الوقف والابتداء في آيات الصيام

إنضم
22/05/2006
المشاركات
2,552
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
59
الإقامة
الرياض
الوقف والابتداء في آيات الصيام
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، فهذه مقتطفات من كتاب ( نفائس الوقف والابتداء ) وقد خصصتها في أيات الصيام سائلا الله تعالى أن ينفع بها هو ولي ذلك والقادر عليه ، وكتبه /جمال القرش الرياض/ 1/9/1438 هـ
الأية الأولى :
قوله تعالى : ( (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{183}
المعنى العام:
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ أي فرض الله عليكم الصيام كما فرضه على الأمم الذين قبلكم; لعلكم تخشون ربكم, فتجعلون بينكم وبين المعاصي وقاية بطاعته وعبادته وحده.
الوقف والابتداء :
لا وقف من بداية الأية إلى أخرها لأن جميع الجمل فيها معربة لما قبلها باستثناء جملة النداء «يأيّها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام ... » لا محلّ لها استئنافيّة، والوقف على ما قبلها من قوله تعالى : ( غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) تام: وهو قول ابن الأنباري والأنصاري، والأشموني[1] لأن ما قبلها نهاية الكلام عن الوصية ، وما بعده عن الصيام ورمضان من قوله تعاتلى : {فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }البقرة182
وقيل : كاف: وهو قول النحاس و الداني[2]
الوقف على قوله (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
من أقوال علماء الوقف والابتداء
جائز : وهوقول الأنصاري ، والأشموني[3]
قبيح : وهو قول : ابن الأنباري والداني[4]
مناقشة الأقوال :
لا وقف: لأن «أيامًا» منصوب على الظرف، أي: كتب عليكم الصيام في أيام معدودات، فلا يفصل بين الظرف وبين ما عمل فيه من الفعل
وقيل: منصوب؛ على أنه مفعول ثان لـ «كتب»، أي: كتب عليكم أن تصوموا أيامًا معدودات.
أو جعل بدلًا من «أيام معدودات»، كأنه قال: أيامًا معدودات شهر رمضان، والبدل والمبدل منه كالشيء الواحد،
جائز : باعتبار أنها رأس أية .
وباقي جمل الأية معربة لما قبلها كما يلي:
جملة: «كتب على الذين ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.[5]
جملة: « لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ » لا محلّ لها تعليليّة.
جملة: «تتّقون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
هذا والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم
[1] إيضاح الوقف والابتداء (1/ 543)، و المقصد (ص: 18) ، ومنار الهدى (1/ 98)
[2] القطع والائتناف: 91 والمكتفى (ص: 29)
[3] المقصد (ص: 18) ، ومنار الهدى (1/ 98)
[4] المكتفى (ص: 29)، و إيضاح الوقف والابتداء (1/ 543)،
[5] الجدول في إعراب القرآن (2/ 369)
(البحث من كتاب: نفائس الوقف والابتداء لـ جمال القرش)
 
الوقف والابتداء في أيات الصيام رقم (2)
أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{184}
المعنى العام :
فرض الله عليكم صيام أيام معلومة العدد وهي أيام شهر رمضان. فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أي: يشق عليه الصوم, أَوْ عَلَى سَفَرأو مسافرًا فله أن يفطر, فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وعليه أن يصوم عددا من أيام أُخَر بقدر ما أفطر فيها، يصومها بدل ما أفطر
* (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) وعلى الذين يتكلفون الصيام ويشقُّ عليهم مشقة غير محتملة كالشيخ الكبير, والمريض الذي لا يُرْجَى شفاؤه, فدية عن كل يوم يفطره, وهي طعام مسكين,
وكانوا مخيرين في صدر الإسلام بين الصوم والفدية ثم نسخ بتعيين الصوم بقوله ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه) ، قال ابن عباس: إلا الحامل والمرضع إذا أفطرتا خوفا على الولد فإنها باقية بلا نسخ في حقهما
* (فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ) فمن زاد في قدر الفدية على القدر المذكور في الفدية تبرعًا منه فهو خير له,
* (وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{184}وصيامكم خير لكم -مع تحمُّل المشقة- من الإفطار والفدية, إن كنتم تعلمون ذلك الفضل العظيم للصوم أنه خير لكم فافعلوه [1]
الوقف والابتداء :
حتى نعرف الوقف والابتداء نبحث عن الجمل المستأنفة ، أو عطف الجمل وهي الجملة التي تمثل وحدة متكاملة أي يمكن أن تكفي بنفسها، وفي الأية الكريمة ، يوجد خمس جمل أربع منها معطوفة على ما قبلها ، وواحدة مستأنفة فأما المعطوفة فهي كما يلي :
1. جملة: «من كان منكم مريضا» لا محلّ لها معطوفة على جملة كتب عليكم الصيام.
2. وجملة «وعلى الذين يطيقونه فدية» معطوفة على جملة «من كان منكم مريضا» ،
3. جملة: «من تطوّع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ
4. المصدر المؤول «وأن تصوموا خير لكم» :وهي جملة اسمية أي صيامكم خير لكم، وهي لا محلّ لها معطوفة على جملة من كان منكم مريضا [2]
وهذه الجمل يمكن أن تمثل وحدة متكاملة قائمة بذاتها ، ولذلك يمكن أن تكون في مقام المستأنفة. وأما الجملة الباقية المستأنفة فهي جملة «إن كنتم تعلمون» مستأنفة لا محل لها، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، أي : إن كنتم تعلمون ذلك الفضل العظيم للصوم أنه خير لكم فافعلوه
وبناء على ماسبق يجوز لنا أن نقف على ما قبل هذه الجمل أي على كلمة ( معدوات، أيام أخر، مسكين ، خير له ، تعلمون)
والوقف عليها جميعا كافيا لاتصال المعنى عن أحكام الصيام، وباعتبار أن كل جملة مستقلة عن الأخرى وتتكون من المبتدأ والخبر، باستثاء الموضع الأخير
الوقف على : (تعْلَمُون)
ففيه فيها ثلاثة أوجه
تام، وقيل كاف، وقيل لا وقف
تام إن رفع شهر رمضان بالابتداء وجعل خيره «الذي أنزل فيه القرآن»،
وكاف إن رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: المفترض عليكم شهر رمضان.
وليس بوقف إن جعل بدلًا من «أيام معدودات»، أو من الصيام، ولا يفصل بين البدل والمبدل منه
أقوال علماء الوقف والابتداء:
الوقف على : (مَّعْدُودَاتٍ ، أُخَرَ، مِسْكِينٍ)
فقد حكم الإمم الداني على هذه المواضع بالكافي، وحكم عليها ابن الأنباري والأشموني، بالحسن، والحسن عندهما في حكم الكافي، وحكم عليها الأنصاري بالحسن وهو عنده في مقام التام لكنه أقل درجة[3].
الوقف على : (خَيْرٌ لَّه)
حسن : وهو قول ابن الأنباري والأشموني
كاف : وهو قول الداني، والأنصاري[4]
الوقف على : (تعْلَمُون)
فيها ثلاثة أوجه
تام، وقيل كاف، وقيل لا وقف :
جوزه ابن الأنباري ، والداني، والأنصاري والأشموني[5]
هذا والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[1] نظر تفسير الطبري (3/ 385)، و ابن كثير (1/ 365)، والسعدي (ص: 86)، و أضواء البيان (8/ 174)، والتفسير الميسر.
[2] الجدول في إعراب القرآن (2/ 371)، والمجتبى من مشكل إعراب القرآن (1/ 65)
[3] إيضاح الوقف والابتداء (1/ 543)، والمكتفى (ص: 29) و المقصد (ص: 18) ، ومنار الهدى (1/ 98)
[4] نفس المرجع السابق
[5] نفس المرجع السابق
(نفائس الوقف والابتداء لـ جمال القرش)
 
الأية الثالثة من أيات الصيام : (185)
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{185}
مالوقفات الجائزة في الآية الثالثة من أيات الصيام وهي قوله تعالى
المعنى العام :
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ الذي إنزل فيه القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر
هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
هداية للناس إلى الحق, وهو آيات واضحات فيه أوضح الدلائل على هدى الله,
وفارق بين الحق والباطل.
فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ
فمن حضر منكم الشهر وكان صحيحًا مقيمًا فليصم نهاره.
وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
أي فيُرخَّص له الفطر, ثم يقضي عدد تلك الأيام.
يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ أي والسهولة في شرائعه
وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ أي : المشقة, ولذا أباح لكم الفطر في المرض والسفر
وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ ولتكملوا عدة الصيام
وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ ولتختموا الصيام بتكبير الله في عيد الفطر, ولتعظموه عَلَى مَا هَدَاكُمْ على هدايته لكم ، حيث أرشدكم لمعالم دينه
وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ على ما أنعم به عليكم من الهداية والتوفيق والتيسير[1].
الوقف والابتداء:
1. والفرقان : كاف لعطف الجملة بعدها وانفصالها عنها، وقيل تام للابتداء بعدها بالشرط، وقيل جائز لوجود فاء التعقيب.
2. فَلْيَصُمْهُ: كاف للابتداء بشرط أخر، وعطف الجملة بعدها وانفصالها عنها.
3. مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ : تام للانتقال من الشرط إلى الإخبار بعدها في يريد الله.
4. يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ: لا وقف لتعلق اللام بـ بيسر، والتقدير لييسر عليكم ولتكملوا العدة، أو ويريد لتكملوا العدة، وكاف: لتعلقها بمحذوف تقديره: وفعل هذا لتكملوا العدة، والراجح عدم الوقف.
أقوال علماء الوقف :
والفرقان :
1. حسن ، وهو قول ابن الأنباري
2. التفصيل بين الكافي والحسن، وهو قول: الداني والأنصري، والأشموني[2]
3. جائز : وهو قول السجاوندي[3]
فليصمه :
1. كاف : وهو قول الأنصاري
2. حسن : وهو قول الأشموني
3. مطلق وهو قول السجاوندي
ولم يذكر ابن الأنباري، والداني وقفا.
أخر:
1. حسن عن الأشموني
2. مطلق وهو قول السجاوندي
ولم يذكر ابن الأنباري، والداني والأنصاري وقفا[4].
الْعُسْرَ :
1. حسن عند الأشموني
2. مجوز : وهو قول السجاوندي
هذا والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(نفائس الوقف والابتداء لـ جمال القرش)
[1] نظر تفسير الطبري (3/ 385)، و ابن كثير (1/ 365)، والسعدي (ص: 86)، و أضواء البيان (8/ 174)، والتفسير الميسر.
[2] إيضاح الوقف والابتداء (1/ 543)، والمكتفى (ص: 29) و المقصد (ص: 18) ، ومنار الهدى (1/ 98)
[3] علل الوقوف 275
[4] إيضاح الوقف والابتداء (1/ 543)، والمكتفى (ص: 29) و المقصد (ص: 18) ، ومنار الهدى (1/ 98)
 
الأية الرابعة من أيات الصيام : (186)
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186
المعنى العام :
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ
وإذا سألك -أيها النبي- عبادي عني أين أنا؟ فقل لهم: إني قريبٌ منهم بعلمي أسمع دُعاءهم
أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
فليطيعوني فيما أمرتهم به ونهيتهم عنه, وليؤمنوا بي قولا واعتقادا وعملا بشرعي, لعلهم يهتدون إلى مصالح دينهم ودنياهم.
مالوقفات الجائزة في الآية الرابعة من أيات الصيام وهي قوله تعالى
الوقف والابتداء
يعرف الوقف من خلال استخراج الجمل المستأنفة
توجد جملتان : يحتمل فيهما الاستئناف، وعدمه، فعلى الاستنئاف يجوز الوقف على ما قبلها وعلى أنها معربة لما قبلها فلا وقف .
الأولى: جملة: «أجيب دعوة الداع »
الثانية : جملة: «فيستجيبوا لي»
وبناء على ذلك يوجد وفقان جائزان قبل هاتين الجملتين:
1. قريب: كاف على استئناف ما بعده، ولا وقف إذا اعتبرت في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) . [1]
2. دعان: كاف لتعلقها بجواب شرط مقدّر أي إذا كنت كذلك فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي[2].
ونهاية الأية يرشدون: تام لاختلاف الموضوع بعده
هذه والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[1]وهو مطلق: عند السجاوندي، وصالح: عند الأنصاري، وحسن: عند الأشموني
ولم يذكر ابن الأنباري، والداني وقفا. انظر : المكتفى (ص: 30)، علل الوقوف : 277 ، والمقصد (ص: 18)، ومنار الهدى (1/ 99)
[2] دعان: صالح: عند الأنصاري، حسن: عند الأشموني لا وقف: عند السجاوندي
ولم يذكر ابن الأنباري، والداني وقفا، انظر : المكتفى (ص: 30)، علل الوقوف : 277 ، والمقصد (ص: 18)، ومنار الهدى (1/ 99)
 
عودة
أعلى