صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (242)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الحجر": (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ)
القول الراجح أن المعنى: لو فتح لهؤلاء الكفار باب من أبواب السماء، وصاروا يصعدون وينظرون عياناً إلى ملكوت الله تعالى وقدرته وسلطانه، وإلى الملائكة لبقوا مصرين على كفرهم.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
قوله: (يَعْرُجُونَ) أي: يرقَوْن ويصعدون.
وقوله: (سُكِّرَتْ) أي: سدّت وحبست من الإبصار.
قال الرازي: "وأصله من السكر وهو سد الشق لئلا ينفجر الماء، فكأن هذه الأبصار منعت من النظر كما يمنع السكر الماء من الجري"
قال ابن عطية: "فهي لا تنفذ وتعطينا حقائق الأشياء كما كانت تفعل.
وعبر بعض المفسرين عن هذه اللفظة بقوله: غشي على أبصارنا، وقال بعضهم: عميت أبصارنا، وهذا ونحوه تفسير بالمعنى لا يرتبط باللفظ".
واختلف المفسرون في المعنيين بقوله: (فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ) على قولين:
القول الأول: أن المراد بهم الملائكة.
والمعنى: ولو فتحنا على هؤلاء باباً من السماء فظلت الملائكة تعرج فيه وتنزل وهم يرونهم عياناً لقالوا: هذه أباطيل لا حقيقة لها.
و(لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ)
(رجحه البغوي*)
القول الثاني: أنهم الكفار.
والمعنى: لو فتح لهؤلاء الكفار باب من أبواب السماء، وصاروا يصعدون وينظرون عياناً إلى ملكوت الله تعالى وقدرته وسلطانه، وإلى الملائكة لبقوا مصرين على كفرهم ولقالوا: هذه أباطيل لا حقيقة لها.
و(لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ)
(اقتصر عليه ابن كثير*, وابن عاشور*, وصاحب الظلال*) (وذكر القولين ابن جرير*, والماتريدي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*)
وهذا القول الثاني هو الراجح ولو كان المراد الملائكة لقال: ينزلون ولم يقل: (يعرجون)
قال ابن عطية: "وهو أبلغ في إصرارهم"
قال صاحب الظلال: "ليس الذي ينقصهم هو دلائل الإيمان. وليس الذي يمنعهم أن الملائكة لا تنزل.
فصعودهم هم أشد دلالة وألصق بهم من نزول الملائكة".
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الحجر": (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ)
القول الراجح أن المعنى: لو فتح لهؤلاء الكفار باب من أبواب السماء، وصاروا يصعدون وينظرون عياناً إلى ملكوت الله تعالى وقدرته وسلطانه، وإلى الملائكة لبقوا مصرين على كفرهم.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
قوله: (يَعْرُجُونَ) أي: يرقَوْن ويصعدون.
وقوله: (سُكِّرَتْ) أي: سدّت وحبست من الإبصار.
قال الرازي: "وأصله من السكر وهو سد الشق لئلا ينفجر الماء، فكأن هذه الأبصار منعت من النظر كما يمنع السكر الماء من الجري"
قال ابن عطية: "فهي لا تنفذ وتعطينا حقائق الأشياء كما كانت تفعل.
وعبر بعض المفسرين عن هذه اللفظة بقوله: غشي على أبصارنا، وقال بعضهم: عميت أبصارنا، وهذا ونحوه تفسير بالمعنى لا يرتبط باللفظ".
واختلف المفسرون في المعنيين بقوله: (فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ) على قولين:
القول الأول: أن المراد بهم الملائكة.
والمعنى: ولو فتحنا على هؤلاء باباً من السماء فظلت الملائكة تعرج فيه وتنزل وهم يرونهم عياناً لقالوا: هذه أباطيل لا حقيقة لها.
و(لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ)
(رجحه البغوي*)
القول الثاني: أنهم الكفار.
والمعنى: لو فتح لهؤلاء الكفار باب من أبواب السماء، وصاروا يصعدون وينظرون عياناً إلى ملكوت الله تعالى وقدرته وسلطانه، وإلى الملائكة لبقوا مصرين على كفرهم ولقالوا: هذه أباطيل لا حقيقة لها.
و(لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ)
(اقتصر عليه ابن كثير*, وابن عاشور*, وصاحب الظلال*) (وذكر القولين ابن جرير*, والماتريدي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*)
وهذا القول الثاني هو الراجح ولو كان المراد الملائكة لقال: ينزلون ولم يقل: (يعرجون)
قال ابن عطية: "وهو أبلغ في إصرارهم"
قال صاحب الظلال: "ليس الذي ينقصهم هو دلائل الإيمان. وليس الذي يمنعهم أن الملائكة لا تنزل.
فصعودهم هم أشد دلالة وألصق بهم من نزول الملائكة".
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/