صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (27)
اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الرعد": (قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)
القول الراجح أن المراد بـ (مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) هم علماء اليهود والنصارى, لأنهم يجدون في كتبهم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
قوله: (كفى بالله شهيداً) الباء للتأكيد, والمعنى كفى الله شهيداً بيني وبينكم على صدق ما جئت به, لما أظهر من البراهين على رسالتي.
واختلف المفسرون في المراد بقوله: (ومن عنده علم الكتاب) على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنه عبد الله بن سلام. (كلهم ذكر هذا القول إلا الشنقيطي*, وصاحب الظلال*)
وهذا القول فيه بعد, فإن السورة مكية وابن سلام إنما أسلم بعد الهجرة.
روى أبو بشر قال: قلت لسعيد بن جبير: (ومن عنده علم الكتاب) أهو عبد الله بن سلام؟ قال: هذه السورة مكية، فكيف يكون عبد الله بن سلام!. أخرجه ابن جرير.
وذكر البغوي أن الشعبي أنكر القول بأنه عبد الله بن سلام وقال: السورة مكية، وعبد الله بن سلام أسلم بالمدينة.
القول الثاني: أنهم علماء اليهود والنصارى, لأنهم يجدون في كتبهم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم. (كلهم ذكر هذا القول إلا الزمخشري*, وصاحب الظلال*) (ورجحه ابن جرير*, وابن كثير*) (ورجحه الشنقيطي* واقتصر عليه).
وهذا القول هو الراجح والله أعلم.
فإن علماء أهل الكتاب يجدون صفة النبي صلى الله عليه وسلم ونعته في كتبهم، كما قال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ}
وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ}
قال ابن عاشور: وذلك أن اليهود كانوا قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة يستظهرون على المشركين بمجيء النبي المصدق للتوراة.
القول الثالث: أنه الله تبارك وتعالى عنده علم اللوح المحفوظ. (كلهم ذكر هذا القول إلا ابن عاشور*, والشنقيطي*) (واقتصر عليه صاحب الظلال*)
قال الحسن: لا والله ما يعني إلا الله.
قال ابن عطية: ويعترض هذا القول بأن فيه عطف الصفة على الموصوف، وذلك لا يجوز وإنما تعطف الصفات بعضها على بعض.
وقال الرازي: هذا القول مشكل، لأن عطف الصفة على الموصوف وإن كان جائزاً في الجملة إلا أنه خلاف الأصل. لا يقال: شهد بهذا زيد والفقيه، بل يقال: شهد به زيد الفقيه.
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الرعد": (قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)
القول الراجح أن المراد بـ (مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) هم علماء اليهود والنصارى, لأنهم يجدون في كتبهم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
قوله: (كفى بالله شهيداً) الباء للتأكيد, والمعنى كفى الله شهيداً بيني وبينكم على صدق ما جئت به, لما أظهر من البراهين على رسالتي.
واختلف المفسرون في المراد بقوله: (ومن عنده علم الكتاب) على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنه عبد الله بن سلام. (كلهم ذكر هذا القول إلا الشنقيطي*, وصاحب الظلال*)
وهذا القول فيه بعد, فإن السورة مكية وابن سلام إنما أسلم بعد الهجرة.
روى أبو بشر قال: قلت لسعيد بن جبير: (ومن عنده علم الكتاب) أهو عبد الله بن سلام؟ قال: هذه السورة مكية، فكيف يكون عبد الله بن سلام!. أخرجه ابن جرير.
وذكر البغوي أن الشعبي أنكر القول بأنه عبد الله بن سلام وقال: السورة مكية، وعبد الله بن سلام أسلم بالمدينة.
القول الثاني: أنهم علماء اليهود والنصارى, لأنهم يجدون في كتبهم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم. (كلهم ذكر هذا القول إلا الزمخشري*, وصاحب الظلال*) (ورجحه ابن جرير*, وابن كثير*) (ورجحه الشنقيطي* واقتصر عليه).
وهذا القول هو الراجح والله أعلم.
فإن علماء أهل الكتاب يجدون صفة النبي صلى الله عليه وسلم ونعته في كتبهم، كما قال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ}
وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ}
قال ابن عاشور: وذلك أن اليهود كانوا قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة يستظهرون على المشركين بمجيء النبي المصدق للتوراة.
القول الثالث: أنه الله تبارك وتعالى عنده علم اللوح المحفوظ. (كلهم ذكر هذا القول إلا ابن عاشور*, والشنقيطي*) (واقتصر عليه صاحب الظلال*)
قال الحسن: لا والله ما يعني إلا الله.
قال ابن عطية: ويعترض هذا القول بأن فيه عطف الصفة على الموصوف، وذلك لا يجوز وإنما تعطف الصفات بعضها على بعض.
وقال الرازي: هذا القول مشكل، لأن عطف الصفة على الموصوف وإن كان جائزاً في الجملة إلا أنه خلاف الأصل. لا يقال: شهد بهذا زيد والفقيه، بل يقال: شهد به زيد الفقيه.
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/