بأية منهجية نواجه أدعياء معارضة القرآن؟

هشام البوزيدي

فريق إشراف ملتقى الانتصار للقرآن
إنضم
05/01/2013
المشاركات
30
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
كثر أدعياء معارضة القرآن الكريم على الشبكة, فتراهم يدخلون إلى المنتديات الإسلامية, وإلى المجموعات الحوارية على الفيسبوك, فينشرون معارضاتهم المزعومة مذيلة بكلمات التحدي, وكلامهم في الغالب ملفق من كلمات قرآنية, ومعان إلحادية, ولا يكاد يخلو من اللحن والخطإ. وإخواننا -ولله الحمد- يردون عليهم ويسعون في بيان تهافت كلامهم.
سؤالي إلى شيوخنا من أهل القرآن:
- ما نصيحتكم لمن ابتلي بأمثال هؤلاء؟
- وما المنهج الأمثل للرد عليهم؟
- وما هي المزالق التي ينبغي الحذر من الوقوع فيها؟

وبارك الله فيكم ونفع بكم.
 
لست ممن تطلبهم المشورة لكني سأدلي بدلوي بحسب فهمي
فأولا للمحاور المسلم المستوفي مادته العلمية من فهم القرآن وسيرة النبي وكتب المقاصد والأصول وسيرة النبي ومافيها من فقه عظيم أن لايهجم على الرد حتى يعرف لغة الخصم ومرتكزاته وهذا يظهر من كلماته ولو كانت قليلة ويمكن معرفة هذا بتتابع الخبرات والنقاشات.
فإذا ذكر المعارض مايشير إلى مذهبه ، وربما يقدم ذلك في كلماته الأولى أو ثنايا كلامه ومتعرجاته، فلابد قبل الرد عليه، من التعرف ولو كحد أدنى ، على هذا المذهب، او مصدر تلك الشبهة، او تلك المذاهب، ولايخلو معارض من ذكر نموذجه الأثير من الشخوص التي يغرف منها مصطلحاته وعلومه، او أفكاره وفهومه، او مذهبه وردوده، فإذا ذكر في معرض كلامه رجلا مبجلا عنده، فيكون ذلك والله أعلم هو سيده في العلم ومثاله في الخيال والحلم، والحلم من الشيطان!، فعليك-ايها المحاور، أن تتعرف على حقيقة العلاقة بينه وبينه، فإذا تبين أن هناك علاقة قديمة أو سطحية، فعليك أن تعرف مصدر(الأول) ومصادره، وتتبع ذلك، بدون أن يعرف الخصم، انك تلقي بالحبل، إلى أبعد حد في بئره العميق الي روائحه كريهة، وعليك أن تتحمل تلك الروئح، ويمكنك أن تتعطر بعطور إسلامية كلما رحت او هبطت نزولا لمصادره او طلوعا للتخلص منها نقدا وفكرا، وكمثال على ذلك فشيخ الإسلام ابن تيمية عندما رأي احتلال بلاد الإسلام من التتار ومجموعة من الإختلالات في الأمة، واحتلال الأفكار اليونانية والغنوصية وغيرها لعقول كثير من الناس ومنهم فقهاء وعلماء،وراى الفرق والمذاهب الضالة، والفلسفة والمتفلسفة، وتقدمها في السلطة، قريبا وبعيدا، ورأي تأثير ذلك على اصحاب الهمم والعمائم ، أو الفقه والرياضة(الصوفية)، وجاءت إليه اسئلة كان عليه الرد عليها، وبعد أن اخذ معينه من علوم الإسلام، راح يفعل مثلما رسمت، ولم يفعل ذلك مرة واحدة مع جميع المعارضين، وإنما راح يرد على فريق فريق، كل بحسب تأثيره وتأويله، فوجدناه يرد على المتفلسفة ويسقط لهم اصنام نصبت، فأسقط للفارابي ماكان مقدسا عنده من فلسفة اليونان،وفلاسفتها، وكذلك فعل مع الكندي وابن سينا والتلمساني وابن سبعين وابن عربي، حتى خضعت الفلسفة بين يديه، وبرزت مصطلحاتها أمام عينيه، قابضا عليها قبضا، عارفا بمراميها ومعانيها واصولها وفصولها، فعامل المعارض المفتون معاملة عادلة، وعامل اصحاب الفرق كذلك، حتى انه راح يقول لهم ان هناك مصطلحات استعملوها لن يرفضها لمجرد الرفض وانما سينظر في المعاني التي تحت الألفاظ فإذا وجد معنى صحيحا قبله وقال لهم هذا المعنى حق، وإذا رأي معنى باطلا ابان عنه، ثم نظر اونظر قبل ذلك في المصطلح فإذا وجد ان المصطلح الذي استعملوه وروجوه لم يرد في نص من نصوص القرآن والسنة وكلام السلف الأوائل، قال لهم هذا المصطلح لايقول شيئا صحيحا او باطلا الا انه لن يستعمل عندنا لخطورة مايقع تحته من معان، فلننظر فيها، فيوقف فاعلية المصطلح وينزل معهم إلى معانيهم ومصادرها، وهكذا فعل مع الفرق والمتفلسفة والزنادقة وحتى مع العلماء الذين لطالما احتج بهم في بعض امور القرآن مثل التفسير مثلا، فقد احتج كثيرا بتفسير ابن الجوزي الا ان ذلك لم يمنعه من الرد على ابن الجوزي في موضوع الصفات، ولم يهين ابن الجوزي بل ترحم عليه وعامله بتاريخه وعلمه وفضله على الأمة، بل سئل (في مجموع الفتاوى على شتم الغزالي او لعنه ) فرد ردا عنيفا على من يفعل ذلك ، فقدم مثالا تربويا وهو يجادل ويناظر، بل قال كلاما في بعض اصحاب الفرق يندر ان تجده عند غيره ممن جاء بعده الا من علم علمه ونالت روحه الرحمة ، لكنه كما تعلم رد على الغزالي والجويني وابن الجوزي والعز ابن عبد السلام (في نقض المنطق)
حتى نقى التصور الإسلامي لو صح التعبير المعاصر(..) من زيالات اليونانيين، وخرافات ارسطو وافلاطون وغيرهما، وارسى معالم منهج نقدي علمي يمكن الأخذ من معينه.
والغرض ان على المحاور المسلم ان يعلم اغراض المعارض ومصادر فكرته ويحاول اثارة الاسئلة معه وان يستل منه المعنى الرابض في صدره حتى تكتمل الرؤية وجوانبها، ويعرف مصادر المعارض وثغراتها.. وبالمنهج المعرفي الإسلامي القرآني وماوضعه العلماء بناء على ذلك يمكن ان يتسلح.. وينطلق وهو متعطر دائما من عطور وأذواق العلماء الفكرية والعلمية، واللطاف والمعارف التي دونوها.. من هنا يقل الخطأ ويحرز التقدم .. ويقدم للمعارض فكرة صحيحة عن فكر المعارض اولا وإسقاطه امامه..ثم يضع المثال والصور الإسلامية كبديل حق عن ماهدمه داخل خيال وقلب الخصم.
 
من خلال بيان أخطاء البناء وتراكيب الجمل
فكلام غير المعصوم من البشر لابد حتما من وجود كلام آخر أفصح منه
تستطيع اقتراح استبدال كلمات وتراكيب أفصح
فإذا أقر لك بها؛ يكون أجاب نفسه بنفسه
وهنالك تجربة لإخوانك مع ملحد أردني يدعى (الختيار) : أي كبير السن بالعامية
ألف سورة اسمها: سورة الأرض
وبعد مراجعات وبيان أخطاء في التراكيب وانتقاء العبارات
قام بإعادة صياغة ((سورته))
وأسماها: سورة الأرض/ نسخة معدلة ومنقحة
عندها انفض الملحدون من حوله؛ فمجرد تراجعه وإقراره بوجود الأفصح
يعني اعترافه صراحة بخطئه
وقد قام عدد من العلماء بنقد (الفرقان الحق)
مثل كتاب: تهافت فرقان الأمريكان للدكتور صلاح الخالدي
وكتاب القرآن الأمريكي أضحوكة القرن الواحد والعشرين
موجود في مكتبة مشكاة
مكتبة مشكاة الاسلامية
 
مما يدخل في المنهج قول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتواى الجزءال17، وفيه يقول
[FONT=times new roman(arabic)]فإن المبتدع الذي بني مذهبه على أصل [FONT=times new roman(arabic)]فاسد متى ذكرت له الحق الذي عندك ابتداء، أخذ يعارضك فيه؛ لما قام في نفسه من [FONT=times new roman(arabic)]الشبهة، فينبغي إذا كان المناظر مدعيًا أن الحق معه أن يبدأ بهدم ما عنده، فإذا[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]انكسر وطلب الحق فاعطه إياه، وإلا فما دام معتقدًا نقيض الحق لم يدخل الحق إلى [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]قلبه، كاللوح الذي كتب فيه كلام باطل امحه أولا، ثم اكتب فيه الحق، [/FONT][FONT=times new roman(arabic)].‏[/FONT]
[/FONT][/FONT]


كنت قد وضعت النص السابق من كلام شيخ الاسلام في مقدمة كتابي عن شهود يهوه الجزء الأول،الصادر عام1998م ،عن دار الدعوة، الإسكندرية، وكان هو منهجي في الرد عليهم ثم على غيرهم من العلمانيين...
وقد اعقب كلام شيخ الاسلام المتقدم ، مباشرة،قوله التالي

[FONT=times new roman(arabic)]وهؤلاء كان [FONT=times new roman(arabic)]قصدهم الاحتجاج لبدعتهم، فذكر لهم الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ من المعارضة والنقض ما[FONT=times new roman(arabic)]يبطلها‏وقد تكلم الإمام أحمد في رده على الجهمية في جواب هذا، وبين أن لفظ[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]‏[‏الغير‏]‏ لم ينطق به الشرع لا نفيًا ولا إثباتًا، وحينئذ فلا يلزم أن يكون [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]داخلًا لفظ ‏[‏الغير‏]‏ في كلام الشارع ولا غير داخل، فلا يقوم دليل شرعي على أنه [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]مخلوق‏.‏ وأيضًا، فهو لفظ مجمل يراد بالغير‏:‏ ما هو منفصل عن الشيء، ويراد [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]بالغير‏:‏ ما ليس هو الشيء؛/فلهذا لا يطلق القول بأن كلام الله وعلم الله ونحو ذلك [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]هو هو؛لأن هذا باطل‏.‏ ولا يطلق أنه غيره، لئلا يفهم أنه بائن عنه منفصل عنه‏.‏[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]وهذا الذي ذكره الإمام أحمد عليه الحذاق من أئمة السنة، فهؤلاء لا يطلقون أنه هو،[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]ولا يطلقون أنه غيره، ولا يقولون ليس هو هو ولا غيره، فإن هذا ـ أيضا ـ إثبات قسم [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]ثالث وهو خطأ، ففرق بين ترك إطلاق اللفظين لما في ذلك من الإجمال، وبين نفي مسمى [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]اللفظين مطلقًا وإثبات معنى ثالث خارج عن مسمى اللفظين‏.‏[/FONT]
[/FONT][/FONT]
ومنه يمكن ان يفهم محور من المنهج المطلوب
 
شكر الله لكما. وأنتظر جواب بقية الفضلاء.
 
توجد على الشبكة ردود كثيرة على أدعياء معارضة القرآن, فهل ترون أن أقتبس من بعضها أمثلة للوقوف على المنهج الذي يتبعه أكثر إخواننا في الرد على أولئك؟
 
يمكن نقل النماذج المشرقة للاقتداء ، ونماذج بعكسها وتوضيح الخلل ..
 
الحل بالقطيعة

الحل بالقطيعة

في الواقع فإن الحل مع هؤلاء هو بالقطيعة والمقاطعة لا غيرُ. فإن كنت مشرفا على أحد المنتديات فبادر بتهديد العضو الذي ينشر مثل هذه الإسفافات فإن لم يرعو فاحظره واطرده غير مأسوف عليه، وإن كنت ضيفا لهذه المنتديات فتجاهل أي حوار من هذه القبيل واجعل نصب عينيك {"وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى [اي التذكر بعد النسيان ] مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ". (الأنعام 68).
أقول ذلك رغم أنه لا قيود على العقل أن يتفكر فيما يشاء إذا احترمت الثوابث وأعني بالثوابت ما قاله ابن المقفع (أجمعت العلية والسفلة على إجلال الدين) والقواعد الأخلاقية . وهؤلاء الذين لا يعظمون شعائر الله ويستهزئون بالله وبكتابه وبرسوله لا حلبة تجمعنا معهم ولا حوار إذا لم يعلن عن احترام الثوابت، بل القطيعة والمقاطعة لا غيرُ. والله أعلم
 
شكرا للدكتور عبد الرحمن الصالح على جوابه, ولا شك أن من يتطاول على القرآن محارب لا محاور, لكني أتساءل ألا ترون مصلحة في الرد على هؤلاء من باب التبكيت والإفحام, وليس من باب الجدل والمناظرة, نصرة للقرآن وتنبيها لعوام المسلمين الذين قد يطرأ عليهم الشك بسبب كثرة الطاعنين في القرآن من الأعداء؟
 
عودة
أعلى