بحوث مهمة مفقودة في دراساتنا المعاصرة ( التاريخ والمنهجيات والمصطلحات ) في العلوم

إنضم
15/04/2003
المشاركات
1,698
مستوى التفاعل
5
النقاط
38
لقد توجَّه البحث العلمي في الدراسات العليا في جامعاتنا إلى مسالك شتَّى ، ولا يخفى على من يطلع عليها كثرة هذه المسالك .
ونحن بحاجة إلى أن نفتِّق عن أمور بحاجة إلى دراسة ، ومن هذه الأمور المهمة ـ في نظري ـ ثلاثة مسارات :
المسار الأول : البحث في تاريخ العلوم ، وعندنا في الدراسات القرآنية ( التفسير ، وعلوم القرآن ، والقراءات ، والتجويد ... إلخ ) .
المسار الثاني : منهجية العلوم ، ويدخل فيها كيفية تلقي هذه العلوم ، ومناهج المؤلفين فيها ، والقواعد العلمية التي قامت عليها هذه المنهجيات .
المسار الثالث : المصطلحات ، وفيها من الخطورة العلمية ما لا يخفى على الدارس لتراثنا الكبير ، إذ قد نجد مصطلحات المغاربة تختلف عن مصطلحات المشارقة ، وقد نجد بعض العلماء يستخدم مصطلحات خاصة به ، وقد نجد مصطلحات علم آخر تؤثر على تطبيقات المفسرين ، وتوجيهاتهم لأقوال بعض المتقدمين ... إلخ مما يتعلق بموضوع المصطلحات .
وأنا أقترح ـ بهذه الكلمة الموجزة ـ أن تتوجه بعض الدراسات العليا إلى البحث النقدي والتحليلي في هذه الموضوعات ؛ لأنَّ جُلَّ ما طُرح من الدراسات العلمية في بعض موضوعات هذه المسارات لا يتعدى الجانب الوصفي ، الذي يعطيك معلومة وصفية عامة لا تجد فيها سبرًا ولا تحليلاً لظاهرة ما ، ولا تكاد تجد دراسات ناقدة في موضوع هذه المسارات قائمة على السبر والتحليل والتقويم .
ولا يخفى على الدارسين أن مثل هذه الدراسات تحتاج إلى دارسٍ مؤصَّلٍ علميًا ، وقارئ مطلع ، وعقل ناقد ؛ لأنه ليس الهدف مجرد الجمع للمعلومات ، وإنما الهدف ـ مع جمع المعلومات ـ التحليل والتقويم .
وإنما أقول هذا ؛ لأنه لا يصلح لكثير من الدارسين ، ولا يتناسب مع أسلوبهم العلمي ، وطرائقهم في البحث ؛ إذ كم من موضوع أخذه بعض الدارسين ، وهو لا يتناسب معه فأماته .
الجمعة / 5 : 3 : 1431 هـ
 
السلام عليكم...

بارك الله بك فضيلة الدكتور على هذا الكلام، فهذا ما نحتاجه للحقيقة في أيامنا هذه، وكم نجد من الأبحاث لطلاب العلم في الدراسات العليا التي تكرر بعضها البعض، ونجدها بعيدة كلّ البعد عن التحليل أو حتى عن منهجيات العلوم التي كتبها علماؤنا الأكابر...
 
عود إلى الموضوع:
إن مما يجعل المرء في حيرة من أمره في المصطلحات أمور:
الأول : نشوء المصطلح من دون مشاركة أصحاب التخصص الأصل .
الثاني : كثرة المصطلحات المعاصرة التي ينشؤها قوم، ثم يسير بها ركب آخرون دون تمحيص ولا تدقيق.
وليس أدلَّ على ذلك من ( إعجاز القرآن) الذي صار يتمطط حتى وصل عند أحدهم إلى أربعة عشر إعجازًا، وأكثر هذه الأنواع ناشئة في هذا العصر دون غيره، ولا أدري مالذي جعل هذه الأنواع تظهر لنا وتخفى على من سبقنا ، مع أنها قريبة المدرك ، وليست مما يخفى حتى يضلَّون عنه.
وإن مما ينبغي أن يُعرف :
ـ إن كل مصطلح ينشأ عند غير أهله ، فإنه سيحمل من الخطأ ما يحمل.
ـ إذا كان المصطلح مشتركًا بين علمين، فليس أهل علم بأحق أن ينفردوا بتأصيله وتعريفه دون أصحاب العلم الآخر ، وأي انفراد من أحد الطرفين سيوقع في الخطأ أيضًا.
ولك أن تنظر في بعض من فرَّق بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي ،فقال بأن الإعجاز مما اتفق عليه المسلمون بخلاف التفسير العلمي.
ولا أدري من أين له حكاية هذا الاتفاق؟!
والموضوع بحاجة إلى كتابة علمية تُحَرِّر ما وقع من لبس وخطأ في المصطلحات المتعلقة بأنواع علوم القرآن والتفسير، وألا تُترك هذه المصطلحات الحادثة حتى تكوِّن مسائل ومعلومات، وفيها ما فيها من الخطأ في الأصل الذي بُنيت عليه.
 
التعديل الأخير:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .
أما بعد :
جزى الله الخير الكثير شيخنا الكريم مساعد الطيار
إن مسألة الاصطلاحات باتت مسألة مخيفة ، فقد أقدم على معالجتها أناس لغتهم غريبة عجيبة .
لقد سارعت لشراء كتاب عنوانه مشجع وكتبه أستاذ دكتور في التفسير وتجرأت على شرائه من ادون تصفحه حتى بصراحة لما سبق ولأن الكتاب صغير الحجم فهو بحجم كتيب مما جعله رخيص الثمن جدا قلت : اشتريه .
وكانت المفاجأه . عنوان الكتاب :
نحو موقف قرآني من إشكالية المحكم والمتشابه ، لــ أ.د طه جابر العلواني .
تناول المصطلحات السابقة بكلام عجيب ، كمثال في الفصل الأول قال :
" والمتشابهات عندهم هي التي تشابهت على اليهود ..."
فقرأت ما تيسر فتذكرت شخصية أعتقد أنها من نفس مدرسة مصنف الكتاب وهي :
الدكتور محمد أبو زيد الفقي
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=22664
وقد أكتب مقالا عن الكتاب إذا يسر الله تعالى في الأيام القادمة .
 
وفقك الله شيخنا الكريم والزملاء جميعا
وننتظر من الإخوة إسعافنا ببعض المسائل التي تحدد معالم هذه الموضوعات الهامة
ويمكنني الزيادة عليها وتحريرها أكثر
ومدارستها حتى تتحول إلى مشاريع بحثية رائدة بإذن الله تعالى
ولكم تحياتي
 
بارك الله فيكم،شيخنا المفضال.
إن تعجب فعجب زهد أهل هذا الملتقى - وهم من خيرة أهل الاختصاص والمهتمين بالبحث في هذا الشأن - في هذا الموضوع الذي يبدو لي مهما جدا،ليس في الدراسات القرآنية وحدها،ومع ذلك لا يجد من العناية ما يستحق.
وليس أدل على ذلك من بقائه عاما أو ما يقرب حتى عدت إلى بعثه من مرقده وحدك،وما ذلك فيما يبدو -والله أعلم - إلا لأن جل الباحثين والمؤلفين في العلوم الإسلامية والعربية اليوم ممن يبتغي ببحثه أو كتابه درجة علمية أو ترقية أكاديمية أو جائزة مالية دنيوية،وهذا الموضوع وأمثاله لا يخفى ما تحتاج إليه من جهد ذهني فكري علمي عملي وربما مالي خارق،ويمكن تحقيق تلك الأهداف بغيره مما يسهل فيه النسخ والقص واللصق دون كبير جهد في القراءة والتحليل والمقارنة والاستنتاج والتتبع والسفر والإنفاق أحيانا، وكذلك التفرغ،وقد روي عن الشافعي -رحمه الله - :"لو كلفت بصلة لما حصلت مسألة"،فكيف بمن يبحث عن رزقه بعلمه ؟
أضف إلى ذلك أن معظم المتخصصين في هذا المجال اليوم ليسوا متفرغين له وإنما العلم والبحث جزء صغير ضمن هموم الحياة الكثيرة عندهم.
ولعلك -شيخنا الكريم - تولي الموضوع مزيد شرح من خلال أمثلة تطبيقية واضحة لكل مسار من مساراته الثلاثة؛لتعين بذلك زملاءك وطلبتك على الفهم الجيد له ثم المشاركة في مناقشته.
والخلاصة أن الأمر يحتاج إلى مراكز بحث متخصصة تجد التمويل المناسب لتفرغ الباحثين لذلك وتوفر لهم الإمكانات المناسبة،ولعل هذا من الشرف الذي ادخره الله لمركز التفسير وأمثاله في العالم اليوم. والله المستعان.
أسأل الله أن يوفق أهل الشأن وفرسان الميدان في هذا الملتقى لإعطاء هذا الموضوع ما يستحق والتعاون على الخروج بتوصيات محددة يمكن تنفيذها من المؤسسات والأفراد كل بحسب إمكاناته وطاقته. والله الموفق.
 
التعديل الأخير:
و أعجب من هذا كله من إذا قلت له " ينبغى أن نحرر المصطلحات " تذرع بـ " لا مشاحات في الإصطلاح " و لايدرى أن المصطلحات نوعان ... نوع تنبى عليها نتائج و تتفرع عليها ضوابط و فروق و هي المقصودة بالعبارة الأولى و نوع لا تنبنى عليها نتائج و لا تتفرع عليها ضوابط و لا فروق بل هي أشبه بالإصطلاح الفني الشكلي و هي المقصود بالعبارة الثانية ...
 
الحمد لله وحده..

وما يتحدث عن الشيخ مساعد،هو ما يسميه غيره : ((فلسفة العلوم))..

والعناية بهذا الباب لا تنفصل عن العناية بالعلم نفسه،ولا يفقه العلم حاق الفقه إلا من فقه تاريخ العلم ومناهج الكتابة فيه ومصطلحاته،ومرد جميع ذلك عندي إلى دراسة رجال العلم المؤثرين فيه فهم تاريخه وباختلافهم تختلف مناهجه وباختلاف ألسنتهم تختلف مصطلحاته..
 
السلام عليكم ورحمة الله
لا زلنا ننتظر من الإخوة والمشايخ إثراء الموضوع لنستفيد ونفيد
فإن المسائل لاتتحرر بالقطع والعيب على الغير إنما بالمدارسة النافعة
فمن كان لديه شيئ فليدل به
ولا ينسى احتساب الأجر من الله الذي لاتخفى عليه مثاقيل الذر
 
جزاكم الله خيرا
الحمد لله تعالى تمت قراءتي للكتاب الذي نويت أن أكتب مقالا عنه فيما سبق، وقد خرجت بفائدة تخص الموضوع هنا .
قراءة في كتاب: (نحو موقف قرآني من إشكالية المحكم والمتشابه )
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=23865
والفائدة هي :
لابد من الاهتمام بالمصطلحات التي لها علاقة بالقرآن الكريم أولا ، التي انتشرت في كتب علوم القرآن الكريم كمصطلح " النسخ " " المحكم " " المتشابه " .... ، وبيان الفرق بين استخدام القرآن لهذا المصطلح واستخدام السلف ومن ثم علماء الأمة الربانيين ، وبعد ذلك الطوائف الضالة ليحذر الناس ، هذا والله أعلم وأحكم.
 
عودة
أعلى