بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
يقول الله تعالى: إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ .:. وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ .:. وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ .:. وَإِذَا ٱلْعِشَارُ عُطِّلَتْ .:. وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ .:. وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ...
قوله تعالى: إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ..
كورت.. أي ذهب ما كان ينبسط من ضوئها، من كورت العمامة، إذا لففتها فكان بعضها على بعض وانطمس بعضها ببعض.
فلما كان ذلك استوجب أن يحل بنا الظلام.. فإذا حل الظلام تطلعت العيون للنور.. والنور هنا إما النجم وإما القمر.. ولأجل أن القمر إنما يعكس بصفحته ضوء الشمس، لم يذكر هنا لانطماس ضوء الشمس فغاب القمر معه.
فذكرت النجوم دونه، قال تعالى: وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ.. قالوا: أي انقضّت فتهاوت وتساقطت وتناثرت، أو أظلمت.. ولعل الوصف، هنا، للذات وللحركة معا.. فيكون بعضها بمعنى أظلمت وبعضها بمعنى تساقطت وأسرعت في السقوط.. والله أعلم.
فإذا حدث ذلك انصرف بصر الإنسان من السماء باتجاه الأرض فأول ما يقع عليه منها.. ما ارتفع من الأرض وهي الجبال.. وهو قوله تعالى: وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ. قيل: معناه سويت بالأرض.. فإذا حدث ذلك هرع المرء إلى أهله وماله يريد احتماء..
قال تعالى: وَإِذَا ٱلْعِشَارُ عُطِّلَتْ..
فلما تعطل مما عاشر كل شيء ولم يجد فيه ما يطلب من الاحتماء.. لابد له من مهرب.. وأول الهروب إلى فيافي البر.. فإذا الوحوش حشرت.. قالوا: جمعت للعرض والقصاص.. وذلك أهول وأفزع وأخوف وأفظع.. قال تعالى: وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ..
ولعل المرء الباحث عن مهرب لما امتنع عليه البر أن يلجأ للبحر.. فإذا البحار نفسها قد اهتزت واضطرمت وأضرت نارا.. قال تعالى: وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ.
هنالك اقترنت كل نفس بأبدانها.. ووقفت كل نفس على أعمالها فصارت زوجين: نفس مطمئنة لما فعلت من خير ونفس نادمة على ما فعلت من شر.. وصارت زوجين: نفس طامعة في الرحمن ونفس قانطة من روح الله.. قال تعالى: وإذا النفوس زوجت..
هذا والله تعالى أعلم..
نسأل الله أن يسلمنا
يغفر الله لي ولكم
د. عمارة سعد شندول
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
يقول الله تعالى: إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ .:. وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ .:. وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ .:. وَإِذَا ٱلْعِشَارُ عُطِّلَتْ .:. وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ .:. وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ...
قوله تعالى: إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ..
كورت.. أي ذهب ما كان ينبسط من ضوئها، من كورت العمامة، إذا لففتها فكان بعضها على بعض وانطمس بعضها ببعض.
فلما كان ذلك استوجب أن يحل بنا الظلام.. فإذا حل الظلام تطلعت العيون للنور.. والنور هنا إما النجم وإما القمر.. ولأجل أن القمر إنما يعكس بصفحته ضوء الشمس، لم يذكر هنا لانطماس ضوء الشمس فغاب القمر معه.
فذكرت النجوم دونه، قال تعالى: وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ.. قالوا: أي انقضّت فتهاوت وتساقطت وتناثرت، أو أظلمت.. ولعل الوصف، هنا، للذات وللحركة معا.. فيكون بعضها بمعنى أظلمت وبعضها بمعنى تساقطت وأسرعت في السقوط.. والله أعلم.
فإذا حدث ذلك انصرف بصر الإنسان من السماء باتجاه الأرض فأول ما يقع عليه منها.. ما ارتفع من الأرض وهي الجبال.. وهو قوله تعالى: وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ. قيل: معناه سويت بالأرض.. فإذا حدث ذلك هرع المرء إلى أهله وماله يريد احتماء..
قال تعالى: وَإِذَا ٱلْعِشَارُ عُطِّلَتْ..
فلما تعطل مما عاشر كل شيء ولم يجد فيه ما يطلب من الاحتماء.. لابد له من مهرب.. وأول الهروب إلى فيافي البر.. فإذا الوحوش حشرت.. قالوا: جمعت للعرض والقصاص.. وذلك أهول وأفزع وأخوف وأفظع.. قال تعالى: وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ..
ولعل المرء الباحث عن مهرب لما امتنع عليه البر أن يلجأ للبحر.. فإذا البحار نفسها قد اهتزت واضطرمت وأضرت نارا.. قال تعالى: وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ.
هنالك اقترنت كل نفس بأبدانها.. ووقفت كل نفس على أعمالها فصارت زوجين: نفس مطمئنة لما فعلت من خير ونفس نادمة على ما فعلت من شر.. وصارت زوجين: نفس طامعة في الرحمن ونفس قانطة من روح الله.. قال تعالى: وإذا النفوس زوجت..
هذا والله تعالى أعلم..
نسأل الله أن يسلمنا
يغفر الله لي ولكم
د. عمارة سعد شندول