صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (53)
اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الإسراء": (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً)
القول الأقرب أن المراد بآية الليل هو الليل نفسه, أي: الآية التي هي الليل.
وآية النهار هي النهار نفسه, أي: الآية التي هي النهار.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بآية الليل وآية النهار على قولين:
القول الأول: أن المراد بآية الليل هو الليل نفسه, أي: الآية التي هي الليل.
وآية النهار هي النهار نفسه, أي: الآية التي هي النهار.
كما يقال: دخلت بلاد خراسان أي دخلت البلاد التي هي خراسان.
والمعنى: محونا الآية التي هي الليل, فجعلناه مطموساً مظلماً لا تبصر فيه الأشياء ولا تستبان.
وأطلق المحو على الظلمة وانعدام النور لأن الظلمة لا تظهر فيها الأشياء، فشبه اختفاء الأشياء بالمحو.
(اقتصر على هذا القول صاحب الظلال*)
وهذا هو الأقرب في المراد بالآية والله أعلم.
قال الشنقيطي: "على هذا القول فإضافة الآية إلى الليل والنهار من إضافة الشيء إلى نفسه مع اختلاف اللفظ، وإضافة الشيء إلى نفسه مع اختلاف اللفظ كثيرة في القرآن وفي كلام العرب، فمنه في القرآن قوله تعالى: (شهر رمضان) ورمضان هو نفس الشهر بعينه، وقوله: (ولدار الآخرة) والدار هي الآخرة بعينها، وقوله: (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) والحبل هو الوريد".
القول الثاني: أن المراد بآية الليل القمر, وآية النهار الشمس.
ويكون معنى المحو أن القمر مطموس لا نور فيه كنور الشمس، ومعنى كون آية النهار مبصرة أنها مضيئة وجعل ضوءها سبب إبصار الناس الأشياء.
قال القرطبي: ولم يقل: فمحونا الليل، فلما أضاف الآية إلى الليل والنهار دل على أن الآيتين المذكورتين لهما لا هما.
(اقتصر على هذا القول ابن جرير*, والبغوي*, والقرطبي*, وابن كثير*)
(ولكن ابن جرير روى قول ابن عباس: (وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل) قال: هو السواد بالليل.
وكذلك روى قول عبد الله بن كثير: (فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة ) قال: ظلمة الليل وسدفة النهار. وهذان القولان لابن عباس ولعبد الله بن كثير يؤيدان القول الأول).
(وكذلك ابن كثير ذكر قول عبد الله بن كثير).
(وذكر القولين دون ترجيح الماتريدي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, وابن عاشور*, والشنقيطي*)
قال صاحب الظلال: "يبدو والله أعلم أن المقصود به ظلمة الليل التي تخفى فيها الأشياء وتسكن فيها الحركات والأشباح .. فكأن الليل ممحو إذا قيس إلى ضوء النهار وحركة الأحياء فيه والأشياء وكأنما النهار ذاته مبصر بالضوء الذي يكشف كل شيء فيه للأبصار".
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الإسراء": (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً)
القول الأقرب أن المراد بآية الليل هو الليل نفسه, أي: الآية التي هي الليل.
وآية النهار هي النهار نفسه, أي: الآية التي هي النهار.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بآية الليل وآية النهار على قولين:
القول الأول: أن المراد بآية الليل هو الليل نفسه, أي: الآية التي هي الليل.
وآية النهار هي النهار نفسه, أي: الآية التي هي النهار.
كما يقال: دخلت بلاد خراسان أي دخلت البلاد التي هي خراسان.
والمعنى: محونا الآية التي هي الليل, فجعلناه مطموساً مظلماً لا تبصر فيه الأشياء ولا تستبان.
وأطلق المحو على الظلمة وانعدام النور لأن الظلمة لا تظهر فيها الأشياء، فشبه اختفاء الأشياء بالمحو.
(اقتصر على هذا القول صاحب الظلال*)
وهذا هو الأقرب في المراد بالآية والله أعلم.
قال الشنقيطي: "على هذا القول فإضافة الآية إلى الليل والنهار من إضافة الشيء إلى نفسه مع اختلاف اللفظ، وإضافة الشيء إلى نفسه مع اختلاف اللفظ كثيرة في القرآن وفي كلام العرب، فمنه في القرآن قوله تعالى: (شهر رمضان) ورمضان هو نفس الشهر بعينه، وقوله: (ولدار الآخرة) والدار هي الآخرة بعينها، وقوله: (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) والحبل هو الوريد".
القول الثاني: أن المراد بآية الليل القمر, وآية النهار الشمس.
ويكون معنى المحو أن القمر مطموس لا نور فيه كنور الشمس، ومعنى كون آية النهار مبصرة أنها مضيئة وجعل ضوءها سبب إبصار الناس الأشياء.
قال القرطبي: ولم يقل: فمحونا الليل، فلما أضاف الآية إلى الليل والنهار دل على أن الآيتين المذكورتين لهما لا هما.
(اقتصر على هذا القول ابن جرير*, والبغوي*, والقرطبي*, وابن كثير*)
(ولكن ابن جرير روى قول ابن عباس: (وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل) قال: هو السواد بالليل.
وكذلك روى قول عبد الله بن كثير: (فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة ) قال: ظلمة الليل وسدفة النهار. وهذان القولان لابن عباس ولعبد الله بن كثير يؤيدان القول الأول).
(وكذلك ابن كثير ذكر قول عبد الله بن كثير).
(وذكر القولين دون ترجيح الماتريدي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, وابن عاشور*, والشنقيطي*)
قال صاحب الظلال: "يبدو والله أعلم أن المقصود به ظلمة الليل التي تخفى فيها الأشياء وتسكن فيها الحركات والأشباح .. فكأن الليل ممحو إذا قيس إلى ضوء النهار وحركة الأحياء فيه والأشياء وكأنما النهار ذاته مبصر بالضوء الذي يكشف كل شيء فيه للأبصار".
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/