النوال... (57) (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
13
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (57)

اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "العنكبوت": (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)
القول الراجح أن المراد بالجهاد كل ما يجب مجاهدته من النفس والشيطان وأعداء الدين, والصبر على الفتن والأذى من الكفار.

والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بالجهاد في هذه الآية على قولين:
القول الأول: أن المراد بالجهاد جهاد الكفار. (اقتصر على هذا القول ابن جرير*)
والمعنى: الذين جاهدوا الكفار (فينا) أي: لإعلاء كلمة الله ونصرة لدينه.

القول الثاني: أن الآية عامة والمراد بالجهاد كل ما يجب مجاهدته من النفس والشيطان وأعداء الدين, والصبر على الفتن والأذى من الكفار.
(جاهدوا فينا) أي: جاهدوا في شأن الله لطلب مرضاته ورجاء ما عنده.
(اقتصر على هذا القول الماتريدي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, وابن كثير*, وصاحب الظلال*) (ومال إليه القرطبي*) (واقتصر عليه ابن عاشور* ورجحه)
(وذكر القولين البغوي*)

وهذا القول الثاني هو الراجح.
وقوله: (لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا) أي: لنُبَصرنهم سبلنا ولنوفقنهم لإصابة الطرق المستقيمة والأعمال الموصلة إلى الله ورضوانه.

قال ابن عطية: "هي قبل الجهاد العرفي وإنما هو جهاد عام في دين الله وطلب مرضاته".

قال الزمخشري: "أطلق المجاهدة ولم يقيدها بمفعول ليتناول كل ما يجب مجاهدته".

قال صاحب الظلال:
"ويختم السورة بصورة الفريق الآخر. الذين جاهدوا في الله ليصلوا إليه ويتصلوا به. الذين احتملوا في الطريق إليه ما احتملوا فلم ينكصوا ولم ييأسوا. الذين صبروا على فتنة النفس وعلى فتنة الناس. الذين حملوا أعباءهم وساروا في ذلك الطريق الطويل الشاق الغريب .. أولئك لن يتركهم الله وحدهم ولن يضيع إيمانهم، ولن ينسى جهادهم. إنه سينظر إليهم من عليائه فيرضاهم. وسينظر إلى جهادهم إليه فيهديهم. وسينظر إلى محاولتهم الوصول فيأخذ بأيديهم. وسينظر إلى صبرهم وإحسانهم فيجازيهم خير الجزاء : «وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا. وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ»".
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
عودة
أعلى