برنامج (أفلا يتدبرون القرآن) للدكتور عويض العطوي

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,318
مستوى التفاعل
127
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
بسم الله الرحمن الرحيم​
منذ سبعة أيام فتحت إذاعة القرآن الكريم وأنا متجه لقناة دليل عند الساعة 4.30 عصراً فسمعتُ بعد انتهاء تلاوة قرآنية برنامج (أفلا يتدبرون القرآن) للدكتور عويض بن حمود العطوي وفقه الله . وإذا به برنامج يومي مدته عشر دقائق خلال شهر رمضان المبارك ، ومنذ ذلك اليوم وأنا أحب الإشارة إلى البرنامج في الملتقى رغبة في حثكم على استماعه ففيه فوائد رائعة جداً ، وتأملات بلاغية ، ووقفات تدبرية من نقل الدكتور عويض ومن استنباطه الخاص جديرة بالتأمل والتفريغ كتابةً، وهو يقرؤها قراءة من ورقة قد أعدَّها إعداداً جيداً .
وقد بادرت بعد نهاية الحلقة الأولى التي سمعتها إلى الاتصال به هاتفياً وشكره ، والدعاء له بالتوفيق، فأخبرني أنه قد سجل لهم ثلاثين حلقة لرمضان .
وأنا أستمع إليه يومياً في وقته ، حيث يبدأ الساعة 4.35 أو بعيدها بقليل . وإذاعة القرآن يمكن الاستماع إليها من خلال رابط أشرطة ملتقى أهل التفسير التي صممها لنا أخي عبدالله الشتوي رعاه الله وتجدونها على هذا الرابط
والبرنامج جدير بالتسجيل والرفع ، وأرجو أن يكون قد يسر الله له من قام بتسجيله في أحد المواقع فالحصول على أي برنامج من إذاعة القرآن فيه مشقة للأسف .

صباح الإثنين 27 رمضان 1431هـ



 
جزاك الله خيرًا دكتور عبد الرحمن على التنبيه وإن شاء الله نتابعه وليتك نبهتنا منذ أول يوم.
هل يمكن سؤال الدكتور عويض إذا كان لديه نص الحلقات حتى نستفيد منها أو يمكنكم سؤال الإذاعة إذا كانوا سيعيدون البرنامج بعد رمضان.
بالتأكيد أن هناك برامج قرآنية كثيرة مهمة فاتتنا خلال الشهر لكن لا يمكن أن نحيط بكل شيء ولعل في الإعادات بعد رمضان فرصة لنا لتسجيل ما فات من هذه البرامج ليعم الخير.
 
هذه إحدى الحلقات وجدتها في موقعه على هيئة مقالة أو خطبة جمعة ، وقد سمعتها كاملة في إحدى الحلقات في البرنامج . وهي بعنوان :

الضمان الإلهي من العذاب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
هذه بشارة نسوقها من خلال هذه الآية العظيمة: ﴿وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾
ما أعجب نظم هذه الآية، وما أعظم ما تحمل من البشارة للمؤمنين، المتقين إنهما ضمانان من الله من عذاب الله، المضمونُ هو أشدُ ما يخافه المؤمنون، وهو عذاب الله ونقمته، والضامن هو أعظم مَنْ يرجوه المؤمنون وهو الله جلت قدرته.
أيها المستمع الكريم.. أيها المؤمن بربه، تعال معنا الآن في سياحة تأملية تفكيرية في ظلال هذه الآية لنكشف عن شيء من مدلولاتها، التي تدور حول الضمان المذكور سابقاً. وقبل أن نتعمق في دقائق هذه الآية لابد أن ندرك أن إقرار العذاب بعد هذه الآية في قوله تعالى: ﴿وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ﴾ أن الضمان الوارد هو في حق مَنْ هذه صفته الولاية والتقوى، أما المشركون فليس لهم إلا الضمان الأول المرتبط بوجود النبي – صلى الله عليه وسلم -، أي: وما كان الله يعذبهم وأنت فيهم، وهو معذبهم إذا أنت فارقتهم.
ويمكننا تلمس تلك الدلالات من خلال هذه الوقفات:
أولاً: تأمل -رعاك الله- طريقة النفي (وما كان الله) في الموضعين، دون أن يقال مثلاً: ولن يعذبهم الله، وذلك لما في نفي (كان) من الدلالة على عراقة النفي، وتأصله وتأكده فكأنه قيل: ما كان ليعذبهم في الماضي ولن يعذبهم فيما بقي أو ما يستقبل، وإذا أدركنا أن الآية مدارها على الضمان، المراد منه طمأنة المؤمنين، عرفنا سر مجيء النفي بهذه الطريقة المشعرة بزيادة الأمان لأهل الإيمان.
ثانياً: ذكر لفظ الجلالة دون أسمائه الأخرى، وذلك لما في هذا الاسم الجليل من بث الشعور بقوة الضمان، لما في لفظ الجلالة الله من المهابة والفخامة، وكثيراً ما ذكر هذا الاسم الجليل في مواطن القوة والقدرة، ويدل على ذلك تكرر لفظ الجلالة (الله) مع الضمان الثاني، وما كان معذبهم وهم يستغفرون).
ثالثاً: مجيء (لام) الجحود، الدال ذكرها على أن الفعل المنفي لا يصدر عادة من اسمها وهو هنا لفظ الجلالة، إمعاناً في نفي ذلك الفعل وهو هنا العذاب فكأنه بذلك (جُحد) هذا الفعل عن ذلك الفاعل مبالغة في التنزه عنه؛ لذلك سميت بلام الجحود.
رابعاً: كون المنفي عنهم هو عذاب الله، وهو أخوف ما يخاف المؤمن، فينفيه عنه هو، ومن غاية سعادته وأنسه.
خامساً: مجيء العذاب المنفي بالفعل المضارع (يعذبهم)، وذلك لما في الضمان الأول من دلالة الانقطاع لأنه مؤقت بكون النبي – صلى الله عليه وسلم – فيهم، فناسب انقطاع هذا الضمان أن يكون الفعل المعبر به عنه مضارعاً.
سادساً: مجيء المصروف عنهم العذاب بالضمير المتصل (هم) في المواضع كلها (ليعذبهم – فيهم – وهم) دون الظاهر بأن يقال: وما كان الله ليعذب المؤمنين وأنت فيهم، قد يكون فوق أنه هو الأصل في مثل هذه الحال، لطيفة، جميلة أو هي صون ذكرهم بعنوان الإيمان أو التقوى مع العذاب، فذلك أعظم في تكريمهم والإشادة بمكانتهم حتى إنهم لم يذكروا مع العذاب بالصريح بل بالكناية وهو الضمير الغائب ليكون أبعد عن ربطهم بالعذاب.
سابعاً: تعريف النبي – صلى الله عليه وسلم – بضمير المخاطب (أنت) دون الاسم الظاهر بأن يقال: (والرسول فيهم، أو النبي فيهم)، ودون الغائب (وهو فيهم)، لما في المخاطبة من التكريم لأن السياق للثناء، بل هو من أعظم الثناء، كما أن في (ضمير المخاطب) من دلالة القرب ما لا يخفى، وفي ضمير الغائب من البعد ما لا يخفى.
ثامناً: مجيء الجار هنا (في) دون (مع) مثلاًَ المشعرة باختلاطه بهم – صلى الله عليه وسلم -، لما في (في) من دلالة الظرفية المشعرة بقوة إحاطتهم به، فكأنهم أصبحوا كالظرف الذي يحيط به – صلى الله عليه وسلم – وهذا أكثر تصويراً لارتباطه، والتفافهم حوله، واتباعهم له، ولو قيل (وأنت معهم) لربما لأشعر ذلك بأن معيتهم مؤقتة فقد يكون معهم زمناً ويتركهم آخر، ثم إن المعية لا تتحقق معهم كلهم، أما الظرفية فإنها مشعرة بوجوده الدائم فيهم وتأثيره البليغ، وارتباطهم الشديد، وإن لم يبلغه جمعهم كلُّه.
تاسعاً: مع مجيء الجملة الحالية (وأنت فيهم) لتكون قيداً للنفي، فالنفي مرتبط بوجود هذه الحال، وهذا والله هو التكريم، فلأجل وجوده – صلى الله عليه وسلم – يتفضل المولى سبحانه وتعالى بصرف العذاب عنهم، وهذا الضمان يشمل حتى الكفار إمعاناًُ في تقدير شخص النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – فإنه لعين تُّجل ألف عين وتُكرم.
عاشراً: إظهار لفظ الجلالة (الله) في مقام الإضمار لأنه تقدم ذكره، فالمقتضى أن يقال: وما كان معذبهم وهم يستغفرون، ولكنْ في إظهار الاسم الجليل تأكيد للضمان المذكور، وتربية للمهابة المفضية إلى طمأنة المؤمنين بالضمان الثاني وأنه بقدر الضمان الأول، فالضامن واحد وهو الله جلت قدرته.
الحادي عشر: تكرار النفي (وما كان الله) دون أن يقال: (وما كان ليعذبهم وأنت فيهم وهم يستغفرون) لبيان أن الضمانين مختلفان، وأنَّ كل واحد منهما كاف لصرف العذاب عنهم، ولا يشترط وجودهما مع بعضهما فلله الحمد والمنة.
الثاني عشر: مجيء العذاب لمنفي في الضمان الثاني بالاسم (معذبهم) بخلاف الأول بالفعل (يعذبهم) لما في الضمان الثاني من الاستمرار والدوام، وهذا ما يدل عليه الاسم دون الفعل المشعر بالانقطاع والحدوث، فحيثما دام الاستغفار كان الأمان.
الثالث عشر: مجيء الجملة الحالية (وهم يستغفرون)؛ لبيان أن نفي العذاب وصرفه عنهم مرهون بهذا القيد (وهم يستغفرون)، وفي هذا من شحذ الهمة للاهتمام بشأن الاستغفار ما لا يخفى، وهذه طريقة حبذا أن يتنبه لها المربون، وهي تقييد صرف ما يرهبه الإنسان وينفر منه بفعل ما تريد تربيته عليه، فهو بهذا يقوم بالمراد وهو يشعر في مقابل ذلك بالعطاء والنفع، فقد رُبِطَ نفي العذاب عنهم بالدوام المتجدد على الاستغفار، فتحقق بذلك حبهم للاستغفار، لأنه جلب نفعاً يدفع العذاب عنهم.
الرابع عشر: مجيء الاستغفار بالفعل المضارع دون الاسم (وهم مستغفرون)؛ لأن المناسب لشأن الاستغفار هو إنشاؤه وإحداثه وتجدده مع دوام في أصل الحالة، والاسم يشعر بوجود ذلك إما على وتيرة واحدة، أو مرة واحدة، وكل ذلك لا يتناسب مع شأن الاستغفار الذي أسبابه كثيرة ومتنوعة، وقد تختلف من إنسان لآخر بحسب حاله.
الخامس عشر: جُعِلَ الاستغفار هو الضمان المقابل لضمان وجود النبي – صلى الله عليه وسلم – وإدامة صرف العذاب بسببه، فيه رفع لمكانة الاستغفار، وتنويه بها، فهل شعرت بهذا -أيها المؤمن بربه؟ وهل شاركت أفراد الأمة في إيجاد هذا الضمان واستمراريته؟
أترك الإجابة لفكرك وتأملك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
 
جزاك الله ياشيخ عبدالرحمن ...

جزاك الله ياشيخ عبدالرحمن ...

جزاك الله خير ياشيخنا عبدالرحمن

اخوك عبدالرحمن الغامدي واشهد الله اني احبك في الله
وسعيد جدا ان اتشرف بالرد على احد موضوعاتك​
 
موضوع مميز وفيه تذكرة كبيرة أسأل الله تعالى لك الاجر فيها
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى
حتى نكون ممن يقرأون القرآن ويعملون به ولا نكون كبنى اسرائيل كانت مثل
(.....) يحمل اسفارا لا يدرى لها نفعا ولا قيما انما ثقل وعبأ فقط فوق ظهره
ربنا يسامحنا ويرضى عنا ويغفر لنا ماتقدم وما تأخر
اللهم امين
زادك الله من فضله
بورك قلمك الهادف دوما
 
وهذا ماحصل لي عندما سمعت إحدي حلقات الشيخ/ عويض العطوي، في شهر رمضان المبارك ، لم أكن أعلم عن البرنامج سابقا ، فوقته غيرمناسب لي،س4.30 عصرا ، يسر لي الله -تعالي- في ذلك اليوم المبارك فتح اذاعة القرآن ، هالني وأسعدني ماسمعته من الشيخ- حفظه الله- كانت عن الآية رقم 43 في سورة النور،وكيف تدبره لهذه الآية ، وذكر كيف ذكر الله- عز وجل- كلمة( الودق) بدلا من( المطر)، وماهي هذه الجبال التي في السماء، وكيف أن ارتفاعها أعلي من ارتفاع جبال الأرض التي هي أعلي قمة في جبال هملايا( قمة افرست)،
فالشيخ بارك الله فيه،في برنامجه المبارك النافع، استفاد من تخصصه في اللغة العربية في تتبع الألفاظ في الآيات وأساليبها البديعة والنحو والصرف.
ولعل الشيخ يفيدنا بتلك الحلقات ، لأني بحثت عنها في الشبكة وفي موقعه لتفريغها فلم أجدها، لعله يهديها لنا هديه هنا في الملتقي
 
عودة
أعلى