الهدهد !

إنضم
08/09/2017
المشاركات
614
مستوى التفاعل
6
النقاط
18
الإقامة
السودان
الهدهد

بسم الله الرحمن الرحيم
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) – النمل
صدق الله العظيم

قال الهدهد مخاطبا سليمان عليه السلام أو البشر عموما (ويعلم ما تخفون وما تعلنون) ولم يقل (يعلم ما نخفى وما نعلن)، أى أن البشر هم الوحيدون المكلّفون "إضافة الى الجن" ، ولهم فى نفوسهم أسرارا وأمنيات ونوايا وخبايا وخطط ومكائد شريرة أو طيبة ، يعلمها الله تعالى ويحاسبهم عليها، ففى نهاية نفس السورة (النمل) نقرأ الآية (وإنّ ربك لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون، وإنّ ربّك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون).

أما الحيوان والطير فهما غير مكلّفان وغير محاسبان ولا يخفيان شيئا ويتصرفان وفقا لغريزتهما التى خلقهما الله تعالى عليهما، وكلهم يسجدون لله تعالى ويسبحونه ،
تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا-44-الإسراء

وفى قول الهدهد ما يوضح أن الحيوانات والطير تعلم امتحان الإنسان فى الحياة الدنيا، وتعلم أيضا دور الشيطان فى غواية البشر (وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ )-صدق الله العظيم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هناك بعض التعقيبات على منشورك أختي، أكتفي باثنتين منها:

1- قلت:
الهدهد

أما الحيوان والطير فهما غير مكلّفان وغير محاسبان ولا يخفيان شيئا ويتصرفان وفقا لغريزتهما التى خلقهما الله تعالى عليهما،
بعض هذا الكلام لا يسلم لأن الله تعالى يعلم السر وأخفى، وبعض الحيوانات تخفي ما لا تظهره، كمن عرف منها بالمكر والخداع، وهذا معلوم في عالم الحيوانات.
ومع أنها غير محاسبة يوم القيامة لكن الله تعالى يقيم القصاص بينها، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم:"لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء"رواه مسلم وغيره، ورواه أحمد ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقتص للخلق بعضهم من بعض حتى للجماء من القرناء وحتى للذرة من الذرة" ورواته رواه الصحيح.

2- قلت:"وفى قول الهدهد ما يوضح أن الحيوانات والطير تعلم امتحان الإنسان فى الحياة الدنيا، وتعلم أيضا دور الشيطان فى غواية البشر"
يا أختي إن هذا الأمر من الغيبيات وليس لنا أن نجتهد فيها ما لم يرد نص صريح، أما استباطك ذلك من كلام الهدهد ففيه نظر، لأن هذا الهدهد كسائر الحيوانات بل سائر الكائنات كلها تسبح لله وتسجد له، كما قال تعالى:"
وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ..." فلما رأى القوم يسجدون لغير الله علم أن هذا خلاف الحق والصواب بل غضب، ولو رأى هدهدا مثله يسجد للشمس أو لغيرها من المخلوقات لأنكر ذلك كذلك.
فهو كسائر الأمم الناطقة والصامتة توحد الله وتسبحه وتسجد له سجودا لا نعرف كيفيته وكنهه. كما نص بذلك القرآن الكريم في مثل قوله تعالى:"وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ".
أما أن يكون هذا الكلام من هدهد سليمان عليه السلام دليل على علم الحيوانات والطير بامتحان الإنسان في هذه الدار وإغواء الشياطين له فمردود والله أعلم:
هل الحيوانات تعلم تكاليفنا وأننا مأمورون بالصلاة والزكاة والحج وغير ذلك؟
هل تعلم أننا مأمورون بالإيمان بالأصول الستة؟
وهل تعلم أننا نحاسب على ما اقترفناه من خير أو شر؟
وهل تعلم أن هناك دار جزاء يجازى الناس فيها على أعمالهم في هذا الدار دار العمل والابتلاء؟
وهل تعلم بوجود عالم الجن والشياطين الذين أخذوا على عاتقهم إغواء بني آدم وإضلاله؟
وهل تعلم بالصراع القائم بين الحق والباطل، حق يحمله أهل الإيمان وباطل يؤمن به أهل الكفر والطغيان الذين استسلموا لتزيين وإغواء إبليس وجنده من كفرة الجان؟
أسئلة كثيرة اضررت لطرحها، لتعلمي أختي أن قصة الهدهد لا يمكن أن نستنبط منها ذلك الأمر الذي ذكرت، وإنما نستنبط منها ما أسلفت.
يقول الإمام النسفي رحمه الله تعالى في تفسيره:"ولا يبعد من الهدهد التهدي إلى معرفة الله تعالى ووجوب السجود له وحرمة السجود للشمس إلهاماً من الله كما ألهمه وغيره من الطيور وسائر الحيوان المعارف اللطيفة التي لا يكاد العقلاء الرجاح العقول يهتدون لها."اهـــ.
غاية ما نستفيده علم الهدهد وغيره من الأمم الصامتة بالتوحيد وهذا أمر ألهمه الله تعالى إياها.
والله أعلم وأحكم ونسبة العلم إليه سبحانه أسلم.
 
السلام عليكم الأخ عبد الغفور،
أنا كتبت عن علم الحيوانات والطيور بغواية الشيطان ، فقط بغواية الشيطان، كما نستدل بالآية، فلا داعى لكل تلك الأسئلة عن هل تعلم بالحج والصوم والزكاة !!!

وهناك حديث يؤكد رؤيتها للشياطين والملائكة :
فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهَا رَأَتْ شَيْطَانًا ». رواه البخاري (3303) ، و مسلم ( .(2729
 
.......................................
........................................
.....................................
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وفى قول الهدهد ما يوضح أن الحيوانات والطير تعلم امتحان الإنسان فى الحياة الدنيا، وتعلم أيضا دور الشيطان فى غواية البشر (وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ )-صدق الله العظيم


هذا نص كلامك، فلما الإنكار؟
أنت قلت أن الحيوانات تعلم امتحان الإنسان في هذه الدار، وهذا أمر لا يسلم لك، وما طرحت تلك الأسئلة إلا لتعلمي أن قولك فيه نظر بل لا يصح.
وهناك فرق بين علمها بالتوحيد الذي تحققه بحسب ما ألهمها الله إياه وبين علمها بحالنا نحن في دار الدنيا، كما أسلفت بيانه.
نحن هنا نتعلم ونستفيد بعضنا من بعض، والإذعان للحق فضيلة.
 
السلام عليكم،
أنا كتبت أنها تعلم إمتحان الإنسان وغواية الشيطان له،
أى أن الإنسان له مطلق الحرية فى إختيار ما يعبد ودور الشيطان فى تلك الحرية .

معرفة المخلوقات الأخرى عن حياة الإنسان تظل في علم الغيب، ولكننا
بسورة النمل نجد أن النملة على سبيل المثال تعرف إسم النبى سليمان عليه السلام، وتعرف (الجنود) ،

حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ (وَجُنُودُهُ) وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18)

لم تقل البشر الذين معه، أو الإنس والجن الذين معه !
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

ما ذكرته عن النملة أمر آخر غير ما نتحدث عنه.

فقط أريد التوضيح أنه لا دليل على علم الأمم الصامتة من الحيوانات والطيور وغيرها بالأمانة التي حملها الإنسان وبالإختبار الذي ابتلي به في هذه الدار.
لأن هذه المسألة من مسائل الغيب التي يجب التوقف فيها حتى يرد دليل.

أما مسألة النملة فلعل ذلك خاص بها ولا تنسي أن سليمان عليه السلام أوتي منطق الطير والحيوانات والدواب فكان يتكلم معها وتتكلم معه كما هو الشأن بالنسبة للهدهد.

والله تعالى أعلم وأحكم ونسبة العلم إليه سبحانه أسلم.
 
عودة
أعلى