الوقف على بلى في القرآن الكريم

إنضم
22/05/2006
المشاركات
2,552
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
59
الإقامة
الرياض
الوقف
على " بلى "
* معنى "بلى":
بلى حرف جواب، وتختص بالنفي وتفيد إبطال الخبر الذي قبلها، سواء أكان مجردًا نحو قوله تعالى: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ  التغابن: 7 .
أم مقرونًا بالاستفهام، نحو قوله تعالى:  أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى، فكلمة "بلى" نفت نفيهم، وأثبتت اعترافهم بربوبيته جلَّ وعلا، أي بلى أنت ربنا .اهـ (1) .
* أصل " بلى ": قال ابن الجزري: أصل " بلى"، "بل" وزيدت عليها الألف دلالة على أن السكوت عليها ممكن، وأنها لا تعطف ما بعدها على ما قبلها كما تعطف " بل"، وهي ألف تأنيث، ولذلك أمالتها العرب .اهـ التميهد: ص/ 187 .
* مواقع " بلى " في القرآن
وقعت بلى في اثنين وعشرين موضعًا، في ست عشرة سورة .
* الوقف على " بلى ": ثلاثة أنواع(2) :
1- ما يختار فيه الوقف على (بلى) لأنها جواب لما قبلها وهي عشرة مواضع
2- مالا يجوز الوقف عليها لتعلق ما بعدها بما قبلها في سبعة مواضع، وما بعدها جواب .
3- ما يجوز الوقف والوصل، والوصل أرجح وأقوى، لأن ما بعدها متصل بها وبما قبلها وهي خمسة مواضع
.
* قال الإمام السخاوي: والوقف عليها إذا لم تتصل بقسم جائز، إما تام وإما كافٍ، واتصالها بالقسم في أربعة مواضع قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا في الأنعام، والأحقاف،قُلْ بَلَى وَرَبِّي في سبأ والتغابن، فالوقف في هذه المواضع على القسم عند أصحاب الوقف، ويوقف عليها فيما سوى ذلك، وهو ثمانية عشر موضعًا . اهـ (1) .
* الفعل بعد " بلى "
قد يحذف الفعل بعد " بلى " .
نحو قوله تعالى:  إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى (ج) إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ آل عمران: 124، أي بلى يكفينا .
* قد يذكر الفعل بعد " بلى" نحو قوله تعالى:  أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ الملك: 8-9.
* الفرق بين " بلى "، و" نعم "
" بلى " لا تأتي إلا بعد نفي، و"نعم" تأتي بعد النفي والإثبات .
تأتي" بلى " ردًا لما قبلها، فإذا وقعت " نعم" مكانها كانت تصديقًا لما قبلها .
مثال: لم يأت زيد فإن قلت: " بلى" فأنت ترد النفي، وتثبت المجيء، وإن قلت "نعم"، فأنت تصدق نفيه أي: نعم لم يأت زيد .
قال الإمام مكي: ولو وقعت "نعم" في موضع " بلى " في قوله تعالى:  أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ، أي بلى أنت ربنا فلو قالوا نعم لصار كفرًا لأنه يصير المعنى: نعم لست ربنا وهذا كفر . اهـ(2) .
النوع الأول: ما يختار فيه الوقف على (بلى) لأنها جواب لما قبلها غير متعلقة بما بعدها لفظًا، والوقف عليها كافٍ
وقد وضع مصحف الأزهر على أغلب هذه المواضع علامة (ج)(1) .
الموضع الأول: [ سورة البقرة الآية 81]
قال تعالى:  وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ * بَلَى (ج) مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ 
أفادت "بلى" إبطال قول اليهود لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَةً ونفت مس النار لهم أيامًا معدودة، وإذا انتفى المسُّ أيامًا معدودة ثبت المس أكثر من ذلك، والمعنى: بلى ستمسكم النار أكثر من ذلك .
وقوله تعالى: مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً  جملة استئنافية لامحل لها، تعليلاً لما أفادته بلى
الموضع الثاني: [ سورة البقرة الآية 112]
قال تعالى:  وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْك أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ بَلَى (ج) مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ  .
كلمة "بلى" نقضت قول اليهود: لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى وأثبتت أن غيرهم يدخلون الجنة، والمعنى: بلى سيدخل الجنة من كان علىغيراليهودية والنصرانية، وإنَّ كل من استسلم وانقاد لأمر الله ونهيه، وأخلص لله فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ  .
الموضع الثالث: [سورة آل عمران الآية 76]
قال تعالى:  وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ~ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ~ إِلَيْكَ إِلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ* بَلَى (ج) مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ .
أي بلى سيصيبكم إثم وحرج، فـ " بلى " مبطلة قول اليهود: لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ ، يَعنُون بهذا القول: ليس علينا فيما أصبناه من مال العرب إثم ولاحرج، لأنهم ليسوا أهل كتاب مثلنا .
الموضع الرابع: [آل عمران الآية 125]
قال تعالى:  إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى (ج) إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ ، أي بلى يكفي إمداد الله .
وقد اتفقت المصاحف على وضع علامة (ج) في هذا الموضع (1) .
الموضع الخامس: [سورة الأعراف 172]
قال تعالى:  وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ( .ْ.) شَهِدْنَا (.ْ.) أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ  .
فى قوله تعالى شَهِدْنَا قولان:
الأول: أن هذا قول الملائكة، وذلك أن بنىآدم لمَّا اعترفوا بربوبية الله تعالى
لهم، قال تعالى للملائكة: اشهدوا فقالوا: شهدنا أى: على اعتراف بنى آدم؛ فعلى هذا
يحسن الوقف على "بلى" لأنه تمام كلام بنى آدم، وقوله شَهِدْنَا  حكاية كلام الملائكة .
الثانى: أن شهدنا من تتمة كلام بنىآدم، والمعنى: شهدنا على أنفسنا بأنك ربنا ولامعبود لنا سواك، وعلى هذا القول لايحسن الوقف على بلى إذ لايصح فصل بعض المقول عن بعض وهو الراجح اهـ (1) .
وقد اتفقت المصاحف على وضع علامة تعانق وقف (:.) في هذا الموضع(2).
الموضع السادس: [سورة النحل آية 28 ]
قال تعالى:  الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِم فَأَلْقَوْا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ .
أي بلى عملتم السوء .
وهذا الموضع لم توضع عليه علامة وقف في المصاحف المذكورة، وبذلك تكون "بلى" وما بعدها جواب لما قبلها فلا يوقف على "بلى" على هذا الرأي .
الموضع السابع: [ سورة يس آية 81]
قال تعالى:  أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى (ج) وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ  .
أي ´بلى قادر على أن يخلق مثلهم .
الموضع الثامن: [ سورة غافر الآية 50]
قال تعالى:  قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ * قَالُوا بَلَى(ج) قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضَلالٍ .
أي : بلى أتتنا رسلنا بالبينات، فـ " بلى " نفت عدم إتيان الرسل بالبينات وأثبتت إتيانهم بها والوقف عليها كاف، لأن قَالُوا بَلَى جواب أهل النار لخزنة جهنم وقَالُوا فَادْعُوا، مستأنفة واقعة جوابًا عن سؤال نشأ من الجملة السابقة .
ويلاحظ أن أغلب المصاحف اتفقت على وضع علامة (ج) على هذا الموضع (1) .
الموضع التاسع: [ سورة الأحقاف آية 33]
قال تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
أي بلى قادر على إحياء الموتى، والوقف على "بلى"، كاف وقوله تعالى: إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ  جملة استئنافية .
الموضع العاشر: [ سورة الإنشقاق آية 14]
قال تعالى: إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ* بَلَى (ج) إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا .
أبطلت " بلى " نفى "الحور"، وهو الرجوع إلى الله بالبعث والنشور، فأثبتت الحور، وجملة: إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا  استئنافية .
والمعنى: بلى سيحور، أي: سيرجع إلى الله .
النوع الثانى: لايجوز الوقف عليها لتعلق ما بعدها بما قبلها
وقد اتفقت المصاحف على عدم وضع أي علامة وقف فوق "بلى " .
الموضع الأول: [سورة الأنعام آية 30]
قال تعالى:  وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ  .
لايجوز الوقف على " بلى " لأن كلمة وَرَبِّنَا من جملة مقول الكفار، وكذلك لوجوب وصل المقسم به بالمقسم عليه .
الموضع الثاني: [سورة النحل آية 38]
قال تعالى:  وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حقًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ  .
يمتنع الوقف على " بلى " لأن قوله: وَعْدًا مصدر مؤكد للجملة التى دلت عليها، وقامت مقامها الجملة المقدرة بقولنا: ليبعثنهم، ولا يفصل بين المؤكِّد والمؤكَّد .
الموضع الثالث: [سورة ســـبأ آية 3]
قال تعالى:  وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ .
لاوقف على (بلى) لعدم جواز الفصل بين المؤكد والمؤَكد، والمقسم به والمقسم عليه .
الموضع الرابع: [ سورة الزمر آية 58 : 59]
قال تعالى: أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ* بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنْ الْكَافِرِينَ .
يفهم النفي من السياق فـ " لو" موضوعة للدلالة على امتناع جوابها لامتناع
شرطها؛ فهى دالة على زعم الكافر امتناع كونه من المحسنين لامتناع الكرة، أي: الرجعة إلى الدنيا، كأن الكافر يدعي أنه لو أعيد إلى الدنيا لأحسن العمل يقصد بذلك الاعتذار، فجاء الرد المفحم "بلى "، وجملة: قَدْ جَاءَتْكَ.. مؤكدة للجملة السابقة التي دلت على ثبوت هداية الإرشاد، وسدت مسدها كلمة "بلى" فلا يجوز الوقف على "بلى" لوجوب وصل المؤكَّد بالمؤكِّد .
الموضع الخامس: [سورة الأحقاف آية 34]
قال تعالى:  وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ .
لا يوقف على بلى لأن قوله: وَرَبِّنَا داخل في قول: قَالُوا .
الموضع السادس: [ سورة التغابن آية 7]
قال تعالى:  زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ  .
لايجوز الوقف على " بلى" لأن كلمة وَرَبِّي من جملة مقول القول، وكذلك لوجوب وصل المقسم به بالمقسم عليه .
الموضع السابع: [ سورة القيامة آية 3 ]
قال تعالى:  أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ  .
لايجوز الوقف على " بلى " لعدم صحة الفصل بين الحال وصاحبها وعاملها، حيث إن  قَادِرِينَ منصوب على الحال من فاعل الفعل المقدَّر الذى دلت عليه كلمة
" بلى" والتقدير: نجمعها حال كوننا قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ .
النوع الثالث: ما يجوز فيه الوقف، والوصل أرجح وأقوى
لأن مابعد "بلى" متصل بها وبما قبلها
لم يوضع عليها علامة وقف في أغلب المصاحف(1) .
الموضع الأول: [ سورة البقرة آية 260]
قال تعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنْ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ  .
يجوز الوقف على "بلى" باعتبار تمام الكلام فىالجملة، فالسؤال قد أخذ جوابه، والفعل قد استوفى فاعله ومفعوله .
والوصل أولى بالنظر إلى قوله تعالى حكاية عن إبراهيم وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي  من جملة مقول القول، ولا يفصل القول عن المقول .
الموضع الثاني: [سورة الزمر آية 71 ]
قال تعالى:  وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُـلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ  .
نفس ماقيل فى الآية السابقة .
الموضع الثالث: [ سورة الزخرف آية 80]
قال تعالى: أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ .
يجوز الوقف على " بلى " باعتبار إفادة الكلام الفائدة المطلوبة .
والوصل أولى لأن الجملة بعدها حال أو معطوفة على الجملة المقدرة الدالة عليها ما قبل " بلى " أي بلى نسمع سرهم ونجواهم .
الموضع الرابع: [ سورة الحديد آية 14]
قال تعالى:  يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمْ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ .
يجوز الوقف على" بلى" لتمام الكلام .
والوصل أولى باعتبار عدم الفصل لبعض مقول القول عن بعض .
الموضع الخامس: [سورة الملك آية 9]
قال تعالى:  تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنْ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ  .
يجوز الوقف على" بلى " لتمام الكلام .
والوصل أرجح لأن جملة: قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ مؤكدة للجملة التي قبل "بلى" .
* * *
(1) قال الإمام مكي: تكون ردًا لنفي يقع قبلها وتكذيبًا له، خبرًا أو نهيًا، فتحققه نحو:مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ " بَلَى" أي بلى عملتم السوء، وتكون تصديقًا لما قبلها إذا وقعت جوابًا لاستفهام نحوأَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ  قالوا بلى، أي: بلى أنت ربنا . رسالة كلا ونعم ص/ 72 ، وانظر: معجم القواعد العربية في القواعد:لـ عبد الغني الدقر.
(2) انظر كتاب معالم الاهتداء في معرفة الوقف والابتداء: ص/ 111 .
(1) جمال القراء وكمال الإقراء: ج/2 ص/418 .
(1) معالم الاهتداء: ص/ 119-121 .
(2) وهو مصحف المدينة، والحرمين، والشمرلي، ووزارة المعارف السعودية، ودار القرءان بيروت، ودار الفجر دمشق، ومصحف دار الندوة فرنسا، أما الأزهر فلم يضع شيئًا .
نسأل اله تعالى أن ينفعنا بالقرآن العظيم وأن يجعله لنا شفيعا يوم الدين
المصدر/ كتاب زاد المقرئين رسالة أضواء البيان في معرفة الوقف والابتداء ، وكتاب كلا وبلى ونعم .لـ جمال القرش
 
عودة
أعلى