صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (72)
اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الحديد": (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا)
القول الأقرب أن المراد بقوله: (نَبْرَأَهَا) أي: من قبل أن نبرأ الخليقة.
وإن لم يتقدم لها ذكر, فإنه أمر معلوم فعاد الضمير إليها كما في قوله: (إنا أنزلناه).
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في عود الضمير في قوله: (نبرأها) على أربعة أقوال:
القول الأول: أنه يعود على الأنفس أي: من قبل أن نخلق الأنفس. (اقتصر عليه ابن جرير*) (وذكره الماتريدي*, والزمخشري*, وابن كثير*, وابن عاشور*)
القول الثاني: أنه يعود على الأرض أي: من قبل أن نخلق الأرض. (ذكره الماتريدي*, وابن عاشور*)
القول الثالث: أنه يعود على المصيبة أي: من قبل أن نخلق المصيبة. (رجحه الماتريدي*) (وذكره الزمخشري* وابن كثير*)
(وذكر الأقوال الثلاثة دون ترجيح البغوي*, وابن عطية*, والقرطبي*)
(وذكر الأقوال الثلاثة الرازي*, ومال إلى الثالث فقال: "والكل محتمل لأن ذكر الكل قد تقدم، وإن كان الأقرب نفس المصيبة لأنها هي المقصود").
وقيل: الضمير يعود على الجميع.
قال ابن عطية: "وهي كلها معان صحاح، لأن الكتاب السابق أزلي قبل هذه كلها".
وقال القرطبي: "يحتمل أن يعود على الجميع".
وقال صاحب الظلال: "قبل خلق الأرض وقبل خلق الأنفس".
القول الرابع: أنه يعود على الخليقة. وهو أمر معلوم وإن لم يتقدم له ذكر. (ذكره الرازي*) (ورجحه ابن كثير*)
قال الرازي: "وقال آخرون: المراد من قبل أن نبرأ المخلوقات، والمخلوقات وإن لم يتقدم ذكرها إلا أنها لظهورها يجوز عود الضمير إليها كما في قوله: (إنا أنزلناه)".
وقال ابن كثير: "الأحسن عوده على الخليقة والبرية لدلالة الكلام عليها".
قلت: هذا القول جيد قوي, ويدخل فيه كل الأقوال.
ورجوع الضمير إلى غير مذكور لظهوره له نظائر في القرآن, كقوله تعالى: {حتى توارت بالحجاب} يعني: الشمس.
وكقوله تعالى:{وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا} يعنى الأرض, على الراجح في تفسير الآية.
وغيرها.
عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة قال: وعرشه على الماء) أخرجه مسلم.
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الحديد": (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا)
القول الأقرب أن المراد بقوله: (نَبْرَأَهَا) أي: من قبل أن نبرأ الخليقة.
وإن لم يتقدم لها ذكر, فإنه أمر معلوم فعاد الضمير إليها كما في قوله: (إنا أنزلناه).
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في عود الضمير في قوله: (نبرأها) على أربعة أقوال:
القول الأول: أنه يعود على الأنفس أي: من قبل أن نخلق الأنفس. (اقتصر عليه ابن جرير*) (وذكره الماتريدي*, والزمخشري*, وابن كثير*, وابن عاشور*)
القول الثاني: أنه يعود على الأرض أي: من قبل أن نخلق الأرض. (ذكره الماتريدي*, وابن عاشور*)
القول الثالث: أنه يعود على المصيبة أي: من قبل أن نخلق المصيبة. (رجحه الماتريدي*) (وذكره الزمخشري* وابن كثير*)
(وذكر الأقوال الثلاثة دون ترجيح البغوي*, وابن عطية*, والقرطبي*)
(وذكر الأقوال الثلاثة الرازي*, ومال إلى الثالث فقال: "والكل محتمل لأن ذكر الكل قد تقدم، وإن كان الأقرب نفس المصيبة لأنها هي المقصود").
وقيل: الضمير يعود على الجميع.
قال ابن عطية: "وهي كلها معان صحاح، لأن الكتاب السابق أزلي قبل هذه كلها".
وقال القرطبي: "يحتمل أن يعود على الجميع".
وقال صاحب الظلال: "قبل خلق الأرض وقبل خلق الأنفس".
القول الرابع: أنه يعود على الخليقة. وهو أمر معلوم وإن لم يتقدم له ذكر. (ذكره الرازي*) (ورجحه ابن كثير*)
قال الرازي: "وقال آخرون: المراد من قبل أن نبرأ المخلوقات، والمخلوقات وإن لم يتقدم ذكرها إلا أنها لظهورها يجوز عود الضمير إليها كما في قوله: (إنا أنزلناه)".
وقال ابن كثير: "الأحسن عوده على الخليقة والبرية لدلالة الكلام عليها".
قلت: هذا القول جيد قوي, ويدخل فيه كل الأقوال.
ورجوع الضمير إلى غير مذكور لظهوره له نظائر في القرآن, كقوله تعالى: {حتى توارت بالحجاب} يعني: الشمس.
وكقوله تعالى:{وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا} يعنى الأرض, على الراجح في تفسير الآية.
وغيرها.
عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة قال: وعرشه على الماء) أخرجه مسلم.
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/