صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (251)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الحجر": (قالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ)
القول الأقرب في هذه الآية أن المراد هذه سنة وطريقة أوجبتها وهي أن عباد الله المخلصين ليس للشيطان عليهم سلطان.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (قالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ) على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن (علي) بمعنى (إلي)
والمعنى: هذا طريق مرجعه إلي فأجازي كلا بأعمالهم. يعنى طريق العبودية.
ونظير ذلك قول القائل لمن يتوعده ويتهدده: طريقك علي، وأنا على طريقك (اقتصر عليه ابن جرير*, وابن عطية*) (وذكره الماتريدي*, والبغوي*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*)
قال الرازي: "من الوجوه أن إبليس لما قال: (إلا عبادك منهم المخلصين)
فلفظ المخلص يدل على الإخلاص، فقوله هذا عائد إلى الإخلاص، والمعنى: أن الإخلاص طريق علي وإلي، أي: أنه يؤدي إلى كرامتي وثوابي"
القول الثاني: أن المراد علي الدلالة على الصراط المستقيم. (ذكره الماتريدي*, والبغوي*, والقرطبي*)
القول الثالث: أن المراد هذه سنة وطريقة أوجبتها وهي أن عباد الله المخلصين ليس للشيطان عليهم سلطان. (اقتصر عليه الزمخشري*, وابن عاشور*, وصاحب الظلال*)
وهذا هو القول الأقرب.
قال الزمخشري: "المراد: هذا طريق حق علي أن أراعيه، وهو أن لا يكون لك سلطان على عبادي، إلا من اختار اتباعك منهم لغوايته".
قال ابن عاشور: "أي: هذا هو السنة التي وضعتها في الناس وفي غوايتك إياهم وهي أنك لا تغوي إلا من اتبعك من الغاوين، أو أنك تغوي من عدا عبادي المخلصين.
و{عَلَيَّ} مستعملة في الوجوب المجازي، وهو الفعل الدائم الذي لا يتخلف كقوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى}، أي: أنا التزمنا الهدى لا نحيد عنه لأنه مقتضى الحكمة وعظمة الإلهية".
وقال صاحب الظلال: "هذا صراط. هذا ناموس. هذه سنة. وهي السنة التي ارتضتها الإرادة قانوناً وحكماً في الهدى والضلال.
«إن عبادي» المخلصين لي ليس لك عليهم سلطان، ولا لك فيهم تأثير، ولا تملك أن تزين لهم لأنك عنهم محصور، ولأنهم منك في حمى، ولأن مداخلك إلى نفوسهم مغلقة".
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الحجر": (قالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ)
القول الأقرب في هذه الآية أن المراد هذه سنة وطريقة أوجبتها وهي أن عباد الله المخلصين ليس للشيطان عليهم سلطان.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (قالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ) على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن (علي) بمعنى (إلي)
والمعنى: هذا طريق مرجعه إلي فأجازي كلا بأعمالهم. يعنى طريق العبودية.
ونظير ذلك قول القائل لمن يتوعده ويتهدده: طريقك علي، وأنا على طريقك (اقتصر عليه ابن جرير*, وابن عطية*) (وذكره الماتريدي*, والبغوي*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*)
قال الرازي: "من الوجوه أن إبليس لما قال: (إلا عبادك منهم المخلصين)
فلفظ المخلص يدل على الإخلاص، فقوله هذا عائد إلى الإخلاص، والمعنى: أن الإخلاص طريق علي وإلي، أي: أنه يؤدي إلى كرامتي وثوابي"
القول الثاني: أن المراد علي الدلالة على الصراط المستقيم. (ذكره الماتريدي*, والبغوي*, والقرطبي*)
القول الثالث: أن المراد هذه سنة وطريقة أوجبتها وهي أن عباد الله المخلصين ليس للشيطان عليهم سلطان. (اقتصر عليه الزمخشري*, وابن عاشور*, وصاحب الظلال*)
وهذا هو القول الأقرب.
قال الزمخشري: "المراد: هذا طريق حق علي أن أراعيه، وهو أن لا يكون لك سلطان على عبادي، إلا من اختار اتباعك منهم لغوايته".
قال ابن عاشور: "أي: هذا هو السنة التي وضعتها في الناس وفي غوايتك إياهم وهي أنك لا تغوي إلا من اتبعك من الغاوين، أو أنك تغوي من عدا عبادي المخلصين.
و{عَلَيَّ} مستعملة في الوجوب المجازي، وهو الفعل الدائم الذي لا يتخلف كقوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى}، أي: أنا التزمنا الهدى لا نحيد عنه لأنه مقتضى الحكمة وعظمة الإلهية".
وقال صاحب الظلال: "هذا صراط. هذا ناموس. هذه سنة. وهي السنة التي ارتضتها الإرادة قانوناً وحكماً في الهدى والضلال.
«إن عبادي» المخلصين لي ليس لك عليهم سلطان، ولا لك فيهم تأثير، ولا تملك أن تزين لهم لأنك عنهم محصور، ولأنهم منك في حمى، ولأن مداخلك إلى نفوسهم مغلقة".
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/