صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (245)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الإسراء": (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ)
القول الراجح أن قوله: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ)
تمثيل واستعارة أي: اجمع عليهم كل ما تقدر عليه من مكايدك وتسلط عليهم بكل ما تقدر عليه.
وأن قوله: (وشاركهم في الأموال) عام لكل معصية يصنعها الناس بالمال.
وقوله: (والأولاد) عام لكل ما يصنع في أمر الذرية من المعاصي.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
قوله: (واستفزز) أي: استخف.
قال ابن عاشور: "الاستفزاز: طلب الفز، وهو الخفة والانزعاج وترك التثاقل".
وقوله: (بصوتك)
قيل: بدعائك إلى معصية الله. (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*, والشنقيطي*)
وقيل: بوسوستك (ذكره القرطبي*, والشنقيطي*, ابن عاشور*)
وقيل: بالغناء والمزامير (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*, والشنقيطي*)
قال ابن جرير "وأولى الأقوال بالصحة أن يقال: كل صوت كان دعاء إليه وإلى عمله وطاعته فهو داخل في معنى صوته"
وكذلك قال ابن عطية "والصواب أن يكون الصوت يعم جميع ذلك".
وقوله: (وأجلب عليهم بخيلك)
من الجلبة وهي الصياح والأصوات المرتفعة.
يقال: أجلب على العدو: إذا صاح عليه.
قال الشنقيطي "تقول العرب: أجلب على فرسه، وجلب عليه: إذا صاح به من خلف واستحثه للسبق. والخيل تطلق على نفس الأفراس، وعلى الفوارس الراكبين عليها، وهو المراد في الآية".
وقوله: (ورجلك)
الرجل: جمع راجل أي: المشاة.
والمعنى: اجمع عليهم كل ما تقدر عليه من مكايدك دعاء إلى طاعتك، وصرفاً عن طاعتي وتسلط عليهم بكل ما تقدر عليه.
وقيل: كل من شاركه في الباطل والمعصية أو الدعاء إلى ذلك.
قال القرطبي: "قال أكثر المفسرين: يريد كل راكب وماش في معصية الله تعالى"
قال الرازي: "فعلى هذا التقدير خيله ورجله كل من شاركه في الدعاء إلى المعصية".
وقال ابن عطية: "قيل المراد: فرسان الناس ورجالتهم، المتصرفون في الباطل، فإنهم كلهم أعوان لإبليس على غيرهم، قاله مجاهد"
وقال الزمخشري: "قيل: بصوته، بدعائه إلى الشر. وخيله ورجله: كل راكب وماش من أهل العيث"
وقيل: إن له خيلاً ورجلاً من الجن والإنس وهو كل من يقاتل في المعصية (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, والقرطبي*, وابن كثير*)
وقيل: جند من الشياطين (ذكره الماتريدي*, وابن عطية*, والرازي*)
والقول الراجح أن قوله: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ)
تمثيل واستعارة أي: اجمع عليهم كل ما تقدر عليه من مكايدك وتسلط عليهم بكل ما تقدر عليه.
قال الزمخشري: "فإن قلت: ما معنى استفزاز إبليس بصوته وإجلابه بخيله ورجله؟
قلت: هو كلام ورد مورد التمثيل، مثلت حاله في تسلطه على من يغويه بمغوار أوقع على قوم فصوت بهم صوتاً يستفزهم من أماكنهم ويقلقهم عن مراكزهم، وأجلب عليهم بجنده من خيالة ورجالة حتى استأصلهم".
وقال ابن عطية: "قيل: هذا مجاز واستعارة، بمعنى: اسع سعيك، وابلغ جهدك"
وقال الرازي: "المراد منه ضرب المثل كما تقول للرجل المجد في الأمر: جئتنا بخيلك ورجلك وهذا الوجه أقرب"
وقال ابن عاشور: "والمعنى: أجمع لمن اتبعك من ذرية آدم وسائل الفتنة والوسوسة لإضلالهم. فجعلت وسائل الوسوسة بتزيين المفاسد وتفظيع المصالح كاختلاف أصناف الجيش، فهذا تمثيل حال الشيطان وحال متبعيه من ذرية آدم بحال من يغزو قوماً بجيش عظيم من فرسان ورجالة".
وقال صاحب الظلال: "«واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك» .
وهو تجسيم لوسائل الغواية والإحاطة، والاستيلاء على القلوب والمشاعر والعقول. فهي المعركة الصاخبة، تستخدم فيها الأصوات والخيل والرجل على طريقة المعارك والمبارزات. يرسل فيها الصوت فيزعج الخصوم ويخرجهم من مراكزهم الحصينة، أو يستدرجهم للفخ المنصوب والمكيدة المدبرة. فإذا استدرجوا إلى العراء أخذتهم الخيل، وأحاطت بهم الرجال!"
وقوله: (وشاركهم في الأموال)
قيل: كل ما أصيب من حرام أو أنفق في حرام. (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, والقرطبي*, وابن كثير*, والشنقيطي*)
وقيل: هو ما كان المشركون يحرمونه من الأنعام كالبحيرة والسائبة والوصيلة والحام. (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, والقرطبي*, وابن كثير*, والشنقيطي*, وابن عاشور*)
وقيل: ما كان المشركون يذبحونه لآلهتهم. (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, والقرطبي*)
قال ابن جرير: "وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: عني بذلك كل مال عصى الله فيه بإنفاق في حرام أو اكتساب من حرام، أو ذبح للآلهة، أو تسييب، أو بحر للشيطان، وغير ذلك مما كان معصياً به أو فيه، وذلك أن الله قال: (وشاركهم في الأموال) فكل ما أطيع الشيطان فيه من مال وعصي الله فيه فقد شارك فاعل ذلك فيه إبليس، فلا وجه لخصوص بعض ذلك دون بعض".
وقال الرازي: "المشاركة في الأموال كل تصرف قبيح في المال سواء كان ذلك القبيح بسبب أخذه من غير حقه أو وضعه في غير حقه ويدخل فيه الربا والغصب والسرقة والمعاملات الفاسدة، وهكذا قاله القاضي وهو ضبط حسن"
وأما المشاركة في الأولاد:
فقيل: المراد الموؤدة وقتلهم بعض أولادهم. (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*, والشنقيطي*)
وقيل: هم أولاد الزنا.
وقيل: أنهم هودوا أولادهم ونصروهم ومجسوهم.
(ذكر القولين ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*, والشنقيطي*)
وقيل: تسميتهم الأولاد عبد الحارث وعبد شمس وعبد العزى وعبد الدار ونحوها. (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*, والشنقيطي*)
وقيل: مشاركة الشيطان عند الجماع فإذا لم يقل: بسم الله أصاب معه (ذكره البغوي*, والقرطبي*)
قال ابن جرير: "وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: كل ولد عصي الله بتسميته ما يكرهه الله، أو بإدخاله في غير الدين الذي ارتضاه الله، أو بالزنا بأمه، أو قتله ووأده، أو غير ذلك فكل ما عصي الله فيه وأطيع به الشيطان فهو مشاركة إبليس فيه".
قال ابن كثير: "وهذا الذي قاله متجه، وكل من السلف رحمهم الله فسر بعض المشاركة"
وقال الزمخشري: "وأما المشاركة في الأموال والأولاد فكل معصية يحملهم عليها في بابهما، كالربا والمكاسب المحرمة، والبحيرة والسائبة، والإنفاق في الفسوق، والإسراف، ومنع الزكاة، والتوصل إلى الأولاد بالسبب الحرام، ودعوى ولد بغير سبب، والتسمية بعبد العزى وعبد الحرث، والتهويد والتنصير، والحمل على الحرف الذميمة والأعمال المحظورة، وغير ذلك"
وقال الرازي: "ترغيبهم في حفظ الأشعار المشتملة على الفحش وترغيبهم في القتل والقتال والحرف الخبيثة الخسيسة. والضابط أن يقال: إن كل تصرف من المرء في ولده على وجه يؤدي إلى ارتكاب منكر أو قبيح فهو داخل فيه".
وقال ابن عطية: "(وشاركهم في الأموال) عام لكل معصية يصنعها الناس بالمال، فإن ذلك المصرف في المعصية، هو خط إبليس...
وقوله: (والأولاد) عام لكل ما يصنع في أمر الذرية من المعاصي"
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الإسراء": (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ)
القول الراجح أن قوله: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ)
تمثيل واستعارة أي: اجمع عليهم كل ما تقدر عليه من مكايدك وتسلط عليهم بكل ما تقدر عليه.
وأن قوله: (وشاركهم في الأموال) عام لكل معصية يصنعها الناس بالمال.
وقوله: (والأولاد) عام لكل ما يصنع في أمر الذرية من المعاصي.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
قوله: (واستفزز) أي: استخف.
قال ابن عاشور: "الاستفزاز: طلب الفز، وهو الخفة والانزعاج وترك التثاقل".
وقوله: (بصوتك)
قيل: بدعائك إلى معصية الله. (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*, والشنقيطي*)
وقيل: بوسوستك (ذكره القرطبي*, والشنقيطي*, ابن عاشور*)
وقيل: بالغناء والمزامير (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*, والشنقيطي*)
قال ابن جرير "وأولى الأقوال بالصحة أن يقال: كل صوت كان دعاء إليه وإلى عمله وطاعته فهو داخل في معنى صوته"
وكذلك قال ابن عطية "والصواب أن يكون الصوت يعم جميع ذلك".
وقوله: (وأجلب عليهم بخيلك)
من الجلبة وهي الصياح والأصوات المرتفعة.
يقال: أجلب على العدو: إذا صاح عليه.
قال الشنقيطي "تقول العرب: أجلب على فرسه، وجلب عليه: إذا صاح به من خلف واستحثه للسبق. والخيل تطلق على نفس الأفراس، وعلى الفوارس الراكبين عليها، وهو المراد في الآية".
وقوله: (ورجلك)
الرجل: جمع راجل أي: المشاة.
والمعنى: اجمع عليهم كل ما تقدر عليه من مكايدك دعاء إلى طاعتك، وصرفاً عن طاعتي وتسلط عليهم بكل ما تقدر عليه.
وقيل: كل من شاركه في الباطل والمعصية أو الدعاء إلى ذلك.
قال القرطبي: "قال أكثر المفسرين: يريد كل راكب وماش في معصية الله تعالى"
قال الرازي: "فعلى هذا التقدير خيله ورجله كل من شاركه في الدعاء إلى المعصية".
وقال ابن عطية: "قيل المراد: فرسان الناس ورجالتهم، المتصرفون في الباطل، فإنهم كلهم أعوان لإبليس على غيرهم، قاله مجاهد"
وقال الزمخشري: "قيل: بصوته، بدعائه إلى الشر. وخيله ورجله: كل راكب وماش من أهل العيث"
وقيل: إن له خيلاً ورجلاً من الجن والإنس وهو كل من يقاتل في المعصية (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, والقرطبي*, وابن كثير*)
وقيل: جند من الشياطين (ذكره الماتريدي*, وابن عطية*, والرازي*)
والقول الراجح أن قوله: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ)
تمثيل واستعارة أي: اجمع عليهم كل ما تقدر عليه من مكايدك وتسلط عليهم بكل ما تقدر عليه.
قال الزمخشري: "فإن قلت: ما معنى استفزاز إبليس بصوته وإجلابه بخيله ورجله؟
قلت: هو كلام ورد مورد التمثيل، مثلت حاله في تسلطه على من يغويه بمغوار أوقع على قوم فصوت بهم صوتاً يستفزهم من أماكنهم ويقلقهم عن مراكزهم، وأجلب عليهم بجنده من خيالة ورجالة حتى استأصلهم".
وقال ابن عطية: "قيل: هذا مجاز واستعارة، بمعنى: اسع سعيك، وابلغ جهدك"
وقال الرازي: "المراد منه ضرب المثل كما تقول للرجل المجد في الأمر: جئتنا بخيلك ورجلك وهذا الوجه أقرب"
وقال ابن عاشور: "والمعنى: أجمع لمن اتبعك من ذرية آدم وسائل الفتنة والوسوسة لإضلالهم. فجعلت وسائل الوسوسة بتزيين المفاسد وتفظيع المصالح كاختلاف أصناف الجيش، فهذا تمثيل حال الشيطان وحال متبعيه من ذرية آدم بحال من يغزو قوماً بجيش عظيم من فرسان ورجالة".
وقال صاحب الظلال: "«واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك» .
وهو تجسيم لوسائل الغواية والإحاطة، والاستيلاء على القلوب والمشاعر والعقول. فهي المعركة الصاخبة، تستخدم فيها الأصوات والخيل والرجل على طريقة المعارك والمبارزات. يرسل فيها الصوت فيزعج الخصوم ويخرجهم من مراكزهم الحصينة، أو يستدرجهم للفخ المنصوب والمكيدة المدبرة. فإذا استدرجوا إلى العراء أخذتهم الخيل، وأحاطت بهم الرجال!"
وقوله: (وشاركهم في الأموال)
قيل: كل ما أصيب من حرام أو أنفق في حرام. (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, والقرطبي*, وابن كثير*, والشنقيطي*)
وقيل: هو ما كان المشركون يحرمونه من الأنعام كالبحيرة والسائبة والوصيلة والحام. (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, والقرطبي*, وابن كثير*, والشنقيطي*, وابن عاشور*)
وقيل: ما كان المشركون يذبحونه لآلهتهم. (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, والقرطبي*)
قال ابن جرير: "وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: عني بذلك كل مال عصى الله فيه بإنفاق في حرام أو اكتساب من حرام، أو ذبح للآلهة، أو تسييب، أو بحر للشيطان، وغير ذلك مما كان معصياً به أو فيه، وذلك أن الله قال: (وشاركهم في الأموال) فكل ما أطيع الشيطان فيه من مال وعصي الله فيه فقد شارك فاعل ذلك فيه إبليس، فلا وجه لخصوص بعض ذلك دون بعض".
وقال الرازي: "المشاركة في الأموال كل تصرف قبيح في المال سواء كان ذلك القبيح بسبب أخذه من غير حقه أو وضعه في غير حقه ويدخل فيه الربا والغصب والسرقة والمعاملات الفاسدة، وهكذا قاله القاضي وهو ضبط حسن"
وأما المشاركة في الأولاد:
فقيل: المراد الموؤدة وقتلهم بعض أولادهم. (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*, والشنقيطي*)
وقيل: هم أولاد الزنا.
وقيل: أنهم هودوا أولادهم ونصروهم ومجسوهم.
(ذكر القولين ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*, والشنقيطي*)
وقيل: تسميتهم الأولاد عبد الحارث وعبد شمس وعبد العزى وعبد الدار ونحوها. (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*, والشنقيطي*)
وقيل: مشاركة الشيطان عند الجماع فإذا لم يقل: بسم الله أصاب معه (ذكره البغوي*, والقرطبي*)
قال ابن جرير: "وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: كل ولد عصي الله بتسميته ما يكرهه الله، أو بإدخاله في غير الدين الذي ارتضاه الله، أو بالزنا بأمه، أو قتله ووأده، أو غير ذلك فكل ما عصي الله فيه وأطيع به الشيطان فهو مشاركة إبليس فيه".
قال ابن كثير: "وهذا الذي قاله متجه، وكل من السلف رحمهم الله فسر بعض المشاركة"
وقال الزمخشري: "وأما المشاركة في الأموال والأولاد فكل معصية يحملهم عليها في بابهما، كالربا والمكاسب المحرمة، والبحيرة والسائبة، والإنفاق في الفسوق، والإسراف، ومنع الزكاة، والتوصل إلى الأولاد بالسبب الحرام، ودعوى ولد بغير سبب، والتسمية بعبد العزى وعبد الحرث، والتهويد والتنصير، والحمل على الحرف الذميمة والأعمال المحظورة، وغير ذلك"
وقال الرازي: "ترغيبهم في حفظ الأشعار المشتملة على الفحش وترغيبهم في القتل والقتال والحرف الخبيثة الخسيسة. والضابط أن يقال: إن كل تصرف من المرء في ولده على وجه يؤدي إلى ارتكاب منكر أو قبيح فهو داخل فيه".
وقال ابن عطية: "(وشاركهم في الأموال) عام لكل معصية يصنعها الناس بالمال، فإن ذلك المصرف في المعصية، هو خط إبليس...
وقوله: (والأولاد) عام لكل ما يصنع في أمر الذرية من المعاصي"
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/