النوال... (247) (وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
13
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (247)

اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "المرسلات": (وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا عُذْرًا أَوْ نُذْرًا)

اختلف المفسرون في المراد بهذه الآيات:
قوله تعالى: (وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا)
قيل: المراد الرياح يتبع بعضها بعضاً (كلهم ذكروا هذا القول) (ورجحه ابن كثير*, وابن عاشور*)

وقيل: الملائكة ترسل بالمعروف. (كلهم ذكروا هذا القول)

فقوله: (عرفاً) أي: بالمعروف.
أو بمعنى: متتابعاً كعرف الفرس.

وقيل: الرسل (ذكره الماتريدي*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*)

وقيل: الكتب المنزلة لأنها أرسلت بالمعروف وكل أنواع الخير. (ذكره الماتريدي*)
أو القرآن (ذكره الرازي*)

وقيل: السحب (ذكره ابن عطية*, والقرطبي*)

وقوله تعالى: (فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا)
قيل: الرياح العاصفات عصفاً، أي: شديدات الهبوب (كلهم ذكروا هذا القول) (ورجحه ابن كثير*, وابن عاشور*)

وقيل: الملائكة يعصفن في مضيهن كما تعصف الرياح، تخففاً في امتثال أمره (ذكره الزمخشري*, والرازي*, وابن كثير*, وابن عاشور*, وصاحب الظلال*)

وقيل: الملائكة يعصفون أرواح الكفار، أي: يأخذونها على شدة وغضب. (ذكره الماتريدي*, والرازي*, والقرطبي*)

وقوله تعالى: (وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا)
قيل: الرياح تنشر السحاب (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, والرازي*, والقرطبي*, وابن عاشور*, وصاحب الظلال*) (ورجحه ابن كثير*)

وقيل: الرياح تنشر رحمة الله ومطره (ذكره ابن عطية*)

وقيل: السحب تنشر الموات (ذكره الزمخشري*)
أو المطر. (ذكره ابن جرير*, وابن عطية*, والقرطبي*, وابن كثير*)
قال القرطبي: "لأنها تنشر النبات، فالنشر بمعنى الإحياء"

وقيل: الملائكة (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, وابن عطية*, والقرطبي*, وابن عاشور*, وصاحب الظلال*)
قال بعضهم: تنشر الوحي.
وقال بعضهم: تنشر كتب الله عز وجل.
وقال بعضهم: تنشر صحف العباد بالأعمال.

وقيل: الملائكة تنشر أجنحتها. (ذكره الزمخشري*, والرازي*, وابن كثير*)

وقيل: الملائكة التي تباشر إخراج الموتى من قبورهم للبعث فكأنهم يحيونهم (ذكره ابن عطية*)

وقيل: الكتب المنزلة ناشرات للحق والهدى (ذكره الماتريدي*)
أو القرآن (ذكره الرازي*)

وقيل: الرياح تعين النبات والزرع والشجر على النشور والإنبات، وذلك لأنها تلقح فيبرز النبات بذلك، على ما قال تعالى: (وأرسلنا الرياح لواقح) (ذكره الرازي*)

وقوله تعالى: (فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا)
قيل: الملائكة تفرق بين الحق والباطل. (كلهم ذكروا هذا القول)

وقيل: القرآن. فرق الله فيه بين الحق والباطل. (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*)
أو الكتب المنزلة (ذكره الماتريدي*)

وقيل: الرسل يفرقون بين الحق والباطل (ذكره الماتريدي*, والرازي*, والقرطبي)

وقيل: الرياح تفرق السحاب (ذكره الماتريدي*, والبغوي*, والرازي*, والقرطبي*, وابن عاشور*)

وقوله تعالى: (فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا)
قيل: الملائكة المبلغات وحي الله. (ذكره ابن جرير*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*, وابن عاشور*, وصاحب الظلال*)

وقيل: الكتب المنزلة (ذكره الماتريدي*)
أو القران (ذكره الرازي*)

وقيل: الرسل (ذكره الماتريدي*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*)

قال الرازي: "القول الثاني: أن الاثنين الأولين هما الرياح، فقوله: (والمرسلات عرفاً فالعاصفات عصفاً) هما الرياح، والثلاثة الباقية الملائكة، لأنها تنشر الوحي والدين، وهذا القول ما رأيته لأحد، ولكنه ظاهر الاحتمال أيضاً، والذي يؤكده أنه قال: (والمرسلات عرفاً، فالعاصفات عصفاً) عطف الثاني على الأول بحرف الفاء، ثم ذكر الواو فقال: والناشرات نشراً وعطف الاثنين الباقيين عليه بحرف الفاء، وهذا يقتضي أن يكون الأولان ممتازين عن الثلاثة الأخيرة"

ولما ذكر ابن جرير بعض الأقوال صوب أن الآيات عامة، ولم يخصص الله بذلك شيئاً دون شيء، وقال: "فكل من كان صفته كذلك فداخل في قسمه ذلك ملكاً أو ريحاً أو رسولاً من بني آدم مرسلاً".

قال صاحب الظلال: "ونحن نلمح أن التهويل بالتجهيل ملحوظ في هذه الأمور المقسم بها كالشأن في الذاريات ذرواً. وفي النازعات غرقاً.. وأن هذا الخلاف في شأنها دليل على إبهامها. وأن هذا الإبهام عنصر أصيل فيها في موضعها هذا.
وأن الإيحاء المجمل في التلويح بها هو أظهر شيء في هذا المقام. وأنها هي بذاتها تحدث هزة شعورية بإيحاء جرسها وتتابع إيقاعها، والظلال المباشرة التي تلقيها. وهذه الانتفاضة والهزة اللتان تحدثهما في النفس هما أليق شيء بموضوع السورة واتجاهها.. "
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
عودة
أعلى