النوال... (33) (كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
13
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (33)

اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "البقرة": (كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا)

القول الراجح أن المراد (رزقنا من قبل) أي: في الجنة، فيشبه بعضه بعضاً في الشكل واللون ويختلف في الطعم.

والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف في المراد بقوله: (هذا الذي رزقنا من قبل) على قولين:
القول الأول: أن المراد (رزقنا من قبل) أي: في الدنيا (رجح هذا القول ابن جرير*, والزمخشري*, والرازي*) (ومال إلى تضعيفه ابن عطية*) (وضعفه ابن عاشور*)

قال ابن عطية: "قول ابن عباس: (ليس في الجنة شيء مما في الدنيا سوى الأسماء) يرد على هذا القول بعض الرد".

القول الثاني: أن المراد (رزقنا من قبل) أي: في الجنة، فيشبه بعضه بعضاً في الشكل واللون ويختلف في الطعم (ذكره ابن عطية*) (وضعفه ابن جرير*) (وجوزه الزمخشري*) (ورجحه ابن عاشور*)

وهذا القول هو الراجح كما سيأتي.
(وذكر القولين دون ترجيح الماتريدي*, والبغوي*, والقرطبي*, وابن كثير*, وصاحب الظلال*)

واحتج ابن جرير على ضعفه بأن الله أخبر أنهم يقولون ذلك كلما رزقوا منها, وهذا يصدق على أول مرة يرزقون منها, فمحال أن يقولوا في أول مرة: (هذا الذي رزقنا من قبل) ولم يتقدمه قبله في الجنة رزق غيره.
ورجح في قوله: (وأتوا به متشابهاً) أن المراد أتوا به يشبه ما في الدنيا.

وهذه الحجة التي احتج بها ابن جرير رحمه الله فيها ضعف, فإن المراد غير المرة الأولى وهذا أمر معلوم.

وقال الزمخشري: الضمير في قوله: (وأتوا به) يرجع إلى المرزوق في الدنيا والآخرة جميعاً.
وقول الزمخشري هذا غير صواب.

والقول الثاني هو الراجح, لقوله تعالى: (وأتوا به متشابهاً), فإنه ظاهر جداً في أن التشابه بين ما يؤتوا به في الجنة من الثمار.
ولقول ابن عباس: (ليس في الجنة شيء مما في الدنيا سوى الأسماء)
وهذا يعني أنه لا يمكن أن تشبه ثمار الجنة ثمار الدنيا.

قال ابن عاشور: قوله: {وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً} ظاهر في أن التشابه بين المأتي به لا بينه وبين ثمار الدنيا.

قال صاحب الظلال: "فربما كان في هذا التشابه الظاهري والتنوع الداخلي مزية المفاجأة في كل مرة .. وهي ترسم جواً من الدعابة الحلوة، والرضى السابغ، والتفكه الجميل، بتقديم المفاجأة بعد المفاجأة، وفي كل مرة ينكشف التشابه الظاهري عن شيء جديد! وهذا التشابه في الشكل والتنوع في المزية، سمة واضحة في صنعة البارئ تعالى، تجعل الوجود أكبر في حقيقته من مظهره"
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
قولكم يا شيخ صالح : وهذه الحجة التي احتج بها ابن جرير رحمه الله فيها ضعف, فإن المراد غير المرة الأولى وهذا أمر معلوم.

ما هو وجه ضعف قول ابن جرير؟ ومعلوم عند من؟


وقولكم : وقول الزمخشري هذا غير صواب.
لماذا غير صواب ؟


وقولكم : والقول الثاني هو الراجح, لقوله تعالى: (وأتوا به متشابهاً), فإنه ظاهر جداً في أن التشابه بين ما يؤتوا به في الجنة من الثمار.

أين هو الظهور جداً هذا وعند من ما دام وقع النزاع بين هؤلاء الكبار من المفسرين؟
 
هذه الآية من عجائب القرآن الكريم فكل عبارات الآية تؤكد التطابق والتشابه لكن سياقها يعطي معنى الإختلاف .
 
حياكم الله فضيلة الدكتور.
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام.
وكل عام وأنت بخير.

نعم صدقتم.
ربما يأخذ الكاتب الحماس حال الكتابة فتنزلق عبارات حادة أو فخمة دون شعور كان الأجدر أن يتم اختيار أمثل منها بعناية. وربما وجد بعض الفضلاء وخزات في قلوبهم من مثل هذا الصنيع فمعذرة ثم معذرة.

وكم يتمنى المرء أن تكون ألفاظه كافة مكسية في غاية الحسن والجمال معطرة بتمام الذوق واللطف والدقة ولكن النقص ملازم للبشر.

وأما ما يتعلق بالآية الكريمة:
فقول النبي صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) يقتضي أن يكون ما في الجنة لا يشبه ما في الدنيا وإن كانت الأسماء واحدة.

وقوله تعالى: (وأتوا به متشابهاً) جاءت بعد قوله: (كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل) فواضح إذاً أن المراد التشابه بين ثمار الجنة نفسها.
خاصة أنه قال: (أتوا به) فالتشابه بين ما أتوا ((به)) فحسب, لا بينه وبين غيره.
وهذا سبب الحكم على قول الزمخشري بأنه بعيد.

وحجة ابن جرير (بأنه يصدق على أول مرة يرزقون فيها فمحال أن يقولوا ذلك في أول مرة ولم يتقدمه قبله في الجنة رزق)
هذه الحجة ليست قوية والله أعلم.
فمعوم أنهم لن يقولوا ذلك إلا وقد تقدمه قبله في الجنة رزق.
فقوله: (كلما) إنما يصدق على الوقت الذي يمكن أن يقولوا ذلك فيه, وهو الوقت الذي تقدمه قبله رزق في الجنة.

ثم هل المراد أنهم يضلون يرددون قولهم: (هذا الذي رزقنا من قبل) أبد الدهور والأزمان ولا يدعون هذا القول مدة خلودهم في الجنة الذي لا نهاية له!
أم المراد إبراز هذا المعنى العظيم وهو كمال النعيم والتفكه بألوان الملذات والفاجآت.

وفقكم الله وجزاكم الله خيراً.
 
أظن أن المقصود هو تعدد الأذواق في الجنة أكبر بكثير من تعدد الأشكال والألوان ، وأيضاً تعدد الأذواق للنوع نفسه من الطعام ، أي حتى لو تم إستعمال جميع الأشكال في الطعام سيبقى هناك المزيد من الأذواق التي لم تستعمل فيتم وضعها في أشكال تم إستخدامها من قبل ويهيئ لأهل الجنة أنهم تعرفو على نوع الطبق لأنهم أكلو من طعام يشبهه من قبل لكنهم يتفاجؤون بالطعم الجديد .
بالنسبة إلى التشابه يمكن أن يكون كلا المعنيين صحيح فيمكن أن نجد العنب في الجنة بنفس الطعم كما كان في الدنيا ويمكن أن يوجد ما يشبهه في الشكل لكن بطعم لم يسبق لأحد أن ذاق مثله من قبل .
والله أعلم
 
عودة
أعلى