د. جمال القرش
Member
الوقف والابتداء من سورة قريش والماعون والكوثر
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد، فهذه دراسة تطبيقية عملية على استخراج الوقف والابتداء من جزء عم
من كتابي ( فيض الرحمن في إعراب جزء عم 1429 هـ وإعراب جزء عم 1432هـ و دراسة الوقف والابتداء عام 1433 هـ)
راعيت فيها أن تكون طريقة ميسرة وكان عملي كما يلي:
أولا : اسم السورة ودلالتها والمحور العام والرابط بينها وبين ما قبلها والتفسير اللفظي
ثانيا: تطيبق على استخراج الجمل المستأنفة
ثالثا: تطبيق على استخراج الوقف والابتداء
ولم أرغب في الإكثار من المراجع خاصة من كتب الإعراب والتفسير خشية الإطالة ، سائلا الله تعالى أن ينفع به إنه ولي وذلك والقادر عليه ، فما كان من صواب فمن الله وحده وما كان من خطأ وزلل فمني والشيطان، والله الموفق والهادي إلى صراط مستقيم وكتبه/ جمال القرش
106- سُورَةِ قريش «1-4»
قُولُه تَعَالَى: ] لإِيلَافِ قُرَيْشٍ«1» إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ«2» فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ«3» الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ«4»
قريش: القليلة العربية المشهورة، تذكيرا لها بنعمة الله عليها، ليوحدوه ويشكروه
محور السورة نعم الله على قريش، ومكانة البيت الحرام
الرابط بينها وبين ما قبلها: بعد أن ذكر الله في سورة الفيل إهلاك أبرهة وجنوده عقب ذلك في سورة قريش بذكر امتنانه على قريش بتذكيرهم بنعم الله عليهم ليوحدوه ويعبدوه
التفسيبر اللفظي:
(1)- [ لإيلافِ قُرَيْشٍ ] اعجب يا محمد لِنعَمِ الله على قريش، في.
(2)- [ إِيلافِهِمْ] أن آلفهم فلا يشق عليهم، [ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ] إلى اليمن [ وَالصَّيْفِ ] إلى الشام، ومع هذه النعم يتركون عِبادة ربّ البَيْت.
(3)- [ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ]
(4)- [ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ ] قريشا [مِنْ جُوعٍ ].
(5)- [ وَآمَنَهُمْ] قريشا [ مِنْ خَوْفٍ ] من كل عدو في حرمهم
إعراب الجمل:
1. جملة: « يعبدوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن لم يعبدوه لأيّة نعمة فليعبدوه لإيلافهم فإنّها أظهر نعمة.
2. جملة: « أطعمهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول «الذي» .
3. جملة: « آمنهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
الوقف والابتداء :
من خلال ما سبق ظهر لنا أن في السورة جملة واحدة محتملة للاستئناف وهي جملة ( فليعبدوا رب هذا البيت)
والحكم بالاستئناف مبني على تعلق اللام في لإيلاف قريش
الأول : أن تتعلق اللام بآخر السورة السابقة، بإضمار فعل بأصحاب الفيل ذلك لأجل إيلاف قريش، وهذا وجه ضعيف لإجماع المسلمين على كونها سورة فصلت عن التي قبلها بالتسمية بين السورتين .القطع والائتناف / 784
الثاني : أن تتعلق اللام بـ ( فليعبدوا رب هذا البيت ) ، وعلى هذا التقدير فلا وقف على ( والصيف) لئلا يفصل بين العامل اللام في لـ ( لإيلاف ) والمعمول ( فليعبدوا)
الثالث : أن تتعلق اللام في « لإيلاف » بمقدر أي اعجبوا لإيلاف قريش ، وعلى هذا التقدير تكون مستأنفة ويوقف على ما قبلها وهو (والصيف) ويكون الوقف كافيا لاانقطاع العلاقة اللفظية مع اتصال المعنى عن قريش، وقد ذكر هذه الأوجه جمهور علماء الوقف والابتداء كاابن الأنباري والنحاس ، والداني وغيرهم ، والراجح والله تعالى أعالى وأعلم هو القول الثالث وهو تعلق اللام بـ ( اعجبوا) وعليه يكون الوقف كافيا على ( والصيف) [2]
قال الإمام أبو جعفر الطبري :
وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا أَنْ يُقَالَ: إِنَّ هَذِهِ اللَّامَ بِمَعْنَى التَّعَجُّبِ , وَأَنَّ مَعْنَى الْكَلَامِ: اعْجَبُوا لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ اهـ تفسير الطبري جامع البيان (24/ 649)
الوقف والابتداء :
الكوثر «كاف : للابتداء بعدها بفعل الأمر فصل مع التفات من التكلم إلى الغيبية، ولا وقف : لأنَّ الفاء السببية في مقام لام العلة، وانحر «تام : للابتداء للاختلاف الأسلوب من الإنشاء ( الأمر) إلى الإخبار.
107سورة الماعون
قُولُه تَعَالَى: ] أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ«1» فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ«2» وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ«3» فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ«4» الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ«5» الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ«6» وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ«7» [
الماعون: منافع مما يتغاوزه الناس فيما بينهم في العادة، تهديدًا ووعيدًا لمن يمنعونها عن الناس بخلا.
محور السورة:خصائص الجاحدين نعم الله
الرابط بينها وبين ما قبلها: بعد أن أمر الله قريش في سورة قريش بشكر نعمه بعبادته فهو المستحق لها وحده لأنه الذي أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف بين في سورة الماعون نموذجا ممن يجحدون نعم الله وهو المكذبب بالدين، ومن يدفع اليتيم، ولا يحث على طعام المسكين، ويهملون الصلاة، ويراؤون، ويمنعون الناس الماعون
التفسير اللفظي :
(1)- [ أرأيت ] يا محمد [ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ] بيوم البعث والجزاء.
(2)- [ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ] يدفع [ الْيَتِيمَ ] عن حقه دفعا عنيفا، أو يظلمه، ويقهره.
(3)- [ وَلا يَحُضُّ ] ولا يحثّ غيره [ عَلَى طَعَامِ] إطعام [ الْمِسْكِينِ ] المحتاج من الطعام
(4)- [ فَوَيْلٌ ] هلاك وواد في جهنم [ لِلْمُصَلِّينَ ] نِفاقًا أو رياءً.
(5)- [ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ ] يتغافلون عنها، ويتشاغلون، فيؤخرونها عن وقتها غَيْرُ مُبالين بها.
(6)- [ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ] بأعمالهم، فلَا يصلون لله، رغبة في ثواب، ولا رهبة من عقاب، إنما يردون مدح الناس لهم وثناءهم عليهم.
(7)- [ وَيَمْنَعُونَ] الناس[ الْمَاعُونَ ] منافع ما عندهم مما يَتعاوَرُه النّاس كالفأس، والقدر وغيرها بُخْلاً.
اعراب الجمل:
1. جملة: « رأيت ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
2. جملة: « يكذّب ... » لا محلّ لها صلة الموصول «الذي» وكذلك: « يدعّ ... »
3. جملة: « فذلك .. » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن سألت عنه فذلك .
4. جملة: « لا يحضّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يدعّ.
5. جملة: « ويل للمصلّين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
6. جملة: « هم ... ساهون» لا محلّ لها صلة الموصول وكذلك « هم يراءون ... »
7. جملة: « يراءون» في محلّ رفع خبر المبتدأ «هم» .
8. جملة: « يمنعون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يراءون.
الوقف والابتداء :
إذا تأملنا إعراب الجمل فسيظهر لنا
من خلال ما سبق ظهر لنا أن في السورة ثلاث جمل : واحدة مستأنفة واثنتان تحتملان الاستئناف.
أما المستأنفة : فهي جملة « ويل للمصلّين ... »
واللتان تحتملان الاستئناف والإعراب:
الأولى : جملة: « فذلك .. » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن سألت عنه فذلك ،
الثانية : جملة المقدرة : أعني « الذين هم يراؤون. » مستأنفة مقدرة
وعلى كل واحدة منهما تقدير في الوقف كما يلي
1. بالدين : وقف «كاف» لتناهي الاستفهام، ولا وقف إن اعتبر ما بعده معطوفا عليه، وهو مطلق عند السجاوندي ، وحسن عند الأشموني، ومصطلح الحسن عند الأشموني يعني به الكافي.
2. المسكين : وقف «تام» لأن ما بعده مبتدأ، وقد انتقل من الإخبار إلى التهديد والوعيد، وهو تام عند ابن الأنباري، والداني والأنصاري والأشموني. ومطلق عند السجاوندي. [3]
3. ساهون : كاف إن نصب الذين بتقدير أعنى الذين ولا وقف أن جعل نعتاً أو بدلاً والراجح أن يكون نعتا.
هذا والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم
108- سُورَةِ الكوثر «1-3»
قُولُه تَعَالَى: ] إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ«1» فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ«2» إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ«3»
الكوثر: اسم لنهر أعطاه الله رسوله في الجنة، بشارة له ×، ودلالة علو قدره وفضله.
محور السورة: المحور العام
إكرام الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بنهر الكوثر ودفاعه عنه
الرابط بينها وبين ما قبلها: بعد ذكر الله في سورة الماعون من يجحدون نعم الله وهو المكذبب بالدين، ومن يدفع اليتيم، ولا يحث على طعام المسكين، ويهملون الصلاة، ويراؤون، ويمنعون الناس الماعون[ ] ذكر في في سورة الكوثر جزاء الله تعالى وإنعامه لأفضل الخلق محمد× خير من شكر، بقوله: ( إنا أعطيناك الكوثر .. )
(1)- [ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ ] يا محمد [ الْكَوْثَرَ ] اسم لنهر أعطاه الله رسوله في الجنة، وصفه الله بالكثرة، لعِظَم قدره.
(2)- [ فَصَلِّ] يا محمد [ لِرَبِّكَ ] مخلصا له العبادة [ وَانْحَرْ ] واذبح لله مخلصا له الدين، وشكرا له على ما أعطاك من الكرامة.
[ إِنَّ شَانِئَكَ ] إن مبغضك يا محمد وعدوك وهو أحد مُشركي قريش، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب [ هُوَ الأبْتَرُ ] المنقطع أثره، الذي لَا عقب له
اعراب الجمل
1. جملة: « إنّا أعطيناك ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
2. جملة: « أعطيناك ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
3. جملة: « صلّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (أعطيناك) أو معطوفة على استئناف مقدّر أي انتبه لهذا فصلّ، أو جوابا لشرط مقدّر.
4. جملة: « انحر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلّ.
5. جملة: « إنّ شانئك هو الأبتر» لا محلّ لها استئنافيّة.
6. جملة ] هو الأبتر ] في محل رفع خبر إن
7. جملة ]فصلِّ] معطوفة على جملة « أَعْطَيْنَاكَ » .
إذا تأملنا إعراب الجمل فسيظهر لنا أن في السورة جملتين واحدة تحتمل الاستئناف والإعراب لما قبلها والثانية مستأنفة
1. جملة [فَصَلِّ لِرَبِّكَ]
2. جملة: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ »
أولا:: جملة [فَصَلِّ لِرَبِّكَ] ويحتمل فيها أن تكون لا محلّ لها معطوفة على جملة (أعطيناك) أو معطوفة على استئناف مقدّر أي انتبه لهذا فصلّ، أو جوابا لشرط مقدّر،أي : عن علمت هذا فصل لربك وانحر
3. ثانيا : جملة: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ » لا محلّ لها استئنافيّة
الوقف والابتداء
وبناء على ما سبق يكون أمامنا وقفان قبل هاتين الجملتين:
الأول: الوقف على ((الْكَوْثَرَ) وهو وقف «كاف» للالتفات من التكلّم في قوله ( إنا أعطيناك ) إلى الغيبة، فقال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانحر} أي وانحر له سبحانه، وهو وقف مطلق عند السجاوندي وجائز عن الأنصاري والأشموني[4].
ولا وقف إن جعل ما بعدها معطوفا على جملة (أعطيناك) ،
الثانية : الوقف على ((وَانْحَرْ) وهو وقف تام للابتداء بعدها بـ(إن) والانتقال من الأمر بالصلاة والنحر، إلى الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ونص على تمامه الإمام ابن الأنباري والداني[5].
والخلاصة:
الكوثر «كاف : للابتداء بعدها بفعل الأمر والالتفات ولا وقف : لأنَّ الفاء السببية في مقام لام العلة، وانحر «تام : للابتداء للاختلاف الأسلوب من الإنشاء ( الأمر) إلى الإخبار.هذا و الله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم
البحث من كتاب دراسة جزء عم لـ جمال القرش
[2] الإيضاح:( 2/ 985) ، والقطع والائتناف: (821)والمكتفى (239)، والمقصد: (91)، ومنار الهدى: (864)
[3] الإيضاح:( 2/ 988) ، والقطع والائتناف: (822)والمكتفى (239)، وعلل الوقوف: 1166 والمقصد: (92)، ومنار الهدى: (864)
[4]علل الوقوف: 1168 والمقصد: (94)، ومنار الهدى: (865)
[5] الإيضاح:( 2/ 989) : (822)والمكتفى (240)
برامج تعليمية:
شرائح بور
https://vb.tafsir.net/tafsir43196/
تعليم سورة ( قريش - الماعون - الكوثر ) الحلقة 10
https://www.youtube.com/watch?v=Yih2DSCBGMg&list=PLmb8RzdWIRwQ1qhSLyQgjHmn6y8ERXDC1
برنامج زاد المقرئين
سورة الماعون الكوثر الكافرون النصر المسد
https://www.youtube.com/watch?v=BAgrB4-1wjQ&list=PL9F7BE55B51C8834C&index=2
https://www.youtube.com/watch?v=dqg-h6rC-3c
العيش مع القرآن
http://midad.com/collection/455832/العيش-مع-القرآن-الكريم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد، فهذه دراسة تطبيقية عملية على استخراج الوقف والابتداء من جزء عم
من كتابي ( فيض الرحمن في إعراب جزء عم 1429 هـ وإعراب جزء عم 1432هـ و دراسة الوقف والابتداء عام 1433 هـ)
راعيت فيها أن تكون طريقة ميسرة وكان عملي كما يلي:
أولا : اسم السورة ودلالتها والمحور العام والرابط بينها وبين ما قبلها والتفسير اللفظي
ثانيا: تطيبق على استخراج الجمل المستأنفة
ثالثا: تطبيق على استخراج الوقف والابتداء
ولم أرغب في الإكثار من المراجع خاصة من كتب الإعراب والتفسير خشية الإطالة ، سائلا الله تعالى أن ينفع به إنه ولي وذلك والقادر عليه ، فما كان من صواب فمن الله وحده وما كان من خطأ وزلل فمني والشيطان، والله الموفق والهادي إلى صراط مستقيم وكتبه/ جمال القرش
106- سُورَةِ قريش «1-4»
قُولُه تَعَالَى: ] لإِيلَافِ قُرَيْشٍ«1» إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ«2» فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ«3» الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ«4»
قريش: القليلة العربية المشهورة، تذكيرا لها بنعمة الله عليها، ليوحدوه ويشكروه
محور السورة نعم الله على قريش، ومكانة البيت الحرام
الرابط بينها وبين ما قبلها: بعد أن ذكر الله في سورة الفيل إهلاك أبرهة وجنوده عقب ذلك في سورة قريش بذكر امتنانه على قريش بتذكيرهم بنعم الله عليهم ليوحدوه ويعبدوه
التفسيبر اللفظي:
(1)- [ لإيلافِ قُرَيْشٍ ] اعجب يا محمد لِنعَمِ الله على قريش، في.
(2)- [ إِيلافِهِمْ] أن آلفهم فلا يشق عليهم، [ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ] إلى اليمن [ وَالصَّيْفِ ] إلى الشام، ومع هذه النعم يتركون عِبادة ربّ البَيْت.
(3)- [ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ]
(4)- [ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ ] قريشا [مِنْ جُوعٍ ].
(5)- [ وَآمَنَهُمْ] قريشا [ مِنْ خَوْفٍ ] من كل عدو في حرمهم
إعراب الجمل:
1. جملة: « يعبدوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن لم يعبدوه لأيّة نعمة فليعبدوه لإيلافهم فإنّها أظهر نعمة.
2. جملة: « أطعمهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول «الذي» .
3. جملة: « آمنهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
الوقف والابتداء :
من خلال ما سبق ظهر لنا أن في السورة جملة واحدة محتملة للاستئناف وهي جملة ( فليعبدوا رب هذا البيت)
والحكم بالاستئناف مبني على تعلق اللام في لإيلاف قريش
الأول : أن تتعلق اللام بآخر السورة السابقة، بإضمار فعل بأصحاب الفيل ذلك لأجل إيلاف قريش، وهذا وجه ضعيف لإجماع المسلمين على كونها سورة فصلت عن التي قبلها بالتسمية بين السورتين .القطع والائتناف / 784
الثاني : أن تتعلق اللام بـ ( فليعبدوا رب هذا البيت ) ، وعلى هذا التقدير فلا وقف على ( والصيف) لئلا يفصل بين العامل اللام في لـ ( لإيلاف ) والمعمول ( فليعبدوا)
الثالث : أن تتعلق اللام في « لإيلاف » بمقدر أي اعجبوا لإيلاف قريش ، وعلى هذا التقدير تكون مستأنفة ويوقف على ما قبلها وهو (والصيف) ويكون الوقف كافيا لاانقطاع العلاقة اللفظية مع اتصال المعنى عن قريش، وقد ذكر هذه الأوجه جمهور علماء الوقف والابتداء كاابن الأنباري والنحاس ، والداني وغيرهم ، والراجح والله تعالى أعالى وأعلم هو القول الثالث وهو تعلق اللام بـ ( اعجبوا) وعليه يكون الوقف كافيا على ( والصيف) [2]
قال الإمام أبو جعفر الطبري :
وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا أَنْ يُقَالَ: إِنَّ هَذِهِ اللَّامَ بِمَعْنَى التَّعَجُّبِ , وَأَنَّ مَعْنَى الْكَلَامِ: اعْجَبُوا لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ اهـ تفسير الطبري جامع البيان (24/ 649)
الوقف والابتداء :
الكوثر «كاف : للابتداء بعدها بفعل الأمر فصل مع التفات من التكلم إلى الغيبية، ولا وقف : لأنَّ الفاء السببية في مقام لام العلة، وانحر «تام : للابتداء للاختلاف الأسلوب من الإنشاء ( الأمر) إلى الإخبار.
107سورة الماعون
قُولُه تَعَالَى: ] أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ«1» فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ«2» وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ«3» فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ«4» الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ«5» الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ«6» وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ«7» [
الماعون: منافع مما يتغاوزه الناس فيما بينهم في العادة، تهديدًا ووعيدًا لمن يمنعونها عن الناس بخلا.
محور السورة:خصائص الجاحدين نعم الله
الرابط بينها وبين ما قبلها: بعد أن أمر الله قريش في سورة قريش بشكر نعمه بعبادته فهو المستحق لها وحده لأنه الذي أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف بين في سورة الماعون نموذجا ممن يجحدون نعم الله وهو المكذبب بالدين، ومن يدفع اليتيم، ولا يحث على طعام المسكين، ويهملون الصلاة، ويراؤون، ويمنعون الناس الماعون
التفسير اللفظي :
(1)- [ أرأيت ] يا محمد [ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ] بيوم البعث والجزاء.
(2)- [ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ] يدفع [ الْيَتِيمَ ] عن حقه دفعا عنيفا، أو يظلمه، ويقهره.
(3)- [ وَلا يَحُضُّ ] ولا يحثّ غيره [ عَلَى طَعَامِ] إطعام [ الْمِسْكِينِ ] المحتاج من الطعام
(4)- [ فَوَيْلٌ ] هلاك وواد في جهنم [ لِلْمُصَلِّينَ ] نِفاقًا أو رياءً.
(5)- [ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ ] يتغافلون عنها، ويتشاغلون، فيؤخرونها عن وقتها غَيْرُ مُبالين بها.
(6)- [ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ] بأعمالهم، فلَا يصلون لله، رغبة في ثواب، ولا رهبة من عقاب، إنما يردون مدح الناس لهم وثناءهم عليهم.
(7)- [ وَيَمْنَعُونَ] الناس[ الْمَاعُونَ ] منافع ما عندهم مما يَتعاوَرُه النّاس كالفأس، والقدر وغيرها بُخْلاً.
اعراب الجمل:
1. جملة: « رأيت ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
2. جملة: « يكذّب ... » لا محلّ لها صلة الموصول «الذي» وكذلك: « يدعّ ... »
3. جملة: « فذلك .. » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن سألت عنه فذلك .
4. جملة: « لا يحضّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يدعّ.
5. جملة: « ويل للمصلّين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
6. جملة: « هم ... ساهون» لا محلّ لها صلة الموصول وكذلك « هم يراءون ... »
7. جملة: « يراءون» في محلّ رفع خبر المبتدأ «هم» .
8. جملة: « يمنعون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يراءون.
الوقف والابتداء :
إذا تأملنا إعراب الجمل فسيظهر لنا
من خلال ما سبق ظهر لنا أن في السورة ثلاث جمل : واحدة مستأنفة واثنتان تحتملان الاستئناف.
أما المستأنفة : فهي جملة « ويل للمصلّين ... »
واللتان تحتملان الاستئناف والإعراب:
الأولى : جملة: « فذلك .. » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن سألت عنه فذلك ،
الثانية : جملة المقدرة : أعني « الذين هم يراؤون. » مستأنفة مقدرة
وعلى كل واحدة منهما تقدير في الوقف كما يلي
1. بالدين : وقف «كاف» لتناهي الاستفهام، ولا وقف إن اعتبر ما بعده معطوفا عليه، وهو مطلق عند السجاوندي ، وحسن عند الأشموني، ومصطلح الحسن عند الأشموني يعني به الكافي.
2. المسكين : وقف «تام» لأن ما بعده مبتدأ، وقد انتقل من الإخبار إلى التهديد والوعيد، وهو تام عند ابن الأنباري، والداني والأنصاري والأشموني. ومطلق عند السجاوندي. [3]
3. ساهون : كاف إن نصب الذين بتقدير أعنى الذين ولا وقف أن جعل نعتاً أو بدلاً والراجح أن يكون نعتا.
هذا والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم
108- سُورَةِ الكوثر «1-3»
قُولُه تَعَالَى: ] إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ«1» فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ«2» إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ«3»
الكوثر: اسم لنهر أعطاه الله رسوله في الجنة، بشارة له ×، ودلالة علو قدره وفضله.
محور السورة: المحور العام
إكرام الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بنهر الكوثر ودفاعه عنه
الرابط بينها وبين ما قبلها: بعد ذكر الله في سورة الماعون من يجحدون نعم الله وهو المكذبب بالدين، ومن يدفع اليتيم، ولا يحث على طعام المسكين، ويهملون الصلاة، ويراؤون، ويمنعون الناس الماعون[ ] ذكر في في سورة الكوثر جزاء الله تعالى وإنعامه لأفضل الخلق محمد× خير من شكر، بقوله: ( إنا أعطيناك الكوثر .. )
(1)- [ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ ] يا محمد [ الْكَوْثَرَ ] اسم لنهر أعطاه الله رسوله في الجنة، وصفه الله بالكثرة، لعِظَم قدره.
(2)- [ فَصَلِّ] يا محمد [ لِرَبِّكَ ] مخلصا له العبادة [ وَانْحَرْ ] واذبح لله مخلصا له الدين، وشكرا له على ما أعطاك من الكرامة.
[ إِنَّ شَانِئَكَ ] إن مبغضك يا محمد وعدوك وهو أحد مُشركي قريش، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب [ هُوَ الأبْتَرُ ] المنقطع أثره، الذي لَا عقب له
اعراب الجمل
1. جملة: « إنّا أعطيناك ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
2. جملة: « أعطيناك ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
3. جملة: « صلّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (أعطيناك) أو معطوفة على استئناف مقدّر أي انتبه لهذا فصلّ، أو جوابا لشرط مقدّر.
4. جملة: « انحر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلّ.
5. جملة: « إنّ شانئك هو الأبتر» لا محلّ لها استئنافيّة.
6. جملة ] هو الأبتر ] في محل رفع خبر إن
7. جملة ]فصلِّ] معطوفة على جملة « أَعْطَيْنَاكَ » .
إذا تأملنا إعراب الجمل فسيظهر لنا أن في السورة جملتين واحدة تحتمل الاستئناف والإعراب لما قبلها والثانية مستأنفة
1. جملة [فَصَلِّ لِرَبِّكَ]
2. جملة: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ »
أولا:: جملة [فَصَلِّ لِرَبِّكَ] ويحتمل فيها أن تكون لا محلّ لها معطوفة على جملة (أعطيناك) أو معطوفة على استئناف مقدّر أي انتبه لهذا فصلّ، أو جوابا لشرط مقدّر،أي : عن علمت هذا فصل لربك وانحر
3. ثانيا : جملة: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ » لا محلّ لها استئنافيّة
الوقف والابتداء
وبناء على ما سبق يكون أمامنا وقفان قبل هاتين الجملتين:
الأول: الوقف على ((الْكَوْثَرَ) وهو وقف «كاف» للالتفات من التكلّم في قوله ( إنا أعطيناك ) إلى الغيبة، فقال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانحر} أي وانحر له سبحانه، وهو وقف مطلق عند السجاوندي وجائز عن الأنصاري والأشموني[4].
ولا وقف إن جعل ما بعدها معطوفا على جملة (أعطيناك) ،
الثانية : الوقف على ((وَانْحَرْ) وهو وقف تام للابتداء بعدها بـ(إن) والانتقال من الأمر بالصلاة والنحر، إلى الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ونص على تمامه الإمام ابن الأنباري والداني[5].
والخلاصة:
الكوثر «كاف : للابتداء بعدها بفعل الأمر والالتفات ولا وقف : لأنَّ الفاء السببية في مقام لام العلة، وانحر «تام : للابتداء للاختلاف الأسلوب من الإنشاء ( الأمر) إلى الإخبار.هذا و الله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم
البحث من كتاب دراسة جزء عم لـ جمال القرش
[2] الإيضاح:( 2/ 985) ، والقطع والائتناف: (821)والمكتفى (239)، والمقصد: (91)، ومنار الهدى: (864)
[3] الإيضاح:( 2/ 988) ، والقطع والائتناف: (822)والمكتفى (239)، وعلل الوقوف: 1166 والمقصد: (92)، ومنار الهدى: (864)
[4]علل الوقوف: 1168 والمقصد: (94)، ومنار الهدى: (865)
[5] الإيضاح:( 2/ 989) : (822)والمكتفى (240)
برامج تعليمية:
شرائح بور
https://vb.tafsir.net/tafsir43196/
تعليم سورة ( قريش - الماعون - الكوثر ) الحلقة 10
https://www.youtube.com/watch?v=Yih2DSCBGMg&list=PLmb8RzdWIRwQ1qhSLyQgjHmn6y8ERXDC1
برنامج زاد المقرئين
سورة الماعون الكوثر الكافرون النصر المسد
https://www.youtube.com/watch?v=BAgrB4-1wjQ&list=PL9F7BE55B51C8834C&index=2
https://www.youtube.com/watch?v=dqg-h6rC-3c
العيش مع القرآن
http://midad.com/collection/455832/العيش-مع-القرآن-الكريم