صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (86)
اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "نوح": (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا)
المراد بهذه الآية أن القمر في جهة السموات, فالناس يرونه في جهة السماء والعلو.
ونسبة القمر إلى كل السموات باعتبار أنها كأنها شيء واحد, فإذا كان في إحداهن فهو فيهن.
كما يقال: زيد في بغداد وهو في بقعة منها.
وفلان متوار في دور بني فلان وإنما هو في دار واحدة.
وأتيت بني تميم، وإنما أتيت بعضهم.
(ذكر معنى هذا ابن جرير* نقلاً عن بعض أهل العربية من أهل البصرة) (وذكر هذا القول الماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن عاشور*) (وذكره الشنقيطي* عند تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ).
قال الأخفش في "معاني القرآن": إنما هو والله أعلم على كلام العرب، وإنما القمر في السماء الدنيا كما تقول: أتيت بني تميم, وإنما أتيت بعضهم.
وقال الماتريدي: "يجوز أن يضاف الشيء إلى العدد وإن لم يكن يوجد ذلك إلا في البعض، يقال: في سبع قبائل مسجد واحد، والمسجد إذا كان واحداً فهو لا يكون في سبع قبائل، وإنما يكون في قبيلة واحدة".
وقال الزمخشري: "والقمر فيهن في السماوات وهو في السماء الدنيا، لأن بين السماوات ملابسة من حيث أنها طباق, فجاز أن يقال: فيهن كذا، وإن لم يكن في جميعهن، كما يقال: في المدينة كذا وهو في بعض نواحيها".
ويذكر بعض المفسرين هناً قولاً منسوباً لعبد الله بن عمرو وابن عباس رضي الله عنهما وهو أن الشمس والقمر وجوههما مما يلي السماء فتضيئان جهة السموات وظهورهما مما يلي الأرض.
(أشار إلى هذا القول ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*,, والقرطبي*)
قلت: القول الأول هو الصحيح المعتمد أما القول الثاني فلا يصح.
وقد ذهب الشنقيطي* رحمه الله إلى قول غريب جداً.
فهو يرى أن القمر في السماء حقيقة, وهو قول مخالف للحس والمشاهد.
فقال عند تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ):
"واعلم أن لفظ الآية صريح في أن نفس القمر في السبع الطباق, لأن لفظة جعل في الآية هي التي بمعنى صير... وكذلك قوله: (وجعل القمر فيهن نوراً) فالنور المجعول فيهن هو القمر بعينه، فلا يفهم من الآية بحسب الوضع اللغوي احتمال خروج نفس القمر عن السبع الطباق وكون المجعول فيها مطلق نوره. لأنه لو أريد ذلك لقيل: وجعل نور القمر فيهن, أما قوله: (وجعل القمر فيهن نوراً) فهو صريح في أن النور المجعول فيهن هو عين القمر، ولا يجوز صرف القرآن عن معناه المتبادر بلا دليل يجب الرجوع إليه...".
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "نوح": (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا)
المراد بهذه الآية أن القمر في جهة السموات, فالناس يرونه في جهة السماء والعلو.
ونسبة القمر إلى كل السموات باعتبار أنها كأنها شيء واحد, فإذا كان في إحداهن فهو فيهن.
كما يقال: زيد في بغداد وهو في بقعة منها.
وفلان متوار في دور بني فلان وإنما هو في دار واحدة.
وأتيت بني تميم، وإنما أتيت بعضهم.
(ذكر معنى هذا ابن جرير* نقلاً عن بعض أهل العربية من أهل البصرة) (وذكر هذا القول الماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن عاشور*) (وذكره الشنقيطي* عند تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ).
قال الأخفش في "معاني القرآن": إنما هو والله أعلم على كلام العرب، وإنما القمر في السماء الدنيا كما تقول: أتيت بني تميم, وإنما أتيت بعضهم.
وقال الماتريدي: "يجوز أن يضاف الشيء إلى العدد وإن لم يكن يوجد ذلك إلا في البعض، يقال: في سبع قبائل مسجد واحد، والمسجد إذا كان واحداً فهو لا يكون في سبع قبائل، وإنما يكون في قبيلة واحدة".
وقال الزمخشري: "والقمر فيهن في السماوات وهو في السماء الدنيا، لأن بين السماوات ملابسة من حيث أنها طباق, فجاز أن يقال: فيهن كذا، وإن لم يكن في جميعهن، كما يقال: في المدينة كذا وهو في بعض نواحيها".
ويذكر بعض المفسرين هناً قولاً منسوباً لعبد الله بن عمرو وابن عباس رضي الله عنهما وهو أن الشمس والقمر وجوههما مما يلي السماء فتضيئان جهة السموات وظهورهما مما يلي الأرض.
(أشار إلى هذا القول ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*,, والقرطبي*)
قلت: القول الأول هو الصحيح المعتمد أما القول الثاني فلا يصح.
وقد ذهب الشنقيطي* رحمه الله إلى قول غريب جداً.
فهو يرى أن القمر في السماء حقيقة, وهو قول مخالف للحس والمشاهد.
فقال عند تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ):
"واعلم أن لفظ الآية صريح في أن نفس القمر في السبع الطباق, لأن لفظة جعل في الآية هي التي بمعنى صير... وكذلك قوله: (وجعل القمر فيهن نوراً) فالنور المجعول فيهن هو القمر بعينه، فلا يفهم من الآية بحسب الوضع اللغوي احتمال خروج نفس القمر عن السبع الطباق وكون المجعول فيها مطلق نوره. لأنه لو أريد ذلك لقيل: وجعل نور القمر فيهن, أما قوله: (وجعل القمر فيهن نوراً) فهو صريح في أن النور المجعول فيهن هو عين القمر، ولا يجوز صرف القرآن عن معناه المتبادر بلا دليل يجب الرجوع إليه...".
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/