بتدبر "النور" كيف نغرس محبة العِفّة في صدور الفتيان والفتيات ؟ا

إنضم
20/03/2007
المشاركات
123
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
في سورة "النور" العفة في حقيقتها قضية قلبية وجدانية ، ففيها أناس جريرتهم الكبرى هي المحبة (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ)
ولذا من أُسس تربيتها للنفوس غرس محبة الطهر وبغض الفاحشة .
تأمل اللفظَ وتنفيرَه ، (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ) و(الْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ) هكذا بلا مواربة ، فأين توارت توريات وكنايات القرآن ؟
بل يؤكد الله معناها بالنص على ضدها (وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ)
فلا بد من أحد الوصفين إما خبيث أو طيب .​

وحين يرد هذا اللفظ المستشنع "خبيث" تتهادى إلى خاطرك آية الأنفال :
(وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ)
كانت أجسادا على الأرائك بعضها فوق بعض بالحرام ، فصارت أجسادا بعضها أيضاً فوق بعض لكن متراكمة كجثث الموتى في نار جهنم ، عياذا بالله .
هؤلاء يحبون مشاهدالفاحشة في المجتمع ، يطربون لسماعها في المجالس ، يرسلون روابطها للناس عبر المنتديات والإيميلات والقروبات ،
يتسابقون إلى برمجة ونشر (البروكسي) لتحطيم سدود الطهر ، وما درى هذا المسكين أنه يُسابق إلى جبل من جبال جهنم ، أيها يحطم رأسه أولاً .​

ومن طهر نفسه فهو "الطيب" ، والناس في هذا يتفاوتون :
1 – المحصن : وهو من حصن نفسه منها وإن نازعته شهوته .
2- الغافل : وهو من لم تدُر الفاحشة بخاطره أصلا .
ولما كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قد حازت أعلى المرتبتين قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) [ 23]​


غرس محبة الطهر والعفاف سورٌ عظيم للفضيلة

ولذا امتن الله على المؤمنين بقوله (وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ) [الحجرات : 7]
وأثنى عليهم بقوله (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) [التوبة : 108] ، وقوله (وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة : 222]
ودعا به صلى الله عليه وسلم لأمته "اللهم طهِّر قلبَه، وحصِّن فرجَه ".​

فهل من تدبر تربوي مناسب لهذا الزمان ؛ يحقق للأمة ما ورد في العنوان ؟​
 
تأمل اللفظَ وتنفيرَه ، (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ) و(الْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ) هكذا بلا مواربة ، فأين توارت توريات وكنايات القرآن ؟

اللهم فقهنا بكتابك يا كريم
 
شكر الله لكم، من دقة المعالجة القرآنية لقضايا العفة ونواقضها، وتشديده في هذه الأمور، قوله تعالى في سورة النور، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ ) حيث جعل مجرد الاتباع لخطوات الشيطان والانسياق وراء دعواته، أمرا بهذا الفعل، ووجه ذلك ما يقوم به المتبع من الترويج لهذا الأمر، والدعاية له، ونشره بين الناس، ثم ما يتبع ذلك من تأثيره في محيطه ومجتمعه، فيكون حال هذا المتبع في المآل كحال الداعي إلى المنكر الآمر به. فجاءت الآية زاجرة ناهية. تنبه المجتمع المسلم إلى أمر غاية في الخطورة، وهو دور السلوكات الفردية والجماعية، في نشر ما يناقض العفة ودواعيها. وأن مجرد الاتباع لخطوات الشيطان، ينزل منزلة الأمر به، لما ينشأ عنه من النتائج الوخيمة.
والله أعلم وأحكم
 
بارك الله فيكم، ومما يتصل بما ذكرته سلفا، أن كيد الشيطان ولطف احتياله، موقع لكثير من المؤمنين في شركه وحباله، وهذا لا يسلم منه غالب المؤمنين إلا من زكاه الله بفضله ورحمته، وخطوات الشيطان، تعبير بالجمع للدلالة على تنوعها وكثرتها، فخطوات الشيطان متنوعة في مادتها، لا تأتي على نمط واحد، ليعرف ويتقى، بل هي أوغل في التموه، ثم هي في تنوعها كثيرة وافرة، لا تفتأ تعترض طريق المؤمن وتفتنه عن مراده، فإذا غفل المؤمن واتبع خطوة الشيطان، فعليه أن لا يسترسل معه في باقي الخطوات، لأن هذا الاسترسال سيقربه من مجتمع الخبيثين، ويبعده عن مجتمع الطيبين.
والله أعلم.
 
حيث جعل مجرد الاتباع لخطوات الشيطان والانسياق وراء دعواته، أمرا بهذا الفعل ...

والله ما انتبهت لها إلا حين قرأتها في كلامك سددك الله ،

فلا تبخل على اخوانك بأخواتها ، شكر الله لك .​
 
أخي الكريم عدنان أجانة ،،
المشهور عند المفسرين أن الضمير قي قوله تعالى (فإنه يأمر) عائد إلى الشيطان لا إلى متبع خطوات الشيطان .
وما أشرت إليه معنى لطيف ، لكن هل سبق أحد من المفسرين إلى ما ذكرت وفقك الله ؟
 
جزاك الله خيراً دكتور عصام على هذه المشاركة المتدبرة في آيات سورة النور.
غرس العفة في سورة النور تظهر جلية في غير ما موضع وأهمها بل وأولها بحسب فهمي يبدأ من تحديد وشرح آداب الاستئذان وحفظ حرمة البيوت المسلمة الطاهرة
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58) وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59) النور)
فإذا تربى الطفل في البيت على الستر وعدم رؤية ما يخدش حياءه ويحرك غرائزه يصبح هذا السلوك القويم ديدنه في شبابه وعمره كله، فالعين إذا تعودت على رؤية الطيب والابتعاد عن رؤية الخبيث لن ترضى أن ترى حبيثاً بعد ذلك بل وتنفر منه حيثما رأته.
ثم غض البصر كما قال تعالى في نفس السورة ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)) وغضّ البصر يدفع كل خبيث عن الناظر والمنظور إليه فتسلم القلوب من كل شر وهوى وخبث.
سورة النور هي بحق سورة العفة والعفاف وما تحويه من آداب اجتماعية فردية واجتماعية وأسرية واجب تعلمه وتعليمه مع الفاتحة والمعوذات لما لها من دور في تهذيب النفس البشرية حتى تكون عفيفة طيبة خالية من الخبائث.
 
بارك الله فيكم حضرة الدكتور عصام على المرور الكريم، وقد كتبت ما كتبت اتكالا على نظم الآية وما يقتضيه جو السورة العام، وقد كان في الذهن أنه مذكور في كتب التفسير. ثم إن ما ذكرته من مرجعية الضمير على الشيطان، هو مشهور قول المفسرين، وممن أرجع الضمير على اسم الشرط "من" الإمام أبو حيان، وتبعه جماعة. فإنه قال في تفسيره عند هذا الموضع ما نصه: "والضمير في (فإنه) عائد على (من) الشرطية أي: فإن متبع خطوات الشيطان، (يامر بالفحشاء) وهو ما أفرط قبحه (والمنكر) وهو ما تنكره العقول السليمة، أي يصير رأسا في الضلال بحيث يكون آمرا يطيعه أصحابه اهـ
ومما يترجح به هذا المعنى، أن أسلوب الكلام، أسلوب الشرط، وقوله (فإنه) الفاء رابطة بين الشرط وهو "الاتباع" وجوابه وهو "الأمر به". وظاهر السياق أن الضمير راجع إلى فاعل الاتباع، وهو في المعنى راجع إلى الشيطان. لأن متبع الشيطان إذا كان آمرا باتباعه، فأمره من امر الشيطان، وهو منه بسبب. فآل الأمر إلى الوفاق.
والله أعلم.
 
الأخت الفاضلة الكريمة سمر الأرناؤوط : إضافة جميلة ، والسّورة سورتكم يا معشر النساء .

الشيخ المفيد عدنان : أتفق تماماً معك على ما ذكرت ، وأشرفُ بأن تعلمت منك في نفس اليوم الذي فيه تعرفت عليك .
 
تتميماً للفائدة :
- في إعراب القرآن لابن سيده (7 / 34) : والضمير في (فإنه) عائد على (مَن) الشرطية .
- وفي الدر المصون في علم الكتاب المكنون (1 / 4348) : قوله : {فَإِنَّهُ يَأْمُرُ}: في هذه الهاءِ ثلاثةُ أوجهٍ :
أحدُها : أنها ضميرُ الشَّأن. وبه بدأ أبو البقاء . والثاني : أنها ضميرُ الشيطان. وهذان الوجهان إنما يجوزان على رَأْيِ من لا يشترط عود الضمير على اسم الشرط من جملة الجزاء . والثالث : أنه عائدٌ على "مَنْ" الشرطيَةِ .
 
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا ...
قرأت كتابا رائعا جدا عن تدبر سورة النور وهو (انشراح الصدور في تدبر سورة النور ) لـ ا.د سليمان بن إبراهيم بن عبد الله اللاحم
الأستاذ بقسم القرآن وعلومه بكلية الشريعة وأصول الدين .جامعة القصيم ..
 
جزاك الله خير اختي اشراقه وزادك الله علما ونورا .
اللهم احفظنا من كل شر وثبت قلوبنا على دينك واعنا على شكرك وذكرك وحسن عبادتك
يا أرحم الراحمين ويا اكرم الكريمين .
 
والسّورة سورتكم يا معشر النساء .
.
أشكر الدكتور عصام على هذا الموضوع ، وأذكر الأخوة المربين ، ببيان الأمراض والآفات الخبيثة التي تنتشر بين أصحاب الفواحش ، فيضيع شبابهم وتضيع السعادة ، فهذا أمر يتفق عليه كل ذوي العقول السليمة ، والمؤمن والكافر ، فالنشىء يغلب عليهم الطيش ، ومع هذا جبلوا على حب الصحة والحياة السعيدة ، والله الهادي إلى سواء السبيل، اللهم احفظ أولادنا وبناتنا،اللهم آمين.
أخي الكريم وشيخنا الفاضل ماهو الدليل على قولكم " السورة سورتكم يا معشر النساء " أو ما هو توجيهك لهذا القول ؟
 
هذا مشهور بين المفسرين بالمأثور :
- أخرج أبو عبيد في فضائله :
عن حارثة بن مضرب قال كتب إلينا عمر بن الخطاب أن رضي الله عنه تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور . والمقصود به النساء ففي تفسير القرطبي (12 / 158) : كتب عمر رضى الله عنه إلى أهل الكوفة : علموا نساءكم سورة النور .

- وأخرج ابن المنذر والبيهقي عن مجاهد قال قال رسول الله صل1 : "عَلِّمُوا رجالكم سورة المائدة وعَلِّمُوا نسائكم سورة النور" ومراسيل مجاهد في التفسير محتملة .​

 
هذا مشهور بين المفسرين بالمأثور :
- أخرج أبو عبيد في فضائله :
عن حارثة بن مضرب قال كتب إلينا عمر بن الخطاب أن رضي الله عنه تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور . والمقصود به النساء ففي تفسير القرطبي (12 / 158) : كتب عمر رضى الله عنه إلى أهل الكوفة : علموا نساءكم سورة النور .​

- وأخرج ابن المنذر والبيهقي عن مجاهد قال قال رسول الله صل1 : "عَلِّمُوا رجالكم سورة المائدة وعَلِّمُوا نسائكم سورة النور" ومراسيل مجاهد في التفسير محتملة .​

شيخنا الكريم أشكرك على التوضيح
حديث مجاهد كما لا يخفى عليكم ضعيف .
وأخرج أبو عبيد في فضائله عن حارثة بن مضرب قال : كتب إلينا عمر بن الخطاب
أن تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور"
ولكن قد يفهم من كل ذلك أهمية هذه السورة لأمان الأسرة والمجتمع ، والله أعلم.
 
جزاكم الله خيرا حضرة الدكتور الفاضل عصام العويد. وشكر الله للإخوة الفضلاء مشاركاتهم القيمة.
ومن تتمة القول في تدبر سورة النور. أن السورة اشتملت على ثلاث نداءات لجماعة المؤمنين، حراس الفضيلة، المعنيين بإقامة صرح المجتمع الراشد، وهذه النداءات الثلاث تتوزع على ثلاث مطالب: وهي مرتبة ترتيبا بديعا.
المطلب الأول:الحفاظ على الهوية الإسلامية والانتماء الإسلامي من خلال عدم اتباع خطوات الشيطان. قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
وفي هذا المطلب تذكير للمسلم بانتمائه وقضيته، ونهي له عن ترك هذا الانتماء والانسياق وراء خطوات الشيطان.

المطلب الثاني: رفع عوامل الوحشة بين أفراد المجتمع المسلم، ونشر قيم الاستئناس. قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)
وفي هذا المطلب، التأكيد على حرمة كل بيت في المجتمع المسلم، وأن بيوت المسلمين، مصونة محفوظة، لا تدخل إلا بإذن صاحبها واستئناسه. وبيوت المسلمين لبنات المجتمع الراشد، إذا كانت مصانة محفوظة انتقل ذلك للمجتمع.


المطلب الثالث: الاستئذان داخل البيوت، موجب لحفظ العورات وصيانة الحرمات. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاء ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
وفي هذا المطلب: تحقيق للستر، وصون للحرمة،

والتأمل في هذه المطالب يدلنا على الضمانات التي جعلها الله في المجتمع المسلم، الذي هو مجتمع حصين من جميع جهاته،
فهو محصن على مستوى الأفكار، بمقتضى مبدأ الإيمان والانتماء، وهو المطلب الأول.
وهو محصن على مستوى السلوك والعلاقات العامة، بمقتضى مبدأ الاستئناس. وهو المطلب الثاني.
وهو محصن داخل الأسرة الواحدة بمقتضى مبدأ الاستئذان، وهو المطلب الثالث.
والله أعلم.
 
الأخت الكريمة أم الأشبال ،،
المقصود هو توارد ما جاء عن السلف على هذا المعنى ، ويشهد له ان الله سبحانه ابتدء خطاب السورة بالنساء على غير عادة القرآن (الزانية ... ) ، ومرسل مجاهد ضعيفٌ كحديث مرفوع أما عنه هو فهو ثابت وهذا كاف في تحصيل المقصود ، وكذا حديث عائشة ، وبعض ألفاظ أثر عمر كما سبق ، ولذا ما من إمام من أئمة المفسرين الحفاظ من أهل الحديث ممن يسوق بالإسناد أو بدونه إلا وأوردوا هذه الآثار في تفسيرهم للسورة حتى وإن كانت أسانيدها ضعيفة أو ضعيفة جدا ، وإنما أرادوا تظافرها على هذا المعنى ، ومن زعم أن الحديث (المتن) إذا ورد بإسناد ضعيف أو ضعيف جدا فلا يستشهد أو يُستأنس به ؛ فقد ارتقى مرتقاً صعباً وخالف جادة كبار أئمة المحدثين من المفسرين ممن يُسند أو لايسند فكلاهما متقدمين ومتأخرين من ابن جرير وابن أبي حاتم والنسائي ومرورا بالبيهقي وابن عبد البر والخطيب وانتهاء عند النووي وابن تيمية وابن القيم وابن رجب وابن حجر وغيرهم على هذا في موقفهم من هذه الآثار .
 
الأخت الكريمة أم الأشبال ،،
المقصود هو توارد ما جاء عن السلف على هذا المعنى ، ويشهد له ان الله سبحانه ابتدء خطاب السورة بالنساء على غير عادة القرآن (الزانية ... ) ، ومرسل مجاهد ضعيفٌ كحديث مرفوع أما عنه هو فهو ثابت وهذا كاف في تحصيل المقصود ، وكذا حديث عائشة ، وبعض ألفاظ أثر عمر كما سبق ، ولذا ما من إمام من أئمة المفسرين الحفاظ من أهل الحديث ممن يسوق بالإسناد أو بدونه إلا وأوردوا هذه الآثار في تفسيرهم للسورة حتى وإن كانت أسانيدها ضعيفة أو ضعيفة جدا ، وإنما أرادوا تظافرها على هذا المعنى ، ومن زعم أن الحديث (المتن) إذا ورد بإسناد ضعيف أو ضعيف جدا فلا يستشهد أو يُستأنس به ؛ فقد ارتقى مرتقاً صعباً وخالف جادة كبار أئمة المحدثين من المفسرين ممن يُسند أو لايسند فكلاهما متقدمين ومتأخرين من ابن جرير وابن أبي حاتم والنسائي ومرورا بالبيهقي وابن عبد البر والخطيب وانتهاء عند النووي وابن تيمية وابن القيم وابن رجب وابن حجر وغيرهم على هذا في موقفهم من هذه الآثار .
أخي الفاضل وشيحنا الكريم د. عصام ، لا أختلف معك فيما ذكرت ، لكن الأمر لا يؤخذ هكذا على إطلاقه كما تفهم أنت ولا شك ، وإني لا أدعي أني سأقول الصواب فالله أعلم بالصواب ، ولكني أستفيد من سؤال ومناقشة أمثالكم من أهل العلم :
إن ما ذكره الخليفة الراشد عمر ابن الخطاب وكما ورد في الآثار السابقة يبين أن السورة مهمة للمجتمع ككل ، ولم أجد أحدا على حد علمي من المفسرين يستشهد بالحديث الضعيف الذي ذكرت وقد كان السلف يعلمون أولادهم كل القرآن الكريم ، وقبل ذلك حثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على دراسة كل القرآن الكريم ، وقد وجدت من يستشهد بالأثر الوارد عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ، وهذه السورة هي سورة النور والعفة للمجتمع الإسلامي ، وبدأت بقوله تعالى :
((( سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ....... )))
فقوله تعالى : " لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ " خطاب عام للجميع .
وقد أشرت فضيلتكم ، لقوله تعالى : ((( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي ))) ، وهي كما يظهر إشارة من فضيلتكم إلى سر التقديم والتأخير ، وهذا جميل ، فيظهر من تقديم ذكر الزانية ، بيان ضعف المرأة وقوتها ، ضعفها في اتباع الشيطان ، وقوتها في اتباع رضى الرحمن ، فالمجتمع القوي المتماسك لا يكون كذلك إلا بالعفة ، والأنثى مربية وحافظة لنفسها وبيتها ، وفي تقديم ذكرها تذكير للرجال بدورهم في اختيار الزوجة الفاضلة ، والحرص على تربية الأبناء تربية قوية على العفة والخير ، هذا والله أعلم وأحكم.

 
تقولين وفقك الله : (ولم أجد أحدا على حد علمي من المفسرين يستشهد بالحديث الضعيف الذي ذكرت)
ولا أدري أيها تريدين لكن كلها مستشهد بها عند المفسرين :
تفسير القرطبي - (12 / 158) : وقالت عائشة رضى الله عنها: (لا تنزلوا النساء الغرف ولا تعلموهن الكتابة وعلموهن سورة النور والغزل .
فتح القدير - (4 / 5) : أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ علموا رجالكم سورة المائدة وعلموا نساءكم سورة النور ] وهو مرسل .
وأخرج أبو عبيد في فضائله عن حارثة بن مضرب قال : كتب إلينا عمر بن الخطاب أن تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور .

لفظ أثر عمر : وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وأبو الشيخ والبيهقي في الشعب عن أبي عطية الهمداني قال : كتب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه : تعلموا سورة براءة وعلموا نساءكم سورة النور .

عموما آخر الكلام كأني أفهم منه أنك وفقك الله تظنين أني أخص السورة بالنساء فقط دون الرجال وهذا لاشك غير مراد ولا أظن مسلما يقول به ، وإنما المراد أنها ألصق بكن منّا نحن معاشر الرجال :
(الزانية والزاني ) (الخبيثاث للخبيثين) (الطيبات للطيبين) (المحصنات) ... .
والله أعلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .
أما بعد :
أشكر الدكتور الفاضل عصام على ما تفضل به .
ما أودعه القرطبي تفسيرة أودعه كأثر موقوف على عائشة أم المؤمنين ، ولم يورد الحديث الموقوف ، وعلى حد علمي لم أجد من يوقف هذا الحديث على عائشة أم المؤمنين .
أما الحديث ، فهو موضوع كما يذكر ثلة من أهل العلم ، وللفائدة ينظر : مرويات أم المؤمنين عائشة في التفسير ، للفنيسان : 264، أما ما ورد عن عمر ابن الخطاب فهو صحيح عنه كما ذكر بعض أهل العلم ، وأما الحديث المرسل الذي ورد عن مجاهد فقد ورد من طريق ضعيف أصلا ، من طريق عتاب بن بشير عن خصيف ،
قال الهيثمي:
إلا أن عتاب بن بشير لم أعرف له من مجاهد سماعاً
وقال النسائي : عتّاب ليس بالقوي ، ولا خُصيف. " أهــ
فهل هذا يحتمل من مجاهد إذا لم نتثبت من صحة نسبته إليه مرسلا أصلا ؟
أما ما ورد عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فالروايات تقول أنه حث الرجال والنساء على تعلم السورة ، فكيف يعلم الرجال أهلهم إن لم يتعلموها أصلا ، وفي ذلك محافظة على المجتمع المسلم ، وإذا عملنا مقارنة وقلنا هي الألصق بمن هل بالرجال أو النساء ، فالمقارنة ستفضي إلى أن السورة ألصق بالمجتمع المسلم ككل، قال تعالى:
((( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ...)))
((( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ... )))
((( وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ...)))
((( وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ...)))
((( رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ...)))
((( لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ... )))

ونرجع لقضية التقديم والتأخير التي رجعت للإشارة إليها ، لا تفيد هذه القضية أي حكم فقهي ، والستر والعفاف ، للرجال والنساء على حد سواء .
إن من واجب المرأة أن تتسر وتصلي وتصوم وتتبع أحكام الدين ، لا خلاف في هذا ، وعلى الرجل أن يعينها في ذلك ، أين القوامة ، ونصوص القرآن شاهدة
" وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا "
والقرآن الكريم يحث على الستر ، ويقولون سورة النور ألصق بالنساء ، مع أن النور إذا انتشر عم الجميع ، وهذا غير مستغرب فنتائج هذا الفكر نراها ،
تجد الشخص ملتزم وفيه سيمى الصلاح ، يذهب ليتزوج نصرانية لها ماض الله أعلم به ، أو يتزوج من أسلمت حديثا وينجب منها الذرية ، أو يذهب ويتزوج من بلاد أخرى ومن أسرة لا يعلم عنها شيئا ، وتبقى سورة النور ألصق بالنساء !.
والله أعلم.
 

لا بأس اختي الفاضلة فلعلي أُفقط الكلام حتى يترتب ، فقد تطرقتِ إلى أمور ثلاثة :
أولاً : الآثار الواردة في المسألة ، وقد سبق أن جادة أئمة المحدثين من المفسرين هو ذكرها ، مع أن ما في أسانيدها لا يخفى على أدنى طالب علم له عناية بالحديث في زماننا فكيف بزمانهم ؟ وسبق مقصودهم من إيرادها .
وهذه المسألة فيما يتعلق بالآثار الضعيفة الواردة في التفسير وطريقة الأئمة في التعامل معها قد بحثت بل واحترقت بحثاً في هذا الملتقى المبارك .

ثانياً : مسألة التقديم والتأخير والمساواة بين الرجل في مسألة الستر والعفاف :
قلتِ : (ونرجع لقضية التقديم والتأخير التي رجعت للإشارة إليها ، لا تفيد هذه القضية أي حكم فقهي ، والستر والعفاف ، للرجال والنساء على حد سواء) .
فأذكر نُبذاً يسيرة من كلام المفسرين فقط في أن الستر والعفاف للمرأة ألزم لها من الرجل ، وهما وإن اشتركا فيه فليسا سواء :
في البحر المديد (2 / 245) : إن قلت : ما الحكمة في تقديم المُذكر في هذه الآية ، وفي أية الزنا قدم المؤنث ، فقال : {الزَّانِيَهُ وَالزَّانِى} ؟ فالجواب : أن السرقة في الرجال أكثر ، والزنى في النساء أكثر ، فقدّم الأكثر وقوعًا .
وفي تفسير أبي السعود (6 / 156) : وتقديمها على الزاني لأنها الأصل في الفعل لكون الداعية فيها أوفر ولولا تمكينها منه لم يقع .
وفي التحرير والتنوير (10 / 2) : وقدم ذكر { الزانية } على { الزاني } للاهتمام بالحكم لأن المرأة هي الباعث على زنى الرجل وبمساعفتها الرجل يحصل الزنى ولو منعت المرأة نفسها ما وجد الرجل إلى الزنى تمكيناً ، فتقديم المرأة في الذكر لأنه أشد في تحذيرها .
وفي النكت والعيون (4 / 71) : وإنما قدم ذكر الزانية على الزاني لأمرين :
أحدهما : أن الزنى منها أعَرُّ ، وهو لأجل الحَبَل أضر .
الثاني : أن الشهوة فيها أكثر وعليها أغلب .
وهذا كثير جدا في كلام المفسرين والفقهاء والعقلاء في كل أمة ، وقد تواتر من أحوال الأمم أبان سلامة الفطرة أن ضُرب الحجاب على أجساد النساء دون الرجال ونزلت الكتب السماوية بهذا ، فكيف يكون الرجال والنساء في باب الستر سواء ؟
ومما له علاقة بكون سورة النور للنساء ألزم مع عموم حاجة اللناس لها ، ما قاله الحافظ ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الحديثية (1 / 62) عن سورة النور وتعليمها للنساء ، قال : أي لما فيها من الأحكام الكثيرة المتعلقة بهن المؤدي حفظها وعلمها إلى غاية حفظهن عن كل فتنة وريبة كما هو ظاهر لمن تدبرها .

ثالثاً : (وهذا غير مستغرب فنتائج هذا الفكر نراها ، تجد الشخص ملتزم وفيه سيمى الصلاح ، يذهب ليتزوج نصرانية لها ماض الله أعلم به ، أو يتزوج من أسلمت حديثا وينجب منها الذرية ، أو يذهب ويتزوج من بلاد أخرى ومن أسرة لا يعلم عنها شيئا )
فهذه نفثة مصدور لا علاقة لي ولا لما سبق بها ، وهذا فهمُنا لهذه السورة من عقدين مضيا من الزمن ولم نتزوج بحمد الله إلا مسلمة موحدة مصلية حصاناً والله حسيبها وحافظها هي ونساء ورجال المسلمين .
 
ثالثاً : (وهذا غير مستغرب فنتائج هذا الفكر نراها ، تجد الشخص ملتزم وفيه سيمى الصلاح ، يذهب ليتزوج نصرانية لها ماض الله أعلم به ، أو يتزوج من أسلمت حديثا وينجب منها الذرية ، أو يذهب ويتزوج من بلاد أخرى ومن أسرة لا يعلم عنها شيئا )
فهذه نفثة مصدور لا علاقة لي ولا لما سبق بها ، وهذا فهمُنا لهذه السورة من عقدين مضيا من الزمن ولم نتزوج بحمد الله إلا مسلمة موحدة مصلية حصاناً والله حسيبها وحافظها هي ونساء ورجال المسلمين .

أخي الكريم د. عصام أشكرك على طول بالك مع طلاب العلم وصبرك على الاستفسارات والأسئلة ، وبارك الله لك في الأهل والمال والذرية .
وإن ما قلته في العبارة السابقة ، وإن كان نعم نفثة مصدور ، فحال بعض الأطفال والذرية نتيجة ما قلت يبكي ويحزن .
إلا أن محاولة ربط الفهم الشائع بالواقع ، مما أشرتم إليه أهل العلم ، فلابد لطالب العلم أن يحاول ذلك .
وأدعوك إذا سمح وقتك وإن كنت أدرك أنه مزدحم وفقكم الله إلى البحث في البواحث عن النقاشات الدائرة حول سورة النور والنقاط التي ذكرت ، للأهمية .
جزاك الله عني وعن المسلمين خير الجزاء.
 
جزيت الجنة دكتورنا الفاضل انا ابحث عن اي موضوع او لطائف عن سورة النور فلو لديك المزيد اكون لك شاكرة وجعله الله في ميزان حسناتك
 
ما شاء الله، لا قوّة إلا بالله!
هدوء، وسعة صدر، وتلطّف في الجواب؛ يُغبط عليه فضيلة الشّيخ عصام -حفظه الله ورعاه-.
فالكلمات الوادعات تدخل دخول النّسيم البليل على الجسد العليل فتشفيه.
فسبحان الرّزّاق الكريم!
وشكراً للشّيخة الفاضلة أمّ الأشبال على طول نفسها، ومحاججتها عن فكرتها؛ الّتي أخرجت هذه الشّمائل من فضيلته.
وعلى إقرارها -حفظها الله ورعاها- بكلّ ثقة نفس- بأنّ فكرتها نفثة مصدور.
وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم​
 
وشكراً للشّيخة الفاضلة أمّ الأشبال على طول نفسها، ومحاججتها عن فكرتها؛ الّتي أخرجت هذه الشّمائل من فضيلته.
وعلى إقرارها -حفظها الله ورعاها- بكلّ ثقة نفس- بأنّ فكرتها نفثة مصدور.​

وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم​

فضيلة الدكتور نعيمان جزاك الله خيرا لأنك ساهمت في رفع هذا الموضوع في هذه الأيام المباركة .
ولكن يبدو أنك لم تفهم كلامي أو أني لم أوضح بما يكفي .
ما زلت ضد فكرة الدكتور عصام ، وكلامي في ظني لم يدل على عكس ذلك ، وأما ما يخص نفثة المصدور ، لابد أن ينفثها كل المجتمع ، فكيف يكون المسلم مسلما إن لم يكترث بحال اخوانه .
وسبحان الله كنت اقرأ ربما منذ يوم أو يومين في كتاب فتذكرت هذا الموضوع ، وليتني دونت المرجع ، أسأل الله تعالى أن أذكره ، ولكني أذكر الفكرة ، فقد قال أحد أهل العلم بأن فائدة تقديم الزانية ، الإشارة إلى طبيعة المجتمع الجاهلي في ذاك الوقت فهو عار بالنسبة للمرأة ، افتخار بالنسبة للرجل " أهـ، ولكن الإسلام غير المفاهيم الجاهلية ، وسن التشريعات التي تضمن للمحتمع نظافته ورقيه وأمانه ، ولابد أن أرجع لنقل ما ذكره فضيلة الشيخ الدكتور حسن بن صالح الحميد حفظه الله تعالى .:
" سورة النور تكاد تجسد حقيقة السور المدنية بالمعنى الاجتماعي للمجتمع المسلم فهذه السورة تكاد تمتاز بأنها سورة العلاقا الاجتماعية أو كما قال القرطبي رحمه الله :
هي سورة سيقت لبيان آداب أو أحكام العفاف والستر ، وهذه الأحكام أحكام العفاف والستر بكل تفاصيلها ....
·وعلق على ما أثر عن أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه من أنه حث على تعليم النساء سورة النور لسؤال طرح عليه م قبل فضيلة الدكتور عبدالرحمن الشهري فذكر ما يلي :
أن سورة النور من السور التي فيها ثراء من الناحية الاجتماعية ، لكن سورة النور بالذات سورة تتعلق بالقضية الاجتماعية بالصميم العفاف والستر والذي هو أهم قضية علاجها يحتاج إلى ثقافة مشتركة بين الرجل والمرأة بل حتى الطفل ...
إلى أن ذكر التالي :
أحكام تتعلق بذوات الأشخاص ، وليست أحكام تتعلق بالحكومة ،.. الكل مخاطب لحاجة كل المجتمع لها " أهـ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ."

http://vb.tafsir.net/showthread.php?p=117928#post117928
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أجد نفسي ملزما بشكر الدكتور عصام والاخت أُم الاشبال وكل الذين تداخلوا
وأجد نفسي ملزماً بالاعتراف بما استفدته من هذا النقاش :
أولاً:لقد تجلى أمام ناظريّ أدبُ الحوار وفقهه قولاً وتنزيلاً
ثانيًا: تعلمت اسلوب الحوار الهادئ الرزين الذي لا يتعدى طلب الحق والصواب
ثالثاً:جسدت هذه الحوارية الراقية معان ضافية تغيب غالباً عند بحث موضوعات العفة والستر تحت ذريعة الحياء.
رابعاً:أضفت المشاركات جوًا من الحميمية التي نفتقدها في نقاشاتنا، ولم أرَ تعصباً لرأي ولا تشنجاً في موقف، بل رأيت اعترافاً بالفضل لأهل الفضل، أسبغت على الحديث نوراً على نور وجمالاً على جمال،واستقرت في البال راحة،وغشيت النفس طمأنينة.
خامساً:تعدد التنويه للطائف القرآنية،واللمسات الشعورية والنفسية،والمعاني السامية،لتجسد عظمة كلام الرحمن الرحيم،الملئ بالاسرار النفيسة والدرر المكنونة،كل ذلك أضفى جوّاً ساعد على فهم المراد لمن قلّ عنده الزاد من أمثالي.
سادساً:طيب الله هذه الانفاس،وزادكم الله نوراً على نور وأَلانَ لكم مستعجم الالفاظ وفتح عليكم باب فقه الدين وجعلكم الله من المتقين.
 
فضيلة الدكتور نعيمان جزاك الله خيرا لأنك ساهمت في رفع هذا الموضوع في هذه الأيام المباركة .
ولكن يبدو أنك لم تفهم كلامي أو أني لم أوضح بما يكفي .
ما زلت ضد فكرة الدكتور عصام ، وكلامي في ظني لم يدل على عكس ذلك ، وأما ما يخص نفثة المصدور ، لابد أن ينفثها كل المجتمع ، فكيف يكون المسلم مسلما إن لم يكترث بحال اخوانه .
http://vb.tafsir.net/showthread.php?p=117928#post117928http://vb.tafsir.net/showthread.php?p=117928#post117928
بل كلامك واضح وضوح الشّمس في رائعة النّهار.
وأنا شكرتك على ثقتك بنفسك في الإقرار بأنّ فكرتك هي نفثة مصدور فحسب، ولم أتطرّق إلى رأيك -حفظك الله ورعاك- أو رأي فضيلة الشّيخ عصام -حفظه الله ورعاه-، موافقاً أو مخالفاً، فلم أبدِ رأياً.
وشكرتك مقارنة ببعض الإخوة المحاورين الّذين يرفضون كلّ رأي يصدر من المخالف ويموتون من أجل أن يفحموا خصومهم.
مثل فضيلة أخينا اليمنيّ الرّصين الّذي يفتي في شؤون اليمن، ويريد أن يردّ كثيراً من الأصول إلى اليمن، ولو استطاع أن يجعل من آدم يمنيّاً لفعل، وقد يفعل، ثمّ يفتي بلهجات أهل فلسطين ويصرّ على لهجة واحدة. هذا مثال يا أمّ الأشبال فقط.
شكر الله لك وبارك فيك ورضي عنك وأرضاك.
وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم​
 
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا ...
قرأت كتابا رائعا جدا عن تدبر سورة النور وهو (انشراح الصدور في تدبر سورة النور ) لـ ا.د سليمان بن إبراهيم بن عبد الله اللاحم
الأستاذ بقسم القرآن وعلومه بكلية الشريعة وأصول الدين .جامعة القصيم ..

لو يوجد رابط تحميل للكتاب المذكور اعلاه 8اكون لكم من الشاكرين وجزاكم الله عنا كل خير
 
كنت افكر في بحث بعنوان ( أحكام الأسرة في سورة النور وأثرها في أمن المجتمعات ) فوجدتكم قد سبقتموني ...
 
هناك قصة ذات فائدة ، فقد يستفيد منها الباحث أثناء تعرضه للقضايا الاجتماعية من خلال الفوائد المستفادة من سورة النور :
" اشترى عبد الله بن عمر – رضي الله عنه - جارية رومية فأكرمها ، فكانت تقول له أنت قالون أي : رجل صالح ، ثم هربت منه ، فقال عبدالله :
قد كنت أحسبني قالون فانطلقتــــ /// فاليوم أعلم أني غير قالون " أهــ
 
عودة
أعلى