بداية الخلق في القرآن: هل هي الأرض أم السماء؟

إنضم
15/02/2014
المشاركات
6
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
39
الإقامة
تركيا
بسم1
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]بداية الخلق في القرآن :[/FONT]
[FONT=&quot] هل هي الأرض أم السماء؟[/FONT]
[FONT=&quot]عبدالرحمن بن عبدالمحسن
[/FONT]​

[FONT=&quot][/FONT]​
[FONT=&quot]
[/FONT]​
[FONT=&quot]إن الحمدلله أستعينه وأستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا, أما بعد,[/FONT]​
[FONT=&quot]
[/FONT]​
[FONT=&quot]فهذه رسالة خفيفة المحمل سهلة الأسلوب حول ذلك السؤال الذي جاء في كتاب التسهيل لتأويل التنزيل لمصطفى العدوي جزاه الله خيرا وذلك عند الآية 29 من سورة البقرة "أيهما خلق أولا الأرض أم السماء؟", وقد أعجبني توقف الشيخ الجميل عن القطع بمعنى الآية على الرغم من علمه الغزير بارك الله فيه وأثمن له ذكره قول وصفه بأنه "متألق بدليله" في نهاية جوابه عن السؤال. هذا السؤال دفعني لأتتبع مواطن تفسير هذه الآية في أمهات كتب التفسير المعتمدة عند أهل السنة والجماعة وظهر لي في الحق مقالا فأحببت ألا أحقر نفسي من جانب وألا أباهي العلماء من الجانب الآخر لعله يكون قولا يسمعه أحد علماء هذه الأمة أو أحد طلبة علمها الأفذاذ فيحرر بها المسألة وفق منهج علمي رصين يعجز جانبي الوقوف فيه. نقول وبالله الاستعانة:[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]ذكر صاحب التفسير الكبير المسمى البحر المحيط أن هناك خلافا بين أهل العلم في كون أن الأرض خلقت قبل السماء أم العكس, ولعل بداية هذه المسألة تعود إلى تجاوز الطبري عن إثارتها صراحة الأمر الذي انعكس بدوره على التفاسير الأخرى لأهل السنة والجماعة, هذا وقد ذهب كل من ابن كثير و القرطبي إلى التصريح بأن الأرض خلقت قبل السماء حيث نجد أن ابن كثير يعد أكثر تأكيدا في تفسيره من القرطبي الذي عاد بعد أن ذكر المسألة وكأنه توقف في الخوض فيها باجتهاده على الرغم من مكانته العلمية المرموقة رحمه الله تعالى. ولدينا أن ابن كثير قال بأنه قد صرح المفسرين بخلق الأرض قبل السماء وذلك بناء على ما ثبت لديه من دليل في صحيح السنة, والجدير بالملاحظة أنه لم يرتقي بالمسألة إلى درجة ذكر إجماع بين ذلك وقد اكتفى بالتصريح وانتصر لقول ابن عباس في المسألة الذي في صحيح البخار ي والذي ذكر فيه أن الأرض خلقت قبل السماء. أما القرطبي بدوره قال نهاية بأن هذه مسألة ليس للاجتهاد فيها مدخلا ! أما ابن عاشور فقد ذهب في تفسيره إلى أن السماء خلقت قبل الأرض أي إلى عكس ما ذهب إليه ابن كثير.[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]فحاصل المسألة عند الطبري وابن كثير والقرطبي ليس فيه إجماعا يعول عليه المتتبع للإجابة على هذا السؤال على الرغم من تصريح ابن عباس بخلق الأرض قبل السماء وليس في قوله قبل السماوات مع علمنا بأن العربية تسمح بإطلاق لفظ السماء على السماوات من جهة وكذلك استخدام ابن عباس للفظة "خلق" بداية ولم يستخدم تسوية السماء سماوات سبعا ومن المعلوم أن لفظة التسوية لا تقتضي الإيجاد من العدم إلى الوجود وحتى لفظ "خلق" لا تقتضي الإيجاد من العدم إلى الوجود عند الشنقيطي في أضواء البيان بل هي عنده بمعنى التقدير عنده رحمه الله. وبالتالي بما أن الخلق والتسوية لا تقتضي الإيجاد من العدم إلى الوجود فهذا يعني أن الترتيب الزمني لا يمكن استبانته بسهولة إلا بوجود دليل على الإيجاد من العدم إلى الوجود وهذا الدليل يأتي من الرتق المفتوق الذي صرح القرآن الكريم بكون السماوات والأرض كانتا شيئا واحدا وقد ذكرت السماوات بصيغة الجمع هنا أي السماوات السبع تباعا وما حصل لها من تسوية بعد ذلك, والتسوية كما لا يخفى على كل ذي لب لبيب لا يمكن أن تكون إلا بعد الرتق المفتوق ولعله من الأنسب استخدام لفظ "الانفطار" ثم الخلق, فيكون قبل الخلق عملية انفطار مرتبة زمنيا ثم تأتي عملية الخلق بلا ترتيب زمني معلوم لدينا بالضرورة ويليها التسوية التي لا يهم فيها ترتيب زمني كونه شيء غيبي تماما لا يمكن أن نصل إليه بدليل من كتاب ولا من سنة بحال من الأحوال.[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]وهذه المسألة أثارها بعض الملحدة زمن الفخر الرازي رحمه الله وغفر له حيث قال في تفسيره الكبير: قَالَ بَعْضُ الْمُلْحِدَةِ : هَذِهِ الْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ خَلْقَ الْأَرْضِ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاءِ ، وَكَذَا قَوْلُهُ : ( أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ) [ فُصِّلَتْ : 9 ] إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى : ( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ ) ، وَقَالَ فِي سُورَةِ النَّازِعَاتِ : ( أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ) [ النَّازِعَاتِ : 27 : 30 ] ، وَهَذَا يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ خَلْقُ الْأَرْضَ بَعْدَ السَّمَاءِ ، وَذَكَرَ الْعُلَمَاءُ فِي الْجَوَابِ عَنْهُ وُجُوهًا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]: [/FONT]
[FONT=&quot]أَحَدُهَا : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خَلْقُ الْأَرْضِ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاءِ إِلَّا أَنَّهُ مَا دَحَاهَا حَتَّى خَلَقَ السَّمَاءَ ؛ لِأَنَّ التَّدْحِيَةَ هِيَ الْبَسْطُ ، وَلِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ : هَذَا أَمْرٌ مُشْكِلٌ مِنْ وَجْهَيْنِ[/FONT][FONT=&quot] : [/FONT]
[FONT=&quot]الْأَوَّلُ : أَنَّ الْأَرْضَ جِسْمٌ عَظِيمٌ فَامْتَنَعَ انْفِكَاكُ خَلْقِهَا عَنِ التَّدْحِيَةِ ، وَإِذَا كَانَتِ التَّدْحِيَةُ مُتَأَخِّرَةً عَنْ خَلْقِ السَّمَاءِ كَانَ خَلْقُهَا أَيْضًا لَا مَحَالَةَ مُتَأَخِّرًا عَنْ خَلْقِ السَّمَاءِ[/FONT][FONT=&quot] . [/FONT]
[FONT=&quot]الثَّانِي : أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى : ( خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ ) يَدُلُّ عَلَى أَنَّ خَلْقَ الْأَرْضِ وَخَلْقَ كُلِّ مَا فِيهَا مُتَقَدِّمٌ عَلَى خَلْقِ السَّمَاءِ ، لَكِنَّ خَلْقَ الْأَشْيَاءِ فِي الْأَرْضِ لَا يُمْكِنُ إِلَّا إِذَا كَانَتْ مَدْحُوَّةً ، فَهَذِهِ الْآيَةُ تَقْتَضِي تَقَدُّمَ كَوْنِهَا مَدْحُوَّةً قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاءِ وَحِينَئِذٍ يَتَحَقَّقُ التَّنَاقُضُ[/FONT][FONT=&quot] . [/FONT]
[FONT=&quot]وَالْجَوَابُ : أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى : ( وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ) يَقْتَضِي تَقْدِيمَ خَلْقِ السَّمَاءِ عَلَى الْأَرْضِ وَلَا يَقْتَضِي أَنْ تَكُونَ تَسْوِيَةُ السَّمَاءِ مُقَدَّمَةً عَلَى خَلْقِ الْأَرْضِ ، وَعَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ يَزُولُ التَّنَاقُضُ ، وَلِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ : قَوْلُهُ تَعَالَى : ( أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ) يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ خَلْقُ السَّمَاءِ وَتَسْوِيَتُهَا مُقَدَّمًا عَلَى تَدْحِيَةِ الْأَرْضِ ، وَلَكِنَّ تَدْحِيَةَ الْأَرْضِ مُلَازِمَةٌ لِخَلْقِ ذَاتِ الْأَرْضِ ، فَإِنَّ ذَاتَ السَّمَاءِ وَتَسْوِيَتَهَا مُتَقَدِّمَةٌ عَلَى ذَاتِ الْأَرْضِ ، وَحِينَئِذٍ يَعُودُ السُّؤَالُ[/FONT][FONT=&quot] . [/FONT]
[FONT=&quot]وَثَالِثُهَا : وَهُوَ الْجَوَابُ الصَّحِيحُ أَنَّ قَوْلَهُ : " ثُمَّ " لَيْسَ لِلتَّرْتِيبِ هَهُنَا وَإِنَّمَا هُوَ عَلَى جِهَةِ تَعْدِيدِ النِّعَمِ ، مِثَالُهُ قَوْلُ الرَّجُلِ لِغَيْرِهِ : أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتُكَ النِّعَمَ الْعَظِيمَةَ ثُمَّ رَفَعْتُ قَدْرَكَ ثُمَّ دَفَعْتُ الْخُصُومَ عَنْكَ ، وَلَعَلَّ بَعْضَ مَا أَخَّرَهُ فِي الذِّكْرِ قَدْ تَقَدَّمَ ، فَكَذَا هَهُنَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ[/FONT][FONT=&quot] . [/FONT]
[FONT=&quot]... الضَّمِيرُ فِي " فَسَوَّاهُنَّ " ضَمِيرٌ مُبْهَمٌ ، وَسَبْعُ سَمَاوَاتٍ تَفْسِيرٌ لَهُ ، كَقَوْلِهِ : رَبَّهُ رَجُلًا ، وَفَائِدَتُهُ أَنَّ الْمُبْهَمَ إِذَا تَبَيَّنَ كَانَ أَفْخَمَ وَأَعْظَمَ مِنْ أَنْ يُبَيَّنَ أَوَّلًا ؛ لِأَنَّهُ إِذَا أُبْهِمَ تَشَوَّفَتِ النُّفُوسُ إِلَى الِاطِّلَاعِ عَلَيْهِ ، وَفِي الْبَيَان بَعْدَ ذَلِكَ شِفَاءٌ لَهَا بَعْدَ التَّشَوُّفِ ، وَقِيلَ : الضَّمِيرُ رَاجِعٌ إِلَى السَّمَاءِ ، وَالسَّمَاءُ فِي مَعْنَى الْجِنْسِ ، وَقِيلَ : جَمْعُ سِمَاءَةٍ ، وَالْوَجْهُ الْعَرَبِيُّ هُوَ الْأَوَّلُ ، وَمَعْنَى تَسْوِيَتِهِنَّ تَعْدِيلُ خَلْقِهِنَّ وَإِخْلَاؤُهُ مِنَ الْعِوَجِ وَالْفُطُورِ وَإِتْمَامُ خَلْقِهِنَّ[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT][FONT=&quot]أ.ه[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]فالرازي أثار مسألتين الأولى بقوله بعدم الترتيب الزمني في الآية والثاني برفعه الأمر إلى تشويق وحث الباحثين في التأمل في هذا الكون, ولعل صاحب تفسير المنار قد تلقف هذه الروح البحثية الجميلة –التي تتوافق إلى حد كبير مع ما نعيشه اليوم من تقدم التقنية- وآثر عدم البت في المسألة ولعله التمس ما في المسألة من اشكال يصعب الخلاص به بجواب محدد في كون الأرض خلقت قبل السماء أم العكس, حيث حث ضمنا على تقصي هذه الحقائق وفق العلوم التجريبية. والله تعالى أعلم.[/FONT]

[FONT=&quot] [/FONT]
 
حياك الله فواز...مرحبا بك...وعليكم السلام

هذه الآية التي ذكرت قد ذكرها مصطفى العدوي حفظه الله في تفسيره الموسوعي التسهيل. وهي التي كنت قد تحدثت عنها بأنها قول يتألق بدليله وقد ذكرها الشيخ في نهاية إجابته عن السؤال فليراجع في تفسيره ذلك.

إلا أن الذي أشكل عند العلماء هو تفسير ابن عباس لها في الرد على ذلك الرجل الذي سأله في صحيح البخاري وقد قال بأن الأرض خلقت قبل خلق السماء. وقد قرأت في بعض التفاسير أن ذلك مذكور في التوراة. ولا أدري إن كان هناك من المفسرين من قال بأن ذلك تلقاه ابن عباس من الاسرائيليات وحبذا لو قدم أحد الأخوة تحريرا لذلك.

والله أعلم
 
في ظلام الليل الدامس السماء والأرض سيان والفتق يكون بصدور نور الشمس والنور الذي يعكسه القمر. وفي ظاهرة الجفاف تكون السماء والأرض رتقا ويكون الفتق بنزول المطر وخروج النبات. وفي الآية أخي فواز إشارة لما يراه كفار قريش، وهنا السماء بمعنى هذا الفضاء المحيط بالأرض وليس الكون. وكلام الرازي رحمه الله في الترتيب جميل ويمكن رفعه إلى مستوى أعلى وهو "التفصيل" والقرآن لا يفصل في هذه الآيات، لذلك ليس في الآيات الواردة هنا ما يشير إلى سبق هذه ولا تلك.

في المعرفة المؤقتة:
إذا كان المقصود بالسماء الكون فإن السماء قبل المجموعة الشمسية إذن قبل الشمس والأرض والقمر والكواكب الأخرى التي نشأت في لحظة متزامنة نسبيّا. وإذا كان المقصود بالسماء الجو فإن هناك سماوات (أغلفة جوية) نشأت تزامنا مع نشوء الأرض لكن درجة الحرارة في الأرض كانت مرتفعة جدا في بداية الأمر مما جعل كوكب الأرض يفقد غلافه الجوي الأول لأن الغاز الحار جعل الأرض تدور بسرعة أكبر مما وفّر للغازات الأولى إمكانية الإفلات من الجاذبية والإنتشار في الكون .. ثم بدأ الكوكب يتبرّد مما أدى إلى تكون القشرة الصلبة لكن بما أن درجة الحرارة في الداخل مرتفعة جدا بدأت فيضانات بركانية وأدت الغازات التي تفرزها هذه البراكين إلى نشوء السماء الثانية لكنها سماء بلا أكسجين؛ في بدايات تطور المجموعة الشمسية كانت هناك الملايير من القطع تطفو في الفضاء وكانت هذه القطع تتكون إلى حد كبير من العناصر الجليدية ثم مع إقترابها من جاذبية الأرض بدأ هجوم النيازيك مما أدى إلى نشوء كميات كبيرة من الماء على كوكب الأرض وبدأ تطور تركيبة الغلاف الجوي .. إشارة مقتضبة إلى معطيات نظرية تطور المجموعة الشمسية وكوكب الأرض.

إذن: "السماء أولا فالأرض" صحيحة و "الأرض أولا فالسماء" صحيحة و "الأرض والسماء معاََ" صحيحة أيضا.
 
يا أخي فواز، لماذا المراكز حفظك الله؟
هناك قواعد كلية مفهومة واضحة منها القرآن العظيم كتاب هداية وبيان وموعظة. أما الآيات الآيوية فهي تأملية كونية لا تفصل وغير مطلوب منها التفصيل. العرب سألوا عن الأهلة وأوحى الله أنها مواقيت للناس والحج؛ هنا: علم عمل لا هذا يفصل عن ذاك ولا ذاك يفصل عن هذا. مفيهش كلام في النظري، وماذا يفيد قبل وبعد من الناحية العملية؟ لكن إن نحن أردنا التفكر في الخلق فالبيان يرشدنا إلى العمل والقراءة والبحث والاستقصاء؛ هنا سنبحث أين وصلت المعرفة البشرية المؤقتة، وقد قلت لك أن المعرفة المؤقتة نستنتج منها أن السماء خلقت قبل الأرض وأنها خلقت بعد الأرض وأنها خلقت مع الأرض. لماذا؟ لأن السماء في لغة العرب ما علا وارتفع. إن كنت على القمر فالأرض سماء، والسماء تحيط بالأرض اليابسة وتحيط بالأرض الكوكب وهي على مشارف نانوميترات فوق رأسك. ثم المعرفة المؤقتة تتضمن أبعاد أخرى فلسفية أو ما يقارب، في هذا السياق لا تقف عند ترتيب الخلق لكن عند الزمن وهنا تسأل عن معنى بعد وقبل، وأنت لا يمكن أن تتصور أن شيء يحدث قبل شيء آخر ممكن بالنسبة لزمن آخر حدث في نفس الوقت أو حتى العكس لأنك تتفكر داخل الزمن الأرضي هنا لكن الأرض مخلوقة وبالتالي الزمن الذي نقيسه بحركة الأرض أيضا مخلوق، واليوم بالمعيار الأرضي ليس هو اليوم بالمعيار القمري وهذا ليس هو اليوم بالمعيار المجري.. !!
 
السلام عليكم
الأرض هى مادون السماء ،إذن الأرض تشمل كل مادون السماء الدنيا من مصابيح ونجوم وكواكب وأقمار ، تنتظم فى محموعات نجمية ، تنتظم فى مجرات أو فى عناقيد مجرية ... المهم أن وصف الأرض يشملها جميعا
وخلق الأرض بدأ مع خلق السماء ، وكلتاهما لازالتا فى طور الخلق ولم يتم خلقهما بعد ،
نحن لانعلم عما يحدث فى السماوات العلى شيئا عن طريق الرصد ، ولكن نعلم عما دون السماء الدنيا الكثير ، نرصده عن طريق المقاريب ،
 
الإخوة...فواز...شايب...مصطفى حياكم الله وشكرا على ردودكم

أهمية هذا الموضوع هو في أن هناك من يترصد مواطن لتعارض القرآن مع العلم الحديث وخاصة فيما يعرف بنظرية الانفجار العظيم ونظرية الشواش. والقول بأن الأرض خلقت قبل السماء مرتع خصب لهؤلاء مع العلم بأن هناك نظريات بديلة لنظرية الانفجار العظيم عند علماء الغرب الأمر الذي دفع ببعض حذاق المسلمين بالتوقف على الدليل وعدم التسليم لنظرية الانفجار العظيم بالمطلق. وأنا أعتقد أن هذا موقف آمن لابد من انتهاجه وتعميمه عند الحديث عن بداية الخلق. والله أعلم
 
أخي عبدالرحمن، حياك الله. لا علم لي بنظرية علمية -وأستثني الفرضيات- تقوم مقام الإنفجار الأعظم. لكن ما الحاجة إلى نظريات وتأويلات وغير ذلك؟ نحن نعرف أن القرآن الكريم لا يفصّل في الآيات التي تشير لظواهر الطبيعة.

النقاشات محصورة في الإختلافات بين بعض التفاسير العلمية للقرآن والتفاسير العلمية للظواهر الطبيعية. التفاسير التي تقول أن الأرض خلقت قبل السماء أو قبل السموات تفاسير لا تتعارض والمعطيات الحديثة (أنظر نظريات تطور كوكب الأرض) والتفاسير التي تقول أن الأرض خلقت بعد خلق السماوات أيضا لا تتعارض مع المعطيات الحديثة (نظرية الإنفجار الأعظم) و التفاسير التي تقول أن الأرض خلقت مع خلق السماء لا تتعارض والمعطيات الحديثة (أنظر نظريات تطور الأغلفة الجوية).

التعارض موجود في مخ القائل به وهو مخ لا يستقر إلا في رأس يتحرك كما يتحرك رأس الفيل لا يلتفت يمينا ولا يسارا وإن إلتفت فبصعوبة كبيرة.
 
قلتم أخي رعاكم الله :
ولدينا أن ابن كثير قال بأنه قد صرح المفسرون بخلق الأرض قبل السماء وذلك بناء على ما ثبت لديه من دليل في صحيح السنة

هلا تكرمت بذكر هذا الدليل عند ابن كثير رحمه الله
 
حياكم الله شايب وكذا أخ محمد...وشكرا على ردودكم

بالنسبة لما قلته أخ شايب : هناك كتابين الأول يشكك بنظرية الانفجار العظيم وهذا رابطه والثاني عن نظرية الشواس وهذا رابطه

هذه كتب عامة لغير المتخصصين لذلك من السهل غسل أدمغة العامة بها. لذا ينصح بقراءة هذه الكتب ثم مناقشتها مع أهل الاختصاص من أبناء المسلمين من العلماء أمثال أ.د حميد مجول النعيمي و د.محمد باسل الطائي.

أما بالنسبة لما طلبته أخ محمد فهذا هو الحديث في البخاري:
قال المنهال عن سعيد بن جبير قال قال رجل لابن عباس إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي قال فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ولا يكتمون الله حديثا والله ربنا ما كنا مشركين فقد كتموا في هذه الآية وقال أم السماء بناها إلى قوله دحاها فذكر خلق السماء قبل خلق الأرض ثم قال أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين إلى قوله طائعين فذكر في هذه خلق الأرض قبل خلق السماء وقال وكان الله غفورا رحيما عزيزا حكيما سميعا بصيرا فكأنه كان ثم مضى فقال فلا أنساب بينهم في النفخة الأولى ثم ينفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتساءلون ثم في النفخة الآخرة أقبل بعضهم على بعض يتساءلون وأما قوله ما كنا مشركين ولا يكتمون الله حديثا فإن الله يغفر لأهل الإخلاص ذنوبهم وقال المشركون تعالوا نقول لم نكن مشركين فختم على أفواههم فتنطق أيديهم فعند ذلك عرف أن الله لا يكتم حديثا وعنده يود الذين كفروا الآية وخلق الأرض في يومين ثم خلق السماء ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين ثم دحا الأرض ودحوها أن أخرج منها الماء والمرعى وخلق الجبال والجمال والآكام وما بينهما في يومين آخرين فذلك قوله دحاها وقوله خلق الأرض في يومين فجعلت الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام وخلقت السموات في يومين .

وقد أسعدني طلبك الدليل فهذا أمر ضروري..بارك الله فيك


 
أخي أنا لم أقل ليس هناك كتب؛ قلت ليس هناك نظرية علمية تقوم مقام الإنفجار الأعظم النظرية.
نظرية الفطور أو الفوضى ليس نظرية علمية بل فرضية رياضية لها بعض التطبيقات في فروع علمية كتنظير رياضياتي.
عندما نقول نظرية علمية نقول إفتراض ينطلق من ملاحظة فقصد النظر ثم البحث عن بيانات لتقعيد الفرضية فان وجدت كانت نظرية وان استطاعت التفسير والتنبؤ كانت نظرية علمية. هذا ما هناك!

وبغض النظر عن هذه الفرضيات لا علاقة لسؤال الموضوع بالبحث النظري مهما كان لذلك انا عزلت التفسير عن المعرفة المؤقتة والاستنتاج الفلسفي من تلك المعرفة.
 
حياكم الله اخ شايب. ألتمس من كلامك بعدا يتطلب مني ابرازه لك. نظرية الشواش -وأسميها العماء- أساسها رياضياتي بحت، ويمكنك ان تحصل على نتيجة فورية من كود بسيط على برنامج Mathematica 8 على سبيل المثال اذا وضعت كود Lorentz attractor على سبيل المثال.
يزعم عدد من علماء الغرب في ايامنا هذه ان نظرية الشواش تنتقل من الحيز الرياضياتي والنظري الى حيز التطبيق. وهم مشحونين ومفتونين بان الكون مبني على الشواش وبالتالي نظرية الخلق عندهم مبنية عل الشواش.

تواجه مشاكل تطبيقية كبيرة نظرية الشواش وأبناء المسلمين من اهل الاختصاص يستطيعون الشعور بذلك عن قراءة كتاب مثل applied chaos مؤلفه اسمه Ali ورؤية ان الجانب التطبيقي فيه قليل وغير كاف حتى يستطيع تفسير الشواش في قلب المفاعل النووي الاندماجي على سبيل المثال.

هناك انسعار علمي رهيب في الغرب حتى يبرهنوا ان الكون مخلوق في شواش مجندين لذلك كبرى الحواسيب العالمية.

ويبقى الانسان يعاند ويعاند حتى ينصب نفسه في مركز مسيطر حتى على بدئ الكون وأنى له ذلك !!؟
 
السلام عليكم
قال تعالى " وَجَعَلْنَا ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَآ آيَةَ ٱلَّيلِ وَجَعَلْنَآ آيَةَ ٱلنَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً"
وبناءا عليه لا أوافق الأخ شايب زاوشثتي فى قوله : نحن نعرف أن القرآن الكريم لا يفصّل في الآيات التي تشير لظواهر الطبيعة. ....فى المداخلة 9 ، وقد بينت آية الاسراء أن التفصيل مقصود به أمور فلكية
 
عودة
أعلى