النوال... (60) (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
12
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (60)

اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الذاريات": (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)

القول الأقرب أن المراد بالآية أن الأرزاق من عند الله وهي مقدرة مكتوبة عند الله في السماء, وفي السماء كذلك ما توعدون من أمر الآخرة والجنة والنار.

والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (رزقكم) على قولين:
القول الأول: أن المراد بالرزق المطر, فهو نازل من السماء.
فجميع أرزاقهم منشؤها من المطر وهو نازل من السماء. (اقتصر عليه الماتريدي*, والبغوي*, وابن كثير*, وابن عاشور*)

ومن إطلاق اسم الرزق على المطر قوله تعالى: (هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقاً).
وقوله تعالى: (واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق)

القول الثاني: أن المراد أن الأرزاق مقدرة مكتوبة عند الله وهي من عند الله. (اقتصر عليه صاحب الظلال*)
(وذكر القولين ابن جرير*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, والشنقيطي*)
وهذا القول الثاني هو الأقرب.

وقوله: (وما توعدون) أي: ما توعدون من أمر الآخرة والثواب والعقاب والجنة والنار.

قال صاحب الظلال: "وهي لفتة عجيبة. فمع أن أسباب الرزق الظاهرة قائمة في الأرض، حيث يكد فيها الإنسان ويجهد، وينتظر من ورائها الرزق والنصيب. فإن القرآن يرد بصر الإنسان ونفسه إلى السماء. إلى الغيب. إلى الله. ليتطلع هناك إلى الرزق المقسوم والحظ المرسوم. أما الأرض وما فيها من أسباب الرزق الظاهرة فهي آيات للموقنين. آيات ترد القلب إلى الله ليتطلع إلى الرزق من فضله ويتخلص من أثقال الأرض وأوهاق الحرص، والأسباب الظاهرة للرزق، فلا يدعها تحول بينه وبين التطلع إلى المصدر الأول الذي أنشأ هذه الأسباب".
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
عودة
أعلى