الوقف على "أولم يتفكروا" في آية الأعراف.....واجب أم جائز مع كون الوقف أولى

إنضم
08/02/2005
المشاركات
537
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
قال تعالى : "أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة" الاعراف 184
عندما أقرأ هذه الآية أجد نفسي قد وقفتُ على "أولم يتفكروا" تلقائيا! وهنا أقول - والله أعلم -
أنه يجب على القارئ أن يقف على "أولم يتفكروا" ويبدأ بـــ"ما بصاحبهم من جِنّة" كي لا يوهم السامع في حال الوصل أن "ما " والتي أريد بها أن تكون نافية أصبحت "ما" الموصولة بمعنى "الذي"....وبالتالي ينقلب معنى الآية رأسا على عقب!!
وإني لأستغرب وجود "علامة الوقف الجائز مع كون الوقف أولى" على "أولم يتفكروا" في مصحف المدينة النبوية "النسخة الخضراء المعروفة"...ولا أدري عن بقية المصاحف المطبوعة في دول أخرى.
أليس الأولى أن يكون الوقف لازما هنا؟؟
 
أخي الكريم
الوقف على - أولم يتفكروا - من قوله تعالى ((أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة )) من سورة الاعراف
وقف تام ((وهو أعلى مراتب الوقف)).
انظر كتاب (منار الهدى في بيان الوقف والابتداء) للإمام الأشموني
و كتاب ( المقصد لتلخيص ما في المرشد في الوقف والابتداء) لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري
 
الأخ الكريم "لؤي"....شكرا لك على المشاركة.
===================================================
وقف تام نعم ، لكن ما أردتُ قوله هو : كيف يعرف عامة الناس أن هذا يدخل في الوقف التام؟ فإن قرأ أحدهم من المصحف ورأى تلك العلامة فهمَ أن الوقف أولى لكن لا يجب عليه الوقف. سؤالي كان لماذا لم توضع علامة "الوقف اللازم" بدلا من علامة " جواز الوقف مع كون الوقف أولى" كقوله تعالى - على سبيل المثال - "إنما يستجيب الذين يسمعون* والموتى يبعثهم الله" .....لأني أرى العلة واحدة في هذين الموطنين وهي " اختلال المعنى إن تم الوصل"
أم أنّ المشايخ لا يرونه "لازما"؟
 
أخي الكريم
مع أن الوقف تام ولكن المعنى لا يختل لدى الوصل
فحين الوصل يكون المعنى (( أولم يتأملوا ويتدبروا في انتفاء هذا الوصف
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه لا يمكن لمن يمعن النظر والفكر أن ينسبه إليه ))
والمعنى قريب منه لدى الوقف - ولكن الوقف يعطي عمقاً للمعنى -
أما في مثالك فإن الوصل يوهم المستمع أن الذين يسمعون يستجيبون وكذلك الموتى يستجيبون.
كما أن إشارة ((قلى)) تعبر عن الوقف الكافي والتام 0 فكلمة الوقف أولى يفهم منها الوقف
مع أنه لا يمكن جمع الوقوفات كلها في المصحف الشريف - لأن الوقف يختلف حسب المعنى فالوقف نفسه يكون تاما تارة وقبيحا تارة أخرى وإليك هذا المثال-
ففي سورة البقرة الآيتان -6و7-
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ*خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ}
فالوقف على (لايؤمنون) تام إن جعلت جملة (لايؤمنون) خبر إن ,وجملة (سواء عليهم) اعتراضية
والمعنى هنا إخبار من الله سبحانه وتعالى أن الكافرين لا يؤمنون على وجه العموم وقيل أن الآية نزلت في قوم بأعيانهم وهم سادات الكفر في قريش فعلى هذا المعنى يكون الوقف تاما
فإن جُعل (سواء) خبر إن كان الوقف على (لم تنذرهم) تاما والمعنى هم كفار مع وجود الإنذار وعدمه
وفي هذه الحالة لا يوقف على ( لا يؤمنون ) إن جعلت جملة (ختم الله على قلوبهم) حال فيكون المعنى
لا يؤمنون خاتما الله على قلوبهم وإن جعلتها استئنافية وجملة (لايؤمنون) خبر ثان كان الوقف عليها تاما.

وما تراه من إشارات الوقف في المصحف الشريف ما هي إلا ما رجحته اللجنة المؤلفة من خيرة العلماء.
أرجو ان لا أكون قد عقدت الأمور
 
جزاكم الله خيرا على الإفادة والإيضاح ولا تعقيد في كلامك.
=================================================
أتمنى أن يتسع صدرك لما سأقوله وأظن أنني لن أعقب بعد هذا - حتى لا يُظن
أنني أجادل لغرض الجدال لا للفائدة-:
قلتَ : "مع أن الوقف تام ولكن المعنى لا يختل لدى الوصل
فحين الوصل يكون المعنى (( أولم يتأملوا ويتدبروا في انتفاء هذا الوصف
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه لا يمكن لمن يمعن النظر والفكر أن ينسبه إليه
))"
لكن هذا المعنى لا يتبادر إلى الذهن أولا....فإن قلتَ : لا يُفهمُ من الآية إلا هذا المعنى
أقول لك : لو قرأها عاميّ مثلي لربما ظن أنّ "ما" النافية هي "ما" الموصولة! أقول ربما! وخاصة إذا افتتح بها القراءة.
لو قلتُ لك : "أَوَلم ترى ما بزيد من جِنّة" ماذا تفهم من كلامي ؟ تفهم هذا المعنى "أولمْ ترى الذي بزيد من جنون" لكن قف على "ترى" وابدأ بـــ"ما بزيد من جنة"......عندها
لن يتبادر إلى ذهنك إلا هذا المعنى "نفي الجنون عن زيد"

لو قرأها العامي وصلا ولم يقف على "يتفكروا"...ربما تذكر الآية التي تليها :
"أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء" وقاس هذه على
تلك وظن أن "ما" هنا هي نفسها التي أتت في "أولم يتفكروا".
وإن كان هذا العامي قد قرأ بعض الأشعار وعرفَ شيئا من لغة العرب... ربما يتذكر قول
المتنبي :
أتنكرُ ما نطقْتُ به بديها ** وليسَ بمنكر سبق الجَوادِ
فالمعنى : أتنكر الذي نطقت به بديها ...يقصد "ارتجاله الأشعار". هنا لو تقف على "تنكر"
وتبدأ بـــ"ما نطقتُ به بديها" لاختل المعنى وأصبح " لم أنطقْ به بديها" وهنا يكون
المتنبي قد هجا نفسه.
والآية بعكس هذا....فلو وقفتَ لدفعتَ الوهم عن السامع. ولو وصلتَ ربما يفهمُ يفسّر "ما"
بــ"الذي".

لا أدري هل اتضحتْ فكرتي؟

وشكرا لكم.
 
عودة
أعلى