الواو في قراءات القراء ورسم المصاحف

إنضم
09/05/2010
المشاركات
71
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
المملكة العربية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الواو في قراءات القراء ورسم المصاحف
إن في علم القراءات القرآنية قضايا كثيرة جديرة باهتمام الباحثين والدارسين، ومن هذه القضايا: الواو في قراءات القراء، وموقعها في رسم المصاحف بين الإثبات والحذف، أو التناوب بينها وبين حرف آخر، كالفاء، وأو.. وهذا البحث يهدف إلى جمع المواضع التي اختلف فيها القراء بين إثبات الواو وحذفها، والمواضع التي قرأها بعضهم بالواو، وبعضهم بالفاء، والمواضع التي قرأها بعضهم بالواو، وبعضهم بأو، ... والتي ظهر الاختلاف فيها بين المصاحف، ثم توجيه كلِّ قراءة من هذه القراءات، وبيان معناها ودلالتها.
إن الواوات التي وقع فيها الخلاف بين القراء كثيرة جداً، ولكنّ كثيراً منها رُسم في جميع المصاحف بصورة واحدة، وإن اختلف القراء في قراءته بوجهين أو أكثر، وترتّب على اختلافهم في القراءة اختلاف في المعنى أو الإعراب أو التصريف، لكن هذا كله خارج نطاق البحث، وعسى أن يكون ميداناً لبحث آخر.
وعلى الرغم من تناول القراء والمفسرين واللغويين لهذه المواضع في ثنايا كتبهم فإنني لم أجد من أفردها بكتاب أو بحث مستقل، ومن هنا تأتي أهمية هذا البحث، وسَبْقُه إلى جمع هذه المواضع وترتيبها وتوجيهها، وتقديمها في عملٍ واحدٍ ينتفع به الدارسون.
 
توضيح لا بد منه
من ضمن النظم المتبعة في كلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي أن يتقدم طلبة السنة الرابعة ببحوث علمية للتخرج
بإشراف أساتذتهم.
وقبل أكثر من عامين أشرفت على مجموعة من طلاب السنة الرابعة بالكلية، واقترحت على أحدهم، وهو الأخ عبد الله الأنصاري، (وهو أحد الطلبة النجباء المتفوقين) كتابة بحثه في موضوع (الواو في القراءات القرآنية).
وقد قام الطالب بالبحث، واستطاع أن يقدم بحثاً متميزاً، وأن ينال به درجة امتياز.
وكنت قبل ذلك بمدةٍ قد جمعت معظم مادة البحث لنفسي، راغباً أن أكتب فيها، وحين قدم الأخ عبد الله بحثه كان قد نحى
منحى مختلفاً عن الفكرة التي كنت أريدها. ورغم ذلك وجدت بحثه جديراً بالامتياز، لما فيه من جهد علمي وتميز بحثي، وظهور
واضح لشخصية الباحث.
وبعد ذلك أكملت بحثي المدرج فوق، ونشرته
وقد خشيت أن يقال: أخذ بحث أحد طلابه ونسبه لنفسه
فأحببت أن أقدم هذا التوضيح مؤكداً على قضية مهمة هي:
أن بحث الأخ الفاضل عبد الله الأنصاري في اتجاه، وبحثي في اتجاه آخر.
يلتقيان في أنهما يبحثان في حرف الواو
لكن من يقرأ البحثين سيدرك من أول وهلة أن الاختلاف بينهما جذري، وأن الالتقاء بينهما لم يكن إلا في نقاط محددة
وحيث إنه ليس عندي نسخة إلكترونية من بحث الأخ عبدالله، والذي يبلغ نحو سبعين صفحة فيما أحسب، فإنني
أرجو من الأخ عبد الله إذا اطلع على هذا الموضوع أن يرسل إلى القراء الكرام في هذا الملتقى نسخةً من بحثه، ليتمكن القراء الكرام من الموازنة، وإدراك أن كلاً من البحثين في بابٍ مختلف.
والله ولي التوفيق.
 
حياك الله يا دكتور أحمد وفتح عليك، وشكر لك كرمك بإتاحة البحث للجميع هنا، ثم تلطفك بذكر هذه المعلومة الطريفة التي تدل على حُسنِ تعليمك وتربيتك لطلابك، وإنصافك لهم ، وذبك عن عرضك أيضاً، فقد يأتي من يعرف بحث تلميذك الأنصاري فيسيءُ الظنَّ عندما يرى بحثك بالعنوان نفسه .
تقبل الله منك وسددك .
 
حياك الله يا دكتور أحمد وفتح عليك، وشكر لك كرمك بإتاحة البحث للجميع هنا، ثم تلطفك بذكر هذه المعلومة الطريفة التي تدل على حُسنِ تعليمك وتربيتك لطلابك، وإنصافك لهم ، وذبك عن عرضك أيضاً، فقد يأتي من يعرف بحث تلميذك الأنصاري فيسيءُ الظنَّ عندما يرى بحثك بالعنوان نفسه .
تقبل الله منك وسددك .
جزاك الله خيراً دكتور أحمد وبارك في علمك وصدقك، وجزى الله مشرفنا الحبيب الدّكتور عبد الرّحمن -الّذي اشتقنا لمشاركاته النّافعة المفيدة- على التقاط هذه الثّمرة المباركة.
فقد عشنا مرحلة جميلة في بداية التّعليم الجامعيّ الأولى، مع أساتذة كرامٍ؛ وبعضهم بين بين، وآخرين دون الدّون؛ كما حال الأمّة كلّها.
وسامحوني إذ أذكر شيخي الحبيب نوفل دوماً.
فقد درست معه مادّة الثّقافة الإسلاميّة، وحضرتها معه كلّما وجدت فرصة سانحة لا تتعارض مع محاضراتي، وكانت امتحاناته سؤالين اثنين أو ثلاثة. اختر واحداً منهما أو اثنين، وهذا الواحد تؤلّف فيه كتاباً. أنت واجتهادك.
وكان المقرّر في المادّة: ثلاثة كتب، في كلّ كتاب امتحان، وكان الامتحان النّهائيّ كتاب واقعنا المعاصر للأستاذ الكبير محمّد قطب حفظه الله وبارك فيه. الّذي لا بدّ لكلّ طالب علم أن يقرأه فهو سفر في بابه.
ولم يكن -فضيلته- يشرح أيّاً من هذه الكتب المقرّرة في محاضراته؛ بل يطوّف بنا في كتب مالك بن نبي -رحمه الله تعالى- الّذي حرصنا على شراء كلّ كتبه المترجمة، وقراءتها بمتعة.
فكنت أكتب في الامتحان من كلّ قطر أغنية، ومن ضمنها مثلاً مقولة الشّيخ عبد الحميد كشك -رحمه الله تعالى-في عادل إمام.
ما دام عندنا عادل إمام فلا نحتاج إلى إمام عادل. وأمثال هذا لي ولغيري من زملائي الأحبّة.
فكنت أفرح فرحاً غامراً عندما يذكر في القاعة هذا المثل ويعزوه إلى من ذكره، وأتعجّب كيف يجد الوقت لقراءة أعداد مهولة يمتلئ بها مدرج كلّيّة الشّريعة آنذاك، والواقفون أكثر من الجالسين. ويعلّق على ورقتي كاملة -حين تصحيحها- وما زلت أحتفظ بها حتّى اليوم على تباعد كبير في الزّمن. ويَعْلَقُ بذاكرته ما يقرأ ثمّ لا يجد غضاضة في نسبة القول إلى قائله. ولو فعله من يلومه؟!
(فأكيد الدّكتور بيعرف كلّ حاجة)!!!
ودكتور "محترم آخر محترم جدّاً" كان يختار أربعة من الطّلاب المبدعين ولم أكن منهم، فيكلّف كلّ واحد منهم بكتابة بحث لا علاقة له بالمادّة المقرّرة.
فإذا ما كتبوا أبحاثهم ناداهم ووضع المصحف بين أيديهم ليقسموا أنّ ما نقلوه كان من جهدهم من غير سرقة. فيقسمون له وهم صادقون فيما نحسب. ويضع لهم درجة كاملة على البحث.فيفاجأ هؤلاء الطّلبة بأبحاثهم مجمّعة في كتاب لفضيلة الأستاذ الدّكتور فلان بن فلان بن فلان قد صدر في دار كذا للنّشر والتّوزيع.
أيّة ثقة سيثق بها هؤلاء في أساتذة يحملون مشعل الهداية للأمّة أو هكذا يظنّون.
وفي الجعبة قصص وحكايا عن سرقات على مستوى ((القمّة)) لا يسمح أستاذ مشرف على رسالة طالب أن يوجّهه لكتابة بحثه في الدّراسات العليا حتّى يكتب له بحثاً أوّلاً ثمّ بعد ذلك يشرف على بحثه!
وقد فاز هذا الأستاذ الجامعيّ العالم الكبير النّحرير بإحدى جوائز خدمة القرآن الكريم في دولة عربيّة ما!
جزاكما الله خيراً مرّة أخرى، وجعلكما قدوة للأساتذة الكرام الّذين ولا شكّ تمتلئ بهم الأمّة.
فهذه نماذج ستندثر مع صحوة الأمّة، واستيقاظ الإيمان في نفوسها، وصناعة البيئة الإيمانيّة الجاذبة؛ لنصل إلى سؤال امرأة للإمام أحمد -رحمه الله- قائلة له:
يا إمام! إنّي امرأة تحيك الملابس على ضوء القمر، وإنّ العسس ليمرّون بنا باللّيل؛ أفيجوز لي أن أحيك الملابس على تلك السّرج؟
فسألها الإمام أحمد -رحمه الله-: ابنة من أنت؟
قالت: ابنة فلان -وهو مشهور بالزّهد والورع-، فقال لها: أمّا أنتم أهل البيت فلا أجيز لكم فمن بيتكم خرج الورع!
الله الله الله.
سؤال وإجابة تكتبان بماء العيون الخاشعة.
آتانا الله ما آتاهم من نعم العلم والورع والزّهد والصّدق وصفات الكمال البشريّ.​
 
عودة
أعلى