براعة توجيه ابن القيم على تفسير لابن عباس رضي الله عنهما

إنضم
04/01/2012
المشاركات
81
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
مكة
" قوله تعالى { ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون } وقد احتج بهذه الآية جماعة منهم عبدالله بن بن عباس رضي الله عنهما على عذاب القبر، وفي الاحتجاج بها شيئ،لأن هذا عذاب في الدنيا يستدعي به رجعوهم عن الكفر، ولم يكن هذا مما يخفى على حبر الأمة وترجمان القرآن لكن من فقهه في القرآن ودقة فهمه فيه فهم منها عذاب القبر،فإنه سبحانه أخبر أن له فيهم عذابين : أدنى وأكبر،فأخبر أنه يذيقهم بعض الأدنى ليرجعوا ،فدل على أنه بقي لهم من الأدنى بقية يعذبون بها بعد عذاب الدنيا ،ولهذا قال : {من العذاب الأدنى } ولم يقل : و لنذيقنهم العذاب الأدنى ،فتأمله." [مختصر كتاب الروح لابن القيم ، ص٦٤]
 
بسم الله الرحمن الرحيم..الحمد لله رب العالمين..اما بعد..روى مسلم في صحيحه كتاب التفسير عن أبي بن كعب قال من عذاب الدنيا....وعلق ابن قدامه بشرحه على رواية ابن عباس انها غير صحيحة لقوله تعالى(لعلهم يرجعون)...والله تعالى أعلم.
 
بل ماذكره الامام ابن القيم في توجيهه متجه ويتخرج على القول: بان من للتبعيض
في من العذاب الادنى، ويكون المقصود المصائب والنوائب، وتستفاد الدلالة
على عذاب القبر بالالتزام لا بالمطابقة والتضمن.
وفيه توجيه اخر للامام ابن عطية في القول بانه القتل، يتخرج عليه حتى القول بعذاب القبر، وهو ان يقال: ان الراجع المترجى غير الذائق من العذاب الادنى، فتختلف رتبتا ضمير الذوق مع ضمير لعل.
 
بسم الله الرحمن الرحيم..اخي الكريم الدكتور مخلص تكرما من حضرتكم ارجو تبسيط رأيكم الكريم وتوضيحه...وجزيتم خيرا.
 
اما بالنسبة لتوجيه ابن القيم لقول ابن عباس المذكور، فان ظاهر الاية يعطي ان المراد به عذاب في الدنيا بقرينة الترجية بالرجوع وهذا مما لايخفى على مثل ابن عباس، فيتعين توجيه مراده وذلك بالقول: ان مراد الاية بالدلالة الظاهرة والقرينة المرجحة ما تقدم، وان طريق استفادة المعنى الثاني بما لايتعارض مع لفظ الاية ومعناها ان يقال ان حرف من في العذاب الادنى يفيد التبعيض لا بيان الجنس، والبعض المذكور هو القول الظاهر، فبقي بعض العذاب الادنى وهو المشار اليه بعذاب القبر بدلالة اللزوم والتنبيه.
اما توجيه ابن عطية: فبتصرف فالذي وجهه هو في القول بالقتل، والذي خرجت عليه انه ان قيل بالقول المحكي عن الحبر المرضي من افادة عذاب القبر، فانه يضعف بما تقدم من النقل عن ابن قدامة وغيره من انه لايتحقق فيه الرجوع فنادوا ولات حين مناص وقال رب ارجعون، فيقال: ان الضمائر متفرقة؛ وان الذائقين غير الراجعين فالذائقون لعذاب القبر معتبر لغيرهم من المرجوا رجوعهم. والله اعلم
 
عودة
أعلى