بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام وبعد
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنتم بخير تقبل الله طاعتكم وغفر لكم
أما هذا الحرف فيجوز بلا خلاف الوقف عليه بالسكون المحض أو الروم لأنه على لغة من أدغم المطلق (الحرف الأول متحرك والثاني ساكن) -أظنها لغة تميم لأذكر صراحة يدغمون المطلق ويدغمون المشدد فيقولون الحَق قَّال- لأنه ألقى حركة الحرف الأول منهما على الثاني فأصبحت (يُشَآقْقِ) فوجب فيه الإدغام كمن قرأ (وَالْعَصِرْ / وَالْفَجِرْ) فرارا من التقاء الساكنين حال الوقف وجاز فيه هذه الكلمة النقل على الثاني للتخفيف لأن قبلها ألف فيعوض عن الحركة بالمدة فيجوز فيها الإدغام وليس المراد بإنها كسرة التقاء الساكنين إذا لا يجوز ان تشدد القاف فيحصل ساكنين وقبله ألف ساكن وبعدها حرف ساكن فيجتمع أربع سواكن وهو خارج عن لغة العرب (ولا يجتمع ثلاث سواكن إلا الحرف الأول مد والثاني مدغم في الثالث في حالة الوقف حصرا) فإن كسرة القاف كسرة أصلية وهي حركة الأولى منهما ألقيت على الثانية ثم أدغمت للتماثل
أما سبب تفرد هذا الحرف في سورة الحشر (وَمَن يُشَآقِّ اللهَ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ) لأنه ليس في القرآن غيره تفرد بلفظ الله فباقي المواضع بلفظ (يُشَاقِقِ اللهَ وَرَسُولَهُ) بلفظ الرسول بعد لفظ الجلالة جل علاه والزيادة في المبنى زيادة في المعنى فكأنما العذاب يتأخر برحمة الله ثم رحمة رسوله أما عندما تفرد بلفظ الجلالة جل علاه كان العذاب سريعا كما كان رضاه كذا حين قال (يَرْضَهُ لَكُمْ) واستغنى عن الصلة للعلة المعنوية
ويجب الإشارة أن هذه القاف الثانية (يُشَاقِقِ) كسرتها عارضة لا يوقف عليها بالروم البتة والله تعالى أعلى وأعلم
هذا إن أصبت فمن الله وحده وتوفيقه وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان فأتبرأ من حولي وقوتي وعلمي إلى حول الله وقوته وعلمه فهو أعلى وأعلم وأقوى
دمتم سالمين
