العنوان: مؤاخذات على تفسير الأضواء للشيخ الشنقيطي رحمه الله رحمة واسعة:
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أي حد يمكن لأساتذتي ومشايخي أن يوافقوا على هذه المؤاخذات التي يمكن أن توجه إلى تفسير الأضواء للشيخ الشنقيطي رحمه الله رحمة واسعة:
..
برأيي أنَّ هذه المآخِـذَ سيتضحُ لآخِذها على الشيخِ أمـرُها إن هو طالعَ مقدمةَ التفسير وفهم كلامَ الشيخ في منهجه الذي سلكه فيه.
• استطراده في بعض قضايا التفسير المتمثلة في: المسائل الفقهية والأصولية والحديثية..
أمَّا هذا الاستطـرادُ فلأنَّهُ وضعَ التفسيرَ لأجل بيانِ الأحكامِ الفقهيَّةِ والتزمَ رحمهُ الله على نفسه بإيرادِ أدلة الكتاب والسُّنّةِ وأقوال الفقهاء , ثمَّ يثبِتُ ترجيحَـهُ الرّاجحَ من بين تلك الأقوالِ بدليلهِ دونَ تعصبٍ لقولٍ ولا قائلٍ كائناً من كانَ غير رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومعلومٌ أنَّ منهجاً متيناً كهذا المنهجِ في اختلاف الفقهاء والمحدثينَ لا تتحقّـقُ ثمارُه إلا بسرد الأقوال والاستطـراد في دراسة الأسانيد وذكر قواعد المذاهب وأصولها وأوجه الاستدلال , وغير ذلك مما يُـظَـنُّ استطرادُ الشيخِ فيه بغير داع.
• تعرضه لمسائل عديدة بالبحث والدراسة لم تكن من صلب منهجه الذي التزمه في تفسيره..
هذا المأخذُ المُجرّدُ لا يزالُ دعوى , لا بدَّ فيها من برهانٍ ودليلٍ , خصوصاً أنَّهُ لا يُـسَلَّمُ علمياً بمأخذٍ كهذا إلا بأمثلة ومواقعَ لهذا التعرضِ , وللفائدة , فإنَّ من منهجه رحمه الله تعالى الزيادةَ على التفسير ومسائل الفقه والحديث بالنحو والصرف وشعر العرب والاستشهاد به والتحقيق في المسائل اللغوية.
• تركه لآيات عديدة بدون تفسير ولا بيان وهذا في معظم السور..
هذا أيضاً من منهجه رحمه الله , وذلك أنَّهُ لما وضع التفسيرَ وضعهُ قاصداً أمرين:
1- تفسيرَ القرآن بالقرآن , ومعلومٌ أنَّ هذا النوعَ من التفسير لم يشمل جميعَ القرآن , ولو كان كذلك لما احتيجَ لتفسير القرآن بالسنة وأقوال الصحابة والتابعين واللغة العربية وأشعار الجاهليين وغيرهم.
2- بيانَ الأحكام الفقهيةِ في جميع آيات الأحكام , ومعلومٌ أنَّ آياتِ الأحكام بالنسبة للقرآن لا تتجاوزُ العشرَ في عددها بالنسبة لجميع آيِ القرآن.
ولربَّما تركَ الشيخُ تفسير الآيةِ من غير آيات الأحكام بسبب تقدُّمِ تفسيرها , فيقول مثلاً : وقد قدمنَا الكلامَ مستوفى على هذه الآية في سورة كذا , وهذا يقع له كثيراً في قصص الأنبياء المتكررة والمتشابهات من آي القرآن.
• عدم عرضه لأدلة المخالفين بكيفية وافية في بعض المواضع...
مثِّـلْ لتلك المواضع بارك الله فيك , فمن المسائلِ ما يكونُ الشيخُ أشبعهُ بحثاً , في موطنٍ سابقٍ ويقولُ وقد قدمنا أن فلاناً لا يُحتَـجُّ بحديثه - مثلاً - ويكونُ في هذا الموضع المتقدمِ استرسلَ في أدلة المخالفِ ودرسها.
ولربما كانَ المخالفُ لترجيح الشيخ يستدلُّ بدليلٍ وفي نفس الدليلِ قرينةٌ دالةٌ على عدم صحة هذا الاستدلال , فيكتفي الشيخُ بهذه القرينة , دون التعرض للأدلة الأخرى غيرها لأنها مبينةٌ عليها .
• سوقه لأسانيد الصحيحين: تطويل غير لازم..
هذه وجهةُ نظرٍ , لا ينبغي أن تكون مأخذاً , وفي الكتابِ مواطنُ كثيرةٌ جداً يكتفي الشيخُ فيها بإسناد الحديث في الصحيحين عن الصحابي أو التابعي الذي رواهُ عنه فقط, من غير ذكرٍ للسند بطوله.
• كان الأولى تسمية هذا الكتاب : بأضواء البيان في إيضاح القرآن . من غير أن يقيده المؤلف رحمه الله بإيضاح القرآن بالقرآن. مادام قد جاء به بكل قضايا ومباحث التفسير.
هذه الجملةُ - بالنسـبة لي غيرُ واضحة - فأرجو أن تعيد كتابتها بارك الله فيك وشكر جهودكَ ومساعيك.ِِِِ