عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة
New member
قوله تعالى
( انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) التوبة 41
قوله «انفِروا »: اخرجوا واغزوا.
قاله أبو عبيدة معمر بن المثنى.
قوله « خفافا وثقالا»: شبَّانا وشيوخا.
قاله الواحدي، وبيان الحق النيسابوري.
قال الواحدي في البسيط: وهو قول أنس والضحاك ومجاهد وقتادة وعكرمة وشمر بن عطية، ومقاتل بن حيان والحسن.
وقيل: المتفرغون والمشاغيل.
حكاه الجرجاني عن الحسن.
قال النسفي: أو مهازيل وسمانا أو صحاحا ومرضى.
وقال يمان بن رباب: عزَّابا ومتأهلين.
حكاه سراج الدين في اللباب.
قال السيوطي: نشاطا وغير نشاط، وقيل أقوياء وضعفاء، أو أغنياء وفقراء.
وقيل: ذا صنعة وغير ذي صنعة.
حكاه الماوردي في النكت.
وقيل: خفافا: مسرعينَ، من خَفَّ خفوفاً.
قاله بيان الحق.
قال الفراء: يقول: لينفر منكم ذو العيال والميسرة، فهؤلاء الثقال.
والخفاف: ذوو العسرة وقلة العيال. ويقال:انفروا خفافا: نِشَاطا.
وَثِقَالا: وإن ثقل عليكم الخروج.
قال الزجاج: فقيل ( خفافا وثقالا ) أي مُوسِرين ومُعْسِرين.
وقيل (خفافا وثقالا) خفَتْ عليكم الحركة أو ثقلت، وقيل ركبانا ومُشاة، وقيل أيضا شبابا وشيوخا.
قال ابن قتيبة: أي: لينفر منكم من كان مخفا ومثقلا.
و"المخف": يجوز أن يكون: الخفيف الحال، ويكون: الخفيف الظهر من العيال.
و"المثقل": يجوز أن يكون: الغني.
ويجوز أن يكون الكثير العيال.
ويجوز أن يكون المعنى شبابا وشيوخا.
والله أعلم بما أراد. وقد ذهب المفسرون إلى نحو مما ذهبنا إليه.
قلت ( عبدالرحيم ): فالظاهر - والله أعلم - أن هذه الأقوال داخلة في عموم الآية، وأن ما قيل فيها من خلاف التنوع؛ ليس التضاد، فالكل محتمل ويندرج تحت الآية، اللهم إلا ما قيل في شأن النسخ:
قال الواحدي في الوسيط: قال أهل المعاني: الأولى أن يقال: هذا عام في كل حال، وفي كل أحد؛ لأنه ما من أحد إلا وهو ممن تخف عليه الحركة أو تثقل، فهو ممن أمر في هذه الآية بالنفير.
قال البقاعي: والمراد بالخفة كل ما يكون سبباً لسهولة الجهاد والنشاط إليه، وبالثقل كل ما يحمل على الإبطاء عنه.
قال الحافظ ابن كثير: وهذا كله من مقتضيات العموم في الآية وهذا اختيار ابن جرير.
قال الراغب الأصفهاني - بعدما ذكر أقولا عدة: وكل ذلك يدخل في عمومها، فإنّ القصد بالآية الحثّ على النفر على كل حال تصعّب أو تسهّل. انتهى كلامه
قال ابن عطية: ومعنى الخفة والثقل هنا مستعار لمن يمكنه السفر بسهولة ومن يمكنه بصعوبة، وأما من لا يمكنه كالعمي ونحوهم فخارج عن هذا.
انتهى
قال السيوطي: وهي منسوخة بآية (ليس على الضعفاء).
قال السمرقندي: وروي عن ابن عباس أنه قال: «نسختها هذه الآية»: ( وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً )
وقال بعضهم: ليست بمنسوخة، ولكنها في الحالة التي وقع فيها النفير عاما، وجب على جميع الناس الخروج إلى الجهاد، وإذا لم يكن النفير عاماً، لا يكون فرضاً عاماً. فإذا خرج بعض الناس، سقط عن الباقين، وبه نأخذ.
قوله «وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله » أي: ابذلوهما في الجهاد.
قاله مكي.
قوله « ذلكم خير لكم »: في دينكم ودنياكم؛ في دينكم تفوزون برضوان الله وجزيل ثوابه، وتنجون من سخطه وشديد عقابه. وفي دنياكم بعزتكم على الأرض، ورزق الله لكم من الغنائم.
قال الإيجي: من التثاقل إلى الأرض.
قوله « إن كنتم تعلمون»: أنه خير لكم فلا تثاقلوا.
قاله السيوطي.
المصدر:
غريب القرآن لابن قتيبة، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، باهر البرهان في توضيح مشكلات القرآن لبيان الحق النيسابوري، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، معاني القرآن للفراء، تفسير السمرقندي، مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، النكت والعيون للماوردي، البسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، المحرر الوجيز لابن عطية، تفسير النسفي، تفسير ابن كثير، اللباب لسراج الدين النعماني، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي، جامع البيان للإيجي الشافعي، تفسير الجلالين.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424
( انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) التوبة 41
قوله «انفِروا »: اخرجوا واغزوا.
قاله أبو عبيدة معمر بن المثنى.
قوله « خفافا وثقالا»: شبَّانا وشيوخا.
قاله الواحدي، وبيان الحق النيسابوري.
قال الواحدي في البسيط: وهو قول أنس والضحاك ومجاهد وقتادة وعكرمة وشمر بن عطية، ومقاتل بن حيان والحسن.
وقيل: المتفرغون والمشاغيل.
حكاه الجرجاني عن الحسن.
قال النسفي: أو مهازيل وسمانا أو صحاحا ومرضى.
وقال يمان بن رباب: عزَّابا ومتأهلين.
حكاه سراج الدين في اللباب.
قال السيوطي: نشاطا وغير نشاط، وقيل أقوياء وضعفاء، أو أغنياء وفقراء.
وقيل: ذا صنعة وغير ذي صنعة.
حكاه الماوردي في النكت.
وقيل: خفافا: مسرعينَ، من خَفَّ خفوفاً.
قاله بيان الحق.
قال الفراء: يقول: لينفر منكم ذو العيال والميسرة، فهؤلاء الثقال.
والخفاف: ذوو العسرة وقلة العيال. ويقال:انفروا خفافا: نِشَاطا.
وَثِقَالا: وإن ثقل عليكم الخروج.
قال الزجاج: فقيل ( خفافا وثقالا ) أي مُوسِرين ومُعْسِرين.
وقيل (خفافا وثقالا) خفَتْ عليكم الحركة أو ثقلت، وقيل ركبانا ومُشاة، وقيل أيضا شبابا وشيوخا.
قال ابن قتيبة: أي: لينفر منكم من كان مخفا ومثقلا.
و"المخف": يجوز أن يكون: الخفيف الحال، ويكون: الخفيف الظهر من العيال.
و"المثقل": يجوز أن يكون: الغني.
ويجوز أن يكون الكثير العيال.
ويجوز أن يكون المعنى شبابا وشيوخا.
والله أعلم بما أراد. وقد ذهب المفسرون إلى نحو مما ذهبنا إليه.
قلت ( عبدالرحيم ): فالظاهر - والله أعلم - أن هذه الأقوال داخلة في عموم الآية، وأن ما قيل فيها من خلاف التنوع؛ ليس التضاد، فالكل محتمل ويندرج تحت الآية، اللهم إلا ما قيل في شأن النسخ:
قال الواحدي في الوسيط: قال أهل المعاني: الأولى أن يقال: هذا عام في كل حال، وفي كل أحد؛ لأنه ما من أحد إلا وهو ممن تخف عليه الحركة أو تثقل، فهو ممن أمر في هذه الآية بالنفير.
قال البقاعي: والمراد بالخفة كل ما يكون سبباً لسهولة الجهاد والنشاط إليه، وبالثقل كل ما يحمل على الإبطاء عنه.
قال الحافظ ابن كثير: وهذا كله من مقتضيات العموم في الآية وهذا اختيار ابن جرير.
قال الراغب الأصفهاني - بعدما ذكر أقولا عدة: وكل ذلك يدخل في عمومها، فإنّ القصد بالآية الحثّ على النفر على كل حال تصعّب أو تسهّل. انتهى كلامه
قال ابن عطية: ومعنى الخفة والثقل هنا مستعار لمن يمكنه السفر بسهولة ومن يمكنه بصعوبة، وأما من لا يمكنه كالعمي ونحوهم فخارج عن هذا.
انتهى
قال السيوطي: وهي منسوخة بآية (ليس على الضعفاء).
قال السمرقندي: وروي عن ابن عباس أنه قال: «نسختها هذه الآية»: ( وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً )
وقال بعضهم: ليست بمنسوخة، ولكنها في الحالة التي وقع فيها النفير عاما، وجب على جميع الناس الخروج إلى الجهاد، وإذا لم يكن النفير عاماً، لا يكون فرضاً عاماً. فإذا خرج بعض الناس، سقط عن الباقين، وبه نأخذ.
قوله «وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله » أي: ابذلوهما في الجهاد.
قاله مكي.
قوله « ذلكم خير لكم »: في دينكم ودنياكم؛ في دينكم تفوزون برضوان الله وجزيل ثوابه، وتنجون من سخطه وشديد عقابه. وفي دنياكم بعزتكم على الأرض، ورزق الله لكم من الغنائم.
قال الإيجي: من التثاقل إلى الأرض.
قوله « إن كنتم تعلمون»: أنه خير لكم فلا تثاقلوا.
قاله السيوطي.
المصدر:
غريب القرآن لابن قتيبة، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، باهر البرهان في توضيح مشكلات القرآن لبيان الحق النيسابوري، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، معاني القرآن للفراء، تفسير السمرقندي، مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، النكت والعيون للماوردي، البسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، المحرر الوجيز لابن عطية، تفسير النسفي، تفسير ابن كثير، اللباب لسراج الدين النعماني، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي، جامع البيان للإيجي الشافعي، تفسير الجلالين.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424