عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة
New member
قوله تعالى
{ هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} [الفجر: (5)]
*قوله ( لِذِي حِجْرٍ: ):* أي لذي عقل.
والحجر ها هنا العقل؛ وسمي الحجر عقلا: لأنه يمنع صاحبه من فعل ما يشينه؛ في الدين أو الدنيا، وما فيه عطبه في العاجل أو الآجل.
*(استطراد):*
ومنه المحجور عليه: أي الممنوع من التصرف في ماله؛ لردة عن الدين، أوسفه، أوجنون، أو إنفاق المال في مرض مخوف ليمنع ورثته، والوصية بأكثر من الثلث، وإتلاف المال على خلاف ما يقتضيه العقل والشرع، أو يكون له غرماء وعليه من الحقوق أكثر من الذي معه (المفلس). وهو هو مبين عند أرباب الفقه.
قال برهان الدين في المبدع في شرح المقنع: منع خاص أي: منع الإنسان من التصرف في ماله.
انتهى
فقوله ( لِذِي حِجْرٍ ): أي لذي عقل.
قاله غلام ثعلب في ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن، والأخفش في معاني القرآن، وأبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن، وابن قتيبة في غريب القرآن، وأبو بكر السجستاني في غريب القرآن، والفراء في معاني القرآن، والزجاج في معاني القرآن، وأبو حيان في تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب، ونجم الدين النيسابوري في إيجاز البيان.
إلا أن أبا حيان، ونجم الدين: قالا: " عقل ". دون زيادة " لذي ".
زاد أبو عبيدة، والزجاج: ولبّ.
قال الراغب الأصفهاني في المفردات: وتصور من الحجر معنى المنع لما يحصل فيه، فقيل للعقل حجر، لكون الإنسان في منع منه مما تدعو إليه نفسه، وقال تعالى: هل في ذلك قسم لذي حجر.
قال الفراء في معانيه: والعرب تقول: إنه لذو حجر إذا كان قاهرا لنفسه ضابطا لها، كأنه أخذ من قولك: حجرت على الرجل.
قلت ( عبدالرحيم ): ويأتي الحجر في التنزيل على عدة معان:
*منها: العقل: كما سلف.*
*ومنها: الحرام بمعناه التعبدي:*
كما في قوله تعالى ( وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ ): " حِجْرٌ ": أي حرام.
قاله ابن عطية في المحرر الوجيز، وابن أبي زمنين، والسيوطي في الاتقان، والسمعاني في تفسيره، والبغوي في تفسيره، وغيرهم.
قال السمرقندي في بحر العلوم: يعني: حراما لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم من الرجال دون النساء، وهو مالك بن عوف كان يفتيهم بالحل والحرمة.
انتهى
*ويأتي بمعنى: المنع. ( مطلق المنع):*
وقوله ( وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ): أي جعل بينهما حاجزا؛ مانعا ممنوعا أن يبغي أحدهما على الآخر.
قال أبو بكر السجستاني في غريب القرآن: أي مانعا.
قال الفراء في معاني القرآن: أي حراما محرما أن يغلب أحدهما صاحبه.
قال السمرقندي في بحر العلوم: أي حرم على العذب أن يملح، وحرم على المالح أن يعذب، وحرم على كل واحد منهما أن يختلط بصاحبه، وأن يغير كل واحد منهما طعم صاحبه.
وقال الثعلبي في الكشف والبيان: سترا ممنوعا يمنعهما ف لا يبغيان ولا يفسد الملح العذب.
انتهى كلامه.
قلت (عبدالرحيم): وإن شئت قلت: مانعا ممنوعا، أو حراما محرما؛ أن يبغي أحدهما على الآخر؛ لأن الحجر معناه: الحرام، والحرام المنع؛ كما تبين لك.
ولقوله تعالى (وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ): قال الزركشي في علوم القرآن: ممتنع على أهل قرية قدرنا إهلاكهم لكفرهم أنهم لا يرجعون عن الكفر إلى قيام الساعة.
وكما في قوله: ( قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ): قال الزجاج في معانيه: يعني أن الأرض المقدسة محرَّمٌ عليهم دخولُها أيهم ممنوعون من ذلك.
قال النحاس في معاني القرآن: أي هم ممنوعون من دخولها، ويروى أنه حرم عليهم دخولها أبدا.
انتهى.
ومنه قوله تعالى ( يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا ): " حِجْرًا مَحْجُورًا ": حراما محرما عليكم دخول الجنة.
أي: تقول الملائكة للكفار أنتم ممنوعون من الجنة، وهي ممنوعة عنكم؛ على القول بأن الخطاب من الملائكة للكفار.
ونظيرتها قوله تعالى ( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ): حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ": أي منعه من دخولها.
قاله البقاعي في نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، والسيوطي في تفسير الجلالين، والخطيب الشربيني في السراج، وغيرهم.
زاد البقاعي: منعا عظيما متحتما.
وزاد الخطيب: منعا متحتما فإنها دار الموحدين.
انتهى
فالحاصل أن معنى قوله تعالى «وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً»: أي حراما محرّما.
قاله أبو بكر السجستاني في غريب القرآن، وأبو عبيدة في المجاز، والفراء في معاني القرآن، وابن قتيبة في غريب القرآن، والزجاج في معاني القرآن وإعرابه.
زاد الزجاج: أن يكون لهم البشرى. وأصل الحجر في اللغة ما حجرت عليه أي: ما منعت من أن يوصل إليه، وكل ما منعت منه فقد حجرت عليه، وكذلك حجر القضاة على الأيتام إنما هو منع إياهم عن التصرف في أموالهم. وكذلك الحُجرة التي ينزلها الناس هو ما حوطوا عليه.
انتهى كلامه
*(استطراد) :*
ومن أحسن ما أنت قارئ قولا - أحسب - في قوله تعالى ( يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا ): [الفرقان: ٢٢]
ما قاله بيان الحق النيسابوري الغزنوي، وهو قول جماعة من المتقديمن؛ حيث قال في باهر البرهان في معانى مشكلات القرآن:
كان الرجل في الجاهلية، يلقى رجلا يخافه في أشهر الحرم، فيقول: "حجرا محجورا"، أي: حراما محرما عليك قتلي في هذا الشهر، فلا ينداه (1) بشر. فإذا كان يوم القيامة رأى المشركون ملائكة العذاب، فقالوا: حجرا محجورا، وظنوا أن ذلك ينفعهم، كما نفعهم في الدنيا.
انتهى.
وكذا يطلق الحجر في القرآن على ديار ثمود؛ كما في قوله ( وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ ).
انتهى، والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وسيأتي مزيد بحث؛ عند تعرضنا لمعاني وغريب سورة الفرقان ( إن شاء الله ).
...............
(1): النَّدْهُ: الدَّفْعُ. والنَّدْه: زجْر الإبل أيضاً نَدَه ينْدَه.
كذا ورد في كتاب الجيم لأبي عمرو إسحاق بن مرّار الشيباني بالولاء.
وقال عبدالكريم بن إبراهيم الغرباوي في تحقيقه كتاب غريب الحديث للخطابي: " وفي الوسيط" ندى" ولا ينداه بمكروه أي :لا يصيبه به.
.............
كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
لمتابعة قناتنا على تليجرام:
معاني وغريب القرآن.
https://t.me/abdelrehim19401940
{ هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} [الفجر: (5)]
*قوله ( لِذِي حِجْرٍ: ):* أي لذي عقل.
والحجر ها هنا العقل؛ وسمي الحجر عقلا: لأنه يمنع صاحبه من فعل ما يشينه؛ في الدين أو الدنيا، وما فيه عطبه في العاجل أو الآجل.
*(استطراد):*
ومنه المحجور عليه: أي الممنوع من التصرف في ماله؛ لردة عن الدين، أوسفه، أوجنون، أو إنفاق المال في مرض مخوف ليمنع ورثته، والوصية بأكثر من الثلث، وإتلاف المال على خلاف ما يقتضيه العقل والشرع، أو يكون له غرماء وعليه من الحقوق أكثر من الذي معه (المفلس). وهو هو مبين عند أرباب الفقه.
قال برهان الدين في المبدع في شرح المقنع: منع خاص أي: منع الإنسان من التصرف في ماله.
انتهى
فقوله ( لِذِي حِجْرٍ ): أي لذي عقل.
قاله غلام ثعلب في ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن، والأخفش في معاني القرآن، وأبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن، وابن قتيبة في غريب القرآن، وأبو بكر السجستاني في غريب القرآن، والفراء في معاني القرآن، والزجاج في معاني القرآن، وأبو حيان في تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب، ونجم الدين النيسابوري في إيجاز البيان.
إلا أن أبا حيان، ونجم الدين: قالا: " عقل ". دون زيادة " لذي ".
زاد أبو عبيدة، والزجاج: ولبّ.
قال الراغب الأصفهاني في المفردات: وتصور من الحجر معنى المنع لما يحصل فيه، فقيل للعقل حجر، لكون الإنسان في منع منه مما تدعو إليه نفسه، وقال تعالى: هل في ذلك قسم لذي حجر.
قال الفراء في معانيه: والعرب تقول: إنه لذو حجر إذا كان قاهرا لنفسه ضابطا لها، كأنه أخذ من قولك: حجرت على الرجل.
قلت ( عبدالرحيم ): ويأتي الحجر في التنزيل على عدة معان:
*منها: العقل: كما سلف.*
*ومنها: الحرام بمعناه التعبدي:*
كما في قوله تعالى ( وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ ): " حِجْرٌ ": أي حرام.
قاله ابن عطية في المحرر الوجيز، وابن أبي زمنين، والسيوطي في الاتقان، والسمعاني في تفسيره، والبغوي في تفسيره، وغيرهم.
قال السمرقندي في بحر العلوم: يعني: حراما لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم من الرجال دون النساء، وهو مالك بن عوف كان يفتيهم بالحل والحرمة.
انتهى
*ويأتي بمعنى: المنع. ( مطلق المنع):*
وقوله ( وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ): أي جعل بينهما حاجزا؛ مانعا ممنوعا أن يبغي أحدهما على الآخر.
قال أبو بكر السجستاني في غريب القرآن: أي مانعا.
قال الفراء في معاني القرآن: أي حراما محرما أن يغلب أحدهما صاحبه.
قال السمرقندي في بحر العلوم: أي حرم على العذب أن يملح، وحرم على المالح أن يعذب، وحرم على كل واحد منهما أن يختلط بصاحبه، وأن يغير كل واحد منهما طعم صاحبه.
وقال الثعلبي في الكشف والبيان: سترا ممنوعا يمنعهما ف لا يبغيان ولا يفسد الملح العذب.
انتهى كلامه.
قلت (عبدالرحيم): وإن شئت قلت: مانعا ممنوعا، أو حراما محرما؛ أن يبغي أحدهما على الآخر؛ لأن الحجر معناه: الحرام، والحرام المنع؛ كما تبين لك.
ولقوله تعالى (وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ): قال الزركشي في علوم القرآن: ممتنع على أهل قرية قدرنا إهلاكهم لكفرهم أنهم لا يرجعون عن الكفر إلى قيام الساعة.
وكما في قوله: ( قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ): قال الزجاج في معانيه: يعني أن الأرض المقدسة محرَّمٌ عليهم دخولُها أيهم ممنوعون من ذلك.
قال النحاس في معاني القرآن: أي هم ممنوعون من دخولها، ويروى أنه حرم عليهم دخولها أبدا.
انتهى.
ومنه قوله تعالى ( يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا ): " حِجْرًا مَحْجُورًا ": حراما محرما عليكم دخول الجنة.
أي: تقول الملائكة للكفار أنتم ممنوعون من الجنة، وهي ممنوعة عنكم؛ على القول بأن الخطاب من الملائكة للكفار.
ونظيرتها قوله تعالى ( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ): حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ": أي منعه من دخولها.
قاله البقاعي في نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، والسيوطي في تفسير الجلالين، والخطيب الشربيني في السراج، وغيرهم.
زاد البقاعي: منعا عظيما متحتما.
وزاد الخطيب: منعا متحتما فإنها دار الموحدين.
انتهى
فالحاصل أن معنى قوله تعالى «وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً»: أي حراما محرّما.
قاله أبو بكر السجستاني في غريب القرآن، وأبو عبيدة في المجاز، والفراء في معاني القرآن، وابن قتيبة في غريب القرآن، والزجاج في معاني القرآن وإعرابه.
زاد الزجاج: أن يكون لهم البشرى. وأصل الحجر في اللغة ما حجرت عليه أي: ما منعت من أن يوصل إليه، وكل ما منعت منه فقد حجرت عليه، وكذلك حجر القضاة على الأيتام إنما هو منع إياهم عن التصرف في أموالهم. وكذلك الحُجرة التي ينزلها الناس هو ما حوطوا عليه.
انتهى كلامه
*(استطراد) :*
ومن أحسن ما أنت قارئ قولا - أحسب - في قوله تعالى ( يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا ): [الفرقان: ٢٢]
ما قاله بيان الحق النيسابوري الغزنوي، وهو قول جماعة من المتقديمن؛ حيث قال في باهر البرهان في معانى مشكلات القرآن:
كان الرجل في الجاهلية، يلقى رجلا يخافه في أشهر الحرم، فيقول: "حجرا محجورا"، أي: حراما محرما عليك قتلي في هذا الشهر، فلا ينداه (1) بشر. فإذا كان يوم القيامة رأى المشركون ملائكة العذاب، فقالوا: حجرا محجورا، وظنوا أن ذلك ينفعهم، كما نفعهم في الدنيا.
انتهى.
وكذا يطلق الحجر في القرآن على ديار ثمود؛ كما في قوله ( وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ ).
انتهى، والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وسيأتي مزيد بحث؛ عند تعرضنا لمعاني وغريب سورة الفرقان ( إن شاء الله ).
...............
(1): النَّدْهُ: الدَّفْعُ. والنَّدْه: زجْر الإبل أيضاً نَدَه ينْدَه.
كذا ورد في كتاب الجيم لأبي عمرو إسحاق بن مرّار الشيباني بالولاء.
وقال عبدالكريم بن إبراهيم الغرباوي في تحقيقه كتاب غريب الحديث للخطابي: " وفي الوسيط" ندى" ولا ينداه بمكروه أي :لا يصيبه به.
.............
كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
لمتابعة قناتنا على تليجرام:
معاني وغريب القرآن.
https://t.me/abdelrehim19401940