النوال... (74) (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
13
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (74)

اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "النمل": (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)

هذا مما يكون يوم القيامة بإجماع المفسرين, (وخالفهم ابن عاشور فأتى بقول غريب جداً كما سيأتي)

وقول المفسرين هو القول الصحيح دون ريب, فإن الآيات قبلها وبعدها تتحدث عن القيامة وما يجري فيها.
كما قال تعالى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا}
وقال تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأرْضَ بَارِزَةً}

وقوله: (تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ) أي: لا تتبين حركتها ولا يرى سيرها لعظمها وكثرتها كما أن سير السحاب لا يرى لعظمه, وهكذا الأجرام العظام المتكاثرة العدد إذا تحركت لا تكاد تتبين حركتها فهي في حسبان الناظر واقفة وهي سائرة.

(وانفرد ابن عاشور*) بقول غريب جداً, وهو أن هذه الآية تشير إلى أمر يحدث في الدنيا وليس في الآخرة, وهو دوران الأرض حول الشمس.

وهذا القول من ابن عاشور رحمه الله موغل في البعد والضعف والغرابة.
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
جزاك الله خيرا أخانا صالح وأجزل لك المثوبة.
قال جلّ من قائل: ﴿أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86) وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۚ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ﴾ (النمل:86-88).

أما القول أنّ ما قبل قوله: ﴿وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ ﴾ وما بعدها آياتٌ تتحدث عن يوم القيامة وما يجري فيها؛ فإنّ الأمر ليس كذلك تمامًا، لأن الآية 86 تتحدّث عن الدنيا بلا ريب، والآية 88 محل المدارسة شطرها موضوعه إتقان الصنع المراد لفت النظر إليه للتدبّر، فأيُّ الوجهين أولى وأقرب أن يحمل عليهما قوله سبحانه ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ ألبديع صنع الله فيما نشهده في الدنيا من صنعٍ متقنٍ أُمِرْنا بالتدبّر فيه أم لتلك الأهوال يوم القيامة؟ أم لمعنًى جامعٍ هو النظر إلى نظامٍ متقنٍ قائم في الدنيا يوشك أن تنخرم أسبابه بالقيامة؟

والذي أميل إليه باجتهادي أن قوله: ﴿وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ ﴾ عن الآخرة والدنيا جميعا.
فأما الآخرة فللسياق في الآيات من 83 إلى 90 وللأقوال الأثرية المستفيضة.
وأما الدنيا فلوجود إشارة قوية من الله سبحانه لنبحث ونتعلم، وقرينتها المقويّة هي ما قبلها وما بعدها كما أسلفت من الحديث عن آيات الليل والنهار وإتقان الصنع.

والذي يجعل الخلاف حادًّا في تفسير هذه الآية هو الجنوح إلى أن الرأيين متضادّان لا يستقيم حملهما جميعا على المراد، مع أنه من الواضح أنه لا تضادّ بل يُجمعان بأيسر تأويل.

وهذه الظاهرة في اشتباك مشاهد الدنيا بمشاهد الآخرة للترهيب والترغيب وللحثّ على التدبّر والتعليم يحفل بها القرآن، ولا مانع فيما استقرَّ في قواعد التفسير من وجود تفسيرين لآية أو كلمةٍ أو أكثر من تفسيرين من التفاسير المقبولة المحمولة على التنوّع لا التضادّ "آيتان في آية بالقراءة أو بالتأويل".
ومنها قوله تعالى: ﴿وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ﴾ وهل كان الخسوف والكسوف إلا اجتماع الأجرام الثلاثة في خط واحد على الحقيقة أو اجتماعها في عين الرائي حاجبة ضوء الشمس؟

وأبسط وأوضح مثالٍ على هذا التداخل بين مشاهد الدنيا والآخرة هو فاتحة الكتاب كلها.
﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ (في الدنيا) الرَّحِيمِ (في الآخرة أو في الدنيا أو في كلتيهما)(1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (في الدنيا والآخرة) (2) الرَّحْمَٰنِ (في الدنيا) الرَّحِيمِ (في الآخرة أو في الدنيا أو في كلتيهما) (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (في الآخرة) (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (في الدنيا) (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (في الآخرة أو في الدنيا أو في كلتيهما) (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (في الدنيا والآخرة) (7)﴾

والله أعلم.
 
السلام عليكم

قال تعالى : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ.

كل عملية خلق لها تصميم ، فالخلق يطابق التصميم ، فالسيارة صممت أولا هندسيا على الورق أو على الحاسوب ، ثم صنعت وفق التصميم، كذلك الطائرة كذلك بناء المنازل ، وهكذا كل عملية خلق ….

تعاقب الليل والنهار يحصل على الأرض ، وهو من خلق الله ، فإذا كنا نختلف في كيفية تعاقب الليل والنهار على الأرض التي خلقها الله - منا من يقول الشمس هي التي تدور حول الأرض ، ومنا من يقول الأرض هي التي تدور حول نفسها وحول الشمس - فهذا الاختلاف بيننا سيكون أيضا في التصميم ، فأين التصميم المطابق لخلق الليل والنهار؟

لا بد أن يأتي القرآن بعملية تصميم تعاقب الليل والنهار مطابقة للخلق بحيث تختلف أفهامنا في هذه المسألة ، فريق سيكون فهمهم للآيات يمثل الذين يقولون بدوران الشمس حول الأرض ، والفريق الآخر سيكون فهمهم للآيات يمثل الذين يقولون بدوران الأرض حول نفسها، وكل له دليله ،ويبين الله لنا أي الفريقين على صواب.

فالذين يقولون بدوران الشمس حول الأرض ليس لهم دليل إلا مشاهدتهم للشمس تتحرك في السماء من شرق الأرض إلى غربها .

والذين يقولون بدوران الأرض لهم دليل علمي أن النجوم التي منها ما يبعد بآلاف السنين الضوئية ومنها ما يبعد ملايين السنين الضوئية تبدو أول الليل في الشرق وفي آخر الليل تصبح في الغرب ، وهذا مستحيل علميا لو كانت هي التي تدور حول الأرض ، فالنجم الذي يبعد سنة ضوئية واحدة سيحتاج إلى 6.28 سنة لكي يتم دورته حول الأرض ، هذا إن كان يدور بسرعة الضوء،. وهذا مستحيل علميا لأن المادة تفقد ماديتها إذا وصلت سرعتها إلى سرعة الضوء .

أين نجد الآيات التي تطابق عملية تعاقب الليل والنهار ؟

إنها في سورة النمل في قوله تعالى : أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).

فعملية تعاقب الليل والنهار ستنتهي يوم ينفخ في الصور ، قال تعالى بعدها : وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِيالسَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۚ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ.

لو كانت رؤية الناس واحدة لكيفية تعاقب الليل والنهار منذ بدء الخليقة إلى يوم النفخ في الصور لاستمر الكلام عما بعد النفخ في الصور بدون أن يذكر رؤية أخرى لأنها غير موجودة ، لكن الله ذكر بعدها رؤية أخرى يراها الناس لكيفية تعاقب الليل والنهار ، وهي : وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌبِمَا تَفْعَلُونَ، ثم بعد ذلك تابع الكلام عن الآخرة.

مثلا : قال المذيع : ثبتت رؤية هلال رمضان في كل الدول العربية ، هذا الكلام صحيح إن كانت رؤية الهلال رؤية بصرية في كل الدول العربية ، أما إذا كان بعضها رأى الهلال رؤية بصرية وبعضها رآه بالحساب الفلكي فكلامه ليس صحيحا ،وكان عليه أن يذكر الرؤية الفلكية في بعض الدول العربية قبل أن يتابع كلامه عن رمضان.

إذن فالذين يقولون بدوران الأرض بالدليل العلمي هذا هو دليلهم العلمي ( وترى الجبال تحسبها جامدة…) ، فالله هوالمتكلم عن رؤيتهم مما يدل أن الصواب معهم.

والذين يقولون إن آية الجبال هي عن يوم القيامة دليلهم هو أنهم يرونها جاءت بين آيات الكلام عن القيامة ، مثل مااستدلوا به كمثل الذين قالوا إن دليلنا هو أننا نرى الشمس هي التي تتحرك في السماء من الشرق إلى الغرب.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) النمل
هنا التشبيه بين مرور السحاب ومرور الجبال مقصود به شكل الحركة وليس سرعة الحركة ، لأن حركة السحاب محسوسة للناظرين أما حركة الجبال فوصفها الله بأنها تبدو جامدة ، أي أن وجه الشبه لا يتعلق بالسرعة ولكن يتعلق بنوع الحركة .
والراجح أن هذه الحركة في الدنيا لأن الوصف مطابق لما نراه في الدنيا من أن الجبال لا تزال تبدو لنا جامدةً ، أما الآخرة فقد وصف لنا الله حركتها يومها بالحركة السريعة ( وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (10)) الطور ، لذالك يختلف وصف سرعة الجبال التي تسير سيراً عن حركة الجبال التي تحسبها جامدةً ، ولأن الوصف في الآية (تَحْسَبُهَا جَامِدَةً) مطابق لوصفها في الدنيا ومخالف لما وصفه لنا الله عن سيرها في الآخرة فالراجح بالبداهة أن الآية تصف حركتها في الدنيا وليس في الآخرة .
 
الجبال ثابتة في الدنيا، ومتحركة بداية من أحداث يوم الفزع.
انظر ردا تفصيليا على مدونتي بعنوان:
"من تخاريف وتحاريف أتباع الإعجاز العلمي: مرور الجبال وحركة الأرض"
https://aboutsalama.blogspot.com/2014/05/mountain.html

القرآن يفسر بعضه بعضا.

يقول ابن كثير، في تفسير النبأ 20:
(("وَسُيِّرَتِ ٱلْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً" كقوله تعالى: {وَتَرَى ٱلْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِىَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ}
وكقوله تعالى: "وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ٱلْمَنفُوشِ"، وقال ههنا "فَكَانَتْ سَرَاباً" أي: يخيل إلى الناظر أنها شيء، وليست بشيء، وبعد هذا تذهب بالكلية، فلا عين ولا أثر))

وهذه الآية مرتبطة بآية "مرور الجبال" أشد ارتباط، بل تكاد تكون مطابقة لها في وصف الحدث!
ففيها ذكر تحريك الجبال، كما في آية النمل.
وفيها ذكر مسألة أن الناظر سيرى شيئا فيظنه شيئا آخر، كظاهرة السراب في الصحراء، تماما كما سيرى الناس يوم نفخة الفزع الجبال فيحسبونها جامدة مع أنها ستكون في الحقيقة متحركة!


(وأوضح مثال على أن الناس يوم القيامة قد يرون أمرا ويظنون أنه شيء آخر، هو حديث الكشف عن الساق، حين يأتي الله للمسلمين في صورة غير الصورة التي عهدوها أثناء الحساب، فلا يعرفونه للوهلة الأولى.
وأيضا آية: "وترى الناس سُكارى وما هم بسكارى")


تفسير الرازي: "اعلم أن هذا هو العلامة الثالثة لقيام القيامة وهي تسيير الجبال"
وقال الشنقيطي في تفسير "أضواء البيان"والألوسي في تفسير "روح المعاني" نفس الشيء بإسهاب وتوضيح.
الشنقيطي "قوله تعالى: (وترى الجبال) معطوف على قوله: (ففزع)، وذلك المعطوف عليه مرتب بالفاء على قوله تعالى: ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات.
أي: ويوم ينفخ في الصور، فيفزع من في السماوات وترى الجبال، فدلت هذه القرينة القرآنية الواضحة على أن مر الجبال مر السحاب كائن يوم ينفخ في الصور، لا الآن"
وقال: "جميع الآيات التي فيها حركة الجبال كلها في يوم القيامة"
 
يقول الله
وحملت الارض والجبال فدكتا دكة واحدة
عندما تدك الجبال ستكون غبارا متطايرا في السماء كالسحابة
وهذا معنى قوله تعالى وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب
والله اعلم
 
الأخ ابو طالب
الله تعالى قال تحسبها جامدة ولم يقل تحسبها سحاباً ، ولذلك وجه الشبه في الآية لا يتحدث عن الشكل بل عن المرور وطريقة المرور ، لكن مع إختلاف في السرعة فالجبال بطيئة وتحسبها جامدة والسحب حركتها معروفة للناظرين وهي ليست بطيئة لدرجة يحسبها الناس جامدة ، لذالك وجه الشبه يتعلق بطريقة المرور ونوع الحركة .
والله أعلم
 
تحسبها جامدة اي تحسبها باقية لاتتزحزح
اي المعنى انكم ترون الجبال وتحسبونها ثابته قوية لاتتزحزح بينما هي في الحقيقة سياتي يوم عليها
كما في قوله تعالى
وحملت الارض والجبال فدكتا دكة واحدة
وسيرت الجبال فكانت سرابا
وتكون الجبال كالعهن المنفوش
وعندما تدك ستكون غبارا متناثرا في السماء
وهذا معنى قوله تمر مر السحاب
وترى الجبال تحسبها جامدة - اي ثابته - وهي تمر مر السحاب - غبارها المتطاير بعدما تدك سيمر عليكم مثل ما السحابة تمر عليكم الان والله اعلم
 
(تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ)
الحدث متزامن في وقت واحد وليس متعاقب مثلما تشير إليه .
 
معذرة أستاذنا المبجل الشيخ صالح حفظه الله
قوله تبارك وتقدس: " وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ" "(88)النمل
لا خلاف بين المسلمين في حركة الجبال يوم القيامة.
أما في الدنيا فهما فريقان يختصمان :
الأول : يقول الارض مسطحة وثابتة ، فلا يوجد عندهم استنباط في الاية يعدو عن ان الجبال جامدة على أرض ثابتة ،
ويوم القيامة تراها تمر كمرور السحاب.
والفريق الثاني : يقول الارض كروية وتدور ، والجبال تدور مع الارض ، ولذلك كل من استنبط من هذه الاية الكريمة حركة الجبال ومرورها مر السحاب في الدنيا ، غالبا خلفية ثقافته أو يقول بحركة الارض.
التدقيق:
الفريق الاول
  1. يُقال له اذا كانت الارض ثابتة ومسطحة ، فما فائدة الجبال ؟
  2. وكذلك الجبال يوم القيامة تسير و لا تمر ، وحركتها أسرع من حركة السحاب!
أما الفريق الثاني :
1- يقول ان حركة الجبال يوم القيامة وردت في القرآن عدة مرات وكل أية تشرح أختها:
وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47)الكهف
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) طه
يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (10)الطور
إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (6) الواقعة
وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14)الحاقة
يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9)المعارج
يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا (14)المزمل
وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10)المرسلات
وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20)النبأ
وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3)التكوير
يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5)القارعة
2-
اذا تدبرنا الايات نجد : الجبال تُدك ، تُسيّر ، تُنسف ، تصير رمال سايبة ، تصير سراب ، تكون هباء ، تكون عهن منفوش،
كلها تدل على قوة وجبروت العظمة ، ولا تدل على حركة مرور السحاب الهادي الوديع .
ونهاية الجبال العهن المنفوش وهو الصوف المصبوغ ذي الالوان المتبعثر كالهبو الذي تراه بعد هدوء الريح أمامك و يطير والهواء ساكن لا وزن له ، وألوانه مثل ألوان الجبال في قوله تعالى : " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27)فاطر.
3- كذلك لم يرد في الايات ما يدل على رؤية الجبال يوم القيامة بالعين المجردة مباشرة ، مثل قوله تعالى :"وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ "(49)ابراهيم
"وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا" (47)الكهف
"وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ "(2)الحج
"وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ "(28)الجاثية
4- اذا أطلع الانسان من خارج الارض ورأي هذه الجبال مع عِظم خلقها تدور مع كوكب الارض ، فلا حجة بعد اليقين ، ولكن أنّى لنا باليقين ، والكفار يسيطرون على هذا المجال ويُخفون أي معلومات توافق دين الاسلام ، ونقل خبر الكافر مقبول شرعا بضوابط شرعية مذكورة في كتب الفقه ، ولكن شياطين الماسونية ومن ورائهم يترصدون لتزييف أي حقائق علمية يمكن ان تفيد أهل الاسلام ، والله غالب على أمره.
الترجيح:
إذا أذِن فضيلة الشيخ ليساعدنا في الترجيح ، أم قبول الرأيين.
والله من وراء القصد
والله أعلى وأعلم.
 
حياك الله أخي أحمد وبارك الله فيك.
إليك جواباً مختصراً مع الاعتذار منك.

الخوض في هذه المسائل معدوم الثمرة فلا يزيد في علم ولا إيمان ومن المعلوم أن من العلوم ما هو مذموم.

ترجيحي في هذه المسألة لا يقدم ولا يؤخر.
لكن من أراد البحث عن الحقيقة فليراجع مواد الكابتن طيار طاهر جنيد على الشبكة فقد أثبت بالأدلة والبراهين العلمية أن الأرض ثابتة.

وأما آية النمل فأراها في غاية الوضوح لا تقبل الجدال لشدة وضوحها.
فالبحث فيها مقفل لا يسمح بالكلام فيها لأنه من اللغو.

وأما القول بأن الأرض مسطحه فهو من بدع هذا الزمان.

وفقك الله أخي الكريم وجزاك الله خيراً.
 
وأما القول بأن الأرض مسطحه فهو من بدع هذا الزمان.

تشرفنا شيخنا الكريم في موضوعنا لابداء رايك على ماطرحناه حيث لم نتجاوز في قولنا كلام الله ولا كلام الصحابة او التابعين او تابعيهم

وانا متابع صامت لمواضيعك وتعجبني جدا ترجيحاتك ولاغنى عن رايك في هذه المساله
 
عودة
أعلى