الوجوه والحيل لنصرة الملل لابي نصر الفاربي

إنضم
06/10/2014
المشاركات
315
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
37
الإقامة
المغرب
الموقع الالكتروني
vb.tafsir.net
بسم1
الوجوه التي تنصر بها الملل:
المذهب الاول: القول بان اراء الملل وكل ما فيها من الاوضاع ليس سبيلها ان تمتحن بالاراء والروية والعقول الانسية، لانها ارفع رتبة منها فهي ماخوذة عن وحي الهي تضعف النفوس عن ادراكه، كما ان سبيل الانسان ان تفيده الملل بالوحي مايخور عقله عنه والا لا فائدة منه.
والمذهب الثاني: نصرة جميع ماصرح به واضع الملة بالالفاظ التي عبر بها عنها، ثم تتبع المحسوسات والمشهورات والمعقولات ثم النظر في التوفيق بينهما:
فما وجدوا منها او من اللوازم عنها شاهدا لشيء مما في الملة: نصروا به ذلك الشيء.
وما وجدوا منها مناقضا لشيء مما في الملة: وامكنهم ان يتاولوا اللفظ الذي عبر به واضع الملة على وجه موافق لذلك المناقض ولو تاويلا بعيدا تاولوه عليه.
وان لم يمكنهم ذلك وامكن ان يزيف ذلك المناقض وان يحمل على وجه يوافق مافي الملة حملوه.
فان تضاد المشهورات والمحسوسات في الشهادة، نظروا الى اقواهما شهادة فاخذوه واطروحوا الاخر وزيفوه.
فان لم يمكن شيء من ذلك: نصروا وضع الملة بان يقال انه حق لانه اخبر به من لايجوز عليه،ويقولون فيها هذا الجزء مثل قول الاولين في الجميع.
وقوم: راوا في نصرة مثل هذه الاشياء التي يخيل ان فيها شنعة، ان تتبع سائر الملل في الاشياء الشنعة التي فيها لرد المجادل منهم بها، فيقال فما كان جوابكم فيها فهو جوابنا في مثلها ويلزمكم في ذلك مثل مايلزمنا.
وءاخرون منهم: لما راوا بعض قصور في النصرة بالاقوال، استعملوا اشياء تلجا وتضطر الخصم الى السكوت اما خجلا او خوفا.
واخرون: لما كانت الملة عندهم في انفسهم صحيحة راوا ان ينصروها عند غيرهم ويحسنوها ويزيلوا الشبهة منها باي شيء اتفق ولم يبالوا ان يستعملوا الكذب والمغالطة والبهت والمكابرة لانهم راوا ان مخالفهم احد شخصين:اما عدو وذلك جائز في دفعه كما يكون في الحرب، واما ليس بعدو ولكنه جهل حظ نفسه من هذه الملة لضعفه وقلة تمييزه وجائز ان يحمل على حظ نفسه بمثل ذلك كما يفعل مع الصبيان.
 
يؤمن كثير من المسيحيين بما يسمى الخطيئة الأصلية وبنوا عليها معتقدات في الألوهية. الواجب في أي حوار معهم الدعوة إلى الإتفاق حول الأصل، فعندها قلنا ربما كانت تلك الخطيئة الرسمية محاولة غير موفقة للتعبير عن الميثاق الذي أخذه الله من آدم وذريته. (ربما هذا ما أراده بالوجه الثاني).
 
اخي الكريم
المراد نصره اراء الملة الاسلامية خصوصا وجاء بيان الوجوه والطرق عموما، وبعد فبالنسبة للخطيئة الاصلية وتنزيل المسلك الثاني عليها فلا يستقيم لما فيه من تزييف، فواضع الملة لم يصرح بلفظه بهذا المسمى ولامفهومه حتى يتطلب نصرته بتتبع المشهورات والمحسوسات والنظر في موافقتها او خلافها له فيكون التوفيق اما التاويل فيه او حملها عليه.
 
عفوا، وأستسمح أستاذنا البورقادي ..
هو أراد الملل لا الملة الإسلامية و ما التخصيص إلا لأنه كان وليد بيئة ثقافة إسلامية. أما النصرة التي ذهب إليها فهي نصرة مزدوجة. لا مسلك يستقيم، وأرى أنها بلا قيمة عملية إن نحن حاولنا فصلها عن نظريته التوفيقية (بالنسبة له) والتفليقية (بالنسبة لغيره) التي يمكن تلخيصها في القول بأن المقولة الفلسفية يقابلها التمثيل في الملل. وكل ملة لها تعابيرها الخاصة، وأن كل الأمثال في كل الملل غير متعارضة مع الفلسفة إلا في حالة إخراجها من حالتها التمثيلية إلى التعبير الفلسفي فيمكن التعارض، ودور الفيلسوف عندها إما التأويل - ولو كان بعيدا - أو الدمج (كمال فعل في الجمع بين الحكيمين).

إذن: لن تمرر الخطيئة الأصلية، لكن لو كان الفارابي هو الذي يرد لأستطاع ذلك فالجهل عنده شر، الجهل يورث بمعنى أنه الحالة الجبلية، بينما العلم خير ولذة وفضيلة، العلم يكتسب بالعقل عند الفيلسوف وبالممارسة عن طريق المخيلة عند النبي.
 
للامام الغزالي في مقدمة المستصفى في الاصول كلام ظاهره انه يندرج في المسلك الاول من ان الملل لا تمتحن، مع مزيد بيان بالتاصيل له فان اخذ بهذا الاعتبار فهو منه، ويمكن جعله مسلكا مستقلا وفيه:
ان نظر المتكلم في اعم الاشياء وهي الوجود، ثم يقسمه الى قديم وحادث، والحادث الى جوهر وعرض.
ثم ينظر في القديم: فيبين انه لايتكثر ولاينقسم انقسام الحوادث بل لابد ان يكون واحدا ومتميزا عن الحوادث باوصاف تجب له وبامور تستحيل عليه واحكام تجوز ويفرق بينها، ثم يبين ان اصل الفعل جائز عليه.
وان العالم فعله الجائز وانه لجوازه افتقر الى محدث، وان بعثة الرسل من افعاله الجائزة وانه قادر عليه وعلى تعريف صدقهم بالمعجزات وان هذا الجائز واقع.
فعند هذا ينقطع كلام المتكلم وينتهي تصرف العقل، فهو يدل على صدق النبي ثم يعزل نفسه ويعترف انه يتلقى من النبي بالقبول مايقوله في الله واليوم الاخر مما لايستقل العقل بادراكه ولايقضي ايضا باستحالته، ويقضي بوجوب صدق من دلت المعجزة على صدقه فاذا اخبر عنه صدق العقل به بهذه الطريق.
 
عودة
أعلى