بدء محاضرات كرسي استشراقي عن "تاريخ المصحف:النص وطرق النقل"

إنضم
05/01/2013
المشاركات
579
مستوى التفاعل
6
النقاط
18
العمر
63
الإقامة
تارودانت المغرب
تأسيس كرسي
" تاريخ القرآن : النص وطرق نقله "
Histoire du Coran. Texte et transmission""
بالكوليج دوفرانس Collège de Franceفي باريس

تم تأسيس هذا الكرسي في شهر ماي 2014م،كما تمت تسمية المستشرق فرانسوا ديروش François Déroche من المدرسية التطبيقية للدراسات العليا بجامعة باريس الرابعة أستاذا له، على أن يكون درسه الافتتاحي للكرسي يوم الخميس 13/6/1436هـ 2/4/2015م)، وبمناسبة هذا الافتتاح نشرت المؤسسة المحتضنة للكرسي ثلاث وثائق باللغة الفرنسية تهم الموضوع هي:
· إعلان رسمي.
· تعريف بالكرسي بقلم ديروش نفسه.
· برنامج دروس الكرسي في سنته الأولى.
وجدير بالذكر أن الكوليج دوفرانس مؤسسة بحثية أسسها ملك فرنسا فرانسوا الأول عام 1530م باسم "Collège Royal "،وهي لا تمنح درجات أو شهادات كما لا يشترط في متابعة محاضراتها مستوى معرفي معين...، ويجب عدم الخلط بين (الكوليج دو فرانس)و مؤسسة أخرى هي (معهد فرنسا institut de France ) المؤسس بباريس 1795م كما وقع في عدد من الكتابات العربية الحديثة عن الاستشراق الفرنسي.
كما يجب التنبيه مسبقا إلى أن لفظ (القرآنCoran ) في تسمية هذا الكرسي وفي كتابات أستاذه ديروش لا يراد به (القرآن الكريم) المتلو والمتعبد بتلاوته...،بل يراد به (المصحف الشريف)،إذ أن المتتبع لتاريخ الدراسات الاستشراقية الفرنسية يلحظ بأن أهلها استعملوا ألفاظا معينة في مجال الدرس القرآني مستمدة من دراسات الأناجيل عندهم حيث نجد مثلا:
· Corpus ويراد به غالبا (المتن)
· Vulgate ويراد به غالبا (النسخة).
· واستعمل ديروش (قرآن Coran) ويقصد (المصحف).

أولا- كرسي "تاريخ القرآن:النص وطرق نقله": من خلال القصاصة التي نشرتها المؤسسة يوم الأربعاء 12/6/1436هـ(1/4/2015م)،يهتم الكرسي بتاريخ بداية تدوين المصحف أي بداية الإسلام ويعني ذلك اختصارا:
1- استكشاف المصاحف الأولى التي ثبت فيها نص القرآن ومنها الرقع التي عثر عليها قبل 45 سنة بالمسجد الكبير في صنعاء مع مقارنة ما يتوصل إليه البحث مع الروايات التي نقلتها المصادر الإسلامية عن تاريخ تدوين المصحف.
2- العناية بتاريخ نقل الكتاب(المقدس) عند المسلمين خلال ثلاثة قرون عن طريق تحليل:
- تاريخ الكتابة.
- تطور صناعة الكراسات codex .
- المواد المستعملة في ذلك.
وذكرت القصاصة أن "مجمع أساتذة" الكوليج دوفرانس قاموا بتسمية د.ديروش في الكرسي لغايتين:
· مواصلة تاريخ طويل من الدراسات العربية في المؤسسة.
· فتح تخصص مواز في الدراسات الدينية،حتى يكون كرسي تاريخ القرآن مواكبا لكرسي افتتح عام ويهتم بـ"البيئات التي ظهرت فيها التوراة والأناجيلMilieux Bibliques2009 ".

ثانيا- التعريف بالكرسي بقلم أستاذه:انطلق د.فرانسوا ديروش من أن دراسات المصحف بفرنسا لم تكن مؤسسة على قواعد علمية نحصل منها على نتائج مقبولة،لذلك يدعو إلى انطلاق البحث في الموضوع من المصاحف المخطوطة التي تعود إلى القرون الأولى من تاريخ الإسلام على أن يتم التدرج في تتبع ذلك حتى القرن العاشر الميلادي (الثالث الهجري)(1) ذلك أن المصاحف في الأول لم يأخذ شكلها الذي نعرفه اليوم لأن الكتابة العربية كانت قاصرة جدا défectueuse très لذلك كان الاعتماد في نقل القرآن على الرواية الشفوية التابعة للمكتوب.
ومن الأهمية بحسب ديروش البدء بتأريخ النص القرآني في شكله المكتوب من القرن السابع إلى العاشر للميلاد حتى نستطيع التوصل الى(نسخة موثقة) تعتمد على الشكل الأصيل الذي نقل به قبل النظر إلى الشكل الذي انتهى فيه اليوم بعد مختلف مراحل (التطوير) التي مر منها والناتجة عن كون المسلمين في البداية لم يتوفروا على وسائل للحصول على "تسجيل مطابق"أو نسخة أصيلة enregistrement intégral للمصحف ...واعتبارا لذلك سيعنى الكرسي بتتبع مختلف (التعديلات) التي طرأت على المصحف خلال ثلاثة قرون(2).
فالكتابة العربية انطلاقا من رقع المصاحف القديمة كانت بدائية ثم تطورت تقنياتها بعد إدراك وفهم وظائف الكتاب الذي لم تكن له مكانة في فجر الإسلام،واعتبارا لما تقدم فان تاريخ المصحف هو كذلك تاريخ تكوينه الذي يجب علينا اكتشاف مراحله حتى نضع قواعد جديدة مستمدة من مخطوطات المصاحف القديمة ومن المصادر العربية التي عرضت لحياة نبي الإسلام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هوامش ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أي القرن الذي عاش في آخره ابن مجاهد تـ324هـ تبعا للعقيدة الاستشراقية التي تذهب إلى أن تعدد القراءات راجع إلى حرية القراءة حتى تم إقرار سبع منها فقط...
(2)
انطلق ديروش في جميع كتاباته من تصور(لائكي) تجاه الدين،وأضاف إلى ذلك حصر اهتماماته بالرقع المكتوبة دون دراية بعلم الرسم ولا بعلم القراءات القرآنية،فكان يتصور أن أهل الإسلام كانوا يأخذون القرآن فقط من تلك الرقع التي لم تكن حروفها معربة ولا منقوطة ولا معجمة...الشيء الذي جعل كل واحد منهم بزعمه يقرأ على هواه حتى القرن الثالث للهجرة العاشر للميلاد.

ثالثا- برنامج محاضرات الكرسي في سنته الأولى:

المحاضرة الأولى "حديث وإنصات:مسارات من تقديس كتابة المصحف (2 أبريل 2015)
La voix et le calame. Les chemins de la canonisation du Coran "
المحاضرة الثانية "التراث الإسلامي وتقديس المصحف (7 أبريل)
La tradition musulmane et la canonization"
المحاضرة الثالثة "الشواهد المنسية" أي مخطوطات المصاحف (14 أبريل)
Les témoins oubliés"
المحاضرة الرابعة "النسخة القرآنية والنقد التاريخي (19 ماي)
Vulgate coranique et critique historique"
المحاضرة الخامسة "فرضيات جديدة (26 ماي)
Nouvelles hypotheses"
المحاضرة السادسة "كيف نحرر كتابة المصحف؟ (2 يونيو)
Editer le Coran"
 
كنت قد سألت هذا السؤال في موضع آخر ، وهنا أكرره
بالنسبة لِ( ديروش )
ماهو آخر استنتاج أو ماهي آخر فكرة توصل لها أو تشكلت لديه من خلال أبحاثه عن القرآن؟ ، بمعنى لو سُئل بهذا السؤال:
اعط بطاقة تعريفية للقرآن الموجود بين أيدينا الآن، وذلك حسب أبحاثك، فما هو قائل ؟
===============
ما أهمية التفريق بين المصطلح الذي أراده
ديروش في كلمة Coran وبين المعنى الذي يتبادر إلى أذهاننا ، لأنك قلت :
((
كما يجب التنبيه مسبقا إلى أن لفظ (القرآنCoran ) في تسمية هذا الكرسي وفي كتابات أستاذه ديروش لا يراد به (القرآن الكريم) المتلو والمتعبد بتلاوته...،بل يراد به (المصحف الشريف))

قلت : ماهو الفرق ؟
هل الذي بين أيدينا الآن ليس مصحفاً ؟
وهل المخطوطات التي تخالف ماهو لدينا
تسمى " مصحفاً شريفاً" ؟
 
جواب السؤال الأول عن آخر استنتاج انتهت اليه دراسات المستشرق ديروش (63سنة):
يمكن الحديث عن "استنتاجات" ان صح التعبير منها:
* أن أصل المصحف يرجع الى القرن السابع الميلادي (الأول الهجري) خلافا لما درجت عليه مئات الكتابات الاستشراقية التي أرجعت تاريخه الى القرن العاشر أو الحادي عشر زمن الدولة العباسية.
* أهمية توجيه البحث الى مجال مخطوطات المصاحف العتق التي كتبت خلال القرن الأول للهجرة.
* أهمية الاستفادة من التقنية الحديثة لمعرفة تاريخ كتابة رقع المصاحف،لأنه كان من عادة ممتهني صناعة الوراقة (المخطوط) خلال القرون الأولى للهجرة عدم تذييل المخطوطات بتاريخ نسخها.
* ثم أخيرا استخراج خصائص تطور كتابة المصاحف تبعا لمراحل زمنية محددة في تقسيمات تاريخية،فالمصحف الحجازي -مثلا-في النصف الأول من القرن الأول له خصائص كتابة لا توجد في مصاحف النصف الثاني ...والأمر نفسه في المصاحف التي كتبت بعد ذلك بخط الكوفي أو الافريقي أو ...
جواب السؤال الثاني عن التفريق بين دلالة لفظ (مصحف)و(قرآن)،أنا أحرص على أن أنقل الى القارىء المعنى الذي يفيده السياق في اللغة الفرنسية وليس الذي قد تفيده الترجمة الحرفية...فحين نقرأ لهذا المستشرق عن لفظ (coran ) فهو يقصد "مخطوطات مصاحف"قطعا،وحين يتكلم مثلا عن "طرق نقله"أي القرآن فقصده النقل كتابة (وليس أداء)أي اتخاذ المصاحف... أما السؤال عن الفرق بين (قرآن)و(مصحف) فالأمر لا يتعلق بفهمي أنا أو فهم الأخ عبدالله الأحمد...بل يتعلق:
أولا بفهم خاص لمستشرق (لائكي) كما أسلفت.
وثانيا يتعلق بموضوع البحث وهو (الوثيقة المادية) المكتوبة في رقعة...
وثالثا بعلم (الباليوغرافيا)أو علم الكتابات القديمة الذي يتأسس في الغرب على تصورات علمانية صرف.
ورابعا لأن لفظ (مصحف) الذي غلب استعماله في العربية للدلالة على القرآن لا يوجد ما يقابله في الفرنسية سواء من جهة الوضع أو من جهة عرف الاستعمال.
أما السؤال العريض:
اعط بطاقة تعريفية للقرآن الموجود بين أيدينا الآن، وذلك حسب أبحاثك، فما هو قائل ؟
فالجواب من خلال تتبع كتابات ديروش أنه يشتغل في موضوع "المصاحف المخطوطة"،أي الوثيقة أو الوثائق المادية التي تحمل القرآن لذلك فهو لا يعطيك بطاقة تعريفية...
مثال ذلك:تعامل شرطة المطارات مع جوازات السفر،فلا يهم الشرطي أن يعرف الشخص الموجود أمامه،انما ينصب جهده أولا على معرفة صحة الوثيقة المستعملة لعبور الحدود الدولية التي هي جواز السفر انطلاقا مما هو محمل الكترونيا عليها لأن وجوه البشر قد تتشابه.
وهذا الذي ذكرته كله راجع الى أن الدراسة الغربية للقرآن لها منطلق علماني أو لائكي،فهل نستفيد منها ونقوم (لادينيتها)؟ أو نتجاهلها فتصنع عقيدة وتصورات أبنائنا وأحفادنا؟؟؟

 
بارك الله فيك ثانية!

قلتٓ : أنه يعتقد أن ( أصل ) المصحف يعود للقرن السابع الميلادي أي القرن الأول الهجري !
ماهو المراد بالتعبير ( بالأصل ) هنا ؟، هل يقصد أن مابين أيدينا الآن ليس أصلاً ؟
أيضاً : لماذا خالف الرأي السائد ؟ على ماذا اعتمد ؟

هل مخطوطات صنعاء هي السبب ؟
===============

ثانياً: أعرف أن تفكيره ينطلق من منطلق علماني أو بالأحرى مادي ، وأنا أريد أن أعرف ماذا يقول عن
( القرآن الذي بين أيدينا اليوم ) من منطلقه هو! لأنه أرى من الضرورة بمكان أن تفهم المخالف وآلية تفكيره !
وبالنسبة لسؤالك باللون الأحمر ، لم أفهمه ! أهو سؤال استنكاري ؟ فإن كان ؛ فأنا سألت عن الشر مخافة أن يدركني.
وإن كان استفهامي؛ فأقول لا تعارض ، نقيمها ونضع تصورات أبنائنا من منطلق الإيمان والعقل معاً.







===========
إشارة : (أظن) أنه يصح التعبير بلفظ " استنتاج" لأن الاستنتاج قد لا يعبر بالضرورة عن الحقيقة ، إنما هي تقديرات أو ما قد يظنه الباحث، ولا تسلم من النقد ، والوليد بن المغيرة فكر وقدر ثم فكر وقدر، ولكن آل المطاف في تفكيره إلى أن قُتل كيف قدر !
 
عودة
أعلى