انه الله ربنا الذى اعطى كل شىء خلقه ثم هدى

إنضم
22/10/2015
المشاركات
111
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
66
الإقامة
مصر
انه الله ربنا الذى اعطى كل شىء خلقه ثم هدى
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله و بعد
من هو الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، هل يستطيع أحد في العالم، أو منظمة، أو مؤسسة، أو هيئة علمية، أن تدعي وتزعم أنها هي التي أعطت كل شيء خلقه ثم هدَت ؟. لا، وألف لا، إن الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى هو الله.
ردّ بهذا موسى كليم الله على فرعون عدو الله، لما سأله فرعون: من ربكما، .
(قال فمن ربكما يا موسى * قال ربُّنا الذي أَعْطى كلَّ شيء خَلْقه ثم هدى ) [طه: 49-50].
وهذه الآية تشمل عالم النبات، وعالم الحيوان ، وعالم البر، وعالم البحر، وعالم الجو، تشمل قدرة الله فى خلق الانسان فى احسن تقويم ، وطلاقة قدرته وحكمته فى الذرة والمجره
وفي كل شيء له آيةٌ تدلُّ على أنه واحدُ
يقول الشيخ ابو بكرالجزائرى فى معنى الايه : أي ان الله اعطى كل مخلوق خلقه الذي هو عليه متميز به من صفات ثم هدى الأحياء من مخلوقاته إلى طلب رزقها ، و بقائها بما سن لها وهيا لها وهداها إليه إبقاء لأنواعها. بهذا الرد أفحم موسى فرعون وقطع حجته بما ألهمه الله من علم وبيان ( انتهى )
وقيل: أعطى كل شيء من الأعضاء خلقه : فَأَعْطَى الْعَيْنَ الْهَيْئَةَ الَّتِي تُطَابِقُ الْإِبْصَارَ، وَالْأُذُنَ الشَّكْلَ الَّذِي يُوَافِقُ الِاسْتِمَاعَ، وَكَذَلِكَ الْأَنْفُ وَالْيَدُ وَالرِّجْلُ وَاللِّسَانُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا مُطَابِقٌ لِمَا خلق له مِنَ الْمَنْفَعَة والمهام ِ ( البحر المديد بتصرف )
قلت وكذلك القلب والرئة والكلى والكبد ، والمعدة والطحال ، والجهاز العظمى والعضلى وربط هذه الاعضاء بالمخ ليحدث التناسق بين هذه الاعضاء وفق نظام عجيب من الهرمونات والنواقل العصبيه .
وقال بعض اهل العلم
انه تعالى هو الذي أنعم على الخلائق بما به قوامهم من الغذاء والكساء والدواء والمساكن ووسائل الانتقال ودلهم على الانتفاع بها فيستخرجون المعادن من الارض ، والاسماك من البحار، ويستخرجون الدواء من النبات ويسخرون الطاقات ، فدل ذلك على أنه تعالى هو الذي خلق الأشياء ثم أعطاهم العقول التي بها يتوصلون إلى كيفية الانتفاع بها،


نقل القرطبى اقوال السلف ومنها : أَيْ أعطى كل شي صُورَتَهُ وَشَكْلَهُ الَّذِي يُطَابِقُ الْمَنْفَعَةَ الْمَنُوطَةَ بِهِ، ومنها أعطى كل شي صَلَاحَهُ، وَهَدَاهُ لِمَا يُصْلِحُهُ
وفى التفسير القرءانى للقرءان
إن الرب الذى يستحق الربوبيه على الحقيقه ، هو من يخلق، ويرزق، ويحيى، ويميت.. فمن خلقت يا فرعون؟ ومن أحييت؟ حت تكون ربا وقوله: «أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ» أي خلق كل مخلوق على الصورة التي بها يستقيم وجوده.. فكل شىء مخلوق بتقدير، وحساب..وقوله: «ثُمَّ هَدى» هو من تمام الخلق، حيث أودع الخالق العظيم، فى كل مخلوق، ما يتهدّى به إلى حفظ ذاته، وبقاء نوعه..وهذا دليل على أن كل مخلوق- صغر أو كبر- هو عالم بذاته، فى تقدير الله سبحانه وتعالى، وتصويره له، وقيامه على أمره..وقد وجم فرعون لهذا الجواب المفحم.. فأدار الحديث إلى وجه آخر..
ويقول الشيخ متولى الشعراوى رحمه الله
مادام الحق سبحانه قد خلق فهو يهدي إلى السبيل الموصل إلى الغاية، كما قال الله : {سَبِّحِ اسم رَبِّكَ الأعلى الذي خَلَقَ فسوى والذي قَدَّرَ فهدى} [الأعلى: 13] و معنى {أعطى كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثم هدى } [طه: 50] أي: كل ما في الوجود، خلقه الله لمهمة، فجاء خَلْقه مناسباً للمهمة التي خُلِق لها {ثُمَّ هدى} أي: دلّ كل شيء على القيام بمهمته ويسّره لها.والحق سبحانه أعطى كل شيء (خَلْقَهُ) ، فالمخلوق شيء لا بُدَّ له من مادة، او صورة وشكل، ليؤدي مهمته فإذا أراد الله سبحانه خَلْق شيء يقْدِر له ما يؤدى به مهمته ويضرب الشيخ رحمه الله امثله بالعين والانف واللسان والقلب وكل هذه تؤدى مهمتها ، بدون أي تدخّل فيه من أحد. فالحق سبحانه خلق كل شيء واودع فيه من الصفات لكى يُؤدِّي مهمته على الوجه الأكمل ويضرب امثله ، من الحيوانات والطيور والاسماك وغيرها من المخلوقات محكومة بالفطرة
واضيف لكلام الشيخ إذا نظرت إلى النحل في كيف يصنع الخلايا على الشكل الهندسى المعروف ( السداسى ) أن ذلك لا يمكن إلا بإلهام الله المدبر العالم بجميع المعلومات. والدليل على ذلك انك لو اخذت بيضا مخصبا للنحل من اى مصدر ، وتركته حتى يفقس وهيئة له ظروف المعيشه من غذاء فى صوبة مجهزة فانه يكبر ثم يصير نحلا يبنى الخلايا السداسيه بنفس الشكل ؟؟ يا طلاب العلم سلوا انفسكم من علمه ؟؟ لا اله الا الله وحده ، سبحانه .

خاتمه وتعليق
وفى ضوء ما ذكر علماء السلف من معان الاية حسب ما كان متاحا عندهم من العلوم علمنا أن عجائب حكمة الله تعالى في الخلق والهداية لا يمكن الاحاطة بها
وربما جاز لنا ان نضيف ان المعنى يشمل ايضا الجماد فهو من خلق الله من الذرة الى المجره ، والمعادن والجزيئات والمركبات والماء والهواء والنبات . والخلية والنسيج والعضو كل مخلوق بحكمه وعلم وقد اعطاه الله الخالق البارىء خواصه وصفاته مما علم الانسان بعضه وما ذال يجهل الكثير ، كل شىء : تشمل كل مخلوق ، كل مخلوق مهما صغر او كبر بسيط او مركب له وظيفه وغايه ومخلوق بما يؤدى هذه الوظيفه تماما ،
. وانا لو ذهبنا لنفصل الكلام فى صفات المواد فقط لجمعنا موسوعات مد البصر لا تنتهى ولا تحيط بدقائق العلوم عن خصائص المادة مثل علم الفيزياء والكيمياء ، ومثل ذلك ما لا يحيط به الحصر ويعجز عن بيانه الوصف فى علوم الاحياء والتشريح ووظائف الاعضاء وعلوم الحيوان والنبات والطيور . ، اضف الى ذلك من علوم الفلك والجيلوجيا . واننا يمكن ان نفهم " ثم هدى " من معانيها ايضا انه هدى الانسان لمعرفة هذه الصفات والاستفادة منها ، وهدى اهل الايمان هداية خاصه للاستدلال بها على عظمة ربهم وحكمته وطلاقة قدرته وسائر صفات الكمال فيزدادوا يقينا وايمانا ، والشاهد لذلك ختام الايات " ان فى ذلك لايات لأولى النهى"
إن الأدلة «العلمية» فوق الحصر انها انواع النبات ، والكائنات البحرية ، والطيور ، والحشرات ، والزواحف ، والحيوانات ، انها انواع الخلايا والانسجه ، والاعضاء المختلفه فى الانسان وغيره ، انها التفاعلات الحيويه التى تحدث فى الخلايا ومنها التمثيل الضوئى ، وعمليات ايض الغذاء فى الكبد وتكوين الاف المركبات ، انها فى المستقبلات فى جدار الخليه ، وفى الجهاز العصبى وجهاز المناعه ، ملايين الادله تتجمع لتعلن عجز المصادفة عجزاً كاملاً عن تعليل نشأة الحياة، بما يلزم لهذه النشأة- وللنمو والبقاء والتنوع بعدها- من علم شامل وطلاقة القدرة والقيام على كل الخلق بما يصلحه ، ولايبقى . لمن كان له ادنى قدر من العقل إلا الايمان بالله . الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى. والذي خلق كل شيء فقدر تقديراً.. ( مقتبس من الظلال مع تصرف واضافات )

ان الملاحده جهلة لا يدركون حقائق الأشياء، ولا ما يقتضيه النظر الصحيح، من أنه لا بد للخلق من خالق، ، وللوجود من موجِد، وأن هذا الكون بما فيه من إحكام وإتقان، بل كل ذرة فيه تحمل من عجائب الخلق ما لا يحيط به علم العلماء ، ,ومنهم من يوهم الجهلاء أنهم على علم وهدى، وهم أهل والضلال، و الجهل المركب، فهم يجهلون الحق ويعيشون فى وهم انهم على علم ومعهم ادله وهى فى الحقيقة شبه القاها لهم الشيطان طعما بابتلعوه حتى صادهم فى شراكه وشل تفكيرهم . ( اللباب فى علوم الكتاب )
وسوف نستشهد بقول اسحاق نيوتن عالم الطبيعه المعروف (مترجم بتصرف ) يقول: "كيف تكونت أجسام الحيوانات بهذ الابداع ، ، وهل يعقل أن تصنع العين الباصرة بدون علم بأصول الإبصار ، والأذن بدون إلمامٍ بقوانين الصوت، ، ومن أين جاء هذا الإلهام الفطري في نفوس الحيوانات، فهذه الكائنات كلها في وجودها على أبدع الأشكال وأكملها، تدل على وجود إله ، حكيم، ، يعلم حقيقة كل شيء( انتهى )
نقول ما اشد جهل وغباء وشقاء من يرى الايات فى عصر العلم ثم يصر على الالحاد بل يسعى لنشره ، وما اعظم توفيق من راى ايات الله وتدبرها فازداد ايمانا ويقينا ودعى الناس للتدبر والاعتبار ليزداد ايمانهم بالواحد القهار .
ان الملاحده يقولون كلاما يضحك منه الغلام الصغير ، يقولون كان الانسان قردا والقرد تطور من كائنات اخرى حتى يصل الامر الى ان يكون اصل الانسان دوده ؟؟ نقول اذا كان الانسان مخلوق بالمصادفه فلم اختلاف الالوان والاصوات ؟؟

قال الله تعالى ( وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ.. إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ ) .
ان هذا الاختلاف ودلالته على الخالق البارىء المصور يعرفه ابسط الناس علما ويعرفه العلماء حقيقة ، لكن الا علماء ؟؟ من كان عنده حقيقة العلم . اما الملاحده فهم جهال اغبياء وان حملوا درجة الدكتوراه وغير ذلك من الالقاب
وبعد ان وضحت الحجه فمن اصر على الحاده ومات على كفره ، فعند الموت سيعلم الحقيقه ويطلب الامهال ، ولكن بعد فوات الاوان. والنار مثواه وبئس المصير .
 
عودة
أعلى