الْعَرَبُ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ

إنضم
21/12/2015
المشاركات
1,712
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
مصر
الْعَرَبُ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ............................

الحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، ونَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، ونَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أنفُسِنَا، وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ الله، فَلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ له، وأَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ الله، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عبدُه وَرَسُولُهُ".
جاء في كتاب: تفسير ابن باديس ((في مَجالسِ التَّذكير مِن كلامِ الْحَكِيمِ الْخَبِيرِ)).
لعبد الحميد محمد بن باديس الصنهاجي (المُتوفى: 1359هـ),,,,,,,,

واجب المسلمين العناية بتاريخهم ومدنيتهم:

حق على كل من يدين بالإسلام ويهتدي بهدي القرآن أن يعتني بتاريخ العرب ومدنيتهم، وما كان من دولهم وخصائصهم قبل الإسلام، وذلك لارتباط تاريخهم بتاريخ الإسلام، ولعناية القرآن بهم، ولاختيار الله لهم لتبليغ دين الإسلام، وما فيه من آداب وحكم وفضائل إلى أمم الأرض.
فأما أنهم قد ارتبط تاريخهم بالإسلام، فلأن العرب هُيئوا تاريخياً لأجل أن ينهضوا بأعباء هذه الرسالة الإسلامية العالمية، ولأن الله- الحكم العدل الذي يضع الأشياء في مواضعها بحكمة، ويأمرنا أن ننزل الناس منازلهم في شريعته- ما كان ليجعل هذه الرسالة العظيمة لغير أمة عظيمة: إذ لا ينهض بالجليل من الأعمال إلاّ الجليل من الأمم والرجال، ولا يقوم بالعظائم إلاّ العظام من الناس.
وأما عناية القرآن بالعرب، فلأجل تربيتهم، لأنهم هم الذين هُيئوا لتبليغ الرسالة، فيجب أن يأخذوا حظهم كاملاً من التربية قبل الناس كلهم، ولهذا نجد كثيرا من الآيات القرآنية في مَراميها البعيدة .. إصلاحاً لحال العرب، وتطهيراً لمجتمعهم، وإثارة لمعاني العزة والشرف في نفوسهم.
ومن هذا الباب: الآيات التي يذكر بها العرب أن القرآن أنزل بلسانهم مثل:{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} [الزخرف: 3]، {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف:2].
والذين يَعقلون القرآن قبل الناس كلهم هم العرب. ومن أولى القصد إلى العرب والعناية بلسانهم، وتنبيههم إلى أن القرآن أنزل بلسانهم دون جميع الألسنة- جلبًا لهم، حتى يعلموا أنه أنزل لهم وفيهم، قبل الناس كلهم.
إن العرب قوم يعتزون بقوميتهم، وهم قوم ذوو عزة وإباء، خصوصاً في الجاهلية؛ فكان من حكمة القرآن أن يجلب نافرهم، ويقرب بعيدهم؛ بأن هذا القرآن أنزل بلسانهم.
ومن هذا الباب توسعة الله في قراءة القرآن على سبعة أحرف، وهي اللهجات التي تجتمع على صميم العربية، وتختلف في غير ذلك. وسع عليهم في ذلك لتشعر كل قبيلة أن هذا القرآن قرآنها؛ لأن اللسان الذي نزل به لسانها. وهذا هو ما يقصده القرآن.
ومن هذا الباب أيضاً إشعارهم بأن صاحب الرسالة منهم:
{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128].
 
خصائص الطبيعة العربية:
فمن الطبيعة العربية الخالصة: أنها لا تخضع للأجنبي في شيء، لا في لغتها ولا في شيء من مقوماتها.
ولذلك نرى القرآن يذكرها بالشرف، ويحدثها كثيراً عن أمة اليهود التي لا يناديها إلاّ بـــــــــ يا بني إسرائيل؛ تذكيراً لها بجدها الذي هو مناط فخرها كل ذلك لأنها أمة تحيا بالشرف والسمو والعلو.
ويذكرها بالذكر وهو في لسانها الشهرة الطائرة والثناء المستفيض، يقول تعالى لنبيه وهو يعني القرآن:
{فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف: 43، 44].
والأنبياء لم يبعثوا إلاّ في مناسب الشرف، ومنابع القوة، ومنابت العزة ليبنى المجد الطريف من الدين على المجد التليد من أحساب الأمة وأنسابها وشرفها وعزتها، وما كان لها من مناقب تلتئم مع أصول الدين.
فقوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف: 44]، ليشعرهم أن عليهم من الواجبات في مقابلة هذا الشرف الذي أعطوه ما ليس على غيرهم، ولا شك أن ثمن المجد غال!!
وهذا الشرط الذي ذكره الله، وذكر به العرب هو شرط واجب الاعتبار والتنفيذ، لأن الأمة التي لا تؤدي ثمن المجد لا تحافظ عليه، ثم هي أمة لا يعتمد عليها في النهوض بنفسها ولا بغيرها.
وإنما ذكرهم الله بذلك لينهضوا بالأمم على ذلك الأساس، وهو إحياء الشرف الإنساني في نفوسها، وليعاملوها على ذلك الأساس بالعدل والرحمة والتكريم.
وما ذكر القرآن العرب بتكريم بني آدم وخلقهم في أحسن تقويم، إلاّ ليعاملوهم على هذه القاعدة التي وضعها الخالق.
وإن أعداء البشرية اليوم وقبل اليوم، يَعمدون إلى قتل الشرف من النفوس، ليستذلوا من هذا النوع ما أعز الله، ويهينوا منه ما كرم الله.
والخلاصة:
إن عناية القرآن بإحياء الشرف في نفوس العرب ضرورية لإعدادهم لما هُيئوا له من سياسة البشر.
وبهذا نستعينُ على فهم السر والحكمة في اختيار الله للعرب للنهوض بهذه الرسالة الإسلامية العالمية، واصطفائه إياهم لإنقاذ العالم مما كان فيه من شر وباطل.
وهذا السر هو أن ما كانوا عليه من شرف النفس وعزتها والاعتداد بها هو الذي هيأهم لذلك، ولو كانوا أذلاء لما تهيأوا لذلك العمل العظيم.
 
الفروق بين العرب وإسرائيل:
وانظروا واعتبروا ذلك، بحال أمة هي أقرب أمة إلى العرب، وهي أمة إسرائيل: فإنها لم تُهيَّأ لإنقاذ غيرها، وإنما هُيئت لإنقاذ نفسها فقط؛ لأن مُقوماتها النفسية لم تصل بها إلى الدرجة العُليا؛ ولذلك عانى موسى ما عانى مما قصه القرآن علينا؛ لنعتبر به في الحكم على الأمم.
ولا حاجة إلى التطويل في الحديث عن بني إسرائيل، فإن القرآن قد فصل لنا شؤونهم تفصيلاً، وإنما أنبهكم على هذا الفارق الجوهري بين الأمتين.
وقد تقولون: إن بني إسرائيل اختارهم الله وفضلهم على العالمين.
والجواب الذي يشهد له الواقع أنه اختارهم لينقذوا أنفسهم من استعباد فرعون، وليكونوا مظهراً للنبوة والدين في أول أطوارهما، وأضيق أدوارهما؛ وهذا هو الواقع. فإن الأمة العربية استطاعت أن تنهض بالعالم كله، وأن تظهر دين الله على الدين كله. وأما بنو إسرائيل فإنهم ما استطاعوا أن ينهضوا بأنفسهم إلاّ بعد موسى بزمن، مع اتصال حبل النبوة ومعاداة الوحي الإلهي ومراوحته لهم.
فالأُمتانِ- العربية والإسرائيلية متمايزتان بالأثر، ومتمايزتان بحديث القرآن عنهما.
وإذا تلمسنا الحكمة المقصودة من اختيار الله لبني إسرائيل مع أنهم غير مستعدين للقيام بنهضة عالمية عامة، وجدنا تلك الحكمة في القرآن مجلوة في أبلغ بيان، في قوله تعالى:
{وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} [القصص: 5، 6].
فالسر المُتجلي من هذه الآية: هو أن الله أراد بما صنع لبني إسرائيل وبما قال لهم أن يعلم هذا الإنسان من سنن الله في كونه ما لم يكن يعلم، وهو إخراج الضد من الضد، وإخراج الحي من الميت، وإنقاذ الأمة الضعيفة التي لا تملك شيئاً من وسائل القوة الروحية، ولا من وسائل القوة المادية- من استعباد الأقوياء المتألهين.
فهو مثلٌ عملي ضربه الله لخلاص أضعف الضعفاء من مخلب أقوى الأقوياء.
وجعل المستضعفين أئمة وارثين، وسادة غالبين. والتمكين لهم في الأرض، وإرادة الأقوياء المُستعلين في الأرض عاقبة باطلهم، لكيلا ييأس المستضعفون في الأرض من روح الله.
وقد قال موسى لبني إسرائيل تمكيناً لهذا المعنى في نفوسهم:
{عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 129].
وإلى هذا المثل العملي تشير الآية:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ} [البقرة: 243].
 
السر في اختيار العرب للرسالة العامة:
وأما العربُ فإنهم اختيروا لوظيفة عالمية عامة لما فيهم شرف متأصل، واستعداد كامل، وصفات مُهيأة.
ولهذا كان منبع الرسالة بمكة، وشأنها عند العرب هو شأنها!! فهم مجمعون على تقديسها.
ولأنها في وسط الجزيرة وصميمها، ووسط الجزيرة بعيد كل البعد عن المؤثرات الخارجية في الطباع والألسنة، تلك المؤثرات التي يجلبها الاحتكاك بالأجانب والاختلاط بهم.
وكل أطراف الجزيرة لم تخل من لوثة في الطباع، وعجمة في الألسنة جاءت من الاختلاط بالأجنبي، ولا أضر على مقومات الأمم من العروق الدساسة.
فاليمن دخلتها الدخائل الأجنبية من الحبشة والفرس على طباع أهلها وألسنتهم. والشام ومشارفه كانت مشرفة على الاستعجام. والعراق والجزيرة لم يسلما من التأثر بالطباع الفارسية. فكانت هذه الأطراف تنطوي على عروبة مزعزعة للمقومات، ولم يحافظ على الطبع العربي الصميم إلاّ صميم الجزيرة ومنه مكة التي ظهر فيها الإسلام.
وهذا الوسط وإن كان عريقاً في الصفات التي تسمى العصر لأجلها جاهلياً؛ ولكنه كان بعيداً عن الذل الذي يقتل العزة والشرف من النفوس؛ والجاهل يمكن أن تعلمه، والجافي يمكن أن تهذبه .. ولكن الذليل الذي نشأ على الذل يعسر أو يتعذر أن تغرس في نفسه الذليلة المهينة عزة وإباء وشهامة تلحقه بالرجال.
هذا توجيه موجز مقرب لاختيار الله تعالى العرب للنهوض بالرسالة العامة.
وشيء آخر يرتبط بهذا:
وهو أن الله كما اختار العرب للنهوض بالعالم كذلك اختار لسانهم ليكون لسان هذه الرسالة، وترجمان هذه النهضة، ولا عجب في هذا؛ فاللسان الذي اتسع للوحي الإلهي لا يضيق أبداً بهذه النهضة العالمية مهما اتسعت آفاقها وزخرت علومها.

معلومات مغلوطة عن العرب:
قلنا في أول كلمتنا: إن العناية بالعرب حق على كل مسلم لارتباط تاريخهم بتاريخ الإسلام. فما هو حظ العرب من القرآن من الناحية التاريخية بعد أن سمعتم هذه التوجيهات العامة؟
العرب مظلومون في التاريخ، فإن الناس يعتقدون ويعرفون أن العرب كانوا همجاً لا يصلحون لدنيا ولا دين حتى جاء الإسلام فاهتدوا به، فأخرجهم من الظلمات إلى النور.
هكذا يتخيل الناس العرب بهذه الصورة المشوهة، ويزيد هذا التخيل رسوخاً، ما هو مستفيض في آيات القرآن من تقبيح ما كان عليه العرب؛ ليحذرنا من جاهلية أخرى بعد جاهليتهم.
 
حقيقة العرب:
والحقيقة التي يجب أن أذيعها في هذا الموقف هي:
إن القرآن وحده هو الذي أنصف العرب، والناس بعد نزول القرآن قصروا في نظرتهم التاريخية إلى العرب، فنشأ ذلك التخيل الجائر عن القصد.
والتاريخ يجب ألا ينظر من جهة واحدة، بل ينظر من جهات متعددة وفي العرب نواح تُجتبى ونواح تُجتنب، وجهات تُذم وتُقبح، وجهات يُثنى عليها وتُمدح.
وهذه هي طريقة القرآن بعينها: فهو يعيبُ على العرب رذائلهم النفسية كالوثنية، ونقائصهم الفعلية كالقسوة والقتل، وينوّه بصفاتهم الإنسانية التي شادوا بها مدنياتهم السالفة، واستحقوا بها النهوض بمدنية المدنيات.
1 - أمة عاد...............
ولنذكر عاداً: فهي أمة عربية ذات تاريخ قديم، ومدنية باذخة ذكرها القرآن، فذكرها بالقوة والصولة وعزة الجانب، ونعى عليها الصفات الذميمة التي تنشأ عن القوة، قال تعالى: {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً} [فصلت: 15].
فالنظرة التاريخية المجردة في هذه الآية وفيما ورد في موضوعها ترينا أن عاداً بلغت من القوة والعظمة مبلغاً لم تبلغه أمة من أمم الأرض في زمنها. حتى أن الله جل شأنه لم يتحدى قولهم: {مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً} إلاّ بقوته الإلهية، التي تذعن كل مخلوق ولو كانت في أمم الأرض إذ ذاك أمة أقوى منهم ... لكان الأبلغ أن يتحداهم بها.
وإن أمة تقول هذه الكلمة بحالها أو مقالها .. لهي أمة معتدة بقوتها وعظمتها!!
ومن هذه الآية وحدها نستفيد أن عاداً كانت أشد الأمم قوة، وأنها ما بلغت هذه الدرجة من القوة إلاّ بمؤهلات جنسية طبيعية للملك، وتعمير الأرض، وأن تلك المؤهلات فيها وفي غيرها من شعوب العرب هي التي أعدتهم للنهوض بالرسالة الإلهية.
وإن القرآن لا ينكر عليهم هذه المؤهلات، وإنما ينكر عليهم لوازمها ولا ينكر عليهم القوة والعظمة، وإنما ينكر عليهم أن يجعلوها ذرائع للباطل والبغي ومحادة الله؛ بدليل قوله لهذه الأمة: {وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} [هود: 52].؛ فهو يضمن لهم أنهم إن آمنوا وعملوا الصالحات يزيد قوتهم تمكيناً وبقاء.
ومحال أن ينكر القرآن على الناس القوة وهو الداعي إليها والمنفر من الضعف، وإنما شرع القرآن بجنب الدعوة إلى القوة أن تكون للحق وللخير وللرحمة والعدل.
وكذلك قوله تعالى: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} [الشعراء: 128 - 131].
فإن هذه الآية- زيادة عن إفادتها لمعنى ما قدمناه- تكشف لنا نواحي من تاريخ هذه الأمة العربية، ومبلغ مدنيتها وتعميرها: فهي تدل على أنهم كانوا بصراء بعلم تخطيط المدن والأبنية، وهو علم لا يستحكم إلاّ باستحكام الحضارة في الأمة، ومأخذ هذا من قوله: {بِكُلِّ رِيعٍ }.
والآية في قوله: {آيَةً} هي بناء شامخ، يدل على قوتهم، أو هي آية هادية للسائرين؛ وهي على كل حال بناء عظيم يدل على عظمتهم وقوتهم، وما زالت عظمة البناء تدل على عظمة الباني.
ولم ينكر عليهم نبيهم نفس البناء الذي هو مظهر القوة، وإنما أنكر عليهم الغاية المقصودة لهم من ذلك البناء الشامخ. فمحط الإنكار قوله: {تَعْبَثُونَ}.
ولا شك أن كل بناء شامخ لا يكون لغاية شريفة محمودة، فهو عبث ولهو باطل.
و"المصانع" يقول المفسرون: إنها مجاري المياه، أو هي القصور، وعلى القولين فهي دليل معرفتهم بفن التعمير علماً وعملاً، وبلوغهم فيه مبلغاً عظيماً، فهي من شواهدنا على ما سقنا الحديث إليه.
ولكن ليت شعري، ما الذي صرف المفسرينَ اللفظيينَ عن معنى (المصنع) اللفظي الاشتقاقي؟!
والذي أفهمه ولا أعدل عنه، هو أن المصانع جمع مصنع من الصنع، كالمعامل جمع معمل من العمل، وأنها مصانع حقيقية للأدوات التي تستلزمها الحضارة ويقتضيها العمران.
وهل كثير على أمة أن توصف بما وصفت فيه في الآية- أن تكون لها مصانع بمعناها العرفي عندنا؛ بلى؛ وإن المصانع لأول لازم من لوازم العمران، وأول نتيجة من نتائجه.
ولا أغرب من تفسير هؤلاء المفسرين للمصانع، إلاّ تفسير بعضهم للسائحين والسائحات: بالصائمين والصائمات!
والحق: أن السائحين هم الرحالون والرواد للاطلاع والاكتشاف والاعتبار.
والقرآن الذي يحث على السير في الأرض والنظر في آثار الأمم الخالية .. حقيق بأن يحشر السائحين في زمرة العابدين والحامدين والراكعين والساجدين. فربما كانت فائدة السياحة أتم وأعم من فائدة بعض الركوع والسجود.
ولا يقولن قائل: إذا كانت المصانع ما فهمتم .. فلماذا يقبحها لهم وينكرها عليهم؟
والجواب:
فإنه لم ينكرها عليهم لذاتها، وإنما أنكر عليهم غاياتها وثمراتها، فإن المصانع التي تشيد على القسوة لا تحمد في مبدأ ولا غاية. وأي عاقل يرتاب في أن غالبية المصانع اليوم هي أدوات عذاب لا رحمة، ووسائل تدمير لا تعمير؟؟
فهل تحمدها على عمومها؛ وإن كانت دلائل حضارة ومدنية؟؟!!
ومن محامد المصانع أن تشاد لنفع البشر ولرحمتهم، ومن لوازم ذلك أن نراعي فيها حقوق العامل على أساس أنه إنسان لا آلة!!
{وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ}
لا بد لكل أمة تسود وتقوى من بطش.
ولكن البطش فيه ما هو حق، بأن يكون انتصافاً وقصاصاً، وإقامة لقسطاس العدل بين الناس.
وفيه ما هو بطش الجبارين، والجبار هو الذي يجبرك على أن تعمل بإرادته لا بإرادتك، فبطشه إنما يكون انتقاما لكبريائه وجبروته وإرضاء لظلمه وعتوه، وتنفيذا لإرادته الجائرة التي لا تبنى على شورى، وإنما تبنى على التشهي وهوى النفس؛ لذلك لم ينقم منهم البطش لأنه بطش ... وإنما نقم بطش الجبابرة الذي كله ظلم.
 
2 - إرم ذات العماد وحضارتها.................
وفي القرآن ما هو كالتتمة لبحثنا عن حضارة العرب، وكالعلاقة لحضارة عاد بعينها، وهي حكاية عاد إرم ذات العماد.
فهذا الوصف البليغ الذي تقرؤه في سورة الفجر صريح بألفاظه ومعانيه في أنه وصف لحضارة عمرانية لا نظير لها: فالعماد لا تكون إلاّ في القصور والأبنية الباذخة والمدن المخططة على نظام محكم.
وقد قال تعالى وهو العالم بكل شيء إنه لم يخلق مثلها في البلاد.
ومدينة هذا وصفها لا تشيدها إلاّ أمة لا نظير لها في القوة وآثار الحضارة، يتبع بعضها بعضاً في الضخامة والعظم والوصف القرآني لها، وإن سيق للاتعاظ بعاقبتهم، يدل البحث التاريخي على أنهم بلغوا في الحضارة غاية لا وراءها.
وهم أمة عربية، فهذه المدينة شيدت في جزيرة العرب لا محالة.
وإن الأقرب في التذكير بهم والاتعاظ بمصيرهم أن تكون الرؤية في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ} علمية؛ لأن التذكير عام لمن تتيسر له رؤية العين ولمن لم تتيسر له.
ولو ائتمرت الأمم الإسلامية بأوامر القرآن، لنشأ فيها رواد يرودون الجزيرة، ويجوبون مجاهلها، ولو فعلوا لأمكن أن يعزوا على آثار هذه المدينة في أرض عاد، وهي معروفة، ويجمعوا بين الرؤية البصرية، والرؤية العلمية، وبين العلم والاتعاظ.
وإننا لا نعبأ في مقام البحث العلمي بما حف هذه الحكاية من أساطير، ولا بما وقع فيه شيخ المؤرخين ابن خلدون حينما تعرض لنقض تلك الأساطير.
 
3 - أمة ثمود وحضارتها...............
وأمة أخرى من الأمم العربية، وهي (ثمود)، وهي أمة عربية، نلعنها بلعن القرآن لها، ولكننا نذكرها بما ذكرها به القرآن من قوة وتعمير وحضارة.
فصالح رسول هذه الأمة- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول في دعوتها إلى الله وتعريفها بنعمه: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود: 61].
فآية أمة لا تعمر الأرض إلاّ إذا ملكت وسائل التعمير وهى كثيرة، ومجموعها هو ما نسميه الحضارة أو المدنية.
وقد كشفت لنا عن هذا الاستعمار الثمودي عدة آيات بليغة الوصف، ولكن أبلغها وصفاً وأدقها تصويراً قوله تعالى:
{أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ}؟ [الشعراء: 146 - 149].
أما المغزى الذي سيقت هذه الآية لأجله فهو الإنكار عليهم:
كيف يستعينون بنعم الله التي يسرها لهم على الكفر به؟.
وإنذارهم أن الكفر بها وبمؤتيها .. سيكون سبباً في زوالها.
وفي ضمن هذا عرفنا حالتهم التي كانوا عليها في تعمير الأرض: وهي حالة أمة بلغت النهاية في الحضارة المادية وفنونها.
من زرع الأرض وتلوينها بأصناف الشجر منظمة.
وتقسيم المياه على تلك الغروس إلى ما يستلزمها كل ذلك من علم بحال الأرض وطبائعها.
وأحوال الأشجار المغترسة وطبائعها.
وأحوال الفصول الزمنية، وأحوال الجو، وأحوال التلقيح والآبار والجَني.
وعلم بأصناف التمتع من مناظر، ومجالس، ومقامات ومآكل.
ثم القيام على حفظ ذلك العمران من إفساد الأيدي السارقة.
وكل هذا مما يستلزمه وصف القرآن لحالهم، لأجل تذكيرهم والتذكير بهم.
وقد ذكرهم القرآن في مواضع بإتقانهم لنحت الحجر والشجر آيتا الحضارة المبصرتان. ومن يعرف الحضارة الرومانية بهذا الوطن يعرف أنها ما قامت إلاّ على نحت الحجر وغرس الشجر.
وإن نحت الحجر ليستدعي حاسة فنية خاصة، ويستدعي مع ذلك قوة بدنية؛ وقد نعتهم القرآن في نحتهم للحجر بحالة ملابسة:
فوصفهم مرة بأنهم "آمنون" ومرة بأنهم "فرهون" والفاره هو الذي يعمل بنشاط وخفة، ولا يأتيه ذلك إلاّ من خبرته بما يعمل، وعلمه بدقائقه واعتياده له. ومعنى هذا أن أصول هذه الصناعة التي اشتهر بها المصريون القدماء، والرومان، قد رسخت فيهم.
ولكن التاريخ المنقول ظلم العرب وبخسهم حقهم كما قلت لكم!!
هاتان أمتان من الأمم العربية أثبت القرآن حالهما، فكان لنا مصدراً تاريخياً معصوماً في إثبات حضارة الشعوب العربية التي برزت فيها الأمم.
 
حضارة اليمن..................
ولننتقل الآن إلى ناحية أخرى من نواحي الجزيرة، وهي اليمن التي عرفها اليونان وغيرهم، وعرفوا المدنيات التي قامت فيها، فسموها بالعربية السعيدة.
وإننا إذا انتقلنا إلى هذه الناحية من الجزيرة: نجد العز القدموس (1)، والمجد الباذخ، والماضي الزاهر لهذه الأمة التي نفتخر بالانتساب إليها، ونباهي الأمم بمدنياتها بالحق والبرهان.
وإننا في حديثنا عن اليمن لا نخرج عن شواهد القرآن:
قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17) وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18) فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (19)} [سبأ: 15 - 19].
ليس المقام مقام تبسط في وجوه البلاغة المعجزة التي تنطوي عليها هذه الآيات:
فقد استوعبت تاريخ أمة في سطور، وصورت لنا أطواراً اجتماعية كاملة في جمل قليلة أبدع تصوير، ووصفت لنا بعض خصائص الحضارة والبداوة في جمل جامعة، لا أظن غير اللسان العربب يتسع لحملها: كقوله {قُرًى ظَاهِرَةً}، وكقوله: {وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ}، وكقوله: {بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا}. حتى إذا وصل القارىء إلى مصير الأمة التي سمع ما هاله من وصفها، واجهه قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ}. وأدركه الغرق في لجج البلاغة الزاخرة.
اللهم إن السلامة في الساحل، وإننا لا نعدو موضوعنا، وهو تصوير حضارة العرب مما يحكيه القرآن عنها في معرض بيان مصائرها حين كفرت بأنعم الله وبرسله.
الآيات صريحة في أن مدنية سبأ كانت مدنية زاهرة مستكملة الأدوات.
ومن قرأ القرآن بعقله فهم ما نفهم من آياته، وعلم ما نعلم أن مدن سبأ كانت عامرة بالبساتين عن يمين وشمال. ويمين من؛ وشمال من؛ إنه ولا شك يمين السائر في تلك المدن أو الأراضي وشماله.
ومعنى هذا: أن طرق السير كانت منظمة تبعاً لتنظيم الغروس عن يمينها وشمالها. والاكتشافات الأثرية اليوم التي كان لليمن حظ ضئيل منها- وإن كان على غير يد أهلها- تشهد بأن أمم الحضارات اليمنية كانت من أسبق الأمم إلى بناء السدود المنيعة، لحصر المياه والانتفاع بها في تعمير الأرض، وإقامة السدود لا تتم بالفكر البدوي، والعمل اليدوي، بل تتوقف على علوم فكرية .. منها الهندسة، والهندسة تتوقف ثمراتها على علم كثيرة، وعلوم العمران كعروق البدن يمد بعضها بعضاً، فهي مترابطة متماسكة متلاحمة، فما يكون السبئيون بلغوا في الهندسة مبلغاً أقاموا به سد مأرب؛ حتى يبلغوا في غيره من علوم العمران ذلك المبلغ.
ولكن لما كفروا بأنعم الله واستعملوها في ما يسخطه، سلط الله عليهم من الأسباب ما خرب عمرانهم، وأباد حضارتهم، وذلك قوله تعالى: {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ}. ويقول في وصف عمرانهم: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً} يعني أن عمرانهم لم يكن محدوداً وإنما كان متصلاً بعضه ببعضه.
فالقرى والمدن يظهر بعضها من بعضها لقربها وتلاحمها، فلا يكاد المسافر يبرح مدينة حتى تبدو له أعلام الأخرى، ولا يكون هذا إلاّ إذا كان العمران متصلاً، وهذا هو معنى الظهور في الآية فهو ظهور خاص.
وتقدير السير هو أن يكون منظماً ومن لوازمه أن تكون الأوقات مضبوطة بالساعات، والطرق محدودة بالعلامات التي تضبط المسافة.
وقوله تعالى: {سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ} يرشدنا إلى امتداد العمران مسافة الليالي والأيام، وأن الأمن كان ماداً رواقه على هذا العمران ولا يتم العمران إلاّ بالأمن.
ولكن فات القوم أن يحصنوا هذه المدنية الزاخرة بسياج الإيمان، والشكر، والفضيلة، والعدل- وكل مدنية لم تحصن بهؤلاء فمصيرها إلى الخراب.
والناس من قديم مفتونون بعظمة المظاهر، يحسبون أنها خالدة بعظمتها باقية بذاتها، فالقرآن يذكر لنا كثيراً من مصائر الأمم، حتى لا نغتر بمظاهرها، وحتى نعلم أن سنة الله لا تتخلف في الآخرين، كما لم تتخلف في الأولين.
وأما قوله تعالى: {قَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} فإن المفسرين السطحيين يحملونه على ظاهره وأي عاقل يطلب بعد الأسفار؟!
والحقيقة أنهم لم يقولوا هذا بألسنتهم، وإنما هو نتيجة أعمالهم، ومن عمل عملاً يفضي إلى نتيجة لازمة؛ فإن العربية تعبر عن تلك النتيجة بأنها قوله، وهذا نحو من أنحاء العربية الطريفة.
ولا زال الناس- على عاميتهم- يقولون فيمن عمل عملاً يستحق عليه الضرب أو القتل:
إنه يقول اقتلني أو اضربني وهو لم يقل ذلك، وإنما أعماله هي التي تدعو إلى ذلك.
فالمعنى: أن أعمالهم هي التي طلبت جزاءها اللازم لها المرتبط بها ارتباط اللازم بالملزوم والدال بالمدلول، فكأن ألسنتهم قالت ذلك، ويؤيد هذا في القرآن كثير، ومنه قوله تعالى: {سَيَجْزِيهِمْ} [الأنعام: 138، 139].؛ لأن الجزاء أثر للفعل فهو مرتبط به.
ولا يقولن قائل: إن القول يقع مدلوله قي القلب حالاً، ولا كذلك العمل، فقد يتأخر جزاؤه طويلًا؛ لأن الجزاء إذا كان محقق الوقوع يصير كأنه حاصل بالفعل، وكل عاقل يقطع بأنه إذا وقع الظلم من الظالم ... فقد استحق عليه الجزاء، ولا يلاحظ مسافة ما بين الظلم وجزائه. أما المباعدة بين أسفارهم التي اقتضاها كفرهم بأنعم الله فهي كناية عن محو العمران، وخراب القرى التي كانت ظاهرة متقاربة، حتى لا يبقى منها إلاّ القليل فيتباعد ذلك القليل بالطبع بخراب الكثير.
وأين العمران المتلاحم الذي يرتاح فيه المسافر لضبط المسافة، وتعدد المشاهد ... من الخراب الذي يوحش النفس فيزيد المسافة بعداً على بعد؟؟!!.
 
قصة ملكة سبأ والعبرة منها.........................
وملكة سبأ وعرشها العظيم وملكها، وما قصه القرآن من نبئها أعظم وأروع.
فمخبر سليمان- عليه السلام- يقول عنها: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} [النمل: 23]. وما وصف عرش ملكة سبأ بالعظيم عند سليمان نبي الله الذي سخر له الجن والريح، إلاّ وهو في نفسه عظيم.
العبر من القصة:
إن في قصة ملكة سبأ في القرآن لدرساً تتفجر منه ينابيع العظة والعبرة وإرشاداً إلى ما تقوم به الأمم.
ولولا أن هذا الخطاب قد طال ... لآثرنا منها العبر وآثرنا بها العبر. ولكن لا يفوتنا أن نختلس منها إرشادات، وما عليكم بعد ذلك إلاّ أن تتدبروا الآية، ففيها:
1 - نظام الشورى صريحاً لا مواربة فيه.
2 - وأن بناء الأمم إنما يعتمد على القوة، وقد تكون مؤنثة فلا بد أن يسندها بأس شديد.
3 - وأن الملأ هم الأشراف وأهل الرأي، وهم أعضاء المجالس الشورية ولعلهم كانوا بالانتخاب الطبيعي أو الوراثي، وهو لا يكون إلاّ في الأمم التي شبت عن طوق البداوة.
ولعل كاتباً من كتابنا يتناول هذا البحث، بحث الانتخاب في الإسلام، ولئن استرشد القرآن في هذا الباب ليرشدنه.
أيها الإخوان:
هذه مدنيات ضخمة، غَبَرَتْ في هذه الأمة التي أهلها الله لحمل الرسالة الإلهية إلى العالم.
وهذه بعض خصائص هذه الأمة، التي هيّأها الله للنهوض بالعالم، وانقاذه من شرور الوثنية وبنيانها، ومن ضلال العبودية بجميع أصنافها.
وإن القومية العربية موضوع متسع الأطراف، وليس من الممكن الإحاطة به في مثل هذا الخطاب.
وحسبي أن أكون قد خدمتها من هذه الناحية التي هي خدمة للاسلام والقرآن.
وعليكم السلام.
{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
 
- أخطأ الكاتب خطأ شنيعا حين وصف المفسرين بأنهم "سطحيين"!!
وحين فهم "مصانع عاد" على أنها مصانع تصنيع! وقاسها على المعامل!

هل هكذا هو فكر ابن باديس؟!.. تسمع بالمعيدي خير من أن تراه/(تقرأ له)!


أما عن نبرة العنصرية و"الشعوبية العكسية"، فهاك:
- الألباني:
"وجملة القول: إن فضل العرب إنما هو لمزايا تحققت فيهم، فإذا ذهبت بسبب إهمالهم لإسلامهم ذهب فضلهم، ومن أخذ بها من الأعاجم كان خيرا منهم، "لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى""


- "قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ كَانَ الدِّينُ عِنْدَ الثُّرَيَّا، لَذَهَبَ بِهِ رَجُلٌ مِنْ فَارِسَ - أَوْ قَالَ: مِنْ أَبْنَاءِ فَارِسَ - حَتَّى يَتَنَاوَلَهُ»"
(صحيح مسلم)

- الإجماع على أن بني إسرائيل أفضل من باقي شعوب زمنهم،
"وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ"
"يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ"
أي أفضل من عرب زمانهم. وقد امتد زمن بني إسرائيل قبل الإسلام قرونا.
 
خطأ آخر (والمقال المنقول كثير الأخطاء!):
يفهم الكاتب جملة "لم يُخلق مثلها في البلاد" على أنها تعود على المدينة!
ويبني على هذا الفهم نظريات عن تكنولوجيا العرب القدامى!

ولو رجع للتفاسير لرأى أنه اختار الرأي الضعيف. فالخلق العظيم المقصود هو أجسام قبيلة عاد، لا وصف مدينتهم!
ليس وصفا لـ "مدن مخططة على نظام محكم" كما يقول الكاتب!

ابن كثير: [لو كان أراد ذلك لقال: التي لم يُعمل مثلها في البلاد، وإنما قال: (لم يخلق مثلها في البلاد)]
فالضمير يعود على القبيلة.
 
قوله تعالى في سورة الدخان :{ وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ (32)}
جاء في تفسير الطبري رحمه الله :
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الآيَاتِ مَا فِيهِ بَلاَءٌ مُبِينٌ}.
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَلَقَدِ اخْتَرْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى عِلْمٍ مِنَّا بِهِمْ عَلَى عَالَمِي أَهْلِ زَمَانِهِمْ يَوْمَئِذٍ ، وَذَلِكَ زَمَانُ عَلَيْهِ الْسَلاَم.
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} أَيِ اخْتِيرُوا عَلَى أَهْلِ زَمَانِهِمْ ذَلِكَ ، وَلِكُلِّ زَمَانٍ عَالَمٌ.
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ : {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} قَالَ : عَالَمُ ذَلِكَ الزَّمَانِ.
قال القرطبي رحمه الله:
قَوْلُهُ تَعَالَى:" وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ" يَعْنِي بَنِي إِسْرَائِيلَ." عَلى عِلْمٍ" أَيْ عَلَى عِلْمٍ مِنَّا بِهِمْ لِكَثْرَةِ الْأَنْبِيَاءِ مِنْهُمْ." عَلَى الْعالَمِينَ" أَيْ عَالَمِي زَمَانِهِمْ، بدليل قوله لهذه الامة:"
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ" [آل عمران: 110]. وَهَذَا قَوْلُ قَتَادَةَ وَغَيْرِهِ.
قال ابن كثير رحمه الله:
وَقَوْلُهُ: {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} قَالَ مُجَاهِدٌ: {اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} عَلَى مَنْ هُمْ بَيْنَ ظَهْرَيْهِ. وَقَالَ قَتَادَةُ: اخْتِيرُوا عَلَى أَهْلِ زَمَانِهِمْ ذَلِكَ. وكان يقال: إن لِكُلِّ زَمَانٍ عَالَمًا. وَهَذِهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ} [الْأَعْرَافِ: 144] أَيْ: أَهْلِ زَمَانِهِ، وَكَقَوْلِهِ لِمَرْيَمَ: {وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} [آلِ عِمْرَانَ: 42] أَيْ: فِي زَمَانِهَا؛ فَإِنَّ خَدِيجَةَ أَفْضَلُ مِنْهَا، وَكَذَا آسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، أَوْ مُسَاوِيَةٌ لَهَا فِي الْفَضْلِ، وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ.
قال في التحرير والتنوير :
إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدِ اخْتَارَ الَّذِينَ آمنُوا بِمُحَمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُمَمِ عَصْرِهِمْ كَمَا اخْتَارَ الَّذِينَ آمَنُوا بِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى أُمَمِ عَصْرِهِمْ وَأَنَّهُ عَالِمٌ بِأَنَّ أَمْثَالَهُمْ أَهْلٌ لِأَنْ يَخْتَارَهُمُ اللَّهُ. وَالْمَقْصُودُ: التَّنْوِيهُ بِالْمُؤْمِنِينَ بِالرُّسُلِ وَأَنَّ ذَلِكَ يَقْتَضِي أَنْ يَنْصُرَهُمُ اللَّهُ عَلَى أَعْدَائِهِمْ وَلِأَجْلِ هَذِهِ الْإِشَارَةِ أُكِّدَ الْخَبَرُ بِاللَّامِ وَ (قَدْ) ، كَمَا أُكِّدَ فِي قَوْلِهِ آنِفًا وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ [الدُّخان: 30] .
وَالْمُرَادُ بِ الْعالَمِينَ الْأُمَمُ الْمُعَاصِرَةُ لَهُمْ. ثُمَّ بَدَّلُوا بَعْدَ ذَلِكَ فَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ
الذِّلَّةُ، وَقَدِ اخْتَارَ اللَّهُ أَصْحَاب مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْأُمَمِ فَقَالَ: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [آل عمرَان: 110] أَيْ أَخْرَجَهَا اللَّهُ لِلنَّاسِ. وَاخْتَارَ الْمُسْلِمِينَ بَعْدَهُمُ اخْتِيَارًا نِسْبِيًّا عَلَى حَسَبِ اسْتِقَامَتِهِمْ وَاسْتِقَامَةِ غَيْرِهِمْ مِنَ الْأُمَمِ عَلَى أَنَّ التَّوْحِيدَ لَا يعدله شَيْء.
وقوله تعالى :{ يَا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (47)}
قال في فتح القدير :
فَلَا يَسْتَلْزِمُ ذَلِكَ تَفْضِيلَهُمْ عَلَى أَهْلِ الْعَصْرِ الَّذِينَ فِيهِمْ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا عَلَى مَا بَعْدَهُ مِنَ الْعُصُورِ، وَمِثْلُ هَذَا الْكَلَامِ يَنْبَغِي اسْتِحْضَارُهُ عِنْدَ تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ - وَعِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ - وعند قوله: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ-
فَإِنْ قِيلَ: إِنَّ التَّعْرِيفَ فِي الْعَالَمِينَ يَدُلُّ عَلَى شُمُولِهِ لِكُلِّ عَالَمٍ. قُلْتُ: لَوْ كَانَ الْأَمْرُ هَكَذَا لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مُسْتَلْزِمًا لِكَوْنِهِمْ أَفْضَلَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ فَإِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ وَنَحْوَهَا تَكُونُ مُخَصَّصَةً لِتِلْكَ الْآيَاتِ.
 
وفي تراث الإمام االبشير الإبراهيمي :

أمَّا هؤلاء العشاق المتيَّمون بحضارة أوربا وعلومها وتهاويلها فقد فقدوا الشخصية التي تحفظ التوازن في ميدان العشق، وتحفظ لصاحبها خط الرجوع.
هذا الفريق المزوَّر على الإسلام، الذي لا صلة له به إلا بما لا كسب له فيه كاسمه ولقبه - يرى أنه لا نجاة للمسلمين إلا بالانسلاخ عن ماضيهم ودينهم، والانغماس في الحضارة الغربية ومقتضياتها من غير قيد ولا تَحَفُّظ، وهو يعمل لهذا جاهداً، يُسِرُّهُ المُسِرُّ كيداً، ويعلنه المعلن وقاحة، وإنك لتعرف ذلك منهم في لحن القول، وفي مظاهر العمل، وفي إدارة الكلام على أنحاء معينة، وفي البداوات الخاصة، وفي اللفتات العامة، حتى لتعرفه في أسباب معيشتهم الشخصية، ولكنهم يتناقضون ويتهافتون، فيبتدئون من حيث انتهى سادتهم؛ فسادتهم يرون أن اللعب إنما يحلو بعد الجد، وأنَّ القشور إنما يلتفت إليها بعد تحصيل اللباب، وأنَّ الكماليات تأتي بعد الضروريات، وأنَّ الوقت رأس مال لا يجوز تبديده في غير نفع.
 
جزاك الله خيرا أستاذ بشيرعبد العال, على هذا الطرح التاريخي للخلفية الحضارية لأمة العرب , مشفوعا بتصريحات القرآن الكريم وتلميحاته.
ولست أدري إن كان الإكتفاء بالمثال هو الذي ساق إلى إغفال مراكز حضارية ,وحواضر مدنية أخرى , كان لها صيتها في شمال الجزيرة مثل الغساسنة , والمناذرة , ومن قبلهم قديما مركز مدني إشتهر بقوة الحركة التجارية , هو "مدين" المدينة التي أرسل الله لها نبيه العربي شعيب عليه السلام , وفي القرآن الكريم تفصيل كاف عن حياة هذه المدينة !!
كما أن هناك مدنا عربية هامة كانت مراكز بارزة للنشاط التجاري والأدبي المتقدم, في قلب الجزيرة وأطرافها , مثل مكة والمدينة والطائف واليمامة !!.
وكم وددت لو أن الأستاذ أشار إلى أن القصد من هذا الطرح لايحمل أي نفس شعوبي ولا عرقي , وأن تاريخ العرب بعد الإسلام لم يعد تاريخا خاصا بقومية العرب, بل صار قدرا مشتركا بين كل المسلمين , وهذه هي الزاوية التي نظر منها الإمام ابن باديس رحمه الله تعالى إلى ضرورة إهتمام المسلمين جميعا عربهم وعجمهم بتاريخ العرب وحضارتهم !!.
وكم كان جميلا منهج الأستاذ بشير في التناول, والذي أستقاه من السياقات القرآنية, والذي يعتمد مبدأ " الإنصاف" , والموازنة في معالجة الأحداث !!.
كما وددت لو أن الأاستاذ الفاضل إكتفى باختيارالرأي التفسيري الذي يراه الأقرب, مع إعفاء نفسه من إصدار الأحكام على المخالف !!.
مرة ثانية أعود فأشكر لك جهدك, مع التمنيات الخالصة لك بالتوفيق .
 
- نقولك الأخيرة لا تبرر تحريف تفسير "مصانع عاد"، ولا تبرر الخطأ في تفسير "لم يخلق مثلها في البلاد".
- بنو إسرائيل كانوا أفضل من عرب زمانهم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم ...........
أحسن الله إلى أخينا مسعود ...وزاده رحمة وفضلا ...
اللهم يسر لنا ما تحب وأعنا على ما ترضى ...
 
هذا هو أنت لمن لا يعرفك – أو إذا كنت لاتعرف نفسك .

جاء في كتاب التبشير والاستعمار في البلاد العربية ..........
تأليف الدكتور مصطفى خالدي والدكتور عمر فرُّوخ........
يقول (جون تاكلي) عن المسلمين: «يَجِبُ أَنْ يُسْتَخْدَمَ كِتَابُهُمْ (أَيْ القُرْآنُ الكَرِيمُ)، وَهُوَ أَمْضَى سِلاَحٍ فِي الإِسْلاَمِ، ضِدَّ الإِسْلاَمِ نَفْسِهِ لِنَقْضِي عَلَيْهِ تَمَامًا. يَجِبُ أَنْ نُرِي هَؤُلاَءِ النَّاسِ أَنَّ الصَّحِيحَ فِي القُرْآنِ لَيْسَ جَدِيدًا، وَأَنَّ الجَدِيدَ فِيهِ لَيْسَ صَحِيحًا».
انظر هذه الجملة جيدا :{ يَجِبُ أَنْ نُرِي هَؤُلاَءِ النَّاسِ أَنَّ الصَّحِيحَ فِي القُرْآنِ لَيْسَ جَدِيدًا، وَأَنَّ الجَدِيدَ فِيهِ لَيْسَ صَحِيحًا».}
عندما تقرأ هذه الجملةَ يتمثل لك مُشارك على هذا الملتقى يسيرُ خلف هذا المعنى .......... وخلف قائليه....
 
الاتهامات الساذجة لا تثير عندي غير الضحك يا بشير.
كل ما تفعله هو التهرب من النقاشات الجادة - لعجزك الواضح عنها :) - وراء الكوبي بيست.
 
عودة
أعلى