صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (90)
اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الرعد": (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى)
القول الأقرب أن جواب (لو) في هذه الآية مقدر وتقديره: لما آمنوا.
وقد حذف للعلم به فإنه يدل عليه ما قبله وما بعده.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في جواب (لو) في هذه الآية على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنه مقدر وتقديره: لما آمنوا. (رجحه الماتريدي*) (وذكره الزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, والشنقيطي*)
وهو القول الأقرب, وقد حذف للعلم به فإنه يدل عليه ما قبله وما بعده.
قال قبله: (وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ) وقال بعده: (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا)
كما يؤيده قوله تعالى في سورة الأنعام: (وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ)
وهذا القول يلتقي في المعنى مع القول الثالث كما سيتبين.
القول الثاني: أن تقديره: لكان هذا القرآن. (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, والرازي*, والقرطبي*, والشنقيطي*) (واقتصر عليه ابن كثير*, وابن عاشور*, وصاحب الظلال*) (ومال إليه الزمخشري*, و ابن عطية*).
قال الزمخشري: "كما قال: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله) هذا يعضد ما فسرت به".
القول الثالث: أنه غير مقدر لكنه مقدم, وهو قوله: (وهم يكفرون بالرحمن)، أي: يكفرون بالرحمن ولو سير لهم الجبال بهذا القرآن. (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, وابن عطية*, والقرطبي*) (وذكره الزمخشري* وقال: هذا القول ليس ببعيد من السداد)
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الرعد": (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى)
القول الأقرب أن جواب (لو) في هذه الآية مقدر وتقديره: لما آمنوا.
وقد حذف للعلم به فإنه يدل عليه ما قبله وما بعده.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في جواب (لو) في هذه الآية على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنه مقدر وتقديره: لما آمنوا. (رجحه الماتريدي*) (وذكره الزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, والشنقيطي*)
وهو القول الأقرب, وقد حذف للعلم به فإنه يدل عليه ما قبله وما بعده.
قال قبله: (وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ) وقال بعده: (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا)
كما يؤيده قوله تعالى في سورة الأنعام: (وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ)
وهذا القول يلتقي في المعنى مع القول الثالث كما سيتبين.
القول الثاني: أن تقديره: لكان هذا القرآن. (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, والرازي*, والقرطبي*, والشنقيطي*) (واقتصر عليه ابن كثير*, وابن عاشور*, وصاحب الظلال*) (ومال إليه الزمخشري*, و ابن عطية*).
قال الزمخشري: "كما قال: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله) هذا يعضد ما فسرت به".
القول الثالث: أنه غير مقدر لكنه مقدم, وهو قوله: (وهم يكفرون بالرحمن)، أي: يكفرون بالرحمن ولو سير لهم الجبال بهذا القرآن. (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, وابن عطية*, والقرطبي*) (وذكره الزمخشري* وقال: هذا القول ليس ببعيد من السداد)
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/