النوال... (75) (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
13
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (75)

اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "يوسف": (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ)
القول الراجح في الآية أن المراد أن كل ذي علم فوقه عليم وسع علمه كل شيء, وهو الله تبارك وتعالى.

والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بهذه الآية على قولين:
الأول: أن المراد فوق كل عالم من هو أعلم منه. (اقتصر على هذا القول ابن جرير*, والبغوي*, وابن عطية*, والرازي*, وابن كثير*)

ولكن ابن جرير ذكر الرواية عن ابن عباس رضي الله عنه (أنه حدث بحديث فقال رجل عنده: (وفوق كل ذي علم عليم)، فقال ابن عباس: بئسما قلت, إن الله هو عليم، وهو فوق كل عالم).
وكذلك ذكر الرواية عن عكرمة أنه قال: علم الله فوق كل أحد.
وكذلك ذكر الرواية عن سعيد بن جبير أنه قال: الله أعلم من كل أحد.

وكذا ابن كثير ذكر الرواية عن ابن عباس, وهذا يؤيد القول الثاني كما سيأتي, وهذا يعني أن ابن جرير وابن كثير ذكروا ضمن سياق الروايات كلا القولين.

القول الثاني: أن المراد أن كل ذي علم فوقه عليم وسع علمه كل شيء, وهو الله تبارك وتعالى. (اقتصر عليه صاحب الظلال*)
(وذكر القولين الماتريدي*, والزمخشري*, والقرطبي*, وابن عاشور*)

والقول الثاني هو الراجح, تؤيده رواية ابن عباس السالفة, وقول عكرمة وسعيد بن جبير.
كما يؤيده أنه وصف صاحب العلم بأنه ذو علم ثم وصفه نفسه بالعليم, فقال: (وفوق كل ذي علم عليم) وهو الله تبارك وتعالى.

قال صاحب الظلال: "الإشارة إلى ما ناله يوسف من رفعة «نرفع درجات من نشاء» ..وإلى ما ناله من علم، مع التنبيه إلى أن علم الله هو الأعلى:
«وفوق كل ذي علم عليم» ..وهو احتراس لطيف دقيق".
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
عودة
أعلى