النوال... (246) (وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
13
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (246)

اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الذاريات": (وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا)
اختلف المفسرون في المراد بهذه الآيات.

قوله تعالى: (وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا)
قيل: الرياح التي تذرو التراب ذرواً (كلهم ذكروا هذا القول)
يقال: ذرت الريح التراب، ومنه قوله تعالى: (فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ) ومعنى تذروه: ترفعه وتفرقه.

وقيل: الذاريات الملائكة. (ذكره الماتريدي*, والرازي*)

وقيل: الذاريات الكواكب من ذرا يذرو إذا أسرع (ذكره الرازي*)

وقيل: الذاريات النساء الوالدات، لأنهن يذرين الأولاد (ذكره القرطبي*)
قال مكمل أضواء البيان: ولا يخفى سقوط هذا القول.

وقوله تعالى (فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا)
قيل: هي السحاب التي تحمل وقرها من الماء (كلهم ذكروا هذا القول)

والوقر بكسر الواو ثقل الحمل على الظهر يقال: جاء يحمل وقره وقد أوقر بعيره. وأوقرت النخلة كثر حملها، يقال: نخلة موقرة.
وقد وصف الله السحاب بالثقال في قوله تعالى: (وينشئ السحاب الثقال)
وقوله: (حتى إذا أقلت سحاباً ثقالاً سقناه لبلد ميت)

وقيل: الرياح يحملن السحاب (ذكره الماتريدي*, والزمخشري*, والرازي*, وابن عاشور*, ومكمل أضواء البيان*)

قال مكمل أضواء البيان: "ولو قال قائل: إن «الحاملات وقراً» الرياح أيضاً كان وجهه ظاهراً.
ودلالة بعض الآيات عليه واضحة، لأن الله تعالى صرح بأن الرياح تحمل السحاب الثقال بالماء، وإذا كانت الرياح هي التي تحمل السحاب إلى حيث شاء الله، فنسبة حمل ذلك الوقر إليها أظهر من نسبته إلى السحاب التي هي محمولة للرياح، وذلك في قوله تعالى: (وهو الذي يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحاباً ثقالاً سقناه لبلد ميت).
فقوله تعالى: (حتى إذا أقلت سحاباً ثقالاً)، أي: حتى إذا حملت الرياح سحاباً ثقالاً، فالإقلال الحمل، وهو مسند إلى الريح. ودلالة هذا على أن الحاملات وقراً هي الرياح ظاهرة كما ترى، ويصح شمول الآية لجميع ذلك".

وقيل: السفن الموقرة بالناس وأمتاعهم (ذكره ابن عطية*, ومكمل أضواء البيان*)

وقيل: الحاملات من النساء إذا ثقلن بالحمل (ذكره القرطبي*)
وقال ابن عطية: "قال جماعة من العلماء: هي أيضاً مع هذا جميع الحيوان الحامل، وفي جميع ذلك معتبر".
قال مكمل أضواء البيان: "وهذا القول ظاهر السقوط"

وقوله تعالى: (فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا)
قيل: السفن التي تجري في البحار سهلاً يسيراً (كلهم ذكروا هذا القول)

قال مكمل أضواء البيان: "ويدل لهذا القول كثرة إطلاق الوصف بالجري على السفن كقوله تعالى: (ومن آياته الجواري في البحر)، وقوله: (إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية)، وقوله تعالى: (والفلك تجري في البحر بأمره)، وقوله تعالى: (الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره)، إلى غير ذلك من الآيات".

وقيل: الرياح (ذكره الماتريدي*, والزمخشري*, والرازي*, وابن عاشور*, ومكمل أضواء البيان*)

وقيل: السحاب (ذكره ابن عطية*, والقرطبي*)

وقيل: الجواري من الكواكب (ذكره ابن عطية*, وابن كثير*)
قال ابن عطية: "واللفظ يقتضي جميع هذا".

وقوله تعالى (فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا)
قيل: الملائكة التي تقسم أمر الله في خلقه. (كلهم ذكروا هذا القول)

وقيل: السحاب (ذكره الزمخشري*)

وقيل: الرياح (ذكره الماتريدي*, والزمخشري*, والرازي*, وابن عاشور*)
قال الزمخشري: "تقسم الأمطار بتصريف السحاب"

قال الرازي: "الأقرب أن هذه صفات أربع للرياح"

قال ابن عاشور: "وهو الأنسب لعطف الصفات بالفاء".
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
عودة
أعلى