النوال... (240) (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
13
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (240)

اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "البقرة": (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ)
القول هو الأقرب أن المراد لا يعلمون الكتاب، لكن يتمنون أماني باطلة، أن الله يرحمهم ولا يؤاخذهم بخطاياهم وأنه لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى. قال الله تعالى: (تلك أمانيهم)

والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (إِلَّا أَمَانِيَّ) على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن المراد الأكاذيب والأشياء المختلقة.
قال ابن عطية: "ذكر أهل اللغة أن العرب تقول: تمنى الرجل إذا كذب واختلق الحديث" (رجحه ابن جرير*) (وذكره الماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*, وابن عاشور*)
قال ابن عطية: "فمعنى الآية أن منهم أميين لا يعلمون الكتاب إلا أنهم يسمعون من الأحبار أشياء مختلقة يظنونها من الكتاب"

القول الثاني: أن المراد لا يعلمون الكتاب، لكن يتمنون أماني باطلة، أن الله يرحمهم ولا يؤاخذهم بخطاياهم وأنه لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى. قال الله تعالى: (تلك أمانيهم) (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*, والشنقيطي*)
وهذا القول هو الأقرب.

(وجمع صاحب الظلال* بين هذا القول والذي قبله)
(ورجحه ابن عاشور*) لكن رأى أن المراد أنهم يدعون أنهم يعلمون الكتاب لأنهم تمنوا أن يكونوا علماء فلما لم ينالوا العلم ادعوه باطلاً"

قال الزمخشري: "لا يحسنون الكتب فيطالعوا التوراة ويتحققوا ما فيها لا يعلمون الكتاب التوراة إلا ما هم عليه من أمانيهم، وأن الله يعفو عنهم ويرحمهم ولا يؤاخذهم بخطاياهم، وأن آباءهم الأنبياء يشفعون لهم وما تمنيهم أحبارهم من أن النار لا تمسهم إلا أياماً معدودة".

القول الثالث: أن المراد بالأماني القراءة، أي: لا يعلمون من الكتاب إلا قراءة ألفاظ دون إدراك معانيها. (ذكره الماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, والشنقيطي*, وابن عاشور*)
قالوا: هي من تمنى إذا تلا.
ومنه كعب بن مالك:
تمنى كتاب الله أول ليله ... وآخره لاقى حمام المقادر
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
عودة
أعلى