الوقوف القرآنيّة الممنوعة

إنضم
23/05/2006
المشاركات
76
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
السلام عليكم !
هل استعمل أحد من علماء القراءات مصطلح (ألفاظ الكفر) في مبحثه عن الوقوف الممنوعة ؟ مع الشكر سلفًا .
 
الأخ الدكتور عمر حمدان ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد
فإني وجدت في بعض المخطوطات المتأخرة من استعمل مصطلح (ألفاظ الكفر) ، فقد جاء في آخر مخطوطة ( أرجوزة البيان في حكم تجويد القرآن ) لمحمد حسين الأصبهاني المحفوظة في مكتبة المتحف ببغداد برقم (1019) ما نصه : " فصل ، ثم اعلم بأن ألفاظ الكفر في القرآن العظيم في تسعة عشر موضعاً ، لا يجوز الوقف عليها عمداً ، فإن كان في الصلاة تفسد الصلاة بالإجماع ، فالأول:
قوله تعالى : (إن الله فقير ) ويقف ، ويبدأ : (ونحن أغنياء) [آل عمران: ١٨١] ،
والثاني ...
التاسع عشر : (وتب . ما) ويقف ، ويبدأ : (أغنى عنه ماله وما كسب) [المسد: ١ – ٢]
فيجب على القارئ أن يحذر من الوقف في هذه الأماكن ، لئلا يحصل له كفر ولا خطأ ".
وجاء هذا الفصل بنصه في مخطوطة أخرى ناقصة ليس عليها اسم المؤلف مؤرخة بسنة (1219هـ) ، وهي محفوظة في مكتبة المتحف ببغداد أيضاً ضمن مجموع برقم (37290/3).
وأتوقع أن يكون مضمون هذا الفصل يرجع إلى حقبة أقدم ، لكن المصادر الأخرى التي عندي لم أجد فيها ما يشير إلى ذلك ، والله أعلم .
 
كنت وقف إبَّان بحث الماجستير على مخطوط ينسب للشيخ أبي منصور الماتريدي ( 333) ، وهو موجود في مكتبة جامعة الملك سعود ، وقد ذكره الأستاذ الدكتور حكمت بشير في كتابه ( استدراكات على كتاب تاريخ التراث العربي في كتب التفسير)
قال : (( 74- رسالة فيما لا يجوز الوقف عليه في القرآن:
لأبي منصور: محمد بن محمد بن محمود السمرقندي الماتريدي ت 333 هـ.
ذكر سزكـين عدة نسخ لكن لم يذكر النسخ التالية:
- نسخة رامبور/ الهند برقم (280 التجويد 14137 D من ورقة 86 أ- 89 ب نسخت في القرن الثاني عشر الهجري، ونسخة أخرى بنفس رامبور برقم (281 التجويد) 8946 M من ورقة رقم 16 أ- 17 ب كتبت أيضا في القرن الثاني عشر الهجري.
- نسخـة جامعة الرياض برقم 2861 م/ 2 تقع في خمس ورقات بعنوان أوقاف الكفر وهي المواضع التي يكفر من يقف عليها عمدا في قراءة القرآن ونسخة أخرى بأربع ورقات بعنوان بيان أوقاف الكفر.... بنفس الجامعة.
- الظاهرية/ دمشق برقم 1011 ضمن مجموع في علوم القرآن من ورقه 34- 37 أ كتبت في سنة 1307 هـ بعنوان: مالا يجوز عليه الوقف.
نسختا دار الكتب/ القاهرة برقم 384 والأخرى برقم 609 مجاميع وكلتاهما بعنوان: رسالة فيما لا يجوز الوقف عليه .
وللسمرقندي الماتريدي أيضا)) .
وهي تحتاج إلى تصحيح النسبة .
أما علماء القراءة ، فإني وجدت كلامًا للداني ( ت : 444 ) يشير إلى هذا في قوله في الوقف الممنوع ( المكتفى / المرعشلي 150 ) : (( ومثله في القبح الوقف على قوله : ( فبهت الذي كفر والله ) ... فمن انقطع نفسه على ذلك وجب عليه أن يرجع إلى ما قبله ، ويصل الكلام بعضه ببعض ، فإن لم يفعل أثِم ، وكان ذلك من الخطأ العظيم الذي لو تعمده متعمد لخرج بذلك من دين الإسلام ؛ لإفراده من القرآن ما هو متعلق بما قبله ، أو بما بعده ، وكون إفراد ذلك افتراءً على الله عز وجل وجهلا به )) .ويلاحظ أن الداني اشترط العمد والقصد ؛ أي : أن يتقصَّد ذلك الوقف لما في نيته من سوء ، والعياذ بالله .
والموضوع بحاجة إلى مزيد بحث في أصل هذه الأوقاف ، وسبب تسميتها بذلك .
 
الحمد لله وحده، وبعد:
قد طالعت مخطوطا عندنا في المكتبة الوطنية بالجزائر وهي أرجوزة في أحكام التكبير للشيخ محمد بن المبارك، وبعده كتب الناسخ فصلا في مواضع يكفر الواقف عليها وهي 19 موضعا وسردها، وهو تحت رقم 2358 او 2362، وكأنها نفس التي ذكر الشيخ الدكتور غانم قدوري الحمد حفظه الله، والله أعلم
 
السلام عليكم .. وجاء في نهاية القول المفيد للشيخ محمد مكي نصر طبعة البابي الحليي1394هـ 168 و 176 ما نصه:فيما يوهم الوفف عليه والابتداء بما بعده وصفا لا يليق به تعالى أو يفهم معتى غير ماأراد الله تعالى كالوفف على قوله"إن الله لا يستحيي"و"إن الله لا يهدي" و.... فمن انقطع نفسه على شيء من ذلك وجب عليه أن يرجع إلى ما قبله ويصل الكلام بعضه ببعض فإن لم يفعل أثم وكان من الخطأ العظيم الذي لو تعمده متعمد لخرج بذلك عن دين الإسلام لإفراده من القرآن ماهو متعلق بما قبله أو بما بعده وكون إفراده ذلك افتراء على الله وجهلا به.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته !
أشكر للأساتذة الكرام على ما أدلوا به من معلومات قيّمة مفيدة . لقد لفت انتباهي هذا الموضوع في تأليف مخطوط عن القراءات السبع ، مجهول المؤلِّف ، مبتور البداية (حتّى سورة النساء) . كما يبدو أنّ هذا التأليف عبارة عن أصل وشرح ، حيث استخدم صاحب الأصل رموزًا لأصحاب القراءات ورواتهم ، بينما حَلَّهَا صاحبُ الشرح ، وللشارح تعليقات على مواضع في الوقوف ، لا يكفر فيها القارئ عنده بخلاف رأي صاحب التأليف ، منها (ورقة 76ب) على سبيل المثال ، لا الحصر : "فيها لفظ كفر , نحو قوله : ﴿فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ﴾ [23:79-24] ووقف فيها وابتدأ ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الأَعلَى﴾ [24:79] ، يكفر . وعندي لا يكفر , لأنّ مراد القارئ ليس كذلك , ويقول : أنا عبد ضعيف ، لا طاقة لي أن أقول مثل هذا , بل اللّه الواحد القهّار ، ربّي الأعلى ، وأنا عبده وهو مولاي . وهذا الكفر يظهر في النيّة ، لا في التلفّظ . واعتقاد القارئ على أنّ فرعون كفر لأجل هذا . أعاذنا اللّه وإيّاكم من الكفر وباللّه أعتصم" .
جاء في آخر المخطوط (ورقة 88ب) ما يبدو أنّه عنوان الكتاب مع ذكر اسم الناسخ وتاريخ النسخ على النحو التالي :
"تمّ كتاب التيسير المبارك بحمد الله وعونه وحسن توفيقه على يد ناسخه العبد الفقير الحقير المعترف بالذنب والتقصير ، أقلّ عباد الله تعالى ، الفقير محمّد الشافعيّ بن المرحوم الشيخ صالح بن خضير بن أحمد بن عليّ بن محمّد ، عفا الله عنهم وجميع المسلمين ، في تاريخ يوم الأربع [كذا] المبارك ، مستهلّ شهر ذي القعدة سنة 1111 . اللهم اغفر لكاتبه ولوالديه ولمن قرأه وطالع فيه ودعا له بالمغفرة وجميع المسلمين" .
لقد ذكر المؤلِّف في نهاية السور التي فيها ألفاظ كفر مواضعها ، ونصّ بالمقابل على السور التي لا يوجد فيها ألفاظ من هذا القبيل ، نحو (ورقة 79أ) : "ليس فيها من ألفاظ الكفر شيء . وبالله التوفيق وبه أعتصم وعليه أتوكّل" [فيها : يعني سورة الفجر (89)] .
من جهتي أحاول دراسة هذه الظاهرة والإحاطة بها والوقوف على بداياتها المتقدّمة . لذا اتّفق مع الأستاذ الدكتور الحمد ، حفظه الله ورعاه ، فيما أشار إليه من تلميح في نهاية مداخلته عن تقادم هذه الظاهرة : "وأتوقع أن يكون مضمون هذا الفصل يرجع إلى حقبة أقدم ، لكن المصادر الأخرى التي عندي لم أجد فيها ما يشير إلى ذلك ، والله أعلم" . وقد أكّد على ذلك الأستاذ الدكتور مساعد الطيّار ، حفظه الله ورعاه ، بما ذكره من الرسالة المنسوبة إلى الماتريديّ (333) فيما لا يجوز الوقف عليه في القرآن .
فهذا الموضوع لم يحظ باهتمام بالغ ولا بدراسة محيطة ، تكشف بدورها النقاب عن أهمّيّته القصوى في علم الوقف والابتداء في كتاب الله عزّ وجلّ ، كما أكّد الأستاذ الطيار من جانبه أيضًا على ذلك . بذلك تكون هذه المشاركات والمداخلات العلميّة من الأساتذة الأفاضل في هذا الملتقى الرائد بداية موفّقة في معالجة هذا الموضوع وطرحه . والله تعالى من وراء القصد ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
 
عودة
أعلى