حاتم القرشي
New member
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على المصطفى ولد عدنان وعلى آله وصحبه الكرام، أما بعد:
فقد وفق الله تعالى أن اكتمل بهاء برنامج التفسير المباشر باكتمال حلقاته في تفسير القرآن وتفسيره موضوعياً، ففي هذا اليوم السبت 30 رمضان 1433هـ تم اختتام تفسير سور القرآن الكريم موضوعياً، وبهذا يكون برنامج " التفسير المباشر" أول برنامج تلفزيوني للتفسير الموضوعي لكامل سور القرآن.
وإني في هذه الأسطر لست بصدد التأريخ له أو استقصاء مميزاته، فإن ربان البرنامج أولى بذلك، ولكني فرحت لأخي العزيز د. عبدالرحمن الشهري أن وفقه الله لمواصلة مشوار البرنامج طيلة هذه السنوات وصبره على ما اعتراه من عقبات وصعاب، فأحببت أن أسطر هذه الكلمات _على عجل _ لشكر الله أولاً وآخراً، ثم لشكر الدكتور عبدالرحمن الشهري على إتمامه لهذا العمل المضني.
أيها الكرام، لقد بدأ برنامج التفسير المباشر غرة رمضان لعام 1429هـ أي أن له خمس سنوات، فيا له من عُمُرٍ، ويا له من زمن انقضى وزال غُرْمُه وبقي غُنْمُه وثَبت أجرُه بإذن الله لكل من ساهم فيه بقليل أو كثير.
لقد مضت خمس سنوات سِمَان فيها إطلالات بهيَّة على تفسير القرآن بأجزائه الثلاثين في شهر رمضان وغيره، ثم تناول لسور القرآن سورة سورة بالتفسير الموضوعي وما اتصل به من مناسبات وعلوم السورة حتى بلغت حلقات التفسير الموضوعي (183) حلقة، وهذا إنجاز غير مسبوق بأن يخرج التفسير الموضوعي كاملاً في برنامج فضائي.
وفي هذه السنوات ما فتئ د. عبدالرحمن الشهري تطوير البرنامج ورصد ردود الأفعال وإشراكه لأعضاء الملتقى في الرأي والمشورة لإنجاح البرنامج، فطَرَح حلقات نقاش (انظر تكرماً: حلقة نقاش لتطوير برنامج (التفسير المباشر) : شاركنا برأيك مشكوراً) .
وكما أن البرنامج تنوع في الطرح فقد تنوع في الضيوف، وكان من حسنات برنامج التفسير المباشر أن ساهم د. عبدالرحمن في إخراج وجوه كثيرة من المتخصصين في حلقات البرنامج لم يكن لهم سابق مشاركة إعلامية.
ولا شك أن تلك السنوات من عمر البرنامج فيها ما فيها من عقبات وهموم وآمال لعل د.عبدالرحمن يسطرها بقلمه الفاخر ليَسْتَلهم منها القارئُ العِبرَ ويتزود من التجارب وما حوته في مخزونها .
وإني أبعث في هذه المقالة بهذه الرسائل المختصرة :
الرسالة الأولى/ الشكر للدكتور عبد الرحمن: شكراً أبا عبد الله على هذه الهمة العالية وهذا الصبر في إتمام حلقات البرنامج لهذه السنوات، فقد انتفع الناس به ولقي القبول الحسن، واسأل الله أن يتقبل منك عملك وأن يبارك فيه، وننتظر منك مواصلة المشوار بوجه آخر من الإبداع والتميز في برامج الدراسات القرآنية.
الرسالة الثانية / الشكر لقناة دليل: أبعث بشكر بالغ لقناة دليل شريكة النجاح في هذا البرنامج، فشكر الله لهم حرصهم وتعاونهم على نجاحه، فالشكر لإدارتها متمثلة في الأخ العزيز أبي المنذر عبدالله القرشي ولكامل طاقم القناة، وجعلها الله قناة مباركة مسددة .
الرسالة الثالثة / العزيمة والإصرار: إن ما مضى في تلك السنوات من صعوبات قد زالت وانتهت وبقي للناس نفع هذا البرنامج، ولذا فلابد من التواصي بالصبر على إتمام أعمال الخير والمواصلة فيها دون كلل أو ملل، وتسلية النفس بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً . وكم من عمل بدأه صاحبه ثم تناوشته العقبات من بين يديه ومن خلفه، وانهالت عليه الهموم حتى أقعدته عن المواصلة ورَكَن إلى الراحة والبعد عن الصعاب، وليس هذا حال السائر في طريق الأنبياء والراغب في الحصول على رضوان الله، وأهل القرآن أولى وأحرى بالعزيمة القويمة وأخذ العمل بقوة .
الرسالة الرابعة / نجاح البرنامج ليس هو نجاح مقدمه فقط، بل كل من ساهم وسعى فيه بفكرة أو مشورة أو نقد أو توجيه أو رفع لحلقاته أو تفريغ لها فهم شركاء النجاح، فتقبل الله مِن كل مَن ساهم فيه وجعلها في موازين حسناتكم . ولا يفوتني أن أخص بالشكر الأختين الكريميتين أم الحارث وسمر الأرناؤوط _ومن معهما ممن لا أعرفهم_ فقد سعوا جاهدين في رفع حلقات البرنامج وتفريغه وكم هو من جهد كبير فتقبل الله منكن هذا العمل جعله في موازين حسناتكن .
لن أطيل عليكم في هذه الكلمات، وإنما هو شيء من حق د. عبدالرحمن علينا ووفاء له، وأيضاً شعور بالغبطة والسرور أن يكون في تخصص الدراسات القرآنية من يحمل الهم ويعيشه واقعاً في تعليم القرآن ونشره بكافة الوسائل والتواصي فيه بالحق.
اللهم يا حي يا قيوم وفقنا لتعلم كتابك وتعليمه على الوجه الذي يرضيك عنا وتقبل منا صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
السبت 30 رمضان 1433هـ