النوال... (244) (فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
13
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (244)

اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "المرسلات": (فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ)
قوله: (فَقَدَرْنَا) قرئت بالتخفيف وقرئت بتشديد الدال.
والقول الراجح أن القراءتين المراد بهما معنى واحد, وهو التقدير وأن قوله: (القادرون) بمعنى المقدرون.

والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون هل معنى القراءتين يختلف أم هما بمعنى واحد:
فقيل: هما بمعنى واحد (ذكره ابن جرير*) (واقتصر عليه الماتريدي*, وابن عاشور*)
وهذا هو القول الراجح فالقراءتان المراد بهما معنى واحد, وهو التقدير.

قال ابن جرير: "وقد يجوز أن يكون المعنى في التشديد والتخفيف واحداً. فإنه محكي عن العرب، قُدِر عليه الموت، وقُدِّر بالتخفيف والتشديد".

وقال القرطبي: "وهما لغتان بمعنى. قاله الكسائي والفراء والقتبي، ومنه قول النبي صلى الله عليه سلم في الهلال: (إذا غم عليكم فاقدروا له) أي: قدروا له المسير والمنازل".
وقال: "قال الفراء: لأن العرب تقول: قدر عليه الموت وقدر، قال الله تعالى: (نحن قدرنا بينكم الموت) قرئ بالتخفيف، والتشديد"

وقال ابن عاشور: "هما بمعنى واحد، يقال: قدر بالتشديد تقديراً فهو مقدر، وقدر التخفيف قدراً فهو قادر، إذا جعل الشيء على مقدار مناسب لما جعل له".

وقيل: المعنى قد يختلف وهو ما يفهم من (الزمخشري*, والرازي*)
(وذكر القولين البغوي*, والقرطبي*)

وعلى القول بأن معنى القراءتين يختلف فيكون (قدرنا) بالتشديد من التقدير، وبالتخفيف من القدرة.

(والزمخشري والرازي*) ذكرا القولين كليهما على قراءة التخفيف, ورجح الزمخشري المعنى الأول وهو التقدير.
فقال: "والأول أولى لقراءة من قرأ «فقدّرنا بالتشديد» ولقوله: {مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ}"

(وابن كثير*, وصاحب الظلال*) لم يذكرا الا قراءة التخفيف واقتصرا على المعنى الأول وهو التقدير.
(وكذلك الشنقيطي*) لم يذكر الا قراءة التخفيف ولكنه اقتصر على المعنى الثاني وهو القدرة.

وقوله: (فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ)
على تفسير (قدرنا) بالقدرة يكون (القادرون) من القدرة أيضاً.
وعلى تفسير (قدرنا) بالتقدير يكون (القادرون) بمعنى المقدرون وهذا هو الراجح.

(وذهب الماتريدي*, وابن عاشور*) الى أنه من القدرة على أي حال.
قال الماتريدي: "أي: إن الذي فعل بكم هذا هو الله تعالى لم يقدر أحد أن يفعل بكم هذا الفعل".

وقال ابن عاشور: "والقادرون اسم فاعل من قدر اللازم إذا كان ذا قدرة، وبذلك يكون الكلام تأسيساً لا تأكيداً، أي: فنعم القادرون على الأشياء".
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
عودة
أعلى