نورة بنت محمد
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الفتاح العليم الذي يفتح على عباده بما شاء ويحرم من عباده من شاء ..
جلت ببصري متأملة في كتاب الله العظيم ، أقرأ ألفاظه وأتأمل معانيه وأنا مؤمنة بأن من علمه الله علم القرآن فإنه قد هدي إلي خير العلم ، وأسدِّه وأصوبه . فهو الجامع لكل فضيه الحاث على كل خير .
أقرأ السورة وتنهمر مع كل كلمة لا بل مع كل حرف أسئلة تذهلني ولا أجد لها جوابا ، تمر الآية والآية والأسئلة تتزايد .
أتعجب ممن آتاه الله في الآية فهمًا عميقًا فيقرأ الآية ويسيل قلمه في استخراج هدايات الآية واستظهار خفيِّ معانيها ، عندما أقرأ الآية أجزم بأن وراء ألفاظها معانٍ وعلوم ، وأحكام وتربية ، وتزكية وإرشاد ولكنني لا أفهم منها إلا المعنى المباشر ، أريد أن أغوص في الآية بكل جوارحي لأستخرج مكنون دررها لكن .. لا أصل لذلك !
أقرأ الآية فأتعجب لماذا عبر بهذا اللفظ ولم يعبر بذلك اللفظ ؟ أجزم أن وراء ذلك التعبير سراً ، ماهو ؟ الله أعلم .
أقرأ الآية فتشدني خاتمتها ، لماذا بالذات ختمت بهذا الاسم دون غيره أتمنى أن أقف على حقيقة السر في ذلك فأقول : يارب علمني .
لماذا جيء بهذه القصة قبل تلك القصة مع أنها في ترتيبها الزمني متأخرة عنها ، لماذا هذا الترتيب ؟ فأقول : يارب علمني .
لماذا استخدم حرف العطف هذا مع أن غيره هو المتبادر إلى الذهن أجزم أن وراء ذلك حكمة ماهي ؟ يارب علمني ..
لماذا تقدمت هذه السورة على هذه السورة ؟ لماذا ، ولماذا ولماذا؟
أسئلة وأسئلة تتوالى ، لو وقفت عند كل سؤال وبحثت عن كل أمر لما استطعت أن أنتهي من قراءة آية في الساعة بل – بلا مبالغة – في اليوم .
سبحان الله الذي تكلم بهذا القرآن العظيم ، الذي يدلنا كلامه على عظمته ، يدلنا كلامه على حكمته ، يدلنا كلامه على علمه ، يدلنا كلامه على علوه ..
كيف نصل إلى حقائق القرآن ، كيف نستخرج منه العبر والمواعظ ، كيف يفتح لي في فهمه ؟
هل فهم القرآن أمر شاق صعب ؟ يتبادر إلى ذهني أنني حتى أصل إلى فهم القرآن ينبغي علي أن أقرأ مئات الكتب بل ربما آلاف الكتب ، أحتاج إلى القراءة في اللغة وأبوابها ، والفقه ودقائقه ، والتفسير وغوامضه ، والحديث وأحكامه ، والبلاغة والأدب والتاريخ والسيرة وغير ذلك .
أيمكن ذلك ؟ أظن أن الأعمار تتقاصر عن تحقيق كل هذا !
فأتساءل : هل فهم القرآن يحتاج إلى كل هذا ؟ هل كل من فهم القرآن أتى بكل ذلك ؟
هل سيأتي اليوم الذي سأصل فيه لهذا الهدف السامي والغاية العظيمة ؟ أم أن دونه خرط القتاد ؟
كنت أظن بأنه من العسير بل من المتعذر - على أمثالي- الوصول لذلك ، لكنني هديتُ بعدُ إلى أن لهذا العلم جانبين : جانب كسبيّ وجانب وهبيّ، فمن أتى بالكسبيّ بقدر طاقته ، واستفرغ غاية وسعه فحتمًا ستنهال عليه العطايا الإلهية ، والهبات الربانية ، والفتوحات السماوية بما لا يخطر له على بال .
أليس كل سالك- مبتغي بسلوكه وجه الله - لا بد له أن يصل ، وكل طالب لا بد له أن يحصل ؟ فكيف بمن غايته وطلبه ومرامه الاستهداء بالقرآن ؟ أظنه أولى بالإعانة .
قال السعدي – رحمه الله - : فالنظر في سياق الآيات مع العلم بأحوال الرسول - - وسيرته مع أصحابه وأعدائه وقت نزوله ، من أعظم ما يعين العبد على معرفته وفهم المراد منه ، خصوصًا إذا انضم إلى ذلك معرفة علوم العربية على اختلاف أنواعها .
فمن وفق للك لم يبق غليه إلا الإقبال على تدبره وتفهمه ، وكثرة التفكر في ألفاظه ومعانيه ولوازمها ، وما تتضمنه وما تدل عليه منطوقا ومفهوما ، فإذا بذل وسعه في ذلك – وهذا موطن الشاهد- فالرب أكرم من عبده فلا بد أن يفتح عليه من علومه أمورا لا تدخل تحت كسبه .
فاجتهد – ياطالبًا فهم القرآن – وابذل غاية ما تستطيع ، وكن على ثقة بأن المنان إذا أعطى أجزل فاستمنحه الفهم فحتما سيعطيك .[/SIZE]
سبحان الفتاح العليم الذي يفتح على عباده بما شاء ويحرم من عباده من شاء ..
جلت ببصري متأملة في كتاب الله العظيم ، أقرأ ألفاظه وأتأمل معانيه وأنا مؤمنة بأن من علمه الله علم القرآن فإنه قد هدي إلي خير العلم ، وأسدِّه وأصوبه . فهو الجامع لكل فضيه الحاث على كل خير .
أقرأ السورة وتنهمر مع كل كلمة لا بل مع كل حرف أسئلة تذهلني ولا أجد لها جوابا ، تمر الآية والآية والأسئلة تتزايد .
أتعجب ممن آتاه الله في الآية فهمًا عميقًا فيقرأ الآية ويسيل قلمه في استخراج هدايات الآية واستظهار خفيِّ معانيها ، عندما أقرأ الآية أجزم بأن وراء ألفاظها معانٍ وعلوم ، وأحكام وتربية ، وتزكية وإرشاد ولكنني لا أفهم منها إلا المعنى المباشر ، أريد أن أغوص في الآية بكل جوارحي لأستخرج مكنون دررها لكن .. لا أصل لذلك !
أقرأ الآية فأتعجب لماذا عبر بهذا اللفظ ولم يعبر بذلك اللفظ ؟ أجزم أن وراء ذلك التعبير سراً ، ماهو ؟ الله أعلم .
أقرأ الآية فتشدني خاتمتها ، لماذا بالذات ختمت بهذا الاسم دون غيره أتمنى أن أقف على حقيقة السر في ذلك فأقول : يارب علمني .
لماذا جيء بهذه القصة قبل تلك القصة مع أنها في ترتيبها الزمني متأخرة عنها ، لماذا هذا الترتيب ؟ فأقول : يارب علمني .
لماذا استخدم حرف العطف هذا مع أن غيره هو المتبادر إلى الذهن أجزم أن وراء ذلك حكمة ماهي ؟ يارب علمني ..
لماذا تقدمت هذه السورة على هذه السورة ؟ لماذا ، ولماذا ولماذا؟
أسئلة وأسئلة تتوالى ، لو وقفت عند كل سؤال وبحثت عن كل أمر لما استطعت أن أنتهي من قراءة آية في الساعة بل – بلا مبالغة – في اليوم .
سبحان الله الذي تكلم بهذا القرآن العظيم ، الذي يدلنا كلامه على عظمته ، يدلنا كلامه على حكمته ، يدلنا كلامه على علمه ، يدلنا كلامه على علوه ..
كيف نصل إلى حقائق القرآن ، كيف نستخرج منه العبر والمواعظ ، كيف يفتح لي في فهمه ؟
هل فهم القرآن أمر شاق صعب ؟ يتبادر إلى ذهني أنني حتى أصل إلى فهم القرآن ينبغي علي أن أقرأ مئات الكتب بل ربما آلاف الكتب ، أحتاج إلى القراءة في اللغة وأبوابها ، والفقه ودقائقه ، والتفسير وغوامضه ، والحديث وأحكامه ، والبلاغة والأدب والتاريخ والسيرة وغير ذلك .
أيمكن ذلك ؟ أظن أن الأعمار تتقاصر عن تحقيق كل هذا !
فأتساءل : هل فهم القرآن يحتاج إلى كل هذا ؟ هل كل من فهم القرآن أتى بكل ذلك ؟
هل سيأتي اليوم الذي سأصل فيه لهذا الهدف السامي والغاية العظيمة ؟ أم أن دونه خرط القتاد ؟
كنت أظن بأنه من العسير بل من المتعذر - على أمثالي- الوصول لذلك ، لكنني هديتُ بعدُ إلى أن لهذا العلم جانبين : جانب كسبيّ وجانب وهبيّ، فمن أتى بالكسبيّ بقدر طاقته ، واستفرغ غاية وسعه فحتمًا ستنهال عليه العطايا الإلهية ، والهبات الربانية ، والفتوحات السماوية بما لا يخطر له على بال .
أليس كل سالك- مبتغي بسلوكه وجه الله - لا بد له أن يصل ، وكل طالب لا بد له أن يحصل ؟ فكيف بمن غايته وطلبه ومرامه الاستهداء بالقرآن ؟ أظنه أولى بالإعانة .
قال السعدي – رحمه الله - : فالنظر في سياق الآيات مع العلم بأحوال الرسول - - وسيرته مع أصحابه وأعدائه وقت نزوله ، من أعظم ما يعين العبد على معرفته وفهم المراد منه ، خصوصًا إذا انضم إلى ذلك معرفة علوم العربية على اختلاف أنواعها .
فمن وفق للك لم يبق غليه إلا الإقبال على تدبره وتفهمه ، وكثرة التفكر في ألفاظه ومعانيه ولوازمها ، وما تتضمنه وما تدل عليه منطوقا ومفهوما ، فإذا بذل وسعه في ذلك – وهذا موطن الشاهد- فالرب أكرم من عبده فلا بد أن يفتح عليه من علومه أمورا لا تدخل تحت كسبه .
فاجتهد – ياطالبًا فهم القرآن – وابذل غاية ما تستطيع ، وكن على ثقة بأن المنان إذا أعطى أجزل فاستمنحه الفهم فحتما سيعطيك .[/SIZE]