اليوم يدخل ملتقى أهل التفسير عامه العاشر

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,331
مستوى التفاعل
138
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
01.png
يوم السبت الأول من محرم 1433هـ ، ومع بدء موسم البرد، وارتداء الناس ملابس الشتاء - عندنا في الرياض - يدخل ملتقى أهل التفسير عامه العاشر، وبدء العام الهجري فرصة للتوقف مع هذا المشروع العلمي لنراجع ما وفق الله إلى إنجازه في هذا المشروع المبارك (ملتقى أهل التفسير) .
بلغ أعداد الأعضاء المشاركين في الملتقى حتى الآن 8270 مشاركاً ، الذين شاركوا أكثر من 150 مشاركة فوق المائتين من الأعضاء، والبقية دون ذلك . وبلغ عدد الموضوعات المنشورة 21472 موضوعاً تزيد يوماً بعد يوم ، وهي تمثل ثروة علمية طيبة ، ففيها من النفائس الكثير ، وبلغ عدد الردود والتعقيبات على هذه الموضوعات 141.654 تعقيباً ونقاشاً ورداً ، كان فيها من الثراء والأفكار والأجوبة والأدب الشيء الكثير ، وأرجو أن تكون هذه المشاركات في موازين أعمال من كتبها ، يثقل الله بها ميزان حسناته، ويستمر أجرها وخيرها باستمرار الانتفاع بها ، والله ذو الفضل العظيم .
ولم يتوقف الملتقى خلال هذه السنوات إلا أياماً معدودات لظروف تقنية ، وقد بذلت جهود كثيرة متواصلة خلال هذه السنوات لتطوير الملتقى علمياً وتقنياً وفنياً ، وتحققت الكثير من الأهداف والطموحات، وبقي الكثير منها قيد الإنجاز ، ولا تزال الرغبة في الكمال تؤرق فريق العمل كل حين ، حتى يبلغ هذا المشروع أقصى ما نقدر عليه من الكمال لخدمة الحوار القرآني الراقي النافع المتميز بلغته ومفرداته ومستواه العلمي .
تعرفنا على بعضنا من خلال هذا الملتقى معرفة خير ومحبة وفائدة ، وتعاونا جميعاً في كثير من المشروعات ، وتشاركنا الكثير من الفوائد والفرائد والأخبار المفيدة ، وأصبحنا أسرة واحدة نفرح لأفراح بعضنا ، ونحزن لأحزان بعضنا ، مر بنا الكثير من الأخبار السارة خلال هذه السنوات من صدور الكتب وأخبار التخرج والنجاح في مختلف مراحل الدراسة العلمية الجامعية والعليا ، والترقيات العلمية ، والجوائز والبرامج والأعياد وغيرها ، ونسأل الله أن يديم هذه الأفراح .
وكعادة هذه الحياة مر بنا الكثير من الأحزان لما وقع لبعض إخواننا أو أخواتنا من حوادث الموت والفراق ، وكان من آخرها وفاة زميلنا العزيز الدكتور عبدالله الجيوسي رحمه الله قبل نهاية هذا العام بأيام بعد أن أدى فريضة الحج مع أسرته وأبنائه ، وقد كان من الزملاء الذين تعرفت عليهم من خلال هذا الملتقى ، ثم لقيني في الأردن بحفاوة عندما حضرت للمشاركة في مؤتمر الإعجاز القرآني عام 1426هـ في جامعة الزرقاء الأردنية ، ثم لم تزل أواصر المحبة تقوى يوماً بعد يوم ، وتعاونا في كثير من المشروعات، واصطحبنا في كثير من الأسفار والمؤتمرات والتقينا كثيراً في الحرم المكي أيام المواسم ، ثم جاء خبر وفاته فألزمني الصمت ولا زال، حتى لامني بعض الأصدقاء لقصر عبارة تعزيتي فيه في الملتقى ، فتذكرتُ يوم مات أبي رحمه الله بين يدي، وحولي إخواني فلم تجد عيني بدمعة واحدة لهول المصاب، ولم أشتغل إلا بالدعاء له وتغسيله وتكفينه ودفنه ، حتى إذا مضى عامٌ كاملُ على وفاته زرت قبره فانهمرت دموعي كأنه مات للتو ، وقد لام الناس أحمد شوقي عندما لم يرث والده مع رثائه للكثير من الموتى فقال :
سألــوني لِمَ لَمْ أَرثِ أبي * ورثــاءُ الأب دَيْنٌ أَيُّ دَيْن
أَيُّها اللُّوّامُ، ما أَظلمَكـم! * أينَ لي العقلُ الذي يسعد أينْ؟
يا أبي، مـا أنتَ في ذا أولٌ * كلُّ نفس للمنـايا فرضُ عَيْنْ
هلكَتْ قبلك نـاسٌ وقرَى * ونَعى الناعــون خيرَ الثقلين
غايةُ المرءِ وإن طالَ المـدى * آخذٌ يأخـــذه بالأصغرين
وطبيبٌ يتولى عاجـــزاً * نافضــاً من طبَّه خفيْ حنين
أنا منْ مــات، ومنْ مات * أنا لقي المــوتَ كلانا مرتين
نحن كنا مهجةً في بــدنٍ * ثم صِرْنـــا مُهجةً في بَدَنَيْن
ثم عدنا مهجة في بـــدنٍ * ثم نُلقى جُثَّـــةً في كَفَنَيْن
ما أَبِي إلاَّ أَخٌ فارَقْتُـــه * وأَماتَ الرُّسْــلَ إلاَّ الوالدين
طالما قمنا إلى مائــــدةٍ * كانت الكسـرةُ فيها كسرتين
وشربنا من إناءٍ واحـــدٍ * وغسلنــا بعدَ ذا فيه اليدين
وتمشَّيْنــــا يَدي في يدِه * من رآنا قــال عنّا: أخوين
نظرَ الدهرُ إلينا نظــــرةً * سَوَّت الشـرَّ فكانت نظرتين
يا أبي والموتُ كأسٌ مـــرةٌ * لا تذوقُ النفـسُ منها مرتين
كيف كانت ساعةٌ قضيتهــا * كلُّ شيءٍ قبلَها أَو بعدُ هَيْن؟
أَشرِبْتَ الموت فيها جُرعـةً * أَم شرِبْتَ الموتَ فيها جُرعتين؟
لا تَخَفْ بعدَكَ حُزناً أَو بُكـاً * جمدتْ منِّي ومنكَ اليومَ عين
أنت قد علمتني تركَ الأسـى * كلُّ زَيْنٍ مُنتهـاه الموتُ شَيْن​

صدق رحمه الله أحمد : جمدت مني ومنك اليوم عين ، وكل زين منتهاه الموت شين .
لم أتذكر يوم بلغني خبر وفاة أخي عبدالله الجيوسي وكنت أستمع إلى تقرير قدمه أحد طلاب الماجستير في قاعة الدرس إلا ما يتركه المؤمن من العمل الصالح بعده ، وكيف يمكن لي أن أجتهد في عمل يبقى بعد موتي . بقي لأخي عبدالله الجيوسي الكثير من الموضوعات والمشاركات في الملتقى ، والكتب والبحوث المطبوعة ، وبقيت له كتب لم نطبعها بعد سأسعى لطباعتها ونشرها وفاءً له إن شاء الله هذا العام .
هذا العمر القصير فرصة سانحة لملئه بأعمال الخير والمعروف، والحرص على رضا الله في كل أمر، فهو الذي يبقى للمرء، وما سوى ذلك من عرض الدنيا فهو زائل ، وأرى الدنيا تصغر في عيني كلما تعرفت عليها أكثر، كما قال المتنبي :

وَمن صَحِبَ الدّنيا طَوِيلاً تَقَلّبَتْ * على عَيْنِهِ حتى يَرَى صِدْقَها كِذبَا​

جرى في أثناء هذه السنوات الكثير من النقاشات عبر صفحات هذا الملتقى ، واحتدم النقاش في بعضها حتى ضاقت أخلاق بعضنا ووقع في هفوة على أخيه ، وأعتذر من كل إخواني وأخواتي الذي وقع مني أي إساءة لأحدهم ، وأرجو أن يغفر الله لي ولكل من أسأتُ إليه أو جرحتُ مشاعره دون قصد ، وأرجو أن يغفر بعضنا لبعض ما وقعنا فيه ، ولو التزمنا بآداب القرآن لسلمنا من كثير مما وقعنا فيه من الزلل في الحوار ، ولكن ضعفنا ونسياننا وطباعنا تأبى علينا في أحيانٍ كثيرة ، ولكننا نجاهد ونحاول وسنصل بإذن الله .

وأنا أكتب هذه المقالة الآن أجد أمامي الكثير من بشائر الخير لنفع الأمة وخدمة القرآن من المشروعات والمراكز والبحوث والكفاءات والكتب ، فهناك عدد من كراسي الأبحاث التي بدأت في خدمة القرآن في الجامعات ، وهناك عدد من المراكز والمؤسسات القرآنية التي شعرت بأهمية خدمة القرآن على مستوى المؤسسات ، وقد شرعنا منذ ما يقارب العام في إنشاء رابطة المراكز والمؤسسات القرآنية وستنطلق قريباً ، وتضم في عضويتها كل المؤسسات والمراكز المعنية بخدمة القرآن لتنسيق الجهود، والتكامل بينها ، وتبادل الخبرات ، وقد كنا قبل أمس في لقاء علمي مع أستاذنا العزيز الدكتور غانم قدوري الحمد وحضره جمعٌ من أهل العلم المتخصصين في القرآن وعلومه بمختلف طبقاتهم ، ثم اجتمعنا اليوم التالي للغداء ودار حديث عن الدراسات القرآنية وواقعها اليوم ، وما يقدم لها من مشروعات في كل مكان ، مع الاستبشار بالقائم منها والدعوة لبذل المزيد من الجهد .

هذا زمانكم يا أهل القرآن
مع إقبال الأمة على دينها في كل مكان ، وعودتها إلى القرآن لتتعلمه وتحفظه وتتدبره وتعمل به ، فقد عظمت الحاجة للعلماء بكتاب الله والمتخصصين في كل علومه، والمدققين في كل مسائله، والمتحمسين لتعليم الأمة هذا الخير، مع وفرة وسائل البلاغ والتعليم ، وحق لكم الاغتباط بالقرآن والتخصص فيه ، ولكن لنكن على مستوى المسئولية في إتقان العلم بكتاب الله، وبذل الجهد في الجودة في التعلم والتعليم والتدريس والبحث والبلاغ ، واليوم أصبحت ثقافة الجودة ثقافة عامة الكل يسعى لتحقيقها ولله الحمد، ونحن أولى الناس بذلك لنكون نموذجاً يحتذى ، والكل ينظر للقرآن وأهله أنهم محل القدوة مهما ظهر من تقصيرهم وقصورهم، والأمة كلها تحب أن يكون أهل القرآن هم القدوة ويفرحون بذلك .
ومنذ أكثر من عامين وأنا أزور في نفسي مقالة مطولة عن ضرورة قيام أهل القرآن بواجبهم حيال أمتهم في هذا الزمن العصيب، ثم لم تزل الأحداث تتوالى والوقت يمر ولم أنشر منها شيئاً لضيق الوقت، والرغبة في اكتمال المقال . ولكن لا بأس من هذه الإشارة العابرة مع مرور هذه المناسبة الطيبة .
إِنَّ مشروع ملتقى أهل التفسير مشروع مشترك بيننا جميعاً ، لكل منا نصيبه فيه بقدر إفادته واستفادته منه، وقد أصبح هذا الملتقى جزءاً من حياتي، أفكر فيه في كل أوقاتي وأحوالي، وأجزم أنه أصبح لكثير منكم كذلك ، وقد لقيت خلال هذه السنوات الكثير من الفضلاء حول العالم وكان لملتقى أهل التفسير دور في لقاءنا لقاء محبة وعلم ومعرفة وتواصل على الخير والعلم .

أكرر شكري لكل واحد منكم أيها الفضلاء والفضليات في ملتقى أهل التفسير ، على مشاركتكم وحرصكم ومقترحاتكم وأفكاركم وجهودكم الرائعة التي جعلت هذا الملتقى بهذه المثابة ، وأبشركم أنكم أصبحتم قدوةً لغيركم في البناء والأدب وعلو الهمة والاستمرار في خدمة العلم دون توقف أو انحراف، وهذا من توفيق الله لكم لاشتغالكم بكتاب الله وتعليمه، وأرجو أن يجعل الله لكم أوفر الحظ والنصيب من قوله صلى الله عليه وسلم : (خيركم مَنْ تعلَّم القرآنَ وعلَّمه). وأن يقرن الله أعمالكم في هذا الملتقى بالإخلاص وحسن القصد والسداد إنه على كل شيء قدير .
جعل الله عامكم الجديد هذا عام خير ونصر وتأييد لأمة الإسلام ، وأن يمكن الله لدينه وأوليائه في أرضه ، وأن يرد كيد المتربصين في نحورهم .
وكل عام وأنتم بخير ،،

ليلة السبت غرة محرم 1433هـ
 
الحمد الله الذي هدى وأعان ويسّر.
ثم الشكر الجزيل لمؤسس هذا الملتقى المبارك، فضيلة المشرف العام الدكتور عبد الرحمن الشهري الذي أنفق من وقته وعلمه وماله الكثير في سبيل نجاح الملتقى، كما أشكر جميع الإخوة والأخوات الذين كان لهم دور كبير ومتميز أسهم في نجاح هذه الملتقى ونموِّه وتطوّره .
وقد حقق هذا الملتقى - بشهادة كثير من المتابعين - نجاحاً كبيراً ولله الحمد.
أما الإحصيات المذكورة فينبغي عند قياسها والحكم عليها معرفة نظام وطبيعة الملتقى، فالتسجيل فيه غير مفتوح ومتاح مطلقاً، ثم إن الملتقى منتدى متخصص، أضف إلى ذلك أن سياسة الملتقى الاهتمام بالكيف وليس الكم، ولذلك نجد أنه من أكثر المنتديات كتابةً بالاسم الصريح.
وفق الله الجميع لخدمة كتابه العزيز.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نعم بحق دكتور عبد الرحمن إن الملتقى قد أصبح جزء هام جداً من حياة كل من عرفة ونهل من علمه
وجنى من فوائدة يوماً بعد يوم وتعرف على علية و صفوة القوم ولانزكيهم على الله
الا أن الله عز وجل قد خص أعضاء هذا الملتقى الطيب بالعلم والمعرفة والعطاء وعلو الهمة
وأى علم أشرف من كتاب الله الكريم ليكون عطاء الانسان فيه ونفعة الاخرين
مما فيه من كنوز ودرر..
فكل الشكر والتقدير والإعزاز والاحترام لكل من يسطر حرفاً فى هذا المكان المبارك
ويسعى لنفع أهل القرآن بما لديه من أبحاث ودراسات وكتب وبرامج..
وكل التهنئة الطيبة بعشرات من الاعوام المديدة التى يملؤها النفع والفائدة والثواب
وجزى الله خيراً الدكتور عبد الرحمن الشهرى وجعل عمل هذا المنتدى فى ميزان أعماله الصالحة
وللجميع عام جديد مبارك ودعاء لله عز وجل بالتوفيق ودوام الحفاظ على القمة التى وصل اليها
هذا المنتدى الراقى بعلمه وأعضاءة الاجلاء.​
 
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل...
وشهادة أمام الله أنكم تؤدون ماعليكم وزيادة، ويعلم الله أنه تفتقت بين عيني آفاق مذ التحقت بهذا الملتقى المبارك،وكم فاتني من الخير قبل التحاقي، والملتقى كما ذكرتم مضى على انطلاقه عشر سنين، وأنا من المسجلين حديثا..لكنه أصبح جزء من حياتي لا أطيق فراقه، وعلى الرغم من انشغالي هذه الأيام بالتحضير للإمتحانات ومع كثرة ارتباطاتي، لا أستطيع أن يمر علي يوم من غير تصفحه، إلا إذا كنت غائبة عن بيتي.
كما لا يفوتني أن أشكر أختي الفاضلة وحبيبتي"منال القرشي" التي دلتني على الملتقى..فلا أنسى فضلها.
وفقكم الله لكل خير، وأعانكم على مزيد من العطاء.
 
ما أروع هذه الوقفة!.. وما أروع هذه الكلمات!...
لقد هيّجَتْ فينا مشاعرا متناقضة, بعضها ضد بعض؛ وبعضها يشدّ من أزر بعض.
كم أشعَرَتْنا هذه الكلمات بالفخر لانتمائنا لهذا الملتقى المبارك..
وكم شعرنا بروعة معايشة هذه النخبة الرائدة المميزة من أهل القرآن..
وفي ذات الوقت كم أشعرتنا كلماتكم هذه بالحزن والحسرة لتأخرنا عن اللحاق بأول ركب كان في عمر هذا الغرس الطيب!!
...قرأنا في سطوركم جملة من الإنجازات, فأثلجتْ صدورنا وأسعدتنا وانعكستْ على وجوهنا فرسمتْ البسمة متربعة على عرش من الرضا.
ثم ما لبثنا إلا أن سالتْ مدامعنا حين عاينّا لمحاتٍ رائعةً من الوفاء الصادق لزميلنا الدكتور عبدالله الجيوسي (رحمه الله).وفاءً ليس بالقول فحسب وإنما هو قول قد اقترن بالعمل والإنجازات.
فأي شيء أروع من هذا؟!..
نعم لقد مرّ كثير من الأسماء في عمر هذا الملتقى المبارك, البعض انقطع... لكن الأكثر لايزالون مشاركين فاعلين وباذلين جهودهم وطاقاتهم لإجل إثرائه, وستظل أسماؤهم جميعا منحوتة بحروف من العرفان والامتنان في جبين هذا الملتقى إلى ما شاء الله.
فكل عام وملتقانا يرقى يوما بعد يوم مدارج التميز والإتقان...
كل عام وملتقانا صرح يزداد رسوخا كلما ازداد عمره طولا وامتداد.
كل عام وجميع أعضاءه بخير وسعادة وصلاح ومحبة.

أسأل الله أن يكتب لكم ـ يا شيخنا الفاضل ـ ولجميع أعضاء هذا الملتقى المبارك ـ من أولهم لآخرهم ـ القبول والرضوان, وأن يوفقنا جميعا لملء صحائفنا بما فيه خدمة لدين الله وكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
بارك الله فيكم وزادكم رفعة وتوفيقا..
وجزاك الله خيرا​
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر القائمين على أمر هذا الملتقى المبارك وأسأل الله تعالى أن يكتب لهم التوفيق والنجاح
سجلت في المنتدى متأخراً لكني استفدت الكثير منه، ولا يمكن أن يمر علي يوم مهما كانت الظروف دون المرور على الملتقى من شدة حبي له
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
 
الدكتور الفاضل عبد الرحمن الشهري لست صاحبة قلم لأسجل ما جال في النفس بعد قراءة كلماتك لكن هدي النبي عليه الصلاة والسلام علمني أن من صنع لي معروفاً علي مكافأته فإن لم أستطع فسأدعو له حتى يغلب على ظني أنني كافأته ،فجزاكم الله عني وعن كل من أفاد من هذا الملتقى كل خير وبارك لكم في جهدكم وجعله في ميزانكم يوم تلقونه.
 
[align=justify]
بارك الله في هذه الجهود العظيمة الخيِّرة، التي لا يعرف مقدار ما بُذِل وراء نشرها وتهيئتها إلا من وقف بنفسه على شيءٍ من ذلك، فالفضل لله أولاً وآخراً على ما وفق وسدَّد، ونسأله سبحانه وتعالى أن يستعملنا جميعاً في طاعته، وفي نشر الخير وبذل المعروف، وأن يكتبنا من أهل القرآن، ويجعله شفيعاً لنا، ويُلبِس به والدينا حلل الكرامة، إنه سميع مجيب.

ثم الشكر والثناء لكل من أسهم وأعان على نشر هذا الموقع العلمي المبارك وإتاحته لطلاب العلم عموماً، والمشتغلين بعلوم القرآن الكريم على وجه الخصوص، مع ما في ذلك من جهد وبذل للوقت والمال؛ لا يُـجاريه إلا من سَمَت غايتُه وعَلَت هِمَّتُه، ونحسب القائمين على هذا الصرح المبارك كذلك، ولا نزكي على الله أحداً.

وقد شرَّفني أخي الحبيب محب القراءات بإخباري عن هذا الملتقى في أواخر دراستي الجامعية ولم أكن قد وقفتُ عليه قبلها، وكان ذلك عام 1428هـ، ثم تواصل مني النهل من هذا السلسبيل العذب والمعين المتدفق عطاءاً وفضلاً حتى هذه الأيام في فترة إعداد رسالة الدكتوراه، وقد كان الملتقى طيلة هذه الحقبة الممتدة لخمس سنوات تقريباً جزءاً مهماً من برنامجي اليومي، مع الاعتراف بالعجز التام عن مجاراة أرباب العلم والمعرفة المتواجدين فيه، والذين لا يملك المرءُ مع تواجدهم إلا أن يكتحل بمكنون معارفهم ويرتشف من معسول أحرفهم وما ينثرونه من لآلئ ودرر في جنبات الملتقى، ثم يقف إكراماً وإجلالاً أن يزاحمهم ببضاعته المزجاة.

وقد جرت العادة مني بالعجز عن الوفاء بما يتطلبه المقام في مثل هذه المواقف، فأختم بما بدأتُ به، وأسأل المولى القدير أن يجزل المثوبة والأجر للأخ الحبيب الدكتور عبد الرحمن الشهري وفقه الله، صاحب الأيادي البيضاء المستفيضة جوداً وعطاءً على المتخصصين في الدراسات القرآنية، فجزاه الله على ذلك خير ما يجازي به كريمٌ مُحسناً ناشراً للخير باذلاً له، وأراه الله في نفسه وولده وأهله وماله بركة ذلك عاجلاً وآجلاً، ورفع قدره وأعلى منزلته، والدعاء ممتد والشكر موصول لكل من كانت له يد في نفع المسلمين من خلال هذا الصرح المبارك.

محبكم والداعي لكم بالخير، أبو عمر
المدينة المنورة، 29/12/1432هـ

[/align]
 
أشكرَ شيخَنا الدكتور عبد الرحمن الشِّهري على هذه الكلماتِ المعبِّرة التي انبعثْت من قلبٍ صادقٍ فجاوزتِ الأعينَ واستقرَّت في القُلوب. وقد وقَعت مني موقعاً حسناً، وإني لأرجو أن تدفعني -ونحن في بداية العام- لمزيدٍ من الجهد والبذل في سبيلِ خِدمة كتابِ الله -جلَّ وعَلا-.
ولئن عَدَتْ علينا عوادي الأيام، وشغلنا البحثُ وجريُ الأقلام، فإن القلب معلَّق، وبباب أهل التفسير موثق، ولعلَّ الفرجَ القريب يواتيني فأجيب، أو أواتيه فيستجيب، والله يتولاني وإياكم برحمته.
 
عودة
أعلى