بؤس التنوير .. نقد شبهات و أكذوبات أيلال رشيد حول البخاري و صحيحه

جزاك الله خيرا استاذنا عبدالحميد.
هذا نقد وهناك قراءات نقدية اخرى تنتقد منهجية أيلال وفرضياته ومعلوماته، والمرجو ان يجتمع النقاد حول مائدة حقيقية او افتراضية لدراسة (أيلال رشيد) نفسه، فهو ظاهرة متكررة، لتتدارسوا الاسباب وتتباحثوا فيها بموضوعية مع فقهاء دكاترة في النفس والاجتماع واللسانيات والادب والحقوق وغيرها، هكذا في لجنة علمية.

أيلال هذا نتيجة عوامل ميدانية ملموسة: من ناحية عندنا خطاب تغريبي يتفنن بالخطابية يظن البليد والأمي انها جدلية وبرهانية، يخاطب انفسا قهرها واقع عولمي لا ناقة لهم فيه ولا جمل. هذا كائن.
لكن الخطاب الديني الشعبي المتلفز والمذاع ايضا له دور حيث روج للمذهبية اللامذهبية، فاصبح طالب العلم شيخا بل شيخا وفقيها بل اصبح شيخا فقيها موسوعيا يتكلم بعلم ومنهج ومقارنة في فقه العبادات، وفقه المعاملات، وفقه التربية، وفقه الحديث، وفقه اللغة، وفقه القراءات، وفقه التفسير، وفقه العقيدة، وفقه التزكية، وفقه القضاء، وفقه السلطة، وفقه الدعوة، وفقه المناظرة، وفقه السيرة، وفقه التحقيق والتوثيق، وفقه التاريخ، وفقه الادب...
والداعية؟ شيخ.
والباحث؟ شيخ.
والواعظ؟ شيخ.
والخطيب؟ شيخ.
والمفكر؟ شيخ.
ومعلم التربية الاسلامية؟ شيخ.
الدنيا كلها شيوخ وكلها تجادل وكلها تحكم وتفتي وكلها ترد على الانحراف وكلها ترد على الشبهات. وما اسهل هذا طبعا فلا يلزمك الا قال الله وقال رسوله وفهم أيلال بفهم وجده في كتاب فلتانة قالت علتانة، فسلام على المالكية ومرحا بالأيلالية.

المذهبية اللامذهبية في الأصل حق فالتراث ليس معصوما، لكن عندما تتعامل مع هذا التراث بالخطاب الديني الشعبي الذي هو في الساحة، فالمتقدمون رجال ونحن رجال، فاصبحت الدنيا مليئة بالمذاهب.

قال الاستاذ أحمد إسماعيل سعود في مقال نشره قبل ساعات من هذا اليوم في مدونات الجزيرة: ( الطعن المستمر بفقه التراث، وإغراء العامة بالعودة المباشرة للكتاب والسنّة، مع ظاهرية في الفهم، وقلة عناية بفقه المقاصد، وعدم حكمة في ترتيب الأعمال، وفقه تغيير المنكر، وأمور أخرى، جعلت كثيرين ينفرون من هذه المدرسة الظاهرية، ثم لا يعودون بعدها لمدارس التراث التقليدية، ولا يحترمونها، بذات الدعوى: أنهم رجال، وأولئكم رجال! أما الاختصاص، فلا يهم أن تكون ساعاتيا أو طنبرجيا أو مهندس بترول أو مدني أو طبيبا أو شاعرا أو قصّاصا أوموسيقارا! كلهم رجال، وكلهم يستطيع العودة للكتاب والسنّة، بلا مدارس فقهية ولا دراسات! ) كيف وصلنا إلى درك التشكيك بصحيح البخاري؟

هذا هو الواقع: التعقل في مهب الريح، فرياح شرقية تكمن في الخطاب الديني ورياح غربية هي السوق. والسوق هي كل العلاقات التي تربط بين الانتاج والاستهلاك والتي تشكل العادات السوسيوسيكولوجية فاصبحت حجابا على العقل النظري، وكلما أراد المسكين خلع الحجاب اصطدم بتحديات اللغة اذ تتأثر هي بدورها بتلك العلاقات.
اذن نحن في حاجة الى جيل جديد من المضادات الحيوية (new generation antibiotics) لأن الجرثوم كائن حي يتطور اذ تقع تغيرات اثناء عملية الاستنساخ التوليدي وهذه التغييرات منها خصائص المناعة، والمضاد الحيوي لا يقضي عليه، لان الجرثومة الان تتكلم لغة اخرى.
 
عودة
أعلى