النوال... (94) (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
13
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (94)

اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الزخرف": (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا)

القول الصحيح أن الضمير في قوله: (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ) يعود على عيسى.
والمعنى: وإن عيسى ظهوره علم يعلم به مجيء الساعة، لأن ظهوره من أشراطها.

والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في عود الضمير في قوله: (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ) على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنه يعود على عيسى.

والمعنى: وإن عيسى ظهوره علم يعلم به مجيء الساعة، لأن ظهوره من أشراطها. (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*)
(واقتصر عليه الرازي*, وصاحب الظلال*)
(ورجحه ابن كثير*, والشنقيطي*)
(وضعفه ابن عاشور*)
وهذا القول هو الصحيح.

قال الزمخشري: "فسمى الشرط علماً لحصول العلم به".

قال ابن كثير: "الصحيح أنه عائد على عيسى عليه السلام، فإن السياق في ذكره، ثم المراد بذلك نزوله قبل يوم القيامة، كما قال تبارك وتعالى: {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته} أي: قبل موت عيسى عليه الصلاة والسلام، قال مجاهد: {وإنه لعلم للساعة} أي: آية للساعة خروج عيسى ابن مريم قبل يوم القيامة. وهكذا روي عن أبي هريرة، وابن عباس، وأبي العالية، وأبي مالك، وعكرمة، والحسن وقتادة، والضحاك، وغيرهم.
وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بنزول عيسى قبل يوم القيامة إماماً عادلاً وحكماً مقسطاً".

القول الثاني: أنه يعود على القرآن.
والمعنى: إن هذا القرآن لعلم للساعة يعلمكم بقيامها، ويخبركم عنها وعن أحوالها وأهوالها. (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, والزمخشري*)
(وضعفه ابن كثير*) (ورجحه ابن عاشور*)

القول الثالث: أنه يعود على محمد صلى الله عليه وسلم. قال النبي: (بعثت أنا والساعة كهاتين) (ذكره الماتريدي*)
(وذكر الأقوال الثلاثة ابن عطية*, والقرطبي*)

(وذكر القرطبي* قولاً غريباً) فقال: "وقيل: (وإنه لعلم للساعة) أي: وإن إحياء عيسى الموتى دليل على الساعة وبعث الموتى، قاله ابن إسحاق".
(وهذا القول ضعفه ابن كثير*)
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
لقد كانت بينات عيسى عليه السلام علما للساعة ، فلا يشك في قيام الساعة إلا من ليس له علم بها ، والآية التي يتحصل بها العلم بالساعة هي آية إحياء الموتى ، فما يشك أحد في قيام الساعة أو يكذبها إلا لأنه لا يصدق ببعث الموتى أحياء مرة أخرى.
 
عودة
أعلى