الوصول إلى فهم القرآن .

إنضم
24/02/2013
المشاركات
8
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
جدة
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الفتاح العليم الذي يفتح على عباده بما شاء ويحرم من عباده من شاء ..
جلت ببصري متأملة في كتاب الله العظيم ، أقرأ ألفاظه وأتأمل معانيه وأنا مؤمنة بأن من علمه الله علم القرآن فإنه قد هدي إلي خير العلم ، وأسدِّه وأصوبه . فهو الجامع لكل فضيه الحاث على كل خير .
أقرأ السورة وتنهمر مع كل كلمة لا بل مع كل حرف أسئلة تذهلني ولا أجد لها جوابا ، تمر الآية والآية والأسئلة تتزايد .
أتعجب ممن آتاه الله في الآية فهمًا عميقًا فيقرأ الآية ويسيل قلمه في استخراج هدايات الآية واستظهار خفيِّ معانيها ، عندما أقرأ الآية أجزم بأن وراء ألفاظها معانٍ وعلوم ، وأحكام وتربية ، وتزكية وإرشاد ولكنني لا أفهم منها إلا المعنى المباشر ، أريد أن أغوص في الآية بكل جوارحي لأستخرج مكنون دررها لكن .. لا أصل لذلك !
أقرأ الآية فأتعجب لماذا عبر بهذا اللفظ ولم يعبر بذلك اللفظ ؟ أجزم أن وراء ذلك التعبير سراً ، ماهو ؟ الله أعلم .
أقرأ الآية فتشدني خاتمتها ، لماذا بالذات ختمت بهذا الاسم دون غيره أتمنى أن أقف على حقيقة السر في ذلك فأقول : يارب علمني .
لماذا جيء بهذه القصة قبل تلك القصة مع أنها في ترتيبها الزمني متأخرة عنها ، لماذا هذا الترتيب ؟ فأقول : يارب علمني .
لماذا استخدم حرف العطف هذا مع أن غيره هو المتبادر إلى الذهن أجزم أن وراء ذلك حكمة ماهي ؟ يارب علمني ..
لماذا تقدمت هذه السورة على هذه السورة ؟ لماذا ، ولماذا ولماذا؟
أسئلة وأسئلة تتوالى ، لو وقفت عند كل سؤال وبحثت عن كل أمر لما استطعت أن أنتهي من قراءة آية في الساعة بل – بلا مبالغة – في اليوم .
سبحان الله الذي تكلم بهذا القرآن العظيم ، الذي يدلنا كلامه على عظمته ، يدلنا كلامه على حكمته ، يدلنا كلامه على علمه ، يدلنا كلامه على علوه ..
كيف نصل إلى حقائق القرآن ، كيف نستخرج منه العبر والمواعظ ، كيف يفتح لي في فهمه ؟
هل فهم القرآن أمر شاق صعب ؟ يتبادر إلى ذهني أنني حتى أصل إلى فهم القرآن ينبغي علي أن أقرأ مئات الكتب بل ربما آلاف الكتب ، أحتاج إلى القراءة في اللغة وأبوابها ، والفقه ودقائقه ، والتفسير وغوامضه ، والحديث وأحكامه ، والبلاغة والأدب والتاريخ والسيرة وغير ذلك .
أيمكن ذلك ؟ أظن أن الأعمار تتقاصر عن تحقيق كل هذا !
فأتساءل : هل فهم القرآن يحتاج إلى كل هذا ؟ هل كل من فهم القرآن أتى بكل ذلك ؟
هل سيأتي اليوم الذي سأصل فيه لهذا الهدف السامي والغاية العظيمة ؟ أم أن دونه خرط القتاد ؟
كنت أظن بأنه من العسير بل من المتعذر - على أمثالي- الوصول لذلك ، لكنني هديتُ بعدُ إلى أن لهذا العلم جانبين : جانب كسبيّ وجانب وهبيّ، فمن أتى بالكسبيّ بقدر طاقته ، واستفرغ غاية وسعه فحتمًا ستنهال عليه العطايا الإلهية ، والهبات الربانية ، والفتوحات السماوية بما لا يخطر له على بال .
أليس كل سالك- مبتغي بسلوكه وجه الله - لا بد له أن يصل ، وكل طالب لا بد له أن يحصل ؟ فكيف بمن غايته وطلبه ومرامه الاستهداء بالقرآن ؟ أظنه أولى بالإعانة .
قال السعدي – رحمه الله - : فالنظر في سياق الآيات مع العلم بأحوال الرسول - - وسيرته مع أصحابه وأعدائه وقت نزوله ، من أعظم ما يعين العبد على معرفته وفهم المراد منه ، خصوصًا إذا انضم إلى ذلك معرفة علوم العربية على اختلاف أنواعها .
فمن وفق للك لم يبق غليه إلا الإقبال على تدبره وتفهمه ، وكثرة التفكر في ألفاظه ومعانيه ولوازمها ، وما تتضمنه وما تدل عليه منطوقا ومفهوما ، فإذا بذل وسعه في ذلك – وهذا موطن الشاهد- فالرب أكرم من عبده فلا بد أن يفتح عليه من علومه أمورا لا تدخل تحت كسبه .
فاجتهد – ياطالبًا فهم القرآن – وابذل غاية ما تستطيع ، وكن على ثقة بأن المنان إذا أعطى أجزل فاستمنحه الفهم فحتما سيعطيك .
[/SIZE]
 
علينا الاستمرار في السعي، علينا الإخلاص

علينا الاستمرار في السعي، علينا الإخلاص

[FONT=&quot]

[/FONT]
أختي نورة جزاك الله خيرا.
(فأتساءل : هل فهم القرآن يحتاج إلى كل هذا ؟ هل كل من فهم القرآن أتى بكل ذلك ؟
هل سيأتي اليوم الذي سأصل فيه لهذا الهدف السامي والغاية العظيمة ؟ أم أن دونه خرط القتاد ؟
كنت أظن بأنه من العسير بل من المتعذر - على أمثالي- الوصول لذلك ، لكنني هديتُ بعدُ إلى أن لهذا العلم جانبين : جانب كسبيّ وجانب وهبيّ، فمن أتى بالكسبيّ بقدر طاقته ، واستفرغ غاية وسعه فحتمًا ستنهال عليه العطايا الإلهية ، والهبات الربانية ، والفتوحات السماوية بما لا يخطر له على بال .
أليس كل سالك- مبتغي بسلوكه وجه الله - لا بد له أن يصل ، وكل طالب لا بد له أن يحصل ؟ فكيف بمن غايته وطلبه ومرامه الاستهداء بالقرآن ؟ أظنه أولى بالإعانة .

(فأتساءل : هل فهم القرآن يحتاج إلى كل هذا ؟ هل كل من فهم القرآن أتى بكل ذلك ؟)
و أنا اتسأل، و أتامل حكمة الحكيم عندما أتذكر حديث النبي صلى الله عليه و سلم: (يأتي النبي و معه الرهط، و يأتي النبي و معه الرجل و الرجلان، و يأتي النبي و ليس معه أحد).
للحكيم في أقداره حكم، قد نعلمها، أو لا نعلمها.
نريد الوصول إلى فهم القرآن، فلان يهبه الكريم مفاتيح فهم كتابه، و لا يعطي فلان آخر هذه المفاتيح.
نشر دعوة التوحيد أعظم الغايات، لكن لحكمة يعلمها الحكيم، يهب الحكيم قبول دعوته لهذا النبي، و لا يعطي القبول لدعوة ذلك النبي.
نرغب، نطمح، نحب، نسعى إلى، نتمنى، نريد، نأمل، أختر ما شئت من المفردات للتعبير عن الرغبة في الوصول لفهم القرآن، تبقى حكمة الحكيم، التي قد نعلمها و قد لا نعلمها وراء وصول البعض لتحقيق هذا الهدف، و عدم وصول البعض لتحقيقه.
لكن يبقى علينا علمنا الحكمة أم لم نعملها أن نستمر في السعي، و نتذكر الحبيب محمد بن عبدالله صلى الله عليه و سلم و هو يدعو و يدعو، و يقابل بالصد و الرفض، لدرجة أنه في قصة موقف أهل الطائف من دعوته مشى تلك المسافة الطويلة و وجد في نفسه قرن المنازل ، و هو منهك البدن، حزين الروح، كل هذا من أجل من؟ من أجل نشر دعوة الحكيم الكريم.
ليس لنا إلا الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم و الأنبياء من قبله عزاء فيما نلقى من عناء للوصول لتحقيق أهدافنا...هم قدوتنا، و علينا دائمًا أن نجعلهم نُصب أعيننا.
و يبقى علينا نخلص النية، فالهدف العزيز هو نيل رضا الكريم الحكيم.
(فالرب أكرم من عبده فلا بد أن يفتح عليه من علومه أمورا لا تدخل تحت كسبه).
اللهم إنا نسألك من فضلك.
 
تنزيل من حكيم حميد

تنزيل من حكيم حميد

بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الفتاح العليم الذي يفتح على عباده بما شاء ويحرم من عباده من شاء ..
جلت ببصري متأملة في كتاب الله العظيم ، أقرأ ألفاظه وأتأمل معانيه وأنا مؤمنة بأن من علمه الله علم القرآن فإنه قد هدي إلي خير العلم ، وأسدِّه وأصوبه . فهو الجامع لكل فضيه الحاث على كل خير .
أقرأ السورة وتنهمر مع كل كلمة لا بل مع كل حرف أسئلة تذهلني ولا أجد لها جوابا ، تمر الآية والآية والأسئلة تتزايد .
أتعجب ممن آتاه الله في الآية فهمًا عميقًا فيقرأ الآية ويسيل قلمه في استخراج هدايات الآية واستظهار خفيِّ معانيها ، عندما أقرأ الآية أجزم بأن وراء ألفاظها معانٍ وعلوم ، وأحكام وتربية ، وتزكية وإرشاد ولكنني لا أفهم منها إلا المعنى المباشر ، أريد أن أغوص في الآية بكل جوارحي لأستخرج مكنون دررها لكن .. لا أصل لذلك !
أقرأ الآية فأتعجب لماذا عبر بهذا اللفظ ولم يعبر بذلك اللفظ ؟ أجزم أن وراء ذلك التعبير سراً ، ماهو ؟ الله أعلم .
أقرأ الآية فتشدني خاتمتها ، لماذا بالذات ختمت بهذا الاسم دون غيره أتمنى أن أقف على حقيقة السر في ذلك فأقول : يارب علمني .
لماذا جيء بهذه القصة قبل تلك القصة مع أنها في ترتيبها الزمني متأخرة عنها ، لماذا هذا الترتيب ؟ فأقول : يارب علمني .
لماذا استخدم حرف العطف هذا مع أن غيره هو المتبادر إلى الذهن أجزم أن وراء ذلك حكمة ماهي ؟ يارب علمني ..
لماذا تقدمت هذه السورة على هذه السورة ؟ لماذا ، ولماذا ولماذا؟
أسئلة وأسئلة تتوالى ، لو وقفت عند كل سؤال وبحثت عن كل أمر لما استطعت أن أنتهي من قراءة آية في الساعة بل – بلا مبالغة – في اليوم .
سبحان الله الذي تكلم بهذا القرآن العظيم ، الذي يدلنا كلامه على عظمته ، يدلنا كلامه على حكمته ، يدلنا كلامه على علمه ، يدلنا كلامه على علوه ..
كيف نصل إلى حقائق القرآن ، كيف نستخرج منه العبر والمواعظ ، كيف يفتح لي في فهمه ؟
هل فهم القرآن أمر شاق صعب ؟ يتبادر إلى ذهني أنني حتى أصل إلى فهم القرآن ينبغي علي أن أقرأ مئات الكتب بل ربما آلاف الكتب ، أحتاج إلى القراءة في اللغة وأبوابها ، والفقه ودقائقه ، والتفسير وغوامضه ، والحديث وأحكامه ، والبلاغة والأدب والتاريخ والسيرة وغير ذلك .
أيمكن ذلك ؟ أظن أن الأعمار تتقاصر عن تحقيق كل هذا !
فأتساءل : هل فهم القرآن يحتاج إلى كل هذا ؟ هل كل من فهم القرآن أتى بكل ذلك ؟
هل سيأتي اليوم الذي سأصل فيه لهذا الهدف السامي والغاية العظيمة ؟ أم أن دونه خرط القتاد ؟
كنت أظن بأنه من العسير بل من المتعذر - على أمثالي- الوصول لذلك ، لكنني هديتُ بعدُ إلى أن لهذا العلم جانبين : جانب كسبيّ وجانب وهبيّ، فمن أتى بالكسبيّ بقدر طاقته ، واستفرغ غاية وسعه فحتمًا ستنهال عليه العطايا الإلهية ، والهبات الربانية ، والفتوحات السماوية بما لا يخطر له على بال .
أليس كل سالك- مبتغي بسلوكه وجه الله - لا بد له أن يصل ، وكل طالب لا بد له أن يحصل ؟ فكيف بمن غايته وطلبه ومرامه الاستهداء بالقرآن ؟ أظنه أولى بالإعانة .
قال السعدي – رحمه الله - : فالنظر في سياق الآيات مع العلم بأحوال الرسول - - وسيرته مع أصحابه وأعدائه وقت نزوله ، من أعظم ما يعين العبد على معرفته وفهم المراد منه ، خصوصًا إذا انضم إلى ذلك معرفة علوم العربية على اختلاف أنواعها .
فمن وفق للك لم يبق غليه إلا الإقبال على تدبره وتفهمه ، وكثرة التفكر في ألفاظه ومعانيه ولوازمها ، وما تتضمنه وما تدل عليه منطوقا ومفهوما ، فإذا بذل وسعه في ذلك – وهذا موطن الشاهد- فالرب أكرم من عبده فلا بد أن يفتح عليه من علومه أمورا لا تدخل تحت كسبه .
فاجتهد – ياطالبًا فهم القرآن – وابذل غاية ما تستطيع ، وكن على ثقة بأن المنان إذا أعطى أجزل فاستمنحه الفهم فحتما سيعطيك .
[/SIZE]
بسم1
القرآن الكريم كلام الله وما دام كذلك فعجائبه لا تنتهي،ومن هنا فالقرآن كما أمرنا بقراءته فنحن مأمورون بتدبره ليحصل به الفهم والعمل والعيش معه دائما في ظلاله.
 
عودة
أعلى