باحث مغربي يقدم دراسة نقدية للتأويلات المعاصرة للخطاب القرآني

إنضم
16/11/2009
المشاركات
1,296
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
العمر
72
الإقامة
تارودانت-المغرب
ينتظر أن يصدر قريبا عن مركز الدراسات القرآنية ، كتاب جديد عن (الخطاب القرآني ومناهج التأويل) للباحث عبد الرحمن بودرع ، أستاذ النحو واللسانيات بكلية الآداب بمدينة تطوان بالمغرب. خلص إلى أن " تفرد البيان القرآني وإعجازه كونه رسالة عالمية شاملة بلسان خاص. وأن الخطاب القرآني لا يفهم حق الفهم ولا يؤول التأويل الصحيح إلا بعرض الآيات على السياق "
واختار بودرع تعضيد العنوان الرئيسي لكتابه الجديد بعنوان فرعي : (نحو دراسة نقدية للتأويلات المعاصرة) يبرز فيه بشكل أكثر وضوحا الإشكالية الرئيسية لهذا المؤلف ، والتي تتجسد في دراسة ونقد المحاولات التأويلية المعاصرة للقرآن الكريم . وأرجع اهتمامه ب" نصية القرآن" في مقال نشره أخيرا على مدونته الخاصة ، إلى كون " النص القرآني عماد الحضارة الإسلامية ومؤسسها، أما التأويلات المعاصرة التي تحوم حول القرآن الكريم ولا تقرب النص، فلا يسوغ اتخاذها أساسا لفهم الفكر الإسلامي أو الحضارة الإسلامية، لأنها لا تتمتع بمرجعية شرعية تبوئها المقعد اللائق في تفسير دلالات النص وتأويلها "
وقال بودرع إن " هذا البحث ليضع اليد على نماذج التأويل الحديث للقرآن الكريم ، يعرضها عرضا ويبين مواطن الخلل فيها وأسباب إخراج النص عن مواضعه ومقاصده . ونقد ما يستحق النقد منها . وهذا باب كبير من أبواب العلم ينبغي أن تصرف إليه العناية "
وأشار في هذا الإطار إلى بروز " مقاربات نصية حديثة ، في مجال المناهج ، تقوم على التماس مواطن الانسجام والتماسك في بناء النص القرآني والبحث عن كل عناصر (التساند) في البنية اللفظية والمضمون الدلالي والمقاصد الشرعية ، التي تقود إلى طريق نهجه في النظر السديد والتأويل المفيد .. "
وشدد مركز الدراسات القرآنية في مقال تقديمي للكتاب ، نشره أخيرا ، على موقعه على شبكة الأنترنيت على أن " (الخطاب القرآني ومناهج التأويل) يأتي في سياق ضرورة رصد التأويلات الجديدة التي اجتهدت في تطبيق بعض مبادئ اللسانيات ومنهجيات التأويل على النص القرآني وتتبعها و" القيام في شأنها بمراجعات فكرية رصينة ، ودراسات علمية متأنية ، وقراءات نقدية لأسسها النظرية ، وما يتصل بها من الأنساق المفاهيمية ، والأطر المرجعية ، والنواظم المنهجية " خاصة أنها " لم تخل من مزالق نظرية ومنهجية ، كما أثارت العديد من الانتقادات والاعتراضات ، من لدن المشتغلين بالعلوم الإسلامية " وفق المصدر نفسه .
وحاول الكتاب ، حسب المصدر نفسه ، أن " يجيب عن بعض الإسئلة المثارة في ميدان التأويلات المعاصرة للقرآن الكريم ، إجابة نقدية تسعى إلى البرهنة على أن التأويلات الحداثية الحديثة ، لم تُؤتَ من جهة الممارسة الفلسفية في ذاتها ، وإنما أُتيت من جهة إخراج النص القرآني من سياقه ومقاصده الكبرى " . وأوضح أن النقد المعتمد في هذا الكتاب " يقوم على وضع التأويل في مجاله التداولي السليم ، وفي سياق مقاصده الصحيحة ، لإنتاج تأويل متماسك وقراءة سليمة ، تصحح المفاهيم التأويلية الوافدة " .
واعتنى الكتاب أيضا ب " مسألة التأويل عند العلماء المسلمين وموقفهم من التأويل والتأويلية " . أكثر من ذلك اقترح في هذا الصدد " منهجا للقراءة والتأويل ، بين فيه الباحث بعض خصائص البيان القرآني في مخاطبة الإنسان " . وأبرز في السياق ذاته أن " فقه البيان العربي ودلالة اللفظ على المعنى ، من صميم فقه معاني القرآن ، ومن هذه الخصائص صفة الجمع والكلية في العبارة القرآنية ، والحكمة من البحث في النص القرآني عن الكليات ، وعن الوجوه والنظائر ، وانسجام النص القرآني وتماسك بنائه " .

أدريس الموساوي ــــــــــــ جريدة المساء المغربية ، عدد 2049 بتاريخ الجمعة 15 جمادى الثانية الموافق 26 أبريل 2013
 
عودة
أعلى