عبدالرحمن الشهري
المشرف العام
- إنضم
- 29/03/2003
- المشاركات
- 19,331
- مستوى التفاعل
- 136
- النقاط
- 63
- الإقامة
- الرياض
- الموقع الالكتروني
- www.amshehri.com
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
اطلعت على بحث جدير بالقراءة للدكتور الكريم ، والصديق العزيز أبي محمد عبدالله بن محمد القرني ، الأستاذ المشارك بقسك العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى بمكة المكرمة . بعنوان :(مناط الكفر بموالاة الكفار) ، وقد تتبع فيه الدكتور عبدالله الآيات القرآنية التي تتحدث عن موالاة الكفار ، وبين القول الصحيح للمفسرين المعتبرين من أمثال ابن جرير ، ونقل كلاماً نفيساً للإمام الشافعي في توجيه حديث حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه قل من يتنبه له . وقد قرأت البحث ، واستحسنت مواضع منه ونقولات قيمة ، جعلتها بألوان مخالفة للون الأسود ، وقد أرفقت لكم هذه النسخة التي قرأتها مع هذه المشاركة . وقد نشر البحث كما أخبرني الدكتور عبدالله في موقع الإسلام اليوم ، وفي موقع الألوكة . ودارت حوله نقاشات جيدة كما بلغني ولم أطلع عليها بعدُ ، غير أني أحببت نشر البحث مرة أخرى في ملتقى أهل التفسير لصلته بالتفسير ، وكونه قائماً على بيان المعنى الصحيح للآيات التي وردت في الموضوع ، مع حديث حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه المشهور .
وقد تناولت طعام العشاء عند الدكتور عبدالله القرني حفظه الله مساء الأربعاء 26/6/1428هـ ولقيت جمعاً من المشايخ وطلبة العلم ، وكان معنا الدكتور مساعد الطيار حفظه الله ، والدكتور حاتم الشريف العوني ، والدكتور سعود العريفي والدكتور لطف الله خوجة وفقهم الله جميعاً .
وقد أخبرني الدكتور لطف الله خوجة أن له بحثاً في تحرير معنى النصرة للكافر على المسلم ، وأنه توصل فيه لنتيجة تخالف ما توصل إليه الدكتور عبدالله القرني حفظه الله في بحثه هذا . وأخبرني أنه بعث ببحثه للتحكيم في إحدى المجلات العلمية المحكمة ، وسيشارك به معنا بإذن الله بعد ذلك ، فإن العقول الراجحة إذا تناولت فكرة علمية ، أو مسألة من المسائل الشائكة مع الإخلاص والتجرد فإنها تنضجها ، وتكشف جوانبها التي قد تغيب على العقل الواحد إذا انفرد ببحثها ، نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى ، علماً أن الدكتور عبدالله القرني هو صاحب كتاب (ضوابط التكفير) وله كتاب آخر (المعرفة في الإسلام) . وله بحوث أخرى مطبوعة منشورة ، وهو عضو معنا في ملتقى أهل التفسير حفظه الله ، وأرجو أن يحظى بحثه هنا بتعقيباتكم وأرائكم العلمية المنصفة ، فهو يستفيد منه ويسعد بها .
الرياض في 29/6/1428هـ
[align=center]مقدمة البحث [/align]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد أوجب الله الموالاة بين المؤمنين، والبراءة من الكافرين، وجاءت نصوص كثيرة في تقرير هذا الأصل، وتحذُير المؤمنين مما وقع فيه المنافقون من موالاة الكافرين.
ومن الأصول التي لا تحتمل الخلاف أن موالاة الكفار بمحبتهم أو نصرتهم لأجل دينهم كفر مخرج من الملة، وأنه يستحيل ثبوت الإيمان وأصل البراءة من الكفار مع حصول الموالاة للكفار بهذا المعنى، إذ لا يتصور اجتماع الإيمان مع محبة دين الكفار أو نصرتهم لأجل دينهم، لكون ذلك من اجتماع النقيضين. وهذا الأصل لا إشكال فيه.
لكن حصل الإشكال في أصل آخر، وهو ما يتعلق بحكم موالاة الكفار لمجرد غرض دنيوي، حين ظن من ظن أنه يلزم أن يكون حكم موالاة الكفار لغرض دنيوي كحكم موالاتهم على دينهم، وأنه لا فرق بين الحالين.
وأصل الإشكال في عدم التفريق بين موالاة الكفار بهذين المعنيين ما يظن من دلالة الآيات الواردة في التكفير بموالاة الكفار على التكفير بمطلق الموالاة لهم، وأن النصرة إذا كانت داخلة في مطلق الموالاة فيلزم أن تكون تلك الآيات دالة على التكفير بمطلق مظاهرة الكفار على المسلمين، دون نظر إلى الحامل على نصرة الكفار، بحيث لا يفرق بين أن تكون نصرة الكفار لأجل دينهم أو لمجرد غرض دنيوي .
وقد ترتب على الخلط في هذا الباب الوقوع في الغلو، والتكفير بما تدل النصوص الشرعية على عدم التكفير به، وتأويل النصوص الدالة على عدم الكفر بمظاهرة الكفار لغرض دنيوي بما يناقض دلالتها الظاهرة، والتجاوز في ذلك بالحكم على دول وجماعات بالكفر بمجرد الظن واتباع المتشابه، مع وجود النصوص المحكمة الواضحة الدلالة في الفرق بين الحالين .
ويستند التفريق بين موالاة الكفار على دينهم وبين موالاتهم لغرض دنيوي إلى أساسين :
أحدهما: حقيقة أصل الولاء والبراء، وما يقتضيه بيان تلك الحقيقة من التفريق بين ما ينافي أصل الولاء والبراء وما ينافي كماله، وأنه كما لا يلزم من مطلق معاداة المؤمن للمؤمن انتفاء أصل الموالاة بينهما، فإنه لا يلزم من مطلق موالاة المؤمن للكفار انتفاء أصل البراءة منهم، وأنه إذا كانت موالاة المؤمن للمؤمنين لا تنتفي إلا بما ينافي أصلها، بحيث تكون عداوة المؤمن للمؤمن لأجل إيمانه، فإن البراءة من الكفار لا تنتفي أيضاً إلا بما ينافي أصلها، بحيث تكون موالاة المؤمن للكفار لأجل دينهم، وجميع الآيات الواردة في التكفير بموالاة الكفار فإنما تفهم وفق هذا الأصل، فلا يصح الاستناد إلى دعوى دلالة تلك الآيات على التكفير بمطلق الموالاة مع ذلك.
وأما الأساس الثاني للدلالة على التفريق بين موالاة الكفار على دينهم وموالاتهم لمجرد غرض دنيوي فيستند إلى دلالة النصوص على أن موالاة الكفار لغرض دنيوي ليست كفراً لذاتها، ويكفي في الدلالة على ذلك ما جاء في قصة حاطب رضي الله عنه ، وما حصل منه من مكاتبة المشركين، ومظاهرتهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعدم تكفير النبي صلى الله عليه وسلم له، لما بين أن الحامل له على مظاهرتهم كان هو حماية أهله وماله بمكة، لا رضى بالكفر وردة عن الإسلام.
وقد كان هذا البحث في تقرير الدلالة في هذين الأساسين، وبيان اتفاق نصوص الكتاب والسنة في الدلالة عليهما ، ونقل أقوال العلماء المحققين في بيان وجه دلالة النصوص عليهما ، والرد على شبهات من يدعون دلالة النصوص على التكفير بمطلق موالاة الكفار. والحرص في ذلك كله على الاعتدال والتوسط، والبراءة من الغلو والجفاء في هذا الباب العظيم .
والله أسأل أن يجعل هذا البحث خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به إنه سميع مجيب ،،
بقية البحث في المرفقات ، مع ملاحظة أنه كتب بخط لوتس فأرجو تنصيب الخط قبل قراءة البحث إن لم يكن لديك من قبل.
ويمكن تحميل البحث من هنا أيضاً .
اطلعت على بحث جدير بالقراءة للدكتور الكريم ، والصديق العزيز أبي محمد عبدالله بن محمد القرني ، الأستاذ المشارك بقسك العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى بمكة المكرمة . بعنوان :(مناط الكفر بموالاة الكفار) ، وقد تتبع فيه الدكتور عبدالله الآيات القرآنية التي تتحدث عن موالاة الكفار ، وبين القول الصحيح للمفسرين المعتبرين من أمثال ابن جرير ، ونقل كلاماً نفيساً للإمام الشافعي في توجيه حديث حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه قل من يتنبه له . وقد قرأت البحث ، واستحسنت مواضع منه ونقولات قيمة ، جعلتها بألوان مخالفة للون الأسود ، وقد أرفقت لكم هذه النسخة التي قرأتها مع هذه المشاركة . وقد نشر البحث كما أخبرني الدكتور عبدالله في موقع الإسلام اليوم ، وفي موقع الألوكة . ودارت حوله نقاشات جيدة كما بلغني ولم أطلع عليها بعدُ ، غير أني أحببت نشر البحث مرة أخرى في ملتقى أهل التفسير لصلته بالتفسير ، وكونه قائماً على بيان المعنى الصحيح للآيات التي وردت في الموضوع ، مع حديث حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه المشهور .
وقد تناولت طعام العشاء عند الدكتور عبدالله القرني حفظه الله مساء الأربعاء 26/6/1428هـ ولقيت جمعاً من المشايخ وطلبة العلم ، وكان معنا الدكتور مساعد الطيار حفظه الله ، والدكتور حاتم الشريف العوني ، والدكتور سعود العريفي والدكتور لطف الله خوجة وفقهم الله جميعاً .
وقد أخبرني الدكتور لطف الله خوجة أن له بحثاً في تحرير معنى النصرة للكافر على المسلم ، وأنه توصل فيه لنتيجة تخالف ما توصل إليه الدكتور عبدالله القرني حفظه الله في بحثه هذا . وأخبرني أنه بعث ببحثه للتحكيم في إحدى المجلات العلمية المحكمة ، وسيشارك به معنا بإذن الله بعد ذلك ، فإن العقول الراجحة إذا تناولت فكرة علمية ، أو مسألة من المسائل الشائكة مع الإخلاص والتجرد فإنها تنضجها ، وتكشف جوانبها التي قد تغيب على العقل الواحد إذا انفرد ببحثها ، نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى ، علماً أن الدكتور عبدالله القرني هو صاحب كتاب (ضوابط التكفير) وله كتاب آخر (المعرفة في الإسلام) . وله بحوث أخرى مطبوعة منشورة ، وهو عضو معنا في ملتقى أهل التفسير حفظه الله ، وأرجو أن يحظى بحثه هنا بتعقيباتكم وأرائكم العلمية المنصفة ، فهو يستفيد منه ويسعد بها .
الرياض في 29/6/1428هـ
[align=center]مقدمة البحث [/align]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد أوجب الله الموالاة بين المؤمنين، والبراءة من الكافرين، وجاءت نصوص كثيرة في تقرير هذا الأصل، وتحذُير المؤمنين مما وقع فيه المنافقون من موالاة الكافرين.
ومن الأصول التي لا تحتمل الخلاف أن موالاة الكفار بمحبتهم أو نصرتهم لأجل دينهم كفر مخرج من الملة، وأنه يستحيل ثبوت الإيمان وأصل البراءة من الكفار مع حصول الموالاة للكفار بهذا المعنى، إذ لا يتصور اجتماع الإيمان مع محبة دين الكفار أو نصرتهم لأجل دينهم، لكون ذلك من اجتماع النقيضين. وهذا الأصل لا إشكال فيه.
لكن حصل الإشكال في أصل آخر، وهو ما يتعلق بحكم موالاة الكفار لمجرد غرض دنيوي، حين ظن من ظن أنه يلزم أن يكون حكم موالاة الكفار لغرض دنيوي كحكم موالاتهم على دينهم، وأنه لا فرق بين الحالين.
وأصل الإشكال في عدم التفريق بين موالاة الكفار بهذين المعنيين ما يظن من دلالة الآيات الواردة في التكفير بموالاة الكفار على التكفير بمطلق الموالاة لهم، وأن النصرة إذا كانت داخلة في مطلق الموالاة فيلزم أن تكون تلك الآيات دالة على التكفير بمطلق مظاهرة الكفار على المسلمين، دون نظر إلى الحامل على نصرة الكفار، بحيث لا يفرق بين أن تكون نصرة الكفار لأجل دينهم أو لمجرد غرض دنيوي .
وقد ترتب على الخلط في هذا الباب الوقوع في الغلو، والتكفير بما تدل النصوص الشرعية على عدم التكفير به، وتأويل النصوص الدالة على عدم الكفر بمظاهرة الكفار لغرض دنيوي بما يناقض دلالتها الظاهرة، والتجاوز في ذلك بالحكم على دول وجماعات بالكفر بمجرد الظن واتباع المتشابه، مع وجود النصوص المحكمة الواضحة الدلالة في الفرق بين الحالين .
ويستند التفريق بين موالاة الكفار على دينهم وبين موالاتهم لغرض دنيوي إلى أساسين :
أحدهما: حقيقة أصل الولاء والبراء، وما يقتضيه بيان تلك الحقيقة من التفريق بين ما ينافي أصل الولاء والبراء وما ينافي كماله، وأنه كما لا يلزم من مطلق معاداة المؤمن للمؤمن انتفاء أصل الموالاة بينهما، فإنه لا يلزم من مطلق موالاة المؤمن للكفار انتفاء أصل البراءة منهم، وأنه إذا كانت موالاة المؤمن للمؤمنين لا تنتفي إلا بما ينافي أصلها، بحيث تكون عداوة المؤمن للمؤمن لأجل إيمانه، فإن البراءة من الكفار لا تنتفي أيضاً إلا بما ينافي أصلها، بحيث تكون موالاة المؤمن للكفار لأجل دينهم، وجميع الآيات الواردة في التكفير بموالاة الكفار فإنما تفهم وفق هذا الأصل، فلا يصح الاستناد إلى دعوى دلالة تلك الآيات على التكفير بمطلق الموالاة مع ذلك.
وأما الأساس الثاني للدلالة على التفريق بين موالاة الكفار على دينهم وموالاتهم لمجرد غرض دنيوي فيستند إلى دلالة النصوص على أن موالاة الكفار لغرض دنيوي ليست كفراً لذاتها، ويكفي في الدلالة على ذلك ما جاء في قصة حاطب رضي الله عنه ، وما حصل منه من مكاتبة المشركين، ومظاهرتهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعدم تكفير النبي صلى الله عليه وسلم له، لما بين أن الحامل له على مظاهرتهم كان هو حماية أهله وماله بمكة، لا رضى بالكفر وردة عن الإسلام.
وقد كان هذا البحث في تقرير الدلالة في هذين الأساسين، وبيان اتفاق نصوص الكتاب والسنة في الدلالة عليهما ، ونقل أقوال العلماء المحققين في بيان وجه دلالة النصوص عليهما ، والرد على شبهات من يدعون دلالة النصوص على التكفير بمطلق موالاة الكفار. والحرص في ذلك كله على الاعتدال والتوسط، والبراءة من الغلو والجفاء في هذا الباب العظيم .
والله أسأل أن يجعل هذا البحث خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به إنه سميع مجيب ،،
بقية البحث في المرفقات ، مع ملاحظة أنه كتب بخط لوتس فأرجو تنصيب الخط قبل قراءة البحث إن لم يكن لديك من قبل.
ويمكن تحميل البحث من هنا أيضاً .