا عن مؤمن آل فرعون والحقيقة قصته جديرة بالوقوف حتى السورة لها اسم المؤمن في بعض المصاحف. أريد قبل أن ندخل في هذا نأخذ إتصال من الأخ أبو البراء من الكويت تفضل أخ أبو البراء[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]أبو البراء:[/FONT][FONT=&quot] أريد أن أسأل الشيخ عن تفسير في سورة المدثر الآية (48) إلى (51)[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً جزيلاً لك حياك الله ومرحباً بك، نعود إلى مؤمن آل فرعون إن كان لديك إضافة حوله[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام:[/FONT][FONT=&quot] على سبيل الإجمال نجد أن مؤمن آل فرعون اِستخدم عدة أساليب في الدعوة يعني حاول أن يأتي فرعون من كل طريق ولذلك سبحان الله أنظر إلى الأة الأولى منها حصرتها تقريباً سبعة أساليب: [/FONT]
[FONT=&quot]اُنظر إلى أولها (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ (28)) يعني أغلق الأبواب كلها لا تتعرضوا للرجل إن يك كاذباً كذا ويك صادقاً كذا وهذه طريقة ذكية جداً في التعامل لا يوجد اِحتمال آخر الإحتمال أن يأتي إذا سمع هذا الكلام أن ينجوا موسى عليه السلام ولا يُقتل ولا يُتعرض له بشيء هو صادق هو كذب لا تتعرضوا له بشيء لماذا؟ لأنه إن كان كاذباً فهو كذا وإن كان صادقاً فهو كذا [/FONT]
[FONT=&quot]ثم جاءهم في أمر الدنيا كما ذكرت في أول الكلام عن سورة غافر فقال (يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ (29)) يعني يخوّفهم بملكهم بدنياهم بالجاه الذي هم فيه (فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا) أدخل نفسه هنا جعل الملك لهم يعني كأني ما لي علاقة لي بالملك وهذا من جميل الكلام وفصيحه[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مع أن من ظاهر كلامه أنه من المقربين من فرعون[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام:[/FONT][FONT=&quot] من المقربين ولكنه لا يريد أن يتكلم عن شيء له علاقة فيه، لا، الملك لكم أنا لا أنازعكم فيه. ثم لما جاء التخويف أدخل نفسه من ضمنهم حتى ما يقال إذاً أنت قد آمنت بموسى عليه السلام فأنت تتكلم بلسانه (فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا) وهذا كله من حسن الأسلوب وجمال الطرح في مسألة الدعوة وفي نقاش من يعاند ويكابر. والأساليب كثيرة جداً حقيقة وأنا ذكرت أنها بالحصر وجمع بعضها إلى بعض تبلغ سبعة فكيف لو أنها فُرِدت[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل نأخذ أخر متصل في حلقة اليوم الأخت نسرين من الجزائر تفضلي. لو تختم يا أبا عبد الرحمن اللقاء بما تراه مناسباً[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. عصام:[/FONT][FONT=&quot] دعني أختم بما أحبّ هناك آية عظيمة جداً في سورة غافر وأنا أريد أن أنبه لها كل أحد وهي الآية السادسة والخمسين في قوله سبحانه وتعالى وهو يتكلم جل في علاه يتكلم عن الذين يجادلون قال سبحانه (إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ (56)) فسبحان الله ما أحد يجادل في آيات الله ولا يعارض ولا يعاند إلا ولا بد وأن يكون في قلبه شيء من هذا الكبرـ لن يبلغوه أبداً لن يبلغوه مطلقاً، فهذه حقيقة وقاعدة قرآنية أن كل الذين يجادلون تراهم في الفضائيات في الإذاعات في الصحف الذين يجادلون في آيات الله أبداً ما جادلوا إلا بكبر في صدورهم لا يريدون أن يخضعوا لدين الله ولرسول الله ولأهل العلم، لا، يريدون فقط أن يتكبروا على هذا أو على ذاك. الأمر الآخر في قوله سبحانه وتعالى (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ (53) فصلت) (أنه) هذه تعود إلى القرآن (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) ولذلك نقولها جازمين بذلك أخي المبارك أن أغلب الناس في هذه الأرض من نظر في آيات الكون من هنا أو هناك (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ) في هذه النفس ولذلك لا نحرِم أنفسنا النظر في الكون ولكن النفس تتفكر في خلق الله حتى يتبين لنا يقيناً جازماً لا شك معه أن هذا القرآن هو الحق من عند الله[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً ونفع الله بك أبا عبد الرحمن ولعلنا نبدأ غداً بسورة فصلت إن شاء الله مع الإخوة الذين سوف يكونون معنا. في نهاية هذا اللقاء أيها الإخوة المشاهدون نشكر الله سبحانه وتعالى الذي هيأ لنا هذا اللقاء كما أشكر باسمكم ضيف هذا اللقاء فضيلة الشيخ عصام بن صالح العويد عضو هئية التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وعضو الهيئة التأسيسية للهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم على ما أتحفنا به في هذه الحلقة. أراكم بإذن الله غداً أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]

‫التفسير المباشر (1429) الحلقة (24) الجزء الرابع والعشرون‬‎ - YouTube
 
[FONT=&quot]التفسير المباشر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الحلقة الثامنة عشرة[/FONT]
[FONT=&quot]18-9-1429هــ[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرّحمن الرّحيم، الحمد لله ربّ العالَمين، وصلّى الله وسلّم وبارك على سيِّدِنا ونبيِّنا محمّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين. حياكم الله أيُّها الإخوةُ المشاهدون في حلقةٍ جديدةٍ من حلقات برنامجكم اليومي [التفسير المباشر] الّذي يأتيكم من استديوهات قناةِ دليلٍ الفضائيّة بمدينة الرياض.[/FONT]
[FONT=&quot]اليوم هو الثامن عشر من شهر رمضان المبارك من عام تسعةٍ وعشرين وأربعِ مِئَةٍ وألف، وحديثُنا اليوم سوف يكون حول الجزء الثامن عشر من أجزاء القرآن الكريم.[/FONT]
[FONT=&quot]وهذا الجزء يبدأُ من أوّلِ سورة المؤمنون مع سورة النور وحتى 20 آية من أوّلِ سورة الفرقان.[/FONT]
[FONT=&quot]وقبل أن أبدأ في عرضِ موضوعاتِ هذا الجزء أُريد أن أُذَكِّرَكم بأرقامِ الهواتف الّتي يمكنكم التواصل معنا عن طريقِها من داخل السعودية (012084444) أو (014459666) وعلى الهاتف الجوال للمراسلات (0532277111 ) وعلى المتّصلين من خارج السعودية إضافة الرقم الدولي؛ كما يمكنكم التواصل عن طريق الإنترنت عن طريق موقع برنامجنا [[/FONT][FONT=&quot]www.tafsir.net[/FONT][FONT=&quot]] ضمن موقع ملتقى أهل التفسير.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أبرز الموضوعات الّتي اشتمل عليها الجزء الثامن عشر:[/FONT]
· [FONT=&quot]تحدّثت سورة المؤمنون عن صفات المؤمنين الصادقين.[/FONT]
· [FONT=&quot]كما تناولت كذلك أصول الدين من التوحيد والرِّسالة والبعث.[/FONT]
· [FONT=&quot]ثمّ تعرّضت لذكر قصص الأنبياء أو قصص بعض الأنبياء عليهم الصلاة والسّلام.[/FONT]
[FONT=&quot]أمّا سورة النور فقد تناولت:[/FONT]
· [FONT=&quot]الآداب والأخلاق الاجتماعيّة وقضايا العفاف والستر للأُسرة المسلمة.[/FONT]
[FONT=&quot]وابتدأت سورة الفرقان: [/FONT]
· [FONT=&quot]بالحديث عن القرآن وتكذيب المشركين له.[/FONT]
[FONT=&quot]هذه أبرزُ الموضوعات الّتي اشتمل عليها هذا الجزء.[/FONT]
[FONT=&quot]يَسُرُّني في بداية هذا اللّقاء أيُّها الإخوة المشاهدون أن أُرَحِّب بضيفِ هذه الحلقة الّذي شرّفنا وزارنا وجاء إلينا من مدينة جازان، وهو مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوْقاف والدّعوةِ والإرشاد بمنطقةِ جازان، وأستاذ التفسير والدّراسات القرآنيّة بجامعة جازان، وهو فضيلةُ الشيخ الدكتور حسين بن علي الحربي، فحياكم الله يا أبا علي.[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حيّاكم الله، وحيّا الله الإخوة المشاهدين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] حياك الله ونحن سعداء بك في هذا اللقاء ونرجو بإذن الله أن تكونَ حلقةً ثرِيّة إن شاء الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot]إن شاء الله يوفقنا ويسددنا.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بدايةً يا دكتور حسين في مطلعِ هذه الحلقة أو كمستهلِّ لها نريد أن نتحدّث ونطلع الإخوة المشاهدين عن موضوع سورة المؤمنون، وسورة النور على وجه الخصوص ونُرجِئ سورة الفرقان إلى حلقة غدٍ إن شئت.[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بسم الله، والحمد لله والصّلاةُ والسّلام على رسولِ الله وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومَن والاه، وبعد. فأحمدُ الله تعالى الّذي يسّرَ سُبُل نشر الخير ودلّه للنّاس، وأُثَنّي بالشكر بعد شكر الله تعالى لأخي الدكتور عبد الرّحمن الّذي سلك منهجاً لتبسيط وتفسير وإيضاحه للناس، وهذا منهج قليل في الساحة الإعلاميّة أو حتى في محاضن العلم العامة غير النظامية، دروس التفسير تقلّ ونشرها للناس وإشعار الناس عموم الناس بفهم القرآن ومعانيه مهم للغاية إذ هو دستور الحياة وينطوي على سعادة الدنيا والآخرة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أمّا حديثنا في هذه الحلقة فسورة المؤمنون سورة مكيّة باتّفاق أهل التفسير، وكعادة السور المكيّة الّتي تُخاطب شريحة من الّذين أسلموا مبكِّراً، والتحقوا بالإسلام، وتُقارِع الكافرين الّذين يعاندون هذا الدين من كفّارِ قريش وغيرهم. فإذا استُقْرِئَت السورة يمكن أن نُجْمِل أهم محور تدور عليه جميع موضوعات السورة في أنّها تعتني بتحقيق الوحدانيّة لله تعالى، والدّعوة إلى تحقيق الوحدانية في إلهِيّته، وإبطال الشرك ونقض قواعده والتنويه بالإيمان وشرائعه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ثمّ إذا تتبّعنا الموضوعات فهي افتُتِحَت أوّلاً بذكرِ صفات المؤمنين، وفي هذا إيضاح في حال أهل الإيمان الّذين آمنوا وحقّقوا التوحيد لله عزّ وجلّ، وأهم الخصال والصّفات الّتي تحَلَّواْ بها وحقَّقوها لله عزّ وجلّ، وذكر من جملةِ صفاتِهم: وصفهم بالإيمان [/FONT][FONT=&quot]{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1}}[/FONT][FONT=&quot] ثمّ الصّلاة، ثمّ الخشوع، وأيْضاً خصّه في الصّلاة، الإعراض عن اللغو، في الصّدقات، حفظ الفرْج، أداء الأمانة، الوفاء بالعهد، المحافظة على الصّلاة. وجملة هذه الصفات هي الّتي تُحَقِّق السّعادة وتُورِث الجنّة؛ كما جاء في نصِّ هذه الآية [/FONT][FONT=&quot]{أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ {10}}[/FONT][FONT=&quot] وكما في قول النبي صلّى الله عليه وسلّم في حديثِ عمر: " أُنْزِلَ عليَّ عشرَ آيات مَن أقامهنّ دخل الجنّة ثمّ تلا قول الله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1}}[/FONT][FONT=&quot] إلى آخر الآيات العشر" وكلّ خصلة من هذه الخصال مُوجِبٌ للفلاح، وذلك بدليل تَكرار الموصول [/FONT][FONT=&quot]{الَّذِينَ}[/FONT][FONT=&quot] في كلّ آية [/FONT][FONT=&quot]{الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2} وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ {3} وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ {4} * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ {5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ {6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {7} وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ {8} وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ {9}}[/FONT][FONT=&quot] كرر ذكر الموصول [/FONT][FONT=&quot]{الَّذِينَ}[/FONT][FONT=&quot] الّذي يُشعِر بأنَّ كُلَّ خِصلة من هذه الخِصال منفَرِداً مُحَقِّق للفلاح، ولو كان المقصود أنّ هذه الخصال مجتمعة لا يتحقّق الفلاح إلاّ بها مجتمعة دون غيرِها وإن كان الكمال ذلك لكان العطف: "الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ وعَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ" وهكذا [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هذه لفتة جميلة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أيْضاً من أهمِّ الموضوعات الّتي تناولتها سورة المؤمنون: الاستدلال على وحدانيّة الله تعالى وقدرته واستحقاقه للعبادة، الاستدلال بالقدرة والخلق، ونحوِها من الأفعال الّتي أخبر الله تعالى بها في ثنايا هذه السورة على استحقاقه للعبادة، فذكر خلق الإنسان أصلِهِ ونسلِه، وأستدلّ بخلقِ السّماواتِ السّبع، والامتنان بإنزال[/FONT][FONT=&quot] المطر، [/FONT][FONT=&quot]وإنبات الأرض، والامتنان عليهم بما خلق الله لهم من السّمع والأبصار والأفئدة، فكلُّ هذه ذكرها الله تعالى؛ استدلالاً على الكفّار بأنَّ الّذي فعل ذلك مُستَحِقٌّ للعبادة، وكثيراً في القرآن يرد الاقتران بين خلق السموات والأرض وخلق الإنسان [/FONT][FONT=&quot]{لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ}[غافر: 57].[/FONT][FONT=&quot] ثمّ أخبر عن عدد من قصص الأنبياء مع أقوامهم ودعوتهم؛ تحقيقاً للتوحيد، إبطالاً للشرك، وذكر نهاية المشركين وعاقبتهم ومآلهم؛ تنبيهاً للمخاطَبين بهذا الكتاب أنّ هذا هو مآل الكفار، وأيْضاً أخبر بمآل المؤمنين في أوّل السّورة، وفي آخر السّورة دليل على ذلك فقد ذكر قصّة نوح، وقصة صالح عليه السلام وقصّة موسى وأخاه هارون عليهما السلام وعيسى عليه السلام وخلقه، ثمّ ختم هذه القصص بحوار النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مع قومه حول التوحيد والإيمان، ثمّ أخبر إجمالاً عن الرُّسُل [/FONT][FONT=&quot]{ ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا}[المؤمنون: 44][/FONT][FONT=&quot] يعني: متراتبين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] والعادة يا دكتور حسين أنّ إذا جاء القصص القرآني مثل هذه السورة أو غيرِها فالأصل أنّه موجود في السور المكيّة؛ لتثبيت قلب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ولأخذِ العِبرةِ منه في دعوته عليه الصّلاة والسّلام وأيْضاً لتثبيت المؤمنين الّذين اتّبعوه.[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بِلا شكّ هذا من أهمّ أغراض ذكر القصص في القرآن أنّها لتثبيت قلب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم؛ كما جاء منصوصاً في كتاب الله عزّ وجلّ. وأيْضاً يُؤْخَذ فيه أنّ هؤلاء الكفّار المخاطَبين بهذا القرآن أنّ هؤلاء الأقوام دعواْ أقوامهم، ومنهم مَن آمن ومنهم مَن كفر، وكانت النتيجة المؤمنين أن صارت عاقبتهم حميدة، والكافرين عاقبتهم وخيمة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك. هذه ما يتعلّق بسورة المؤمنون وسورة النور نستأذنك في عرضِ موضوعاتِها بعد أخذ اتّصال معنا متصل، تفضل يا أخي الكريم الأخ عبد العزيز من السعودية حياك الله [/FONT]
[FONT=&quot]عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] عبد العزيز الزهراني يحيّكم من مكّة المكرّمة على بُعْد بضعة كيلو مترات من الحرم الشريف.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيك يا أخ عبد العزيز وأن يتقبّل منّا ومنك.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] الله يرضى عليك وإياك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضل حياك الله.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] باختصار شديد قبل أن أطرح سؤالي: أنا سعيد جدّاً بما أنّه لأوّل مرّة في هذه القناة المباركة أشترك معكم، وهذا من كنت أتمنّى أن أعرف هذا البرنامج منذ زمن، لكن أود أسأل يا شيخ هل له إعادة حتى ننشر بين الناس.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نعم نعم الإعادة الساعة الثانية بعد منتصف الليل.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] ثلاثة أسئلة سريعة يا شيخ:[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يلا تفضل.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] السؤال الأول يا شيخ: هل ورد في شأن قوم نوح عليه السّلام: [/FONT][FONT=&quot]{وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ {29}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]، وفي شأن الاستعاذة من همزات الشياطين ومن أن يحضرون باللّفظ هل ورد في شأنِ ذلك فضل، ومتى يكون ذلك الدّعاء إن كان مأثوراً؟ طبعاً هو مأثور لا شكّ لكن هل له مكان يُسَنّ الدّعاء أو يستحبّ الدّعاء عنده؟ هذا السؤال الأول.[/FONT]
[FONT=&quot]السؤال الثاني يا شيخ: في قول الله عزّ وجلّ في سورة النور: [/FONT][FONT=&quot]{لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ}[/FONT][FONT=&quot] يعني يذهب بعض العلماء أنّه إلى أنّ هذا الأمر في البيوت ليتك تحدّثنا عن هذه القضيّة بالذّات الحقيقة.[/FONT]
[FONT=&quot]والسّؤال الأخير: يرى العلماء أنّه ليس من سورة بدأت بمعجزةٍ إلاّ سورتيْ الإسراء [/FONT][FONT=&quot]{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى}[/FONT][FONT=&quot] وسورة القمر [/FONT][FONT=&quot]{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ {1}}[/FONT][FONT=&quot] لكن ألا ترى أنَّ افتتاح سورة الفرقان بإنزال الله عزّ وجلّ أو بالحديث عن إنزال القرآن أيْضاً افتتاحٌ بمعجزة؟ شكراً لكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أحسنت شكراً لك شيخ عبد العزيز حياك الله وبيّاك. وأسئلة جيّدة الحقيقة.[/FONT]
[FONT=&quot]قبل أن ندخل في الأسئلة يا دكتور حسين نريد أن سورة النّور الآن نريد أن نبيّن للإخوة المشاهدين موضوعها الأساسي الّذي جاءت للتأكيد عليه والحديث عنه.[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بِلا شكّ أنّ سورة النّور يدور محورها على قضيّة تحقيق الآداب الإسلاميّة المتعلّقة بحقوق الله عزّ وجلّ وبحقوق خلقه، ومن جملة هذه الآداب الّتي ذكرها؛ مثلاً أحكام العفاف والسّتر، وذكر فيه أيْضاً قصّة الإفك، معاشرة النّساء للرّجال، آداب الخُلطة والزّيارة، حدّ الزّنا، عقاب القذف، حكم اللّعان، كلّها حفظ الأعراض، ذكر براءة عائشة، آداب المسلمين في المخالطة، إفشاء السلام، التحريض على مكاتبة العبيد، الأمر بغضّ الأبصار، وحفظ الفروج، الحجاب، ذمّ أهل النّفاق، التّحذير من حبائل الشيطان. هذه كلّها سورة مدنيّة وموضوعاتها من موضوعات السورة المدنيّة في ذكر الأخلاق والآداب وبعضاً من الأحكام.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]اهتمّ السّلف بتعليم سورة النّور وحثّهم عليه يؤثِرَ عن عمر رضي الله عنه أنّه كتب لأهل الكوفة: "عَلِّموا نِساءَكم سورةَ النّور" وهي من السور الّتي تحتاج كلُّ أُسرة إلى معرفة أحكامها، فهي تُنَمّي كثير من الآداب والأخلاق الّتي تتعاطاها حتى أحكام الأطفال استئذان الأطفال، الاستئذان على النّساء، الدّخول على النّساء، غضّ الأبصار، كلّ مسلم لا يستغني عن القرآن عموماً، ومن جملة ذلك التي هي سورة النور الّتي أوصى السّلف بالاهتمام بها وتعليمها للنّاس.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] في بداية سورة المؤمنون يا دكتور حسين يلفت النّظر إلى أنّه كرّر الحديث عن الصّلاة مرتين فقال الله سبحانه [/FONT][FONT=&quot]{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2}}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ثمّ قال في نهاية الحديث [/FONT][FONT=&quot]{وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ {9}}[/FONT][FONT=&quot] قد يتساءل المتسائل لماذا هذا التَّكرار، وما الفرق بين الآيتين؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إذا صار التأمُّل لجملة الصّفات المذكورة في أحوال المؤمنين في مطلعِ هذه السورة الكريمة يُلاحَظ أنّها تحتوي على أمرين: على أعمال قلبيّة، وأعمال بدنيّة. فالصلاة عمل بدني، الخشوع عمل قلبي، الإعراض عمل قلبي وعمل بدني أيْضاً.[/FONT][FONT=&quot] إعراض بالقلب وإعراض بالبدن، [/FONT][FONT=&quot]حفظ الفروج عمل بدني، وهكذا والزّكاة عمل بدني، وحفظ الصلوات، وحفظ الأمانات كلّها أعمال بدنيّة، وأيْضاً من الأمانات جزء منها عمل قلبي؛ لذلك هي لا تخرج عن عمل قلبي وعمل بدني، فإذا اتّضح هذا اتّضح على أنّ الله أكّد على موضوع الصّلاة لأهميّتها، وأيْضاً راعى فيها الجانبين، ففي أول مطلع السورة ذكر العمل القلبي أن يهتم بالصلاة في الجانب القلبي، وفي آخر الصفات الذي هو [/FONT][FONT=&quot]{وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ {9}}[/FONT][FONT=&quot] التأكيد على العمل البدني بالمحافظة البدنيّة على أوقاتها على طهورها على آدائها على سننها أركانها واجباتها، والخشوع عمل قلبي [/FONT][FONT=&quot]{الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2}}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إذ الخشوع هو لبُّ الصّلاة ولا يستقيم أمر الصّلاة إلاّ بالخشوع.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بالنسبة للقصص الّتي وردت في سورة المؤمنون يا دكتور حسين ما الّذي يلفت نظرك أو يستوقفك في قصص الأنبياء في هذه السورة العظيمة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]طبعاً افتُتِحَت القصص بقصّة نوح عليه السّلام، في الآية الّتي قبلها [/FONT][FONT=&quot]{وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ {22}}[/FONT][FONT=&quot] في مقام الامتنان على النّاس، ثمّ أردفها بقصّة نوح.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مناسبة جميلة بين ذكر السفينة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ذكر السفينة لأنّها هي كانت سبيل نجاة نوح وقومه الّذين آمنوا معه، وفي مقام الامتنان أنّ هذه وسيلة من وسائل النّجاة والتّنقُّل [/FONT][FONT=&quot]{وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ {22}} [/FONT][FONT=&quot]وفي قصّة نوح عليه السّلام وفي باقي قصص الأنبياء طبعاً الموضوع الرّئيسي هو: قضيّة الدّعوة إلى توحيد الله عزّ وجلّ ولعبادته[/FONT][FONT=&quot] {فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ}[/FONT][FONT=&quot] في بعض قصص القرآن يُلاحظ أنّه يأتي الخطاب مِنَ النبيّ عليه السّلام لقومه: [/FONT][FONT=&quot]{اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}[/FONT][FONT=&quot] فيأتي بعدَها (قال) أو (وقال) وفي بعضِها يأتي (فقال)، طبعاً ذكر الفاء في مَقول القول من الملأ دالٌّ على أنَّ هؤلاء لم يَدَعو لِعقولِهم فرصة، ولا لأفكارهم فرصة لتأمُّل قول النّبيّ الّذي دعاهم إليه، والتثبت منه صحّةً وقَبولاً، بل باشروا بالرّفض [/FONT][FONT=&quot]{فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ}[/FONT][FONT=&quot] فجعلوا مبدأ البشريّة أن يكونوا بشر ناقض للرّسالة وهذه دعوى باطلة قد ردّ الله تعالى عليهم، وأيْضاً جعلوا من ضمن القوادح أنّه يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق، وهذه أيْضاً ردّ الله تعالى عليهم في أواخر الآية العشرين من سورة الفرقان كما سيأتينا [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]في قصّة [/FONT][FONT=&quot]{ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ {31}} [/FONT][FONT=&quot]لم يذكر الله تعالى النّبيّ هنا، ويظهر والله تعالى أعلم أنّه صالح عليه السّلام في قصّةِ ثمود؛ لأنّ الله تعالى أخبر عن أنه أهلكَهم بالصَّيْحة، والصّيحة كانت عقاباً لهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ {31}} [/FONT][FONT=&quot]نعم جميل.[/FONT]
[FONT=&quot]لعلّها إجابة لسؤال الأخ عبد العزيز الأول يا دكتور حسين عندما قال في قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ {29}}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فهذه وردت في قصّةِ نوح عليه السّلام [/FONT][FONT=&quot]{وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ {29}}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فهو يسأل: هل هذا الدّعاء أو هذا الّذي قاله نوح هنا، هل له خصوصيّة بأن يدعو به المسلم إذا نزل منزِلاً جديداً؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هو يعني في دعوةِ نوح عليه السّلام له فهو ثابت بكونه من الدّعاء المأثور من الأدعية المأثورة الّتي إذا دعا بها الإنسان كان مُصيباً لِما كان عليه الأنبياء والرُّسل عليهم الصّلاةُ والسّلام.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأيْضاً يبدو لي يا دكتور أيْضاً أدعية القرآن لها خصوصيّة يجب على المسلم أن يحرص عليها.[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يعني لكن قضيّة اقترانها بتثبيتها في سنّة محدّدة في وقت محدّد هذه تحتاج إلى ثبوت سنّة، لكن كونه من الأدعية الّتي يستحبّ الإنسان أن يدعو بها في كافّةِ أحيانِها أو في المناسبات المناظِرة لها فهذا جاري وفقَ ما أمر الله تعالى به في كتابه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل جدّاً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بعد ذلك قال الله تعالى في إرسال الرّسل [/FONT][FONT=&quot]{ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ {42} مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ {43} ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ}[/FONT][FONT=&quot] جعل هذا الإجمال لدعوة جملة من القرون الآخرين من الأُمم، وأخبر في نهايته بمصيرهم بأنّهم يعني أتبع بعضهم بعضاً في الهلاك [/FONT][FONT=&quot]{وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ} [/FONT][FONT=&quot]أي: أُهْلِكوا [/FONT][FONT=&quot]{فَبُعْدًا لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ {44}}[/FONT][FONT=&quot] يعني: لأنّ هذا مصير الّذين لا يُؤمنون، ففي هذا دعوى للكافرين بأنّهم يؤمنوا بهذا الكتاب الّذي جاء به[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك يا دكتور معنا اتّصال من الأخ أبو هاشم من السعودية تفضل [/FONT]
[FONT=&quot]أبو هاشم:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو هاشم:[/FONT][FONT=&quot] لديّ سؤال في قوله عزّ وجلّ [/FONT][FONT=&quot]{فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ {6} وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ومعها قال: [/FONT][FONT=&quot]{وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا}[/FONT][FONT=&quot] فما السّرُّ في ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] طيب أبشِر. تكثر أسئلة النّاس يا دكتور حسين حول مثل هذه الفروق، والّتي تدلُّ الحقيقة على أنّ النّاس بدأوا الحقيقة يحرصون على التّدبُّر والموازنة والمقارنة بين آيات القرآن في مواضع، بعضهم يذكر ما الفرق بين قوله كذا في سورة كذا، وقوله كذا في سورة كذا؟ كيف نجمع بين قوله كذا؟ وهذا معروف عند المتخصِّصين، لكن كان قليل أن تسمع من الجميع.[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذا أثر حميد من آثار نشر مثل هذه البرامج للنّاس ودعوتهم إلى تدبُّر القرآن، وهذا ممّا يُشْكَر عليه كلّ مَن أسهم فيه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] في يا دكتور أنا عندي تساؤل بمناسبة وجودك معنا في هذا اللّقاء، وأنت اعتنيت كثيراً بالتّرجيح في كتب التفسير وقواعده وكتابك "قواعد التّرجيح" من الكتب الّتي انتفعنا بها كثيراً.[/FONT]
[FONT=&quot]معنا مثلاً لنضرب مثال إن شئت بآية من الآيات الّتي معنا في هذا اللّقاء وحول قضيّة عندما يجد المسلم الآن يفتح كتاباً من كتب التفسير يا دكتور حسين مثل كتاب تفسير ابن كثير أو غيره؛ مثل قوله سبحانه وتعالى على سبيل المثال في سورة النور [/FONT][FONT=&quot]{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [/FONT][FONT=&quot]تعلم أنت أنّه تجد في كتب التّفسير اختلافاً في المقصود بالزّينة في هذه السّورة؛ فيحتار الّذي يقرأ كتاب التّفسير يقول: ما هو القول الصّحيح من هذه الأقوال؟ كيف أستطيع أن أصل إلى القول الصّحيح وأُرَجِّحُهُ؟ فلو ألقيت بالضّوء على مثل هذا المبحث يا دكتور.[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حقيقةً القراءة في كتب التفسير، والنّظر في كلام أهل العلم كيف يختارون القول الأصوَب أو الأقرب إلى الصواب في تفسير الآية أو الأَوْلى حتى والألصق بدِلالة اللّفظ، يعني يستطيع من خِلالها الخروج بجملة ضوابط، وهي ما وفّق الله عزّ وجلّ وجمع في كتاب "قواعد التّرجيح"؛ ليَصِل من خِلالها للفهم الصّحيح للآية. والمثال الّذي ذكرته هو فعلاً من الأمثلة الّتي اختلفت فيها أقوال أهل التفسير كثيراً، وتجتمع أقوالهم في ثلاثةِ أقوال؛ [/FONT]
[FONT=&quot]1. [/FONT][FONT=&quot]أنّ المراد بالزّينة المذكورة في الآية أنّها الزّينة الّتي هي خارِجة عن أصل الخِلْقة، ولا يستلزم النّظر إليها النّظر إلى شيء من بدن المرأة؛ مثلاً الجلباب الّذي تلبسه، وأنّه ممّا يتزيّن به، وإذا نُظِر إليه لا يُرى شيء من البدن.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]2. [/FONT][FONT=&quot]والقول الآخر أو المعنى الآخر هو: أنّ الزّينة هي ما تتزيّن به المرأة، ويستلزم النّظر إليه، النّظر إلى شيء من بدن المرأة؛ كالنّظر إلى زينة الخضاب مثلاً أو الكحل أو الخاتم ونحوها، فإنّ النّظر إلى هذه الزّينة لازمٌ له أن يُرى موضعه وهو من أصل الخِلقة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]3. [/FONT][FONT=&quot]والقول الثالث: أنّ الزينة هي: جزء من أصل الخِلقة؛ كالوجه والكفّين كما في بعض قول أهل التفسير، [/FONT]
[FONT=&quot]ولكن باستقراء المصطلح القرآني أو استعمال القرآن للفظ الزينة في كتاب الله عزّ وجلّ يوضّح لنا أنّ أوْلى الأقوال وأفضلُها في تفسيرِ هذه الآية هو القول الّذي يرى أنّ الزّينة هي ما تتزيّن به المرأة، وهو خارِجٌ عن أصلِ خِلْقَتِها، ولا يستلزم النّظر إليه، النّظر إلى شيءٍ من بدنِها، وورد ذلك في آيات كثيرة يكثُر تكرارها في القرآن أنَّ المراد ب الزّينة هو هذا المعنى؛ مثل قول الله عزّ وجلّ [/FONT][FONT=&quot]{يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ}[الأعراف: 31][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فالمراد من هذا هو ما يتزيّن به من اللِّباس، وليس المقصود هو البدن، ومثلُها قول الله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ}[الأعراف:32][/FONT][FONT=&quot] فالّذي أخرجه هو الشيء الزّائد عن خارج البدن [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا}[الكهف:7][/FONT][FONT=&quot] وما على الأرض هو خارجٌ عن أصلِ الأرض؛ [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا} [القصص:60] [/FONT][FONT=&quot]فالإيتاء هذا شيء زائد عن أصل الخِلقة [/FONT][FONT=&quot]{وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً}[النحل:8][/FONT][FONT=&quot] زينة لكم وهو خارج عن أصلِ خِلْقَتكم [/FONT][FONT=&quot]{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[الكهف:46] [/FONT][FONT=&quot]زينة؛ كذلك مثلُها [/FONT][FONT=&quot]{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ}[الحديد:20]، { قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ}[طه:59][/FONT][FONT=&quot] وهكذا من الآيات الّتي وردت فيها لفظ الزّينة عند الاستقراء هذا نجد فيه أنّ غالب استخدام القرآن لهذه اللّفظة هو بمعنى أنّ الزّينة الخارجة عن أصل الخِلقة، ولا يستلزم النّظر إليها النّظر إلى شيء من البدن. وبالتالي فإنّ عُرْفَ القرآن واستخدامه لهذه اللّفظة يُؤَيِّد أنّ المعنى المراد في هذا الموضع الذّي اختلف فيه أهل التّفسير في المراد بالزّينة أنّه المراد بمثله مثلَما أراد الله في المواضع الأخرى، فَحُمِلَ الموضع المُخْتَلَف فيه على[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الموضع المُتَّفَق فيه، وهذا مَلْحَظ ذكره عدد من أهل التفسير، ومنهم في هذا الموضع الشيخ العلامة محمد بن علي الشنقيطي عليه رحمة الله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هذه الطريقة حقيقة مفيدة جدّاً في جمع النظائر يعني الآن عندما يقرأ وأنا متأكّد أن الأخ المشاهد الآن استمتع بمثل هذه اللّفتة الكريمة عندما تجد موضعاً فيه خلاف [/FONT][FONT=&quot]{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}[/FONT][FONT=&quot] معظم أقوال المفسِّرين تجد أنّهم لا يخرجون عن الآيةِ نفسِها، ولو جمعوا النّظائر الأخرى لاتّضح الأمر كما فعله بعض المفسرين.[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ذكرت حقيقة جملة من الأمثلة الّتي يمكن استخدامها، وهذا الأسلوب أو هذا المعنى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني القاعدة الّتي يمكن أن نُسَمّيها.[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]القاعدة هي حمل كلامِ الله تعالى على الغالب من أسلوب القرآن ومعهود استعماله أوْلى من الخروج به عن ذلك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ممتاز.[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فإذا كان عُرْف القرآن يستخدم لفظةٍ معيّنة على معنى معيّن الغالب في هذا اضطرد فيه على موضع أو موضعين وقع الخلاف فيها، وأحد الأقوال المُخْتَلَف فيها موافق لِما هو عليه القرآن فالحمل على الموافق أوْلى، ما لم يُوجَد دليل يدلّ على إرادة الآخر أقوى من هذا الاستقراء.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأحسب يا دكتور حسين أنّ الأخذ بهذا القول حتى أستر للمرأة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بِلا شكّ طبعاً توجد قرائن أخرى كثيرة تُؤيّد وتصحح هذا القول من السنّة ومن مقاصد الشريعة أنّ الأصل هو حفظ المرأة، وأنّ زينة المرأة في وجهها وكفّيها، في وجهها بالدّرجة الأولى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة أنّه مثال طريف؛ لعلّنا أيْضاً نعطي المشاهدين أمثلة أخرى لكن أستأذنك في أخذ اتّصال من الأخ صالح من السعودية تفضل. [/FONT]
[FONT=&quot]صالح:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] عليكم السلام، معذرةً على التأخير يا أخ صالح.[/FONT]
[FONT=&quot]صالح:[/FONT][FONT=&quot] الله يحفظك ويسلمك الشهر عليك مبارك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يبارك فيك ويحيك.[/FONT]
[FONT=&quot]صالح:[/FONT][FONT=&quot] أشكركم على هذا البرنامج القيّم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيك.[/FONT]
[FONT=&quot]صالح:[/FONT][FONT=&quot] في إستعراض في القرآن إستعراض قصص الأنبياء – الله يحفظك- مثلاً لمّا يذكر الله عزّ وجل نوح ثم إبراهيم ثم بعد ذلك يذكر قصة موسى عليه السلام هل هذه القصص الحقب الزمنية تكون متواترة؟ يعني مثلاً لمّا يذكر قصّة نوح وبعده إبراهيم يعني جاء بعد فترة من الزمن بعد أن أتت قصة قوم إبراهيم، أو هي فقط سرد ذكر القصص للعبرة فقط؟ هذا السؤال الأول. وهناك سؤال ثاني – الله يحفظك –[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضل.[/FONT]
[FONT=&quot]صالح:[/FONT][FONT=&quot] بالنسبة لقصة لوط مع قوم إبراهيم هل هم في نفس الحقبة الزمنية يعني قوم لوط يعني جاءوا في نفس الوقت الّذي ذُكِر فيه قوم إبراهيم؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] واضح سؤالك شكراً.[/FONT]
[FONT=&quot]صالح:[/FONT][FONT=&quot] الله يجزاك الجنة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً لك يا أخ صالح حياكم الله وبياكم. هل هناك أيْضاً مثال آخر يا دكتور حسين أيضاً تتحفنا به.[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]طبعاً في أمثلة كثيرة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني نقول في القاعدة أنّ حلّ اللّفظة المُختَلَف فيها على نظائرها في القرآن الكريم أوْلى من حملها على غيرِها.[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]منها أيْضاً في قولِ اللهِ تعالى:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] في نفس السورة الّتي معنا اليوم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]سورة النور نعم في قول الله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{عَلِمَ}[/FONT][FONT=&quot] صلاته، مَن الّذي عَلِم؟ الضّمير في (علمَ) المستتر يعود إلى أيّ شيء؟ مَن الّذي عَلِم؟ [/FONT][FONT=&quot]{ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ}[/FONT][FONT=&quot]. أهل التّفسير اختلفوا على قولين: [/FONT]
· [FONT=&quot]مِنهم مَن أعاد الضّمير على لفظة ( كُلّ ) [/FONT][FONT=&quot]{كُلٌّ قَدْ عَلِمَ}[/FONT][FONT=&quot] أي كُلٌّ مِنَ المُصَلّينَ والمُسَبِّحينَ قد عَلِمَ صلاةَ نفسِهِ وتسبيحَ نفسه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]ومنهم مَن حمل أعاد الضّمير على لفظ الجلالة الوارد ذكره في أوّل الآية [/FONT][FONT=&quot]{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ}[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فكون المعنى كلٌّ من المُصَلّين والمسبِّحين قد عَلِمَ اللهُ صلاته وتسبيحه. هذان القولان في هذه الآية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]طبعاً القول الأوْلى أن يكون الضّمير يعود إلى (كلّ) [/FONT][FONT=&quot]{كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ}[/FONT][FONT=&quot] أي كلٌّ مِنَ المُصَلّين والمُسَبِّحين قد عَلِمَ صلاةَ نفسِهِ وتسبيحَ نفسِه، بدليل أنَّ اللهَ تعالى قال في خاتمةِ الآية [/FONT][FONT=&quot]{وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ {41}}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فذكر الله تعالى أنّه عليم، ختم بالعلم، وعندما نعيد الضّمير إلى لفظ الجلالة الضّمير عَلِمَ نُعيد لفظ الجلالة يصبح المعنى مكرّراً مرّتين: علم الله صلاتهم، وأيْضاً والله عليمٌ بِما يفعلون، فصارت الجملة خاتمة الآية تأكيد لِما ذُكِر، بينما لو أعدناه إلى لفظة ( كُلّ ) في الآية يعني صار كلٌّ من المُسَبِّحين والمُصَلّين صار كُلٌّ علم صلاةَ نفسه وتسبيحَ نفسه [/FONT][FONT=&quot]{وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ {41}}[/FONT][FONT=&quot] صار معنًى جديداً، وإيجاد معنى جديد أوْلى من أن نجعل المعنى مُؤكِّد، فهذا يندرج تحت قاعدة التأسيس أوْلى من التأكيد، تأسيس معنى جديد في الآية أوْلى من إحالته إلى أن تكون مُؤكِّدة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هذه قواعد جميلة يا دكتور حسين في ضبط المعاني.[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بالضّبط، ويتضّح المعاني الأقرب والأليق بالسّياق.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً وفتح عليك. أستأذنك يا دكتور حسين في فاصلٍ نُعَرِّفُ فيه بكتابكم ثمّ نعود للإخوة المشاهدين. فابقواْ معنا أيُّها الإخوة.[/FONT]
[FONT=&quot]******************************[/FONT]
[FONT=&quot]فاصل: التعريف بكتاب [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]"قواعِدُ التّرجيحِ عندَ المُفَسِّرين" دراسةٌ نظريَّةٌ تطبيقيّة"[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]مُؤلِّفُ هذا الكتاب هو الدّكتور: حُسَيْن بن عَلي بن حُسَيْن الحربي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وهو دراسةٌ تأصيليّةٌ جمع فيها الباحث ما توصّل إليه من القواعد الّتي يستعمِلُها المُفَسِّرون في ترجيحِ بعضِ الأقوال في تفسيرِ الآياتِ على بعض. وقد اختار المُؤلِّفُ تفسيرَ الطّبري، وتفسيرَ ابنِ عطيّة، وتفسيرَ الشّنقيطي؛ لتَمَيُّزِ هذه الكتب بالعنايةِ بقواعدِ التّرجيحِ بين الأقوال.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وقد صدر الكتابُ عن دارِ القاسمِ للنّشر بالرِّياض في طبعته الثّانية عام ألفٍ وأربِعِ مِئة وتسعةٍ وعشرين للهجرة. كما صدر مختصرُ الكتاب للمؤلّفِ نفسِه عن دارِ ابنِ الجَوْزي بالدّمام عامَ ألْفٍ وَأرْبَعِ مِئَةٍ وَتِسْعَةٍ وَعِشرينَ للهجرةِ كذلك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]*********************[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مرحباً بكم أيُّها الإخوةُ المشاهدون مرّةً أخرى بعد هذا الفاصل، وأُكَرّر التّرحيب بضيْفِنا في هذا اللّقاء فضيلة الشيخ الدّكتور حسين بن علي الحربي، أستاذ التفسير بجامعة جازان، ومدير عام فرع وزارة الشّؤون الإسلامية والأوقاف والدّعوةِ والإرشاد بمدينةِ جازان أو بمنطقةِ جازان. حياكم الله يا أبا علي مرة أخرى.[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حيّاكم الله أهلاً وسهلاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة الحديث عن القواعد الّتي يستفيدُ منها الّذي يقرأُ في كتب التفسير، حديثٌ ذو شجون وأرجو أن يُيَسِّر الله أن نُخَصِّصَ إحدى حلقات هذا البرنامج بعد رمضان إن شاء الله إن استمرّ حول هذا الموضوع فهو موضوع نافع علميّاً ودقيق أيضاً يستفيدُ منه الجميع. لأن كثيراً من النّاس يا دكتور حسين يتساءل عندما يجد أقوالاً مختلفة في تفسير الآية يقول ما هو القول الصحيح؟ هل هو الّذي ذكره ابن كثير أو الّذي ذكره ابنُ جرير؟ فعندما تأتي وتقول لهم مثل هذا الكلام تقول: هناك قواعد ينبغي علينا أن تعلّمها مثل قاعدة التأسيس أوْلى من التأكيد، وقاعدة أنّ حمل اللفظ المختلَف فيه على عُرْف القرآن أوْلى من الخروج عنها. هذه قواعد ربّما يندرج تحتها كثير من المفردات والمعاني.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ عبد العزيز الزهراني سأل سؤالاً فقال قوله سبحانه وتعالى في سورة النور [/FONT][FONT=&quot]{لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ} يقول البعض [/FONT][FONT=&quot]يخُصُّها بالدّخول للبيوت باعتبار أنّه لا يرى، فهل هذا القول مستقيم؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]رفع الحرَج عن الأعمى وعن أصحاب الأعذار ورد في مثلِ هذا وورد أيضا حتى في الجهاد ورفع العذر عن صاحب العذر كالعرج والعمى ونحوها فهي ليست خاصة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل جدّاً. سأل سؤالاً أيْضاً عن الابتداء بالسور، فقال: إنّه يُقالُ -ولا أدري من أين وجد هذه المعلومة- يُقال أنَّ السور الّتي ابتدأت بذكر المعجزات فقط سورة الإسراء وسورة القمر في قوله [/FONT][FONT=&quot]{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى}[الإسراء:1] [/FONT][FONT=&quot]وقوله [/FONT][FONT=&quot]{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ {1}}[/FONT][FONT=&quot] يشير إلى وأيْضاً يشير إلى انشقاق القمر، فهل هذا صحيح وهل سورة الفرقان يمكن أن تُعَدّ من السور الّتي ابتدئت بذكر المعجزات؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم بالنسبة للإسراء، والقمر، هذه افتُتِحَت وذُكِرَ فيها مطلعِها الإعجاز المعجزة الحسيّة الذي هو انشقاق القمر والإسراء؛ لأنّها خارقة في الحسّ، وأمّا سورة الفرقان فهي المعجزة فيها أعظم، وهي معجزة معنويّة أعظم من حتى المعجزة الحسيّة وهي إنزال الكتاب، ومثلُها أيْضاً السّور الّتي افتُتِحَت في قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ}[الكهف:1] [/FONT][FONT=&quot]ونحوها، فإنزال الكتاب إعجازُهُ أعظم من انشقاق القمر والإسراء.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هنا سؤال يا دكتور حسين في الآية السابعة والعشرين من سورة النور [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {27}}[/FONT][FONT=&quot] يقول: ما معنى تستأنِسوا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أي تستأذنوا، تستأنسوا معناها: تستأذنوا وتسلِّموا. الاستئناس يعني تجدوا الأُنس ممَّن هو بداخل البيت بالاستئذان والسّلام معروف.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهو أيْضاً يسأل عن وجه الشّبه بين هذه الآية وبين الآية الأخيرة آية 61 في قوله [/FONT][FONT=&quot]{فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} ؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذه في الاستئذان على مَن هو بداخل البيت، الاستئذان في الدّخول على الآخرين [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ} [/FONT][FONT=&quot]بيوت الغير. والآيةُ الأخيرة التي هي [/FONT][FONT=&quot]{لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ} [/FONT][FONT=&quot]إلى أن قال [/FONT][FONT=&quot]{فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ}[/FONT][FONT=&quot] هذه بعض أهل التفسير قال هي بيوتكم، وبعضهم قال المساجد يعني أقوال متعدّدة يجتمع فيها أن يُطْلَق عليها البيت الّذي هو ليس مخصوصاً بالغير.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ويبدو لي يا دكتور يعني التّعبير بالاستئناس هنا فيه زيادة على موضوع [/FONT][FONT=&quot]السلام [/FONT][FONT=&quot]يعني: كأنّك تُسَلِّمُ سلاماً يعني يدخِلُ الأُنسَ على مَن تُسَلِّمُ عليه.[/FONT]
[FONT=&quot]سائلٌ يسأل يا دكتور في أول سورة النور وهذه الناس يسألون عنها بكثرة في قولهِ سبحانه وتعالى في موضوع اللِّعان، وتشريع اللِّعان في قولِهِ [/FONT][FONT=&quot]{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ {6 وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ{7}} [/FONT][FONT=&quot]ثمّ قال[/FONT][FONT=&quot] {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ {8} وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ {9}}[/FONT][FONT=&quot]. أوَّلاً: ما هو اللِّعان يا دكتور حسين؟ يعني حتى الناس يفهمونه ما المقصود باللّعان.[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]اللّعان هو أن يقذف، إذا قذف اتّهم الرّجُلُ زوجته بالفاحشة، وهي أنكرت ذلك ولم يكن لديهِ بَيِّنة، فالحكم في ذلك أن يتلاعنا، وأُقيمَت الشّهادات في اللِّعان مقام الشُّهود؛ لأنّ الله تعالى ذكر حكم القذف قبل ذلك، وأنّه يأتي بأربعةِ شهداء فلا تقوم الحُجَّة في القذف إلاّ بالأربع الشهود أن يشهدوا شهادةً صريحة، وبين الزّوجين قد يتعذّر ذلك فأُقيمَت الأَيْمان مقام الشّهود بالأربعة، وكوْنُهُ خصّ عند ذكر النِّساء بالغضب في شهادة الرّجل باللّعن، يعني يمكن يُذْكَر عدد من الأوْجُه من أهمِّها أنّ اللّعان غالباً في النّساء يستطرد على ألسنتهن كما وصف النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: " تُكْثِرْنَ اللّعن" النّساء؛ فلذلك عُدِلَ عنه إلى ذكر[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الغضب لأنّه أشدّ في التّخويف وإعادة الضّمير إلى أن تصير الأَيْمان صادقة وليست كاذبة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وأيْضاً وجه آخر: غالباً أنّ الرّجل لا يتّهم أهلَهُ إلاّ بحقيقة، وبقرينة قوية وصدق، بينما المرأة تُريد أن تدفع عن نفسها، فذكّرها بالغضب لأنّها الغالب أو الأغلب عندما تُنكِر وهي تعلم الحقيقة فهذا هو أُسلوب المغضوب عليهم أنّهم يعلمون الحقّ وينكرونه، فصار مُشابهاً لحالهم بأن يكون عليهم الغضب.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل جدّاً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عندي حقيقة في موضوع الشّهادة على الأربعة الشُّهداء يعني في هذه الأربعة الشّهداء قال الله تعالى عنها { فَإذا لَمْ يَأْتوا بِالشُّهَداء فَلا تَقْبَلوا لَهُمْ شَهادةً أَبَداً وَأُلائِكَ هُمُ الفاسِقون} فحكم عليهم بالكذب في قوله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء } {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {4}}[/FONT][FONT=&quot] فهذه الثّلاثة الأحكام أن يُقام عليهم حدّ الجلْد، وأنّهم تُرَدّ شهادتهم وحكم عليهم بالفسق [/FONT][FONT=&quot]{فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ {13}}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذا النّصّ حقيقة فيه حماية للأعراض بقدر كبير من التّحفُّظ، فتأمّل كيف حكم الله على مَن لم يأتِ بالشّهود أنّه كاذب، كاذبٌ عند الله وكاذبٌ عند النّاس قد يكون في نفس الأمر صادق والحَدَث حَدَث، لكنّه لم يستطِع إحضار الشّهود الأربعة، بل قد يورث ثلاثة شهود، ويبقى الرابع الآن يصبح الجميع كاذبون، فهذا فيه حماية لجانب الأعراض وألا يستهان في هذا الموضوع بالقذف النّاس، والأصل في الأعراض أن اتُسْتَر ما لم تكُن هي داعية للفجور والمجون، وهذا مَلْحظ مهم حكم الله عليهم بالكذب مع أنّه قد يكون في حقيقة الأمر صادق، لكن عجز عن الشهادة وذيوع إخباره وإذاعته للأمر يكون أقرب إلى الكذب، أو يكون هو كاذب.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة أنّها في غاية كما تفضّلت أنّها في غاية القوّة والحماية [/FONT][FONT=&quot]{فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ {13}}[/FONT][FONT=&quot]، ومن بابِ أوْلى عندَ خَلْقِهِ، ودخلت هذه الآيات في داخل قصة الإفك [/FONT][FONT=&quot]{ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم}.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]يسأل سائل يا دكتور حسين الأخ صالح يسأل من السعودية عن قصص الأنبياء ويسأل سؤالين:[/FONT]
[FONT=&quot]يقول: أنّ الله سبحانه وتعالى يورد قصصَ الأنبياء مرتَّبَةً أحياناً؛ فيبدَأُها بنوح، ثمّ هود، ثمّ صالح، ثمّ شُعَيْب، ثمّ إبراهيم ولوط؟ ويسأل سؤالاً عن قوم لوط هل دائماً تأتي قصّة إبراهيم ثمّ يأتي بعدها قوم لوط فهل كان لوط وإبراهيم متزامنين؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بالنسبة لإبراهيم ولوط عليهما السلام هما في حقبة زمنية واحدة وإبراهيم هو عم لوط أخو أبيه، ورد في سورة العنكبوت [/FONT][FONT=&quot]{فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {26}}[/FONT][FONT=&quot] بالنسبة لإبراهيم عليه السلام ولوط هم في حقبة زمنية كما قال الأخ والمعلومة الّتي لديه معلومة صحيحة فهما في زمنية واحدة [/FONT][FONT=&quot]{فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي}[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل جدّاً، وأمّا بالنسبة لترتيب القصص. [/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] ترتيب القصص بالنسبة للقصص الّتي بين أيدينا هي مرتّبة زمنياً لكن جميع ما ورد في القرآن هل هي ترد مرتّبة أو قد يُخل التّرتيب؟ هذا حقيقة يحتاج إلى بحث[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] في بعض المواضع تجد مرتّبة، وبعض المواضع يخالف الترتيب لمناسبة السّياق. معنا اتّصال من الأخت أم البراء من السعودية تفضلي يا أم البراء [/FONT]
[FONT=&quot]أم البراء:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] عليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أم البراء:[/FONT][FONT=&quot] في سورة الإسراء في آية رقم 33 و 34 [/FONT][FONT=&quot]{وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ}[/FONT][FONT=&quot] وهنا أيْضاً في سورة النّور في آية 31 يقول: [/FONT][FONT=&quot]{ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذه من أسباب القرب للزّنا صحيح؟ هنا السؤال [/FONT][FONT=&quot]{وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ}[/FONT][FONT=&quot] ما هي الأسباب المُؤدِّيَة للقرب إلى مال اليتيم هل هناك أسباب أم لا يوجد؟ أنا لا أرى أنّ هناك أسباب، فأرجو شرحها بارك الله فيكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك شكراً لك.[/FONT]
[FONT=&quot]هناك الحقيقة أسئلة يا دكتور في وردتنا من الجوال حول سورة النور وسورة المؤمنون أيْضاً في قوله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2} وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ {3}}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يقول كلّها إثبات، قد أفلح المؤمنون الخشوع في الصلاة والإعراض عن اللغو وفعل الزّكاة والمحافظة عن الفرج يقول: كلّها في إثبات الفعل إلاّ اللغو فجاء النّهي عنه يسأل هل هناك حكمة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]اللغو طبعاً هو قول ما لا فائدةَ فيه، والّذي يبتعد عمّا لا فائدةَ فيه؛ فإنّه من بابِ أوْلى مبتعِدٌ عمّا حرّمَ الله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة يا دكتور يعني يلفت نظري ولعلّك تسدد هذا القول في قوله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ {3}} [/FONT][FONT=&quot]يذكر هذا الوصف للمؤمنين أنا لفت نظري أمس والأخ يتحدّث عن سورة المؤمنون أو سورة الأنبياء في قوله سبحانه وتعالى وهو يصف هؤلاء المعرضين قال [/FONT][FONT=&quot]{مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ {2} لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ} [/FONT][FONT=&quot]فتأمّلت فإذا بوصف المؤمن في القرآن الكريم لا يلعب ولا يعبث، وأنّ من صفاته الجدّيّة وحتى في أواخر سورة الفرقان [/FONT][FONT=&quot]{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا}[الفرقان: 63] [/FONT][FONT=&quot]ذكر الله سبحانه وتعالى من صفاتهم [/FONT][FONT=&quot]{ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا {72}}[/FONT][FONT=&quot] وأذكر تعليق لصاحب ظلال القرآن رحمه الله تعليق نفيس في هذا الجانب ويقول: أنّ المؤمن ليس لعّاباً ولا صاحب عَبَث وإنّما هو صاحب جدّية.[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] وهذا هو.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لعلّه من أسرار بدايته [/FONT][FONT=&quot]{وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ {3}}[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يعني صفة المؤمن أنّه هذا الأمر من الله تعالى للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم [/FONT][FONT=&quot]{فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ {7} [/FONT][FONT=&quot]يُروى عن بعض السّلف أنّه مرّ بقومٍ يلعبون قال: مالكم تلعبون؟ قالوا: فرغنا من عملِنا فنحن نلعب قال: هكذا أُمِرَ الفارِغ [/FONT][FONT=&quot]{فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ {7} وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ {8}[الشرح:7-8][/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة قصة الإفك يا دكتور حسين مليئة بالآداب التربوية منها أوّلاً في قوله: [/FONT][FONT=&quot]{لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ {12}}[/FONT][FONT=&quot] ثمّ قال بعدها: [/FONT][FONT=&quot]{وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ {16}} [/FONT][FONT=&quot]الحقيقة قصة الإفك لو أردنا أن نُفَصِّل فيها سنحتاج على حلقات لكن السائل يسأل هنا يقول: [/FONT][FONT=&quot]{إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ}[/FONT][FONT=&quot] يقول: ما الفرق بين التّلَقّي بالألسنة والقول بالأفواه؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]التلقّي من اللّفظ ودِلالة اللّفظ واضحة في أنّ المقصود هو المبادرة يعني مجرّد ما ظهرت الشّائعة بادر النّاس بالخوْضِ فيها فهي تقتضي أنّه بادر دون أن يُعْمِل أي تفكير أو تثبُّت في الموضوع.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] القول بالشائعات بدون تثبّت.[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إشاعة، هي أقرب إلى الإشاعة، وأمّا القول فهو تكرار معاودة الحديث فيه بعد إشاعته. فهذا ملْحظ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] معنا اتّصال يا أخ حسين لعلّه يكون آخر اتّصال في هذه الحلقة، الأخ نايف من السعودية تفضل[/FONT]
[FONT=&quot]نايف:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضل وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]نايف:[/FONT][FONT=&quot] تحية طيبة لك يا دكتور عبد الرحمن ولضيفك الكريم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أهلاً وسهلاً يا أخي.[/FONT]
[FONT=&quot]نايف:[/FONT][FONT=&quot] أنا لديّ سؤال يا دكتور حسين عن كتابه الّذي عُرِضَ قبل قليل هل هناك فرق بين قرائن الترجيح وقواعد التّرجيح، وهل كلّ قرينة تُسَمّى قاعدة؟ يعني هل من ضابط لهذا؟[/FONT]
[FONT=&quot]ثمّ إذا أرَدْنا أنْ نُطَبِّق الآية الرابعة من سورة المؤمنون الله عز وجل قال [/FONT][FONT=&quot]{وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ {4}}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الشيخ حفظه الله ذكر هنا الزّكاة الواجبة، لكن هل يُقال أنّ الزّكاة هنا الزّكاة التي هي زكاة القلب: الإيمان بالله وتوحيده بدليلين اثنين: الدّليل الأول: السورة مكية وفرض الزكاة لم يأتي إلا في المدينة[/FONT]
[FONT=&quot]الدليل الثاني: أنّ الزّكاة الواجبة تأتي بلفظ إيتاء الزكاة، يؤتون الزّكاة، أمّا في الآية هذه لم تأتي إلاّ بالفعل [/FONT][FONT=&quot]{وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ {4}} [/FONT][FONT=&quot]فهل تُؤيِّد القرينة بالقول بأنّ الزّكاة هنا ليست زكاة المال، إنما هي زكاة النّفس. السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أحسنت شكراً جزيلاً لك وبارك الله فيك.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخت أمّ البراء تسأل سؤالاً في سورة الإسراء وهو قوله سبحانه وتعالى في الآية 33 من سورة الإسراء طبعاً هي مرتبطة في موضوع [/FONT][FONT=&quot]{وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ}[/FONT][FONT=&quot] تقول: واضح [/FONT][FONT=&quot]{وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى}[/FONT][FONT=&quot] أنّه قربانه بأسباب لكن ما معنى [/FONT][FONT=&quot]{وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ}[/FONT][FONT=&quot] تسأل كيف يُقْرَب مال اليتيم؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لأنّ يعني مال اليتيم له حُرمة أكثر من مال أيّ شخص آخر بالغ ومميِز وراشد بالإضافة إلى أنّ الله تعالى أَذِنَ للولي أن يأكل من مال اليتيم بقدر الحاجة الفعلية، فالتّحذير من القربان تحذير من أن لا تأخذ شيئاً ليس له، فيبقى يتعامل معه بهذا الحذر معه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]بالنّسبة للأخ نايف بالنسبة للقرائن والقواعد طبعاً في فرق شاسع بينهم الأمرين:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]بالنسبة للقرينة هي الّتي ترد في مثال أو مثالين في بعض الأمثلة تُسمى قرينة، وبعض الآيات الّتي تستخدم فيها بعض القرائن الموجودة الّتي ليست مضطردة، فهذه تسمّى قرينة، لكن لا تصلح أن تصير هذه نفس القرينة الّتي رُجِّحَ بها في هذا الموضع تصبح قاعدة مضطردة يُرَجَّح بها إلاّ إذا كانت مضطرِدة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]إذا كانت مضطردة تُصبح قاعدة إذا كان مجرّد قرينة في الكتاب ذكرت أنّ القواعد تستخدم القرائن التّرجيح بالقرائن يكون في أحد الأقوال تُرَجّحه في القرينة في السّياق أو في أي قرينة أخرى. فهذا الفرق بينهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أمّا بالنّسبة للزكاة في أوّل سورة المؤمنون لم أذكر لم أنُصّ على أنّها المقصود بها الزّكاة الواجبة لكن هي كذلك فعلياً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وبالنّسبة لِمَن اختار بأنّ المقصود بها تزكية النّفوس فعلاً يستدلّوا به مثل القرائن الّتي ذكرها من لفظ الإيتاء، ومن أيْضاً الاقتران المباشر بينها وبين الصّلاة[/FONT][FONT=&quot] {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}[/FONT][FONT=&quot] بينما هنا في سورة المؤمنون فصل بينها باللّغو أو فصل بينها [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وأيْضاً من القرائن الّتي يستدلّون بها على أنّها من الزّكاة الواجبة هي موضوع أنّ الآيات مكيّة مثل هذه الآية وآية سورة فُصِّلَت، لكن الصّحيح أنّ المقصود بها زكاة المال، والمقصود بها أصل الصّدقة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وسورة الماعون وهي مكيّة وردت في آيات كثيرة [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فالزّكاة المقصود بها في هذا الموضع هي الزّكاة أصل الصّدقة ولا مانع أن يدخل من ضمنها وممّا تدلّ عليه الآية تزكية النّفوس وهي مذكورة بنصوص أخرى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل الله يفتح عليك. لعلنا يا دكتور حسين والوقت داهمنا ما بقي معنا إلاّ دقيقتين تقريباً وقفة تربوية مع قوله سبحانه وتعالى في قصة الإفك الّتي في سورة النور [/FONT][FONT=&quot]{لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ {12}}[/FONT][FONT=&quot] ما معنى الآية؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:حسين:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حقيقةً في سورة الإفك يجب على كلّ مسلم أن يروّض نفسه على الآداب الموجودة بها، وقد وقع في موضوع الإفك أثاره أهل النّفاق وقع فيه بعض أهل الإسلام في عهد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وكما أخبر الله تعالى في قصة مسطح أو غيره ممّا ذُكِر في السُّنّة النّبويّة. من جملة هذه الآداب مَن تأدّب بها نجا، فمثلاً أبو أيّوب الأنصاري رضي الله تعالى عنه وزوجته نَجَواْ من الوقوع في الإفك أنّه قال أبو أيّوب لزوجته: " أتَرْضَيْنَ" "أأنتِ تَفْعَلينَ هذا؟ قالت لا، قال فعائشة أوْلى منك. فَسَلِمَ الانزلاق في ذلك بأن يُحِبَّ الإنسان أن يأتِيَ النّاس بما[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يُحِبّ أن يَأْتوه، فلو أنّ هذه القاعدة الشرعية المنصوص عليها في السنّة النّبويّة أُعمِلَت لدى النّاس عموماً في أنفسنا أننا لا نُعامل النّاس إلاّ بمثل أن يُعاملونا به لَخَرَج النّاس من كثير من المزالق، فهذا الظّنّ الّذي صَبَّ على واتّجه إلى عائشة رضي الله عنها وقد برّأها الله من فوق سبع سماوات إلى قيام الساعة بهذه الآيات العظيمة العشر يقول الله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ}[/FONT][FONT=&quot] أي سمعتم قصّة الإفك ظننتم بأنفسكم أقام عموم المسلمين بعضهم مقام بعض فجعلهم كالنّفس الواحدة [/FONT][FONT=&quot]{بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ {12}}[/FONT][FONT=&quot] أي كذب.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] والحقيقة قصة أبا أيّوب مثال عملي في هذا يعني الآن إذا كنتَ أنتَ لا ترى أنّ أهلَك أو أختك أو يعني تقع فيهذا فعائشة رضي الله عنها من باب أوْلى. الحديث ذو شجون الحقيقة يا دكتور لكن الوقت انتهى الحقيقة، ولكن بإذن الله يا دكتور أن يكون لقاء آخر بإذن الله معك.[/FONT]
[FONT=&quot]في نهاية هذا اللّقاء أيُّها الإخوةُ المُشاهِدون أشكر الله سبحانه وتعالى الّذي يسَّرَهُ، ثمّ أشكر ضيفي العزيز فضيلة الشيخ الدكتور حسين بن علي الحربي، أستاذ التفسير بجامعة جازان، ومدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدّعوة والإرشاد بمنطقة جيزان، على ما تفضّل به من الإجابة وتشريفنا في هذا اللّقاء، شكر الله لكم يا أبا علي، شكر الله لكم أيُّها الإخوة المشاهدون، نراكم غداً بإذن الله تعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]‫التفسير المباشر (1429) الحلقة (18) الجزء الثامن عشر‬‎ - YouTube[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
[FONT=&quot]التفسير المباشر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الحلقة العشرون[/FONT]
[FONT=&quot]20-9-1429هــ[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرحمن الرّحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاةُ والسَّلامُ على أشرفِ الأنبياءِ والمرسلين سيّدنا ونبيّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]مرحباً بكم أيُّها الإخوة المشاهدون في حلقةٍ جديدةٍ من حلقاتِ برنامجكم اليومي [التفسير المباشر] اليوم هو العشرون من شهر رمضان المبارك من عام تسعةٍ وعشرين وأربع مئةٍ وألف.[/FONT]
[FONT=&quot]وحديثُنا بإذن الله تعالى سوف يكون عن الجزء العشرين من أجزاء القرآن الكريم، وضيفُنا في هذا اللّقاء هو فضيلةُ الشيخ عبد العزيز الدّاخل، المستشار بوزارة الشّؤون الإسلامية والأوْقاف والدّعوةِ والإرشاد، ومدير معهد آفاق التّيسير الإلكتروني على شبكة الإنترنت، وهو عضوٌ أيْضاً في ملتقى أهل التفسير، حياكم الله يا شيخ عبد العزيز معنا في هذا اللّقاء.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بارك الله فيكم ونفع الله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أيّها الإخوة المشاهدون أذكركم قبل أن نبدأ في حوارنا مع الشيخ عبد العزيز في هذه الحلقة بأرقام الهواتف الّتي يمكنكم التّواصل عن طريقها الهاتف ( 012085444 ) أو ( 014459666 ) والهاتف الجوال الّذي يمكنكم التواصل عن طريق الرسائل ( 0532277111 ) والهواتف سوف تظهر معكم على الشاشة تِباعاً، كما يمكنكم التواصل عن طريق ملتقى أو منتدى البرنامج [[/FONT][FONT=&quot]tafseer.net[/FONT][FONT=&quot] ] ضمن ملتقى أهل التفسير فحياكم الله جميعاً يا شيخ عبد العزيز حياكم الله أيّها الإخوة المشاهدون معنا في هذا اللّقاء.[/FONT]
[FONT=&quot]قبل أن نبدأ حوارنا يا شيخ عبد العزيز حول هذا الجزء أريد أن أُنَبِّه الإخوة المشاهدين إلى أنّ الجزء العشرين يبدأ من الآية: السّادسة والخمسين من سورة النّمل، مع سورة القصص، حتى الآية الخامسة والأربعين من سورة العنكبوت. وقد تعوّدنا أن نذكر لهم أبرز الموضوعات الّذي اشتمل عليها الجزء الّذي نتحدّث عنه:[/FONT]
· [FONT=&quot]سورة النّمل من السّور المكيّة الّتي تهتم بالحديث عن أصول العقيدة: التّوحيد والرّسالة.[/FONT]
· [FONT=&quot]وتناولت السورة الحديث عن القرآن العظيم أيْضاً.[/FONT]
· [FONT=&quot]ثمّ تحدّثت بالتّفصيل عن قصّة داوود وولده سليمان وما أنعم الله عليهما به[/FONT]
· [FONT=&quot]ثمّ تناولت السّورة الكريمة الدّلائل والبراهين على وجود الله ووحدانيّته.[/FONT]
· [FONT=&quot]أمّا سورة القصص فهي سورة مكيّة أيْضاً تهتمّ بجانب العقيدة التوحيد والرسالة والبعث، وتفصّلُ ما أُجمِلَ في السّورتين الَّلتين سبقتها[/FONT]
· [FONT=&quot]وأمّا سورة القصص فتدور على الحقّ والباطل والإذعان والطّغيان وأشكال الصّراع بين جند الرّحمن وجند الشّيطان.[/FONT]
· [FONT=&quot]وأمّا سورة العنكبوت: فهي كذلك مكيّة وموضوعها العقيدة في أصولها الكبرى وتدور حول الإيمان وسنّة الابتلاء في هذه الحياة.[/FONT]
[FONT=&quot]هذه أبرز الموضوعات الّتي اشتمل عليها الجزء، وهناك الكثير الحقيقة ممّا يمكن أن نتحدّث عنه يا شيخ عبد العزيز في هذه السورة أو في هذا الجزء من أجزاء القرآن الكريم وهذه السور العظيمة الّتي سوف بإذن الله نُشير إشارات إلى أبرزِ ما فيها. بدايةً يا شيخ عبد العزيز نريد أن نعطي الإخوة المشاهدين إضاءة حول موضوع سورة النّمل والقصص والعنكبوت، ثمّ بعد ذلك نبدأ في تلقّي الاتّصالات والأسئلة إن شئتم.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بسم الله الرّحمن الرّحيم، أحمد الله عزّ وجلّ وأُثني عليه وأُمَجّده بما يحبه من المحامد والثّناء والتّمجيد فهو أهل الحمد والثّناء والمجد، لا مانع لِما أعطى ولا مُعْطِيَ لِما منع ولا ينفعُ ذا الجَدِّ منه الجدّ، خلق فسوّى وقدّر فهدى، وكفى وآوى وأغنى وأقنى، له الأسماءُ الحُسنى والصّفات العُلا [/FONT][FONT=&quot]{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ}[القصص: 70] [/FONT][FONT=&quot]وأُصلّي وأُسَلِّمُ على نبيِّنا الكريم ذو الخُلُقِ العظيم والهدي القَويم نبيِّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومَن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين [/FONT][FONT=&quot]{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر:10].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لا شكّ أنّ القرآنَ كتابُ هدايةٍ ورحمةٍ للمؤمنين، وأنزله الله عزّ وجلّ لهم ليُخرِجَهم من الظّلُماتِ إلى النّور، ولِيَهْدِيَهم إلى ما فيه خيرهم ونجاتهم في الدّنيا والآخرة، وتتجَلّى فيه رحمة الله عزّ وجلّ بعباده المؤمنين، وهذا الجزء الّذي سنتدارسه بإذن الله تعالى تتجلّى فيه مقاصد القرآن العظيم، فهو كتابُ هدايةٍ ونور. فسورة النّمل هي سورةٌ مكيّة، نزلت على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو في أوج مواجهته مع المشركين ودعوتهم إلى الحقّ، وعانى منهم أذًى شديداً وحسداً وبغيًا وتكبُّرًا وجميع أنواع الأذى، والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم هو سيّد أُولو العزمِ من الرّسل، وفي الحديث [/FONT][FONT=&quot]"إنّ أشدّ النّاسِ ابتلاءً الأنبياء فالأمثل فالأمثل"[/FONT][FONT=&quot] والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم هو أمثل الأُمّة لذلك كان الأذى عليه شديداً. وأنزل الله عزّ وجلّ عليه هذه الآيات ليست جملةً واحدة، بل كما قال الله عزّ وجلّ [/FONT][FONT=&quot]{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ}[الفرقان:32][/FONT][FONT=&quot] ليُثبّت الله عزّ وجلّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في دعوته للمشركين. الإنسان عندما يدعو النّاس إلى أمر يخالفهم فيه، لا بدّ أن يكون على يقين بأنّ ما لديه حقّ؛ لذلك تجد هذه السور تثبّت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأنّه على الحقّ ولا يخاف ولا يحزن ولا يضطرب ولذلك الله تعالى في مطلع السورة ونلاحظ أيْضاً تناسب المطالع والمقاطع.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]سورة النّمل في أوّلِها قال: [/FONT][FONT=&quot]{وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ {6}}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهذا له أثر على نفس النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فلا يخاف ولا يحزن ولا يتردّد ولا يضطرب، بل يقول الحقّ صادِعاً به؛ لأنّه من لدن الحكيمٍ العليم. وقال في آخرها [/FONT][FONT=&quot]{فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ {79}}[/FONT][FONT=&quot] والحقّ بيِّن ظاهر. وكون الإنسان يعلم الدّاعي يعلم أنّه على حقّ وعلى بيّنة لا بدّ من الشّجاعة والإقدام في الحق ويورث القوّة في منطقه وفي كلامه، ولو تأمّلت قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ {6}}[/FONT][FONT=&quot] تجد أنّ مجال التّفسير، وكلام العلماء في التّفسير والمؤلّفات في التّفسير ممّا هي لتقريب السّور وتوضيح المعنى؛ لذلك تجد في الكلمة والمفردة أقوال لأهل العلم هي من باب تقريب السورة لذهن القارئ، وإلاّ ما وراء ذلك من المعاني العظيمة فهذا أمر لا تحيط به العبارة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأفضل ما يُعَبَّر عنه بالآية نفسها.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] بالآية نفسها؛ ولذلك قد يتساءل بعض طلاّب العلم لماذا بعض الأئمة الكبار ليست لهم مؤلّفات في التفسير؟ تجد لهم كلام بليغ وقوي وعظيم، فلو أنّهم وظّفوا هذا في التّفسير لكان خيراً عظيم، والجمهور لهم بعض الرّسائل الّتي تدلّ على ذلك، والكتابة التفسير كامل في القرآن العظيم على هذا المنحى أمر لا يستطيعه أي أحد فهو أمر عظيم، ثمّ أيْضاً النّاس يتفاوتون في إدراكهم وفهمهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فعلى سبيل المثال مثلاً ابن القيّم رحمه الله له رسالة في تفسير ذكره في كتابه الفوائد في تفسير قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ}[الأنفال: 24] [/FONT][FONT=&quot]في سورة الأنفال، وذكر أيْضاً ابن القيّم له رسالة اسمها مؤلّفات ابن تيمية ذكر فيها أنّ شيخ الإسلام ابن تيمية له رسالة في تفسير قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ}. [/FONT][FONT=&quot]السّيوطي لمّا تمكّن من علوم الآلة وكتب فيها كتب رسالة في قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ}[البقرة: 257][/FONT][FONT=&quot] ذكر فيها مئةً وعشرين وجهاً بلاغيّاً من هذه الآية، اسم الرسالة: "فتح الرّبّ الجليل للعبد الذليل" وهذا يدلك على أن القرآن ومعاني القرآن عظيمة ولا تحيط بها العبارة وأنّ ما يذكره المُفَسِّرون في كتبهم وإن كَثُرَت، فإنَّما هي لتقريب السّورة وتوضيح المقصد. ففي قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} [/FONT][FONT=&quot]تجدها تشعر المؤمن بالسّمو والرّفعة؛ لأنّه يتلقّى القرآن من الله عزّ وجلّ ولا يستوي مَن يتلقّى دينه الّذي يسير عليه من الله عزّ وجلّ لا يستوي هو ومَن يتلقّى دينه من الخرافات والأساطير، ولذلك لو رأيت كلّ أهل الأديان غير الإسلام تجدهم على ضلال مبين ولا يستوي هذان؛ ولذلك المؤمن إذا شعر أنّ دينه متلقّى من الله عزّ وجلّ هذا يشعره بالسُّموّ والرّفعة وصلته بالله عزّ وجلّ ولذلك أنّ هذا القرآن يتلقّاه من الله الحكيم العليم، وهذا التنكير (حكيم عليم) للتفخيم أو كما يذكره العلماء. فالقرآن حكيم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ومحكم، وأيْضاً أنزله الله عزّ وجلّ على علم فهو يعلم ما يحتاجه النّاس ويعلم الشرائع التي فيه مفصّلة إنّما أُوتيته على علم، وما أمر الله عزّ وجلّ به المرسلين هو مبنيٌّ على علم وما أمر به عباده المؤمنين مبنيٌّ على علم، وما نهى عنه مبنيٌّ على علم فهو على علم، فلذلك المؤمن إذا تلقّى هذه الآية [/FONT][FONT=&quot]{وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ {6}}[/FONT][FONT=&quot] تجده يُشعر المؤمن بقوة الثقة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأيْضاً يعني تأكيداً لكلامك يا شيخ عبد العزيز الآيات المكيّة أو السّور المكيّة الّتي تتحدّث عن القرآن العظيم تُشير إلى هذا المعنى الّذي تفضّلتم به في قضيّة إثبات للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّ هذا القرآن من حكيم ومن عليم وأنّه كتابٌ مُحْكَم وكتابٌ مُفَصَّل؛ ولذلك تجد مثل هذه الآية [/FONT][FONT=&quot]{وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ {6}}[/FONT][FONT=&quot] وفي سورة هود قال: [/FONT][FONT=&quot]{كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ {1}}[/FONT][FONT=&quot] لاحظ حكيم وخبير وعليم كلّها أوصاف تُشعِر بإحاطة علمه وخبرته وحكمته سبحانه وتعالى، وهذا يزرع الثّقة كما تفضّلت في مواجهة المشركين والصّادّين والمكذّبين. هل ترى أنّ موضوع سورة النّمل إن صحّ التعبير أنّها حول موضوع ماذا يعني؟ الحديث عن العقيدة؟ عن القرآن الكريم؟ عن ماذا؟[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] هو لها عدّة موضوعات إن أردت أن نُفَصّل فيها تفصيلاً أدقّ، لكن روح السّورة ومقصودها يُفهَم من وقت نزولها فهي نزلت على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في مكّة في تكذيب المشركين له ودعوتهم إياه إلى الحقّ؛ لذلك ورد فيها آيات عظيمة، النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يدعو المشركين ويُبَيّن لهم الآيات فَيُواجَه بالاستكبار، فقال الله عزّ وجلّ، هذا كما حصل أيضاً لموسى وقومه لموسى مع فرعون وقومه فإنّ الله عزّ وجلّ قال: [/FONT][FONT=&quot]{فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ {13}}[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهي آيات مبصرة بمعنى أنّها ظاهرة واضحة وبيّنة.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ {14}}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بعض العلماء تلمّسوا الحكمة في التعبير بـ (مبصرة) [/FONT][FONT=&quot]{فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تفاسير السلف أنّها بيِّنة وظاهرة وواضحة سبب العدول عن هذا طبعاً بيّنة وواضحة هذا تفسير بلازم المعنى، وهذا مسلك من مسالك التفسير، لكن معنى (مبصرة) نفسها وسبب اختيار هذا اللّفظ على غيره تلمّس بعض العلماء الفائدة والحكمة من ذلك. أقرب مَن وجدت إلى هذا أصاب المعنى المراد والله تعالى أعلم الزمخشري في الكشّاف، لكن كانت العبارات فيها شيء من الاقتضاب والتقصير؛ لأنّها تحتاج إلى توضيح وتبيين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هو كعادته عبارته مختصرة لكنّه مركّزة.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] فلذلك تركها بعض مَن ينقل عن الزمخشري، الرازي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ماذا يقول فيها؟[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] قال: [/FONT][FONT=&quot]{فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً}[/FONT][FONT=&quot] قال: "نسب الإبصار إليها على اعتبار أنّهم لابِسوها" لكن توضيح للمعنى نقول: أنّ الإبصار يُطْلَق على الشخص المبصِر وعلى الأداة الّتي يبصِر بها، فيُقال أنّ زيد يبصر والعين تبصر وهذا إطلاق حقيقي. فهذه الآيات هي ممّا يُبْصَرُ به الحقّ فهي مبصرة الحقّ فيها واضح وجلي وبيّن، ولكنّهم جحدوا واستكبروا؛ لذلك قال: { فَظَلَمُوا بِها } وليس حقّها أن تُجْحَد، حقُّها أن يُهْتَدى بها، لكنّهم ظلموا بها فلم يهتدوا بها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك عبّر الله عنهم وعن قوم ثمود في سورة فُصِّلَت قال: [/FONT][FONT=&quot]{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى}[فصلت:17]. [/FONT][FONT=&quot]في قصّة سليمان وداود يا شيخ عبد العزيز في سورة النّمل أليست من القصص الّتي يمكن أن نسلّط عليها الضّوء؟[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] فيها قصص وفيها عبر عظيمة نزلت على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ولعلّ من مقاصدها أنّ الله عزّ وجلّ مكّن لداوود، ثمّ مكّن لسليمان تمكيناً عظيماً وآتاه مُلْكاً عظيماً، وهذا وإن كانت قصّة انتقال للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم لكنّها تُبَيّن قدرة الله عزّ وجلّ فلو شاء الله عزّ وجلّ لجعلك مَلَكاً رسولاً فلا تحزن، لذلك خُيِّرَ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن تختار مَلَكاً رسولاً أو عبداً مرسلاً فنظر إلى جبريل فأشار إلى جبريل أن تواضع فقال: أختار أن أكون عبداً رسولاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك كنّا نتحدّث أمس يا شيخ عبد العزيز مع الشيخ فهد أمس حول كيف وصف الله عبدَه محمّد صلّى الله عليه وسلّم بوصف العبوديّة في أشرف المواطن الّتي شرّفه بها، فوصفه بوصف العبوديّة عندما تلقّى القرآن: [/FONT][FONT=&quot]{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ}[الكهف:1][/FONT][FONT=&quot] وقال: [/FONT][FONT=&quot]{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ}[الإسراء:1][/FONT][FONT=&quot] وقال: [/FONT][FONT=&quot]{وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ}[الجن:19][/FONT][FONT=&quot] فوصفه بوصف العبوديّة في مواطن شرف.[/FONT]
[FONT=&quot]{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ {15}} [/FONT][FONT=&quot]يعني لو تعطينا لمحة عن هذه القصّة، قصة سليمان في هذه السورة سورة النمل؟ وقد استأثرت بجزء كبير من السورة.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] هي قصّة من القصص العجيبة الّتي مكّن الله عزّ وجلّ، ذكر الله عزّ وجلّ تمكينه لسليمان عليه السّلام وأتاه فضلاً عظيماً، والفضل هو التفضيل وجعله في مرتبة أعلى من غيره فكان هذا فضلاً مبيناً؛ لذلك قال: [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ {16}}[/FONT][FONT=&quot] البيّن هذا هو الفضل البيّن الواضح، ثمّ ذكر الله عزّ وجلّ ما سخّره لِسُلَيْمان.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] والتنكير هنا يا شيخ عبد العزيز [/FONT][FONT=&quot]{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أليس هنا التنكير للإشارة إلى العلم وسعته؟.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] نعم وهو من معاني التنكير التفخيم، وكذلك مكّن الله عزّ وجلّ له الطّير، ومكّن له الوحوش، ومكّن له الجنّ، مكّن له الرّيح، وهذا مُلك لا ينبغي ولا يمكن لأحد في الدّنيا أن يناله، مهما سمت همّته، مهما بلغت أمانيه ما بلغت لم يملك أن يُسَخّر الرّيح أو يسخّر الجنّ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] صدقت، ولو استطاع غيره من الملوك مُلك الثروة لكن لا يستطيع أن يسخّر مثل هذه المخلوقات إلاّ بفضلٍ من الله سبحانه وتعالى. نستطرد في هذه القصة إن شئت إن كان لك فيها [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] هذا بالنّسبة للقصّة، ثمّ أيضاً ذكر فيها أيْضاً، طبعاً هناك لطائف ذكرها بعض العلماء في قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ {20}* لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا}[/FONT][FONT=&quot] بدأ بأسلوب العذر يعني ما أتى بأسلوب أو جعلها في الأخير العذر، وهذا ممّا يقتضيه رهبة الملك قال: [/FONT][FONT=&quot]{لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ {21}}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]العذر في الأخير، لذلك هذا أيْضاً يُرهِب مَن حوله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني هذه من التصرفات الّتي يتصرّفها الملوك.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ {22} إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ}[/FONT][FONT=&quot] هذا أمر غريب في زمانه [/FONT][FONT=&quot]{إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ {23}}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]طبعاً لفظ (كلّ) ظاهر في العموم لا يقتضي الاستغراق في جميع الجزئيّات.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذا سؤال يُسْأَل دائماً هل معنى [/FONT][FONT=&quot]{وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ}[/FONT][FONT=&quot] يعني أنّها أُوتيت كلَّ شيء وإلاّ المقصود بها[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] لفظ كلّ ظاهر في العموم على درجات، هناك عموم الاستغراقي الّذي لا يخرج عنه شيء [/FONT][FONT=&quot]{وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[/FONT][FONT=&quot] وهناك عموم ظاهر يعني يفسّر في السياق بحسبه كما قال تعالى يمثّل به بعض المفسّرين في قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ} [الأحقاف:25][/FONT][FONT=&quot] المساكن ما دُمِّرت، فهنا (كلّ) ظاهرة في العموم[/FONT][FONT=&quot]. {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ {23}}[/FONT][FONT=&quot] هذا للتنكير أيْضاً والتّفخيم العلماء اختلفوا في قضيّة العرش العظيم على قولين:[/FONT]
· [FONT=&quot]أنّه عظيم في كِبَرِه. [/FONT]
· [FONT=&quot]القول الثاني وهو الأرجح أنّ عظيم في أوصافه وما زُيِّنَ به. حتى بعضهم ذكر من شدّة وصف العظيم قال هذا لو جلست فيه لما أُرِيَت، يعني لو كان بهذه الفخامة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هذا بالنسبة لسورة النّمل يا شيخ عبد العزيز، بالنّسبة لسورة القصص يعني إضاءة سريعة حولها قبل أن تأتينا اتّصالات الإخوة المشاهدين، في موضوع سورة القصص وأبرز الموضوعات الّتي فيها قصّة موسى عليه الصّلاة والسّلام.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] في قصّة موسى قصة عجيبة جدّاً، وينبغي أن يتأمّلها جميع المؤمنين على طبقاتهم الملوك الحكام. وأصحاب الأموال المستضعفين أصحاب الحِرَف والمِهَن، فهي فيها آيات وعِبَر عظيمة جدّاً، وفيها من براعة الاستهلال شيء عظيم جدّاً يُدهش قلب المؤمن، لخصّ الله عزّ وجلّ القصّة في ثلاث آيات ثمّ بدأ بالتفصيل قال لفرعون [/FONT][FONT=&quot]{نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى}[/FONT][FONT=&quot] النّبأ في اللّغة هو: الخبر العظيم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لو تأذن لنا يا شيخ عبد العزيز نتوقف لفاصل قصير ثمّ نعود نتحدّث عن موضوعات سورة القصص فابقوا معنا أيُها الإخوة المشاهدون.[/FONT]
[FONT=&quot]................فاصل..................[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مرحباً بكم أيُّها الإخوة المشاهدون مرّةً أخرى كنا قبل الفاصل نتحدّث مع ضيفنا قبل الفاصل الشيخ عبد العزيز الدّاخل حول موضوع سورة القصص، نعود يا شيخ عبد العزيز إلى الموضوع الرّئيسي لسورة القصص كمدخل في هذا اللّقاء، تفضل[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] لو تأمّلنا سورة القصص وحاولنا نستخلص منها موضوعاً محدّداً يعني قد يكون هو روح السّورة نفسها نجد أنه غالباً في التمكين تمكين المستضعفين الّذين هم على الحق إذا صبروا وكانوا موقنين فإنّهم بإذن الله عزّ وجلّ يمكّنوا؛ لذلك قال العلاّمة الشنقيطي رحمه الله تعالى في قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً}[/FONT][FONT=&quot] قال في هذه السّورة لم يبن سبب جعلهم أئمة بيّنه في سورة السجدة في قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ {24}} [السجدة:24][/FONT][FONT=&quot] فلذلك هذه السورة كما قلت فيها براعة استهلال عظيمة جدّاً قال عزّ وجلّ: [/FONT][FONT=&quot]{نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ}[/FONT][FONT=&quot] ثم لخصّ القصّة في ثلاث آيات [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ {4} وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ {5} وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ {6}}[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ثلاث آيات فيها الخلاصة.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] فيها الخلاصة ثمّ بدأ بالتّفصيل لو تأمّلت وهذه القصّة لا يُراد منها مجرّد التّسلية وتسلية الوقت، إنّما فيها آيات وعبر عظيمة جدّاً؛ كسائر قصص القرآن، ولذلك تجد تعقيبها بِما يُوحي بإرادة العموم والعدول في بعض الألفاظ من المبني للمعلوم إلى المبني للّذي لم يُسَمّى فاعله لغرض أراده سبحانه وتعالى، هنا قال تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أي طوائف، يعني فِرَق ورسّخ مبدأ الطبقية، طوائف مستضعفة طبقة كادحة وطوائف ممكّنة يظلمون مَن تحتهم، هذا عاقبته وخيمة، وأنّه كما قال ابن خلدون وهو استقرأ التاريخ استقراء طويلاً مسهباً قال في مقدمته قال: فصلٌ بأنّ الظلم مؤذنٌ بخراب العمران وزوال البنيان [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] واستدلّ بمثل هذه الآيات القرآنية.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] قال تعالى في الآية الأولى [/FONT][FONT=&quot]{يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ}[/FONT][FONT=&quot] في الآية الّتي تليها قال: [/FONT][FONT=&quot]{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا}[/FONT][FONT=&quot] هذا يستفيد منها المستضعفين أيْضاً من غير بني إسرائيل هؤلاء.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] إذا كنّا نقول أنّ سورة القصص هي عن التمكين للمؤمنين والصابرين والمجاهدين جاءت بعدها سورة العنكبوت فتحدثت عن الموضوع في أولها [/FONT][FONT=&quot]{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ {2}}[/FONT][FONT=&quot] فما هو الموضوع برأيك سورة العنكبوت وما علاقتها بسورة القصص؟[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] الّذي يظهر أنّ سورة العنكبوت هي في الفتنة والابتلاء يعني موضوعها في أوّله في آخره في أثناء ما ذكر الله عزّ وجلّ فيها عن موضوع سرّ النّجاة من هذا الابتلاء وسب النجاة ممّا يُراد من المؤمن عندما يُبتلى من الصبر والترتيب بين سورة القصص والعنكبوت فلعلّ والله أعلم أنّ لمّا كانت سورة القصص فيها التّمكين واشرأبّت النّفوس للتّمكين جاء الحديث عن الابتلاء فبيّن أن التّمكين ما يكون إلاّ عن ابتلاء [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك حتى في آياتٍ أخرى [/FONT][FONT=&quot]{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حتى يقول الأتباع؟ قال: لا [/FONT][FONT=&quot]{حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ}[/FONT][FONT=&quot] نفسه الرّسول {[/FONT][FONT=&quot]وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ {214}}[/FONT][FONT=&quot] فعلاً هذه مناسبة دقيقة وجميلة فعلاً .[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] حتى نقل شيخ الإسلام عن الشافعي رحمه الله تعالى أنّهُ سُئِل سُئِلَ الشافعي: أيُّهما أفضل للعبد أن يُمَكَّن أم يُبْتَلى؟ فقال: لا يُمَكَّن حتى يُبْتَلى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأذكر كلمة جميلة يقول ابن تيمية يقول: بالصّبر واليقين تُنال الإمامة في الدّين. إشارة إلى الآية الّتي ذكرتها في سورة القصص في قوله سبحانه وتعالى: [/FONT][FONT=&quot]{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ {24}} [السجدة:24][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يعني لا بدّ من الصّبر واليقين، والصبر لا يكونُ إلاّ على الابتلاء الّذي ذكرت.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] نلاحظ في سورة القصص أيْضاً ذكر بعض الدّقائق اللّطيفة الّتي ربّما لو أراد الإنسان أن يذكر قصّة أو يقصّ قصّة لأغفلها ولم يرَ لها أيَّ فائدة، لكنّ الله عزّ وجلّ ذكرها تنبيهاً للمؤمنين وهي [/FONT][FONT=&quot]{وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ {22}}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذا الدّعاء له شأن عظيم؛ لذلك قال ابن عبّاس: توجّه موسى نحو مدين ولم يكن له علم بالطّريق إلاّ حسن ظنّه بربّه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لالله أكبر! ا يعرف الطريق ولا يعرف.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] خائف يترقّب وخرج منها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] والمسافة أذكر يا شيخ عبد العزيز أنا رجعت وحاولت أنّي أحسب وأُقَرِّب المسافة الّتي مشاها موسى عليه الصّلاة والسّلام عندما خرج من مصر إلى مدين فوجدتها تُقارب الألف كيلو متر مشاها خائفاً وعلى رجله ولا يعرف الطريق وليس معه إلاّ – كما تفضلت – حسن ظنه بربه.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] وكذلك لمّا سقى للفتاتين قال [/FONT][FONT=&quot]{ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ {24} فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا}.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله أكبر مباشرةً.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إيه، الدعاء وتعلّق القلب بالله عزّ وجلّ من أعظم أسباب التوفيق.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله أكبر، في قصّة موسى هنا عليه الصّلاة والسّلام وما دار بينه وبين الرّجل، وهنا مناسبة يا شيخ عبد العزيز، يعني كثيرٌ من النّاس يسأل مَن هو أبو الفتاتين الّذي استقبل موسى والّذي أكرمه وزوّجه إحدى بناته؟؟ بعض كتب التفسير تقول: أنّه شُعَيب عليه السّلام، وبعض كتب التفسير تُرَجّح أنّه ليس شُعَيب، ويقولون المدّة بين موسى وبين شُعَيْب مدّةٌ كبيرةٌ جدّاً، وموسى لم يُدرك شُعَيْب، فأيْضاً هناك قضايا وهي قضيّة الاستنباط من قصّة موسى في هذه القصّة بالذّات يعني، أودّ أنّك تُسلّط الضّوء على قصّة شعيب هذه وما رأيك أنت فيها؟[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] ظاهر القرآن والله تعالى أعلم يدل على أن قصة موسى بعد شعيب بزمن ذلك أنّ الله عزّ وجلّ ذكر لمّا ذكر إلى قوم لوط قال الله عزّ وجلّ في قصة شعيب قال: [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ {89}} [هود:89] [/FONT][FONT=&quot]قصة شعيب ولوط كان معاصراً لإبراهيم عليه الصّلاة والسّلام هذا يدلّ على أنّهم قريب؛ لذلك الآيات فيها والعِظة قريبة، هذا على القول وموسى بعده بزمن، لذلك العلماء طبعاً هذه ليس فيها نصّ في اسم صح أبو المرأتين لذلك قال ابن كثير لو كان أبوهما شعيب لأوشك القرآن أن ينُصّ على ذلك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل جدّاً. في الحقيقة تأتي مثل هذه الأسئلة مثل قوله سبحانه وتعالى هنا {[/FONT][FONT=&quot]قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ {26} قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ}[/FONT][FONT=&quot] ما هو المقابل يا عمّ؟ قال: [/FONT][FONT=&quot]{عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ}[/FONT][FONT=&quot] تشتغل عندي ثمان سنوات فاستنبط منها من يستنبط من مثل هذه القصة قال يجوز أن يكون المهر أُجْرة يعني ما يكون نقود، لكن تشتغل عندي ثمان سنوات هذا مهر ابنتي، مثل هذه القصة نريد أن نتحدّث عنها يا شيخ عبد العزيز بعد الفاصل، نستأذنك ونستأذن الإخوة المشاهدين لدينا تعريف بكتاب هذه الحلقة ثمّ نعود إليكم فانتظرونا.[/FONT]
[FONT=&quot]************************[/FONT]
[FONT=&quot]فاصل: التعريف بكتاب [/FONT]
[FONT=&quot]تفسيرُ القرآنِ العظيم المشهور بتفسير ابن كثير [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]مُؤلِّفُ هذا التفسير هو العلاّمة إسْماعيلُ ابنُ عُمَر ابنُ كثير الدّمشقي، المُتَوَفّى سنة سبعِ مِئة وأربعةٍ وسبعين للهجرة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وقد رُزِقَ تفسيره هذا قَبولاً واسعاً عند العلماء قديماً وحديثاً، وحظِيَ بعنايتهم منذ ألّفه مُؤلّفه حتى اليوم. ويُعتَبَرُ تفسيرُ ابنُ كثير من أهمِّ تفاسير المحدِّثين لاعتباراتٍ متعدّدة منها: كثرةُ المصادر الّتي ذكرها من كتب التفسير والحديث، والإكثارُ من النقلِ عنها، ذكرُ المواضع المتعددة للحديث الواحد في الكتاب الواحد، وعدمُ الاكتفاءِ بحديثٍ أو اثنين، بيانُ درجة الحديث، وذكرُ الثّقاتِ والضّعفاءِ والمجاهيل من الرُّواة على ضوءِ ما قاله علماء الجَرْحِ والتّعديل، تحذيرُ ابنُ كثير المتكرّر من الإسرائيلِيّات والرِّوايات المضطربة في التفسير والحديث ونقده لها، تأخّره زمنيّاً حيثُ عاش في القرن الثامن الهجري ممّا وفّر له عدداً هائلاً من المصادر والمراجع. وقد صدر الكتابُ في خمسة عشر مجلّداً من مكتبةِ أولاد الشيخ بالقاهرة عام ألفٍ وأربعِ مئة واثنيْ عشر للهجرة بتحقيق مصطفى سيّد محمّد وزملاؤه الأربعة كما طبعته بنفس التحقيق دار عالم الكتب بالرّياض ووزارة الشّؤون الإسلاميّة السعوديّة، وهو تفسيرٌ مطوّلٌ جديرٌ بالاقتناءِ والقراءة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]*****************************[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مرحباً بكم أيُّها الإخوة المشاهدون الكرام مرّة أخرى في برنامجكم التفسير المباشر وحديثنا اليوم مع ضيفنا الشيخ عبد العزيز الداخل عن الجزء العشرين من أجزاء القرآن الكريم. لا يزال حديثنا يا شيخ عبد العزيز عن قصّة موسى عليه الصّلاة والسّلام والّتي سُمِّيَت سورة القصص لأنّها تحدّثت بتفصيل عن قصّة موسى عليه الصّلاة والسّلام، وكنت ذكرت لك قضيّة أنّ كثيراً من المفسّرين ومن الفقهاء أيْضاً استنبط من هذه السورة أو من هذه القصة كثير من الأحكام الفقهية كالّتي ذكرتها أن يكون المهرُ إجارةً، ويذكرون قضيّة شرع مَن قبلنا. قبل أن نأخذ الجواب يا شيخ عبد العزيز تأذن لي آخذ اتّصال من الأخ أبو أحمد من السعودية، تفضل يا أبو أحمد حياكم الله[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] حياكم الله يا شيخ عبد الرحمن وحيّا الله الشيخ عبد العزيز.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] الله يرفع قدرك. سؤالي يا شيخ بالنسبة لقول الله سبحانه وتعالى: [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}[/FONT][FONT=&quot] في سورة القصص آية 85 يعني هذا التعبير كأنّه الوحيد في القرآن [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ}[/FONT][FONT=&quot] مع أنّ القرآن أُنزل على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فما معنى هنا قوله [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ}[/FONT][FONT=&quot]؟[/FONT]
[FONT=&quot]السؤال الثاني يا شيخ في قوله تعالى: لعلّي أتّصل إذا تذكرته كنت مجهزه ونسيت.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لا بأس شكراً يا أبو أحمد. معنا الأخت أم عبد العزيز من السعودية تفضلي يا أم عبد العزيز [/FONT]
[FONT=&quot]أم عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]أم عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] لو سمحت عندي سؤال قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً} [/FONT][FONT=&quot]هذا في الدنيا أم في الآخرة؟[/FONT]
[FONT=&quot]وأيْضاً سؤال آخر [/FONT][FONT=&quot]{فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي}[/FONT][FONT=&quot] هناك وقف لازم والمعروف عن الوقف اللاّزم يجب الوقوف إذا وصلنا اختلّ المعنى فما المعنى الّذي يختل إذا وصلنا؟[/FONT]
[FONT=&quot]هناك سؤال آخر في قصة لوط [/FONT][FONT=&quot]{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ}[/FONT][FONT=&quot] وفي آيات أخرى [/FONT][FONT=&quot]{ وَمَا كَانَ} [/FONT][FONT=&quot]أيْضاً قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا}[النمل:68] [/FONT][FONT=&quot]وفي آيات أخرى [/FONT][FONT=&quot]{لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا}[المؤمنون:83][/FONT][FONT=&quot] ؟ ولو سمحتم تنصحونا في كتاب للمتشابهات.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] المتشابهات اللّفظية أو المعنويّة؟[/FONT]
[FONT=&quot]أم عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] لا، المتشابهات اللّفظيّة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] للحفّاظ يعني؟ يعني المتشابه اللّفظي هذا يستفيد منه الحافظ حتى لا تضطرب عليه الآيات، والمتشابه المعنوي يحتاج إلى [/FONT]
[FONT=&quot]أم عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] نعم الحافظ. وطريقة لمراجعة القرآن لو سمحتم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot]:طيب بإذن الله شكراً جزيلاً لك.[/FONT]
[FONT=&quot]نعود يا شيخ عبد العزيز لك إلى ما ذكرت لك في طريقة الاستنباط من قصة موسى عليه السلام.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] قضية شرع مَن كان قبلنا، جمهور العلماء على جواز أن يكون المهر بالإجارة خالف في ذلك المالكية قال الإمام مالك: لا يصحّ عندنا أن يكون المهرُ إجارةً، وهذه شرع مَن كان قبلنا الأصل فيه أنّه شرعٌ لنا ما لم يأتِ في شرعنا ما يُخالفه، وهذه لها بسط طويل في أصول الفقه، لكن هذا من حيث الأصل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أنّ شرع مَن قبلنا شرعٌ لنا ما لم يأتِ في شرعنا ما يُخالفه.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] فإذا ورد في الشرع؛ لأنّه هو على ثلاث مراتب: [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]أن يرِدَ في شرعِنا ما يُؤكّده؛ فهذا شرعٌ لنا؛ لأنّه استفاد منه الحكم الشرعي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]أن يرد في شرعنا ما يخالفه، فهذا بإجماع أنّه منسوخ ومخالِف.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]أن يُسْكَتَ عنه يعني تكون قضيّة في الشرع لا تكون هناك دليل في المسألة إلاّ شرع مَن قبلنا، وهذا نادر أن تجد في مسائل الأحكام لا يوجد فيها دليل ولا أثر عن صحابي، مسائل الفقه، لكن من باب تقرير المسألة يُذكَر هذا، ويُذكَر كان الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في شرح الورقات ذكر في قضيّة نسخ القرآن بالسّنّة وهل يمكن أن تنسخ السّنّة القرآن؟ فذكر كلاماً طويلاً، ثمّ لمّا قرّروا جوازه يعني من جهة عقله أنّ السّنّة يجوز أن تنسخ القرآن قال ولا يعرف له مثالاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] معنا الأخ عبد الرحمن من السعودية تفضل يا شيخ عبد الرحمن[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أسأل الله أن يُذيقَنا وإيّاكم حلاوة القرآن.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] اللهمّ آمين.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأن يرزقنا وإياكم العيش مع كتاب ربّ العالمين سبحانه وتعالى. أقول يا شيخ الله يقول في سورة مريم: [/FONT][FONT=&quot]{إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا}[/FONT][FONT=&quot] ماذا بعدها يا شيخ؟ [/FONT][FONT=&quot]{وَبُكِيًّا}[/FONT][FONT=&quot] نحن نسجد يا شيخ كيف يحصل البكاء؟ نحن نسجد سجدنا الآن لكن ما بكينا لماذا يا شيخ لا نبكي؟؟ وقد تمرّ علينا آيات تهزّ الجبال، لكن ما نبكي لماذا ما هو السبب؟ تكفَى يا شيخ عطنا شيء يُرَقّق القلوب، وأنا أذكر يا شيخ مقولة لابن القيّم رحمه الله تعالى يقول: "اطلب قلبك في ثلاث مواطن: " ذكر منها اطلب قلبك في القرآن فإن وجدته وإلاّ فاسأل ربّك أن يمنّ عليك بقلب فإنّه لا قلب لك". أسأل ربّي أن يُذيقنا وإياكم حلاوة القرآن.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] اللهمّ آمين.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أستودعكم الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً شكراً الله يحيك. معنا الأخ أبو عبد الرحمن أيْضاً من السعودية تفضل يا أبو عبد الرحمن [/FONT]
[FONT=&quot]أبو عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مساكم الله بالخير.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يا مرحباً بك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لقيام ليلة القدر.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: والشيخ[/FONT][FONT=&quot]: آمين آمين آمين.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لي سؤال يا شيخ والله سبحانه يبشر عباده [/FONT][FONT=&quot]{ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ {11}[البروج:11][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {13}} [النساء:13][/FONT][FONT=&quot] وفي أخرى [/FONT][FONT=&quot]{وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ}[الأنعام: 16][/FONT][FONT=&quot] هل ثمّةَ فرقٌ بين هذه الألفاظ، أم أنّها بمعنى واحد؟[/FONT]
[FONT=&quot]وشكراً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل، جميل شكراً. الحقيقة الأسئلة جميلة الله يكتب أجركم جميعاً. نعود يا شيخ لقضيّة قصة موسى عليه الصّلاة والسّلام مع عمّه لأن الحقيقة – كما تفضلت – أنا بعدما تأمّلت في مواضع كثيرة ثبت أنّه ليس شعيب عليه الصّلاة والسلام مع أنّه تحمّس بعض المفسّرين إلى القول بأنّه شعيب عليه الصّلاة والسّلام لأسباب كثيرة، لكن الّذي يترجّح والله أعلم أنّه ليس شعيب عمّ موسى عليه الصّلاة والسّلام. مثل هذه الاستنباطات أن يكون المهر إجارةً، وأظنّ هذه قد تكون هي أبرز الأحكام الّتي استُنْبِطَت من هذه القصة.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] يعني أحكام فقهيّة؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فقهية نعم وهناك طبعاً فوائد كثيرة في آداب كثيرة مثل الحياء، ومثل البِرّ بِرّ موسى عليه الصّلاة سقى للفتاتين وهو لا يعرفهما، الأخلاق والوفاء بالعهد ونحو ذلك. أبو أحمد يبدو أنّه تذكر السؤال الثاني، تفضل يا أبو أحمد السلام عليكم. تفضل حياك الله عليكم السلام.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو أحمد:[/FONT][FONT=&quot] في قوله سبحانه وتعالى في سورة العنكبوت {[/FONT][FONT=&quot]وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[/FONT][FONT=&quot] آية 25 فالآية تدلّ أنّ هناك مودّة بين المشرك والصنم والآلهة الّتي يعبدها والآلهة لا يكون لها حس فهي من الحجر والشجر فكيف جعل هذا المعنى الذي هو المودة يا شيخ؟ الله يرفع قدرك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً شكراً لك بارك الله فيك. الأخ معنا متصل آخر أبو فوّاز تفضل يا أبو فواز[/FONT]
[FONT=&quot]أبو فواز:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله. أريد أن أسأل عن الآية [/FONT][FONT=&quot]{قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً {110}} [الإسراء:110] [/FONT][FONT=&quot]وجزاكم الله خير.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تريد معنى الآية يا أبو فواز؟[/FONT]
[FONT=&quot]أبو فواز:[/FONT][FONT=&quot] نعم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أبشر حياكم الله. الأخت سارة من السعودية تفضلي يا أخت سارة [/FONT]
[FONT=&quot]سارة: [/FONT][FONT=&quot]مساء الخير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. [/FONT]
[FONT=&quot]سارة:[/FONT][FONT=&quot] أول شي نهنئكم ونهنئ جميع المسلمين والمؤمنين بشهر رمضان المبارك. وأحب أن أسألكم سؤالين من فضلكم [/FONT]
[FONT=&quot]السؤال الأول: لقد بحثتُ كثيراً في دين الإسلام بسنين عمري ولكن لم أوفق لمعرفة متى ابتدأنا بالصلوات الخمس وتحديد الوقت من فضلك والمكان لو سمحتم. أعلم أنّ الحكم تنزّل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بليلة الإسراء متى كان ابتداء صلاتنا ومتى ابتدأ حكم صيامنا بأيَّ وقت وأيّ زمن وأيّ بلد؟ لو سمحت. سأختم الله معكم وأود الجواب منكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً شكراً يا أخت سارة حسناً ستسمعين الجواب. نعود للأسئلة يا شيخ عبد العزيز حتى لا تضيع الأوقات الوقت يذهب علينا.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ أبو أحمد يسأل سؤال في سورة القصص في آخرها وهي قوله سبحانه وتعالى: مُخاطِباً النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}[/FONT][FONT=&quot] يسأل يقول: ما المقصود بـ(فرض) هنا؟ لماذا لم يقل إنّ الّذي أنزل عليه القرآن؟ هنا يقول إنّ الّذي فرض عليك القرآن فما توجيهها؟[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] هذا يُفهَم من سياق معنى السورة ومقصودها، فكما أنّ الله عزّ وجلّ ذكر له تمكين موسى عليه السّلام بعد أن كان مستضعفاً، وكان بنو إسرائيل مستضعفون، كذلك كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مستضعفاً في مكة وكان المسلمون مستضعفون، فبيّنّ لهم في البشارة في قصّة موسى عليه السّلام أن الله عزّ وجلّ أهلك عدوّهم ومكّنهم في الأرض، فكذلك الّذي فرض عليك القرآن من غير اختيار منك، فهو إلزام من الله عزّ وجلّ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بغير اختيارٍ منه لم يختر أن يُنَزَّل عليه القرآن، بل هو اصطفاء واختيار وإلزام من الله عزّ وجلّ [/FONT][FONT=&quot]{لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [/FONT][FONT=&quot]ولذلك اختلف العماء في [/FONT][FONT=&quot]{مَعَادٍ}[/FONT][FONT=&quot] وأجمعوا على أنّ (معاد) التنكير فيها للتفخيم؛ لذلك قال القرّاء: هو معادٌ والله وأيُّ معاد!. فبعضهم قال: المعاد إلى الجنّة وهذا قول الجمهور، وفي صحيح البخاري عن ابن عبّاسٍ: المعاد مكة. علّقه عن ابن عباس أنّ المراد معاد: مكة. وعلى كلا القولين فإنّ الله عزّ وجلّ سيمكّنهم أولاً بالعودة إلى مكة فاتحاً منتصراً وهم أذلاّء محتقرون، وله المعاد العظيم يوم القيامة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يصبح معنى الآية [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ} [/FONT][FONT=&quot]إنّ الّذي أنزل عليك القرآن وفرض عليك تبليغه لرادّك إلى معاد وهذا ما يُنَبّه به الأخ أبو أحمد أن هذا ما يُسَمّى عند العلماء بالتضمين أن يُعَبّر بلفظة واحدة وتضمَّن معنين أو أكثر فتدلّ عليهما.[/FONT]
[FONT=&quot]أيْضاً يقول في الآية الخامسة والعشرين من سورة العنكبوت وهي قول الله سبحانه وتعالى: [/FONT][FONT=&quot]{وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا}[/FONT][FONT=&quot] يقول كيف ذكر المودّة بين المشركين وبين آلهتهم الّتي يعبدونها في الدنيا.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] هذه أحد المعنينين في قوله {مَوَدَّةَ بينكم} المودة بينكم تشمل الأتباع والمتبوعين، وأيْضاً تشمل مودّتهم لآلهتهم، وهذا من عقوبتهم في الدّنيا أنّهم لمّا استحَبّوا العَمى على الهدى، واستحبّوا الشرك على التوحيد ابتُلوا بأن يُحَبَّب هذا الشرك إليهم كما قال الله عزّ وجلّ في أصحاب العجل { وَأُشْرِبُوا العِجْلَ في قُلُوبِهِمْ } [/FONT][FONT=&quot]{وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} [/FONT][FONT=&quot]وقال أيْضاً: [/FONT][FONT=&quot]{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]اللّهِ وَالَّذِينَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ}[البقرة:165][/FONT][FONT=&quot] ابتلاء من الله وعقوبة، وكذلك وهذه فائدة يحسن التوقّف عندها في قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{ إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ }[/FONT][FONT=&quot] في أول سورة النمل [/FONT][FONT=&quot]{ فَهُمْ يَعْمَهُونَ {4}} [/FONT][FONT=&quot]وقال في آخر السورة [/FONT][FONT=&quot]{بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمِونَ {66}}[/FONT][FONT=&quot] هذه آيات عظيمة فلمّا لم يُؤمنوا بالآخرة وأتاهم العلم الّذي لا يشوبه شكّ آيات بيّنات فلم يُؤمنوا عُوقِبُوا بالشّكّ، عقوبةً، فصاروا في شكّ مريب وشكٍّ عظيم يتردّدون فيه هذا في جانب الاعتقاد، وأمّا في جانب العمل فهم منها عَمون[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هذا بالنسبة لأسئلة الأخ أبو أحمد الأخت أم عبد العزيز سألت عِدّة أسئلة قالت: [/FONT][FONT=&quot]{وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ {88}}[/FONT][FONT=&quot] تسأل هل هذا المرور للجبال هل هو في الدّنيا أم في الآخرة في رأيك؟[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] الصحيح أنّه في الآخرة والدّليل عليه السياق أوّلاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] السّياق يا شيخ عبد العزيز أحياناً بعض الإخوة المشاهدين لا يعرفون المقصود بالسياق أنا عندما أقول لهم السياق يدلّ عليه، يقولون ما هو السياق؟[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] يقول الله عزّ وجلّ قبلها { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ } إلخ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{ وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ }[/FONT][FONT=&quot] الآية 87 من سورة النمل [/FONT][FONT=&quot]{فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ {87}} [/FONT][FONT=&quot]ثمّ يقول: [/FONT][FONT=&quot]{وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] وهذا نظيره حتى في العطف بالواو في قوله تعالى في سورة الحجّ [/FONT][FONT=&quot]يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ {1} يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ {2}} [/FONT][FONT=&quot]كذلك الجبال يحسبها جامدة وهي تمرّ مرّ السّحاب.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني ترى في الرّاجح أنّها في الآخرة؟[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] كذلك، وأيْضاً دلالة القرآن في آياتٍ أخرى [/FONT][FONT=&quot]{ يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْرًا {9} وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا {10} [الطور:9-10]} { وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا {20}[النبأ:20][/FONT][FONT=&quot] وبهذين الاستدلالَين استدلّ الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] والمشكلة يا شيخ عبد العزيز: أنّ كثيراً من الباحثين الآن يذهب إلى أنّها في الدّنيا ويستدلّ بها على الإعجاز في خلق الجبال، فإذا قيل له هذه في الآخرة. قال: لا، لكن الاستدلال بدلالة القرآن نفسه أوْلى.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] الاستدلال وهو الواجب ما هو الصحيح، الإعجاز العلمي محكوم وليس بحاكم؛ فلذلك إذا ورد فيه ما يُخالف لغة العرب وأوجه الاستدلال الصحيح فإنّه يُرَدّ وإن استحسنه بعض النّاس.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تسأل أيْضاً الأخت أمّ عبد العزيز عن قوله تعالى: { فَآمَنَ لَهُ لُوط } في سورة العنكبوت الآية السادسة والعشرين قالت إنّما قال: { إنَّما اتَّخَذْتُمْ مِنْ دونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا } إلى أن قال: [/FONT][FONT=&quot]{فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {26} }[/FONT][FONT=&quot] إلخ فتقول لماذا الوقف لازم على قوله: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ } { وَقالَ إنّي مُهاجِرٌ إلى رَبّي } تقول ما هو المعنى الخاطئ الّذي سيترتّب على الوصل لو وصلنا؟ يعني ما هي المشكلة لو قلنا: { فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ فَقَلَ إنّي مُهاجِرٌ إلى رَبّي } .[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot]: أمّا بالنسبة للوقوف وتحديد الوقف اللاّزم وعدمه فهي اجتهادات من العلماء، وعلى القول الّذي اختاره بعض العلماء يرجّح الوقوف ويمنع في بعضها ويوجب في بعضها الوقف اجتهاداً على ما أدّى عليه اجتهاده في القول الرّاجح فيما رأى. لذلك هذه العلامات والوقوف عندها ليست مُتَلقّاة من النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في بعضِها وردت، لكن هذه الوُقوف الكثيرة ليست كلّها مُتَلقّاة فهي تابعة للمعنى قال: { فَآمَنَ لَهُ لُوط وَقَالَ إنّي مُهاجِرٌ إلى رَبّي } طول الفصل بين إيمان لوط والهجرة؛ لأنّه هاجر ثمّ ذهب إلى قرى سدوم رسولاً إلى قومه، ولم يكن منهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] كأنّه والله أعلم يا شيخ عبد العزيز أنّك إذا قلت: { فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ } هذا إبراهيم طبعاً ثمّ تقف، وقال: { إنّي مُهاجِرٌ إلى رَبّي } هذا إبراهيم أيْضاً، لكن لو وصلنا لَفَهِمَ السّامع أنّه لوط هو الّذي قال: { إنّي مُهاجِرٌ إلى رَبّي } فآمن له لوطٌ، ثمّ قال إنّي مُهاجِرٌ إلى رَبّي أي: لوط، وهذا ليس المعنى، بل المعنى وقال إبراهيم.[/FONT]
[FONT=&quot]قالت: لوط في أول الجزء الّذي معنى: [/FONT][FONT=&quot]{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ } [/FONT][FONT=&quot]تقول في بعض الآيات { وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِه} في بعضها { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمه } فما هو التوجيه؟[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] في الغالب مثل هذه الألفاظ اختيار حرف على حرف ونحو هذا يُراعى فيه غالباً السّياق سياق الآية، وقد يكون من باب التّنويع.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني يمكن أن يُذكَر يا شيخ عبد العزيز قضية أن الفاء يدلّ على العطف السريع التعقيب فكأنّنا نقول مثلاً أنّهم لم يتركوا هناك مجالاً لأن يفهموا ويتمعنوا، وإنّما ردوا مباشرةً قوله.[/FONT]
[FONT=&quot]الوقت انتهى معنا يا فضيلة الشيخ عبد العزيز الحقيقة بقيت أسئلة للإخوة المشاهدين أعدهم بإذن الله تعالى أن يتمّ الجواب عنها في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى، ونعتذر للأخت سارة والإخوان أبو فواز غداً إن شاء الله في أول الحلقة القادمة سوف نجيب على أسئلتهم، لا يسعني في نهاية هذا اللّقاء أيّها الإخوة المشاهدون إلاّ أن أشكر الله سبحانه وتعالى الّذي يسّر هذا اللّقاء؛ كما أشكر شيخنا وفضيلتنا وضيفنا في هذا اللّقاء الشيخ عبد العزيز الداخل المستشار بوزارة الشّؤون الإسلاميّة، ومدير معهد آفاق التيسير الإلكتروني على شبكة الإنترنت وعضو ملتقى أهل التفسير على ما تفضّل به في هذا اللّقاء، شكر الله لكم يا شيخ عبد العزيز وشكر الله لكم أيّها الإخوة المشاهدون غداً ألقاكم بإذن الله أستودعكم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]أذيعت يوم السبت بتاريخ : 20/9/1429هـ[/FONT]
‫التفسير المباشر (1429) الحلقة (20) الجزء العشرون‬‎ - YouTube

[FONT=&quot][/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
[FONT=&quot]التفسير المباشر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الحلقة الثانية والعشرون[/FONT]
[FONT=&quot]22-9-1429هــ[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرّحمن الرّحيم، الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلّى الله وسلّمَ وبارك على سيّدنا وبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين. أيّها الإخوةُ المشاهدون السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ومرحباً بكم في برنامجكم اليومي [التفسير المباشر] الّذي يأتيكم على الهواءِ مباشرةً من استديوهات قناةِ دليلٍ الفضائيّة بمدينة الرّياض.[/FONT]
[FONT=&quot]اليوم هو اليوم الثاني والعشرون من أيّام شهر رمضان المبارك، الّذي نسأل الله أن يختمه لنا ولكم بالمغفرةِ والرّضوان، وأن يجعلنا وإيّاكم فيه من أهل القرآن العاملين به والمتدبّرين له.[/FONT]
[FONT=&quot]يسعدني في بداية هذا اللّقاء أيّها الإخوة المشاهدون أن أُرَحّب بضيفي في هذا اللّقاء، أخي وزميلي فضيلة الشّيخ الدكتور محمد بن عبد العزيز الخضيري، الأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود، والمتخصّص في الدّراسات القرآنيّة، حياكم الله يا أبا عبد الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حياك الله وبيّاك، وأهلاً بك ومرحباً وهنيئاً لك بهذا البرنامج الّذي نفع الله عزّ وجلّ به النّاس في هذا الشّهر الكريم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أسأل الله لك حياك الله وبياك. أيّها الإخوة المشاهدون في بداية هذا اللّقاء أُذكركم بأرقام الهواتف الّتي يمكنكم التواصل معنا عن طريقها من داخل السّعوديّة ( 012085444 ) أو ( 014459666 ) والهاتف الجوال ( 0532277111 ) وستظهر أمامكم تِباعاً على الشاشة؛ كما أيْضاً يمكنكم التواصل عن طريق موقع البرنامج [/FONT][FONT=&quot]altafseer.net[/FONT][FONT=&quot] ضمن ملتقى أهل التفسير.[/FONT]
[FONT=&quot]تعوّدنا يا دكتور محمد على استعراض أبرز الموضوعات الّتي اشتمل عليها الجزء الّذي نتحدّث عنه اليوم. اليوم لدينا الجزء الثاني والعشرون، ويبدأ من الآية 31 من سورة الأحزاب، مع سورة سبأ، وسورة فاطر، وحتى الآية السابعة والعشرين من سورة يس بإذن الله تعالى.[/FONT]
[FONT=&quot]تناولت سورة الأحزاب:[/FONT]
· [FONT=&quot]عدد من الآداب الاجتماعيّة.[/FONT]
· [FONT=&quot]وموقف المؤمنين عند الشّدائد والمِحَن.[/FONT]
· [FONT=&quot]وكما تحدّثت عن غزوتي الأحزاب وبني قريظة.[/FONT]
· [FONT=&quot]وسورة سبأ من السور المكيّة الّتي تهتم ب:[/FONT]
· [FONT=&quot]موضوع العقيدة الإسلاميّة.[/FONT]
· [FONT=&quot]وتتناول أصول الدّين وإثبات الوحدانيّة والنّبوّة، والبعث والنّشور.[/FONT]
· [FONT=&quot]واشتملت على بعض قصص الرّسل؛ مثل: داود وولده سليمان عليهما الصّلاةُ والسّلام، وما سخّر الله لهما من أنواع النّعم.[/FONT]
· [FONT=&quot]أمّا سورة فاطر فقد نزلت قبل الهجرة وهي مكيّة وقد عالجت العقيدة الكبرى؛ كالدّعوةِ إلى توحيد الله، وإقامة البراهين على وجوده، وهدم قواعد الشّرك وغيرها.[/FONT]
· [FONT=&quot]وأمّا سورة ياسين فيمكن تلخيص موضوعاتها أنّها تتحدّث عن البعث والنّشور, وأدلّة وبراهين الوحدانيّة.[/FONT]
[FONT=&quot]هذه باختصار وبإيجازٍ شديد أهمّ الموضوعات الّتي اشتملت عليها هذه السّور الّتي تكوّن بمُجمَلِها الجزء الثّاني والعشرين من أجزاء القرآن الكريم.[/FONT]
[FONT=&quot]كمدخل لهذا اللّقاء يا دكتور محمد، نريد الحديث عن موضوع سورة الأحزاب بشيء من التفصيل أو باختصار إن رأيت؛ حتى نستقبل الأسئلة بعد ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن والاه. سورة الأحزاب حقيقةً سورة فيها موضوعات كثيرة جدّاً، وفيها آداب وأيْضاً فيها قضايا – كما يُقال – من واقع المجتمع المدني تتصّل بعلاقة المؤمنين بمَن معهم من اليهود والمنافقين، ولذلك جاءت غزوة الخندق في هذه السّورة واضحة ومفصّلة، وماذا أنعم الله بها على المؤمنين من النّعمة العظيمة حيث درأ عنهم هؤلاء الأحزاب الّذين تكالبوا عليهم من كلِّ حدبٍ وصوْب، وجاءوا يقصدونهم؛ ليستأصِلوهم، ولكنّ الله سبحانه وتعالى ردّ كيدهم في نحورهم. والعجيب في قصّة الأحزاب هذه أنّ الله لمّا ذكرها وكانت فتنةً عظيمة وبليّةً شديدة على المؤمنين، ركّز على موقف المنافقين؛ علماً بأنّ الظّاهرَ من الحال أنّ البلاء الّذي نزل بالمؤمنين من أهل الشرك الّذين تكالبوا على المؤمنين وأطافوا بهم، كان أظهر وأشدّ وأعظم، ولكنّ الله بيّن أنّ البلاء الدّاخلي من الطّابور الخامس وهو طابور النّفاق أشدّ وأعظم، ولذلك كانت الفضيحة لهؤلاء المنافقين كبيرة جدّاً. وهي الحقيقة أنا أقول ذِكْر هذه القصّة متّسق مع موضوع السّورة العام الّذي هو يتحدّث عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وعن حرمته ومكانته وبيته، وعدمِ أذيّته، واحترامه وتعظيم شأنه عليه الصّلاة والسّلام، وبيان مهمّته أيْضاً في تبليغ الرّسالة. فننظر في أوّل السّورة [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا {1} وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا {2} وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا {3}}[/FONT][FONT=&quot] ثمّ تأتي قضيّة المظاهرة، والظِّهار الّتي لم تُذْكَر إلاّ من أجلِ تحريرِ أمرٍ آخر يتّصل برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهو موضوع التّبَنّي؛ لأنّ النّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم كان له مُتَبَنّى وهو "زيد بن حارثة" وكان يُدعى بين الصّحابة: "زيد بن محمد"؛ لأنّ التبنّي كان معروفاً في الجاهليّة، وسار الأمر عليه في الإسلام. ولكنّ الله سبحانه وتعالى لمّا أراد إبطالَه أبطله في شخصِ رجلٍ كان موجوداً بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وفي بيت النّبوّة؛ حتى تنتهي هذه العادة تماماً لا رجعةَ فيها، ولذلك جاء إنهاؤها في هذه السّورة بشكل كان شديداً على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فالله عزّ وجلّ يقول في أوّل السّورة [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ {4} ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ}[/FONT][FONT=&quot] هذا قد يكون أمراً مقبولاً سهلاً وميسوراً، أشدّ منه أن يُؤمَرَ النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم بأن ينكِحَ امرأةَ مُتَبَنّاه الّتي هي زوجة زيد الّتي طُلِّقَت منه، وهذا كان أشدّ على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ ولذلك جاءت الآيات فيها من الشِّدّة على رسول الله ما بين الله به ما وقع في قلب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من كراهيّة هذا الأمر، وتمنّي أن يندفع عنه هذا البلاء؛ ولذلك قال الله عزّ وجلّ: [/FONT][FONT=&quot]{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ}[/FONT][FONT=&quot] يعني: تُخْفي في نفسك يا محمد ما الله مبديه من كونك ستكون زوجاً بهذه المرأة، وأنّك أنت الزّوج الّذي سيلي زيداً عليها. كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يتمنّى أن يحدث في الأمر شيء فيُعفى من الزّواج من زينب؛ لأنّه كان يخشى أن يقول العرب فيه ما يقولون، ويقولون محمدٌ تزوّج امرأة ابنه، ولكنّ الله سبحانه وتعالى حكم حكماً لا يُرَد وقضى قضاءً لا يُنقَض بأنّ هذا الأمر قد انتهى، وعليك يا محمد أن تتزوّج بزينب ليعلمَ النّاسُ كلّهم إلى يوم القيامة أنّ التّبَنّي باطلٌ في الإسلام، فجاءت الآيات قويّة جدّاً، ولذلك قال الله عزّ وجلّ: [/FONT][FONT=&quot]{وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ}[/FONT][FONT=&quot] أي من العرب [/FONT][FONT=&quot]{وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا}[/FONT][FONT=&quot] جاء الأمر من الله، والتّزويج من السّماء [/FONT][FONT=&quot]{زَوَّجْنَاكَهَا}[/FONT][FONT=&quot] ولذلك دخل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عليها بغير وليٍّ ولا شهودٍ ولا شيء، لأنّ الله قد زوّجها من سبع سماوات.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وكانت تفخر هي بين النّساء بذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] بذلك نعم، لكنّ الله سبحانه وتعالى قد قطع به هذا الأمر، ولعلّ هذا الأمر لمّا كان راسخاً في نفوس العرب أراد الرّبُّ سبحانه وتعالى بحكمته أن يجعلَ قطعه وإنهاءه بهذه الصّورة في بيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهذا من حكمة الله العظيمة، وأيْضاً فيه ابتلاء لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولعبوديّته لله، ولامتثاله لأمر الله، وطاعته لربّه جلّ وعلا، وتبليغه للرّسالة؛ لأنّ هذا الأمر يقول أحد الصّحابة " لو كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مُخْفِياً شيْئاً من الرّسالة؛ لأَخْفى هذه الآية " لشدّتها عليه، ولأنّها كانت تُبين خفايا نفسه عليه الصّلاة والسّلام، ولكنّه عليه الصّلاة والسّلام كان الأمين المُؤَمَّن على الوحي الّذي لم يخُن ولن يخون، ولم يقع منه عليه الصّلاة والسّلام أدنى خيانة في هذا الباب بأبي هو وأمّي، إذاً هذه السّورة تحدث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ولعلّي أستعرض تأكيداً على ما ذكرتم يا دكتور عبد الرّحمن الموضوعات الّتي مرّت بهذه السّورة طبعاً بادِئَ ذي بَدْء:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعدد من الأوامر:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]{اتَّقِ اللَّهَ}، {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ}، {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ}، {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}[/FONT][FONT=&quot] هذه مقدِّمات.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]هذه المقدّمات لو ربطناها بكلّ موضوعات السّورة لوجدنا أنّها مهمّة جدّاً لرسول الله، وهي تنزل عليه هذه السّورة، وبالمناسبة أُحِبّ أن أُفيد إخواني المشاهدين بأنّ: هذه السّورة أوّل ما نزلت كانت طويلة جدّاً واسعة حتى كان الصّحابة يعدِلونها بسورة البقرة، ولكنّ كثيراً منها كما ذكر المفسّرون قد نُسِخ ورُفِع وأُزيل ولم يبقَ منها إلاّ هذا القدر خمسٌ وسبعون آية تقريباً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]ثمّ جاءت قضيّة التبنّي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]ثمّ جاءت قضيّة [/FONT][FONT=&quot]{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}[/FONT][FONT=&quot] الآن نحن في بيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، مكانُ رسول الله ومكان أهلِ بيته عند المؤمنين [/FONT][FONT=&quot]{وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}،[/FONT][FONT=&quot] ثمّ أُولو الأرحامِ بعضهم أوْلى ببعض، بعد ذلك جاءت قضيّة الأحزاب [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا {9} إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا {10}}[/FONT][FONT=&quot] يصوّر حال المؤمنين في تلك الغزوة العظيمة، ويبيّن شدّة البلاءِ عليهم، [/FONT][FONT=&quot]{هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا {11}}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لمّا انتهى من هذا بدأ يُبَيّن حال المنافقين [/FONT][FONT=&quot]{وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا {12}}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إلى آخر ما ذكره من أحوالهم، ومن خِذلانهم للمؤمنين ومكرهم بهم، وكان المؤمنون بحاجة إلى أن يبيَّنَ هذا الصّفّ، هذا الطّابور الّذي ينخَرُ في جسدِ الأُمّة، ويُبَيَّن في حادِثَةٍ تقع وليس أخبارً تُذْكَر، وإنَّما يُقال انظروا ماذا فعلوا، انظروا ماذا يقولون، استمعوا إليهم؛ لتحذر الأُمّة في عهد رسول الله ومن بعد رسول الله إلى يومنا من هذا الطّابور الّذي هو دائماً ضدّ هذه الأُمّة، ضدّ رُقِيِّها، وهو عَيْلٌ لعدوِّها عليها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يفتح عليك يا دكتور. قبل أن تسترسل أستأذنك بأخذ اتّصال من الأخ عبد العزيز من السعوديّة تفضل يا أخ عبد العزيز[/FONT]
[FONT=&quot]عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] حياكم الله جميعاً يا شيخ ونحن سعداء جدّاً بهذا البرنامج ونطلب من إدارة القناة أن لا توقف من هذه النوعية من البرامج حتى بعد الشهر الكريم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يحيك.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] الله يكتب أجرك.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضل يا أخ عبد العزيز.[/FONT]
[FONT=&quot]عبد العزيز:[/FONT][FONT=&quot] نعم، لدينا أسئلة سريعة جدّاً يا شيخ لعلّ أهمّها وأوّلها: [/FONT]
[FONT=&quot]اختلف العلماء المفسّرون في تحديد الأمانة: [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا}[/FONT][FONT=&quot] السؤال يا شيخ: ما هي هذه الأمانة؟ وهل للسماوات والأرض والجبال أن ينكِلَ أحدٌ منهم عن أمر الله عزّ وجلّ؟ وما معنى [/FONT][FONT=&quot]{وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا}؟[/FONT][FONT=&quot] هذا التساؤل الأول يا شيخ.[/FONT]
[FONT=&quot]السؤال الثاني: جاء في سورة سبأ [/FONT][FONT=&quot]{وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ}[/FONT][FONT=&quot] السؤال الكبير يا شيخ: ما مفهوم المعاجزة هنا يا شيخ؟. شكر الله لكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً جزيلاً حياكم الله. عفواً قاطعناك يا أبا عبد الله عن استكمال الحديث عن المنافقين في هذه السورة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] نعم، فأقول: بعد ما ذكرت أحوال المنافقين رجعت إلى المؤمنين، وبيّنت كيف كان موقفهم المشرّف العظيم، وكيف أنّهم كانوا مُطيعين لله عزّ وجلّ باذلين لأنفسهم، مُضَحّين حتى قال الله عزّ وجلّ في وصفهم قال: [/FONT][FONT=&quot]{وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا {22}} [/FONT][FONT=&quot]ثمّ ذكر ثُلَّة منهم كانوا أعلى قال: [/FONT][FONT=&quot]{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا {23}}[/FONT][FONT=&quot] هؤلاء ثُلَّة يعني بذلوا من نفوسهم، ومن حتى ذكر الله فيهم قال: [/FONT][FONT=&quot]{فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ} [/FONT][FONT=&quot]يعني: أدّى ما عليه: إمّا أن يكون أدّى ما عليه بأن فعل ما يستحق عليه أن يُشْهَدَ له في الدّنيا؛ لأنّه قد أدّى ما عليه، أو يكون قد أدّى ذلك بالشّهادة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بمعنى أنه مات.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] شهيداً في المعركة، ثمّ انتقل بعد ذلك إلى الّذين كفروا، ذكرهم في آية واحدة سبحان الله! فقال: [/FONT][FONT=&quot]{وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا {25}}، [/FONT][FONT=&quot]ولذلك نحن مصيبتنا من منافقي أُمَّتِنا أشدّ من مصيبتنا في الكفّار والأعداء من خارج هذه الأُمّة. ثمّ انتقل إلى الصّفّ الآخر الّذي كان ظهيراً لهؤلاءِ المنافقين، وهم اليهود نسأل الله العافية والسّلامة الّذين قال الله فيهم: [/FONT][FONT=&quot]{وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ }[/FONT][FONT=&quot] يعني من حصونهم [/FONT][FONT=&quot]{وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا {26} وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ}[/FONT][FONT=&quot] هذه الشّدّة وهذه المحنة العظيمة خُذوا هذه الأُعطيات والمنح من الله سبحانه وتعالى والفتوح الكريمة من الرّبّ جلّ وعلا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يعني من أملاك هؤلاء اليهود؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]من أملاك هؤلاء اليهود، فقريظة دخلوا في هذه الحرب، ومع هؤلاء الأحزاب؛ ليكونوا في نهاية المطاف غنيمة باردة للمسلمين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله يجزيك خير. معنا الأخت أمّ عبد الرّحمن من الكويت تفضلي يا أمّ عبد الرّحمن [/FONT]
[FONT=&quot]أم عبد الرّحمن: [/FONT][FONT=&quot]السّلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام.[/FONT]
[FONT=&quot]أم عبد الرّحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خير يا شيخ اسمحوا لي عندي سؤالين في سورة لقمان يعني المفروض أنّي أسألهم حلقة أمس لكن للأسف ما تيسر.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضلي الآن ما عندي مشكلة.[/FONT]
[FONT=&quot]أم عبد الرّحمن:[/FONT][FONT=&quot] السّؤال الأول في قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ}[لقمان:12][/FONT][FONT=&quot] فأنا أريد أسأل: هل الحكمة رزق محض أو هناك أسباب يقدر الإنسان يحصّلها؟[/FONT]
[FONT=&quot]والسّؤال الثاني: في قوله: [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} [لقمان: 34][/FONT][FONT=&quot] في شبهة مثلاً يقولون: في أجهزة تصوّر ما في رحم الأمّ فكيف يكون من علم الغيب وهو يعني طالعين بمثل هذه الأجهزة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] السؤال واضح.[/FONT]
[FONT=&quot]أم عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاكم الله خير.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] شكراً لك حياك الله. هل بقي معنا شيء من هذه الموضوعات المهمة الّتي تراها في هذه السّورة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] إي نعم، الموضوع الثاني زوجات النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كانت الحقيقة أخذت حيّزاً من هذه السّورة وهي قضيّة مهمّة جدّاً، وهي أنّ زوجات النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أكثَرْنَ عليه في أمر النّفقة، فغضب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم منهنّ ويعني هجرَهنّ شهراً كاملاً، ثمّ أنزل الله عزّ وجلّ آية التّخيير، إمّا أن تبقيْن مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على هذه وتَرْضَيْن بذلك ولكُنّ الأجر العظيم في الدّار الآخرة، أو يعطيكنّ ما شئتنّ من الدّنيا ويُسَرّحكنّ سراحاً جميلاً، فخَيَّرَهُنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فاخترن رسولَ الله والدّارَ الآخرة، وهذا شرَفٌ عظيمٌ لهنّ، وبيانٌ لعظيمِ مقدراهنّ رضي الله تعالى عنهنّ وأرضاهنّ. وبهذه المناسبة نقول: كيف يليق لإنسانٍ يُؤمن بالله واليوم الآخر يعلم هذا الموقف العظيم من هؤلاء الزّوجات الكريمات والأُمّهات الطّاهرات أن يتلوّث فمه بسبّهنّ أو الوقيعة فيهنّ أو الانتقاص من قدرهنّ كما تفعل بعض طوائف المسلمين نسأل الله العافية والسّلامة؟! بعد ذلك انتقلت الآيات إلى قصّة زيد بن حارثة رضي الله تعالى عنه، أو قصّة التّبنّي، وقُدّم لها قول الله عزّ وجلّ: [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا {36}}[/FONT][FONT=&quot] هذه تُقال لزيد، وتُقال لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وتُقال أيْضاً لزينب نت جحش.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وزوجات.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] ولزوجات النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ما لأحد خِيار إذا قضى الله ورسوله أمراً، ثمّ جاءت قصّة التّبنّي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] كأنّ يا دكتور والله أعلم هذه الآية هي عمدة السّورة يعني كأنّ السّورة والله أعلم تأتي بموقف المسلم في الشّدائد من أوامر الله، وأنّه ليس له خِيار [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] بعد ذلك هناك محطّة للتزوّد بالخيرات؛ كعادة القرآن في تثنية الأوامر والتّوجيهات والإرشادات مرّةً بعد أخرى لإيقاظ المؤمنين وإرشاد قلوبهم، يقول الله عزّ وجلّ: [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا{41}} [/FONT][FONT=&quot]ممّا يعين العبد على طاعة الله والاستسلام لأوامره هو الذّكر قال: [/FONT][FONT=&quot]{وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا {42} [/FONT][FONT=&quot]إلى أن قال بعد ذلك بدأ الآن ببعض الأحكام المتّصلة للبيت المسلم [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا}.[/FONT][FONT=&quot] ثمّ جاءت إلى بعضِ أحكام الزّوجاتِ لرسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم ماذا يحلّ لرسول الله وماذا يحرم عليه، وأيْضاً حاله مع زوجاته كالقسم: هل يجب عليه القسم كما يجب على سائر المؤمنين؟ وقد بيّن الله عزّ وجلّ لبيان مرتبة رسول الله على سائر الأُمّة بأنّه عليه الصّلاة والسّلام مُعْفى من هذا الحكم، قال الله عزّ وجلّ: [/FONT][FONT=&quot]{تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لماذا؟ من أجل أن لا يكون عليه حرج، ومن أجل أن ترضى أمّهات المؤمنين؛ حتى لا يضغطنَ عليه ويطَالبنَه بشيءٍ قد لا يستطيعه عليه الصّلاة والسّلام. ثمّ انتقلت أيْضاً إلى آدابٍ مع رسول الله داخل بيته: [/FONT][FONT=&quot]{لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ}[/FONT][FONT=&quot] يعني غير منتظرين نضجه [/FONT][FONT=&quot]{وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ} [/FONT][FONT=&quot]ولاحظ كلمة ( يؤذي ) هذه الآن ستمرّ بنا، والبيّنة أنّ هذا هذه السورة جاءت لبيان حقّ رسول الله وتعظيم مكانته قال الله في آخر السورة: [/FONT][FONT=&quot]{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا {69}}[/FONT][FONT=&quot] لا زالت بذلك حتى جاءت المثاني مرّةً ثانية في قول الله عزّ وجلّ: [/FONT][FONT=&quot]{ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ} [/FONT][FONT=&quot]فَتُقَتِلُهُمْ [/FONT][FONT=&quot]{لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا {60} مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا {61} سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا {62}}.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة أنّ الآيات في غاية القوّة والصّرامة. معنا الأخ أبو زياد من السعودية تفضل يا أبو زياد[/FONT]
[FONT=&quot]أبو زياد:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] عليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو زياد:[/FONT][FONT=&quot] لو سمحت يا دكتور عبد الرّحمن في الآية 33 من سورة الأحزاب: [/FONT][FONT=&quot]{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا {33}} [/FONT][FONT=&quot]المقصود بأهل البيت هل هم زوجات النّبيّ وعلي بن أبي طالب وفاطمة، أو أنّ هذه الآية معترضة ولا يدخل فيها زوجات النبي؟ لأنّ الشيعة يحتجّون بهذه الآية على مكانة علي والأئمّة يعني.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نعم نعم واضح السؤال.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو زياد:[/FONT][FONT=&quot] نحتاج توضيح الله يجزاك خير. لو تسمح لي بسؤال ثاني؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضل.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو زياد:[/FONT][FONT=&quot] في برنامجكم بيّنات في قناة المجد العلميّة أنّكم تتكلّمون عن مقاصد وموضوعات السّورة لو تعطيني عنوان كتاب يفيد في هذا الشيء يسهّل عليّ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أبشر شكراً لك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو زياد[/FONT][FONT=&quot] شكراً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هذا يعتبر يا دكتور محمد أبرز أو أهمّ الموضوعات الّتي تناولتها هذه السورة العظيمة، والّتي – كما ذكرت – كانت أطول ممّا هي عليه الآن، وهي في وضعِها الحالي هي بعد استقرارها في العَرضة الأخيرة على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. ماذا عن سورة سبأ؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] سورة سبأ الحقيقة أنا يمكن أن أُسَمّيها أنت ذكرت أنّها سورة جاءت في تقرير قضايا العقيدة، ويمكن أن تبرز هذه القضايا في وجه أو من بوابة شكر النّعم يعني أيّها النّاس اشكروا نعمة الله عزّ وجلّ الّذي أنعم بها عليكم إليكم وأسدى هذه النّعم، فإنّكم إن شكرتم زادكم وإن رجعتم إليه بالتوحيد والإنابة أعطاكم وتفضّل عليكم، وإن كفرتم فعل بكم ما فعل بسبأ الّذين كفروا نعمةَ الله وجحدوها فمزّقهم الله كُلَّ مُمَزَّق، ثمّ تعرّضت القضايا الّتي ذكرت وأشرت إليها في حديثك جزاك الله خيراً، وهي قضايا العقيدة والإيمان بالله عزّ وجلّ والإيمان أيْضاً بالبعث، وما يتّصلُ به، لكن هي قارنت بين فئتين داوود وسليمان كيف أنّهم شكروا نعمة الله عزّ وجلّ فأنعم الله عليهم وأعطاهم من واسع فضله حتى قال الله عزّ وجلّ: [/FONT][FONT=&quot]{أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {11}، { يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ {10}}، { وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ}[/FONT][FONT=&quot] انظر هذه النّعمة عظيمة جدّاً! ما في أمّة في الأرض إلى اليوم استطاعت أن تحصل على هذه النّعمة أن يذهب سليمان على بساط الرّيح هو ومَن معه من الأجناد باختلاف ألوانهم وأشكالهم وعتادهم الحربي رحلة هكذا، ما يمشيه النّاس مسافة شهر يأخذونها في الصباح فقط، ويعود في المساء، يعني: يذهب بطائراته [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] (وحشر لسليمان جنوده من الجنّ والإنس والطّير).[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]{فَهُمْ يُوزَعُونَ {17}}[/FONT][FONT=&quot] لكن هذا ماذا؟؟ [/FONT][FONT=&quot]{اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا}[/FONT][FONT=&quot] هذا هو السؤال.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نريد أن نتوقّف مع المقصود [/FONT][FONT=&quot]{اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا}[/FONT][FONT=&quot] بعد أخذ الاتّصال من الأخت أمّ فهد، تفضّلي يا أمّ فهد حيّاك الله. [/FONT]
[FONT=&quot]أمّ فهد:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] عليكم السّلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أم فهد:[/FONT][FONT=&quot] لو سمحتم أنا أريد أسأل سؤالين وما هي في نفس الجزء.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضلي.[/FONT]
[FONT=&quot]أم فهد:[/FONT][FONT=&quot] في سورة القصص [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {56}[القصص:56][/FONT][FONT=&quot] أنا سمعت تفسير لهذه الآية من أحد الإخوة العرب أنّ المشيئة هنا تعود إلى الله سبحانه وتعالى، تعود على الإنسان إذا كان يستجري للهداية فإنّ الله يهديه، يعني ما تعود المشيئة على الله وحابة أتأكّد.[/FONT]
[FONT=&quot]وفي آية في سورة السّجدة [/FONT][FONT=&quot]{وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا}[السجدة:13][/FONT][FONT=&quot] يعني: علاقة الآيتين ببعض، المهم الآية الأولى المشيئة تعود على الله أو على الشخص [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}[/FONT][FONT=&quot] أنا سمعت تفسير لها أنّ الشخص إذا كان يبغا الهداية فإنّ الله يهديه [/FONT][FONT=&quot]{وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء} [/FONT][FONT=&quot]مين الذي يشاء؟ الله يشاء ولاّ الشخص نفسه اللّي يبغا الهداية؟[/FONT]
[FONT=&quot]في آية سور السجدة [/FONT][FONT=&quot]{وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا}[السجدة:13][/FONT][FONT=&quot] هنا واضح معناها، اعتقد ان المشيئة لله سبحانه وتعالى. ولو سمحتم أعتذر بالنسبة للبرنامج يعني سبق وطلبت منكم تساعدونا في حلقات تفوتنا حتى لو في إعادة يعني يا ليت يُعاد بعد رمضان ولكم جزيل الشكر والأجر من الله إن شاء الله.[/FONT]
[FONT=&quot]بالنسبة لبرنامج بيّنات في الحلقة الأخيرة للأسف وصراحة أنا من المتابعين والمشكلة ما عندنا قناة المجد العلمية على أساس تطلع الشمس ونحن نتابع البرنامج فيا ليت أنّه يكون له عرض على المجد العامة ولو يُعاد يكون أفضل لأنّه نحن نشوفه وقت صلاة الفجر. بصراحة هو برنامج رائع جدّاً والله العظيم أنّي أمس بكيت لما عرفت أنّ البرنامج انتهى وقاعدة أفكّر بعد رمضان متى نتابعه؟ يعني في رمضان نسهر بعد الفجر لكن بعد رمضان ايش حنسوي. جزاكم الله خيراً ونفع الله بكم والله نفخر أن يكون عندنا شباب مثلكم، دعواتكم بما أنّكم من أهل القرآن [/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] اللهمّ آمين الله يحفظك. معنا الأخ سعود من السعوديّة تفضل يا أخ سعود [/FONT]
[FONT=&quot]سعود:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]سعود :[/FONT][FONT=&quot] مساك الله بالخير[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يا هلا ومرحبا حياكم الله.[/FONT]
[FONT=&quot]سعود:[/FONT][FONT=&quot] لو سمحت نرجع بكم شوي لورا شوي.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ارجع اشوف.[/FONT]
[FONT=&quot]سعود:[/FONT][FONT=&quot] أنا أبي أسأل عن ماشطة بنت فرعون هل هي إمرأة فرعون أم لا؟ [/FONT]
[FONT=&quot]وفي محاضرات المواعظ أنّهم عذبوا عيالها وحطوهم بالقدر فيه زيت حار حتى خرجت عظامهم أريد أن أسمع الإجابة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن: [/FONT][FONT=&quot]شكراً يا أخ سعود الله يرضى عليك نعود يا أبا عبد الله مرة أخرى إلى الحديث إن شئت تعطينا موضوع سورة فاطر باختصار ثمّ نعود للأسئلة يا شيخ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] سورة فاطر – كما ذكرت – يا دكتور عبد الرّحمن في مقدّمتك أنّها في العقيدة وإثبات أُلوهِيّة الرّبّ سبحانه وتعالى، والرّدّ على المشركين الّذين كذّبوا أو الّذين أشركوا مع الله غيرَه، وأيْضاً تعرّضت لقضيّة البعث، في ضمن ذلك تحدّثت عن مواقف النّاس الّذينَ آمنوا والّذين كفروا، وبيّنت أنّ المؤمنين أصناف: [/FONT][FONT=&quot]{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ}[/FONT][FONT=&quot] وذكرت الصنف الآخر الّذين كذّبوا بالله عزّ وجلّ وأشركوا معه غيره وكذّبوا بالبعث أيْضاً، هذا باختصار.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك يا أبا عبد الله، نعود يا دكتور محمد للحديث أو إلى الإجابة عن أسئلة الإخوان، نبدأ بأسئلة الأخ عبد العزيز الّذي سألَنا من مكّة أظنّ يقول: في قوله سبحانه وتعالى: [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا {72}}[/FONT][FONT=&quot] ما المقصود بالأمانة أوّلاً وهل للجبال أن تمتنع؟ وما معنى أشفقنا منها؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] أوَّلاً [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ}[/FONT][FONT=&quot] كما ذكر الأخ عبد العزيز أنّ المفسّرين اختلفوا فيها، لكن الاختلاف في هذا الباب من باب الاختلاف في التنوّع، المقصود بالأمانة هي: الطّاعة والتّكليف. عرض الله عليهم القيام بالأوامر والنّواهي فأبت الجبال، وليس الإباء بمعنى المعصية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] والعرض أظنّه عرض تخيير؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] أي نعم عرضُ تخيير؛ ولذلك كأنّها هي تخوّفت [/FONT][FONT=&quot]{وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]خِفْنَ من هذا الأمر في ثقله وعظمه، وهذا الأمر حمله الإنسان؛ لكوْنِهِ جَهول، ولكونهِ ظَلوم يعني فيه صفتان جعلته يُقدِم على هذا الأمر العظيم؛ لأنّه لم يحسب حسابه جيّداً، وإلاّ فهو عظيمٌ جدّاً، ولذلك السلف الصالح نقرأ في آثارهم وكلماتهم أنّ بعضهم يتمنّى أنّه لو لم يكن قد خُلِق، أو أنّه كان شاةً تَيْعَر، أو شجرةً تُعْضَد؛ لخوفهم من لقاء الله عزّ وجلّ، ولعلمهم بأنّهم كانوا مهما بلغوا من الطاعة والامتثال أنهم مقصِّرون وأنهم لا يستطيعون أن يؤدوا أمر الله كما أمر الله سبحانه وتعالى ولكن الله سبحانه وتعالى رحم بنا برحمته وخفف علينا فلا يكلفنا ما لا نطيق وما لا نستطيع. فقوله ([/FONT][FONT=&quot]وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا[/FONT][FONT=&quot]) يعني خفن منها وهذه الآية جاءت تأكيداً على النّاس بأن يحملوا هذه الأمانة الّتي الجبال الّتي هي أقوى منهم وأقدر وأصلب قد تخوّفت من حملها إذاً فاتّقوا الله فيها فقد حملتموها وعاهدتم اللهَ على حَمْلِها فإيّاكم أن تخونوا، وإيّاكم أن تتخلّفوا عن القيام بأمرِ الله عزّ وجلّ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأيْضاً لعلّه يمكن أن يُسْتَحَضَر يا دكتور محمد في هذا السياق قول الله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot]{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}[الحشر:21] [/FONT][FONT=&quot]وهو لم ينزل على الجبل وإنّما نزل على النّاس، فبالتّالي ينبغي أن يستحضروا هذه الأمانة كما أمر، وأيْضاً في قوله في سورة الرّعد : [/FONT][FONT=&quot]{وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ}[الرعد:31][/FONT][FONT=&quot] فتلاحظ أنّه تكرّر الجبال في الرعد وهنا للدلالة على أنّه أمر عظيم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] أيْضاً ممّا يُؤكّد ما ذكرناه قبل قليل: هذه الآية جاءت لها ذكر أوامر عظيمة جدّاً في هذه السورة خصوصاً حتى مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ ولذلك قلت أنت قبل قليل كلمة جميلة جدّاً في هذه الآية [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}[/FONT][FONT=&quot] انتبه ما لك خيار لا بدّ أن تعمل، لا بدّ أن تُطَبّق وتمتثل. في نهاية السّورة [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ}[/FONT][FONT=&quot] يعني هذه الأوامر، وهذه التّكليفات هي أمانةٌ من الله قد ألْقاها عليكم فخذوها بحقّها واصدُقوا الله سبحانه وتعالى فيهاها حق.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] سألَنا الأخ عبد العزيز سؤالاً يا دكتور محمد وقال في سورة سبأ [/FONT][FONT=&quot]{وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ}[/FONT][FONT=&quot] يقول كيف يتصوّر أنّ الإنسان يعاجز ربّه؟ ما معنى الآية وما معنى المعاجزة ؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot]: المعاجزة طبعاً تأتي – نسأل الله العافية – من إنسانٍ لا يقْدُرُ الله حقّ قدره، وهذا لا يقع إلاّ من هؤلاء الكفّار الّذين يُريدون أو يظنّون أنّهم يعجزون الله سبحانه وتعالى، وأنّهم يفوتون على الله فلا يمكن الله سبحانه وتعالى أن يُعَذِّبَهم أو أن يصِلَ إليهم، وهذا لسوء ظنّهم بالله ولعدم قدرهم ربّهم حقّ قَدْرِه، فهذا ليس بعيداً عن الله .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهذا أيْضاً يُؤكّدها يا دكتور [/FONT][FONT=&quot]{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا}[العنكبوت:4][/FONT][FONT=&quot] وقوله في سورة الأنفال : نفس المعنى .[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]وفي نفس السورة أيْضاً [/FONT][FONT=&quot]{ وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ {38}} .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فهذا هو معنى المعاجزة . سؤال آخر وردنا من الأخت أم عبد الرّحمن من الكويت وهي أسئلتها في سورة لقمان تقول: في قوله سبحانه وتعالى: [/FONT][FONT=&quot]{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ}[لقمان:12][/FONT][FONT=&quot] وكان ضيفي بالأمس الدّكتور مساعد تحدّث عن هذا لكن يبدو أنّه ما تعرّض للنقطة هذه تقول: هل الحكمة شيء يمكن أن يُحَصَّل؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] نعم، الحكمة نوعان: نوعٌ كسبي، يعني يكتسبه الإنسان ونوعٌ منه فطري يُؤتيه الله عزّ وجلّ مَن شاء من عباده نسأل الله أن يمنّ علينا بذلك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فأمّا الكسبي: وهو مُتاح ولله الحمد والمنّة، فهو ما يكتسبه الإنسان، كيف يكتسبه، يكتسبه بقراءة القرآن والتّدَبُّر فيه، تكتسبه بقراءة السّنّة النّبويّة، وقراءة سيرة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، تكتسبه بالجلوس مع ذَوي القدر والعلم والخبرة من النّاس الّذين حنّكتهم التّجارب، وصار عندهم من الحكمة ما يعرفون به الحسن والقبيح، ويعرفون به مآلات الأمور والعواقب الّتي تكون لأي تصرّف من تصرُّفات الإنسان، يكتسَب أيْضاً بكثرة التّفكير والتأمُّل في أي حَدَث يقع أمامك تتأمّل فيه تنظر وتتدبّر ولا تجعل الأُمور تمرّ عليك كأنّها قطع مفرّقة، بل تحاول أن تربط لماذا وقع هذا؟ لأنّه حصل هذا، ولماذا كان كذا؟ لأنّه سبقه الشيء الفلاني، فهذه الأشياء تفيدك تجربة وعلماً. أيْضاً ممّا يفيد في التجربة مخالطة النّاس، والسّعي في الأرض، إذا سعى الإنسان في الأرض ازداد حكمة وازداد بصيرة وعرف ما لم يعرفه غيره ممَّن كان متقوقعاً على نفسه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وأنا تأكيداً لكلامك يا أبو عبد الله أذكر كتاب مشهور اسمه "كليلة ودمنة" من كتب الهند القديمة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] معروف هذا.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] يقولون أنّه كان من الكتب الّتي يُغالي فيها ويهتمّون بها ملوك الهند لِما فيها من الحكمة، وقال "بيدبا" الفيلسوف، وقال فلان الحكيم، وقال فلان الحكيم، تجد فيها من التجارب ما أثبتته السّنّة والقرآن وأخذ الحَيْطة والعبرة. جزاك الله خيراً.[/FONT]
[FONT=&quot]أيْضاً سألت سؤالاً في سورة لقمان في آخرها: في قوله[/FONT][FONT=&quot]: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}[/FONT][FONT=&quot] تسأل عن قوله [/FONT][FONT=&quot]{وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ}[/FONT][FONT=&quot] تقول: تذكرون أنّه من مفاتيح الغيب من أمور الغيب الّتي استأثر الله بها، لكن الآن في الكشوفات أو في الأجهزة الطّبيّة الحديثة أصبح يمكن أن يُكْشَف عن جنس الجنين فيُعرَف هل ذكراً أم أُنثى فأين الغيب في الموضوع؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] نقول أوّلاً الآية جاءت قال الله عزّ وجلّ [/FONT][FONT=&quot]{وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]والمقصود بها علمُ الله لكلّ ما يحصل في الرّحم، وليس علمه بالذّكورةِ والأُنوثَةِ فقط، فعلم الذّكورة والأُنوثة واحد من هذه العلوم، الذّي هو معرفة جنس الجنين، إذاً هل هؤلاء يعرفون شقيٌّ أو سعيد؟ هل يعرفون أنّه سيحيى ويخرج حيّاً أو سيموت في بطن أمّه؟ هل يعرفون عدد شعرات جسمه؟ هل يعرفون كم سيكون عمره؟ هل يعرفون سيكون غنياً أو فقيراً؟ هل سيكون صحيحاً أو مريضاً؟ كلّ هذه الأشياء مُغَيَّبَة عنهم إذاً هم يعلمون شيْئاً واحداً، وفي فترةٍ معيّنة ربّما يكون الطّفل أو الجنين نطفةً ما يعرفون ماذا يكون؟ ولا يستطيعون ذلك وإنّما يعرفونه بعد أن يبدأ التخليق، فهذه قضيّة واحدة من آلاف أو مئات الآف من الأشياء الّتي يحتوي عليها الرّحم، إذا علِمَ النّاس شيْئاً فإنّهم لم يعلم الغيب؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جميل أحسنت تدلّ على العموم [/FONT][FONT=&quot]{وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ}[/FONT][FONT=&quot] لا يدلّ على قضيّة جنس الجنين فقط.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] وبعضهم قال كلمة تعتبر نوعاً من الجواب في هذه القضيّة أنّ الله قال: [/FONT][FONT=&quot]{وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أو لم يقل { مَنْ في الأرحام } و(ما) تدلّ على غير العاقل، والطفل أو الجنين قبل أن يُخَلَّق وتُنْفَخ فيه الروح هو غير عاقل، وهذه المرحلة هي المرحلة الّتي لا يعلم النّاس عنها شيْئاً حتى الجنس الجنين هل هو ذكر أو أنثى والله أعلم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نفع الله بك يا أبا عبد الله معنا الأخ ماجد من السعوديّة تفضل يا أخ ماجد[/FONT]
[FONT=&quot]ماجد:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] عليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]ماجد: [/FONT][FONT=&quot]لو تسمح لي يا شيخ عبد الرحمن أكلم الشيخ محمد.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تفضل.[/FONT]
[FONT=&quot]ماجد:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]ماجد:[/FONT][FONT=&quot] شيخ ذكرت كتاباً لأحد المشايخ جامعة إسلامية في المدينة في برنامج بينات كتاب ما أدري هو طلع كتاب أو لا أريد أن أعرف ما هو الكتاب.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ذكرنا كتاب متى قبل قليل ولاّ متى؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ماجد: في بيّنات.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]آه في بينات في قناة المجد .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ماجد:[/FONT][FONT=&quot] أيوا.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT][FONT=&quot] الكتاب ما موضوعه؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ماجد:[/FONT][FONT=&quot] والله ناسي لكن كتاب أنا أشوف أنّه مهم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]والله الكتب كثيرة جدّاً ما نذكر ماذا يُذْكَر ولكن لو عرّفتنا بالموضوع أتينا لك باسم الكتاب والمؤلّف بإذن الله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ماجد:[/FONT][FONT=&quot] طيب شكراً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] حياك الله ماجد شكراً جزيلاً لك. ربّما يقصد [ آيات للسّائِلين ] يمكن ذكرناه في إحدى الحلقات يمكن للشيخ ناصر العمر.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد: [/FONT][FONT=&quot]يمكن لكن هذا للشيخ ناصر العمر وهو يقول في الجامعة الإسلاميّة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ربّما هذا أستأذنك يا دكتور محمد وأستأذنكم أيُّها الإخوة المشاهدون في عرض كتاب هذه الحلقة، ثمّ نعود إليكم فابقوا معنا [/FONT]
[FONT=&quot]************************* [/FONT]
[FONT=&quot]فاصل: التعريف بكتاب[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قواعد التّدَبُّر الأمثل لكتابِ الله عزّ وجلّ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]مُؤلِّفُ هذا الكتاب هو الشيخ عبد الرّحمن حسن حَبَنّكة المَيْداني الدّمشقي رحمه الله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وقد اشتمل الكتاب وعلى أربعين قاعدةٍ علميّة تهدي المتدبِّرين للقرآن الكريم، ينتَفِعُ بها مَن يقرأُ القرآنَ الكريم، ويقرأُ في كتب التفسير وعلومِ القرآن.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ومنهجه: أن يذكُرَ القاعدة ويشرحها، ثمّ يذكر الأمثلةَ على هذه القاعدة لترسيخِها وزيادةِ الإيضاح، وهو كتابٌ قيِّمٌ ينتفِعٌ به قارِئُه، وقد طبّقه مُؤلّفه في تأليفِ كتابه في التفسير، "معارج التّفُّكر ومعالم التدبرّ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وقد صدرت الطّبعة الثانية للكتاب عن دار القلم بدمشق عامَ ألفٍ وأربعِ مئَةٍ وتسعة للهجرة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]***********************************[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرّحمن الرّحيم مرحابً بكم أيُّها الإخوةُ المشاهدون مرّةً أخرى بعد هذا الفاصل، وأُكَرِّرُ التّرحيب بضيفي العزيز في هذه الحلقة فضيلة الشيخ الدّكتور محمد بن عبد العزيز الخضيري أستاذ الدّراسات القرآنيّة بجامعة الملك سعود والمتخصّص في الدّراسات القرآنيّة فحيّاك الله يا أبا عبد العزيز.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] وحياك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] سألتنا الأخت أم عبد الرّحمن وأجبنا عن أسئلتها.[/FONT]
[FONT=&quot]الأخ أبو زياد سألنا سؤالاً عن الآية الثالثة والثلاثين من سورة الأحزاب، وهي قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot]{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا {33}}[/FONT][FONT=&quot] يقول: مَن المقصود بأهل البيت في هذه الآية؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] نقول: أهل البيت يُقْصَد بها أوّلاً ما جاء السّياق بصدده، سياق الكلام، ونحن عندنا قاعدة السّياق هذه من أهمّ قواعد التفسير بمعنى أنّ الكلمة ينبغي في معرفة معناها الرّجوع إلى السّياق الّذي وردت فيه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً، معلومة: الكتاب الّذي عرضناه الآن قواعد التّدبّر الأمثل يؤكّد على هذه القاعدة.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] أي نعم، وهي من أفضل وأهمّ الأساليب الّتي يستطيع الإنسان بها معرفة المعنى، وأيْضاً التّرجيح بين أقوال المفسّرين، فالآيات من قول الله عزّ وجلّ: [/FONT][FONT=&quot]{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا} [/FONT][FONT=&quot]ثمّ قال: [/FONT][FONT=&quot]{يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ}، {يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء}، {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [/FONT][FONT=&quot]هذه كلّها في نساء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وزوجاته إذاً فقوله: [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} [/FONT][FONT=&quot]تَدُخُلُ فيه زوجات النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم دخولاً أوَّلِيّاً، هل اللّفظ يمنع غيرهنّ؟ لا يمنعُ غيرهنّ، فكلّ مَن يصدُق عليه وصف أهل البيت ممَّن ذُكِرُوا في الشريعة من أنّهم من أهل البيت، وهم آلُ بيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بناته وأبناؤهنّ، وأيْضاً آلُ العبّاس، وآلُ علي، وآلُ قُثَم يعني هؤلاء كلّهم داخلون في هذه الآية، لكن أوّل مَن يصْدُق عليه هذا اللّفظ من جاء السّياق بذكرهم، أو بصددهم وهم زوجات النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وسبحان الله تلاحظ يا دكتور محمد في البداية: [/FONT][FONT=&quot]{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] وبمناسبة هذه الآية يا دكتور عبد الرحمن، وكأنّ الأخ يُشير إلى حوار جرى بينه وبين بعض الشِّيعة، أقول سبحان الله! أحد الشّيعة ذُكِر لي قبل أيّام أنّه اهتدى بسبب هذه الآية لمّا كان يسمع الآية في المسجد وأزواجه أُمَّهاتهم، زوجات النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أمّهاتنا! نحن نقوم الآن بسبّهنّ وشتمهنّ ولعنهنّ والتّقرّب إلى الله ببغضهنّ كيف يكون هذا؟! لا يستقيم في عقل أن تكون زوجاته رسول الله أطهرُ أهل الأرض خبيثاتٍ مدنّساتٍ نجسات نسأل الله العافية والسّلامة وحاشاهنّ من ذلك. وكيف يسميهنّ الله عزّ وجلّ أمّهات المؤمنين وهنّ في هذا الخَبَث الّذي يدّعيه هؤلاء لهنّ فكانت سببَ هدايته، وإعلانه للرجوع إلى الحقّ، والحمد لله على ما آتاه الله سبحانه وتعالى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هذا من توفيق الله له.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] نعم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الأخ أبو زياد أيْضاً سأل سؤالاً عن المؤلّفات الّتي يمكن أن يُسْتَفاد منها بمعرفة مقاصد السّور ويقول أنّكم في برنامجكم بيِّنات تذكرون مقاصد السّور فيقول هل هناك كتاب يمكن أن يُسْتَفاد منه؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] أوّلا أُحِبّ أُبَيِّن للأخ أبو زياد جزاه الله خيراً أنّ هناك فرق بين المقاصد والموضوعات:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الموضوعات يعني القضايا الّتي تحدّثت عنها السّورة يكون عشر عشرين ثلاثين خمسين قضيّة مثل سورة البقرة فيها لو قلنا مئة مئتين قضية كثير جدّاً من القضايا، هذه الموضوعات.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]المقصود: هو هدف السورة كاملاً يعني السورة ترمي إلى ماذا؟ كما بيّنت في بداية اللّقاء هدف سورة سبأ العقيدة الإسلاميّة، أو الإيمان بالبعث، أو الإيمان بالرّسول أو بالرّسالة، أو ردّ شبهات الكافرين على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أو على هذا الكتاب العظيم، فالمقصود هو: الموضوع أو المحور الأعظم الّتي تدور حوله موضوعات السّورة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]بعد ما بيّنّا الفرق بين المقاصد والموضوعات نُبَيِّن مَن الّذينَ كتبوا في هذا الموضوع، الحقيقة لا يكاد يوجد أحد كتب في القرآن كلّه من أوّله إلى آخره فيما أعلم ولو أنّكم تعلمون شيئا شيخ عبد الرّحمن؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] كتاب البقاعي "مصاعد النّظر".[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] مصاعد النّظر تحدّث عنها هذا وعن غيره، وإن كان يذكر الموضوعات دون أن يركّز عن الهدف أو المقصد الأساسي. المفسّرون منهم مَن يُشير إلى هذا في مقدّمات السّور، ومنهم مَن يُغْفِلُه؛ لأنّ أكثر المفسّرين اهتمّوا بمقاصد الآيات دون مقاصد السّور. لكن كما ذكرتم وتفضّلتم دكتور عبد الرّحمن البقاعي في نظم الدّرر اعتنى بهذا الجانب، أيْضاً عندنا التّحرير والتّنوير للطاهر ابن عاشور رحمه الله في كتابه التحرير والتنوير يشير في مقدّمة كلِّ سورة إلى مقصود السورة وموضوعاتها وأغراضها، سماها أغراضاً، وأيْضاً ممّن يُشير إلى هذا ويُبدِعُ فيه سيّد قطب رحمه الله في كتابه الظّلال "في ظلال القرآن" في مقدّمة السّورة يحاول أن يُبَيِّن الوحدة الموضوعيّة للسّورة وبعد ذلك يربط بين مقاطع السّورة والوحدة الّتي قدّم في أوّل السّورة، ويُعتبر من المعاصرين من أفضل مَن كتب في هذا الباب، وكلّ مَن يأتي بعده هو يستفيد منه أو يعمل عليه في هذا الباب.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هناك دكتور طهماز له في التفسير الموضوعي في القرآن الكريم في كلّ سورة يحرص على بيان هذا المقصد. يعني لو قلنا للأخ أبو زياد في سورة الأحزاب الموضوعات الّتي تحدّثت عنها الأشياء الّتي فصّلتها أنت، لو قلنا إنّ مقصِد السّورة الأساسي هو موقف المسلم من أوامر الله تعالى.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] هذا قد يكون المقصد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] مثلاً [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}[/FONT][FONT=&quot] لما نطبّقها التّفاصيل تجد أنّها موقف النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من زواجه من زينب، ما كان له الخِيَرة أليس كذلك؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] بلى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أيْضاً في إبطال التبنّي، أيْضاً في موقف المسلمين من الحرب للأعداء والأحزاب.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] أيْضاً ما يُحِلُّهُ الرّبّ سبحانه الآن لرسوله مَما يتزوّج وما لا يتزوّج كيفية قسمه مع زوجاته وكذا، تجد أنّ هذا هدف عظيم جدّاً المقصود فيه موضوعات السّورة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الأخت أمّ فهد من السعوديّة سألتنا سؤالاً في قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء}[/FONT][FONT=&quot] فتقول: أنّها سمعت مَن يقول: [/FONT][FONT=&quot]{وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء} [/FONT][FONT=&quot]يعني مَن يشاء الهداية.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] لا، هذا ليس المعنى، المعنى: [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء} [/FONT][FONT=&quot]أي يشاء هو، والضّمير هنا عائد على الله سبحانه وتعالى بِلا إشكال. والمراد بذلك هداية التوفيق والإلهام، فهذه الهداية لله سبحانه وتعالى، فلا يُهْدى إلاّ من شاء الله هدايته، ولا يضلّ إلاّ من شاء الله إضلاله، ونحن نؤمن بأنّ هذه الأمور كلّها بيد الله سبحانه وتعالى. يبقى من أسباب هداية الله للعبد أنّه هو الّذي يختار الهداية أو لا يختارها، لكن الآية واردة في بيان مشيئة الرّبّ سبحانه وتعالى، المشيئة الّتي لا تُعارَض، ولا يجوز لأحدٍ أن يشكّ في وقوعها، لا يمكن أن يقع في كون الله شيْءٌ لا يريده الله، لا يمكن أن يقع في هذا الكون شيءٌ لا يريد الله عز وجل [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ {29}} [التكوير:29].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لو تبيّن يا دكتور محمد الأمّ فهد الفرق بين هداية التوفيق وهداية الإرشاد؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] هداية التوفيق هي: هذه الهداية الّتي يخلُقُها الله عزّ وجلّ في قلب العبد بأن يصرفه إلى الإيمان، ويفتح له أبواب الإيمان فيؤمن، وهذا هو المقصود في الآية ولا يملكها إلا الله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الثانية: هداية الإرشاد والتوجيه والدّلالة، هذه لرسول الله، ولنا نحن أيْضاً من بعده بمعنى: [/FONT][FONT=&quot]{وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {52}} [الشورى:52][/FONT][FONT=&quot] فالله عزّ وجلّ قد جعل بأيدينا نحن أن نرشد ونوجه ونقول للنّاس تفضّلوا هذا هو القرآن، هذا هو الوحي هذا هو الإيمان، هذا إيمان وهذا كفر، هذا حلال وهذا حرام، لكن مَن الّذي يخلق هذا الإيمان في قلب الإنسان، ومَن يخلق فيه الكفر، مَن الّذي يُزيغه، مَن الّذي يهديه ويستجلبه، الله سبحانه وتعالى لا رَادَّ لِحُكْمِه ولا معقّب سبحانه وتعالى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أيْضاً الأخت أمّ فهد سألت عن برنامج بيّنات تقول يعني له إعادة وما هي خطّتكم فيه أو شيء؟[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نحن إن شاء الله الثقة فيه بإذن الله عزّ وجلّ أنّه سيكون بعد رمضان بالاتّفاق إن شاء الله مع الإخوة في قناة المجد سيكون برنامجاً أسبوعيّاً سيستمر مع المشايخ الّذين يقدّمونه وهو: الدكتور: عبد الرّحمن، والدّكتور مساعد الطّيّار وطبعاً محدّثك أسأل الله أن يوفقنا لك الله يتقبّل منكم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الأخ سعود سألنا سؤال عن ماشطة فرعون؟ وهو مصر على هذا السؤال سألنا المرة الماضية وأجبناه ما لك ولماشطة فرعون؟ لكن رجع مرة ثانية وقال لازم تعطونا خبر عن ماشطة فرعون.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] الماشطة لا يمكن أن تكون زوجة، الماشطة هي الّتي تقوم بمشط الشعر فهي خادمةٌ في بيت فرعون، وكانت ممّن صدّق وآمن بموسى عليه الصلاة السّلام فلمّا اكتشفها فرعون عذّبها عذاباً أليماً حتى عرضها على النّار نسأل الله العافية والسّلامة وكانت ممّن ثبت وصبر، ويُقال أنّها هي الّتي كان معها ابنها لمّا أراد أن يقذفها في النّار خشيت على ابنِها فالله عزّ وجلّ أنطق هذا الابن وهو في المهد وأمر أمّه بأن تصبر فألقت بنفسها في ذلك الزّيت المغلي نسأل الله العافية الّذي كانت من حين ما تُلقى فيه الجثّة والجسد تبدو العظام الوهلة الأولى من شدة غليان ذلك القدر نسأل الله العافية والسلامة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهذا والله مصدقا قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ } [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] إذا كان فعل هذا بالماشطة فإنه فعل في زوجته كذلك كان ينصبها على أوتادٍ أربع وينصبها بالشمس آسيا سيّدة نساء العالمين إحدى نساء سيّدات العالمين وهي زوجته وأقرب النّاسِ إليه وقرّة عينه؛ لأنّها كانت في غاية الجمال والقرب منه ولكّن الله شرح صدرها، وشاء لها الهداية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الله أكبر! الأخ سعود سأل سؤالاً وهذا سؤال وردنا من الجوال عفواً يقول: أفضل تفسير يكون على حاشية المصحف ما رأيك في ذلك يا دكتور؟[/FONT][FONT=&quot] أنا أرى معك تفسير الجلالين على حاشية المصحف،[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة يحار الإنسان في إرشاد الناس إلى التفسير الأفضل في هذا الباب، لكنّي أقول إذا كان الإنسان يحبّ البَسْط في الكلام فتفسير الشيخ السعدي من أفضل ما يكون في هذا الباب، إذا كان يريد أخصر منه فأنا أقول: مختصرات تفسير ابن كثير، ومنها مثلاً على سبيل المثال [التيسير في اختصار تفسير ابن كثير] أو [المصباح المنير في اختصار ابن كثير ] تعتبر من أفضل وآمن التفاسير الموجودة على هوامش المصحف، إذا كان الإنسان لا يطيق لا هذا ولا ذاك فعليه بالتفسير الميسّر، وهو الّذي معك يا دكتور عبد الرّحمن، هذا التفسير الحقيقة طبعه مجمّع الملك فهد، وقد قام عليه ثُلّة من العلماء والمتخصّصين يُقاربون المئة وبقوا في تأليفه وتحريره سنوات وروجِع مراجعات عدّة، ولا يعني ذلك أنّه خالٍ من الأخطاء فليس هناك كتاب يخلو من الأخطاء، ولكنّه في الجملة من أفضل ما أُلِّف في هذا الباب، نتمنّى حقيقة من هذا المنبر على وزارة الشّؤون الإسلاميّة، وعلى مجمّع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد أن يُعيدوا طباعة هذا التفسير؛ ليكون في متناوَل أيدي القرّاء وغيرهم؛ لأنّ أسلوبه ميسّر، ولأنّه لا يخوض في شيء غير التفسير، ويُحاول أن يُجمل العبارة المناسبة في معنى الآية ويلخّص أقوال المفسّرين المتقدّمين بعبارات سهلة ميسورة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً معنا الأخت أم فهد من السعودية تفضلي يا أم فهد [/FONT]
[FONT=&quot]أم فهد:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] عليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أم فهد:[/FONT][FONT=&quot] لو سمحت فقط أحب أن أؤكّد بالنّسبة للآية يعني كنت أقصد أنّ الشخص إذا ما دعا لنفسه بالهداية أنّ الله ما يهديه حسب ما سمعت تفسيرها وكان بصراحة يأكّد على أنّ التفسير يكون كذا على أنّ الشخص إذا لم يدعو لنفسه بالهداية، فإنّ الله ما يهدي يعني الإنسان الغافل ما يسأل الله الهداية يعني الله ما يهديه فإذا كان الإنسان ما يبغا الهداية يسأل الله الهداية باسم الله الله يهديه هذا أولاً.[/FONT]
[FONT=&quot]ثانياً يعني مثلاً برنامجكم هذا أو برنامج بيّنات مثلاً لو بتكمّلون أو بتعيدون برنامج بيّنات يا ليت يكون في إعلانات عشان نعرف تفوتنا حلقات ونحن ما ندري متى يكون العرض.[/FONT]
[FONT=&quot]ثاني شيء أؤكّد أنّه نريده على القناة العامّة لو سمحتم بما أنّ لكم يد وأنتم مقدّمين البرنامج العامة، العلمية ما هي عندنا خليكم واسطة![/FONT]
[FONT=&quot]بالنسبة للبرامج الهابطة تعرفون أنها تُعاد في اليوم مرتين وبعدين تُعاد آخر الأسبوع الحلقات كلّها حتى لو نهرب ما نريد رؤيتها البرامج الهابطة غصب عنا نتابعها فالبرامج مثل هذه المفروض حتى انتم تكررونها وتعيدونها الإنسان الغافل عنها ما نقول ما يريد أن يراها الغافل عنها يراها، والله العظيم الهابطة نحن ما نريد أن نراها وغصب عنا نشوفها ليش؟ لتكرارها فأنتم من باب أوْلى وما في مقارنة أصلاً بين برامجكم والبرامج الهابطة وفيكم الخير والبركة. والسلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] معنا الأخت نهى من السعودية تفضلي يا أخت نهى [/FONT]
[FONT=&quot]نهى:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله.[/FONT]
[FONT=&quot]نهى:[/FONT][FONT=&quot] شيخ الله يرضى عليك سأطرح خمس أسئلة فقط إن شاء الله بشكل سريع [/FONT]
[FONT=&quot]أول شيء الله يرضى عليك نحاول على قد ما تقدر نريد سورة وحدة على أساس أن نجمع الأسئلة التي نحن نريدها يعني صراحة صعب الجزء كامل. نحن لما نقعد في السورة الوحدة نأخذ فيها ثلاث ساعات على أساس نطلع الأسئلة اللي نحن نريدها فالله يرضى عليك السؤال الأول على أساس ما أطيل عليكم:[/FONT]
[FONT=&quot]في آية 6 في سورة الأحزاب [/FONT][FONT=&quot]{إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا}[/FONT][FONT=&quot] لماذا ذكر الله: [/FONT][FONT=&quot]{إِلَّا أَن تَفْعَلُوا}[/FONT][FONT=&quot] يعني ما فهمت المغزى؟[/FONT]
[FONT=&quot]الآية 30 قراءة [/FONT][FONT=&quot]{ مُّبَيِّنَةٍ }[/FONT][FONT=&quot] أشكلت علي يا شيخ جزاك الله خير.[/FONT]
[FONT=&quot]آية 35 لماذا هذا؟ الترتيب المسلمين المؤمنين الصادقين.[/FONT]
[FONT=&quot]آية 42 لماذا ذكر يا شيخ بعد الأمر بالذّكر لماذا ذكر الله سبحانه وتعالى التسبيح خصّ التسبيح؟.[/FONT]
[FONT=&quot]وفي آية 50 لماذا خُتِمَت عليماً حليماً؟[/FONT]
[FONT=&quot]جزاكم الله خيراً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيك.[/FONT]
[FONT=&quot]الوقت ضيّق جدّاً يا دكتور بالنّسبة للأخت أم فهد الّتي تسألنا عن البرنامج طبعاً هي تتوقع والناس يتوقّعون أنّنا مسؤولين أنّنا نستطيع أنا عن نفسي ما رأيت برنامج بيّنات ولا تمكّنت وليس عليه إعلانات وأتمنّى أن يخرج على القناة العامّة، لكن الأمور ليست بأيدينا لكن نسعى إن شاء الله بإذن الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أمّا [/FONT][FONT=&quot]{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [/FONT][FONT=&quot]أشارت إلى أنّه يدعو. أريد أن أجاوب ولو سؤال من أسئلة الأخت نهى على الأقلّ.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] أنا أريد أن أُبَيِّن للأخت أم فهد أنّه كون الإنسان يبغى الخير ويريده ويقصده لا شكّ أنّ هذا من أعظم الأسباب الّتي تُهَيِّئ له الوصول إليه؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى رحيم فإذا أراد الإنسان الخير لا يمنعه الله عزّ وجلّ منه، ولكن لا يكون شيء في هذا الكون إلاّ بإرادة الله ومشيئته [/FONT][FONT=&quot]{وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ {29}} [التكوير:29].[/FONT][FONT=&quot]ولذلك قال الله عزّ وجلّ في سورة الصّفّ [/FONT][FONT=&quot]{فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف:5]، {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ {17}} [محمد:17] .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة الحديث عن موضوع الهداية طويل. الأخت نها نجيب عن سؤال واحد ونترك البقيّة غداً تسأل عن قوله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]{إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا} [/FONT][FONT=&quot]لماذا عبّر بـ(تفعلوا)؟.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] كأنّي أنا فهمت أنّها تسأل عن أصل المسألة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أجب عمّا فهمته.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] الذي فهمته الآية نزلت في لمّا أبطل الله عزّ وجلّ ما بين المؤمنين من التوارث على الأخوّة في الإسلام أي كانوا يتوارثون على النصرة وعلى الأخوّة فأبطل الله ذلك بقوله:[/FONT][FONT=&quot] {وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [/FONT][FONT=&quot]قال: [/FONT][FONT=&quot]{إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا}[/FONT][FONT=&quot] يعني إلاّ أن يصنع أحدٌ منكم بأخيه في الإسلام معروف هديّة أو صدقة أو غير ذلك، فهذا لا بأس به بل هو مشروع في كلّ وقت.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك يا أبا عبد الله ونفع الله بك وجزاك الله خيراً.[/FONT]
[FONT=&quot]د:محمد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وجزاك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د:عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] في نهاية هذا اللّقاء أيها الإخوة المشاهدون أشكر الله سبحانه وتعالى الّذي يسّره كما أشكر أخي ضيف هذا اللّقاء فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبد العزيز الخضيري، أستاذ الدراسات القرآنية المساعد بجامعة الملك سعود. وأشكركم أيْضاً أنتم على متابعتكم لهذا البرنامج وأسأل الله أن يتقبّل منّا ومنكم ولا تنسونا من صالح دعائكم في هذه الأيام المباركة، ألقاكم غداً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]http://www.youtube.com/watch?v=z6K_Uxx6M1g&list=PLF923571A3B4F5F5A&index=19&feature=plpp_video[/FONT]

[FONT=&quot]
[/FONT]
 
عودة
أعلى