أبومجاهدالعبيدي1
New member
- إنضم
- 02/04/2003
- المشاركات
- 1,760
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 36
- الإقامة
- السعودية
- الموقع الالكتروني
- www.tafsir.org
جاء في كتاب ذم التأويل لابن قدامة المقدسي :
(فقوله تعالى :(هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله ) [آل عمران:7] . فذم مبتغي تأويل المتشابه ، وقرنه بمبتغي الفتنة في الذم ثم أخبر أنه لا يعلم تأويله غير الله تعالى ، فإن الوقف الصحيح عند أكثر أهل العلم على قوله :(إلا الله ) ولا يصح قول من زعم أن الراسخين يعلمون تأويله لوجوه :
[color=0033CC]أحدها :[/color] أن الله ذم مبتغي التأويل ، ولو كان معلوما للراسخين لكان مبتغيه ممدوحا غير مذموم .
[color=0033CC]الثاني :[/color] أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فهم الذين عنى الله فاحذروهم ) . يعني كل من اتبع المتشابه فهو من الذين في قلوبهم زيغ ، فلو علمه الراسخون لكانوا باتباعه مذمومين زائغين ، والآية تدل على مدحهم ، والتفريق بينهم وبين الذين في قلوبهم زيغ ، وهذا تناقض .
[color=0033CC]الثالث :[/color] أن الآية تدل على أن الناس قسمان ، لأنه قال : { فأما الذين في قلوبهم زيغ } ، وأما لتفصيل الجمل ، فهي دالة على تفصيل فصلين أحدهما : الزائغون المتبعون للمتشابه ، والثاني : الراسخون في العلم . ويجب أن يكون كل قسم مخالفا للآخر فيما وصف به ، فيلزم حينئذ أن يكون الراسخون مخالفين للزائغين في ترك اتباع المتشابه مفوضين إلى الله تعالى بقولهم : آمنا به كل من عند ربنا ، تاركين لابتغاء تأويله . وعلى قولنا يستقيم هذا المعنى ، ومن عطف الراسخين في العلم أخل بهذا المعنى ، ولم يجعل الراسخين قسما آخر ، ولا مخالفين للقسم المذموم فيما وصفوا به فلا يصح .
[color=0033CC]الرابع :[/color] أنه لو أراد العطف لقال : ويقولون ( بالواو ) لأن التقدير : والراسخون في العلم يعلمون تأويله ويقولون .
[color=0033CC]الخامس :[/color] أن قولهم { آمنا به كل من عند ربنا } كلام يشعر بالتفويض والتسليم لما لم يعلموه لعلمهم بأنه من عند ربهم ، كما أن المحكم المعلوم معناه من عنده .
[color=0033CC]السادس :[/color] أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا إذا رأوا من يتبع المتشابه ، ويسأل عنه ، استدلوا على أنه من أهل الزيغ . ولذلك عد عمر صبيغا من الزائغين ، حتى استحل ضربه وحبسه ، وأمر الناس بمجانبته ، ثم أقرأ صبيغ بعد بصدق عمر في فراسته فتاب وأقلع وانتفع ، وعصم بذلك من الخروج مع الخوارج ، ولو كان معلوما للراسخين لم يجز ذلك .
[color=0033CC]السابع :[/color] أنه لو كان معلوما للراسخين لوجب أن لا يعلمه غيرهم ، لأن الله تعالى نفى علمه عن غيرهم ، فلا يجوز حينئذ أن يتناول إلا من ثبت أنه من الراسخين ، ويحرم التأويل على العامة كلهم والمتعلمين الذين لم ينتهوا إلى درجة الرسوخ ، والخصم في هذا يجوز التأويل لكل أحد ، فقد خالف النص على كل تقدير .
فثبت بما ذكرناه من الوجوه : أن تأويل المتشابه لا يعلمه إلا الله تعالى ، وأن متبعه من أهل الزيغ ، وأنه محرم على كل أحد .) انتهى
أرجو من الإخوة إبداء رأيهم حول هذا الكلام وخاصة شيخنا مساعد الطيار ، فقد سبق أن سمعت منه كلامأ حول هذا الوقف .
(فقوله تعالى :(هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله ) [آل عمران:7] . فذم مبتغي تأويل المتشابه ، وقرنه بمبتغي الفتنة في الذم ثم أخبر أنه لا يعلم تأويله غير الله تعالى ، فإن الوقف الصحيح عند أكثر أهل العلم على قوله :(إلا الله ) ولا يصح قول من زعم أن الراسخين يعلمون تأويله لوجوه :
[color=0033CC]أحدها :[/color] أن الله ذم مبتغي التأويل ، ولو كان معلوما للراسخين لكان مبتغيه ممدوحا غير مذموم .
[color=0033CC]الثاني :[/color] أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فهم الذين عنى الله فاحذروهم ) . يعني كل من اتبع المتشابه فهو من الذين في قلوبهم زيغ ، فلو علمه الراسخون لكانوا باتباعه مذمومين زائغين ، والآية تدل على مدحهم ، والتفريق بينهم وبين الذين في قلوبهم زيغ ، وهذا تناقض .
[color=0033CC]الثالث :[/color] أن الآية تدل على أن الناس قسمان ، لأنه قال : { فأما الذين في قلوبهم زيغ } ، وأما لتفصيل الجمل ، فهي دالة على تفصيل فصلين أحدهما : الزائغون المتبعون للمتشابه ، والثاني : الراسخون في العلم . ويجب أن يكون كل قسم مخالفا للآخر فيما وصف به ، فيلزم حينئذ أن يكون الراسخون مخالفين للزائغين في ترك اتباع المتشابه مفوضين إلى الله تعالى بقولهم : آمنا به كل من عند ربنا ، تاركين لابتغاء تأويله . وعلى قولنا يستقيم هذا المعنى ، ومن عطف الراسخين في العلم أخل بهذا المعنى ، ولم يجعل الراسخين قسما آخر ، ولا مخالفين للقسم المذموم فيما وصفوا به فلا يصح .
[color=0033CC]الرابع :[/color] أنه لو أراد العطف لقال : ويقولون ( بالواو ) لأن التقدير : والراسخون في العلم يعلمون تأويله ويقولون .
[color=0033CC]الخامس :[/color] أن قولهم { آمنا به كل من عند ربنا } كلام يشعر بالتفويض والتسليم لما لم يعلموه لعلمهم بأنه من عند ربهم ، كما أن المحكم المعلوم معناه من عنده .
[color=0033CC]السادس :[/color] أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا إذا رأوا من يتبع المتشابه ، ويسأل عنه ، استدلوا على أنه من أهل الزيغ . ولذلك عد عمر صبيغا من الزائغين ، حتى استحل ضربه وحبسه ، وأمر الناس بمجانبته ، ثم أقرأ صبيغ بعد بصدق عمر في فراسته فتاب وأقلع وانتفع ، وعصم بذلك من الخروج مع الخوارج ، ولو كان معلوما للراسخين لم يجز ذلك .
[color=0033CC]السابع :[/color] أنه لو كان معلوما للراسخين لوجب أن لا يعلمه غيرهم ، لأن الله تعالى نفى علمه عن غيرهم ، فلا يجوز حينئذ أن يتناول إلا من ثبت أنه من الراسخين ، ويحرم التأويل على العامة كلهم والمتعلمين الذين لم ينتهوا إلى درجة الرسوخ ، والخصم في هذا يجوز التأويل لكل أحد ، فقد خالف النص على كل تقدير .
فثبت بما ذكرناه من الوجوه : أن تأويل المتشابه لا يعلمه إلا الله تعالى ، وأن متبعه من أهل الزيغ ، وأنه محرم على كل أحد .) انتهى
أرجو من الإخوة إبداء رأيهم حول هذا الكلام وخاصة شيخنا مساعد الطيار ، فقد سبق أن سمعت منه كلامأ حول هذا الوقف .